الجزء الثانى: دحض سفسطات الصوفى الختمى محمد احمد صاحب كتاب (براءة الشيعة من مفتريات الوهابية )
صفحة 1 من اصل 1
الجزء الثانى: دحض سفسطات الصوفى الختمى محمد احمد صاحب كتاب (براءة الشيعة من مفتريات الوهابية )
ويواصل شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله تعالى فى كشف ودحض ضلالت الصوفية والروافض فيقول ((....فإذا ادعى المدعى ان محمداً صلى الله عليه وسلم إنما علم هذه الأمور الظاهرة دون حقائق الإيمان وأنه لا يؤخذ هذه الحقائق عن الكتاب والسنة فقد ادعى ان بعض الذى آمن به مما جاء به الرسول دون البعض الآخر وهذا شر ممن يقول أؤمن ببعض وأكفر ببعض ولا يدعى هذا البعض الذى آمن به ادنى القسمين وهؤلاء الملاحدة يدعون ان الولاية أفضل من النبوة ويلبسون على الناس فيقولون ولايته أفضل من نبوته وينشدون :
مقام النبوة فى برزخ فويق الرسول ودون الولى
ويقولون نحن شاركناه فى ولايته التى هى أعظم من رسالته وهذا من أعظم ضلالهم . فإن ولاية محمد لم يماثله فيها أحد لا ابراهيم ولا موسى فضلاً عن ايمان ثلة فيها هؤلاء الملحدون ))( ) .
نقول للمفترى هذا هو شيخكم وإمامكم الخمينى يدعو جهاراً نهاراً عبر كتاباته وبياناته وسفاراته ومراكزه الثقافية فى العالم إلى هذه الضلالات التى ذكرها شيخ الإسلام أنظر إلى أقوال الخمينى قاتله الله ((وان من ضروريات مذهبنا ان لائمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبى مرسل ))( ) . ويواصل شيخ الاسلام ابن تيمية فى الرد على هؤلاء الضلال من المتصوفة والروافض الهالكة فيقول : ((وهؤلاء قد يقولون كما يقول صاحب ((الفصوص )) ابن عربى)) : أنهم يأخذون من المعدن الذى يأخذ منه الملك الذى يوحى به الى الرسول وذلك انهم اعتقدوا عقيدة المتفلسفة ثم اخرجوها فى غالب المكاشفة ))( ) . ونقول للمفترى المدعو محمد أحمد حامد بأن الامام بن القيم سلك مسلك شيخه شيخ الاسلام ابن تيمية فى الرد على أهل البدع والضلال من الصوفية والروافض .
يقول الإمام بن القيم فى كتابه مدارج السالكين ((قوله وهذا شئ لا يخلص من الكهانة )) يعنى انه من جنس الكهانة وأحوال الكهان معلومة قديما وحديثا فى أخبارهم عن نوع من المغيبات بواسطة إخوانهم الشياطين الذين يلقون إليهم السمع ولم يزل هولاء فى الوجود . ويكثرون فى الأزمنة والأمكنة التى يخفى فيها نور النبوة ولذلك كانوا أكثر ما كانوا فى زمن الجاهلية وكل زمان جاهلية وبلدة جاهلية وطائفة جاهلية فلهم منها نصيب إقتران الشياطين بهم وطاعتهم لهم وعباداتهم إياهم))( ) . وهنا نجد الإمام بن القيم يرد على الصوفية فى معرض رده على النصارى فيقول ((...وقد وقع فى نظير شركهم ((أى شرك النصارى)) طوائف من المنتسبين إلى الإسلام وإشتبه عليهم ما يحل فى قلوب العارفين من الايمان به ومعرفته ونوره وهداه فظنوا ذلك نفس الله وقد قال تعالى ((المثل الاعلى)) وقال : ((وله المثل الأعلى فى السموات والأرض وهو العزيز الحكيم ))( ) وهو ما فى قلوب ملائكته وأنبيائه وعباده المؤمنين من الايمان به ومعرفته وإجلاله وتعظيمه )) ( ) وقال رحمه الله تعالى فى معرض رده على النصارى ((... ومحمد بعثه الله تعالى بين يدى الساعة كما قال : ((بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بأصبعه السبابة والوسطى))( ) وكان اذا ذكر الساعة علا صوته وأحمر وجهه وأشتد غضبه وقال : ((انا النذير العريان)) فأخبر من الأمور التى تأتى فى المستقبل بما لن يأتى به نبى من الأنبياء كما نعته به المسيح حيث قال ((انه يخبركم بكل ما يأتى)) ولا يوجد مثل هذا أصلا عن أحد من الأنبياء قبل محمد صلى الله عليه وسلم فضلاً عن أن يوجد عن شئ نزل على قلب بعض الحواريين ))( ) وفى كلام بن القيم المتقدم ((فيه رد قوى على المفترى المدعو محمد أحمد حامد وأنظر أخى القارئ إلى قول بن القيم وتأمله ((ولا يوجد مثل هذا أصلاً عن أحد من الأنبياء قبل محمد صلى الله عليه وسلم فضلاً عن ان يوجد عن شئ نزل على قلب بعض الحواريين )) ويواصل العلامة بن القيم فى كشف ودحض ضلالات الصوفية والروافض فيقول : ((ما يخاف ويرجى من المخلوقات فأعلى غاياته ان يكون جزء سبب غير مستقل بالتأثير ولا يستقل وحده دون توقف تاثيره على غيره الا الله الواحد القهار فلا ينبقى ان يرجى ولا يخاف غيره وهذا برهان قطعى على ان تعلق الرجاء والخوف بغيره باطل ))( ) انتهى كلامه وقال شيخ الاسلام فى معرض رده على أمثال المدعو محمد أحمد والخمينى وأضرابهما من أهل الضلال ما نصه ((..ان العراف إسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم كالحازر الذى يدعى علم الغيب أو يدعى الكشف))( ) ))وقال الإمام بن القيم رحمه الله ((من إشتهر بإحسان الزجر عندهم سموه عائفاً وعرافا . والمقصود من هذا معرفة ان من يدعى معرفة علم الشئ من المغيبات فهو إما داخل فى إسم الكاهن وإما مشارك له فى المعنى فيحلق به ))( ) هكذا دحض شيخ الاسلام بن تيمية وتلميذه بن القيم ضلالات وإنحرافات من يدعى الكشف وعلم الغيب وعلوم اللوح المحفوظ . وان ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد والله المستعان.
سابعاً : قول المفترى ((ثم ان إمام الوهابية نقل فى بعض كتبه ((انظر كتاب ابن تيمية ((الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان )) قصة الرجل الصالح الذى أحيا حماره وقصة الرجل الذى أحيا فرسه وقصة سيدنا الحسن البصرى حيث اختفى من جنود الحجاج فهل كان ذلك تصريفاً ام سحراً وماذا يقول الوهابية فيما نقله إمامهم بالسند الصحيح ؟))( ) نقول لهذا المفترى ان الذى نقلته من كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية لايدل على دعاء غير الله والاستغاثة بهم وإنما صاحب الحمار والفرس والحسن البصرى دعوا الله فأستجاب الله دعائهم وأكرمهم كما سياتى: وإليكم نص ما نقله شيخ الإسلام فى كتابه ((الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان )) يقول رحمه الله تعالى ما نصه ((........... وتغيب الحسن ( ) البصرى عن الحجاج فدخلوا عليه ست مرات فدعا الله عز وجل فلم يروه ودعا على بعض الخوارج كان يؤذيهم فخر ميتاً)) وصلة بن اشيم مات فرسه وهو فى الغزو . فقال اللهم لا تجعل لمخلوق على منة ودعا الله عز وجل فأحيا له فرسه ، فلما وصل الى بيته قال: يا بنى خذ سرج الفرس فإنه عارية وأخذ سرجه فمات الفرس. إلى ان قال رحمه الله ورجل من النخع كان له حمار فمات فى الطريق فقال له اصحابه: هلم توزع متاعك على رحالنا فقال لهم : امهلونى هنيهة ثم توضأ فأحسن الوضوء وصلى ركعتين. ودعا الله تعالى فأحيا له حماره فحمل عليه متاعه )) وقال رحمه الله بعد ان ذكر عددا من الكرامات وقعت لأهل الخير والصلاح ما نصه ((.وهذا باب واسع ((و)) قد بسط الكلام على كرامات الأولياء فى غير هذا الموضع وأما ما نعرفه نحن عيانا ونعرفه فى هذا الزمان فكثير ، ومما ينبقى ان يعرف ان الكرامات قد تكون بحسب حاجة الرجل فاذا احتاج إليها الضعيف الايمان او المحتاج أتاه منها ما يقوى إيمانه ويسد حاجته ، ويكون من هو أكمل ولاية لله منه مستغنيا عن ذلك فلا يأتيه مثل ذلك لعلو درجته وغناه عنها لا لنقص ولايته . ولهذا كانت هذه الأمور فى التابعين أكثر منها فى الصحابة بخلاف من يجرى على يديه الخوارق لهدى الخلق ولحاجتهم فهؤلاء اعظم درجة . وهذا بخلاف الاحوال الشيطانية مثل حال عبد الله بن صياد))( ) الذى ظهر فى زمن النبى صلى الله عليه وسلم وكان قد ظن بعض الصحابة انه الدجال وتوقف النبى صلى الله عليه وسلم فى أمره حتى تبين له فيما بعد انه ليس هو الدجال لكنه كان من جنس الكهان قال له النبى صلى الله عليه وسلم (قد خبأت لك خبءاً)) قال : الدخ الدخ وقد كان خبأ له سورة الدخان فقال له النبى صلى الله عليه وسلم ((أخسأ فلن تعدو قدرك )) يعنى انما انت من إخوان الكهان والكهان كان يكون لأحدهم القرين من الشياطين يخبره بكثير من المغيبات بما يسترقه من السمع وكانوا يخلطون الصدق بالكذب كما فى الحديث الصحيح الذى رواه البخارى وغيره ان النبى صلى الله عليه وسلم قال : ((ان الملائكة تنزل فى العنان – وهو السحاب – فتذكر الأمر قضى فى السماء فتسترق الشياطين السمع فتوحيه الى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم ))( ) .يقول شيخ الاسلام بن تيمية مبيناً الفرق بين كرامات أولياء الرحمن وخوارق أولياء الشيطان : ما نصه : ((و أيضاً كرامات الاولياء لابد ان يكون سببها الايمان والتقوى فما كان سبه الكفر والفسوق والعصيان فهو من خوارق أعداء الله لا من كرامات أولياء الله فمن كانت خوارقه لا تحصل بالصلاة والقراءة والذكر وقيام الليل والدعاء ، وإنما تحصل عند الشرك مثل دعاء الميت والغائب أو بالفسق والعصيان وأكل المحرمات كالحيات والزنابير والخنافس والدم وغيره من النجاسات ومثل الغناء والرقص ولا سيما مع النسوة الأجانب والمردان وحالة خوارقه تنقص عند سماع القرآن وتقوى عند سماع مزامير الشيطان فيرقص ليلاً طويلاً فإذا جاءت الصلاة صلى قاعداً او ينقر الصلاة نقر الديك وهو يبغض سماع القرآن وينفر عنه ، ويتكلفه ليس له فيه محبة ولا ذوق ولا لذه عند وجده ، ويحب سماع المكاء والتصدية ويجد مواجيد فهذه أحوال شيطانية وهو ممن يتناوله قوله تعالى ((ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين))( ) فالقرآن هو ذكر الرحمن قال تعالى ((ومن أعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى قال ربى لم حشرتنى اعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى))( ) قال بن عباس رضى الله عنهما : تكفل الله لمن قرأ كتابه وعمل بما فيه ان لا يضل فى الدنيا ولا يشقى فى الآخرة ثم قرأ هذه الأية ))( ) نقول لهذا المفترى المدعو محمد أحمد حامد السوداني ان هذه القصص الثلاث التى أوردها شيخ الاسلام بن تيمية لا تدل على دعاء غير الله بأى وجه من الوجوه بل تدل على اخلاص التوحيد لله وحده وأنظر قوله رحمه الله ((وتغيب الحسن البصرى عن الحجاج فدخلوا عليه ست مرات فدعا الله عز وجل فلم يروه ...... الخ))انظر الى قوله ((فدعا الله عز وجل فلم يروه)) فالشاهد انه لم يدعوا نبيا مرسلا ولا ملكا مقربا ولا وليا صالحا انما دعا الله وحده لا شريك له وكذلك أنظر الى قوله ((وصلة بن اشيم مات فرسه وهو فى الغزو فقال : ((اللهم لا تجعل لمخلوق على منة فدعا الله عز وجل فأحيا له فرسه ))تأمل فى قوله وانظر كيف أنه دعا الله وحده فإستجاب الله دعاه فإنه لم يدعو غير الله )) وكذلك انظر اخى القارئ الى قوله ((رجل من النخع كان له حمار فمات فى الطريق إلى ان قال رحمه الله ..فقال لهم امهلونى هنيهة ثم توضأ فأحسن الوضوء وصلى ركعتين ودعا الله تعالى فأحيا له حماره فحمل عليه متاعه )).أنظر وتأمل فى قوله (( دعا الله فأحيا له حماره )) الشاهد أنه لم يدعو محمدا صلى الله عيله وسلم ولا ابو بكر ولا عمر ولا غيرهما من الصحابه رضى الله عنهما ولا دعا ملكا مقرباً ولا ولياً صالحا وانما دعا الله وحده لا شريك له فأستجاب الله تعالى له والله قادر على كل شى وهذا من إخلاص التوحيد لله تعالى وذكر المفترى هذه الوقائع الثلاثة ليجوز دعاء غير الله من الأنبياء والأولياء لان فى زعمه صاحب الكرامة يدعى مع الله وهذا مثيل ما قاله العراقى فرد عليه العلامة الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بما يلى ((قلت يريد العراقى ان مثل هذا يدل على جواز دعاء الصالحين وندائهم بالحوائج فى الغيبة وبعد الممات لان هذه كرامة والكرامة يدعى صاحبها وينادى . والجواب أن يقال : عبادة الله وحده لا شريك له وافراده بالدعاء والطلب فيما لا يقدر عليه الا هو دلت الكتب السماوية وإتفقت عليها الدعوة الرسالية وهى أصل الدين وقاعدته لا يعتريها نسخ ولا تخصيص . وقال تعالى : ((يا ايها الناس اذكروا نعمت الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا اله الا هو فأنى تؤفكون ))( ) وقال تعالى ((امن هذا الذى هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن ان الكافرون الا فى غرور ))( ) امن هذا الذى يرزقكم ان امسك رزقه بل لجو فى عتو ونفور ))( ) وقال تعالى ((فابتقوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له اليه ترجعون)) فتأمل هذه الايات ونظائرها وانظر ما دلت عليه من اختصاصه تعالى بالخلق والرزق اللذين هما أصل المخلوقات وقوامها وانظر كيف استدل بهذا على وجوب عبادته وطاعته والايمان به وهل يعارض هذا الاصل بمثل هذه الأوهام الضالة من شم رائحة العلم ، ودرى ما الناس فيه من أمر دينهم .
فان كنت لا تدرى فتلك مصيبة **** وان كنت تدرى فالمصيبة أعظم
هذا لو سلم ان الكرامات سبب وان هذا المثال فيه اثبات الكرامة فكيف والامرخلاف ذلك بإجماع أهل العلم والمقدمتان كاذبتان لان الكرامة فعل الله تعالى لا فعل للولى فيها ولا قدرة له عليها ولا تأثير . وكل من يذكر تعريف الكرامة وحدها يقول هى خرق الله العادة لوليه لحكمة ومصلحة تعود عليه او على غيره وعلى هذا التعريف لا فعل للولى فيها ولا إرادة ، فمن أين يؤخذ أنها سبب يقتضى دعاء من قامت به او فعلت له ، ومن أى وجه دلت الكرامة على هذا الوجه وأفضل الناس الرسل والملائكة من أفضل خلق الله ولهم من المعجزات والكرامات والمقامات ما ليس لغيرهم . قد جاء عيسى بن مريم بما هو من أفضل المعجزات والكرامات يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله ويبرئ الاكمة والأبرص ويحى الموتى بإذن الله وينبئهم من الغيب ما يأكلون وما يدخرون وقد أنكر تعالى على من قصده ودعاه فى حاجاته وملماته وأخبر ان فاعل ذلك كافر بربه ضال بعبادة غيره قال تعالى ((ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً))( ) . والارباب هم المعبودون المدعون وسيأتى تحقيق هذا وقال تعالى فيمن عبدوا المسح ((قل اتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضراً ولا نفعاً والله هو السميع العليم ))( ) وسياتيك ان الدعاء والنداء بما لا يقدر عليه الا الله داخل فى مسمى العبادة فتنبه . فأخبر تعالى عن المسيح انه لا يملك لمن دعاه نفعاً ولا ضراً ، وان قل كما يفيده التنكير وأبطل عبادته وأنكرها أشد الإنكار ومعجزاته أوضح من الشمس وسط النهار . وقد تقدم ان هذه الشبهة هى التى تعلق بها النصارى فى دعائه ودعاء أمه ))( ) أخى القارئ تأمل فى كلام الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ المتقدم فإنه كلام فى غاية النفاسة وفيه رد قوى على المفترى المدعو محمد أحمد السودانى المالكى الأشعرى وأنظر وتأمل فى قوله رحمه الله ((لأن الكرامة فعل الله تعالى لا فعل للولى فيها ولا قدرة له عليها ولا تأثير وكل من يذكر تعريف الكرامة وحدها يقول هى خرق الله العادة لوليه لحكمة )) نقول للمدعو محمد أحمد ان الذى احيا فرس وصلة بن أشيم هو الله تعالى وان الذى أحيا الحمار هو الله تعالى لأن الكرامة فعل الله تعالى لا فعل للولى فيها ولا قدرة له عليها ولا تأثير وكذلك الحسن البصرى لما دعا الله عز وجل حفظه الله عز وجل من الحجاج وجنوده وقال النبى صلى الله عليه وسلم ((أحفظ الله يحفظك)) يقول شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله ((وكرامات الأولياء إنما حصلت ببركة اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فهى فى الحقيقة تدخل فى معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم مثل انشقاق القمر ( ) وتسبيح الحصا فى كفه ( ) واتيان الشجر إليه ( ) وحنين الجزع إليه ( ) و إخباره ليلة المعراج بصفة بيت المقدس ( ) وإخباره بما كان وما يكون ( ) وإتيانه بالكتاب العزيز وتكثير الطعام والشراب مرات كثيرة ، كما أشبع فى الخندق العسكر من قدر الطعام وهو لم ينقص فى حديث ام سليم المشهور( ) وروى العسكر فى غزوة خيبر من مزادة ماء ولم تنقص وملأ اوعية العسكر عام تبوك من طعام قليل ولم ينقص وهم نحو ثلاثين الفاً ونبع الماء من بين أصابعه مرات عديدة حتى كفى الناس الذين كانوا معه كما كانوا فى غزوة الحديبية نحو الف وأربعمائة أو خمسمائة ( ) ورده لعين ابى قتادة حين سالت على خده فرجعت أحسن عينيه ( ) .......... وأطعم من شواء مائة وثلاثين رجلاً كلاً منهم حز له قطعة وجعل منه قطعتين فأكلوا منها جميعهم ثم فضل فضلة ( )الى ان قال وكرامات الصحابة والتابعين بعدهم وسائر الصالحين كثيراً جداً . مثل ما كان اسيد ابن حضير يقرأ سورة الكهف فنزل من السماء مثل الظلمة فيها أمثال السرج وهى الملائكة نزلت لقراءته ( ) وعمر بن الخطاب لما أرسل جيشاً أمر عليهم رجلا يسمى سارية فبينما عمر يخطب فجعل يصيح على المنبر يا سارية الجبل يا سارية الجبل فقدم رسول الجيش فسأله فقال يا امير المؤمنين لقينا عدواً فهزمونا فاذا بصائح يا سارية الجبل يا سارية الجبل فاسندنا ظهورنا بالجبل فهزمهم الله ( ) ومن العجيب القريب نجد بعد الخرافيين من الصوفية وغيرهم يستدلون بهذا الحديث((يا سارية الجبل ))ويزعمون ان هذا الحديث دليل على دعاء غير الله وان الأولياء يعلمون الغيب والحاصل هذا الحديث لا يدل على دعاء غير الله وعمر لما سئل عن كلامه المتقدم قال ((كلمة أجراها الله على لسانى )) ولشيخ الاسلام بن تيمية رداً مفيداً على هؤلاء الخرافيين من المتصوفة والروافض الهالكين وإليكم نص كلام شيخ الاسلام بن تيمية فى شرح هذا الحديث ((........وعمر رضى الله عنه لما نادى يا سارية الجبل قال : ان لله جنوداً يبلغون صوتى وجنود الله هم من الملائكة ومن صالحى الجن فجنود الله بلغوا صوت عمر الى سارية وهو أنهم نادوه مثل صوت عمر وإلا نفس صوت عمر لا يصل فى هذه المسافة البعيدة وهذا كالرجل يدعو آخر وهو بعيد عنه فيقول يا فلان فيعان على ذلك فيقول الواسطة بينهما يا فلان وقد يقول لمن هو بعيد عنه يا فلان أحبس الماء تعال وهو لا يسمع صوته فيناديه الواسطة بمثل ذلك يا فلان أحبس الماء أرسل الماء ، إما بمثل صوت الاول ان كان لا يقبل الا صوته والا فلا يضر بأى صوت كان اذا عرف ان صاحبه قد ناداه وهذه حكاية كان عمر مرة قد ارسل جيشاً فجاء شخص وأخبر أهل المدينة بإنتصار الجيش وشاع الخبر فقال عمر ذاك ابو الهيثم بريد الجن وسيجئ بريد الإنسان بعد ذلك بأيام ( ) وقال رحمه الله ((.... والذين يستخدمون الجن فى المباحات يشبه إستخدام سليمان لكن أعطى ملكا لا ينبقى لاحد بعده وسخرت له الانس والجن وهذا لم يحل لغيره . والنبى صلى الله عليه وسلم لما تفلت عليه العفريت ليقطع عليه صلاته قال : فأخذته فذعته حتى سار لعابه على يدى وأردت أن أربطه الى سارية من سوارى المسجد ثم تذكرت دعوة اخى سليمان فى قوله تعالى ((هب لى ملكاً لا ينبقى لاحد من بعدى ))فأرسلته ((اى أطلقته )) فلم يستخدم الجن أصلاً ، لكن دعاهم إلى الايمان بالله وقرأ عليهم القرآن وبلغهم الرسالة وبايعهم كما فعل بالانس ( ) )) .
ثامناً : أما قول المفترى ((أما علم الأئمة بالغيب فهو علم الله الذى تفضل عليهم به وخصهم به ولم يدع واحداً منهم قط أنه علم الغيب أصالة من نفسه من دون الله قال تعالى فى بيان أنه يطلع الأولياء على الغيب ((ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين أمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الاخرة ))( ) وما هى البشرى أليست إعلام الله تعالى إياهم بشئ لم يكن وكيف يبشر الانسان بما لا يعلم : نقول بالله التوفيق سوف نرد على هذا المفترى من وجهين: الوجه الأول قوله : ((أما علم الأئمة بالغيب فهو علم الله الذى تفضل عليهم به وخصهم به ولم يدع واحداً منهم قط أنه علم الغيب أصالة من نفسه من دون الله )) نقول لهذا الجاهل هؤلاء هم أئمتكم من الشيعة الروافض ومن الصوفية الخرافين يدعون علم الغيب لأئمتهم أصالة من أنفسهم جاء فى كتابات الشيعة المعتمدة ما نصه ((سئل أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال : ((سئل على عليه السلام عن علم النبى صلى الله عليه وسلم فقال (( علم النبى صلى الله عليه وسلم جميع علم النبيين وعلم ما كان وما هوكائن الى قيام الساعة ثم قال ( والذى نفسى بيده إنى لأعلم علم النبيين و علم ما هو كائن فيما بينى وبين الساعة ))( ) وتقول نصوص الروافض فى إدعاء علم الغيب و ما فى الألواح ما نصه ((عن المفضل بن عمر قال قال أبو عبد الله عليه السلام ان سليمان ورث داؤد وإنا ورثنا محمداً وإن عندنا علم التوراة والإنجيل والزبور وتبيان ما فى الألواح ))( ) بل الشيعة تعتقد عقيدة البداءة. وهى عقيدة حاولوا أن ينسبوا الجهل فيها إلى علام الغيوب لا إلى أئمتهم تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا لأنهم كما يقول أحد رجال الشيعة ((قد جعلوا لأئمتهم صفة الإخبار بالمغيبات فإذا أخبروا عن الأئمة بشئ من الغيب فجاء ذلك الشئ على ما قالوه إفتخروا ((وقالوا ألم نعلمكم ان هذا يكون فنحن نعلم من قبل الله, وإن لم يقع ذلك الشئ الذى أخبروه بوقوعه قالوا لشيعتهم بدأ فى ذلك )) والبداءة فى الأصل عقيدة يهودية ضالة ( ) بل إدعى الخمينى ان أئمته يعلمون جميع ما فى ذرات الكون ويقول لا رحم الله فيه مغزة إبرة ((فإن لامام درجة سامية وخلافة تكوينة تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون ( ) ويواصل الخمينى فى ضلاله وينشر عبر مركزه الثقافى الايرانى بالخرطوم هذه العقيدة الفاسدة , قالوا فى كتاب مرآة العقول فى شرح أخبار الرسول للمجلسى وهذا الكتاب موجود فى المركز الثقافى الإيرانى بالخرطوم ما نصه ((باب أن الائمة يعلمون ما كان وما يكون وإنه لا يخفى عليهم شئ أهـ صفحة 129 وكذلك قالوا فى نفس الكتاب المذكور أعلاه ما نصه ((باب ان الأئمة لو ستر عليهم لأخبروا كل أمر بما له وما عليه )) وصفحة 129 نقول للمفترى هذه هى عقيدة الشيعة الضالة كذلك الصوفية يدعون علم الغيب وهذا معروف ومشهور خاصة فى السودان وقد إدعى شيخ هذا المفترى المدعو محمد أحمد حامد شيخه على زين العابدين وأمثاله على الغيب وزعموا أن الأولياء يعلمون الغيب بل إدعى أحدهم بأن الأولياء يخلقون الجنين فى بطن الأم وصوفية السودان لهم مقولة مشهورة فيما بينهم وهى ((شيخى ان جلس يعرف الفى( ) سرك وسوس )) وهذا إدعاء واضح لعلم الغيب وكذلك الصوفية دعوا فى كتاباتهم الى هذه الضلالات جهاراً نهاراً وانظروا ان شئت إلى قول البصيرى فان من جودك الدنيا وضرتها : ومن علومك علم اللوح والقلم .))
الوجه الثانى : قول المفترى ((قال تعالى فى بيان انه يطلع الأولياء على الغيب ((الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين أمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة )) وما هى البشرى أليست إعلام الله تعالى إياهم بشئ لم يكن وكيف يبشر الإنسان بما يعرف( ) أهـ نقول لهذا المفترى إنك إفتريت على الله إفتراءاً عظيماً حيث قضى الله تعالى انه لا يطلع على الغيب أحداً يقول تعالى ((لا يعلم من فى السموات ومن فى الأرض الغيب الا الله )) من فى السموات هم الملائكة فهم لا يعرفون الغيب كما أخبر سبحانه ومن فى الارض هم الإنس من الأنبياء والأولياء والجن ونحوهم ممن فى الارض لا يعرفون الغيب بدليل هذه الأية الكريمة وثم نقول للمفترى ان قوله تعالى ((ألا ان إولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين أمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة )) هذه الاية لا تدل بأى وجه من الوجوه بأن الأولياء يعلمون الغيب بل فهمك لهذه الأية فهم منكوس وإليكم فهم السلف وعلى رأسهم الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابة ومن تبعهم بإحسان . قال الإمام الحافظ بن كثير قال تعالى: ((ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ...الأية يخبر الله تعالى ان أولياءه هم الذين أمنوا وكانوا يتقون كما فسرهم ربهم فكل من كان تقياً كان لله ولياً ((لا خوف عليهم)) أى فيما يستقبلونه من أهوال الآخرة ((ولا هم يحزنون )) على ما وراءهم فى الدنيا )) وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الرازق أخبرنا سفيان عن الأعمش عن ذكوان بن أبى صالح عن رجل عن ابى الدرداء رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قوله ((لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة )) قال : الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له )) وقال بن جرير حدثنى أبو السائب حدثنا معاوية عن الأعمش بن ابى صالح بن عطاء ابن يسار عن رجل من أهل مصر عن ابى الدرداء فى قوله ((لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة )) قال سأل رجل ابا الدرداء عن هذه الأية فقال لقد سألت عن شئ ما سمعت أحد سأله عنه بعد رجل سأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ((هى الرؤيا الصالحة يراها الرجل المسلم أو ترى له بشراه فى الحياة الدنيا وبشراه فى الآخرة الجنة )) وقال بن جرير حدثنى أبو حميد الحمصى حدثنا يحى بن سعيد حدثنا عمر بن عمر بن عبد الاخموشى عن حميد بن عبد الله المزنى قال : ((أتى رجل عبادة بن الصامت فقال اية فى كتاب الله أسألك عنها قول الله تعالى ((لهم البشرى فى الحياة الدنيا ))فقال عبادة ما سألنى عنها أحد قبلك سألت عنها نبى الله فقال مثل ذلك ((ما سألنى عنها أحد قبلك الرؤيا الصالحة يراها العبد المؤمن فى المنام أو ترى له )) ثم رواه من حديث موسى بن عبيدة عن ابى أيوب بن خالد بن صفوان عن عبادة بن الصامت انه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ((لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة . فقد عرفنا بشرى الآخرة الجنة فما بشرى الدنيا قال الرؤية الصالحة يراها العبد أو ترى له وهو جزء من أربعه وأربعين جزءاً أو سبعين جزءاً من النبوة ))( ) وقال الشوكانى وهو من أئمة الشيعة الزيدية فى تفسيره لهذه الأية ما نصه ((... قوله تعالى : ((الا إن أولياء الله)) أولياء الله هم خلص عباده كأنهم قربوا من سبحانه بطاعته وإجتناب معصيته فهؤلاء ((لا خوف عليهم)) أى لا يخافون عند البعث والحشر ولا عرصات القيامة اذ ضمن الله لهم ألا تنالهم أهوالها ((ولا هم يحزنون )) أى على ما فاتهم وما خلفوه من الدنيا كما يحزن أهل محبة الدنيا وهؤلاء هم الأولياء هم ((الذين أمنوا وكانوا يتقون)) لا يخافون أبداً كما يخاف غيرهم لأنهم قد قاموا بما اوجب الله عليهم وإنتهوا عن المعاصى التى نهاهم عنها فهم ثقة من أنفسهم وحسن الظن بربهم كذلك لايحزنون على فوت مطلب من المطالب لأنهم يعلمون ان ذلك بقضاء الله وقدره فصدورهم منشرحة وجوارحهم نشطة وقلوبهم مسرورة ((لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة )) أى لهم البشرى من الله ما داموا فى الحياة بما يوحيه إلى أنبيائه من كون حال المؤمنين عنده هو إدخالهم الجنة ورضوانه عنهم . وكذلك الرؤيا الصالحة ((بشرى لهم فى الحياة الدنيا )) كما ثبت فى الحديث مرفوعاً الى النبى صلى الله عليه وسلم ((لم يبق من الوحى الى المبشرات: الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له)) ومن البشرى فى الدنيا لهم ايضاً ما يتفضل الله به عليهم من إجابة دعائهم وما يشاهدونه عند حضور آجالهم بتنزل الملائكة عليهم قائلين لهم ((لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالفوز بالنعيم والسلامة من العذاب ((لا تبديل لكلمات الله)) لا تغير لأقواله على العموم فيدخل فيها ما وعد به عباده الصالحين دخولاً أوليا أى انه سيتحقق لا محالة ))( ) نقول للمفترى المدعو محمد أحمد حامد أين أنت من هذا التفسير الصحيح الذى فسره النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه والأئمة من السلف قديماً وحديثاً وأنظر إلى أقوالهم وثم أنظر إلى قول عبادة بن الصامت لما سأل عن قوله تعالى ((لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة )) فقال عبادة ((ما سألنى أحد قبلك سألت نبى الله فقال مثل ذلك ((ما سألنى عنها أحد قبلك الرؤيا الصالحة يراها العبد المؤمن فى المنام أو ترى له )) نقول للمفترى أين أنت من قول النبى صلى الله عليه وسلم المتقدم فى تفسير هذه الأية لم يقل النبى (ص) أو أحد من أصحابه ما زعمت أيها المفترى ان الأولياء يعلمون الغيب او يطلعهم الله على الغيب وقد رأيت فيما تقدم أحاديث الرسول فى تفسيرهذه الأية وأقوال الصحابة والأئمة من سلف الأمة ما يبطل زعمك وزعم أسيادك الروافض الخمينى وأزياله من مجوسي هذه الأمة قاتلهم الله وجعل تدبيرهم تدميرهم وكيدهم فى نحورهم )).
تاسعاً : قول المفترى ((ثم أستغاثة الصحابة بالرسول صلى الله عليه وسلم فى صحيح البخارى فليت شعرى هل يدعى الوهابية علما أكثر من أصحاب رسول الله (ص) إن إلتجاء الشيعة إلى أئمتهم والتوسل بهم فى السراء والضراء والإستغاثة بهم هو مطلوب الدين فيا ليتنا كنا بالقرب من مشاهد الأئمة إذاً لقبلنا تراباً مسته تلك الأقدام الشريفة وكنا مرغنا خدودنا على أرض ضمت أجساد خير العباد ))( ) نقول فى الرد هذا المفترى أما قوله ((..... إن إلتجاء الشيعة الى أئمتهم والتوسل بهم فى السراء والضراء والإستغاثة بهم هو مطلوب الدين ...الخ ....)) نقول كلام هذا المفترى يدل على فساد عقيدته وإنطماس طويته حيث جعل الأئمة من الشيعة والصوفية أنداداً مع الله ولا حوة ولا قوة إلا بالله وقد قال الله تعالى : ((قل أدعو الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة فى السموات والأرض))( ) .
قال الإمام سليمان بن عبد الله آل الشيخ رحمه الله فى تفسيره لهذه الأية ما نصه ((هذه الأية هى التى قال فيها بعض العلماء : إنها تقطع عروق شجرة الشرك من القلب لمن عقلها قال بن القيم فى الكلام عليها ((وقد قطع الله الأسباب التى يتعلق بها المشركون جميعاً قطعاً يعلم من تأمله وعرفه ان من إتخذ من دون الله ولياً فمثله كمثل العنكبوت إتخذت بيتاً وان أوهن البيوت لبيت العنكبوت فالمشرك إنما يتخذ معبدوه لما يحصل له به من النفع والنفع لا يكون الا ممن يكون فيه خصلة من هذه الأربع إما مالك لما يريد عابده منه ، فإنه إن لم يكن مالكاً كان شريكاً للمالك فان لم يكن شريكاً له كان معنياً له وظهيراً فان لم يكن معنياً ولا ظهيراً كان شفيعاً عنده فنفى سبحانه المراتب الأربعة نفياً مرتباً منتقلاً من الأعلى الى ما دونه فنفى الملك والشركة و المظاهرة والشفاعة التى يطلبها المشرك وأثبت شفاعة لا نصيب فيها لمشرك وهى الشفاعة بإذنه قال : فهو الذى يشفع للشافع وان لم يأذن له لم يتقدم فى الشفاعة بين يديه ))( ) .
عاشراً : قول المفترى ((ثم يقول المنشور )) : ((الشيعى يعتقد فى أئمته الغيب والقدرة على التصرف فى الكائنات ولذا فهو يستغيث بهم ويشد الرحال الى قبورهم ويقدم لهم النذور ويلجأ إليهم فى السراء والضراء )) يقول المفترى بعد أن أورد هذا الكلام ما نصه ((قلت : إعتقاد هذه الأشياء فى الأئمة والأولياء هو مما أجمعت عليه الأمة ولم يشذ عن إجماعها إلا طائفة الوهابية والتى تزعم أنها تستهدى بإبن تيمية وإبن القيم وبن كثير))( ) أهـ.
نقول : أما قولهم أن لأولياء تصرفاً وإن الأولياء يعرفون الغيب ونحو لك من إفتراءاتهم قد دحضناها فيما سبق بالكتاب و السنة وأقوال أئمة السلف – وأما إعتقاداتهم فى شد الرحال إلى المقابر : نقول فى دحض هذه الشبهة انه لا يجوز شرعاً شد الرحال الى المقابر وذلك لما ورد من نهى والتحذير الشديد من النبى صلى اله عليه وسلم قال النبى صلى الله عليه وسلم ((لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد مسجدى هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى ))( ) وقال الترمزى فى جامعه حدثنا بن ابى عمر اخبرنا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمر عن قزعة عن ابى سعيد الخدرى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدى هذا والمسجد الأقصى ))( ) نقول: أتباع الإمام محمد ابن عبد الوهاب عملاً بهذه الأحاديث الصحيحة وغيرها ينهون أشد النهى عن شد الرحال الى المقابر . وهذا لا يعنى ان أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب ينهون عن زيارة المقابر هذا كذب وإفتراء لأن النبى صلى الله عليه وسلم قال ((كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر الآخرة ))( ) من أتى إلى مسجد النبى صلى الله عليه وسلم فله ان يزور قبر النبى صلى الله عليه وسلم الزيارة الشرعية الواردة فى كتب السنة وكذلك له ان يزور قبور جميع المسليمن فى المدينة ولكن ينبقى التفريق بين شد الرحال الى المقابر وزيارة المقابر – إذا مررت بها وأنت على سفر أو زرتها فى بعض الأحيان وأنت مقيم فى الحضر عملا بقول النبى صلى الله عليم وسلم ((انى كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزورها فإنها تذكر الآخرة )).
احدى عشر : قول المفترى ((إعتقاد هذه الاشياء ((أى الاستغاثة بالأولياء فى السراء والضراء فى الأئمة والأولياء هو مما أجمعت عليه الأمة ولم يشذ عن إجماعها إلا طائفة الوهابية والتى تزعم إنها تستهدى بإبن تيمية وإبن القيم وإبن كثير )) نقول لهذا المفترى كلامك هذا من أكذب الكذب ومن أبطل الباطل فى أى كتاب من كتب أئمة السلف نقل الإجماع عن دعاء غير الله من الأولياء والأئمة المزعومين أنقل ذلك فى كتاب صحيح البخارى أنقل ذلك فى كتاب صحيح مسلم أنقل عن كتب السنة الستة ففى أى جزء نقل ذلك وأما ما نقلت من بعض كتب السنة لجواز الاستغاثة بغير الله من الأولياء والصالحين كحديث ((إذا إنفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليقل يا عباد الله أحبسو فهو حديث ضعيف وكل ما ذكرتها من فى هذا المقام إما ضعيفة وإما موضوعة فلا حجة فيها كما تقدم , أما شيخ الإسلام بن تيمية وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب والحافظ ابن كثير والامام بن القيم فهم نقلوا من الكتاب والسنة الصحيحة وأقوال الصحابة والتابعين وقرروا ما قرره ائمة السلف من الصحابة والتابعين بأن دعاء غير الله شرك وإليك نموذجا من ذلك ها هو الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ينقل من كتاب الصحيح للإمام البخارى ليثبت أن سبب الشرك فى الارض عبادة الصالحين قال رحمه الله ما نصه ((باب ما جاء ان سبب كفر بنى آدم وتركهم دينهم هو الغلو فى الصالحين )) وقول الله عز وجل ((يا أهل الكتاب لا تغلو فى دينكم )) وفى الصحيح عن بن عباس رضى الله عنهما فى قول الله تعالى ((وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسرا )) قال هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم ان إنصبوا إلى مجالسهم التى كانوا يجلسون فيها أنصاباً وسموها بأسمائهم ففعلوا ولم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسى العلم عبدت )) وقال بن القيم – قال غير واحد من السلف لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم))( ) نقول للمفترى هذا الآثر الذى أورده الإمام محمد بن عبد الوهاب فى إثبات ان سبب الشرك فى الأرض عبادة الصالحين فى صحيح البخارى والمعلوم عند السنة ان صحيح البخارى أصح كتاب بعد كتاب الله فماذا يقول المفترى فيما نقله الامام محمد بن عبد الوهاب عن البخارى أيستطيع ان يقول ان البخارى وهابى ام ماذا سيقول هذا الغبى وبالجملة نقول لهذا المفترى المدعو محمد أحمد بان الامام وشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وشيخ الاسلام بن تيمية والامام بن القيم والحافظ بن كثير إعتمدوا فى كتاباتهم على الكتاب والسنة الصحيحة على فهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين وثم نقول للمفترى ان هنالك كثير من أئمة السلف قرروا فى كتاباتهم ما قرره بن تيمية وابن عبد الوهاب وبن القيم وابن كثير كما سياتى وفيما سبق أوردنا أقوال خمسين من علماء وأدباء المشرق وكلهم ولله الحمد أثنوا على الامام محمد بن عبد الوهاب ودعوته السلفية بل حتى المستشرقين المنصفين منهم ممن نقلنا أقوالهم فيما سبق أكدوا بأن دعوة الامام محمد بن عبد الوهاب هى طبق دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه نقول للمفترى هل علماء وأدباء المغرب والمشرق والمنصفين من المستشرقين أيضاً كذلك عندك من الوهابية أم ماذا تقول فى شهاداتهم العادلة والمنصفة فى دعوة الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله . وفى هذه العجالة نورد بعض أقوال ائمة السلف لنرى أيها المفترى كيف أنهم قرروا ما قرره الامام محمد بن عبد الوهاب وشيخ الإسلام بن تيمية والحافظ بن كثير والإمام بن القيم : قال الشيخ أحمد بن على المقريزى سنة 854هـ بعد كلام سبق ما نصه ((........وشرك الأمم نوعان : شرك فى الألوهية وشرك الربوبية فالشرك فى الألوهيية والعبادة هو الغالب على أهل الاشراك وهو شرك عبادة الأصنام وعبادة الملائكة وعبادة الجن وعباد المشايخ والصالحين الأحياء والأموات الذين قالوا ((ما نعبدهم إلا ليقربونا الى الله زلفى)) ويشفوا لنا عنده وينالنا بسبب قربهم من الله وكرامته لهم قرب وكرامة .......)) ( ).وقال الرازى فى ((مفاتيح الغيب )) ما نصه الأكثرون من المفسرين قالوا ليس المراد من الأرباب انهم إعتقدوا انهم آلهة العالم بل المراد انهم أطاعوهم فى أوامرهم ونواهيهم ))( ) وهذا هو عين ما تفعله الرافضة والصوفية تقول الصوفية ((كن بين يدى شيخك كالميت بين يدى المغسل)) والشيعه تقول أفظع من ذلك بل تعتقد الشيعة تكفير من لم يعترف بأئمتهم المزعومين , وقال بن بلدجى فى شرح المختار ويكره أن يدعواإلا به فلا يقول أسألك بفلان أو بملائكتك او أنبيائك أو نحو ذلك لانه لا حق للمخلوق على خالقه ))( ) وقال أيضاً بلدجى فى النهر الفائق ((أعلم ان الشيخ قاسماً وهو من أكابر العلماء الحنفية رحمهم الله تعالى قال فى شرح درر البحار : ان النذر الذى يقع من أكثر العوام بأن يأتى فى قبر بعض الصلحاء قائلاً يا سيدى فلان ان رد غائبى او عوفى مريضى فلك كذا, باطل إجماعاً لوجوه .....الخ))( ) . وقال رحمه الله (ومنها الظن ان الميت يتصرف فى الأمور وإعتقاد هذا كفر والمسلم لا يطلب حاجته من غير الله . فان طلب حاجته من ميت أو غائب فقد فارق الإسلام . ومن صرح بهذه المسألة من علمائنا الحنفية صاحب الفتاوى البزازية والعلامة صنع الله الحلبى المكى وصاحب البحر الرائق وصاحب الدر المختار والعلامه قاسم بن قطلوبفا والعلامه بير على البركوى صاحب الطريقة المحمدية وابو سعيد الخادمى ومولوى عبد الحى اللكهنوى وغيرهم رحمهم الله ))( ) قال العلامة محى الدين محمد البركوى الحنفى ((فإن قيل فما الذى أوقع عباد القبور فى الإفتتان بها مع العلم بأن ساكنيها لايملكون لهم ضراً ولا نفعاً ولا موتا ولا حياة ولا نشوراً . قيل أوقعهم فى ذلك أمور منها الجهل بحقيقة ما بعث الله به رسوله بل جميع الرسل من تحقيق التوحيد وقطع أسباب الشرك فالذين قل نصيبهم من ذلك إذا دعاهم الشيطان الى الفتنة بها ولم يكن لهم من العلم ما يبطل دعوته إستجابوا له بحسب ما عندهم من الجهل وعصموا بقدر ما معهم من العلم ومنها أحاديث مكذوبة مختلقة وضعها أشباه عباد الأصنام من المقابرية على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تناقض دينه وما جاء به كحديث ((إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور ))وحديث : ((لو أحسن أحدكم ظنه بحجر نفعه)) وأمثال هذه الأحاديث التى هى مناقضة لدين الإسلام وضعها عباد القبور وراجت على أشباههم من الجهال والضلال ))( ) .وقال رحمه الله ((وقد أنكر أئمة الإسلام ذلك فقال أبو الحسن القدورى فى شرح كتاب الكرخى قال بشر بن الوليد سمعت ابا يوسف يقول ((قال ابو حنيفة : ((لا ينبغى لاحد أن يدعوا الله تعالى إلا به قال وأكره أن يقول أسالك بمعقد العز من عرشك وأكره أن يقول بحق فلان وبحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام . قال أبو الحسن أما المسألة بغير الله فمنكرة فى قولهم لأنه لا حق لغير الله عليه وإنما الحق لله تعالى على خلقه ))( ) .
وقال أبو عبد الله الحليمى رحمه الله من الشافعية : ما نصه ((الغياث هو الله وغياث المستغيثين هو الله تعالى فالأستغاثة من المخلوق ما لا يقدر عليه لا يجوز بل يكون كفراً إذا قامت عليه الحجة ))( ) .وقال العلامة محمد بن إسماعيل الصنعانى فى كتابه تطهير الإعتقاد عن درن الإلحاد ما نصه : ((الرسل مبعوثون للدعوة الى إفراد الله بالعبادة فأعلم ان الله تعالى بعث الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من أولهم الى أخرهم يدعون العباد الى إفراد الله تعالى بالعبادة . إلى ان قال : فإفراد الله تعالى لا يتم الا بأن يكون الدعاء كله والنداء فى الشدائد والرخاء لا يكون إلأ لله وحده والاستعانة بالله وحده واللجوء الى الله والنذر والنحر له تعالى وجميع أنواع العبادات من الخضوع والقيام تذللاً لله تعالى والركوع والسجود والطواف والتجرد عن الثياب والحلق والتقصير كله لا يكون الا لله عز وجل ومن فعل شيئاً من ذلك لمخلوق حى أو ميت أو جماد أو غيره فقد أشرك بالله وإن أقر بالله وعبده فإن إقرار المشركين بالله وتقربهم إليه لم يخرجهم عن الشرك وعن سفك دمائهم وسب زراريهم وأخذ أموالهم غنيمة وجاء فى الحديث القدسى ((انا أغنى الشركاء عن الشرك)) وفى الحديث القدسى أيضاً ((لا يقبل الله عملاً شورك فيه غيره ولا يؤمن به من عبد معه غيره ))( ) وقال العلامه الشوكانى بعد كلامه : ما نصه ((واذا تقرر ان من اعتقد فى ميت من الأموات أو حى من الأحياء انه يضره او ينفعه إما استقلالا او مع الله تعالى أو ناداه أو توجه إليه أو إستغاثة به فى أمر من الأمور التى لا يقدر عليها المخلوق فلم يخلص التوحيد لله ولا افراده بالعبادة ، ولا فرق بين يكون هذا المدعو من دون الله أو معه حجراً او شجراً او ملكاً او شيطاناً كما كان يفعل كثير من المسلمين وكل عالم يعلم هذا ويقر به فان العلة واحدة وعبادة غير الله تعالى وتشريك غيره معه يكون للحيوان كما يكون للجماد وللحى كما يكون للميت فمن زعم ان ثم فرقا بين من إعتقد فى وثن من الأوثان انه يضر أو ينفع أو يقدر على أمر لا يقدر عليه الا الله تعالى وبين من اعتقد فى نبى او ولى مثل ذلك فقط غلط واقر على نفسه بجهل كثير فإن الشرك هو دعاء غير سواه او التقرب الى غيره بشئ مما لا يتقرب به إلا إليه ))( ) وقال فى الإقناع وشرحه : ((من جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم ويدعوهم كفر إجماعا لان ذلك كفعل عابدى الأصنام ، قال الإمام أبو الوفاء على بن عقيل الحنبلى رحمه الله تعالى : ((ان من يعظم القبور ويخاطب الموتى بقضاء الحوائج ويقول يا مولاى ويا سيدى عبد القادر أفعل لى كذا فهذا كافر بهذه الأوضاع ومن دعا ميتاً وطلب قضاء الحوائج منه فهو كافر ))( ) وقال العلامة بن حجر فى شرح الاربعين له ((من دعا غير الله فهو كافر ))( ) وقال الشيخ محمد عبده وتلميذه محمد رشيد رضا فى تفسير هذه الاية ((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله )) الأية قال : الأحبار جمع حبر وهو العالم والرهبان جمع راهب ومعناه فى اللغة الخائف والمعنى اتخذ كل من اليهود والنصارى رؤساء الدين فيهم أرباباً بما أعطوهم من حق التشريع فيهم وأطاعوهم فيه والنصارى إتخذوا رهبانهم أى عبادهم الذين يخضع العوام لهم أرباباً كذلك والأظهر أن يكون المراد من الأحبار والرهبان جملة رجال الدين فى الفريقين أى من العلماء والعباد وروى الترمزى وحسنه وأحمد وابن جرير عن عدى بن حاتم رضى الله عنه انه لما قدم على النبى صلى الله عليه وسلم سمع (( اتخذوا احبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله )) قال : فقلت انهم لم يعبدوهم فقال بلى انهم حرموا عليهم الحلال واحلوا لهم الحرام فإتبعوهم فذاك عبادتهم إياهم ))( ) وقال الحافظ محمد بن عبد الهادى من أكابر الحنابلة وعلمائهم ((والسلف كلهم متفقون علما ان الزائر لا يسأله شيئاً يعنى النبى صلى الله عليه وسلم ولا يطلب منه ما يطلب منه فى حياته و لا يطلب منه ما يطلب يوم القيامة لا شفاعة ولا إستغفاراً وقال أيضاً : (والحكاية التى تنسب إلى مالك مع ابى جعفر المنصور كذب عند أهل المعرفة بالنقل والتصحيح ))( ) إنتهى ومذهب مالك رحمه الله المعروف عند أصحابه يخالف هذه الحكاية المكذوبة ويردها قال القاضى عياض : قال مالك فى المبسوط : ((لا أرى ان يقف عند قبر النبى صلى الله عليه وسلم يدعو ولكن يسلم على النبى وعلى أبى بكر وعمر ثم يمضى))( ) ولما نقل إبن وهب عن مالك انه يدعو للنبى صلى الله عليه وسلم عند القبر حمله أكابر أصحابه على الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم وابن عبد البر يقول لفظ الرواية على ما ذكره بن القاسم والقعنبى وغيرهما يصلى على النبى هذا لفظ مالك ))( ) وقال بعض المالكية : ((المراد بالدعاء السلام بدليل انه ذكر فى رواية ابن وهب نفسه يقول السلام عليك ايها النبى ورحمة الله وبركاته )) ( ) وقد تقدم مذهب الحنابلة وابى حنيفة واذا كان هذا ممنوعاً مع انه دعاء الله فما ظنك بدعاء الرسول نفسه وطلب الشفاعة منه صلى الله عليه وسلم فالأول منه لانه وسيلة وذريعة الى المحذور الذى هو سؤال غير الله وقصده فى الحاجات ولم يكن فى عهد السلف شئ من هذا وانما حدث أوائله ومبادئه بعد القرون المفضلة وأنكرها أهل العلم والإيمان محافظة منهم على السنة وحماية لجناب التوحيد وطاعة لله ورسوله وسدا لذرائع الشرك ووسائله وقد روى الضياء فى المختارة عن الحسن بن الحسن انه رأى رجلاً يجئ الى خرجة عند قبر النبى صلى الله عليه وسلم فنهاه عن ذلك . قال ألا أخبركم بحديث سمعته من ابى عن جدى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((لا تتخذوا قبرى عيداً ولا بيوتكم قبوراً وصلوا على فان صلاتكم تبلغنى حيث كنتم)) وقد روى هذا الحديث عن ابى هريرة فى سنن ابى داؤود ((لا تجعلوا بيوتكم قبوراً ولا قبرى عيداً)) فأنظر هذه السنة المأخوذه عن أقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم نسباً وداراً وتأمل ما دلت عليه من الحكم والفوائد من ذلك نهيه عن إتخاذ قبره عيداً وما يعتاد مجيئه فى وقت مخصوص . وتأمل حكمه ذلك ومقصده وما فهمه السلف من النهى عن التردد الى القبر الشريف كلما دخل المسجد وفيه ان الصلاة والسلام يبلغه وان بعد المسلم وفيه ان الذى يجب له صلى الله عليه وسلم من التوقير والتكريم والصلاة والتسليم مطلوب فى كل مكان وعلى كل حال وذلك أكمل وأتم ممن يعتاد ذلك عند مجيئه الى القبر او يزيد بالغلو والإطراء فإذا بعد عنه فهو من أشد الناس معصية وجفاء وفيه حماية أصل الدين وقاعدته بصرف الوجوه الى الله وإنابة القلوب إليه وإعتمادها عليه ورعاية هذا الأصل من أهم أصو
مقام النبوة فى برزخ فويق الرسول ودون الولى
ويقولون نحن شاركناه فى ولايته التى هى أعظم من رسالته وهذا من أعظم ضلالهم . فإن ولاية محمد لم يماثله فيها أحد لا ابراهيم ولا موسى فضلاً عن ايمان ثلة فيها هؤلاء الملحدون ))( ) .
نقول للمفترى هذا هو شيخكم وإمامكم الخمينى يدعو جهاراً نهاراً عبر كتاباته وبياناته وسفاراته ومراكزه الثقافية فى العالم إلى هذه الضلالات التى ذكرها شيخ الإسلام أنظر إلى أقوال الخمينى قاتله الله ((وان من ضروريات مذهبنا ان لائمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبى مرسل ))( ) . ويواصل شيخ الاسلام ابن تيمية فى الرد على هؤلاء الضلال من المتصوفة والروافض الهالكة فيقول : ((وهؤلاء قد يقولون كما يقول صاحب ((الفصوص )) ابن عربى)) : أنهم يأخذون من المعدن الذى يأخذ منه الملك الذى يوحى به الى الرسول وذلك انهم اعتقدوا عقيدة المتفلسفة ثم اخرجوها فى غالب المكاشفة ))( ) . ونقول للمفترى المدعو محمد أحمد حامد بأن الامام بن القيم سلك مسلك شيخه شيخ الاسلام ابن تيمية فى الرد على أهل البدع والضلال من الصوفية والروافض .
يقول الإمام بن القيم فى كتابه مدارج السالكين ((قوله وهذا شئ لا يخلص من الكهانة )) يعنى انه من جنس الكهانة وأحوال الكهان معلومة قديما وحديثا فى أخبارهم عن نوع من المغيبات بواسطة إخوانهم الشياطين الذين يلقون إليهم السمع ولم يزل هولاء فى الوجود . ويكثرون فى الأزمنة والأمكنة التى يخفى فيها نور النبوة ولذلك كانوا أكثر ما كانوا فى زمن الجاهلية وكل زمان جاهلية وبلدة جاهلية وطائفة جاهلية فلهم منها نصيب إقتران الشياطين بهم وطاعتهم لهم وعباداتهم إياهم))( ) . وهنا نجد الإمام بن القيم يرد على الصوفية فى معرض رده على النصارى فيقول ((...وقد وقع فى نظير شركهم ((أى شرك النصارى)) طوائف من المنتسبين إلى الإسلام وإشتبه عليهم ما يحل فى قلوب العارفين من الايمان به ومعرفته ونوره وهداه فظنوا ذلك نفس الله وقد قال تعالى ((المثل الاعلى)) وقال : ((وله المثل الأعلى فى السموات والأرض وهو العزيز الحكيم ))( ) وهو ما فى قلوب ملائكته وأنبيائه وعباده المؤمنين من الايمان به ومعرفته وإجلاله وتعظيمه )) ( ) وقال رحمه الله تعالى فى معرض رده على النصارى ((... ومحمد بعثه الله تعالى بين يدى الساعة كما قال : ((بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بأصبعه السبابة والوسطى))( ) وكان اذا ذكر الساعة علا صوته وأحمر وجهه وأشتد غضبه وقال : ((انا النذير العريان)) فأخبر من الأمور التى تأتى فى المستقبل بما لن يأتى به نبى من الأنبياء كما نعته به المسيح حيث قال ((انه يخبركم بكل ما يأتى)) ولا يوجد مثل هذا أصلا عن أحد من الأنبياء قبل محمد صلى الله عليه وسلم فضلاً عن أن يوجد عن شئ نزل على قلب بعض الحواريين ))( ) وفى كلام بن القيم المتقدم ((فيه رد قوى على المفترى المدعو محمد أحمد حامد وأنظر أخى القارئ إلى قول بن القيم وتأمله ((ولا يوجد مثل هذا أصلاً عن أحد من الأنبياء قبل محمد صلى الله عليه وسلم فضلاً عن ان يوجد عن شئ نزل على قلب بعض الحواريين )) ويواصل العلامة بن القيم فى كشف ودحض ضلالات الصوفية والروافض فيقول : ((ما يخاف ويرجى من المخلوقات فأعلى غاياته ان يكون جزء سبب غير مستقل بالتأثير ولا يستقل وحده دون توقف تاثيره على غيره الا الله الواحد القهار فلا ينبقى ان يرجى ولا يخاف غيره وهذا برهان قطعى على ان تعلق الرجاء والخوف بغيره باطل ))( ) انتهى كلامه وقال شيخ الاسلام فى معرض رده على أمثال المدعو محمد أحمد والخمينى وأضرابهما من أهل الضلال ما نصه ((..ان العراف إسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم كالحازر الذى يدعى علم الغيب أو يدعى الكشف))( ) ))وقال الإمام بن القيم رحمه الله ((من إشتهر بإحسان الزجر عندهم سموه عائفاً وعرافا . والمقصود من هذا معرفة ان من يدعى معرفة علم الشئ من المغيبات فهو إما داخل فى إسم الكاهن وإما مشارك له فى المعنى فيحلق به ))( ) هكذا دحض شيخ الاسلام بن تيمية وتلميذه بن القيم ضلالات وإنحرافات من يدعى الكشف وعلم الغيب وعلوم اللوح المحفوظ . وان ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد والله المستعان.
سابعاً : قول المفترى ((ثم ان إمام الوهابية نقل فى بعض كتبه ((انظر كتاب ابن تيمية ((الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان )) قصة الرجل الصالح الذى أحيا حماره وقصة الرجل الذى أحيا فرسه وقصة سيدنا الحسن البصرى حيث اختفى من جنود الحجاج فهل كان ذلك تصريفاً ام سحراً وماذا يقول الوهابية فيما نقله إمامهم بالسند الصحيح ؟))( ) نقول لهذا المفترى ان الذى نقلته من كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية لايدل على دعاء غير الله والاستغاثة بهم وإنما صاحب الحمار والفرس والحسن البصرى دعوا الله فأستجاب الله دعائهم وأكرمهم كما سياتى: وإليكم نص ما نقله شيخ الإسلام فى كتابه ((الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان )) يقول رحمه الله تعالى ما نصه ((........... وتغيب الحسن ( ) البصرى عن الحجاج فدخلوا عليه ست مرات فدعا الله عز وجل فلم يروه ودعا على بعض الخوارج كان يؤذيهم فخر ميتاً)) وصلة بن اشيم مات فرسه وهو فى الغزو . فقال اللهم لا تجعل لمخلوق على منة ودعا الله عز وجل فأحيا له فرسه ، فلما وصل الى بيته قال: يا بنى خذ سرج الفرس فإنه عارية وأخذ سرجه فمات الفرس. إلى ان قال رحمه الله ورجل من النخع كان له حمار فمات فى الطريق فقال له اصحابه: هلم توزع متاعك على رحالنا فقال لهم : امهلونى هنيهة ثم توضأ فأحسن الوضوء وصلى ركعتين. ودعا الله تعالى فأحيا له حماره فحمل عليه متاعه )) وقال رحمه الله بعد ان ذكر عددا من الكرامات وقعت لأهل الخير والصلاح ما نصه ((.وهذا باب واسع ((و)) قد بسط الكلام على كرامات الأولياء فى غير هذا الموضع وأما ما نعرفه نحن عيانا ونعرفه فى هذا الزمان فكثير ، ومما ينبقى ان يعرف ان الكرامات قد تكون بحسب حاجة الرجل فاذا احتاج إليها الضعيف الايمان او المحتاج أتاه منها ما يقوى إيمانه ويسد حاجته ، ويكون من هو أكمل ولاية لله منه مستغنيا عن ذلك فلا يأتيه مثل ذلك لعلو درجته وغناه عنها لا لنقص ولايته . ولهذا كانت هذه الأمور فى التابعين أكثر منها فى الصحابة بخلاف من يجرى على يديه الخوارق لهدى الخلق ولحاجتهم فهؤلاء اعظم درجة . وهذا بخلاف الاحوال الشيطانية مثل حال عبد الله بن صياد))( ) الذى ظهر فى زمن النبى صلى الله عليه وسلم وكان قد ظن بعض الصحابة انه الدجال وتوقف النبى صلى الله عليه وسلم فى أمره حتى تبين له فيما بعد انه ليس هو الدجال لكنه كان من جنس الكهان قال له النبى صلى الله عليه وسلم (قد خبأت لك خبءاً)) قال : الدخ الدخ وقد كان خبأ له سورة الدخان فقال له النبى صلى الله عليه وسلم ((أخسأ فلن تعدو قدرك )) يعنى انما انت من إخوان الكهان والكهان كان يكون لأحدهم القرين من الشياطين يخبره بكثير من المغيبات بما يسترقه من السمع وكانوا يخلطون الصدق بالكذب كما فى الحديث الصحيح الذى رواه البخارى وغيره ان النبى صلى الله عليه وسلم قال : ((ان الملائكة تنزل فى العنان – وهو السحاب – فتذكر الأمر قضى فى السماء فتسترق الشياطين السمع فتوحيه الى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم ))( ) .يقول شيخ الاسلام بن تيمية مبيناً الفرق بين كرامات أولياء الرحمن وخوارق أولياء الشيطان : ما نصه : ((و أيضاً كرامات الاولياء لابد ان يكون سببها الايمان والتقوى فما كان سبه الكفر والفسوق والعصيان فهو من خوارق أعداء الله لا من كرامات أولياء الله فمن كانت خوارقه لا تحصل بالصلاة والقراءة والذكر وقيام الليل والدعاء ، وإنما تحصل عند الشرك مثل دعاء الميت والغائب أو بالفسق والعصيان وأكل المحرمات كالحيات والزنابير والخنافس والدم وغيره من النجاسات ومثل الغناء والرقص ولا سيما مع النسوة الأجانب والمردان وحالة خوارقه تنقص عند سماع القرآن وتقوى عند سماع مزامير الشيطان فيرقص ليلاً طويلاً فإذا جاءت الصلاة صلى قاعداً او ينقر الصلاة نقر الديك وهو يبغض سماع القرآن وينفر عنه ، ويتكلفه ليس له فيه محبة ولا ذوق ولا لذه عند وجده ، ويحب سماع المكاء والتصدية ويجد مواجيد فهذه أحوال شيطانية وهو ممن يتناوله قوله تعالى ((ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين))( ) فالقرآن هو ذكر الرحمن قال تعالى ((ومن أعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى قال ربى لم حشرتنى اعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى))( ) قال بن عباس رضى الله عنهما : تكفل الله لمن قرأ كتابه وعمل بما فيه ان لا يضل فى الدنيا ولا يشقى فى الآخرة ثم قرأ هذه الأية ))( ) نقول لهذا المفترى المدعو محمد أحمد حامد السوداني ان هذه القصص الثلاث التى أوردها شيخ الاسلام بن تيمية لا تدل على دعاء غير الله بأى وجه من الوجوه بل تدل على اخلاص التوحيد لله وحده وأنظر قوله رحمه الله ((وتغيب الحسن البصرى عن الحجاج فدخلوا عليه ست مرات فدعا الله عز وجل فلم يروه ...... الخ))انظر الى قوله ((فدعا الله عز وجل فلم يروه)) فالشاهد انه لم يدعوا نبيا مرسلا ولا ملكا مقربا ولا وليا صالحا انما دعا الله وحده لا شريك له وكذلك أنظر الى قوله ((وصلة بن اشيم مات فرسه وهو فى الغزو فقال : ((اللهم لا تجعل لمخلوق على منة فدعا الله عز وجل فأحيا له فرسه ))تأمل فى قوله وانظر كيف أنه دعا الله وحده فإستجاب الله دعاه فإنه لم يدعو غير الله )) وكذلك انظر اخى القارئ الى قوله ((رجل من النخع كان له حمار فمات فى الطريق إلى ان قال رحمه الله ..فقال لهم امهلونى هنيهة ثم توضأ فأحسن الوضوء وصلى ركعتين ودعا الله تعالى فأحيا له حماره فحمل عليه متاعه )).أنظر وتأمل فى قوله (( دعا الله فأحيا له حماره )) الشاهد أنه لم يدعو محمدا صلى الله عيله وسلم ولا ابو بكر ولا عمر ولا غيرهما من الصحابه رضى الله عنهما ولا دعا ملكا مقرباً ولا ولياً صالحا وانما دعا الله وحده لا شريك له فأستجاب الله تعالى له والله قادر على كل شى وهذا من إخلاص التوحيد لله تعالى وذكر المفترى هذه الوقائع الثلاثة ليجوز دعاء غير الله من الأنبياء والأولياء لان فى زعمه صاحب الكرامة يدعى مع الله وهذا مثيل ما قاله العراقى فرد عليه العلامة الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بما يلى ((قلت يريد العراقى ان مثل هذا يدل على جواز دعاء الصالحين وندائهم بالحوائج فى الغيبة وبعد الممات لان هذه كرامة والكرامة يدعى صاحبها وينادى . والجواب أن يقال : عبادة الله وحده لا شريك له وافراده بالدعاء والطلب فيما لا يقدر عليه الا هو دلت الكتب السماوية وإتفقت عليها الدعوة الرسالية وهى أصل الدين وقاعدته لا يعتريها نسخ ولا تخصيص . وقال تعالى : ((يا ايها الناس اذكروا نعمت الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا اله الا هو فأنى تؤفكون ))( ) وقال تعالى ((امن هذا الذى هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن ان الكافرون الا فى غرور ))( ) امن هذا الذى يرزقكم ان امسك رزقه بل لجو فى عتو ونفور ))( ) وقال تعالى ((فابتقوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له اليه ترجعون)) فتأمل هذه الايات ونظائرها وانظر ما دلت عليه من اختصاصه تعالى بالخلق والرزق اللذين هما أصل المخلوقات وقوامها وانظر كيف استدل بهذا على وجوب عبادته وطاعته والايمان به وهل يعارض هذا الاصل بمثل هذه الأوهام الضالة من شم رائحة العلم ، ودرى ما الناس فيه من أمر دينهم .
فان كنت لا تدرى فتلك مصيبة **** وان كنت تدرى فالمصيبة أعظم
هذا لو سلم ان الكرامات سبب وان هذا المثال فيه اثبات الكرامة فكيف والامرخلاف ذلك بإجماع أهل العلم والمقدمتان كاذبتان لان الكرامة فعل الله تعالى لا فعل للولى فيها ولا قدرة له عليها ولا تأثير . وكل من يذكر تعريف الكرامة وحدها يقول هى خرق الله العادة لوليه لحكمة ومصلحة تعود عليه او على غيره وعلى هذا التعريف لا فعل للولى فيها ولا إرادة ، فمن أين يؤخذ أنها سبب يقتضى دعاء من قامت به او فعلت له ، ومن أى وجه دلت الكرامة على هذا الوجه وأفضل الناس الرسل والملائكة من أفضل خلق الله ولهم من المعجزات والكرامات والمقامات ما ليس لغيرهم . قد جاء عيسى بن مريم بما هو من أفضل المعجزات والكرامات يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله ويبرئ الاكمة والأبرص ويحى الموتى بإذن الله وينبئهم من الغيب ما يأكلون وما يدخرون وقد أنكر تعالى على من قصده ودعاه فى حاجاته وملماته وأخبر ان فاعل ذلك كافر بربه ضال بعبادة غيره قال تعالى ((ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً))( ) . والارباب هم المعبودون المدعون وسيأتى تحقيق هذا وقال تعالى فيمن عبدوا المسح ((قل اتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضراً ولا نفعاً والله هو السميع العليم ))( ) وسياتيك ان الدعاء والنداء بما لا يقدر عليه الا الله داخل فى مسمى العبادة فتنبه . فأخبر تعالى عن المسيح انه لا يملك لمن دعاه نفعاً ولا ضراً ، وان قل كما يفيده التنكير وأبطل عبادته وأنكرها أشد الإنكار ومعجزاته أوضح من الشمس وسط النهار . وقد تقدم ان هذه الشبهة هى التى تعلق بها النصارى فى دعائه ودعاء أمه ))( ) أخى القارئ تأمل فى كلام الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ المتقدم فإنه كلام فى غاية النفاسة وفيه رد قوى على المفترى المدعو محمد أحمد السودانى المالكى الأشعرى وأنظر وتأمل فى قوله رحمه الله ((لأن الكرامة فعل الله تعالى لا فعل للولى فيها ولا قدرة له عليها ولا تأثير وكل من يذكر تعريف الكرامة وحدها يقول هى خرق الله العادة لوليه لحكمة )) نقول للمدعو محمد أحمد ان الذى احيا فرس وصلة بن أشيم هو الله تعالى وان الذى أحيا الحمار هو الله تعالى لأن الكرامة فعل الله تعالى لا فعل للولى فيها ولا قدرة له عليها ولا تأثير وكذلك الحسن البصرى لما دعا الله عز وجل حفظه الله عز وجل من الحجاج وجنوده وقال النبى صلى الله عليه وسلم ((أحفظ الله يحفظك)) يقول شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله ((وكرامات الأولياء إنما حصلت ببركة اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فهى فى الحقيقة تدخل فى معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم مثل انشقاق القمر ( ) وتسبيح الحصا فى كفه ( ) واتيان الشجر إليه ( ) وحنين الجزع إليه ( ) و إخباره ليلة المعراج بصفة بيت المقدس ( ) وإخباره بما كان وما يكون ( ) وإتيانه بالكتاب العزيز وتكثير الطعام والشراب مرات كثيرة ، كما أشبع فى الخندق العسكر من قدر الطعام وهو لم ينقص فى حديث ام سليم المشهور( ) وروى العسكر فى غزوة خيبر من مزادة ماء ولم تنقص وملأ اوعية العسكر عام تبوك من طعام قليل ولم ينقص وهم نحو ثلاثين الفاً ونبع الماء من بين أصابعه مرات عديدة حتى كفى الناس الذين كانوا معه كما كانوا فى غزوة الحديبية نحو الف وأربعمائة أو خمسمائة ( ) ورده لعين ابى قتادة حين سالت على خده فرجعت أحسن عينيه ( ) .......... وأطعم من شواء مائة وثلاثين رجلاً كلاً منهم حز له قطعة وجعل منه قطعتين فأكلوا منها جميعهم ثم فضل فضلة ( )الى ان قال وكرامات الصحابة والتابعين بعدهم وسائر الصالحين كثيراً جداً . مثل ما كان اسيد ابن حضير يقرأ سورة الكهف فنزل من السماء مثل الظلمة فيها أمثال السرج وهى الملائكة نزلت لقراءته ( ) وعمر بن الخطاب لما أرسل جيشاً أمر عليهم رجلا يسمى سارية فبينما عمر يخطب فجعل يصيح على المنبر يا سارية الجبل يا سارية الجبل فقدم رسول الجيش فسأله فقال يا امير المؤمنين لقينا عدواً فهزمونا فاذا بصائح يا سارية الجبل يا سارية الجبل فاسندنا ظهورنا بالجبل فهزمهم الله ( ) ومن العجيب القريب نجد بعد الخرافيين من الصوفية وغيرهم يستدلون بهذا الحديث((يا سارية الجبل ))ويزعمون ان هذا الحديث دليل على دعاء غير الله وان الأولياء يعلمون الغيب والحاصل هذا الحديث لا يدل على دعاء غير الله وعمر لما سئل عن كلامه المتقدم قال ((كلمة أجراها الله على لسانى )) ولشيخ الاسلام بن تيمية رداً مفيداً على هؤلاء الخرافيين من المتصوفة والروافض الهالكين وإليكم نص كلام شيخ الاسلام بن تيمية فى شرح هذا الحديث ((........وعمر رضى الله عنه لما نادى يا سارية الجبل قال : ان لله جنوداً يبلغون صوتى وجنود الله هم من الملائكة ومن صالحى الجن فجنود الله بلغوا صوت عمر الى سارية وهو أنهم نادوه مثل صوت عمر وإلا نفس صوت عمر لا يصل فى هذه المسافة البعيدة وهذا كالرجل يدعو آخر وهو بعيد عنه فيقول يا فلان فيعان على ذلك فيقول الواسطة بينهما يا فلان وقد يقول لمن هو بعيد عنه يا فلان أحبس الماء تعال وهو لا يسمع صوته فيناديه الواسطة بمثل ذلك يا فلان أحبس الماء أرسل الماء ، إما بمثل صوت الاول ان كان لا يقبل الا صوته والا فلا يضر بأى صوت كان اذا عرف ان صاحبه قد ناداه وهذه حكاية كان عمر مرة قد ارسل جيشاً فجاء شخص وأخبر أهل المدينة بإنتصار الجيش وشاع الخبر فقال عمر ذاك ابو الهيثم بريد الجن وسيجئ بريد الإنسان بعد ذلك بأيام ( ) وقال رحمه الله ((.... والذين يستخدمون الجن فى المباحات يشبه إستخدام سليمان لكن أعطى ملكا لا ينبقى لاحد بعده وسخرت له الانس والجن وهذا لم يحل لغيره . والنبى صلى الله عليه وسلم لما تفلت عليه العفريت ليقطع عليه صلاته قال : فأخذته فذعته حتى سار لعابه على يدى وأردت أن أربطه الى سارية من سوارى المسجد ثم تذكرت دعوة اخى سليمان فى قوله تعالى ((هب لى ملكاً لا ينبقى لاحد من بعدى ))فأرسلته ((اى أطلقته )) فلم يستخدم الجن أصلاً ، لكن دعاهم إلى الايمان بالله وقرأ عليهم القرآن وبلغهم الرسالة وبايعهم كما فعل بالانس ( ) )) .
ثامناً : أما قول المفترى ((أما علم الأئمة بالغيب فهو علم الله الذى تفضل عليهم به وخصهم به ولم يدع واحداً منهم قط أنه علم الغيب أصالة من نفسه من دون الله قال تعالى فى بيان أنه يطلع الأولياء على الغيب ((ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين أمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الاخرة ))( ) وما هى البشرى أليست إعلام الله تعالى إياهم بشئ لم يكن وكيف يبشر الانسان بما لا يعلم : نقول بالله التوفيق سوف نرد على هذا المفترى من وجهين: الوجه الأول قوله : ((أما علم الأئمة بالغيب فهو علم الله الذى تفضل عليهم به وخصهم به ولم يدع واحداً منهم قط أنه علم الغيب أصالة من نفسه من دون الله )) نقول لهذا الجاهل هؤلاء هم أئمتكم من الشيعة الروافض ومن الصوفية الخرافين يدعون علم الغيب لأئمتهم أصالة من أنفسهم جاء فى كتابات الشيعة المعتمدة ما نصه ((سئل أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال : ((سئل على عليه السلام عن علم النبى صلى الله عليه وسلم فقال (( علم النبى صلى الله عليه وسلم جميع علم النبيين وعلم ما كان وما هوكائن الى قيام الساعة ثم قال ( والذى نفسى بيده إنى لأعلم علم النبيين و علم ما هو كائن فيما بينى وبين الساعة ))( ) وتقول نصوص الروافض فى إدعاء علم الغيب و ما فى الألواح ما نصه ((عن المفضل بن عمر قال قال أبو عبد الله عليه السلام ان سليمان ورث داؤد وإنا ورثنا محمداً وإن عندنا علم التوراة والإنجيل والزبور وتبيان ما فى الألواح ))( ) بل الشيعة تعتقد عقيدة البداءة. وهى عقيدة حاولوا أن ينسبوا الجهل فيها إلى علام الغيوب لا إلى أئمتهم تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا لأنهم كما يقول أحد رجال الشيعة ((قد جعلوا لأئمتهم صفة الإخبار بالمغيبات فإذا أخبروا عن الأئمة بشئ من الغيب فجاء ذلك الشئ على ما قالوه إفتخروا ((وقالوا ألم نعلمكم ان هذا يكون فنحن نعلم من قبل الله, وإن لم يقع ذلك الشئ الذى أخبروه بوقوعه قالوا لشيعتهم بدأ فى ذلك )) والبداءة فى الأصل عقيدة يهودية ضالة ( ) بل إدعى الخمينى ان أئمته يعلمون جميع ما فى ذرات الكون ويقول لا رحم الله فيه مغزة إبرة ((فإن لامام درجة سامية وخلافة تكوينة تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون ( ) ويواصل الخمينى فى ضلاله وينشر عبر مركزه الثقافى الايرانى بالخرطوم هذه العقيدة الفاسدة , قالوا فى كتاب مرآة العقول فى شرح أخبار الرسول للمجلسى وهذا الكتاب موجود فى المركز الثقافى الإيرانى بالخرطوم ما نصه ((باب أن الائمة يعلمون ما كان وما يكون وإنه لا يخفى عليهم شئ أهـ صفحة 129 وكذلك قالوا فى نفس الكتاب المذكور أعلاه ما نصه ((باب ان الأئمة لو ستر عليهم لأخبروا كل أمر بما له وما عليه )) وصفحة 129 نقول للمفترى هذه هى عقيدة الشيعة الضالة كذلك الصوفية يدعون علم الغيب وهذا معروف ومشهور خاصة فى السودان وقد إدعى شيخ هذا المفترى المدعو محمد أحمد حامد شيخه على زين العابدين وأمثاله على الغيب وزعموا أن الأولياء يعلمون الغيب بل إدعى أحدهم بأن الأولياء يخلقون الجنين فى بطن الأم وصوفية السودان لهم مقولة مشهورة فيما بينهم وهى ((شيخى ان جلس يعرف الفى( ) سرك وسوس )) وهذا إدعاء واضح لعلم الغيب وكذلك الصوفية دعوا فى كتاباتهم الى هذه الضلالات جهاراً نهاراً وانظروا ان شئت إلى قول البصيرى فان من جودك الدنيا وضرتها : ومن علومك علم اللوح والقلم .))
الوجه الثانى : قول المفترى ((قال تعالى فى بيان انه يطلع الأولياء على الغيب ((الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين أمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة )) وما هى البشرى أليست إعلام الله تعالى إياهم بشئ لم يكن وكيف يبشر الإنسان بما يعرف( ) أهـ نقول لهذا المفترى إنك إفتريت على الله إفتراءاً عظيماً حيث قضى الله تعالى انه لا يطلع على الغيب أحداً يقول تعالى ((لا يعلم من فى السموات ومن فى الأرض الغيب الا الله )) من فى السموات هم الملائكة فهم لا يعرفون الغيب كما أخبر سبحانه ومن فى الارض هم الإنس من الأنبياء والأولياء والجن ونحوهم ممن فى الارض لا يعرفون الغيب بدليل هذه الأية الكريمة وثم نقول للمفترى ان قوله تعالى ((ألا ان إولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين أمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة )) هذه الاية لا تدل بأى وجه من الوجوه بأن الأولياء يعلمون الغيب بل فهمك لهذه الأية فهم منكوس وإليكم فهم السلف وعلى رأسهم الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابة ومن تبعهم بإحسان . قال الإمام الحافظ بن كثير قال تعالى: ((ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ...الأية يخبر الله تعالى ان أولياءه هم الذين أمنوا وكانوا يتقون كما فسرهم ربهم فكل من كان تقياً كان لله ولياً ((لا خوف عليهم)) أى فيما يستقبلونه من أهوال الآخرة ((ولا هم يحزنون )) على ما وراءهم فى الدنيا )) وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الرازق أخبرنا سفيان عن الأعمش عن ذكوان بن أبى صالح عن رجل عن ابى الدرداء رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قوله ((لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة )) قال : الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له )) وقال بن جرير حدثنى أبو السائب حدثنا معاوية عن الأعمش بن ابى صالح بن عطاء ابن يسار عن رجل من أهل مصر عن ابى الدرداء فى قوله ((لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة )) قال سأل رجل ابا الدرداء عن هذه الأية فقال لقد سألت عن شئ ما سمعت أحد سأله عنه بعد رجل سأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ((هى الرؤيا الصالحة يراها الرجل المسلم أو ترى له بشراه فى الحياة الدنيا وبشراه فى الآخرة الجنة )) وقال بن جرير حدثنى أبو حميد الحمصى حدثنا يحى بن سعيد حدثنا عمر بن عمر بن عبد الاخموشى عن حميد بن عبد الله المزنى قال : ((أتى رجل عبادة بن الصامت فقال اية فى كتاب الله أسألك عنها قول الله تعالى ((لهم البشرى فى الحياة الدنيا ))فقال عبادة ما سألنى عنها أحد قبلك سألت عنها نبى الله فقال مثل ذلك ((ما سألنى عنها أحد قبلك الرؤيا الصالحة يراها العبد المؤمن فى المنام أو ترى له )) ثم رواه من حديث موسى بن عبيدة عن ابى أيوب بن خالد بن صفوان عن عبادة بن الصامت انه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ((لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة . فقد عرفنا بشرى الآخرة الجنة فما بشرى الدنيا قال الرؤية الصالحة يراها العبد أو ترى له وهو جزء من أربعه وأربعين جزءاً أو سبعين جزءاً من النبوة ))( ) وقال الشوكانى وهو من أئمة الشيعة الزيدية فى تفسيره لهذه الأية ما نصه ((... قوله تعالى : ((الا إن أولياء الله)) أولياء الله هم خلص عباده كأنهم قربوا من سبحانه بطاعته وإجتناب معصيته فهؤلاء ((لا خوف عليهم)) أى لا يخافون عند البعث والحشر ولا عرصات القيامة اذ ضمن الله لهم ألا تنالهم أهوالها ((ولا هم يحزنون )) أى على ما فاتهم وما خلفوه من الدنيا كما يحزن أهل محبة الدنيا وهؤلاء هم الأولياء هم ((الذين أمنوا وكانوا يتقون)) لا يخافون أبداً كما يخاف غيرهم لأنهم قد قاموا بما اوجب الله عليهم وإنتهوا عن المعاصى التى نهاهم عنها فهم ثقة من أنفسهم وحسن الظن بربهم كذلك لايحزنون على فوت مطلب من المطالب لأنهم يعلمون ان ذلك بقضاء الله وقدره فصدورهم منشرحة وجوارحهم نشطة وقلوبهم مسرورة ((لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة )) أى لهم البشرى من الله ما داموا فى الحياة بما يوحيه إلى أنبيائه من كون حال المؤمنين عنده هو إدخالهم الجنة ورضوانه عنهم . وكذلك الرؤيا الصالحة ((بشرى لهم فى الحياة الدنيا )) كما ثبت فى الحديث مرفوعاً الى النبى صلى الله عليه وسلم ((لم يبق من الوحى الى المبشرات: الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له)) ومن البشرى فى الدنيا لهم ايضاً ما يتفضل الله به عليهم من إجابة دعائهم وما يشاهدونه عند حضور آجالهم بتنزل الملائكة عليهم قائلين لهم ((لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالفوز بالنعيم والسلامة من العذاب ((لا تبديل لكلمات الله)) لا تغير لأقواله على العموم فيدخل فيها ما وعد به عباده الصالحين دخولاً أوليا أى انه سيتحقق لا محالة ))( ) نقول للمفترى المدعو محمد أحمد حامد أين أنت من هذا التفسير الصحيح الذى فسره النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه والأئمة من السلف قديماً وحديثاً وأنظر إلى أقوالهم وثم أنظر إلى قول عبادة بن الصامت لما سأل عن قوله تعالى ((لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة )) فقال عبادة ((ما سألنى أحد قبلك سألت نبى الله فقال مثل ذلك ((ما سألنى عنها أحد قبلك الرؤيا الصالحة يراها العبد المؤمن فى المنام أو ترى له )) نقول للمفترى أين أنت من قول النبى صلى الله عليه وسلم المتقدم فى تفسير هذه الأية لم يقل النبى (ص) أو أحد من أصحابه ما زعمت أيها المفترى ان الأولياء يعلمون الغيب او يطلعهم الله على الغيب وقد رأيت فيما تقدم أحاديث الرسول فى تفسيرهذه الأية وأقوال الصحابة والأئمة من سلف الأمة ما يبطل زعمك وزعم أسيادك الروافض الخمينى وأزياله من مجوسي هذه الأمة قاتلهم الله وجعل تدبيرهم تدميرهم وكيدهم فى نحورهم )).
تاسعاً : قول المفترى ((ثم أستغاثة الصحابة بالرسول صلى الله عليه وسلم فى صحيح البخارى فليت شعرى هل يدعى الوهابية علما أكثر من أصحاب رسول الله (ص) إن إلتجاء الشيعة إلى أئمتهم والتوسل بهم فى السراء والضراء والإستغاثة بهم هو مطلوب الدين فيا ليتنا كنا بالقرب من مشاهد الأئمة إذاً لقبلنا تراباً مسته تلك الأقدام الشريفة وكنا مرغنا خدودنا على أرض ضمت أجساد خير العباد ))( ) نقول فى الرد هذا المفترى أما قوله ((..... إن إلتجاء الشيعة الى أئمتهم والتوسل بهم فى السراء والضراء والإستغاثة بهم هو مطلوب الدين ...الخ ....)) نقول كلام هذا المفترى يدل على فساد عقيدته وإنطماس طويته حيث جعل الأئمة من الشيعة والصوفية أنداداً مع الله ولا حوة ولا قوة إلا بالله وقد قال الله تعالى : ((قل أدعو الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة فى السموات والأرض))( ) .
قال الإمام سليمان بن عبد الله آل الشيخ رحمه الله فى تفسيره لهذه الأية ما نصه ((هذه الأية هى التى قال فيها بعض العلماء : إنها تقطع عروق شجرة الشرك من القلب لمن عقلها قال بن القيم فى الكلام عليها ((وقد قطع الله الأسباب التى يتعلق بها المشركون جميعاً قطعاً يعلم من تأمله وعرفه ان من إتخذ من دون الله ولياً فمثله كمثل العنكبوت إتخذت بيتاً وان أوهن البيوت لبيت العنكبوت فالمشرك إنما يتخذ معبدوه لما يحصل له به من النفع والنفع لا يكون الا ممن يكون فيه خصلة من هذه الأربع إما مالك لما يريد عابده منه ، فإنه إن لم يكن مالكاً كان شريكاً للمالك فان لم يكن شريكاً له كان معنياً له وظهيراً فان لم يكن معنياً ولا ظهيراً كان شفيعاً عنده فنفى سبحانه المراتب الأربعة نفياً مرتباً منتقلاً من الأعلى الى ما دونه فنفى الملك والشركة و المظاهرة والشفاعة التى يطلبها المشرك وأثبت شفاعة لا نصيب فيها لمشرك وهى الشفاعة بإذنه قال : فهو الذى يشفع للشافع وان لم يأذن له لم يتقدم فى الشفاعة بين يديه ))( ) .
عاشراً : قول المفترى ((ثم يقول المنشور )) : ((الشيعى يعتقد فى أئمته الغيب والقدرة على التصرف فى الكائنات ولذا فهو يستغيث بهم ويشد الرحال الى قبورهم ويقدم لهم النذور ويلجأ إليهم فى السراء والضراء )) يقول المفترى بعد أن أورد هذا الكلام ما نصه ((قلت : إعتقاد هذه الأشياء فى الأئمة والأولياء هو مما أجمعت عليه الأمة ولم يشذ عن إجماعها إلا طائفة الوهابية والتى تزعم أنها تستهدى بإبن تيمية وإبن القيم وبن كثير))( ) أهـ.
نقول : أما قولهم أن لأولياء تصرفاً وإن الأولياء يعرفون الغيب ونحو لك من إفتراءاتهم قد دحضناها فيما سبق بالكتاب و السنة وأقوال أئمة السلف – وأما إعتقاداتهم فى شد الرحال إلى المقابر : نقول فى دحض هذه الشبهة انه لا يجوز شرعاً شد الرحال الى المقابر وذلك لما ورد من نهى والتحذير الشديد من النبى صلى اله عليه وسلم قال النبى صلى الله عليه وسلم ((لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد مسجدى هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى ))( ) وقال الترمزى فى جامعه حدثنا بن ابى عمر اخبرنا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمر عن قزعة عن ابى سعيد الخدرى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدى هذا والمسجد الأقصى ))( ) نقول: أتباع الإمام محمد ابن عبد الوهاب عملاً بهذه الأحاديث الصحيحة وغيرها ينهون أشد النهى عن شد الرحال الى المقابر . وهذا لا يعنى ان أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب ينهون عن زيارة المقابر هذا كذب وإفتراء لأن النبى صلى الله عليه وسلم قال ((كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر الآخرة ))( ) من أتى إلى مسجد النبى صلى الله عليه وسلم فله ان يزور قبر النبى صلى الله عليه وسلم الزيارة الشرعية الواردة فى كتب السنة وكذلك له ان يزور قبور جميع المسليمن فى المدينة ولكن ينبقى التفريق بين شد الرحال الى المقابر وزيارة المقابر – إذا مررت بها وأنت على سفر أو زرتها فى بعض الأحيان وأنت مقيم فى الحضر عملا بقول النبى صلى الله عليم وسلم ((انى كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزورها فإنها تذكر الآخرة )).
احدى عشر : قول المفترى ((إعتقاد هذه الاشياء ((أى الاستغاثة بالأولياء فى السراء والضراء فى الأئمة والأولياء هو مما أجمعت عليه الأمة ولم يشذ عن إجماعها إلا طائفة الوهابية والتى تزعم إنها تستهدى بإبن تيمية وإبن القيم وإبن كثير )) نقول لهذا المفترى كلامك هذا من أكذب الكذب ومن أبطل الباطل فى أى كتاب من كتب أئمة السلف نقل الإجماع عن دعاء غير الله من الأولياء والأئمة المزعومين أنقل ذلك فى كتاب صحيح البخارى أنقل ذلك فى كتاب صحيح مسلم أنقل عن كتب السنة الستة ففى أى جزء نقل ذلك وأما ما نقلت من بعض كتب السنة لجواز الاستغاثة بغير الله من الأولياء والصالحين كحديث ((إذا إنفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليقل يا عباد الله أحبسو فهو حديث ضعيف وكل ما ذكرتها من فى هذا المقام إما ضعيفة وإما موضوعة فلا حجة فيها كما تقدم , أما شيخ الإسلام بن تيمية وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب والحافظ ابن كثير والامام بن القيم فهم نقلوا من الكتاب والسنة الصحيحة وأقوال الصحابة والتابعين وقرروا ما قرره ائمة السلف من الصحابة والتابعين بأن دعاء غير الله شرك وإليك نموذجا من ذلك ها هو الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ينقل من كتاب الصحيح للإمام البخارى ليثبت أن سبب الشرك فى الارض عبادة الصالحين قال رحمه الله ما نصه ((باب ما جاء ان سبب كفر بنى آدم وتركهم دينهم هو الغلو فى الصالحين )) وقول الله عز وجل ((يا أهل الكتاب لا تغلو فى دينكم )) وفى الصحيح عن بن عباس رضى الله عنهما فى قول الله تعالى ((وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسرا )) قال هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم ان إنصبوا إلى مجالسهم التى كانوا يجلسون فيها أنصاباً وسموها بأسمائهم ففعلوا ولم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسى العلم عبدت )) وقال بن القيم – قال غير واحد من السلف لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم))( ) نقول للمفترى هذا الآثر الذى أورده الإمام محمد بن عبد الوهاب فى إثبات ان سبب الشرك فى الأرض عبادة الصالحين فى صحيح البخارى والمعلوم عند السنة ان صحيح البخارى أصح كتاب بعد كتاب الله فماذا يقول المفترى فيما نقله الامام محمد بن عبد الوهاب عن البخارى أيستطيع ان يقول ان البخارى وهابى ام ماذا سيقول هذا الغبى وبالجملة نقول لهذا المفترى المدعو محمد أحمد بان الامام وشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وشيخ الاسلام بن تيمية والامام بن القيم والحافظ بن كثير إعتمدوا فى كتاباتهم على الكتاب والسنة الصحيحة على فهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين وثم نقول للمفترى ان هنالك كثير من أئمة السلف قرروا فى كتاباتهم ما قرره بن تيمية وابن عبد الوهاب وبن القيم وابن كثير كما سياتى وفيما سبق أوردنا أقوال خمسين من علماء وأدباء المشرق وكلهم ولله الحمد أثنوا على الامام محمد بن عبد الوهاب ودعوته السلفية بل حتى المستشرقين المنصفين منهم ممن نقلنا أقوالهم فيما سبق أكدوا بأن دعوة الامام محمد بن عبد الوهاب هى طبق دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه نقول للمفترى هل علماء وأدباء المغرب والمشرق والمنصفين من المستشرقين أيضاً كذلك عندك من الوهابية أم ماذا تقول فى شهاداتهم العادلة والمنصفة فى دعوة الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله . وفى هذه العجالة نورد بعض أقوال ائمة السلف لنرى أيها المفترى كيف أنهم قرروا ما قرره الامام محمد بن عبد الوهاب وشيخ الإسلام بن تيمية والحافظ بن كثير والإمام بن القيم : قال الشيخ أحمد بن على المقريزى سنة 854هـ بعد كلام سبق ما نصه ((........وشرك الأمم نوعان : شرك فى الألوهية وشرك الربوبية فالشرك فى الألوهيية والعبادة هو الغالب على أهل الاشراك وهو شرك عبادة الأصنام وعبادة الملائكة وعبادة الجن وعباد المشايخ والصالحين الأحياء والأموات الذين قالوا ((ما نعبدهم إلا ليقربونا الى الله زلفى)) ويشفوا لنا عنده وينالنا بسبب قربهم من الله وكرامته لهم قرب وكرامة .......)) ( ).وقال الرازى فى ((مفاتيح الغيب )) ما نصه الأكثرون من المفسرين قالوا ليس المراد من الأرباب انهم إعتقدوا انهم آلهة العالم بل المراد انهم أطاعوهم فى أوامرهم ونواهيهم ))( ) وهذا هو عين ما تفعله الرافضة والصوفية تقول الصوفية ((كن بين يدى شيخك كالميت بين يدى المغسل)) والشيعه تقول أفظع من ذلك بل تعتقد الشيعة تكفير من لم يعترف بأئمتهم المزعومين , وقال بن بلدجى فى شرح المختار ويكره أن يدعواإلا به فلا يقول أسألك بفلان أو بملائكتك او أنبيائك أو نحو ذلك لانه لا حق للمخلوق على خالقه ))( ) وقال أيضاً بلدجى فى النهر الفائق ((أعلم ان الشيخ قاسماً وهو من أكابر العلماء الحنفية رحمهم الله تعالى قال فى شرح درر البحار : ان النذر الذى يقع من أكثر العوام بأن يأتى فى قبر بعض الصلحاء قائلاً يا سيدى فلان ان رد غائبى او عوفى مريضى فلك كذا, باطل إجماعاً لوجوه .....الخ))( ) . وقال رحمه الله (ومنها الظن ان الميت يتصرف فى الأمور وإعتقاد هذا كفر والمسلم لا يطلب حاجته من غير الله . فان طلب حاجته من ميت أو غائب فقد فارق الإسلام . ومن صرح بهذه المسألة من علمائنا الحنفية صاحب الفتاوى البزازية والعلامة صنع الله الحلبى المكى وصاحب البحر الرائق وصاحب الدر المختار والعلامه قاسم بن قطلوبفا والعلامه بير على البركوى صاحب الطريقة المحمدية وابو سعيد الخادمى ومولوى عبد الحى اللكهنوى وغيرهم رحمهم الله ))( ) قال العلامة محى الدين محمد البركوى الحنفى ((فإن قيل فما الذى أوقع عباد القبور فى الإفتتان بها مع العلم بأن ساكنيها لايملكون لهم ضراً ولا نفعاً ولا موتا ولا حياة ولا نشوراً . قيل أوقعهم فى ذلك أمور منها الجهل بحقيقة ما بعث الله به رسوله بل جميع الرسل من تحقيق التوحيد وقطع أسباب الشرك فالذين قل نصيبهم من ذلك إذا دعاهم الشيطان الى الفتنة بها ولم يكن لهم من العلم ما يبطل دعوته إستجابوا له بحسب ما عندهم من الجهل وعصموا بقدر ما معهم من العلم ومنها أحاديث مكذوبة مختلقة وضعها أشباه عباد الأصنام من المقابرية على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تناقض دينه وما جاء به كحديث ((إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور ))وحديث : ((لو أحسن أحدكم ظنه بحجر نفعه)) وأمثال هذه الأحاديث التى هى مناقضة لدين الإسلام وضعها عباد القبور وراجت على أشباههم من الجهال والضلال ))( ) .وقال رحمه الله ((وقد أنكر أئمة الإسلام ذلك فقال أبو الحسن القدورى فى شرح كتاب الكرخى قال بشر بن الوليد سمعت ابا يوسف يقول ((قال ابو حنيفة : ((لا ينبغى لاحد أن يدعوا الله تعالى إلا به قال وأكره أن يقول أسالك بمعقد العز من عرشك وأكره أن يقول بحق فلان وبحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام . قال أبو الحسن أما المسألة بغير الله فمنكرة فى قولهم لأنه لا حق لغير الله عليه وإنما الحق لله تعالى على خلقه ))( ) .
وقال أبو عبد الله الحليمى رحمه الله من الشافعية : ما نصه ((الغياث هو الله وغياث المستغيثين هو الله تعالى فالأستغاثة من المخلوق ما لا يقدر عليه لا يجوز بل يكون كفراً إذا قامت عليه الحجة ))( ) .وقال العلامة محمد بن إسماعيل الصنعانى فى كتابه تطهير الإعتقاد عن درن الإلحاد ما نصه : ((الرسل مبعوثون للدعوة الى إفراد الله بالعبادة فأعلم ان الله تعالى بعث الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من أولهم الى أخرهم يدعون العباد الى إفراد الله تعالى بالعبادة . إلى ان قال : فإفراد الله تعالى لا يتم الا بأن يكون الدعاء كله والنداء فى الشدائد والرخاء لا يكون إلأ لله وحده والاستعانة بالله وحده واللجوء الى الله والنذر والنحر له تعالى وجميع أنواع العبادات من الخضوع والقيام تذللاً لله تعالى والركوع والسجود والطواف والتجرد عن الثياب والحلق والتقصير كله لا يكون الا لله عز وجل ومن فعل شيئاً من ذلك لمخلوق حى أو ميت أو جماد أو غيره فقد أشرك بالله وإن أقر بالله وعبده فإن إقرار المشركين بالله وتقربهم إليه لم يخرجهم عن الشرك وعن سفك دمائهم وسب زراريهم وأخذ أموالهم غنيمة وجاء فى الحديث القدسى ((انا أغنى الشركاء عن الشرك)) وفى الحديث القدسى أيضاً ((لا يقبل الله عملاً شورك فيه غيره ولا يؤمن به من عبد معه غيره ))( ) وقال العلامه الشوكانى بعد كلامه : ما نصه ((واذا تقرر ان من اعتقد فى ميت من الأموات أو حى من الأحياء انه يضره او ينفعه إما استقلالا او مع الله تعالى أو ناداه أو توجه إليه أو إستغاثة به فى أمر من الأمور التى لا يقدر عليها المخلوق فلم يخلص التوحيد لله ولا افراده بالعبادة ، ولا فرق بين يكون هذا المدعو من دون الله أو معه حجراً او شجراً او ملكاً او شيطاناً كما كان يفعل كثير من المسلمين وكل عالم يعلم هذا ويقر به فان العلة واحدة وعبادة غير الله تعالى وتشريك غيره معه يكون للحيوان كما يكون للجماد وللحى كما يكون للميت فمن زعم ان ثم فرقا بين من إعتقد فى وثن من الأوثان انه يضر أو ينفع أو يقدر على أمر لا يقدر عليه الا الله تعالى وبين من اعتقد فى نبى او ولى مثل ذلك فقط غلط واقر على نفسه بجهل كثير فإن الشرك هو دعاء غير سواه او التقرب الى غيره بشئ مما لا يتقرب به إلا إليه ))( ) وقال فى الإقناع وشرحه : ((من جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم ويدعوهم كفر إجماعا لان ذلك كفعل عابدى الأصنام ، قال الإمام أبو الوفاء على بن عقيل الحنبلى رحمه الله تعالى : ((ان من يعظم القبور ويخاطب الموتى بقضاء الحوائج ويقول يا مولاى ويا سيدى عبد القادر أفعل لى كذا فهذا كافر بهذه الأوضاع ومن دعا ميتاً وطلب قضاء الحوائج منه فهو كافر ))( ) وقال العلامة بن حجر فى شرح الاربعين له ((من دعا غير الله فهو كافر ))( ) وقال الشيخ محمد عبده وتلميذه محمد رشيد رضا فى تفسير هذه الاية ((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله )) الأية قال : الأحبار جمع حبر وهو العالم والرهبان جمع راهب ومعناه فى اللغة الخائف والمعنى اتخذ كل من اليهود والنصارى رؤساء الدين فيهم أرباباً بما أعطوهم من حق التشريع فيهم وأطاعوهم فيه والنصارى إتخذوا رهبانهم أى عبادهم الذين يخضع العوام لهم أرباباً كذلك والأظهر أن يكون المراد من الأحبار والرهبان جملة رجال الدين فى الفريقين أى من العلماء والعباد وروى الترمزى وحسنه وأحمد وابن جرير عن عدى بن حاتم رضى الله عنه انه لما قدم على النبى صلى الله عليه وسلم سمع (( اتخذوا احبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله )) قال : فقلت انهم لم يعبدوهم فقال بلى انهم حرموا عليهم الحلال واحلوا لهم الحرام فإتبعوهم فذاك عبادتهم إياهم ))( ) وقال الحافظ محمد بن عبد الهادى من أكابر الحنابلة وعلمائهم ((والسلف كلهم متفقون علما ان الزائر لا يسأله شيئاً يعنى النبى صلى الله عليه وسلم ولا يطلب منه ما يطلب منه فى حياته و لا يطلب منه ما يطلب يوم القيامة لا شفاعة ولا إستغفاراً وقال أيضاً : (والحكاية التى تنسب إلى مالك مع ابى جعفر المنصور كذب عند أهل المعرفة بالنقل والتصحيح ))( ) إنتهى ومذهب مالك رحمه الله المعروف عند أصحابه يخالف هذه الحكاية المكذوبة ويردها قال القاضى عياض : قال مالك فى المبسوط : ((لا أرى ان يقف عند قبر النبى صلى الله عليه وسلم يدعو ولكن يسلم على النبى وعلى أبى بكر وعمر ثم يمضى))( ) ولما نقل إبن وهب عن مالك انه يدعو للنبى صلى الله عليه وسلم عند القبر حمله أكابر أصحابه على الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم وابن عبد البر يقول لفظ الرواية على ما ذكره بن القاسم والقعنبى وغيرهما يصلى على النبى هذا لفظ مالك ))( ) وقال بعض المالكية : ((المراد بالدعاء السلام بدليل انه ذكر فى رواية ابن وهب نفسه يقول السلام عليك ايها النبى ورحمة الله وبركاته )) ( ) وقد تقدم مذهب الحنابلة وابى حنيفة واذا كان هذا ممنوعاً مع انه دعاء الله فما ظنك بدعاء الرسول نفسه وطلب الشفاعة منه صلى الله عليه وسلم فالأول منه لانه وسيلة وذريعة الى المحذور الذى هو سؤال غير الله وقصده فى الحاجات ولم يكن فى عهد السلف شئ من هذا وانما حدث أوائله ومبادئه بعد القرون المفضلة وأنكرها أهل العلم والإيمان محافظة منهم على السنة وحماية لجناب التوحيد وطاعة لله ورسوله وسدا لذرائع الشرك ووسائله وقد روى الضياء فى المختارة عن الحسن بن الحسن انه رأى رجلاً يجئ الى خرجة عند قبر النبى صلى الله عليه وسلم فنهاه عن ذلك . قال ألا أخبركم بحديث سمعته من ابى عن جدى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((لا تتخذوا قبرى عيداً ولا بيوتكم قبوراً وصلوا على فان صلاتكم تبلغنى حيث كنتم)) وقد روى هذا الحديث عن ابى هريرة فى سنن ابى داؤود ((لا تجعلوا بيوتكم قبوراً ولا قبرى عيداً)) فأنظر هذه السنة المأخوذه عن أقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم نسباً وداراً وتأمل ما دلت عليه من الحكم والفوائد من ذلك نهيه عن إتخاذ قبره عيداً وما يعتاد مجيئه فى وقت مخصوص . وتأمل حكمه ذلك ومقصده وما فهمه السلف من النهى عن التردد الى القبر الشريف كلما دخل المسجد وفيه ان الصلاة والسلام يبلغه وان بعد المسلم وفيه ان الذى يجب له صلى الله عليه وسلم من التوقير والتكريم والصلاة والتسليم مطلوب فى كل مكان وعلى كل حال وذلك أكمل وأتم ممن يعتاد ذلك عند مجيئه الى القبر او يزيد بالغلو والإطراء فإذا بعد عنه فهو من أشد الناس معصية وجفاء وفيه حماية أصل الدين وقاعدته بصرف الوجوه الى الله وإنابة القلوب إليه وإعتمادها عليه ورعاية هذا الأصل من أهم أصو
مواضيع مماثلة
» الجزء الاول: دحض سفسطات الصوفى الختمى محمد احمد صاحب كتاب (براءة الشيعة من مفتريات الوهابية )
» الجزءالثالث : دحض سفسطات الصوفى الختمى محمد احمد صاحب كتاب (براءة الشيعة من مفتريات الوهابية )
» الجزء الثانى : دحض سفسطات الرافضى جعفر سبحانى صاحب كتاب (
» الجزء الأول: سفسطات الرافضى جعفر سبحانى صاحب كتاب (
» الجزء الثالث: دحض سفسطات الرافضى جعفر سبحانى صاحب كتاب (
» الجزءالثالث : دحض سفسطات الصوفى الختمى محمد احمد صاحب كتاب (براءة الشيعة من مفتريات الوهابية )
» الجزء الثانى : دحض سفسطات الرافضى جعفر سبحانى صاحب كتاب (
» الجزء الأول: سفسطات الرافضى جعفر سبحانى صاحب كتاب (
» الجزء الثالث: دحض سفسطات الرافضى جعفر سبحانى صاحب كتاب (
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى