المقالات السلفية فى الدفاع عن المملكة العربية السعودية تأليف أبو ربيع إسماعيل خيرى الجزء الثانى تقديم الدكتور محمد عبد الغفار الأستاذ بجامعة الخرطوم
صفحة 1 من اصل 1
المقالات السلفية فى الدفاع عن المملكة العربية السعودية تأليف أبو ربيع إسماعيل خيرى الجزء الثانى تقديم الدكتور محمد عبد الغفار الأستاذ بجامعة الخرطوم
ثانياً : وكذلك من آثار الحزبية الضيقة تكفير المجتمعات والحكومات ويعتبر سيد قطب هو أول من أصل منهج تكفير البشرية جميعاً فى العصر الحديث وهو الذى أوقد شرارة التكفير الأولى وكل هذه الجماعات التكفيرية تشربت بمنهجه بل قال لى أحد (1) التكفيريين بأن كتب سيد قطب عندهم من أصول الدين.
قال سيد قطب مكفراً البشرية جميعاً ((... لقد إستدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بـ ((لا إله إلا الله)) فقد إرتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان ونكصت عن لا إله إلا الله دون أن يدرك مدلولها ودون أن يعنى هذا المدلول وهو يرددها . دون أن يرفض شرعية الحاكمية التى يدعيها العباد لانفسهم وهي مرادف الالوهية. سواء إدعوها كأفراد أو كتشكيلات تشريعية أو كشعوب فالأفراد كالتشكيلات كالشعوب ليست آلهه فليس لها إذن حق الحاكمية ... إلى أن قال إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية وإرتدت عن لا إله إلا الله فأعطت لهؤلاء العباد خصائص الألوهية ولم تعد توحد الله وتخلص له الولاء . البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن فى مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله بلا مدلول ولا واقع ... وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة لأنهم إرتدوا إلى عبادة العباد ((من بعد ما تبين لهم الهدي)) ويقول سيد قطب زعيم التكفيريين الحزبيين وسيدهم ((... لا نجاة للعصبية المسلمة فى كل أرض من أن يقع عليها هذا العذاب ((أو يلبسكم شيعاً ويزيغ بعضكم بأس بعض)) إلا أن تنفصل هذه العصبة عقدياً وشعورياً ومنهج حياة عن أهل الجاهلية من قومها حتى يأذن الله لها بقيام ((دار الإسلام تعتصم بها وإلا أن تشعر شعوراً كاملاً بأنها هي الأمة المسلمة وإن ما حولها ومن حولها ممن لم يدخلوا فيما دخلت فيه جاهلية وأهل جاهلية وأن تفاصل قومها على العقيدة والمنهج وتطلب بعد ذلك من الله أن يفتح بينها وبين قومها بالحق وهو خير الفاتحين)) ويقول سيد قطب ((... أنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي)) . قال علامة المدينة النبوية ربيع بن هادي المدخلى حفظه الله وزاده من العلم والإيمان معلقاً على كلام سيد قطب المذكور انفاً ((نقول ليس بعد هذا التكفير العنيف شئ مع معاصرته لجهاد السلفيين فى الجزيرة وإقامتهم دولة إسلامية على التوحيد والكتاب والسنة ومعاصرته للسلفية فى الهند تجاهد بالسيف وفى ميدان الدعوة وأهلها يقدرون بالملايين وكذلك دعوة التوحيد كانت قائمة فى مصر فى عصره على أيدى السلفيين أنصار السنة والرجل لا يعد هذه المجتمعات إسلامية فضلاً عن غيرها)) صدق شيخنا الفاضل ربيع بن هادي المدخلى علامة المدينة النبوية فإذا كان سيد قطب لم يثتثنى حتى السلفيين المتمسكين بمنهج السلف معنى ذلك أنه ليس هنالك مسلم قط إلا من إلتزم بمنهجه القطبى التكفيرى المبتدع وبما بيناها من كلام سيد قطب يتبين لكل ذو عقل رشيد أن أول من أصل فى تكفير المجتمعات والحكومات هو سيد قطب وقد نشر مفهوماته التكفيرية هذه فى كتاباته وهي كثيرة ومشهورة بين القطبيين التكفيريين وقد أفسدت هذه الكتب عقول كثير ممن ينتمي إلى أهل السنه والجماعة وزجهم فى دهاليز الحزبية المظلمة ومن ثم تكفير الحكام والخروج عليهم بالسيف واللسان ولكن الله بعونه ولطفه قيد لدينه رجالاً أمناء يغارون لدينهم ويردون كيد الأعداء فى نحورهم ومن هؤلاء العلماء علماء المملكة العربية السعودية لاسيما علماء المدينة النبوية وعلى رأسهم علامة المدينة النبوية ربيع بن هادي المدخلى فقد كشف هؤلاء العلماء زيف وأباطيل الحركة القطبية التكفيرية كما سوف نبين. وقد شهد بتكفير سيد قطب للمجتمعات أتباعه وتلاميذ قبل غيرهم ((كالترابي)) والقرضاوي وأمثالهما وقد بسطنا أقوالهم في شيخهم فى موضعه(1) .
الفصل السادس
فتنة التكفير والحزبية نشأت من مخالفة التكفيريين لمنهج السلف فى قوله تعالى : ((فمن لم يحكم بما أنزل الله
فاولئك هم الكافرون))
قال شيخ الطحاوية إبن أبى العز الحنفي ((وهنا أمر يجب أن يتفطن له وهو أن الحكم بغير ما أنزل الله قد يكون كفراً ينقل عن الملة وقد يكون معصية كبيرة أو صغيرة أو يكون كفراً . إما مجازاً وإما أصغر على القولين المذكورين . وذلك بحسب حال الحاكم : فإنه إن إعتقد أن الحكم بما أنزل الله غير واجب وإنه مخير فيه أو إستهان به مع تيقنه أنه حكم الله فهذا كفر أكبر وإن إعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله وعلمه فى هذه الواقعة وعدل عنه مع إعترافه بأنه مستحق للعقوبة فهذا عاص ويسمي كافراً كفراً مجازياً أو كفراً أصغر . وإن جهل الحكم فيها مع بذل جهده وإستغراغ وسعه فى معرفة الحكم وأخطأ فهذا مخطئ له أجر على إجتهاده وخطأه مغفور))(1) .
وقال شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله ((... فإن الحاكم إذا كان ديناً لكنه حكم بغير علم كان من أهل النار وإن كان عالماً لكنه حكم بخلاف الحق الذى يعلمه كان من أهل النار وإذا حكم بلا عدل ولا علم أولى أن يكون من أهل النار وهذا إذا حكم فى قضية لشخص . وأما إذا حكم حكماً عاماً فى دين المسلمين فجعل الحق باطلاً والباطل حقاً والسنة بدعة والبدعة سنة والمعروف منكراً والمنكر معروف ونهي عما أمر الله به ورسوله وأمر بما نهى الله ورسوله فهذا لون أخر يحكم فيه رب العالمين وإله المرسلين))(2) .
وقال أيضاً ((ولا ريب أن من لم يعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله على رسوله فهو كافر فمن استحل أن يحكم بين الناس بما يراه هو عدلاً من غير أتباع لما أنزل الله فهو كافر))(1) .
وقال الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ مقرراً مذهب السلف فى هذا المقام (... وأما القسم الثاني من قسمي كفر الحاكم بغير ما أنزل الله وهذا الذى لا يخرج من الملة فقد تقدم تفسير بن عباس رضى الله عنه لقوله تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قد يشمل ذلك قوله فى الآية ((كفر دون كفر)) وقوله أيضاً ((ليس بالكفر الذى تذهبون إليه ، وذلك أن تحمله شهوته وهواه على الحكم فى القضية بغير ما أنزل مع إعتقاده إن حكم الله ورسوله هو الحق))(2) .
الفصل السابع
علماء الدعوة السلفية المعاصرين يقررون ما قرره السلف فى تفسير قوله تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله
فأولئك هم الكافرون)
قال علامة الشام المحدث محمد بن ناصر الدين الألباني ((فالحقيقة أن مسألة التكفير ليس فقط للحكام بل وللمحكومين أيضاً هى فتنة قديمة تبنتها فرقة من الفرق الإسلامية القديمة وهى المعروفة بالخوارج ، والخوارج طوائف مذكورة فى كتب الفرق ومنها لا تزال موجودة الآن بإسم آخر وهو الإباضية.
وهؤلاء الإباضية كانوا إلى عهد قريب منطويين على أنفسهم ليس لها نشاط دعوى كما يقال اليوم ولكن منذ بضع سنين بدأوا ينشطون وينشرون بعض الرسائل وبعض العقائد التى هي عين عقائد الخوارج القدامي إلا أنهم يتسترون بخصلة من خصل الشيعة إلا وهي التقية فهم يقولون نحن لسنا بالخوارج وأنتم تعلمون جميعاً أن الإسم لا يغير من حقائق المسميات إطلاقاً وهؤلاء يلتقون فى جملة ما يلتقون مع الخوارج فى تكفير أصحاب الكبائر إلى أن قال حفظه الله ((... فإن أصل التكفير الذى ذكرناه فى هذا الزمان الآية التى يدندون حولها إلا وهي قوله تعالى ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)) ونعلم جميعاً أن هذه الآية قد تكررت وجاءت خاتمتها بألفاظ ثلاثة ((فأولئك هم الكافرون))(1) ((فأولئك هم الظالمون))(2) ((فأولئك هم الفاسقون))(3) فمن جهل الذين يحتجون بهذه الآية في اللفظ الأول ((فأولئك هم الكافرون)) أنهم لم يلموا على الأقل ببعض النصوص التى جاء فيها ذكر لفظة الكفر فأخذوا على أنها تعني الخروج من الدين وأنه لا فرق بين هذا الذى وقع فى الكفر وبين أولئك المشركين من اليهود والنصارى وأصحاب الملل الأُخرى الخارجة عن ملة الإسلام بينما لفظة الكفر فى لغة الكتاب والسنة تعنى هذا الذى يدندون حوله ويسلطون هذا الفهم الخاطئ على كثيرين وهم بريئون منه فنشأت لفظة الكفر من حيث أنها لا تدل على معنى واحد بشأن اللفظين الآخرين ((الظالمين)) و ((الفاسقين)) فكما أن من وصف أنه ظالم أو فاسق لا يعنى بالضرورة أنه مرتد عن دينه فكذلك من وصف بأنه كافر وهذا التنوع فى معنى اللفظ الواحد هو الذى تدل عليه اللغة ثم الشرع الذى جاء بلغة العرب لغة القرآن.
نعود الآن إلى هذه الآية ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)) فالمراد بالكفر فيها ؟ هل هو الخروج عن الملة أو غير ذلك ؟ هنا الدقة فى فهم هذه الآية فإنها قد تعني الكفر العملي وهو الخروج بأعمالهم عن بعض أحكام الإسلام ويساعدنا فى هذا الفهم حبر الأمة وترجمان القرآن آلا وهو إبن عباس رضى الله عنهما من الصحابة الذين إعترف المسلمون جميعاً إلا من كان من تلك الفرق الضالة على أنه إمام فى التفسير وكأنه طرق سمعه يومئذ ما تسمعه اليوم تماماً أن هنالك أُناساً يفهمون الآية على ظهرها دون تفصيل ، فقال رضى الله عنه : ((ليس الكفر الذى تذهبون إليه أنه ليس كفراً ينقل عن الملة وهو كفر دون كفر)) ولعله يعنى بذلك الخوارج الذين خرجوا على أمير المؤمنين على رضى الله عنه ثم كان عاقبة ذلك أنهم سفكوا دماء المؤمنين وفعلوا فيهم مالم يفعلوا بالمشركين فقال ليس الأمر كما قالوا أو كما ظنوا وإنما هو كفر دون كفر هذا الجواب المختصر الواضح من ترجمان القرآن فى تفسير هذه الاية هو الذى لا يمكن ان يفهم سواه فى النصوص التى ألمحت اليها آنفاً إلى أن قال حفظه الله ((... ومن جملة الأمور التى يذكرنى بها السائل أنفاً أننى سمعت من بعض اولئك الذين كانوا من جماعة التكفير ثم هداهم الله عز وجل ، قلنا لهم : ها أنتم كفرتم بعض الحكام فما بالكم مثلاً تكفرون أئمة المساجد وخطباء المساجد ومؤذنى المساجد وخدمة المساجد وما بالكم تكفرون أساتذة العلم الشرعي فى المدارس الثانوية مثلاً ؟ قالوا : لأن هؤلاء رضوا بحكم هؤلاء الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله فأقول اذا كان هذا الرضا قلبياً بالحكم بغير ما انزل الله فحينئذ ينقلب الكفر العملى الى كفر إعتقادي فأى حاكم يحكم بغير ما أنزل وهو يرى أن هذا الحكم هو الحكم اللائق بتبنيه فى هذا العصر وأنه لا يليق تبنيه للحكم الشرعي المنصوص فى الكتاب والسنة لا شك ان هذا يكون كفره كفراً اعتقادياً وليس كفراً عملياً ومن رضى مثله أيضاً يلحق به فأنتم أولاً لا تستطيعون أن تحكموا على كل حاكم يحكم بالقوانين الغربية الكافرة أو بكثير أنه لو سئل لأجاب بأن الحكم بهذه القوانين هذا هو الحق الصالح فى هذا العصر وأنه لا يجوز الحكم بالاسلام ؟ لو سئلوا لا يستطيعون أن تقولوا بأن الحكم بما أنزل اليوم لا يليق وإلا صاروا كفاراً دون شك ولا ريب فإذا نزلنا على المحكومين وفيهم العلماء وفهم الصالحون الخ فكيف تحكمون عليهم بالكفر بمجرد أن تروهم يعيشون تحت حكم يشملهم كما يشملكم أنتم تماماً ومن جملة المناقشات التى توضح خطأهم وضلالهم قلنا لهم : متى يحكم على المسلم الذى يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وقد يصل كثيراً أو قليلاً متى يحكم عليه أنه مرتد عن دينه ؟ أيكفى مرة واحدة أو أنه يجب أن يعلن بلسان حاله أو بلسان مقاله أنه مرتد عن الدين ؟ كانوا كما يقال لا يجدون جواباً فاضطر لأن أضرب لهم المثل التالي : أقول قاضى يحكم بالشرع هكذا عادته ونظامه ولكنه فى حكومة واحدة زلت به القدم فحكم بخالف الشرع أى أعطي الحق للظالم وحرمه المظلوم هل هذا حكم بغير ما أنزل الله أولاً ؟ حكم بغير ما أنزل الله هل تقولون بأنه كفر ردة ؟ قالوا لا قلنا لم ؟ قالوا لأن هذا صدر منه مرة واحدة قلنا حسن صدر نفس الحكم مرة ثانية أو حكم آخر لكنه خالف الشرع ايضاً فهل يكفر ؟ أخذت أكرر عليهم ثلاثة مرات أربعة مرات حتى تقول أنه كفر لا تستطيع عكس ذلك تماماً إذا علمت منه أنه فى الحكم الاول إستحسن الحكم بغير ما أنزل واستقبح الحكم الشرعي أن تحكم عليه بالردة على العكس فى ذلك لو رأيت منه عشرات الحكومات فى قضايا متعددة خالف فيها الشرع وإذا سألته لماذا حكمت بغير ما أنزل الله عز وجل ؟ فرد وقال خفت وخشيت على نفسي أو إرتشيت مثلاً وهذا أسوأ من الاول بكثير الخ .... فلا تستطيع أن تقول بكفره حتى يعرب عما فى قلبه بأنه لا يرى الحكم بغير ما أنزل الله عز وجل وحينئذ فقط تستطيع أن تقول أنه كافر كفر ردة وخلاصة الكلام الآن انه لابد من معرفة أن الكفر كالفسق والظلم ينقسم إلى قسمين : كفر وفسق وظلم يخرج عن الملة وكل ذلك يعود إلى الاستحلال القلبى وخلاف ذلك يعود إلى الاستحلال العملى فكل العصاة وبخاصة ما فشى في هذا الزمان من استحلال عملى للربا والزنا وشرب الخمر وغيرها وكل هذا كفر عملى فلا يجوز ان نكفر العصاه بمجرد ارتكابهم معصية واستحلالهم إياها عملياً إلا اذا بدأ لنا ما يكشف لنا عما في قرارة نفوسهم أنهم لا يحرمون ما حرم الله ورسوله ((عقيدة فإذا عرفنا أنهم ... وقعوا فى هذه المخالفة القلبية حكمنا حينئذ بأنهم كفروا كفر ردة أما إذا لم نعلم ذلك فلا سبيل لنا إلى الحكم بكفرهم لأننا نخشى أن نقع فى وعيد قوله عليه الصلاة والسلام ((إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها إحداهما)) إلى ان قال حفظه الله فعل المسلمين كافة وبخاصة منهم من يهتم بإعادة الحكم الاسلامي ان يبدأ من حيث بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ما نكنى نحن عنه بكلمتين خفيفتين (التصفية والتربية) ذلك لأننا نحن نعلم حقيقة يغفل عنها أو يتغافل عنها فى الاصح أُولئك الغلاة الذين ليس لهم إلا إعلان تكفير الحكام ثم لا شئ فسيظلون يعلنون تكفير الحكام ثم لا يصدر منهم إلا الفتن والواقع فى هذه السنوات الأخيرة التى تعلمونها بدأت فى فتنة الحرم المكي إلى فتنة مصر وقتل السادات وذهاب دماء كثيرة من المسلمين الابرياء ، بسبب هذه الفتنة ثم اخيراً فى سوريا ثم الآن فى مصر والجزائر مع الاسف كل هذا بسبب أنهم خالفوا كثيراً فى نصوص الكتاب والسنة وأهمها (لقد كان لكم فى رسول الله أُسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الاخر وذكر الله كثيراً) الاحزاب (21) إذا أردنا أن نقيم حكم الله فى الارض هل نبدأ بقتال الحكام ونحن لا نستطيع أن نقاتلهم أم نبدأ بما بدأ به صلى الله عليه وسلم لا شك أن الجواب ((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)) بما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلمون أنه بدأ بالدعوة بين الأفراد الذين كان يظن فيهم الإستعداد لتقبل الحق إلى ان قال ونحن إذا درسنا الجماعات الاسلامية القائمة الآن منذ ربع قرن من الزمان لوجدنا كثيراً منها لم يستفيدوا شيئاً رقم صياحهم وضجيجهم بأنهم يريدونها حكومة إسلامية وسفكوا دماء أبريا كثيرين بهذه الحجة دون أن يستفيدوا من ذلك شيئاً فلا نزال نسمع منهم العقائد المخالفة للكتاب والسنة وبهذه المناسبة نقول هنالك كلمة لأحد الدعاة كنت أود من أتباعه أن يلتزموها ويحققوها وهي ((أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم على أرضكم)) إنتهي كلامه رحمه الله.
من كلام علامة الشام ناصر الدين الألباني المتقدم تبين لنا تماماً جهل هؤلاء التكفيريين ومخالفتهم الصريحة لمذهب السلف قديماً وحديثاً وقال علامة العصر بن باز مقرراً ومؤيداً ما قاله العلامة الألباني ما نصه ((فقد إطلعت على الجواب المفيد القيم الذى تفضل به صاحب الفضيلة الشيخ الألباني وفقه الله المنشور في صحيفة المسلمون الذى أجابه فضيلته في مسألة تكفير من حكم بغير ما أنزل الله بغير تفصيل فالفيتها كلمة قيمة فاصاب فيها الحق وسلك فيها سبيل المؤمنين وأوضح وفقه الله انه لا يجوز لاحد من الناس ان يكفر من حكم بغير ما انزل الله بمجرد الفعل من دون أن يعلم أنه استحل ذلك بقلبه وأحتج بما جاء في ذلك عن إبن عباس رضى الله عنهما وعن غيره من سلف الأمة ولا شك أن ما ذكره في جوابه في تفسير قوله تعالى ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الكافرون)) .... هو الصواب وقد أوضح وفقه الله أن الكفر كفران أكبر وأصغر فمن استحل الحكم بغير ما أنزل الله أو الزنا أو الربا أو غيرهما من المحرمات المجمع على تحريمها فقد كفر كفراً أكبر وظلم ظلماً أكبر وفسق فسقاً أكبر ومن فعلها بدون استحلال كان كفره كفراً أصغر وظلمه ظلماً أصغر وهكذا فسقه لقول النبي صلى الله عليه وسلم فى حديث بن مسعود رضى الله عنه ((سباب المسلم فسوق وقتله كفر)) أراد بهذه صلى الله عليه وسلم الفسق الأصغر والكفر الأصغر وأطلق العبارة تنفيراً من العمل المنكر ))(1) أ.هـ .
وسُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية السؤال التالى :
س ((من لم يحكم بما أنزل الله هل هو مسلم أم كافر كفراً اكبر وتقبل منه أعماله .
ج. الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد قال تعالى ((من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)) المائدة 44 وقال تعالى ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون )) المائدة 45 وقال تعالى ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون)) المائدة الاية 47 لكن ان استحل ذلك واعتقد انه جائزاً فهو كفر أكبر وظلم اكبر وفسق اكبر يخرج من الملة اما ان فعل ذلك من أجل رشوة أو مقصد آخر وهو يعتقد تحريم ذلك فإنه آثم يعتبر كافراً كفراً أصغر وظلماً أصغر وفاسقاً فسقاً أصغر لا يخرجه من الملة كما أوضح ذلك أهل العلم فى تفسير الايات المذكورة ))(1) أ.هـ .
وقال العلامة الشيخ صالح السدلان مقرراً مذهب السلف فى قوله تعالى ((ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون)) ((... ولكن الحكم بغير ما انزل الله على نوعين : حكم استحلال واعتقاد ان الشريعة الاسلامية لا تصلح ابداً والنوع الثاني : ان يعتقد الحاكم ان الشريعة صالحة كاملة لكن الامر ليس إليه ولا هو بيد فرد من أفراد الامة فهو مثل المسلم الذى يعمل المعصية غير مستحل لها كمن يشرب الخمر وهو يعتقد انها معصية))(2) أ.هـ .
الفصل الثامن
حسن البنا وسيد قطب زعيما الحركات الإسلامية المبتدعة
هما أول من أصلا منهج الإعتداء على الحكومات
يعتبر حسن البنا وسيد قطب هما أول من اصلا لشبابهم الطائش مسألة الإعتداء على الحكومات وإغتيال القيادات وقال حسن البنا مؤصلاً لأتباعه هذا الأصل المدمر ما نصه ((... هذه النظرات يلقيها الأخوان المسلمون على أسلوب إستخدام القوة قبل أن يقدموا عليه والثورة أعنف مظاهر القوة فنظر الإخوان المسلمين إليها أدق وأعمق ... ثم تابع وقال ((إن الأخوان المسلمين سيستخدمون هذه القوة العملية حيث لا يجدى غيرها وحيث يثقون أنهم قد إستكملوا عدة الإيمان والوحدة وهم حين يستخدمون هذه القوة سيكونون شرفاء صرحاء وسينذرون أولاً وينتظرون بعد ذلك ثم يقدمون في كرامة وعزة ويتحملون كل نتائج موقفهم هذا بكل رضاء وإرتياح))(1) أهـ قال الشيخ محمد بن عبد الله الحسين معلقاً على كلام حسن البنا المتقدم ((وها هي النتائج مشاهدة للعيان سجون إمتلأت ورؤوس تطايرت وأموال أنفقت وفوضى إنتشرت وقضايا إستحكمت وتشويه لسماحة الإسلام الحق مما جعل الأعداء يطلقون على المسلمين ما يحلو لهم من النعوت والالقاب ارهابيين ، اصوليين متشددين ، متطرفين ليس هذا هو الاسلام الذى يقوله عليه الصلاة والسلام ((المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده))(2) وللتعامل مع غير المسلمين ضوابط شرعية لحصول المقصود وتلاقي الفتن ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة وفى الساحة اليوم جماعات عدة إتخذت من القوة منهجاً لها فما زادت الأمور إلا سوءاً وتعقيداً))(3) .
وجاء بعد حسن البنا زعيمهم وشيخهم الأكبر سيد قطب بمنهجه التكفيري المبتدع وكفر المجتمعات والحكومات وقد أسلفنا كلامه فى موضعه . وعمل سيد قطب على تنفيذ ما أصله شيخه حسن البنا في مسألة إستعمال القوة وأصل أصولاً أخرى وذاد الطينة بلة واصل أصولاً للتدريبات الفدائية وغيرها بحجة حماية التنظيم من الإعتداء وإليكم نص كلامه في ذلك ((... وكنت أمام أمرين أما أن أرفض العمل معهم وهم لم يتكونوا على النحو الذى أنا مقتنع به فلم يتم تكوين .))
الفصل التاسع
حادثة الخبر وغيرها المقصود بها الحكومة السعودية
السلفية وليست أمريكا
إن الخوارج فى بلاد السعودية ((الحركة التكفيرية الحزبية)) لما عجزت فى مواجهة الدولة السعودية السلفية وقادتها وعلمائها بالحجج العلمية الشرعية رجعوا إلى إسلوب العاجز وهو تفجير المؤسسات وقتل الأبرياء من المسلمين والكفار والمستأمتين والمعاهدين فكانت أول خططهم الإجرامية لزعزعت الحكومة السعودية السلفية حادثة الرياض ((البعثة الأمريكية)) وثم أخيراً حادثة الخبر التى وقعت مساء أمس الثلاثاء 8 صفر 1417هـ الموافق 25 يونيو 1996م فقتل فيها 19 نفساً وجرح 386 شخص وهذه الحادثة الأليمة ليست المقصود منها حرب الكفار من الأمريكان وغيرهم . وإنما المستهدف هي الحكومة السعودية السلفية لأنها تبنت منهج السلف وأمرت بتدريسه فى مساجدها وجامعاتها ومعاهدها ومدارسها وحكمت بشرع الله فى محاكمها على ضوء منهج السلف وهؤلاء التكفيريون المحاربون لمذهب السلف يريدون ازالة دولة التوحيد السلفية لتقوم مقامها الدولة التكفيرية الحزبية الرافضية القومية البعثية)) ولكن أنى لهم ذلك فجمهور المسلمين بالمملكة العربية السعودية والعالم أجمع يعلمون يقيناً بأن المستهدف من هذه الحوادث المتتالية حكومة الممكلة العربية السعودية السلفية ولست امريكا ولا غيرها والدليل على ذلك . أن زعماء المعارضة السعودية قابعون فى أحضان ائمة الكفر فى بلاد الكفار بل يتشرفون بالإنتساب إاليهم ويتوددون إاليهم ويعتقدون بإن ليس بينهم وبين اليهود والنصارى عداوة وثم ((يبدءون حياتهم برحلة سلام مع أهل البدع والباطل ويسمون أسلوبهم ومنهجهم هذا بمنهج أهل السنة والجماعة))(1) .
وفي المقابل نجدهم يشنون هجوماً عنيفاً شرساً على دولة التوحيد السعودية وقادتها وعلمائها ويعملون ليل نهار ولإزالة هذه الدولة السلفية السعودية لتحل محلها الدولة التكفيرية الحزبية الرافضية ولكن هيهات هيهات وأنى لهم ذلك ونقول لهم بأن الدولة السلفية السعودية قد تأهبت تماماً لرد عدوان المعتدين وكسر شوكة الخارجين فمن سولت له نفسه بالإطاحة بدولة التوحيد السلفية السعودية فلا يلومن إلا نفسه.
قال سيد قطب مكفراً البشرية جميعاً ((... لقد إستدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بـ ((لا إله إلا الله)) فقد إرتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان ونكصت عن لا إله إلا الله دون أن يدرك مدلولها ودون أن يعنى هذا المدلول وهو يرددها . دون أن يرفض شرعية الحاكمية التى يدعيها العباد لانفسهم وهي مرادف الالوهية. سواء إدعوها كأفراد أو كتشكيلات تشريعية أو كشعوب فالأفراد كالتشكيلات كالشعوب ليست آلهه فليس لها إذن حق الحاكمية ... إلى أن قال إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية وإرتدت عن لا إله إلا الله فأعطت لهؤلاء العباد خصائص الألوهية ولم تعد توحد الله وتخلص له الولاء . البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن فى مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله بلا مدلول ولا واقع ... وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة لأنهم إرتدوا إلى عبادة العباد ((من بعد ما تبين لهم الهدي)) ويقول سيد قطب زعيم التكفيريين الحزبيين وسيدهم ((... لا نجاة للعصبية المسلمة فى كل أرض من أن يقع عليها هذا العذاب ((أو يلبسكم شيعاً ويزيغ بعضكم بأس بعض)) إلا أن تنفصل هذه العصبة عقدياً وشعورياً ومنهج حياة عن أهل الجاهلية من قومها حتى يأذن الله لها بقيام ((دار الإسلام تعتصم بها وإلا أن تشعر شعوراً كاملاً بأنها هي الأمة المسلمة وإن ما حولها ومن حولها ممن لم يدخلوا فيما دخلت فيه جاهلية وأهل جاهلية وأن تفاصل قومها على العقيدة والمنهج وتطلب بعد ذلك من الله أن يفتح بينها وبين قومها بالحق وهو خير الفاتحين)) ويقول سيد قطب ((... أنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي)) . قال علامة المدينة النبوية ربيع بن هادي المدخلى حفظه الله وزاده من العلم والإيمان معلقاً على كلام سيد قطب المذكور انفاً ((نقول ليس بعد هذا التكفير العنيف شئ مع معاصرته لجهاد السلفيين فى الجزيرة وإقامتهم دولة إسلامية على التوحيد والكتاب والسنة ومعاصرته للسلفية فى الهند تجاهد بالسيف وفى ميدان الدعوة وأهلها يقدرون بالملايين وكذلك دعوة التوحيد كانت قائمة فى مصر فى عصره على أيدى السلفيين أنصار السنة والرجل لا يعد هذه المجتمعات إسلامية فضلاً عن غيرها)) صدق شيخنا الفاضل ربيع بن هادي المدخلى علامة المدينة النبوية فإذا كان سيد قطب لم يثتثنى حتى السلفيين المتمسكين بمنهج السلف معنى ذلك أنه ليس هنالك مسلم قط إلا من إلتزم بمنهجه القطبى التكفيرى المبتدع وبما بيناها من كلام سيد قطب يتبين لكل ذو عقل رشيد أن أول من أصل فى تكفير المجتمعات والحكومات هو سيد قطب وقد نشر مفهوماته التكفيرية هذه فى كتاباته وهي كثيرة ومشهورة بين القطبيين التكفيريين وقد أفسدت هذه الكتب عقول كثير ممن ينتمي إلى أهل السنه والجماعة وزجهم فى دهاليز الحزبية المظلمة ومن ثم تكفير الحكام والخروج عليهم بالسيف واللسان ولكن الله بعونه ولطفه قيد لدينه رجالاً أمناء يغارون لدينهم ويردون كيد الأعداء فى نحورهم ومن هؤلاء العلماء علماء المملكة العربية السعودية لاسيما علماء المدينة النبوية وعلى رأسهم علامة المدينة النبوية ربيع بن هادي المدخلى فقد كشف هؤلاء العلماء زيف وأباطيل الحركة القطبية التكفيرية كما سوف نبين. وقد شهد بتكفير سيد قطب للمجتمعات أتباعه وتلاميذ قبل غيرهم ((كالترابي)) والقرضاوي وأمثالهما وقد بسطنا أقوالهم في شيخهم فى موضعه(1) .
الفصل السادس
فتنة التكفير والحزبية نشأت من مخالفة التكفيريين لمنهج السلف فى قوله تعالى : ((فمن لم يحكم بما أنزل الله
فاولئك هم الكافرون))
قال شيخ الطحاوية إبن أبى العز الحنفي ((وهنا أمر يجب أن يتفطن له وهو أن الحكم بغير ما أنزل الله قد يكون كفراً ينقل عن الملة وقد يكون معصية كبيرة أو صغيرة أو يكون كفراً . إما مجازاً وإما أصغر على القولين المذكورين . وذلك بحسب حال الحاكم : فإنه إن إعتقد أن الحكم بما أنزل الله غير واجب وإنه مخير فيه أو إستهان به مع تيقنه أنه حكم الله فهذا كفر أكبر وإن إعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله وعلمه فى هذه الواقعة وعدل عنه مع إعترافه بأنه مستحق للعقوبة فهذا عاص ويسمي كافراً كفراً مجازياً أو كفراً أصغر . وإن جهل الحكم فيها مع بذل جهده وإستغراغ وسعه فى معرفة الحكم وأخطأ فهذا مخطئ له أجر على إجتهاده وخطأه مغفور))(1) .
وقال شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله ((... فإن الحاكم إذا كان ديناً لكنه حكم بغير علم كان من أهل النار وإن كان عالماً لكنه حكم بخلاف الحق الذى يعلمه كان من أهل النار وإذا حكم بلا عدل ولا علم أولى أن يكون من أهل النار وهذا إذا حكم فى قضية لشخص . وأما إذا حكم حكماً عاماً فى دين المسلمين فجعل الحق باطلاً والباطل حقاً والسنة بدعة والبدعة سنة والمعروف منكراً والمنكر معروف ونهي عما أمر الله به ورسوله وأمر بما نهى الله ورسوله فهذا لون أخر يحكم فيه رب العالمين وإله المرسلين))(2) .
وقال أيضاً ((ولا ريب أن من لم يعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله على رسوله فهو كافر فمن استحل أن يحكم بين الناس بما يراه هو عدلاً من غير أتباع لما أنزل الله فهو كافر))(1) .
وقال الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ مقرراً مذهب السلف فى هذا المقام (... وأما القسم الثاني من قسمي كفر الحاكم بغير ما أنزل الله وهذا الذى لا يخرج من الملة فقد تقدم تفسير بن عباس رضى الله عنه لقوله تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قد يشمل ذلك قوله فى الآية ((كفر دون كفر)) وقوله أيضاً ((ليس بالكفر الذى تذهبون إليه ، وذلك أن تحمله شهوته وهواه على الحكم فى القضية بغير ما أنزل مع إعتقاده إن حكم الله ورسوله هو الحق))(2) .
الفصل السابع
علماء الدعوة السلفية المعاصرين يقررون ما قرره السلف فى تفسير قوله تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله
فأولئك هم الكافرون)
قال علامة الشام المحدث محمد بن ناصر الدين الألباني ((فالحقيقة أن مسألة التكفير ليس فقط للحكام بل وللمحكومين أيضاً هى فتنة قديمة تبنتها فرقة من الفرق الإسلامية القديمة وهى المعروفة بالخوارج ، والخوارج طوائف مذكورة فى كتب الفرق ومنها لا تزال موجودة الآن بإسم آخر وهو الإباضية.
وهؤلاء الإباضية كانوا إلى عهد قريب منطويين على أنفسهم ليس لها نشاط دعوى كما يقال اليوم ولكن منذ بضع سنين بدأوا ينشطون وينشرون بعض الرسائل وبعض العقائد التى هي عين عقائد الخوارج القدامي إلا أنهم يتسترون بخصلة من خصل الشيعة إلا وهي التقية فهم يقولون نحن لسنا بالخوارج وأنتم تعلمون جميعاً أن الإسم لا يغير من حقائق المسميات إطلاقاً وهؤلاء يلتقون فى جملة ما يلتقون مع الخوارج فى تكفير أصحاب الكبائر إلى أن قال حفظه الله ((... فإن أصل التكفير الذى ذكرناه فى هذا الزمان الآية التى يدندون حولها إلا وهي قوله تعالى ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)) ونعلم جميعاً أن هذه الآية قد تكررت وجاءت خاتمتها بألفاظ ثلاثة ((فأولئك هم الكافرون))(1) ((فأولئك هم الظالمون))(2) ((فأولئك هم الفاسقون))(3) فمن جهل الذين يحتجون بهذه الآية في اللفظ الأول ((فأولئك هم الكافرون)) أنهم لم يلموا على الأقل ببعض النصوص التى جاء فيها ذكر لفظة الكفر فأخذوا على أنها تعني الخروج من الدين وأنه لا فرق بين هذا الذى وقع فى الكفر وبين أولئك المشركين من اليهود والنصارى وأصحاب الملل الأُخرى الخارجة عن ملة الإسلام بينما لفظة الكفر فى لغة الكتاب والسنة تعنى هذا الذى يدندون حوله ويسلطون هذا الفهم الخاطئ على كثيرين وهم بريئون منه فنشأت لفظة الكفر من حيث أنها لا تدل على معنى واحد بشأن اللفظين الآخرين ((الظالمين)) و ((الفاسقين)) فكما أن من وصف أنه ظالم أو فاسق لا يعنى بالضرورة أنه مرتد عن دينه فكذلك من وصف بأنه كافر وهذا التنوع فى معنى اللفظ الواحد هو الذى تدل عليه اللغة ثم الشرع الذى جاء بلغة العرب لغة القرآن.
نعود الآن إلى هذه الآية ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)) فالمراد بالكفر فيها ؟ هل هو الخروج عن الملة أو غير ذلك ؟ هنا الدقة فى فهم هذه الآية فإنها قد تعني الكفر العملي وهو الخروج بأعمالهم عن بعض أحكام الإسلام ويساعدنا فى هذا الفهم حبر الأمة وترجمان القرآن آلا وهو إبن عباس رضى الله عنهما من الصحابة الذين إعترف المسلمون جميعاً إلا من كان من تلك الفرق الضالة على أنه إمام فى التفسير وكأنه طرق سمعه يومئذ ما تسمعه اليوم تماماً أن هنالك أُناساً يفهمون الآية على ظهرها دون تفصيل ، فقال رضى الله عنه : ((ليس الكفر الذى تذهبون إليه أنه ليس كفراً ينقل عن الملة وهو كفر دون كفر)) ولعله يعنى بذلك الخوارج الذين خرجوا على أمير المؤمنين على رضى الله عنه ثم كان عاقبة ذلك أنهم سفكوا دماء المؤمنين وفعلوا فيهم مالم يفعلوا بالمشركين فقال ليس الأمر كما قالوا أو كما ظنوا وإنما هو كفر دون كفر هذا الجواب المختصر الواضح من ترجمان القرآن فى تفسير هذه الاية هو الذى لا يمكن ان يفهم سواه فى النصوص التى ألمحت اليها آنفاً إلى أن قال حفظه الله ((... ومن جملة الأمور التى يذكرنى بها السائل أنفاً أننى سمعت من بعض اولئك الذين كانوا من جماعة التكفير ثم هداهم الله عز وجل ، قلنا لهم : ها أنتم كفرتم بعض الحكام فما بالكم مثلاً تكفرون أئمة المساجد وخطباء المساجد ومؤذنى المساجد وخدمة المساجد وما بالكم تكفرون أساتذة العلم الشرعي فى المدارس الثانوية مثلاً ؟ قالوا : لأن هؤلاء رضوا بحكم هؤلاء الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله فأقول اذا كان هذا الرضا قلبياً بالحكم بغير ما انزل الله فحينئذ ينقلب الكفر العملى الى كفر إعتقادي فأى حاكم يحكم بغير ما أنزل وهو يرى أن هذا الحكم هو الحكم اللائق بتبنيه فى هذا العصر وأنه لا يليق تبنيه للحكم الشرعي المنصوص فى الكتاب والسنة لا شك ان هذا يكون كفره كفراً اعتقادياً وليس كفراً عملياً ومن رضى مثله أيضاً يلحق به فأنتم أولاً لا تستطيعون أن تحكموا على كل حاكم يحكم بالقوانين الغربية الكافرة أو بكثير أنه لو سئل لأجاب بأن الحكم بهذه القوانين هذا هو الحق الصالح فى هذا العصر وأنه لا يجوز الحكم بالاسلام ؟ لو سئلوا لا يستطيعون أن تقولوا بأن الحكم بما أنزل اليوم لا يليق وإلا صاروا كفاراً دون شك ولا ريب فإذا نزلنا على المحكومين وفيهم العلماء وفهم الصالحون الخ فكيف تحكمون عليهم بالكفر بمجرد أن تروهم يعيشون تحت حكم يشملهم كما يشملكم أنتم تماماً ومن جملة المناقشات التى توضح خطأهم وضلالهم قلنا لهم : متى يحكم على المسلم الذى يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وقد يصل كثيراً أو قليلاً متى يحكم عليه أنه مرتد عن دينه ؟ أيكفى مرة واحدة أو أنه يجب أن يعلن بلسان حاله أو بلسان مقاله أنه مرتد عن الدين ؟ كانوا كما يقال لا يجدون جواباً فاضطر لأن أضرب لهم المثل التالي : أقول قاضى يحكم بالشرع هكذا عادته ونظامه ولكنه فى حكومة واحدة زلت به القدم فحكم بخالف الشرع أى أعطي الحق للظالم وحرمه المظلوم هل هذا حكم بغير ما أنزل الله أولاً ؟ حكم بغير ما أنزل الله هل تقولون بأنه كفر ردة ؟ قالوا لا قلنا لم ؟ قالوا لأن هذا صدر منه مرة واحدة قلنا حسن صدر نفس الحكم مرة ثانية أو حكم آخر لكنه خالف الشرع ايضاً فهل يكفر ؟ أخذت أكرر عليهم ثلاثة مرات أربعة مرات حتى تقول أنه كفر لا تستطيع عكس ذلك تماماً إذا علمت منه أنه فى الحكم الاول إستحسن الحكم بغير ما أنزل واستقبح الحكم الشرعي أن تحكم عليه بالردة على العكس فى ذلك لو رأيت منه عشرات الحكومات فى قضايا متعددة خالف فيها الشرع وإذا سألته لماذا حكمت بغير ما أنزل الله عز وجل ؟ فرد وقال خفت وخشيت على نفسي أو إرتشيت مثلاً وهذا أسوأ من الاول بكثير الخ .... فلا تستطيع أن تقول بكفره حتى يعرب عما فى قلبه بأنه لا يرى الحكم بغير ما أنزل الله عز وجل وحينئذ فقط تستطيع أن تقول أنه كافر كفر ردة وخلاصة الكلام الآن انه لابد من معرفة أن الكفر كالفسق والظلم ينقسم إلى قسمين : كفر وفسق وظلم يخرج عن الملة وكل ذلك يعود إلى الاستحلال القلبى وخلاف ذلك يعود إلى الاستحلال العملى فكل العصاة وبخاصة ما فشى في هذا الزمان من استحلال عملى للربا والزنا وشرب الخمر وغيرها وكل هذا كفر عملى فلا يجوز ان نكفر العصاه بمجرد ارتكابهم معصية واستحلالهم إياها عملياً إلا اذا بدأ لنا ما يكشف لنا عما في قرارة نفوسهم أنهم لا يحرمون ما حرم الله ورسوله ((عقيدة فإذا عرفنا أنهم ... وقعوا فى هذه المخالفة القلبية حكمنا حينئذ بأنهم كفروا كفر ردة أما إذا لم نعلم ذلك فلا سبيل لنا إلى الحكم بكفرهم لأننا نخشى أن نقع فى وعيد قوله عليه الصلاة والسلام ((إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها إحداهما)) إلى ان قال حفظه الله فعل المسلمين كافة وبخاصة منهم من يهتم بإعادة الحكم الاسلامي ان يبدأ من حيث بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ما نكنى نحن عنه بكلمتين خفيفتين (التصفية والتربية) ذلك لأننا نحن نعلم حقيقة يغفل عنها أو يتغافل عنها فى الاصح أُولئك الغلاة الذين ليس لهم إلا إعلان تكفير الحكام ثم لا شئ فسيظلون يعلنون تكفير الحكام ثم لا يصدر منهم إلا الفتن والواقع فى هذه السنوات الأخيرة التى تعلمونها بدأت فى فتنة الحرم المكي إلى فتنة مصر وقتل السادات وذهاب دماء كثيرة من المسلمين الابرياء ، بسبب هذه الفتنة ثم اخيراً فى سوريا ثم الآن فى مصر والجزائر مع الاسف كل هذا بسبب أنهم خالفوا كثيراً فى نصوص الكتاب والسنة وأهمها (لقد كان لكم فى رسول الله أُسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الاخر وذكر الله كثيراً) الاحزاب (21) إذا أردنا أن نقيم حكم الله فى الارض هل نبدأ بقتال الحكام ونحن لا نستطيع أن نقاتلهم أم نبدأ بما بدأ به صلى الله عليه وسلم لا شك أن الجواب ((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)) بما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلمون أنه بدأ بالدعوة بين الأفراد الذين كان يظن فيهم الإستعداد لتقبل الحق إلى ان قال ونحن إذا درسنا الجماعات الاسلامية القائمة الآن منذ ربع قرن من الزمان لوجدنا كثيراً منها لم يستفيدوا شيئاً رقم صياحهم وضجيجهم بأنهم يريدونها حكومة إسلامية وسفكوا دماء أبريا كثيرين بهذه الحجة دون أن يستفيدوا من ذلك شيئاً فلا نزال نسمع منهم العقائد المخالفة للكتاب والسنة وبهذه المناسبة نقول هنالك كلمة لأحد الدعاة كنت أود من أتباعه أن يلتزموها ويحققوها وهي ((أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم على أرضكم)) إنتهي كلامه رحمه الله.
من كلام علامة الشام ناصر الدين الألباني المتقدم تبين لنا تماماً جهل هؤلاء التكفيريين ومخالفتهم الصريحة لمذهب السلف قديماً وحديثاً وقال علامة العصر بن باز مقرراً ومؤيداً ما قاله العلامة الألباني ما نصه ((فقد إطلعت على الجواب المفيد القيم الذى تفضل به صاحب الفضيلة الشيخ الألباني وفقه الله المنشور في صحيفة المسلمون الذى أجابه فضيلته في مسألة تكفير من حكم بغير ما أنزل الله بغير تفصيل فالفيتها كلمة قيمة فاصاب فيها الحق وسلك فيها سبيل المؤمنين وأوضح وفقه الله انه لا يجوز لاحد من الناس ان يكفر من حكم بغير ما انزل الله بمجرد الفعل من دون أن يعلم أنه استحل ذلك بقلبه وأحتج بما جاء في ذلك عن إبن عباس رضى الله عنهما وعن غيره من سلف الأمة ولا شك أن ما ذكره في جوابه في تفسير قوله تعالى ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الكافرون)) .... هو الصواب وقد أوضح وفقه الله أن الكفر كفران أكبر وأصغر فمن استحل الحكم بغير ما أنزل الله أو الزنا أو الربا أو غيرهما من المحرمات المجمع على تحريمها فقد كفر كفراً أكبر وظلم ظلماً أكبر وفسق فسقاً أكبر ومن فعلها بدون استحلال كان كفره كفراً أصغر وظلمه ظلماً أصغر وهكذا فسقه لقول النبي صلى الله عليه وسلم فى حديث بن مسعود رضى الله عنه ((سباب المسلم فسوق وقتله كفر)) أراد بهذه صلى الله عليه وسلم الفسق الأصغر والكفر الأصغر وأطلق العبارة تنفيراً من العمل المنكر ))(1) أ.هـ .
وسُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية السؤال التالى :
س ((من لم يحكم بما أنزل الله هل هو مسلم أم كافر كفراً اكبر وتقبل منه أعماله .
ج. الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد قال تعالى ((من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)) المائدة 44 وقال تعالى ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون )) المائدة 45 وقال تعالى ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون)) المائدة الاية 47 لكن ان استحل ذلك واعتقد انه جائزاً فهو كفر أكبر وظلم اكبر وفسق اكبر يخرج من الملة اما ان فعل ذلك من أجل رشوة أو مقصد آخر وهو يعتقد تحريم ذلك فإنه آثم يعتبر كافراً كفراً أصغر وظلماً أصغر وفاسقاً فسقاً أصغر لا يخرجه من الملة كما أوضح ذلك أهل العلم فى تفسير الايات المذكورة ))(1) أ.هـ .
وقال العلامة الشيخ صالح السدلان مقرراً مذهب السلف فى قوله تعالى ((ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون)) ((... ولكن الحكم بغير ما انزل الله على نوعين : حكم استحلال واعتقاد ان الشريعة الاسلامية لا تصلح ابداً والنوع الثاني : ان يعتقد الحاكم ان الشريعة صالحة كاملة لكن الامر ليس إليه ولا هو بيد فرد من أفراد الامة فهو مثل المسلم الذى يعمل المعصية غير مستحل لها كمن يشرب الخمر وهو يعتقد انها معصية))(2) أ.هـ .
الفصل الثامن
حسن البنا وسيد قطب زعيما الحركات الإسلامية المبتدعة
هما أول من أصلا منهج الإعتداء على الحكومات
يعتبر حسن البنا وسيد قطب هما أول من اصلا لشبابهم الطائش مسألة الإعتداء على الحكومات وإغتيال القيادات وقال حسن البنا مؤصلاً لأتباعه هذا الأصل المدمر ما نصه ((... هذه النظرات يلقيها الأخوان المسلمون على أسلوب إستخدام القوة قبل أن يقدموا عليه والثورة أعنف مظاهر القوة فنظر الإخوان المسلمين إليها أدق وأعمق ... ثم تابع وقال ((إن الأخوان المسلمين سيستخدمون هذه القوة العملية حيث لا يجدى غيرها وحيث يثقون أنهم قد إستكملوا عدة الإيمان والوحدة وهم حين يستخدمون هذه القوة سيكونون شرفاء صرحاء وسينذرون أولاً وينتظرون بعد ذلك ثم يقدمون في كرامة وعزة ويتحملون كل نتائج موقفهم هذا بكل رضاء وإرتياح))(1) أهـ قال الشيخ محمد بن عبد الله الحسين معلقاً على كلام حسن البنا المتقدم ((وها هي النتائج مشاهدة للعيان سجون إمتلأت ورؤوس تطايرت وأموال أنفقت وفوضى إنتشرت وقضايا إستحكمت وتشويه لسماحة الإسلام الحق مما جعل الأعداء يطلقون على المسلمين ما يحلو لهم من النعوت والالقاب ارهابيين ، اصوليين متشددين ، متطرفين ليس هذا هو الاسلام الذى يقوله عليه الصلاة والسلام ((المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده))(2) وللتعامل مع غير المسلمين ضوابط شرعية لحصول المقصود وتلاقي الفتن ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة وفى الساحة اليوم جماعات عدة إتخذت من القوة منهجاً لها فما زادت الأمور إلا سوءاً وتعقيداً))(3) .
وجاء بعد حسن البنا زعيمهم وشيخهم الأكبر سيد قطب بمنهجه التكفيري المبتدع وكفر المجتمعات والحكومات وقد أسلفنا كلامه فى موضعه . وعمل سيد قطب على تنفيذ ما أصله شيخه حسن البنا في مسألة إستعمال القوة وأصل أصولاً أخرى وذاد الطينة بلة واصل أصولاً للتدريبات الفدائية وغيرها بحجة حماية التنظيم من الإعتداء وإليكم نص كلامه في ذلك ((... وكنت أمام أمرين أما أن أرفض العمل معهم وهم لم يتكونوا على النحو الذى أنا مقتنع به فلم يتم تكوين .))
الفصل التاسع
حادثة الخبر وغيرها المقصود بها الحكومة السعودية
السلفية وليست أمريكا
إن الخوارج فى بلاد السعودية ((الحركة التكفيرية الحزبية)) لما عجزت فى مواجهة الدولة السعودية السلفية وقادتها وعلمائها بالحجج العلمية الشرعية رجعوا إلى إسلوب العاجز وهو تفجير المؤسسات وقتل الأبرياء من المسلمين والكفار والمستأمتين والمعاهدين فكانت أول خططهم الإجرامية لزعزعت الحكومة السعودية السلفية حادثة الرياض ((البعثة الأمريكية)) وثم أخيراً حادثة الخبر التى وقعت مساء أمس الثلاثاء 8 صفر 1417هـ الموافق 25 يونيو 1996م فقتل فيها 19 نفساً وجرح 386 شخص وهذه الحادثة الأليمة ليست المقصود منها حرب الكفار من الأمريكان وغيرهم . وإنما المستهدف هي الحكومة السعودية السلفية لأنها تبنت منهج السلف وأمرت بتدريسه فى مساجدها وجامعاتها ومعاهدها ومدارسها وحكمت بشرع الله فى محاكمها على ضوء منهج السلف وهؤلاء التكفيريون المحاربون لمذهب السلف يريدون ازالة دولة التوحيد السلفية لتقوم مقامها الدولة التكفيرية الحزبية الرافضية القومية البعثية)) ولكن أنى لهم ذلك فجمهور المسلمين بالمملكة العربية السعودية والعالم أجمع يعلمون يقيناً بأن المستهدف من هذه الحوادث المتتالية حكومة الممكلة العربية السعودية السلفية ولست امريكا ولا غيرها والدليل على ذلك . أن زعماء المعارضة السعودية قابعون فى أحضان ائمة الكفر فى بلاد الكفار بل يتشرفون بالإنتساب إاليهم ويتوددون إاليهم ويعتقدون بإن ليس بينهم وبين اليهود والنصارى عداوة وثم ((يبدءون حياتهم برحلة سلام مع أهل البدع والباطل ويسمون أسلوبهم ومنهجهم هذا بمنهج أهل السنة والجماعة))(1) .
وفي المقابل نجدهم يشنون هجوماً عنيفاً شرساً على دولة التوحيد السعودية وقادتها وعلمائها ويعملون ليل نهار ولإزالة هذه الدولة السلفية السعودية لتحل محلها الدولة التكفيرية الحزبية الرافضية ولكن هيهات هيهات وأنى لهم ذلك ونقول لهم بأن الدولة السلفية السعودية قد تأهبت تماماً لرد عدوان المعتدين وكسر شوكة الخارجين فمن سولت له نفسه بالإطاحة بدولة التوحيد السلفية السعودية فلا يلومن إلا نفسه.
عدل سابقا من قبل أبو عائشة إسماعيل خيرى في الإثنين ديسمبر 10, 2012 6:40 am عدل 1 مرات (السبب : تعديل العنوان)
مواضيع مماثلة
» المقالات السلفية فى الدفاع عن المملكة العربية السعودية تأليف أبو ربيع إسماعيل خيرى الجزء الأول تقديم الدكتور محمد عبد الغفار الأستاذ بجامعة الخرطوم
» الدرر البازية السلفية فى دحض ضلالات فرق التكفير القطبية تأليف أبو ربيع إسماعيل خيرى الجزء الثانى
» الدرر البازية السلفية فى دحض ضلالات فرق التكفير القطبية تأليف أبو ربيع إسماعيل خيرى الجزء الأول خيرى الجزء الأول خيرى
» ثناء علماء الأمة الإسلامية على دولة التوحيد السعودية تأليف :أبو ربيع إسماعيل خيرى
» مقدمة الطبعة الأولى و الثانية لكتاب الدكتور عبد الحى يوسف فى الميزان حقائق و وثائق تأليف أبو ربيع إسماعيل خيرى
» الدرر البازية السلفية فى دحض ضلالات فرق التكفير القطبية تأليف أبو ربيع إسماعيل خيرى الجزء الثانى
» الدرر البازية السلفية فى دحض ضلالات فرق التكفير القطبية تأليف أبو ربيع إسماعيل خيرى الجزء الأول خيرى الجزء الأول خيرى
» ثناء علماء الأمة الإسلامية على دولة التوحيد السعودية تأليف :أبو ربيع إسماعيل خيرى
» مقدمة الطبعة الأولى و الثانية لكتاب الدكتور عبد الحى يوسف فى الميزان حقائق و وثائق تأليف أبو ربيع إسماعيل خيرى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى