الجزء الاول :دحض ضلالات أحمد عبد الرحيم الفكى الصوف التجانى السودانى مؤلف كتاب ( رسالة المحققين فى الرد على الجهلاء الضالين )
صفحة 1 من اصل 1
الجزء الاول :دحض ضلالات أحمد عبد الرحيم الفكى الصوف التجانى السودانى مؤلف كتاب ( رسالة المحققين فى الرد على الجهلاء الضالين )
يقول المفترى المدعوا احمد عبد الرحيم مقرراً ما ذكرنا فى كتابه الذى بعنوان ((رسالة المحققين فى الرد على الجهلاء الضالين)) ما نصه : ((وقد توسل ادم عليه السلام بالنبى صلى الله عليه وسلم رواه البيهقى باسناد صحيح فى كتابه المسمى ((دلائل النبوة الذى قال فيه الذهبي عليك به فانه كله هدى ونور فرواه عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أقترف آدم الخطيئة وقال ياربى أسألك بمحمد الا ما غفرت لى فقال الله تعالى يا آدم كيف عرفت محمداً ولم أخلقه فقال ربى لما خلقتنى ورفعت راسي فرايت على قوائم العرش مكتوباً لا اله الا الله محمداً رسول الله فعلمت انك لم تضف الى اسمك الا احب الخلق اليك فقال الله تعالى صدقت يا آدم انه لاحب الخلق الى واذا سالتنى بحقه فقد غفرت له ولو محمد ما خلقتك)) رواه الحاكم وصححه الطبراني وزاد فيه وهو اخر الانبياء من ذريتك والى هذا التوسل اشار الامام مالك رضى الله عنه للخليفه المنصور وذلك لما حج المنصور وزار قبر النبى صلى الله عليه وسلم سأل الامام مالك رضى الله عنه وهو بالمسجد النبوى فقال لمالك يا ابا عبد الله استقبل القبله وادعوا ام استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وادعوا فقال له الامام مالك رضى الله عنه لم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة ابيك ادم الى الله تعالى بل استقبل واستشفع به فيشفعه الله فيك قال الله تعالى ((ولو انهم ظلموا انفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما))ذكره القاضى عياض فى الشفاء وساقه باسناده صحيح وذكره الامام السبكى فى شفاء السقام والسيد السمهورى فى خلاصة الوفاء والعلامه القسطلاني فى المواهب اللدنيه والعلامه بن حجر فى الجوهر المنظم رواية ذلك عن مالك جئنا بالسند الصحيح الذى لا مطعن فيه وقال العلامه الزرقاني فى شرح المواهب ورواه بن فهد باسناد جيد ورواه القاضي عياض فى الشفاء باسناد صحيح رجاله ثقات ليس فى اسناده خداع ولا كذب ومراده بذلك الرد على من لم يصدف روايه ذلك عن مالك ونسب له الكراهية استقبال القبر فنسبه الكراهه الى الامام مالك مردوده وقال بعض المفسرين فى قوله تعالى ((فتلقى آدم من ربه كلمات)) ان من مجلة الكلمات توسل آدم بالنبى صلى الله عليه وسلم حيث قال يا ربى أسالك بحرمة محمد الا غفرت لى ...والحاصل ان مذهب اهل السنة والجماعة صحة التوسل وجوازه بالنبى صلى الله عليه وسلم فى حياته ((بعد وفاته وكذا بالاولياء والصالحين ولا فرق بين كونهم احياء او امواتا لكنهم لا يخلقون شيئا وليس لهم تاثير فى شئ وانما التبرك بهم لكونهم احباء الله تالى واما الخلق والايجاد والاعدام والنفع والالضر فانه لله وحده لا شريك واما الذين يفرقون بين الاحياء والاموات فانهم بذلك التفريق يتوهم منهم انهم يعتقدون التاثير للاحياء دون الاموات ونحن نقول الله خالق شئ والله خلقكم وما تعملون فهؤلاء المجوزون التوسل بالاحياء دون الاموات هم المعتقدون تأثير غير الله وهم الذين دخل الشرك فى توجيدهم لانهم اعتقدوا تاثير الاحياء دون الاموات فكيف يدعون انهم محافظون على التوحيد وينسبون غيرهم الى الشرك سبحانك هذا بهتان عظيم )) انتهى كلام المفترى بالنص نقول وبالله التوفيق فى الرد على هذا الضال المدعوا احمد عبد الرحيم :
اولاً: حديث عمر الذى رواه الحاكم وصححه الذى ذكرته انفاً حديث باطل وموضوع ((يقول الامام الحافظ امير المؤمنين فى الحديث ابو العباس شيخ الاسلام بن تيمية فى بيان زيف هذا الحديث وامثاله من الاحاديث الموضوعه والمكذوبه على رسول الله صلى الله عليه وسلم التى تروى فى هذا الباب وهو السؤال بنفس المخلوقين ما نصه : ((والاحاديث التى تروى فى هذا الباب – وهو السؤال بنفس المخلوقين – هى من الاحاديث الضعيفه الواهية بل الموضوعه ، ولا يوجد فى ائمة الاسلام من احتج بها ولا اعتمد عليها مخل الحديث الذى يروى عن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن ابيه عن جده ان ابا بكر الصديق اتى النبى صلى الله عليه وسلم فقال : انى اتعلم القرآن ويتفلت منى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ((قال : اللهم انى اسالك بمحمد نبيك وابراهيم خليك وبموسي نبيك وعيس روحك وكلمتك بتوراة موسي وانجيل عيسى وزبور داؤد وفرقان محمد وبكل وحي اوصيته وقضاء قضيته)) وذكر تمام الحديث . وهذا الحديث ذكره رزين بن معاوية العبدرى فى جامعة ونقله ابن اثير فى جامع الاصول ولم يعزه لا هذا ولا هذا الى كتاب من كتب المسلمين ، لكنه قد رواه من صنف فى عمل اليوم والليله كإبن السني وابى نعيم وفى مثل هذه الكتب احاديث كثيرة موضوعه لا يجوز الاعتماد عليها فى الشريعة باتفاق العلماء ، وقد رواه ابو الشيخ الاصبهاني فى كتاب فضائل الاعامل ، وفى هذا الكتاب احاديث كثيرة كذب وموضوعه ، ورواه ابو موسى المديني من حديث زيد بن الحباب عن عبد الملك بن هارون بن عنترة وقال هذا حديث حسن مع انه ليس بالمتصل قال ابو موسى : ورواه محزر بن هشام عن عبد الملك عن ابيه عن جده عن الصديق رضى الله عنه ، وعبد الملك ليس بذاك القوى وكان بالرى ، وابوه وجده ثقتان ، قلت ، قلت : عبد الملك بن هارون ابن عنترة من المعروفين بالكذب قاله يحى بن معين وقال السعدى : دجال كذاب وقال ابو حاتم بن حبان يضع الحديث : وقال النسائي متروك وقال البخارى منكر الحديث . وقال احمد بن حنبل ضعف وقال ابن عدي له احاديث لا يتابعه عليها احد وقال الدار قطنى : هو وابوه ضعيفان . وقال الحاكم فى كتاب المدخل : عبد الملك بن هارون بن عنترة الشيباني روى عن ابيه احاديث موضوعه . وأخرجه ابو ابن الجوزى فى كتاب الموضوعات وقل الحافظ ابى موسي (هو منقطع) يريد انه لو كان رجاله ثقات فان اسناده منقطع وقد روى عبد الملك – هذا – الحديث الاخر المناسب لهذا فى استفتاح اهل الكتاب به كما سيأتي ذكره وخالف فيه عامة ما نقله المفسرون واهل السير وما دل عليه القرآن الكريم ، وهذا يدل على ما قاله العلماء فيه من انه متروك اما لتعمده الكذب واما لسؤ حفظه ، وتبين انه لا حجه لا فى هذا ولا فى ذاك . ومثل ذلك الحديث الذى رواه عبد الرحمن بن زيد بن اسلم عن ابيه عن جده عن عمر ابن الخطاب مرفوعاً وموقوفاً عليه ((انه لما اقترف ادم الخطيئة قال : يارب أسالك بحق محمد لما غفرت لى . قال : وكيف عرفت محمداً ؟ قال لانك لما خلقتنى بيدك ونفخت في من روحك رفعت راسي فرايت على قوائم العرش مكتوباً : لا اله الا الله محمداً رسول الله فعلمت انك لم تضف الى اسمك الا احب الخلق اليك .قال : صدقت يا ادم ولو لا محمد ما خلقتك)) وهذا الحديث رواه الحاكم فى مستدركه من حديث عبد الله بن مسلم الفهرى عن اسماعيل ابن سلمه عنه قال الحاكم : وهو صحيح ورواه الشيخ ابو بكر الاجرى ايضاً من طريق آخر من حديث عبد الرحمن بن ابى الزناد عن ابيه موقوفاً عليه ، وقال حدثنا هارون ابن يوسف التاجر حدثنا ابو مروان العثماني حدثنى ابو عثمان بن خالد عن عبد الرحمن بن ابى الزناد عن ابيه انه قال ((من الكلمات التى تاب الله بها على آدم قال : الهم أسالك بحق محمد عليك قال الله تعالى : وما يدريك ما محمد ؟ قال : يا رب رفعت راسى فرأيت مكتوباً على عرشك : لا اله الا الله محمداً رسول الله فعلمت انه اكرم خلقك)) قلت ((أي شيخ الاسلام بن تيمية)) ورواية الحاكم لهذا الحديث مما انكر عليه فانه نفسه قد قال فى كتاب المدخل الى معرفة الصحيح من السقيم : عبد الرحمن ابن يزيد بن أسلم روى عن أبيه أحاديث موضوعه لا تخفى على من تأملها من اهل الصفه ، أن الحمل فيها عليه فقلت وعبد الرحمن بن زيد ابن اسلم ضعيف باتفاقهم يغلط كثيراً ضعفه احمد ابن حنبل وابو زرعه وابو حاتم والنسائي والدار قطني وغيرهم وقال ابو حاتم ابن حبان : كان يقلب الاخبار وهو لا يعلم ، حتى كثر ذلك من روايته من رفع المراسيل واسناد الموقوف فاستحق الترك واما تصحيح الحاكم لمثل هذا الحديث وامثاله فهذا مما انكره عليه ائمة العلم بالحديث وقالوا : إن الحاكم يصحح أحاديث وهى موضوعه مكذوبة عند اهل المعرفة بالحديث كما صحح حديث زريب بن برثملى الذى فيه ذكر وحى المسيح ، وهو كذب باتفاق اهل المعرفة كما بين ذلك البيهقى وابن الجوزى وغيرها وكذلك أحاديث كثيرة فى مستدركه يصححها وهى عند ائمة العلم بالحديث موضوعه ومنها يكون موقوفا يرفعه ولهذا كان اهل العلم بالحديث لا يعتمدون على مجرد تصحيح الحاكم وان كان غالب ما يصححه فهو صحيح لكن هو فى المصححين بمنزلة الثقة الذى يكثر غلطه وان كان الصواب اغلب عليه وليس فيمن يصحح الحديث اضعف من تصحيحه بخلاف ابى حاتم بن حبان البستى فان تصحيحه فوق تصحيحه فوق تصحيح الحاكم واجل قدراً وكذلك تصدحيح الترمزى والدارقطنى وابن خزيمه وابن منده وامثالهم فيمن يصحح الحديث فان هؤلاء وان كان فى بعض ما ينقلونه نزاع فهم اتقن فى هذا الباب من الحاكم . ولا يبلغ تصحيح الواحد من هؤلاء مبلغ تصحيح مسلم ولا يبلغ تصحيح مسلم مبلغ تصحيح البخارى بل كتاب البخارى اجل ما صنف فى هذا الباب والبخارى من اعرف خلق الله بالحديث وعلله مع فقهه فيه وقد ذكر الترمزى انه لم يرى احداً اعلم بالعلل منه انتهى كلامه رحمه الله)).
يواصل شيخ الاسلام ابن تيمية المولود عام 661هـ المتوفى سنة 728هـ فى دحض وكشف وبيان زيف الاحاديث التى جاءت فى مسالة المذكور فى آدم يذكره طائفة من المصنفين بغير اسناد وماهو مع جنسه مع زيادات أخر ، كما ذكر القاضي عياضى قال : وحكى ابو محمد المكى وابو الليث السمرقندى وغيرهما ((ان آدم عند معصيته قال ((اللهم بحق محمد اغفر لى خطيئتى قال ويروى تقبل توبتى – فقال الله له : من اين عرفت محمداً ؟ قال رأيت فى كل موضع فى الجنه مكتوباً : لا اله الا الله محمد رسول الله)) ويروى : محمد عبدى ورسولى فعلمت انه اكرم خلقك عليك فتاب عليه وغفر له)) ومثل هذا لا يجوز ان تبنى عليه الشريعه ولا يحتج به فى الدين باتفاق المسلمين فان هذا من جنس الاسرائيليات ونحوها التى لا تعلم صحتها الا بنقل ثابت عن النبى صلى الله عليه وسلم وهذه لو نقلها مثل كعب الاحبار ووهب به منبه وامثالهما ممن ينقل اخبار المبتدأ وقصص المتقدمين عن اهل الكتاب لم يجز ان يحتج بها فى دين المسلمين باتفاق المسلمين فكيف اذا نقلها من لا ينقلها لا من اهل الكتاب ولا عن ثقات علماء المسلمين بل انما ينقلها عمن هو عند المسلمين مجروح ضعيف لا يحتج بحديثه ، واضطرب عليه فيها اضطراباً يعرف به انه لم يحفظ ذلك ولا ينقل ذلك ولا ما يشبهه احد من ثقات على المسلمين الذين يعتمد على نقلهم ، وانما هى من جنس ما ينقله اسحاق بن بشر وامثاله فى كتب المبتدأ وهذه لو كانت ثابتة عن الانبياء لكانت شرعاً لهم وحينئذ فكان الاحتجاج بها مبنياً على ان شرع من قبلنا هو شرع لنا ام لا ؟ والنزاع فى ذلك مشهور لكن الذى عليه الائمه واكثر العلماء انه شرع لنا ما لم يرد شرعنا بخلافه ، وهذا انما هو فيما ثبت انه شرع من قبلنا من نقل ثابت عن نبينا صلى الله عليه وسلم او بما تواتر عنهم لا بما يروى على هذا الوجه ، فان هذا لا يجوز ان يحتج به فى شرع المسلمين احد من المسلمين ومن هذا الباب حديث ذكره موسى بن عبد الرحمن الصنعانى صاحب التفسير باسناده عن ابن عباس مرفوعا انه قال ((من سره ان يوعيه الله حفظ القرآن وحفظ اصناف العلك فليكتب هذا الدعاء فى اناء نظيف او فى صحف قوارير بعسل وزعفران وماء مطر ليشربه على الريق وليصم ثلاثة ايام وليكن افطاره عليه ويدعو به فى ادبار صلواته : ((اللهم انى اسالك بانك مسؤل لم يسال مثلك ولا يسال واسالك بحق محمد نبيك وابراهيم خليلك وموسى نبيك وعيسى روحك وكلمتك ووجيهك)) وذكر تمام الدعاء وموسي بن عبد الرحمن هذا من الكذابين قال ابو احمد بن عدى فيه منكر الحديث وقال ابو حاتم ابن حبان : دجال يضع الحديث ، وضع على ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس كتاباً فى التفسير جمعه من كلام الكلبى ومقاتل ويروى نحو هذا قال فيه يحى بن معين كذاب وقال الدارقطنى . متروك وقال ابن حبان كان مغفلاً يلقن فيتلقن فاستحق الشرك ويروى هذا عن عمر بن عبد العزيز عن مجاهد عن بن جبير عن بن مسعود بطريق اضعف من الاول ورواه ابو الشيخ الاصبهاني من حديث احمد بن اسحاق الجوهرى : حدثنا يوسف بن يزيد عن الزهرى ورفع الحديث قال : ((من سره ان يحفظ فليصم سبعه ايام وليكن افطاره فى اخر الايام السبعة على هؤلاء الكلمات)) قلت ((أى شيخ الاسلام)) وهذه الاسانيد مظلمة لا يثبت به اشئ وقد رواه ابو موسى المدينى فى اماليه وابو عبد الله المقدسي على عادة امثالهم فى رواية ما يروى فى الباب سواء كان صحيحاً او ضعيفاً كما اعتاده اكثر المتاخرين من المحدثين انهم يرون ما روى به الفضائل ويجعلون العهده فى ذلك على الناقل كما هى عادة المصنفين فى فضائل الاوقات والامكنة والاشخاص والعبادات كما يرويه ابو الشيخ الاصبهانى فى فضائل الاعمال وغيره حيث يجمع احاديث كثيرة لكثرة روايته ، وفيها احاديث كثيرة قوية صحيحه وحسنة واحاديث كثيرة ضعيفة موضوعة وواهية ، وكذلك ما يرويه خيثمه بن سليمان فى فضائل الصحابه وما يرويه ابو نعيم الاصبهانى فى فضائل الخلفاء فى كتاب مفرد وفى اول حليه الاولياء وما يرويه ابو الليث السمرقندى وعبد العزيز الكناني وابو على بن البناء وامثالهم من الشيوخ ، وما يرويه ابو بكر الخطيب وابو الفضل بن ناصر وابةو موسى المدينى وابو القاسم بن عساكر والحافظ عبد الغنى وامثالهم ممن لهم معرفة بالحديث فانهم كثيراً ما يرون فى تصانيغهم ما روى مطلقاً على عاداتهم الجارية ليعرف ما روى ف ىذلك الباب لا ليحتج بكل ما روى وقد يتكلم احدهم على الحديث ويقول غريب ومنكر وضعيف وقد لا يتكلم وهذا بخلاف ائمة الحديث الذين يحتجون به ويبنون عليه دينهم مثل مالك بن انس ، وشعبة بن الحجاج ويحى بن سعيد القطان وعبد الرحمن ابن مهدي وسفيان بن عيينه ، وعبد الله بن المبارك ،ووكيع بن الجراح والشافعى واحمد بن حنبل واسحاق بن راهويه وعلى بن المدينى والبخارى وابى زرعة وابى حاتم وابى داؤد ومحمد بن نصر المروزى وابن حزيمه وابن المنذر وداؤد بن على ، ومحمد بن جرير الطبرى وغير هؤلاء فان هؤلاء الذين يبنون الاحكام على الاحاديث يحتاجون ان يجتهدوا فى معرفة صحيحها وضعيفها وتمييز رجالها . وكذلك الذين تكلموا فى الحديث والرجال ليميزوا بين هذا وهذا لاجل معرفة الحديث كما يفعل ابو احمد بن عدى ، وابو حاتم البستى ، وابو الحسن الدار قطنى وابو بكر الاسماعيلى ، وكما يفعل ذلك ابو بكر البيهقى وابو اسماعيل الانصارى وابو القاسم الزنجانى وابو عمر بن عبد البر وابو محمد بن حزم وامثال هؤلاء . فان بسط هذه الامور له موضع اخر ولم نذكر من لا يروى باسناد مثل كتاب وسيلة المتعبدين لعمر الملا الموصلى وكتاب الفردوس لشهر يار الديلمى وامثال ذلك – فإن هؤلاء دون دون هؤلاء الطبقات وفيما يذكرونه من الكذيب امر كبير والمقصود هنا ليس فى هذا الباب حديث واحد مرفوع الى النبى صلى الله عليه وسلم يعتمد عليه فى مسالة شرعية باتفاق اهل المعرفة بحديثة بل المروى فى ذلك انما يعرف اهل المعرفة بالحديث انه من الموضوعات اما تعمدا من واضعه واما غلطاً منه وفى هذا الباب آثار عن السلف اكثرها ضعيفه فمنها حديث الاربعه الذين اجتمعوا عند الكعبة وسالوا وهم عبد الله ومصعب ابنا الزبير وعبد الله بن عمر وعبد الملك بن مروان ، ذكره ابى الدنيا فى كتاب مجاني الدعاء ورواه من طريق اسماعيل بن ابان الفنوى عن سفيان عن طارق بن عبد العزيز عن الشعبى انه قال : ((لقد رايت عجباً ! كنا بغناء الكعبة انا وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير ومصعب بن الزبير وعبد الملك بن مروان فقال القوم بعد ان فرغوا من حديثهم ليقم كل رجل منكم فليأخذوا بالركن اليماني وليسال الله حاجته فانه يعطى من سعة ثم قالوا قم يا عبد الله بن الزبير فانك اول مولود فى الاسلام بعد الهجرة فقام فأخذ بالركن اليماني ثم قال : ((اللهم انك عظيم ترجى لكل عظيم اسالك بحرمة وجهك وحرمة عرشك وحرمة نبيك الا تميتنى من الدنيا حتى تولينى الحجاز ويسلم على بالخلافة ثم جاء فجلس ثم قام مصعب فأخذ بالركناليمانى ثم قال ((اللهم انك رب كل شئ واليك يصير كل شئ أسألك بقدرتك على كل شئ الا تميتنى من الدنيا حتى تولنى العراق وتزوجنى بسكينة بنت الحسين ثم قال عبد الملك بن مروان فأخذ بالركن اليماني ثم قال : ((اللهم رب السموات السبع ورب الارض ذات النبت بعقد القفر أسألك به عبادك المطيعون لامرك وأسألك بحقك على خلقك وبحق الطائفين حول عرشك)) ...الخ.
قلت ((اى شيخ الاسلام بن تيمية)) واسماعيل ابن ابان الذى روى هذا عن سفيان الثورى كذاب قال احمد بن حنبل : كتبت عنه : ثم حدث باحاديث موضوعة فتركناه وقال يحى بن معين : وضع حديثا على السابع من ولد العباس يلبس الخضرة ((يعنى المامون)) وقال البخارى ومسلم وابو زرعة والدار قطنى : متروك وقال الجوزانى ظهر منه على الكذب وقال ابو حاتم كذاب وقال بن حبان : يضع على الثقات وطارق ابن عبد العزيز الذى ذكر ان الثورى روى عنه لا يعرف من هو فان طارق بن عبد العزيز المعروف الذى روى عنه ابن عجلان ليس من هه الطبقة وقد خولف فيها فرواها ابو نعيم عن الطبرانى : حدثنا الاصمعى قال حدثنا عب الرحمن بن ابى الزناد عن ابيه قال: ((اجتمع فى الحجر مصعب وعروة وعبد الله ابناء الزبير وعبد الله بن عمر فقالوا: تمنوا فقال : عبد الله بن الزبير فأما أنا فأتمنى الخلافه وقال عروه أما أنا فأتمنى أمرة العراق والجمع بين عائشة بنت طلحه وسكينة بنت الحسين ، وقال عبد الله بن عمر : أما أنا فأتمنى المغفرة فنال كلهم ما تمنوا ولعل ابن عمر قد غفر له )) قلت هذا اسناد خير من ذاك الاسناد باتفاق اهل العلم وليس فيه سؤال بالمخلوقات وفى الباب حكاية عن بعض الناس انه رأى مناماً قيل فيه أدع بكذا وكذا ومثل هذا لا يكون دليلاً باتفاق العلماء .
يواصل شيخ الاسلام بن تيمية امير المؤمنين فى الحديث وعلله ورجاله فى دحض الاسانيد الضعيفة والموضوعه والمكذوبة التى يستدل بها الشيعة الروافض والصوفيه وأزيالهم من الاخوان المسلمين الضالين الخارجين فيقول شيخ الاسلام ما نصه : ((واما الحديث الذى يروى عن عبد الملك بن هارون ابن عنترة عن ابيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ((كانت يهود خيبر تقاتل قطفان فكلما التقوا هزمت اليهود فعاذت بهذا الدعاء : اللهم انا نسالك بحق محمد النبى الامي الذى وعدتنا ان تخرجه لنا اخر الزمان الا نصرتنا عليهم فكانوا اذا دعوا بهذا الدعاء هزموا قطفان فلما بعث النبى صل الله عليه وسلم كفروا به فانزل الله تعالى ((وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به)) وهذا الحديث رواه الحاكم فى مستدركه وقال ادت الضرورة الى اخراجه وهذا مما انكره عليه العلماء فان عبد الملك بن هارون من اضعف الناس وهو عند اهل العلم بالرجال متروك بل كاب وقد تقدم ما ذكره يحى بن معين وغيره من الائمه فى حقه . قلت وهذا الحديث من جملتها وكذلك الحديث الآخر الذى يرويه عن ابى بكر كما تقدم ومما يبين ذلك ان قوله تعالى ((وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا)) انما نزلت باتفاق اهل التفسير والسر فى اليهود المجاورين للمدينة اولاً كبنى قينقاع وقريظة والنضير . وهم الذين كانوا يحالفون الاوس والخزرج وهم الذين عاهدهم النبى صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ، ثم لما نقضوا العهد حاربهم فحارب اولاً بنى قينقاع ثم النضير وفيهم نزلت سورة الحشر – وثم قريظة عام الخندق فكيف يقال نزلت فى يهود خيبر وغطفان ؟ فإن هذا من كذب جاهل يحسن كيف يكذب ، ومما لم ينقله احد غير هذا الكذاب ولو كان هذا مما وقع لكان مما توفر دواعى الصادقين على نقله . ومما ينبقى ان يعلم ان مثل هذا اللفظ لو كان مما يقتضى السؤال به والاقسام به على الله تعالى لم يكن مثل هذا مما يجوز ان يعتمد عليه فى الاحكام لانه اولاً لم يثبت وليس فى الأية ما يدل عليه ولو ثبت لم يلزم ان يكون هذا شرعا لنا ، فإن الله تعالى قد أخبر عن سجود إخوة يوسف وأبوية له وأخبر عن الذين غلبوا على اهل الكهف انهم قالوا : ((لنتخذن عليهم مسجدا)) ونحن قد نهينا عن بناء المساجد على القبور ولفظ الاية انما فيه انهم كانوا يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا به كفروا به وهذا كقوله تعالى ((ان تستفتحوا فقد جاءكم الفتح)) والاستفتاح طلب الفتح وهو النصر ومنه حديث المأثور ان النبى صلى الله عليه وسلم كان يستفتح بصعاليك المهاجرين اى بدعائهم واخلاصهم ؟)) وهذا قد يكون بان يطلبوا من الله تعالى ان ينصرهم به عليهم لا لانهم اقسموا على الله وسالوا به ولهذا قال تعالى : ((فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين)) فلو لم ترد الاثار التى تدل على ان هذا معنى الاية لم يجز لاحد ان يحمل الاية على ذلك المعنى المتنازع فيه بلا دليل ، لانه لا دلاله فيها عليه فكيف وقد جاءت الاثار بذلك .! وكما تقدم ذكره عن اليهود من انهم كانوا ينصرون فقد بينا انه شاذ وليس هو من الاثار المعروفة فى هذا الباب فان اليهود لم يعرف انها غلبت العرب بل كانوا مغلوبين معهم ، وكانوا يحالفون العرب فيحالف كل فريق فريقاً كما كانت قريظة حلفاء الأوس وكانت النضير حلفاء الخزرج واما كون اليهود كانوا ينتصرون على العرب فهذا لا يعرف بل المعروف خلافه والله تعالى قد أخبر بما يدل على ذلك فقال تعالى((ضربت عليهم الذله اينما ثقفوا الا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بانهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الانبيا بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون)) فاليهود من حيث ضربت عليهم الذله اينما ثقفوا الا بحبل من الله وحبل من الناس لم يكونوا بمجردهم ينتصرون لا على العرب ولا غيرهم ، وانما كانوا يقاتلون مع حلفائهم قبل الاسلام والذله ضربت عليهم من حيث بعث المسيح عليه السلام فكذبوه قال تعالى ((يا عيسى انى متوفيك ورافك الى ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبوعك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة)) فاذا لم يكن الصحابه كعمر بن الخطاب وغيره فى صيانة صلى الله عليه وسلم وبعد موته يقسمون بذاته بل انما كانوا يتوسلون بطاعته او بشفاعته فكيف يقال فى دعاء المخلوقين الغائبين والموتى وسؤالهم من الانبياء والملائكة وغيرهم وقد قال تعالى(قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محذورا)) قالت طائفة من السلف كانوا اقوام يدعون الملائكة والانبياء كالمسيح وعزيز وغيرهما فنهى الله عن ذلك واخبر الله ان هؤلاء يرجون رحمة الله ويخافون عذابه ويتقربون اليه وانهم لا يملكون كشف الضر عن الداعين ولا تحويله عنهم وقد قال تعالى ((ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوه ثم يقول للناس كونوا عبادا لى من دون الله ولكن كانوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين ارباباً ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون)) ولهذا نهى النبى صلى الله عليه وسلم ان يتخذو قبره مسجد وأن يتخذ عبداً وقال فى مرض موته ((لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد )) يحذر ما صنعوا )) اخرجاه فى الصحيحين وقال ((اللهم لا تجعل قبرى وثناً يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مسجد)) رواه مالك فى موطئه ....وهذا تحقيق التوحيد مع أنه صلى الله عليه وسلم أكرم الخلق على الله وأعلاهم منزلة عند الله .
ثانياً : قوله أى المفترى المدعوا أحمد عبد الرحيم عاقبه الله بما يستحق الاتى نصه : ((والى هذا التوسل أشار الامام مالك رضى الله عنه للخليفه المنصور وذلك لم حج المنصور وزار قبر النبى صلى الله عليه وسلم سال الامام مالك رضى الله عنه وهو بالمسجد النبوى فقال لمالك يا ابا عبد الله استقبل القبله وادعوا ام استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وادعوا فقال له الامام مالك رضى الله عنه لم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة ابيك آدم الى الله تعالى بل استقبل واستشفع الله فيك قال الله تعالى ((ولو انهم اذا ظلموا انفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما)) ذكره القاضى عياض فى الشفاء وساقه باسناد صحيح وذكره الامام السبكى فى شفاء السقام))أهـ. الى اخر افتراءاته المكشوفه والبليده والمكذوبه.
قال شيخ الاسلام بن تيميه داحضاً اسناد هذه الحكايه التى تنب الى الامام مالك رحمه الله ما نصه : ((والحكايه التى تذكر عن مالك انه قال للمنصور لما ساله عن استقبال الحجرة فامره بذلك وقال ((هو وسيلتك ووسيلة ابيك آدم)) كذب على مالك ليس لها اسناد معروف وثم اورد شيخ الاسلام رواية القاضى عياض المذكوره أنفاً وقال ما نصه: ((وهذا كله نقله القاضي عياض من كتب أصحاب مالك المعروفه ثم ذكر الحكاية باسناد غريب منقطع رواها من غير واحد إجازة قالوا: حدثنا ابو العباس احمد بن عمر بن دلهات قال حدثنا ابو الحسن عبد الله بن المنتاب حدثنا يعقوب بن اسحاق بن ابى اسرائيل حدثنا بن حميد قال ناظر ابو جعفر امير المؤمنين مالكاً فى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له مالك يا امير المؤمنين لا ترفع صوتك فى هذا المسجد فان الله ادب اقواما فقال: ((لا ترفعوا اصواتكم عند رسول الله)) الاية وذم قوما فقال ((ان الذين ينادونك من وراء الحجرات)) الاية وان حرمته ميتاً كحرمته حياً فإستكان لها ابو جعفر فقال يا ابا عبد الله استقبل القبله وادعوا ؟ ام استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ((لم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة ابيك آدم عليه السلام الى الله يوم القيامة ؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعك الله قال الله تعالى ((ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاءؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيماً)) قلت : ((أي شيخ الاسلام بن تيمية )) وهذه الحكايه منقطعة فان محمد بن حميد الرازى لم يدرك مالكاً لاسيما فى زمن ابى جعفر المنصور فإن ابا جعفر توفى بمكه سنة ثمان وخمسين ومائه وتوفى مالك سنة تسع وسبعين ومائة وتوفى محمد بن حميد الرازى سنة ثمان واربعين ومائتين ولم يخرج من بلده حين رحل فى طلب العلم الا وهو كبير مع ابيه وهو مع هذا ضعيف عند اكثر اهل الحديث كذبه ابو زرعه وابن واره وقال صالح بن محمد الاسدى ما رايت احداً اجرأ على الله منه واحذق بالكذب منه وقال يعقوب بن شيبه كثير المناكير وقال النسائي ليس بثقه وقال بن حبان ينفرد عن الثقات بالمقلوبات وآخر من روى الموطأ عن مالك هو ابو مصعب وتوفى سنة اثنتين ومائتين . وآخر من روى عن مالك على الاطلاق هو ابو حزيفه احمد بن اسماعيل السهمى توفى سنة تسع وخمسين ومائتين . وفى الاسناد ايضاً من لا تعرف حاله . وهذه الحكاية لم يذكرها احد من اصحاب مالك المعروفين بالاخذ عنه ، ومحمد ابن حميد ضعيف عند اهل الحديث اذا اسند فكيف اذا ارسل حكايه لا تعرف الا من جهته ! هذا ان ثبتت عنه ، واصحاب مالك متفقون على انه بمثل هذا النقل لا يثبت عن مالك قول له فى مسالة فى الفقه بل اذا روى عنه الشاميون كالوليد بن مسلم ومروان ابن محمد الطاطرى ضعفوا رواية هؤلاء ، وانما يعتمدون على رواية المدنيين والمصريين ، فكيف بحكايه تناقضل مذهبه المعروف عنه من وجوه رواها واحد من الخرسانيين لم يدركه وهو ضعيف عند اهل الحديث ؟ مع ان قوله ((هو وسيلتك ووسيلة ابيك آدم عليه السلام الى يوم القيامه)) انما يدل على توسل آدم وزريته به يوم القيامه وهذا هو التوسل بشفاعته يوم القيامة وهذا حق كما جاءت به الاحاديث الصحيحه حيث يأتي الناس يوم القيامه آدم ليشفع لهم فيردهم آدم الى نوح ثم يردهم نوح الى ابراهيم وابراهيم الى موسى وموسي الى عيسى ويردهم عيسى الى محمد صلى الله عليه وسلم فانه كما قال ((انا سيد ولد آدم يوم القيامه ولا فخر آدم فمن دونه تحت لوائي يوم القيامه ولا فخر)) ولكنهما مناقضة لمذهب مالك المعروف من وجوه احدهما : قوله ((استقبل القبلة وأدعوا ام استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وادعوا؟)) فان المعروف عن مالك وغيره من الائمة وسائر السلف من الصحابة والتابعين ان الداعي اذا سلم على النبى صلى الله عليه وسلم ثم اراد ان يدعو لنفسه فانه يستقبل القبر عند السلام على النبى صلى الله عليه وسلم والدعاء له . هذا قول اكثر العلماء كمالك فى إحدى الروايتين والشافعى واحمد وغيرهم وعند اصحاب ابى حنيفة لا يستقبل القبر وقت السلام عليه ايضاً ثم منهم من قال يجعل الحجرة على يساره – وقد رواه بن وهب عن مالك – ويسلم عليه ايضاً ومنهم من قال : يستدير الحجرة ويسلم عليه وهذا هو المشهور عندهم ، ومع هذا فكره مالك ان يطيل القيام عند القبر لذلك قال القاضى عياض فى المبسوط عن مالك قال : ((لا ارى ان يقف عند قبر النبى صلى الله عليه وسلم يدعو ، ولكن يسلم وبمعنى )) قال : وقال نافع كان بن عمر يسلم على القبر ، رايته مائة مرة او اكثر يجئ الى القبر فيقول : ((السلام على النبى صلى الله عليه وسلم السلام على ابى بكر السلام على ابى . ثم ينصرف وروى واضحاً يده على مقعد النبى من المنبر ثم وضعها على وجهه قال : وعن ابن ابى قسيط والمنبر التى تلقاء القبر بميامنهم ثم استقبلوا القبلة يدعون ابن عمر يقف على قبر النبى صلى الله عليه وسلم وعلى ابى بكر وعمر وعند ابن القاسم والقصبنى ويدعوا لابى بكر وعمر قال مالك فى رواية بن وهب : يقول السلام عليك ايها النبى ورحمة الله وبركاته وقال فى المبسوط : ويسلم على ابى بكر وعمر قال ابو الوليد الباجي : وعندى ان يدعو للنبى صلى الله عليه وسلم بلفظ الصلاة ولابى بكر وعمر بلفظ السلام لما فى حديث ابن عمر من الخلاف وهذا الدعاء يفسر الدعاء المذكور فى رواية ابن وهب قال مالك فى رواية ابن وهب اذا سلم على النبى صلى الله عليه وسلم ودعاء يقف ووجهه الى القبر لا الى القبله ويدنو ويسلم ولا يمس القبر فهذا هو السلام عليه والدعاء له بالصلاة عليه كما تقدم تفسيره وكذلك كل دعاء ذكره اصحابه كما ذكر بن حبيب فى الواضحه وغيره قال وقال مالك فى المبسوط : ((وليس يلزم من دخل المسجد وخرج من أهل المدينة الوقوف باقلبر ، وانما ذلك للغرباء ، وقال فيه ايضاً : ((ولا باس لمن قدم من سفر او خرج الى سفر ان يقف على قبر النبى صلى الله عليه وسلم فيصلى عليه ويدعو له ولابى بكر وعمر قيل له فان ناس من اهل المدينة لا يقدمون من سفر ولا يريدونه يفعلون ذلك فى اليوم مرة أو أكثر وربما وقفوا فى الجمعة او الايام المرة والمرتين عند القبر فيسلمون يدعون ساعه فقال مالك : ((لم يبلغنى هذا عن اهل الفقه ببلدنا وتركه واسع ولا يصلح آخر هذه الامه الا ما اصلح اولها ولم يبلغنى عن اول هذه الامه وصدرها انهم كانوا يفعلون ذلك ويكرهـ الا ن سفر او اراده)) قال ابن القاسم : ورأيت اهل المدينة اذا خرجوا منها او دخلوا أتوا القبر فسلموا قال ولذلك راى قال ابو وليد الباجي ((فرق بين اهل المدينة والغرباء لان الغرباء قصدوا لذلك واهل المدينة مقيمون بها لم يقصدوها من اجل القبر والتسليم .قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((الهم لا تجعل قبرى وثناً يعبد )) : ((اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد )) قال النبى صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا قبرى عيداً)) قال ومن كتاب احمد بن شعبة فيمن وقف بالقبر لا يلتصق به ولا يسمه ولا يقف عنده طويلاً ، وفى ((العتبية)) يعنى عن مالك يبدأ بالركوع ((اى بتحية المسجد)) السلام فى مسجد النبى صلى الله عليه وسلم واحب مواضع التنفل مصلى النبى صلى الله ليه وسلم حيث العمود المخلق واما فى الفريضة فالتقدم الى الصفوف قال والتنفل فيه للغرباء احب الى من التنفل فى البيوت فهذا قول مالك واصحابه وما نقلوه عن الصحابه يبين انهم لا يقصدون القبر الا للسلام على النبى صلى الله عليه وسلم والدعاء له وقد كره مالك اطالة القيام كذلك وكره ان يفعله اهل المدينة كلما دخلوا المسجد وخرجوا منه وانما يفعل ذلك الغرباء ومن قدم من سفر او خرج له فانه تحيه للنبى صلى الله عليه وسلم فاما اذا قصد الرجل الدعاء لنفسه فانما يدعوا فى مسجده مستقبل القبلة كما ذكروا ذلك عن اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم ولم ينقل عن احد من الصحابه انه فعل ذلك عند القبر ببل لا ولا اطال الوقوف عند القبر للدعاء للنبى صلى الله عليه وسلم فكيف بدعائه لنفسه ؟ واما دعاء الرسول وطلب الحوائج منه وطلب شفاعته عنده عنده قبره او بعد موته فهذا لم يفعله احد من السلف ، ومعلوم انه لو كان قصد الدعاء عند القبر مشروعاً لفعله الصحابه والتابعون وكذلك السؤال به فكيف بدعائه قوله ((استقبله واستشفع به)) كذب على مالك مخالف لاقواله واقوال الصحابه والتابعين وافعالهم التى يفعلها مالك واصحابه ونقلها سائر العلماء ، اذ كان احد منهم لم يستقبل القبر للدعاء لنفسه فضلاً عن أن يستقبله ويستشفع به يقول له يا رسول الله اشفع لى او ادع لى او يشتكي اليه المصائب فى الدين والدنيا او يطلب منه او من غيره من الموتى من الانبياء والصالحين او من الملائكه الذين لا يراهم ان يشفعوا له او يشتكي اليهم المصائب فان ها كله من فعل النصاري وغيرهم من المشركين ومن ضاهاهم من مبتدعه هذه الامه ليس هذا منقول السابقين الاوليين من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم بإحسان ولا مما امربه أحد من ائمة المسلمين وان كانوا يسلمون عليه اذ كان يسمع السلام عليه من القريب ويبلغ سلام البعيد وقد احتج احمد وغيره بالحديث الذى رواه احمد وابوداؤد باسناد جيد من حديث حيوة بن شريح المصرى حدثنا ابو صخر عن يزيد بن قسيط عن ابى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: ((ما من احد يسلم على الا رد الله على روحى حتى ارد عليه السلام)).
وهذا الحديث اعتمد الائمه فى الاسلام عليه عند قبره صلوات الله وسلمه عليه فان احاديث زيارة قبره كلها ضعيفه لا يعتمد على شئ منها فى الدين ولهذا لم يرو اهل الصحاح والسنن شيئاً منها وانما يرويها من يروى الضعاف كالدارقطنى والبزار وغيرهما . واجود حديث فيها ما رواه عبد الله بن عمر العمرى وهو ضعيف والكذب ظاهر عليه مثل قوله من زارنى بعد مماتى فكأنما زارنى فى حياتي)) فان هذا كذب ظاهر مخالف لدين المسلمين فان من زارة فى حياته وكان مؤمناً به كان من اصحابه لا سيما ان كان من المهاجرين اليه المجاهدين معه وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه قال : ((لا تسبوا اصحابى فو الذى نفسي بيده لو انفق احدكم مثل احد ذهباً ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه)) اخرجاه فى الصحيحين والواحد من بعد الصحابه لا يكون مثل الصحابه باعمال مامور بها واجبه باتفاق المسلمين بل ولا شرع السفر اليه بل هو منهي عنه واما السفر الى مسجده للصلاة فيه والسفر الى المسجد الاقصى للصلاة فيه فهو مستحب والسفر الى الكعبه للحج فواجب فلو سافر احد السفر الواجب والمستحب لم يكن مثل واحد من الصحابة الذين سافروا اليه فى حياته فكيف بالفر المنهى عنه وقد اتفق الائمه على انه لو نزر ان يسافر الى قبره صلوات الله وسلامه عليه او قبر غيره من الانبياء والصالحين لم يكن عليه ان يوفى بنذره بل ينهى عن ذلك ولو نذر السفر الى مسجده والمسجد الاقصى للصلاة فيه ففيه قولان للشلفعى اظهرهما عنه يجب ذلك وهو مذهب مالك واحمد والثاني لا يجب من النذر الا ما كان واجبا بالشرع واتيان هذين المسجدين ليس واجباً بالشرع فلا يجب بالنذر عنده. الى ان قال رحمه الله : فان زيارة قبور الانبياء وسائر المؤمنين على وجهين كما تقدم ذكره زيارة شرعية وزيارة بدعية فالزيارة الشرعية يقصد بها السلام عليهم والدعاء لهم كما يقصد الصلاة على احدهم اذا مات فيصلى عليه صلاة الجنازة فهذه الزيارة الشرعية والثاني ان يزورها كزيارة المشركين واهل البدع لدعاء الموتى وطلب الحاجات منهم او لاعتقاده ان الدعاء عند قبر احدهم افضل من الدعاء فى المساجد والبيوت ، او ان الاقسام بهم على الله وسؤاله سبحانه بهمامر مشروع يقتضى اجابه الدعاء فمثل هه الزياره بدعه منهى عنها فاذا كان لفظ ((الزيارة)) مجمل يحتمل حقاً وباطلاً عدل عنه الى لفظ لا لبس فيه كلفظ ((السلام)) عليه ولم يكن لاحد ان يحتج على مالك بما روى فى زيارة قبره او زيارته بعد موته فان هذه كلها احاديث ضعيفه بل موضوعه لا يحتج بها بشئ منها فى احكام الشريعه . والثابت عنه صلى الله عليه وسلم انه قال : ((ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنه)) هذا هو الثابت فى الصحيح ولكن بعضهم رواه بالمعنى فقال ((قبرى)) وهو صلى الله عليه وسلم حين قال هذا القول لم يكن قد قبر بعد صلوات الله عليه ، ولهذا لم يحتج بهذا احد منالصحابه انما تنازعوا فى موضع دفنه ولو كان هذا عندهم لكان نصاً فى محل النواع ولكن دفن فى حجرة عائشة فى الموضع الذى مات فيه بابى هو وامى صلوات الله عليه وسلامه ثم لما وسع المسجد فى خلافة الوليد بن عبد الملك وكان نائبه على المدينة عمر بن عبد العزيز امره ان يشترى الحجر ويزيدها فى المسجد من حينئذ وبنوا الحائط البراني مسسنما محرفاً فانه ثبت فى صحيح مسلم من حديث ابى مررشد الفنوى انه قال صلى الله عليه وسلم ((لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا اليها)) لان ذلك يشبه السجود لها ، وان كان المصلى يقصد الصلاة للهسبحانه والدعاء له انتهى كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بنصه .
اخى القارئ تامل ثم تامل جيداً فى كلامشيخ الاسلام بن تيمية المتقدم وانظر كيف انه دحض الروايات التى ذكرها المبتدعة امثال المدعوا احمد عبد الرحيم ومحمد احمد حامد وشيخهما على زين العابدين الصوفى الشيعى السوداني الجاهل والمدعوا الرافضي جعفر سبحانى من على شاكلتهم من اهل البدع والضلال وبين شيخ الاسلام ابن تيمية كما قرأتم ورايتم بان كل الاحاديث التى جاءت فى مسالة سؤال الله بحق الانبياء او الاولياء احاديث موضوعه ومكذوبه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرر شيخ الاسلام ذلك على ضؤ اصول على الحديث وقواعده المتينه التى يجهلها الشيعة والصوفيه ومن نحا نحوهم من الاخوان المسلمين من قطبين وسرورين وعمرانيين ترابيين والله المستعان.
يواصل المفترى المدعو احمد عبد الرحيم الصوفى التجانى السودانى فى ضلاله وزيفه ويستدل بحديث ضعيف موضوع كعادته وعاده غيره من الروافض الهالكين فيقول ما نصه : ((ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم اغفر لامى فاطمه بنت اسد ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والانبياء الذين من قبلى وهذا اللفظ قطعة من حديث طويل رواه الطبراني فى الكبير والاوسط وابن حبان والحاكم وصحوه عن انس بن مالك )) قلت فى اسناد فى هذا الحديث روح بن صلاح المصرى هو ضعيف كما سياتى من كلام علماء الجرح والتعديل وقال المحدث محمد بشير السهسوانى فى معرض رد على دخلان لما اورد هذا الحديث م انصه قال الذهبىفى الميزان : روح بن صلاح المصرى يقال له ابن شبابه ضعفه ابن عدى يكنى ابا الحارث وقد ذكره بن حبان فى الثقات وقال الحاكم ثقة مأمون أهـ فقد علم بذلك ان فى سنده روح بن صلاح المصرى وهو ضعيف ضعفه بن عدي وهو داخل فى القسم المعتدل من اقسام من تكلم فى الرجال كما فى فتح المغيث للسخاوى ولا اعتداد بكر ابن حبان له فى الثقات فان قاعدته معروفة من الاحتجاج بمن لا يعرف كما فى الميزان وقد تقدم كذلك لا اعتداد بتوثيق الحاكم وتصحيحه فانه داخل فى القسم المتسمح قال السحاوى : وقسم منهم متسمح كالترمزى والحاكم أهـ قال السيوطى تدريب الراوى وهو متساهل فما صححه ولم نجد فيه لغيره من المعتمدين تصحيحاً ولا تضعيفاً حكمنا بانه حسن الا ان تظهر فيه عله توجب ضعفه )) انتهى كلام العلامه المحدث محمد بشير السهسواني فى دحضه لشبة دخلان لما اورد هذا الحديث الذى ذكره المفترى المدعوا احمد عبد الرحمن السوداني ويواصل المفترى احمد عبد الرحيم السوداني فى ايراد الاحاديث الضعيفه والموضوعه ليقرر التوسل بذوات المخلوقين وبحق الانبياء والاولياء فيقول ما نصه ((وكذا من ادلة التوسل مرثية صفية رضى الله عنها عمة رسول الل صلى الله عليه وسلم فأنها رثته بعد وفاته صلى الله عليه وسلم بابيات فيها قولها:
الا يا رسول الله انت رجاؤنا *** وكنت بنابرا ولم تك جافيا
ففيها النداء بعد وفاته من قولها وانت رجاؤنا وسمه تلك المرثية الصحابة رضى الله عنهم ولم ينكروا عليه قولها يا رسول الله انت رجاؤنا )) نقول هذه الشبهات التى يشيرها المفترى احمد عبد الرحيم وأمثاله من الصوفيه والروافض هى مثيل الشبهات والاباطيل التى روجها المفترى احمد بن زينى دخلان فدحض شبهاته وضلالاته وجهالاته العلامه المحدث محمد بشير السهسوانى الهندي فى كتابه القيم الذى بعنوان ((صيانة الانسان عن وسوسة الشيخ دخلان)) ويقول المحدث محمد بشير رحمه الله مبيناً ضلال دخلان وجهله المركب بعلم الحديث ما نصه: ((فانى وقفت على الرساله التى جمعها الشيخ احمد بن زينى دخلان انقذة الله من دخلان الخزلان وسماها ((الدرر السنية فى الرد على الوهابية)) ورايت مؤلفها يدعي فى دباجة رسالته الباطلة الساقطة الدنيه الردية انه جمع فيها ما تمسك به اهل السنة فى زيارة النبى صلى الله عليه وسلم والتوسل به من الدلائل والحجج القوية من الاات والاحاديث النبوية فتعجبت منه التعجب الصراح كيف وليس فى الباب حديث واحد حسن فضلاً عن الصحاح فتاملت فيها تامل الناقد البصير لكى اعلم انه هل هو صدق فى تلك الدعوى ام كذب كذب المجادل الضرير فوجدت دعواها عارية من لباس الصدق والحق المبين محلاة بحلية الزور والكذب والباطل المهين فانه ليس فيها من الاحاديث الا ما اورده التقى السبكى وفى شفاء الاسقام)) وهى دائرة بين الاحتمالات الثلاثة السقام اما موضوعة عماتها ايدى الوضاع اللئام او ضعاف واهية رواها من وسم بمثل كثرة الغلط والخطاء والاوهام او شئ يسير من الصحيح والحسن فى زعمه قار عند افادة المرام كما بين ذلك كله الامام ابو عبد الله محمد بن احمد بن عبد الهادى فى ((الصارم المنكى)) وليس فيها من الايات والاحاديث الحسان ما يدل على المطلوب المحكى وكان حقا على المؤلف تعاطى واحد مما يذكر لئلا يعد كلامه مما يهجر وينكر ))أهـ ونقل الشيخ المحدث السهسوانى قول دخلان عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فنها رثته بعد وفاته صلى الله عليه وسلم بابيات فيها قولها الا يا رسول الله انت رجاؤنا وكنت بنا براً ولم تك جافياً ففيها النداء بعد وفاته مع قولها((وانت رجاؤنا )) وسمع تلك المرثية الصحابة رضى الله عنهم فلم ينكر عليها اح قولها ((يا رسول الله انت رجاؤنا )) قلت قد نقل المفترى نص كلام احمد بن زينى دخلان فى كتابه ((رسالة المحققين فى الرد على الجهلاء الضالين)) وهى فى الحقيقة رسالة الجاهلين الضالين)) نقول فى الرد على هذا الجاهل هذا الحديث رواه عروة عن صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه الرواية رواية مرسلة ومنقطعة كما سياتى وقد رواه الطبرانى وحسنه صاحب مجمع الزوائد ونقول وانى له الحسن وعرة ولد بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم بتسع عشرة سنة فانه ولد سنة 29 هـ كما فى التهذيب ((أى تهذيب التهذيب)) للحافظ بن حجر رحمه الله ونحوه فاذا كان روايته عن ابيه مرسله فكيف روايته عن ام ابيه فى قصة وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم التى ولد بعدها بتسع عشرة سنة؟ فهى رواية منقطعة مرسلة )) أهـ ونقول للمفترى ان ها الاثر وان صح ولكن انى ذلك دونه خرط القتاد فهو اى ها الاثر ليس فيه دليل على التوسل البدعى المنهى عنه ((فان لفظ الرجاء بمعنى التوقع والامل)) يقول الشيخ المحدث السهسواني داحضاً مزاعم دخلان وامثاله من الروافض لما اوردوا ها الاثر ما نصه : ((ليس فيه دليل على التوسل المنهى عنه فان لفظ الرجاء بمعنى التوقع والامل يقال رجوته ارجوه رجواً ورجاوة وقال فى القاموس : الرجاء ضد اليأس كالرجو والرجاءة والرجاوة والترجى والارتجاء والترجية . وقال فى الصحاح والرجاء من الامل ممدود يقال رجوت فلاناً رجواً ورجاء ورجاوه أهـ ((ولا يخفى عليك)) ان الرجاء بمعنى التوقع والامل مصدر او اسم مصدر لا يصح حمله على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالموطأة فاذا هو اما مبنى للفاعل او للمفعول لا سبيل الى الاحتمال الاول وهذا ظافر فتعين الثاني كما فى قوله تعالى فى سورة هود : ((قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجواً قبل هذا ...)) قال البيضاوى تحت هذه الاية لما نرى فيك من مخايل الرشد والسداد ان تكون لنا سيداً ومستشاراً فى الامور وفى فتح البيان ((اى كنا نرجو ان تكون فينا سيداً مطاعاً ننتفع برايك ونسعد بسعادتك لما نرى فيك من مخايل الرشد والسداد لانه كان من قبيلتهم وكان يعين ضعيفهم ويغنى فقيرهم))أهـ ولكن لا بد من ان يعلم هناك ان من الرجاء ما هو مختص بالله تعالى بمعنى ان المرجوا فيه لا يصلح الا لله تعالى كرجاء كشف ضر والسؤ وتحويله واجابة المضطر اذا دعاه وانزال الماء من السماء وشفاء المريض وبسط الرزق واعطاء الاولاد ومغفرة الزنوب وغيرها مما لا يقدر عليه الا الله تعالى وهذا الرجاء هو الذى اثنى الله تعالى على فاعلية فى قوله تعالى: ((اولئك الذين يبتغون الى ربهم
اولاً: حديث عمر الذى رواه الحاكم وصححه الذى ذكرته انفاً حديث باطل وموضوع ((يقول الامام الحافظ امير المؤمنين فى الحديث ابو العباس شيخ الاسلام بن تيمية فى بيان زيف هذا الحديث وامثاله من الاحاديث الموضوعه والمكذوبه على رسول الله صلى الله عليه وسلم التى تروى فى هذا الباب وهو السؤال بنفس المخلوقين ما نصه : ((والاحاديث التى تروى فى هذا الباب – وهو السؤال بنفس المخلوقين – هى من الاحاديث الضعيفه الواهية بل الموضوعه ، ولا يوجد فى ائمة الاسلام من احتج بها ولا اعتمد عليها مخل الحديث الذى يروى عن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن ابيه عن جده ان ابا بكر الصديق اتى النبى صلى الله عليه وسلم فقال : انى اتعلم القرآن ويتفلت منى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ((قال : اللهم انى اسالك بمحمد نبيك وابراهيم خليك وبموسي نبيك وعيس روحك وكلمتك بتوراة موسي وانجيل عيسى وزبور داؤد وفرقان محمد وبكل وحي اوصيته وقضاء قضيته)) وذكر تمام الحديث . وهذا الحديث ذكره رزين بن معاوية العبدرى فى جامعة ونقله ابن اثير فى جامع الاصول ولم يعزه لا هذا ولا هذا الى كتاب من كتب المسلمين ، لكنه قد رواه من صنف فى عمل اليوم والليله كإبن السني وابى نعيم وفى مثل هذه الكتب احاديث كثيرة موضوعه لا يجوز الاعتماد عليها فى الشريعة باتفاق العلماء ، وقد رواه ابو الشيخ الاصبهاني فى كتاب فضائل الاعامل ، وفى هذا الكتاب احاديث كثيرة كذب وموضوعه ، ورواه ابو موسى المديني من حديث زيد بن الحباب عن عبد الملك بن هارون بن عنترة وقال هذا حديث حسن مع انه ليس بالمتصل قال ابو موسى : ورواه محزر بن هشام عن عبد الملك عن ابيه عن جده عن الصديق رضى الله عنه ، وعبد الملك ليس بذاك القوى وكان بالرى ، وابوه وجده ثقتان ، قلت ، قلت : عبد الملك بن هارون ابن عنترة من المعروفين بالكذب قاله يحى بن معين وقال السعدى : دجال كذاب وقال ابو حاتم بن حبان يضع الحديث : وقال النسائي متروك وقال البخارى منكر الحديث . وقال احمد بن حنبل ضعف وقال ابن عدي له احاديث لا يتابعه عليها احد وقال الدار قطنى : هو وابوه ضعيفان . وقال الحاكم فى كتاب المدخل : عبد الملك بن هارون بن عنترة الشيباني روى عن ابيه احاديث موضوعه . وأخرجه ابو ابن الجوزى فى كتاب الموضوعات وقل الحافظ ابى موسي (هو منقطع) يريد انه لو كان رجاله ثقات فان اسناده منقطع وقد روى عبد الملك – هذا – الحديث الاخر المناسب لهذا فى استفتاح اهل الكتاب به كما سيأتي ذكره وخالف فيه عامة ما نقله المفسرون واهل السير وما دل عليه القرآن الكريم ، وهذا يدل على ما قاله العلماء فيه من انه متروك اما لتعمده الكذب واما لسؤ حفظه ، وتبين انه لا حجه لا فى هذا ولا فى ذاك . ومثل ذلك الحديث الذى رواه عبد الرحمن بن زيد بن اسلم عن ابيه عن جده عن عمر ابن الخطاب مرفوعاً وموقوفاً عليه ((انه لما اقترف ادم الخطيئة قال : يارب أسالك بحق محمد لما غفرت لى . قال : وكيف عرفت محمداً ؟ قال لانك لما خلقتنى بيدك ونفخت في من روحك رفعت راسي فرايت على قوائم العرش مكتوباً : لا اله الا الله محمداً رسول الله فعلمت انك لم تضف الى اسمك الا احب الخلق اليك .قال : صدقت يا ادم ولو لا محمد ما خلقتك)) وهذا الحديث رواه الحاكم فى مستدركه من حديث عبد الله بن مسلم الفهرى عن اسماعيل ابن سلمه عنه قال الحاكم : وهو صحيح ورواه الشيخ ابو بكر الاجرى ايضاً من طريق آخر من حديث عبد الرحمن بن ابى الزناد عن ابيه موقوفاً عليه ، وقال حدثنا هارون ابن يوسف التاجر حدثنا ابو مروان العثماني حدثنى ابو عثمان بن خالد عن عبد الرحمن بن ابى الزناد عن ابيه انه قال ((من الكلمات التى تاب الله بها على آدم قال : الهم أسالك بحق محمد عليك قال الله تعالى : وما يدريك ما محمد ؟ قال : يا رب رفعت راسى فرأيت مكتوباً على عرشك : لا اله الا الله محمداً رسول الله فعلمت انه اكرم خلقك)) قلت ((أي شيخ الاسلام بن تيمية)) ورواية الحاكم لهذا الحديث مما انكر عليه فانه نفسه قد قال فى كتاب المدخل الى معرفة الصحيح من السقيم : عبد الرحمن ابن يزيد بن أسلم روى عن أبيه أحاديث موضوعه لا تخفى على من تأملها من اهل الصفه ، أن الحمل فيها عليه فقلت وعبد الرحمن بن زيد ابن اسلم ضعيف باتفاقهم يغلط كثيراً ضعفه احمد ابن حنبل وابو زرعه وابو حاتم والنسائي والدار قطني وغيرهم وقال ابو حاتم ابن حبان : كان يقلب الاخبار وهو لا يعلم ، حتى كثر ذلك من روايته من رفع المراسيل واسناد الموقوف فاستحق الترك واما تصحيح الحاكم لمثل هذا الحديث وامثاله فهذا مما انكره عليه ائمة العلم بالحديث وقالوا : إن الحاكم يصحح أحاديث وهى موضوعه مكذوبة عند اهل المعرفة بالحديث كما صحح حديث زريب بن برثملى الذى فيه ذكر وحى المسيح ، وهو كذب باتفاق اهل المعرفة كما بين ذلك البيهقى وابن الجوزى وغيرها وكذلك أحاديث كثيرة فى مستدركه يصححها وهى عند ائمة العلم بالحديث موضوعه ومنها يكون موقوفا يرفعه ولهذا كان اهل العلم بالحديث لا يعتمدون على مجرد تصحيح الحاكم وان كان غالب ما يصححه فهو صحيح لكن هو فى المصححين بمنزلة الثقة الذى يكثر غلطه وان كان الصواب اغلب عليه وليس فيمن يصحح الحديث اضعف من تصحيحه بخلاف ابى حاتم بن حبان البستى فان تصحيحه فوق تصحيحه فوق تصحيح الحاكم واجل قدراً وكذلك تصدحيح الترمزى والدارقطنى وابن خزيمه وابن منده وامثالهم فيمن يصحح الحديث فان هؤلاء وان كان فى بعض ما ينقلونه نزاع فهم اتقن فى هذا الباب من الحاكم . ولا يبلغ تصحيح الواحد من هؤلاء مبلغ تصحيح مسلم ولا يبلغ تصحيح مسلم مبلغ تصحيح البخارى بل كتاب البخارى اجل ما صنف فى هذا الباب والبخارى من اعرف خلق الله بالحديث وعلله مع فقهه فيه وقد ذكر الترمزى انه لم يرى احداً اعلم بالعلل منه انتهى كلامه رحمه الله)).
يواصل شيخ الاسلام ابن تيمية المولود عام 661هـ المتوفى سنة 728هـ فى دحض وكشف وبيان زيف الاحاديث التى جاءت فى مسالة المذكور فى آدم يذكره طائفة من المصنفين بغير اسناد وماهو مع جنسه مع زيادات أخر ، كما ذكر القاضي عياضى قال : وحكى ابو محمد المكى وابو الليث السمرقندى وغيرهما ((ان آدم عند معصيته قال ((اللهم بحق محمد اغفر لى خطيئتى قال ويروى تقبل توبتى – فقال الله له : من اين عرفت محمداً ؟ قال رأيت فى كل موضع فى الجنه مكتوباً : لا اله الا الله محمد رسول الله)) ويروى : محمد عبدى ورسولى فعلمت انه اكرم خلقك عليك فتاب عليه وغفر له)) ومثل هذا لا يجوز ان تبنى عليه الشريعه ولا يحتج به فى الدين باتفاق المسلمين فان هذا من جنس الاسرائيليات ونحوها التى لا تعلم صحتها الا بنقل ثابت عن النبى صلى الله عليه وسلم وهذه لو نقلها مثل كعب الاحبار ووهب به منبه وامثالهما ممن ينقل اخبار المبتدأ وقصص المتقدمين عن اهل الكتاب لم يجز ان يحتج بها فى دين المسلمين باتفاق المسلمين فكيف اذا نقلها من لا ينقلها لا من اهل الكتاب ولا عن ثقات علماء المسلمين بل انما ينقلها عمن هو عند المسلمين مجروح ضعيف لا يحتج بحديثه ، واضطرب عليه فيها اضطراباً يعرف به انه لم يحفظ ذلك ولا ينقل ذلك ولا ما يشبهه احد من ثقات على المسلمين الذين يعتمد على نقلهم ، وانما هى من جنس ما ينقله اسحاق بن بشر وامثاله فى كتب المبتدأ وهذه لو كانت ثابتة عن الانبياء لكانت شرعاً لهم وحينئذ فكان الاحتجاج بها مبنياً على ان شرع من قبلنا هو شرع لنا ام لا ؟ والنزاع فى ذلك مشهور لكن الذى عليه الائمه واكثر العلماء انه شرع لنا ما لم يرد شرعنا بخلافه ، وهذا انما هو فيما ثبت انه شرع من قبلنا من نقل ثابت عن نبينا صلى الله عليه وسلم او بما تواتر عنهم لا بما يروى على هذا الوجه ، فان هذا لا يجوز ان يحتج به فى شرع المسلمين احد من المسلمين ومن هذا الباب حديث ذكره موسى بن عبد الرحمن الصنعانى صاحب التفسير باسناده عن ابن عباس مرفوعا انه قال ((من سره ان يوعيه الله حفظ القرآن وحفظ اصناف العلك فليكتب هذا الدعاء فى اناء نظيف او فى صحف قوارير بعسل وزعفران وماء مطر ليشربه على الريق وليصم ثلاثة ايام وليكن افطاره عليه ويدعو به فى ادبار صلواته : ((اللهم انى اسالك بانك مسؤل لم يسال مثلك ولا يسال واسالك بحق محمد نبيك وابراهيم خليلك وموسى نبيك وعيسى روحك وكلمتك ووجيهك)) وذكر تمام الدعاء وموسي بن عبد الرحمن هذا من الكذابين قال ابو احمد بن عدى فيه منكر الحديث وقال ابو حاتم ابن حبان : دجال يضع الحديث ، وضع على ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس كتاباً فى التفسير جمعه من كلام الكلبى ومقاتل ويروى نحو هذا قال فيه يحى بن معين كذاب وقال الدارقطنى . متروك وقال ابن حبان كان مغفلاً يلقن فيتلقن فاستحق الشرك ويروى هذا عن عمر بن عبد العزيز عن مجاهد عن بن جبير عن بن مسعود بطريق اضعف من الاول ورواه ابو الشيخ الاصبهاني من حديث احمد بن اسحاق الجوهرى : حدثنا يوسف بن يزيد عن الزهرى ورفع الحديث قال : ((من سره ان يحفظ فليصم سبعه ايام وليكن افطاره فى اخر الايام السبعة على هؤلاء الكلمات)) قلت ((أى شيخ الاسلام)) وهذه الاسانيد مظلمة لا يثبت به اشئ وقد رواه ابو موسى المدينى فى اماليه وابو عبد الله المقدسي على عادة امثالهم فى رواية ما يروى فى الباب سواء كان صحيحاً او ضعيفاً كما اعتاده اكثر المتاخرين من المحدثين انهم يرون ما روى به الفضائل ويجعلون العهده فى ذلك على الناقل كما هى عادة المصنفين فى فضائل الاوقات والامكنة والاشخاص والعبادات كما يرويه ابو الشيخ الاصبهانى فى فضائل الاعمال وغيره حيث يجمع احاديث كثيرة لكثرة روايته ، وفيها احاديث كثيرة قوية صحيحه وحسنة واحاديث كثيرة ضعيفة موضوعة وواهية ، وكذلك ما يرويه خيثمه بن سليمان فى فضائل الصحابه وما يرويه ابو نعيم الاصبهانى فى فضائل الخلفاء فى كتاب مفرد وفى اول حليه الاولياء وما يرويه ابو الليث السمرقندى وعبد العزيز الكناني وابو على بن البناء وامثالهم من الشيوخ ، وما يرويه ابو بكر الخطيب وابو الفضل بن ناصر وابةو موسى المدينى وابو القاسم بن عساكر والحافظ عبد الغنى وامثالهم ممن لهم معرفة بالحديث فانهم كثيراً ما يرون فى تصانيغهم ما روى مطلقاً على عاداتهم الجارية ليعرف ما روى ف ىذلك الباب لا ليحتج بكل ما روى وقد يتكلم احدهم على الحديث ويقول غريب ومنكر وضعيف وقد لا يتكلم وهذا بخلاف ائمة الحديث الذين يحتجون به ويبنون عليه دينهم مثل مالك بن انس ، وشعبة بن الحجاج ويحى بن سعيد القطان وعبد الرحمن ابن مهدي وسفيان بن عيينه ، وعبد الله بن المبارك ،ووكيع بن الجراح والشافعى واحمد بن حنبل واسحاق بن راهويه وعلى بن المدينى والبخارى وابى زرعة وابى حاتم وابى داؤد ومحمد بن نصر المروزى وابن حزيمه وابن المنذر وداؤد بن على ، ومحمد بن جرير الطبرى وغير هؤلاء فان هؤلاء الذين يبنون الاحكام على الاحاديث يحتاجون ان يجتهدوا فى معرفة صحيحها وضعيفها وتمييز رجالها . وكذلك الذين تكلموا فى الحديث والرجال ليميزوا بين هذا وهذا لاجل معرفة الحديث كما يفعل ابو احمد بن عدى ، وابو حاتم البستى ، وابو الحسن الدار قطنى وابو بكر الاسماعيلى ، وكما يفعل ذلك ابو بكر البيهقى وابو اسماعيل الانصارى وابو القاسم الزنجانى وابو عمر بن عبد البر وابو محمد بن حزم وامثال هؤلاء . فان بسط هذه الامور له موضع اخر ولم نذكر من لا يروى باسناد مثل كتاب وسيلة المتعبدين لعمر الملا الموصلى وكتاب الفردوس لشهر يار الديلمى وامثال ذلك – فإن هؤلاء دون دون هؤلاء الطبقات وفيما يذكرونه من الكذيب امر كبير والمقصود هنا ليس فى هذا الباب حديث واحد مرفوع الى النبى صلى الله عليه وسلم يعتمد عليه فى مسالة شرعية باتفاق اهل المعرفة بحديثة بل المروى فى ذلك انما يعرف اهل المعرفة بالحديث انه من الموضوعات اما تعمدا من واضعه واما غلطاً منه وفى هذا الباب آثار عن السلف اكثرها ضعيفه فمنها حديث الاربعه الذين اجتمعوا عند الكعبة وسالوا وهم عبد الله ومصعب ابنا الزبير وعبد الله بن عمر وعبد الملك بن مروان ، ذكره ابى الدنيا فى كتاب مجاني الدعاء ورواه من طريق اسماعيل بن ابان الفنوى عن سفيان عن طارق بن عبد العزيز عن الشعبى انه قال : ((لقد رايت عجباً ! كنا بغناء الكعبة انا وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير ومصعب بن الزبير وعبد الملك بن مروان فقال القوم بعد ان فرغوا من حديثهم ليقم كل رجل منكم فليأخذوا بالركن اليماني وليسال الله حاجته فانه يعطى من سعة ثم قالوا قم يا عبد الله بن الزبير فانك اول مولود فى الاسلام بعد الهجرة فقام فأخذ بالركن اليماني ثم قال : ((اللهم انك عظيم ترجى لكل عظيم اسالك بحرمة وجهك وحرمة عرشك وحرمة نبيك الا تميتنى من الدنيا حتى تولينى الحجاز ويسلم على بالخلافة ثم جاء فجلس ثم قام مصعب فأخذ بالركناليمانى ثم قال ((اللهم انك رب كل شئ واليك يصير كل شئ أسألك بقدرتك على كل شئ الا تميتنى من الدنيا حتى تولنى العراق وتزوجنى بسكينة بنت الحسين ثم قال عبد الملك بن مروان فأخذ بالركن اليماني ثم قال : ((اللهم رب السموات السبع ورب الارض ذات النبت بعقد القفر أسألك به عبادك المطيعون لامرك وأسألك بحقك على خلقك وبحق الطائفين حول عرشك)) ...الخ.
قلت ((اى شيخ الاسلام بن تيمية)) واسماعيل ابن ابان الذى روى هذا عن سفيان الثورى كذاب قال احمد بن حنبل : كتبت عنه : ثم حدث باحاديث موضوعة فتركناه وقال يحى بن معين : وضع حديثا على السابع من ولد العباس يلبس الخضرة ((يعنى المامون)) وقال البخارى ومسلم وابو زرعة والدار قطنى : متروك وقال الجوزانى ظهر منه على الكذب وقال ابو حاتم كذاب وقال بن حبان : يضع على الثقات وطارق ابن عبد العزيز الذى ذكر ان الثورى روى عنه لا يعرف من هو فان طارق بن عبد العزيز المعروف الذى روى عنه ابن عجلان ليس من هه الطبقة وقد خولف فيها فرواها ابو نعيم عن الطبرانى : حدثنا الاصمعى قال حدثنا عب الرحمن بن ابى الزناد عن ابيه قال: ((اجتمع فى الحجر مصعب وعروة وعبد الله ابناء الزبير وعبد الله بن عمر فقالوا: تمنوا فقال : عبد الله بن الزبير فأما أنا فأتمنى الخلافه وقال عروه أما أنا فأتمنى أمرة العراق والجمع بين عائشة بنت طلحه وسكينة بنت الحسين ، وقال عبد الله بن عمر : أما أنا فأتمنى المغفرة فنال كلهم ما تمنوا ولعل ابن عمر قد غفر له )) قلت هذا اسناد خير من ذاك الاسناد باتفاق اهل العلم وليس فيه سؤال بالمخلوقات وفى الباب حكاية عن بعض الناس انه رأى مناماً قيل فيه أدع بكذا وكذا ومثل هذا لا يكون دليلاً باتفاق العلماء .
يواصل شيخ الاسلام بن تيمية امير المؤمنين فى الحديث وعلله ورجاله فى دحض الاسانيد الضعيفة والموضوعه والمكذوبة التى يستدل بها الشيعة الروافض والصوفيه وأزيالهم من الاخوان المسلمين الضالين الخارجين فيقول شيخ الاسلام ما نصه : ((واما الحديث الذى يروى عن عبد الملك بن هارون ابن عنترة عن ابيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ((كانت يهود خيبر تقاتل قطفان فكلما التقوا هزمت اليهود فعاذت بهذا الدعاء : اللهم انا نسالك بحق محمد النبى الامي الذى وعدتنا ان تخرجه لنا اخر الزمان الا نصرتنا عليهم فكانوا اذا دعوا بهذا الدعاء هزموا قطفان فلما بعث النبى صل الله عليه وسلم كفروا به فانزل الله تعالى ((وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به)) وهذا الحديث رواه الحاكم فى مستدركه وقال ادت الضرورة الى اخراجه وهذا مما انكره عليه العلماء فان عبد الملك بن هارون من اضعف الناس وهو عند اهل العلم بالرجال متروك بل كاب وقد تقدم ما ذكره يحى بن معين وغيره من الائمه فى حقه . قلت وهذا الحديث من جملتها وكذلك الحديث الآخر الذى يرويه عن ابى بكر كما تقدم ومما يبين ذلك ان قوله تعالى ((وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا)) انما نزلت باتفاق اهل التفسير والسر فى اليهود المجاورين للمدينة اولاً كبنى قينقاع وقريظة والنضير . وهم الذين كانوا يحالفون الاوس والخزرج وهم الذين عاهدهم النبى صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ، ثم لما نقضوا العهد حاربهم فحارب اولاً بنى قينقاع ثم النضير وفيهم نزلت سورة الحشر – وثم قريظة عام الخندق فكيف يقال نزلت فى يهود خيبر وغطفان ؟ فإن هذا من كذب جاهل يحسن كيف يكذب ، ومما لم ينقله احد غير هذا الكذاب ولو كان هذا مما وقع لكان مما توفر دواعى الصادقين على نقله . ومما ينبقى ان يعلم ان مثل هذا اللفظ لو كان مما يقتضى السؤال به والاقسام به على الله تعالى لم يكن مثل هذا مما يجوز ان يعتمد عليه فى الاحكام لانه اولاً لم يثبت وليس فى الأية ما يدل عليه ولو ثبت لم يلزم ان يكون هذا شرعا لنا ، فإن الله تعالى قد أخبر عن سجود إخوة يوسف وأبوية له وأخبر عن الذين غلبوا على اهل الكهف انهم قالوا : ((لنتخذن عليهم مسجدا)) ونحن قد نهينا عن بناء المساجد على القبور ولفظ الاية انما فيه انهم كانوا يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا به كفروا به وهذا كقوله تعالى ((ان تستفتحوا فقد جاءكم الفتح)) والاستفتاح طلب الفتح وهو النصر ومنه حديث المأثور ان النبى صلى الله عليه وسلم كان يستفتح بصعاليك المهاجرين اى بدعائهم واخلاصهم ؟)) وهذا قد يكون بان يطلبوا من الله تعالى ان ينصرهم به عليهم لا لانهم اقسموا على الله وسالوا به ولهذا قال تعالى : ((فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين)) فلو لم ترد الاثار التى تدل على ان هذا معنى الاية لم يجز لاحد ان يحمل الاية على ذلك المعنى المتنازع فيه بلا دليل ، لانه لا دلاله فيها عليه فكيف وقد جاءت الاثار بذلك .! وكما تقدم ذكره عن اليهود من انهم كانوا ينصرون فقد بينا انه شاذ وليس هو من الاثار المعروفة فى هذا الباب فان اليهود لم يعرف انها غلبت العرب بل كانوا مغلوبين معهم ، وكانوا يحالفون العرب فيحالف كل فريق فريقاً كما كانت قريظة حلفاء الأوس وكانت النضير حلفاء الخزرج واما كون اليهود كانوا ينتصرون على العرب فهذا لا يعرف بل المعروف خلافه والله تعالى قد أخبر بما يدل على ذلك فقال تعالى((ضربت عليهم الذله اينما ثقفوا الا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بانهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الانبيا بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون)) فاليهود من حيث ضربت عليهم الذله اينما ثقفوا الا بحبل من الله وحبل من الناس لم يكونوا بمجردهم ينتصرون لا على العرب ولا غيرهم ، وانما كانوا يقاتلون مع حلفائهم قبل الاسلام والذله ضربت عليهم من حيث بعث المسيح عليه السلام فكذبوه قال تعالى ((يا عيسى انى متوفيك ورافك الى ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبوعك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة)) فاذا لم يكن الصحابه كعمر بن الخطاب وغيره فى صيانة صلى الله عليه وسلم وبعد موته يقسمون بذاته بل انما كانوا يتوسلون بطاعته او بشفاعته فكيف يقال فى دعاء المخلوقين الغائبين والموتى وسؤالهم من الانبياء والملائكة وغيرهم وقد قال تعالى(قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محذورا)) قالت طائفة من السلف كانوا اقوام يدعون الملائكة والانبياء كالمسيح وعزيز وغيرهما فنهى الله عن ذلك واخبر الله ان هؤلاء يرجون رحمة الله ويخافون عذابه ويتقربون اليه وانهم لا يملكون كشف الضر عن الداعين ولا تحويله عنهم وقد قال تعالى ((ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوه ثم يقول للناس كونوا عبادا لى من دون الله ولكن كانوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين ارباباً ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون)) ولهذا نهى النبى صلى الله عليه وسلم ان يتخذو قبره مسجد وأن يتخذ عبداً وقال فى مرض موته ((لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد )) يحذر ما صنعوا )) اخرجاه فى الصحيحين وقال ((اللهم لا تجعل قبرى وثناً يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مسجد)) رواه مالك فى موطئه ....وهذا تحقيق التوحيد مع أنه صلى الله عليه وسلم أكرم الخلق على الله وأعلاهم منزلة عند الله .
ثانياً : قوله أى المفترى المدعوا أحمد عبد الرحيم عاقبه الله بما يستحق الاتى نصه : ((والى هذا التوسل أشار الامام مالك رضى الله عنه للخليفه المنصور وذلك لم حج المنصور وزار قبر النبى صلى الله عليه وسلم سال الامام مالك رضى الله عنه وهو بالمسجد النبوى فقال لمالك يا ابا عبد الله استقبل القبله وادعوا ام استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وادعوا فقال له الامام مالك رضى الله عنه لم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة ابيك آدم الى الله تعالى بل استقبل واستشفع الله فيك قال الله تعالى ((ولو انهم اذا ظلموا انفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما)) ذكره القاضى عياض فى الشفاء وساقه باسناد صحيح وذكره الامام السبكى فى شفاء السقام))أهـ. الى اخر افتراءاته المكشوفه والبليده والمكذوبه.
قال شيخ الاسلام بن تيميه داحضاً اسناد هذه الحكايه التى تنب الى الامام مالك رحمه الله ما نصه : ((والحكايه التى تذكر عن مالك انه قال للمنصور لما ساله عن استقبال الحجرة فامره بذلك وقال ((هو وسيلتك ووسيلة ابيك آدم)) كذب على مالك ليس لها اسناد معروف وثم اورد شيخ الاسلام رواية القاضى عياض المذكوره أنفاً وقال ما نصه: ((وهذا كله نقله القاضي عياض من كتب أصحاب مالك المعروفه ثم ذكر الحكاية باسناد غريب منقطع رواها من غير واحد إجازة قالوا: حدثنا ابو العباس احمد بن عمر بن دلهات قال حدثنا ابو الحسن عبد الله بن المنتاب حدثنا يعقوب بن اسحاق بن ابى اسرائيل حدثنا بن حميد قال ناظر ابو جعفر امير المؤمنين مالكاً فى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له مالك يا امير المؤمنين لا ترفع صوتك فى هذا المسجد فان الله ادب اقواما فقال: ((لا ترفعوا اصواتكم عند رسول الله)) الاية وذم قوما فقال ((ان الذين ينادونك من وراء الحجرات)) الاية وان حرمته ميتاً كحرمته حياً فإستكان لها ابو جعفر فقال يا ابا عبد الله استقبل القبله وادعوا ؟ ام استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ((لم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة ابيك آدم عليه السلام الى الله يوم القيامة ؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعك الله قال الله تعالى ((ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاءؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيماً)) قلت : ((أي شيخ الاسلام بن تيمية )) وهذه الحكايه منقطعة فان محمد بن حميد الرازى لم يدرك مالكاً لاسيما فى زمن ابى جعفر المنصور فإن ابا جعفر توفى بمكه سنة ثمان وخمسين ومائه وتوفى مالك سنة تسع وسبعين ومائة وتوفى محمد بن حميد الرازى سنة ثمان واربعين ومائتين ولم يخرج من بلده حين رحل فى طلب العلم الا وهو كبير مع ابيه وهو مع هذا ضعيف عند اكثر اهل الحديث كذبه ابو زرعه وابن واره وقال صالح بن محمد الاسدى ما رايت احداً اجرأ على الله منه واحذق بالكذب منه وقال يعقوب بن شيبه كثير المناكير وقال النسائي ليس بثقه وقال بن حبان ينفرد عن الثقات بالمقلوبات وآخر من روى الموطأ عن مالك هو ابو مصعب وتوفى سنة اثنتين ومائتين . وآخر من روى عن مالك على الاطلاق هو ابو حزيفه احمد بن اسماعيل السهمى توفى سنة تسع وخمسين ومائتين . وفى الاسناد ايضاً من لا تعرف حاله . وهذه الحكاية لم يذكرها احد من اصحاب مالك المعروفين بالاخذ عنه ، ومحمد ابن حميد ضعيف عند اهل الحديث اذا اسند فكيف اذا ارسل حكايه لا تعرف الا من جهته ! هذا ان ثبتت عنه ، واصحاب مالك متفقون على انه بمثل هذا النقل لا يثبت عن مالك قول له فى مسالة فى الفقه بل اذا روى عنه الشاميون كالوليد بن مسلم ومروان ابن محمد الطاطرى ضعفوا رواية هؤلاء ، وانما يعتمدون على رواية المدنيين والمصريين ، فكيف بحكايه تناقضل مذهبه المعروف عنه من وجوه رواها واحد من الخرسانيين لم يدركه وهو ضعيف عند اهل الحديث ؟ مع ان قوله ((هو وسيلتك ووسيلة ابيك آدم عليه السلام الى يوم القيامه)) انما يدل على توسل آدم وزريته به يوم القيامه وهذا هو التوسل بشفاعته يوم القيامة وهذا حق كما جاءت به الاحاديث الصحيحه حيث يأتي الناس يوم القيامه آدم ليشفع لهم فيردهم آدم الى نوح ثم يردهم نوح الى ابراهيم وابراهيم الى موسى وموسي الى عيسى ويردهم عيسى الى محمد صلى الله عليه وسلم فانه كما قال ((انا سيد ولد آدم يوم القيامه ولا فخر آدم فمن دونه تحت لوائي يوم القيامه ولا فخر)) ولكنهما مناقضة لمذهب مالك المعروف من وجوه احدهما : قوله ((استقبل القبلة وأدعوا ام استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وادعوا؟)) فان المعروف عن مالك وغيره من الائمة وسائر السلف من الصحابة والتابعين ان الداعي اذا سلم على النبى صلى الله عليه وسلم ثم اراد ان يدعو لنفسه فانه يستقبل القبر عند السلام على النبى صلى الله عليه وسلم والدعاء له . هذا قول اكثر العلماء كمالك فى إحدى الروايتين والشافعى واحمد وغيرهم وعند اصحاب ابى حنيفة لا يستقبل القبر وقت السلام عليه ايضاً ثم منهم من قال يجعل الحجرة على يساره – وقد رواه بن وهب عن مالك – ويسلم عليه ايضاً ومنهم من قال : يستدير الحجرة ويسلم عليه وهذا هو المشهور عندهم ، ومع هذا فكره مالك ان يطيل القيام عند القبر لذلك قال القاضى عياض فى المبسوط عن مالك قال : ((لا ارى ان يقف عند قبر النبى صلى الله عليه وسلم يدعو ، ولكن يسلم وبمعنى )) قال : وقال نافع كان بن عمر يسلم على القبر ، رايته مائة مرة او اكثر يجئ الى القبر فيقول : ((السلام على النبى صلى الله عليه وسلم السلام على ابى بكر السلام على ابى . ثم ينصرف وروى واضحاً يده على مقعد النبى من المنبر ثم وضعها على وجهه قال : وعن ابن ابى قسيط والمنبر التى تلقاء القبر بميامنهم ثم استقبلوا القبلة يدعون ابن عمر يقف على قبر النبى صلى الله عليه وسلم وعلى ابى بكر وعمر وعند ابن القاسم والقصبنى ويدعوا لابى بكر وعمر قال مالك فى رواية بن وهب : يقول السلام عليك ايها النبى ورحمة الله وبركاته وقال فى المبسوط : ويسلم على ابى بكر وعمر قال ابو الوليد الباجي : وعندى ان يدعو للنبى صلى الله عليه وسلم بلفظ الصلاة ولابى بكر وعمر بلفظ السلام لما فى حديث ابن عمر من الخلاف وهذا الدعاء يفسر الدعاء المذكور فى رواية ابن وهب قال مالك فى رواية ابن وهب اذا سلم على النبى صلى الله عليه وسلم ودعاء يقف ووجهه الى القبر لا الى القبله ويدنو ويسلم ولا يمس القبر فهذا هو السلام عليه والدعاء له بالصلاة عليه كما تقدم تفسيره وكذلك كل دعاء ذكره اصحابه كما ذكر بن حبيب فى الواضحه وغيره قال وقال مالك فى المبسوط : ((وليس يلزم من دخل المسجد وخرج من أهل المدينة الوقوف باقلبر ، وانما ذلك للغرباء ، وقال فيه ايضاً : ((ولا باس لمن قدم من سفر او خرج الى سفر ان يقف على قبر النبى صلى الله عليه وسلم فيصلى عليه ويدعو له ولابى بكر وعمر قيل له فان ناس من اهل المدينة لا يقدمون من سفر ولا يريدونه يفعلون ذلك فى اليوم مرة أو أكثر وربما وقفوا فى الجمعة او الايام المرة والمرتين عند القبر فيسلمون يدعون ساعه فقال مالك : ((لم يبلغنى هذا عن اهل الفقه ببلدنا وتركه واسع ولا يصلح آخر هذه الامه الا ما اصلح اولها ولم يبلغنى عن اول هذه الامه وصدرها انهم كانوا يفعلون ذلك ويكرهـ الا ن سفر او اراده)) قال ابن القاسم : ورأيت اهل المدينة اذا خرجوا منها او دخلوا أتوا القبر فسلموا قال ولذلك راى قال ابو وليد الباجي ((فرق بين اهل المدينة والغرباء لان الغرباء قصدوا لذلك واهل المدينة مقيمون بها لم يقصدوها من اجل القبر والتسليم .قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((الهم لا تجعل قبرى وثناً يعبد )) : ((اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد )) قال النبى صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا قبرى عيداً)) قال ومن كتاب احمد بن شعبة فيمن وقف بالقبر لا يلتصق به ولا يسمه ولا يقف عنده طويلاً ، وفى ((العتبية)) يعنى عن مالك يبدأ بالركوع ((اى بتحية المسجد)) السلام فى مسجد النبى صلى الله عليه وسلم واحب مواضع التنفل مصلى النبى صلى الله ليه وسلم حيث العمود المخلق واما فى الفريضة فالتقدم الى الصفوف قال والتنفل فيه للغرباء احب الى من التنفل فى البيوت فهذا قول مالك واصحابه وما نقلوه عن الصحابه يبين انهم لا يقصدون القبر الا للسلام على النبى صلى الله عليه وسلم والدعاء له وقد كره مالك اطالة القيام كذلك وكره ان يفعله اهل المدينة كلما دخلوا المسجد وخرجوا منه وانما يفعل ذلك الغرباء ومن قدم من سفر او خرج له فانه تحيه للنبى صلى الله عليه وسلم فاما اذا قصد الرجل الدعاء لنفسه فانما يدعوا فى مسجده مستقبل القبلة كما ذكروا ذلك عن اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم ولم ينقل عن احد من الصحابه انه فعل ذلك عند القبر ببل لا ولا اطال الوقوف عند القبر للدعاء للنبى صلى الله عليه وسلم فكيف بدعائه لنفسه ؟ واما دعاء الرسول وطلب الحوائج منه وطلب شفاعته عنده عنده قبره او بعد موته فهذا لم يفعله احد من السلف ، ومعلوم انه لو كان قصد الدعاء عند القبر مشروعاً لفعله الصحابه والتابعون وكذلك السؤال به فكيف بدعائه قوله ((استقبله واستشفع به)) كذب على مالك مخالف لاقواله واقوال الصحابه والتابعين وافعالهم التى يفعلها مالك واصحابه ونقلها سائر العلماء ، اذ كان احد منهم لم يستقبل القبر للدعاء لنفسه فضلاً عن أن يستقبله ويستشفع به يقول له يا رسول الله اشفع لى او ادع لى او يشتكي اليه المصائب فى الدين والدنيا او يطلب منه او من غيره من الموتى من الانبياء والصالحين او من الملائكه الذين لا يراهم ان يشفعوا له او يشتكي اليهم المصائب فان ها كله من فعل النصاري وغيرهم من المشركين ومن ضاهاهم من مبتدعه هذه الامه ليس هذا منقول السابقين الاوليين من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم بإحسان ولا مما امربه أحد من ائمة المسلمين وان كانوا يسلمون عليه اذ كان يسمع السلام عليه من القريب ويبلغ سلام البعيد وقد احتج احمد وغيره بالحديث الذى رواه احمد وابوداؤد باسناد جيد من حديث حيوة بن شريح المصرى حدثنا ابو صخر عن يزيد بن قسيط عن ابى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: ((ما من احد يسلم على الا رد الله على روحى حتى ارد عليه السلام)).
وهذا الحديث اعتمد الائمه فى الاسلام عليه عند قبره صلوات الله وسلمه عليه فان احاديث زيارة قبره كلها ضعيفه لا يعتمد على شئ منها فى الدين ولهذا لم يرو اهل الصحاح والسنن شيئاً منها وانما يرويها من يروى الضعاف كالدارقطنى والبزار وغيرهما . واجود حديث فيها ما رواه عبد الله بن عمر العمرى وهو ضعيف والكذب ظاهر عليه مثل قوله من زارنى بعد مماتى فكأنما زارنى فى حياتي)) فان هذا كذب ظاهر مخالف لدين المسلمين فان من زارة فى حياته وكان مؤمناً به كان من اصحابه لا سيما ان كان من المهاجرين اليه المجاهدين معه وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه قال : ((لا تسبوا اصحابى فو الذى نفسي بيده لو انفق احدكم مثل احد ذهباً ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه)) اخرجاه فى الصحيحين والواحد من بعد الصحابه لا يكون مثل الصحابه باعمال مامور بها واجبه باتفاق المسلمين بل ولا شرع السفر اليه بل هو منهي عنه واما السفر الى مسجده للصلاة فيه والسفر الى المسجد الاقصى للصلاة فيه فهو مستحب والسفر الى الكعبه للحج فواجب فلو سافر احد السفر الواجب والمستحب لم يكن مثل واحد من الصحابة الذين سافروا اليه فى حياته فكيف بالفر المنهى عنه وقد اتفق الائمه على انه لو نزر ان يسافر الى قبره صلوات الله وسلامه عليه او قبر غيره من الانبياء والصالحين لم يكن عليه ان يوفى بنذره بل ينهى عن ذلك ولو نذر السفر الى مسجده والمسجد الاقصى للصلاة فيه ففيه قولان للشلفعى اظهرهما عنه يجب ذلك وهو مذهب مالك واحمد والثاني لا يجب من النذر الا ما كان واجبا بالشرع واتيان هذين المسجدين ليس واجباً بالشرع فلا يجب بالنذر عنده. الى ان قال رحمه الله : فان زيارة قبور الانبياء وسائر المؤمنين على وجهين كما تقدم ذكره زيارة شرعية وزيارة بدعية فالزيارة الشرعية يقصد بها السلام عليهم والدعاء لهم كما يقصد الصلاة على احدهم اذا مات فيصلى عليه صلاة الجنازة فهذه الزيارة الشرعية والثاني ان يزورها كزيارة المشركين واهل البدع لدعاء الموتى وطلب الحاجات منهم او لاعتقاده ان الدعاء عند قبر احدهم افضل من الدعاء فى المساجد والبيوت ، او ان الاقسام بهم على الله وسؤاله سبحانه بهمامر مشروع يقتضى اجابه الدعاء فمثل هه الزياره بدعه منهى عنها فاذا كان لفظ ((الزيارة)) مجمل يحتمل حقاً وباطلاً عدل عنه الى لفظ لا لبس فيه كلفظ ((السلام)) عليه ولم يكن لاحد ان يحتج على مالك بما روى فى زيارة قبره او زيارته بعد موته فان هذه كلها احاديث ضعيفه بل موضوعه لا يحتج بها بشئ منها فى احكام الشريعه . والثابت عنه صلى الله عليه وسلم انه قال : ((ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنه)) هذا هو الثابت فى الصحيح ولكن بعضهم رواه بالمعنى فقال ((قبرى)) وهو صلى الله عليه وسلم حين قال هذا القول لم يكن قد قبر بعد صلوات الله عليه ، ولهذا لم يحتج بهذا احد منالصحابه انما تنازعوا فى موضع دفنه ولو كان هذا عندهم لكان نصاً فى محل النواع ولكن دفن فى حجرة عائشة فى الموضع الذى مات فيه بابى هو وامى صلوات الله عليه وسلامه ثم لما وسع المسجد فى خلافة الوليد بن عبد الملك وكان نائبه على المدينة عمر بن عبد العزيز امره ان يشترى الحجر ويزيدها فى المسجد من حينئذ وبنوا الحائط البراني مسسنما محرفاً فانه ثبت فى صحيح مسلم من حديث ابى مررشد الفنوى انه قال صلى الله عليه وسلم ((لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا اليها)) لان ذلك يشبه السجود لها ، وان كان المصلى يقصد الصلاة للهسبحانه والدعاء له انتهى كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بنصه .
اخى القارئ تامل ثم تامل جيداً فى كلامشيخ الاسلام بن تيمية المتقدم وانظر كيف انه دحض الروايات التى ذكرها المبتدعة امثال المدعوا احمد عبد الرحيم ومحمد احمد حامد وشيخهما على زين العابدين الصوفى الشيعى السوداني الجاهل والمدعوا الرافضي جعفر سبحانى من على شاكلتهم من اهل البدع والضلال وبين شيخ الاسلام ابن تيمية كما قرأتم ورايتم بان كل الاحاديث التى جاءت فى مسالة سؤال الله بحق الانبياء او الاولياء احاديث موضوعه ومكذوبه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرر شيخ الاسلام ذلك على ضؤ اصول على الحديث وقواعده المتينه التى يجهلها الشيعة والصوفيه ومن نحا نحوهم من الاخوان المسلمين من قطبين وسرورين وعمرانيين ترابيين والله المستعان.
يواصل المفترى المدعو احمد عبد الرحيم الصوفى التجانى السودانى فى ضلاله وزيفه ويستدل بحديث ضعيف موضوع كعادته وعاده غيره من الروافض الهالكين فيقول ما نصه : ((ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم اغفر لامى فاطمه بنت اسد ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والانبياء الذين من قبلى وهذا اللفظ قطعة من حديث طويل رواه الطبراني فى الكبير والاوسط وابن حبان والحاكم وصحوه عن انس بن مالك )) قلت فى اسناد فى هذا الحديث روح بن صلاح المصرى هو ضعيف كما سياتى من كلام علماء الجرح والتعديل وقال المحدث محمد بشير السهسوانى فى معرض رد على دخلان لما اورد هذا الحديث م انصه قال الذهبىفى الميزان : روح بن صلاح المصرى يقال له ابن شبابه ضعفه ابن عدى يكنى ابا الحارث وقد ذكره بن حبان فى الثقات وقال الحاكم ثقة مأمون أهـ فقد علم بذلك ان فى سنده روح بن صلاح المصرى وهو ضعيف ضعفه بن عدي وهو داخل فى القسم المعتدل من اقسام من تكلم فى الرجال كما فى فتح المغيث للسخاوى ولا اعتداد بكر ابن حبان له فى الثقات فان قاعدته معروفة من الاحتجاج بمن لا يعرف كما فى الميزان وقد تقدم كذلك لا اعتداد بتوثيق الحاكم وتصحيحه فانه داخل فى القسم المتسمح قال السحاوى : وقسم منهم متسمح كالترمزى والحاكم أهـ قال السيوطى تدريب الراوى وهو متساهل فما صححه ولم نجد فيه لغيره من المعتمدين تصحيحاً ولا تضعيفاً حكمنا بانه حسن الا ان تظهر فيه عله توجب ضعفه )) انتهى كلام العلامه المحدث محمد بشير السهسواني فى دحضه لشبة دخلان لما اورد هذا الحديث الذى ذكره المفترى المدعوا احمد عبد الرحمن السوداني ويواصل المفترى احمد عبد الرحيم السوداني فى ايراد الاحاديث الضعيفه والموضوعه ليقرر التوسل بذوات المخلوقين وبحق الانبياء والاولياء فيقول ما نصه ((وكذا من ادلة التوسل مرثية صفية رضى الله عنها عمة رسول الل صلى الله عليه وسلم فأنها رثته بعد وفاته صلى الله عليه وسلم بابيات فيها قولها:
الا يا رسول الله انت رجاؤنا *** وكنت بنابرا ولم تك جافيا
ففيها النداء بعد وفاته من قولها وانت رجاؤنا وسمه تلك المرثية الصحابة رضى الله عنهم ولم ينكروا عليه قولها يا رسول الله انت رجاؤنا )) نقول هذه الشبهات التى يشيرها المفترى احمد عبد الرحيم وأمثاله من الصوفيه والروافض هى مثيل الشبهات والاباطيل التى روجها المفترى احمد بن زينى دخلان فدحض شبهاته وضلالاته وجهالاته العلامه المحدث محمد بشير السهسوانى الهندي فى كتابه القيم الذى بعنوان ((صيانة الانسان عن وسوسة الشيخ دخلان)) ويقول المحدث محمد بشير رحمه الله مبيناً ضلال دخلان وجهله المركب بعلم الحديث ما نصه: ((فانى وقفت على الرساله التى جمعها الشيخ احمد بن زينى دخلان انقذة الله من دخلان الخزلان وسماها ((الدرر السنية فى الرد على الوهابية)) ورايت مؤلفها يدعي فى دباجة رسالته الباطلة الساقطة الدنيه الردية انه جمع فيها ما تمسك به اهل السنة فى زيارة النبى صلى الله عليه وسلم والتوسل به من الدلائل والحجج القوية من الاات والاحاديث النبوية فتعجبت منه التعجب الصراح كيف وليس فى الباب حديث واحد حسن فضلاً عن الصحاح فتاملت فيها تامل الناقد البصير لكى اعلم انه هل هو صدق فى تلك الدعوى ام كذب كذب المجادل الضرير فوجدت دعواها عارية من لباس الصدق والحق المبين محلاة بحلية الزور والكذب والباطل المهين فانه ليس فيها من الاحاديث الا ما اورده التقى السبكى وفى شفاء الاسقام)) وهى دائرة بين الاحتمالات الثلاثة السقام اما موضوعة عماتها ايدى الوضاع اللئام او ضعاف واهية رواها من وسم بمثل كثرة الغلط والخطاء والاوهام او شئ يسير من الصحيح والحسن فى زعمه قار عند افادة المرام كما بين ذلك كله الامام ابو عبد الله محمد بن احمد بن عبد الهادى فى ((الصارم المنكى)) وليس فيها من الايات والاحاديث الحسان ما يدل على المطلوب المحكى وكان حقا على المؤلف تعاطى واحد مما يذكر لئلا يعد كلامه مما يهجر وينكر ))أهـ ونقل الشيخ المحدث السهسوانى قول دخلان عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فنها رثته بعد وفاته صلى الله عليه وسلم بابيات فيها قولها الا يا رسول الله انت رجاؤنا وكنت بنا براً ولم تك جافياً ففيها النداء بعد وفاته مع قولها((وانت رجاؤنا )) وسمع تلك المرثية الصحابة رضى الله عنهم فلم ينكر عليها اح قولها ((يا رسول الله انت رجاؤنا )) قلت قد نقل المفترى نص كلام احمد بن زينى دخلان فى كتابه ((رسالة المحققين فى الرد على الجهلاء الضالين)) وهى فى الحقيقة رسالة الجاهلين الضالين)) نقول فى الرد على هذا الجاهل هذا الحديث رواه عروة عن صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه الرواية رواية مرسلة ومنقطعة كما سياتى وقد رواه الطبرانى وحسنه صاحب مجمع الزوائد ونقول وانى له الحسن وعرة ولد بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم بتسع عشرة سنة فانه ولد سنة 29 هـ كما فى التهذيب ((أى تهذيب التهذيب)) للحافظ بن حجر رحمه الله ونحوه فاذا كان روايته عن ابيه مرسله فكيف روايته عن ام ابيه فى قصة وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم التى ولد بعدها بتسع عشرة سنة؟ فهى رواية منقطعة مرسلة )) أهـ ونقول للمفترى ان ها الاثر وان صح ولكن انى ذلك دونه خرط القتاد فهو اى ها الاثر ليس فيه دليل على التوسل البدعى المنهى عنه ((فان لفظ الرجاء بمعنى التوقع والامل)) يقول الشيخ المحدث السهسواني داحضاً مزاعم دخلان وامثاله من الروافض لما اوردوا ها الاثر ما نصه : ((ليس فيه دليل على التوسل المنهى عنه فان لفظ الرجاء بمعنى التوقع والامل يقال رجوته ارجوه رجواً ورجاوة وقال فى القاموس : الرجاء ضد اليأس كالرجو والرجاءة والرجاوة والترجى والارتجاء والترجية . وقال فى الصحاح والرجاء من الامل ممدود يقال رجوت فلاناً رجواً ورجاء ورجاوه أهـ ((ولا يخفى عليك)) ان الرجاء بمعنى التوقع والامل مصدر او اسم مصدر لا يصح حمله على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالموطأة فاذا هو اما مبنى للفاعل او للمفعول لا سبيل الى الاحتمال الاول وهذا ظافر فتعين الثاني كما فى قوله تعالى فى سورة هود : ((قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجواً قبل هذا ...)) قال البيضاوى تحت هذه الاية لما نرى فيك من مخايل الرشد والسداد ان تكون لنا سيداً ومستشاراً فى الامور وفى فتح البيان ((اى كنا نرجو ان تكون فينا سيداً مطاعاً ننتفع برايك ونسعد بسعادتك لما نرى فيك من مخايل الرشد والسداد لانه كان من قبيلتهم وكان يعين ضعيفهم ويغنى فقيرهم))أهـ ولكن لا بد من ان يعلم هناك ان من الرجاء ما هو مختص بالله تعالى بمعنى ان المرجوا فيه لا يصلح الا لله تعالى كرجاء كشف ضر والسؤ وتحويله واجابة المضطر اذا دعاه وانزال الماء من السماء وشفاء المريض وبسط الرزق واعطاء الاولاد ومغفرة الزنوب وغيرها مما لا يقدر عليه الا الله تعالى وهذا الرجاء هو الذى اثنى الله تعالى على فاعلية فى قوله تعالى: ((اولئك الذين يبتغون الى ربهم
عدل سابقا من قبل أبو عائشة إسماعيل خيرى في الأحد ديسمبر 16, 2012 3:40 am عدل 1 مرات (السبب : خطأ مطبعى)
مواضيع مماثلة
» الجزء الثانى : دحض ضلالات أحمد عبد الرحيم الفكى الصوف التجانى السودانى مؤلف كتاب ( رسالة المحققين فى الرد على الجهلاء الضالين )
» الجزء الثالث تأليف أبو ربيع إسماعيل خيرى: دحض ضلالات أحمد عبد الرحيم الفكى الصوف التجانى السودانى مؤلف كتاب ( رسالة المحققين فى الرد على الجهلاء الضالين )
» الجزء الاول: دحض سفسطات الصوفى الختمى محمد احمد صاحب كتاب (براءة الشيعة من مفتريات الوهابية )
» الشيخ سليمان بن عبد الوهاب صاحب كتاب (الصواعق الإلهية فى الرد على الوهابية قد رجع من عقيدته
» الدرر البازية السلفية فى دحض ضلالات فرق التكفير القطبية تأليف أبو ربيع إسماعيل خيرى الجزء الأول خيرى الجزء الأول خيرى
» الجزء الثالث تأليف أبو ربيع إسماعيل خيرى: دحض ضلالات أحمد عبد الرحيم الفكى الصوف التجانى السودانى مؤلف كتاب ( رسالة المحققين فى الرد على الجهلاء الضالين )
» الجزء الاول: دحض سفسطات الصوفى الختمى محمد احمد صاحب كتاب (براءة الشيعة من مفتريات الوهابية )
» الشيخ سليمان بن عبد الوهاب صاحب كتاب (الصواعق الإلهية فى الرد على الوهابية قد رجع من عقيدته
» الدرر البازية السلفية فى دحض ضلالات فرق التكفير القطبية تأليف أبو ربيع إسماعيل خيرى الجزء الأول خيرى الجزء الأول خيرى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى