الجزء الثانى (تحذير أنصار السنة و السلفيين من إختراقات الدكتور عبد الحى يوسف و مجموعته التكفيريين
صفحة 1 من اصل 1
الجزء الثانى (تحذير أنصار السنة و السلفيين من إختراقات الدكتور عبد الحى يوسف و مجموعته التكفيريين
ونجد معالى الوزير محمد ابو زيد مصطفى فى لقاء مع قناة الجزيرة يقرر منهج السلفيين فى
الدعوة الى الله فيقول لما سئل هذا السؤال ((الجزيرة :معنى هذا ان جماعة انصار السنة ليست سياسية فى المقام الاول ؟ اجاب ((هى فى الحقيقة مدرسة تضع المجتمع المسلم فى أولوياتها , تريدان تصحح واقع الامة الاسلامية لان الامة الاسلامية بعد العهود الاخيرة تفرقت وتمزقت بسبب دخول البدع على هذه العلوم الاسلامية بالتالى نريد ان ننقى هذا المنهج لانه الاساس النظرى للامة وتبنى علية التطبيقات العملية فأذا كان الاساس غير سليم تبنى عليه تطبيقات غير
سليمة الى ان قال .... لكنها ((انصار السنة )) تدعو فى المقام الاول الى التوحيد توحيدالله سبحانه وتعالى وافراده بالعبادة تريد ان تكون الامة كلهاا فى عبادتها موحدة لله عزوجل بناءً على الاصول الاسلامية الكتاب والسنة على نهج السلف الصالح )(1) نقول ماقرره معالى الوزير من منهج الانبياء هومنهج السلفيين وفيه رد على منهج عبدالحى يوسف وابونارو وهذا هو المطلوب من كل سلفى الجزيرة: كيف تعرف لنا جماعة ما يسمى التكفير والهجرة ؟ فاجاب الشيخ محمد يمايلى نصه جماعة المسلمين أوما يسميهم الاعلام او يسميهم كثير الاسلامين جماعة التكفير والهجرة )) التكفير جاء لانهم يكفرون الحكام ويكفرون المجتمعات الى ان ........ نحن ليس منهجنا تكفير الاعيان والاشخاص وانما نحكم على الاقوال وهذه هى الطريقة الاسلامية )(2)وقال معالى الوزير محمد ابو زيد لما سئل السؤال التالى (( هل قامت حوارات مع هذه الجماعات ؟؟
فاجاب بما نصه ((الحوارات مع هؤلاء مستمرة يعنى هى قديمة ولا تزال مستمرة وستظل ان شاء الله لاننا نحن اصلآ مبدئنا مع الاخرين الحوار والنقاش والبيان والحجة استنادآالى ادلة كثيرة ((وجادلهم بالتى هى احسن )) ((ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتى هى احسن))((فقال له صاحبه وهو يحاوره اكفرت بالذى خلك من تراب ثم من))
نحن نجادلهم دائمآ ونناقشهم ونحاول ان نكشف لهم الحقائق ونبين لهم الشبهات التى أضلتهم كثير منهم قد تراجع عن هذه الفكر واهتدى والبعض الاخر سادر فى غيه وعناده واستمراره فى هذا الفكر ولكن الجماعة استطاعت بهذا البيان العلمى الواضح أن تحد من نشاطهم وأن تحد من تمددهم فى المجتمع ))(3)
ـــــــــــــــــــــــ
(1)مجلة الاستجابة العدد(63) نقلا عن لقاء تلفزيوني مع قناة الجزيرة مع الشيخ محمد أبوزيد
(2) المصدر السابق
(3) المصدر السابق 95
نقول لقد صدق معالى الوزير الشيخ محمد أبو زيد فيما قاله لاننى لازمته لسنين طويلة ....وكان دائمآ يرسلنى الى مناقشة الجماعات التكفيرية القطبية والى محمد عبد الكريم لمناقشة منهجه التكفيرى , وكان الشيخ محمد أبو زيد يمدنى بالبحوث العلمية التى ترد على شبهات التكفريين )) من الحق والانصاف ان نعترف له بهذه الجهود .
لا أدرى لماذا مع موفقه الصارم تجاه الجماعات التكفيرية استحسن فكرة السروريين فى دمج المدرستين الاخوانية و السرورية الا انه اخيرآ ولله الحمد انتقد منهجهم وفكرهم انتقادآ لاذعآ نحن معاشر السلفيين اتباع الامام محمد بن عبدالوهاب نقبل من معالى الوزير محمد أبو زيد ومن غيره اية جهود فى كشف ضلالات و انحرفات التكفير والهجرة ونعتقد ان كل من انتقد وكشف انحرفات الجماعات السرورية التكفيرية قد ناصر الدعوة السلفية من هذه المنطلق نحن نشجع معالى الوزير الشيخ محمد ابو زيد أن يواصل فى انتقاداته لفكرة السرورية ولا سيما فى مسائل التكفير و التفجير وان ينتقد أكثر فأكثر فكرتهم الفاشلة (( دمج مدرستى السلفية والاخوانية فى جماعة واحدة )) وان فى ذلك والله نصرة عظيمة للدعوة السلفية وفى المقابل نقول لمجموعة الشيخ أبوزيد اذا كنتم تدعون للسلفية بشدة وقوة كما تزعمون لماذا تتعاونون معهم فان تعاونكم مع مجموعة عبدالحى يوسف التكفيرية انما هو ضربة للدعوة السلفية وتشتيت لجهودها وتشتيت لصفوفها فان موقف محمد ابو زيد الذى تصفونه بأنه متساهل مع اهل البدع . وانه وانه فان موقفه تجاه السروريين التكفيريين وعلى راسهم عبد الحى يوسف ومجموعته أقوى وأشد من
موقفكم المتسامح والمتساهل مع عبدالحى يوسف وحزبه السرورى التكفييرى بحجة التعاون معه. نرجو من شيخنا ابو زيد و مجموعته اعادة النظر فى منهجهم الخاص فى مسألة التعاون مع السرورين التكفريين (( جماعة عبد الحى يوسف وابو نارو)) ونرجوا ان ينتقدوا موقفهم هذا واننا فى انتظار ذلك
هل السلفى معصوم لا يقع فى المعاصى:.
نقول كما قال شيخنا العلامة الامام عبد العزيز باز : ليس هنالك احد من المشايخ نبى ولا رسول بل كل يؤخذ من قوله ويرد عليه كما قال الامام مالك رضى الله عنه امام دار الهجرة (( كل يؤخذ من قوله ويرد عليه الا صاحب هذا القبر )) واشار الى قبر النبى صلى الله عليه وسلم . وهذا فى مسائل العلم والدين وكذلك السلفيين وهم اتباع النبى صلى الله عليه وسلم و الصحابة والتابعين وتابعيهم والائمة الاربعة ومن سار على مناهجهم ليسو امعصومون من المعاصى . و النبى صلى الله عليه وسلم اقام الحدود فى مجتمعه الطاهر النقى أقام حد الرجم على الزانى
96
ولماسب أحد الصحابة الزانية قال النبى صلى الله عليه وسلم قولته المشهورة (( والله انها تابت توبة لو قسمت على اهل المدينة لوسعتهم )) وأقام النبى صلى الله عليه وسلم حد الجلد على شارب الخمر وأقام حد السرقة ولما شفع بعض الناس فى ان يسقط هذا الحد قال النبى صلى الله عليه وسلم قولته الشهيرة (( ايم الله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها )) بل كان النبى صلى الله عليه وسلم يقيم الحد على شارب الخمر واذا سبه احد الصحابة كان يقول له لاتسبوه فانه يحب الله ورسوله . وذكر بن القيم رحمه الله فى ذالك قصة شيقة وهى ان ابا محجن الثقفى كان قد شارك فى معركة القادسية مع سعد بن ابى وقاص وكان ابو محجن يشرب الخمر ولما علم سعد بن أبى وقاص( رض)أن أبا محجن يشرب الخمرقيده حتى لايكون سببا فى هزيمة المسلمين فىالمعركة وكان أبومحجن ينفك كل يوم من قيوده ويركب البلقاء فرس سعد ابن أبى وقاص لأن سعدا كان مجروحا فكان يقاتل قتالا شديدا وكان سعد يتابع المجاهدين فيقول الفرس هو البلقاء والقتال قتال ابو محجن فكان ابو محجن مع شربه للخمر سببا لنصرة المسلمين فى تلك المعركة ولما علم سعد بذلك قال : والله لاأقيم عليك الحد بعد اليوم فرد عليه ابو محجن بقوله كنت اشرب الخمر فتقيم على الحد فأطهر اما الان فقد بهرجتمونى فأننى والله لن اشربها)) قال بن القيم معلقآ على فعل سعد بن ابى وقاص (( لعل سعد سلك حكمة التشريع فى معاملة ابو محجن للفائدة اكثر راجع كتاب بن القيم )) اعلام الموقعين )) فأنه كتاب نافع.
ذكر احد اخواننا الدعاة من انصار من السنة ا ن احد النا س اعتنق دعوة التوحيد والتزم بها الا انه كان مبتلى بشرب الخمر وذات يوم ركب سفينة فى البحر مع بعض عباد القبور فوجدهم ينادون غير الله و يستغيثون بغير الله من الموتى . فقام هذا الاخ المبتلى بشرب الخمر مع سكره يدعو الناس الى توحيد عزوجل واتباع سنة رسول الله فى العقيدة والمنهج بالادلة الشرعية من الكتاب والسنة قال مثل هذا الاخ كثير فى المجتمع . فيجب علينا ان نعينه على طاعة الله فأ نه يحب الله ورسوله ودليل حبه لله ورسوله دعوته لتوحيد الله وافراده وحده بالعبادة وكذلك دعوته الى اتباع النبى صلى الله عليه وسلم فيما أمر وطاعته فيما نهى عنه وزجر .
وفى المقابل نجد ا النبى صلى الله علي وسلم يحذر من مسلك الخوارج, وقال النبى صلى الله عليه وسلم لما قال ذو الخويصرة (( إتق الله))) وفى رواية (( ماهذه قسمة اريد بها وجه الله)) قال النبى صلى الله عليه وسلم سيخرج من ضئضئ هذا اقوام يحقر احدهم صلاته مع صلاتهم )
وقال النبى صلى الله عليه وسلم محذرآ من الخوارج وواصفآ لهم (( بأنهم كلاب النار )
(( وانهم شر من تحت اديم السماء )) وللشيخ العلامة سلمان بن عبد اللله ال الشيخ كلامآ يكتب
97
بماء الذهب فى هذا المقام فأليكم نص كلامه (( هذا ما قدمناه وقلناه والحق ماقاله بن القيم
ولكن لايخص بفهمه والعمل به الامن سبقت له من الله الحسنى والمقام الاسنى و العناية الربانية والسعادة الابدية , فأنه عنى بذلك ماعناه الائمة الاعلام الذين هم مصابيح الهدى والدين من سائر الأنام وهم الصحابة و التابعين لهم بأحسان كأبى حنيفة ومالك والشافعى واحمد والثورى و الاوزاعى وغيرهم من ائمة الدين حتى البخارى ومسلم , كلهم على ان المسلم لا يكفرون بذنب يفعله ولا يخرج من الملة كالقتل والزنا وشرب الخمر وقوله لأخيه المسلم ياكافر من غير اعتقاد بطلان دين الاسلام وسائر افعال المعاصى الا الشرك بالله الاكبر الذى لا يغفره الله تعالى كما حكاه بنص التنزيل , او استحلال ماحرمه الله او تحريم ماحلل كما قدمنا الكلام فيه وعلى هذا دل الكتاب والسنة وبه نطق أولو العلم والحكمة . قال تعالى (( وان طائفتان من المؤمنين اقتتلو فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفى الى امر الله .)) الى قوله (( انما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين أخويكم )) فسماهم مسلمين وجعلهم اخوة مع الأقتتال وبغى بعضهم علي بعض وقال تعالي في بيان الكفارة (( فتحرير رقبة مؤمنة )) ولو اعتق مذنبا أجزأ عتقه باجماع أهل العلم . وقد ثبت الزنا والسرقة وشرب الخمر علي اناس في عهد النبي (ص) فلم يحكم عليهم بالكفر الموجب للرد ة ولا قطع الموالاة بينهم وبين المسلمين بل جلد هذا ورجم هذا وقطع يد هذا وهو فى ذلك يستغفر لهم ويقول (( لا تكونوا اعوان الشياطين على أخيكم )) وفى البخارى (( عن عمر بن الخطاب (رضى الله عنهم) ان رجلآ يشرب الخمر يقال له عبدالله فأتى به شاربآ فلعنه رجل و قال ماأكثر ما يؤتى به فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم (( لا تلعنه فأنه يحب الله ورسوله )) ولما اتى ذو الخويصرة وهو رجل ناتئ الجبين غائر العينين كث اللحية وقال (( يامحمد أعدل فأنك لم تعدل ) ) فاراد بعض الصحابة قتله فقال النبى صلى الله عليه وسلم ((دعه فأنه يخرج من ضئضئ هذا اقوام يحقد احدهم صلالة مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقرائته مع قرائتهم يقرأون القرآن لايجاوز تراقيهم يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية)) وهذا الحديث فى الصحيحين وغيرهما فهذا العابد الظاهر للعبادة هو ومن اتبعه لما جانبوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واستغنوا بما معهم عنها وخالفوه وخالفوا الصحابة ودعوا الى بدعتهم واستحلوا دماء من لا : يوافقهم عليها أمر النبى صلى الله عليه وسلم بقتالهم , وقال : ((( لئن ادر كتهم لاقتلهم قتل عاد)) و ذلك الشارب الخمر لما كان محبآ للرسول ولسنته نهى صلى الله عليه وسلم عن لعنه وقال (( لا تلعنه فأنه يحب الله ورسوله )) فهذا يرد ما ذهب اليه المعتزلة والخوارج من التكفير
98
بالذنب ووجوب النار والتخليد لمن مات عاصيآ لمقلب القلوب . وكذلك المرجئة القائلون بان
الايمان لا تضر معه المعصية , كما أن الكفر لا تنفع معه الطاعة وترك الاعمال التى من الدين معصية لا تضر مع وجود التصديق القلبى اذ هو الايمان عندهم ووجوده كاف عن غيره ولكل شبهة مستند اليها قد ذكرناها فيما تقدم, فهدى الله اهل السنة والجماعة للطريقة المثلى والقول الوسط الذى هو فى المذاهب كالاسلام فى الملل حيث لم يخرجوهم عن الايمان ولم يحكموا عليهم بالخلود فى النيران ولم يجعلوهم بحيث لاتضرهم المعاصى والاستغراق فى الطغيان لانهم بقول الله روسوله متمسكون وعلى قول الصحابه والتابعين لهم باحسان معتمدون ولمن خالفهم مجانبون اذ هم على أسرار الكتاب وافقون وبسنة نبيهم آخذون فلا تتلقى تلك المسائل وتؤخذ الاعنهم ولا يهتدى ويفوز المسترشد الا بهديهم واتباع سنتهم ومن جانبهم فقد ابعد و ضل وأضل فان انضاف الى المجانبة الاعراض عن منهاج الرسول صلى الله عليه وسلم وماكان عليه هو اصحابه ولاه الله ماتولى وأصلاه جهنم وساءت مصيرآ))(1)
وقال الشيخ العلامة سليمان ال الشيخ مبينا منهج اهل السنة المحضة ما نصة ( فنقول أجمع اهل السنة علي ان المسلم لا يكفر بذنب فكل من لم يات بما يقتضي الخروج عن الملة يجوز العفو عنة ويدخل تحت مشيئته تعالي ان شاء غفر له بفضله وان شاء عاقبه بعدله مع عدم تخليده في النار ، كما نطق بة القران والسنة قال تعالي : (( وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما عن الاخري فقاتلوا التي تبغي حتي تفي الي امر الله )) ال قوله ((انما المؤمنين اخوه فاصحلوا بين أخويكم )) فسماهم مؤمنين وجعلهم اخوه مع الاقتتال وبغي بعضهم علي بعض . وفي البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (( أن رجل يشرب الخمر يقال له عبد الله فاتي بة شارباً فلعنه رجل فقال رسول الله صلي الله علية وسلم : (( لا تلعنه فانه يحب الله ورسوله )) وفي المسند للامام أحمد من حديث عائشة رضى الله عنها قالت :قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ((الدواوين عند الله عز وجل ثلاثة : ديوان لا يعبأ الله به شيئاً وديوان لا يترك منه شيئاً ، وديوان لا يغفره الله ، فاما الديوان الذى لا يعبؤ به فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه من صوم تركه وصلاة تركها فان الله عز وجل يغفر ذلك ويتجاوز عنه ان شاء وأما الديوان الذى لا يترك الله منه شيئاً فظم العباد بعضهم بعضاً القصاص لا محالة . فاما الديوان
________________________________
(1)كتاب التوضيح عن توحيد الخلاق في جواب اهل العراق – وتذكرة أولي الالباب في طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – تاليف الشيخ سليمان بن عبدالله ال الشيخ الطبعة الاولي 1404ه 1984م ( دار طيبة للطباعة ص153- 154)
99
الله صلى الله عليه وسلم ((الدواوين عند الله عز وجل ثلاثة : ديوان لا يعبأ الله به شيئاً وديوان لا يترك منه شيئاً ، وديوان لا يغفره الله ، فاما الديوان الذى لا يعبؤ به فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه من صوم تركه وصلاة تركها فان الله عز وجل يغفر ذلك ويتجاوز عنه ان شاء وأما الديوان الذى لا يترك الله منه شيئاً فظم العباد بعضهم بعضاً القصاص لا محالة . فاما الديوان الذي لا يغفره الله فالشرك . قال عز وجل ( ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) وقال تعالى (( انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومآواه النار ))
ثم ان كانت الذنوب صغيره وضابطها ما اوجب تعزيرا فاقل فهذا يغفر بالوضوء والصلاة والجمعة والصيام ما اجتنبت الكبائر .
وان كانت كبيرة فان استحلت فهي كفر ، وضابطها ما اوجب حدا في الدنيا ووعيدا في الاخرة ، وان لم تستحل فان تاب قبل الغرغرة أو رؤية الملك قبلت التوبة ما لم تطلع الشمس من مغربها وان لم يتب بان مات مصرا فامره مفوض الي الله ان شاء عاقبه وان شاء غفر له . وفي صحيح مسلم من حديث المعرور بن سويد عن أبي ذر رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم :
" يقول الله تعالي من تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً ،ومن تقرب منى ذراعا تقربت منه باعا هرولة ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئاً لقيته بقرابها مغفرة " وخرج الأمام أحمد من رواية اخفش السدوسي قال : " دخلت على أنس رضي الله عنه فقال : سمعت رسول صلي الله عليه وسلم يقول : " والذي نفسي بيده لو أخطأتم حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والأرض ثم استغفرتم غفرت لكم " .
قال الشيخ سليمان مقرراً مذهب السلف : " وقد انعقد الاجماع على أن كلام الله ورسوله لا يخالف بعضه بعضاً وأنه لا يخرج أحد من المسلمين بعمل ذنب من غير استحلال له ، فيا سبحان الله كيف يدلى علينا بكلام بن القيم من لم يعلم حقيقه أمرنا وما أدلي به علينا فانه يزعم انا نكفر بالذنوب وهذاتوهم منه وجراءة وبهتان بلا خشية علام الغيوب فهو من القول بلا حلم والحكم بلا علم ومن تصدر لدعوى القول والقيل فانما يطلب منه الدليل " ويواصل الإمام سليمان بن عبد الله في بيان منهج السلف في ضوابط التكفير فيقول : " وأما استحلال المحرمات المجمع على حرمتها أو العكس فهو كفر اعتقادي لأنه لا يجحد تحليل ما أحل الله ورسوله أو تحريم ما حرم الله ورسوله إلا معاند للإسلام ممتنع من التزام الأحكام غير قابل للكتاب والسنة وإجماع الأمة ، وذلك كما لو جحد حل بهيمة الانعام أو غيرها مما أحله الله في كتابه ورسوله في سنته مما لم يجر فيه إختلاف بين الأمة ، بخلاف حل النبيذ ونحوه من المسائل الإجتهادية المختلف فيها بين العلماء فلا تكفير بذلك أو جحد أمراً مجمعاً عليه قال بعضهم : إجماعاً قطعيا لا شبهة فيه ولا تأويل ولذلك لم يحكم كثير من الفقهاء بكفر بن ملجم قاتل أفضل الخلق في وقته ولا بكفر عمران بن حطان حيث قال:
يا ضربة من تقي ما أراد بها إلا ليبلغ من ذي العرش رضواناً
إني لا ذكره يوماً فاحســبه أو في البريـه عنـد الله ميــزاناً
وقد رد عليه في ذلك فقيل:
يا ضربة من شـقى لم بذل أبداً بها عليه إله الخلق غضــبانا
إني لا علم أن الله جاعلـــه أو في البرية عند الله خســرانا
وكذا قد اختلف العلماء في كفر الخوارج الذين قتلوا الموحدين وأخذوا أموالهم بالتأويل مثل قوم ذي الخويصرة التميمي فإن من الفقهاء من لم يحكم بكفرهم لادعائهم وتأويلهم فى نصرة دين الله والاجتهاد فيه وفي إظهاره طالبين المصلحة في ذلك" .
وقال الشيخ الإمام سليمان آل الشيخ مبيناً كيفية معاملة أهل الإيمان والتوحيد من الصحابة رضي الله عنهم ما نصه : " فنقول : لا شك أنه متى وجد الإيمان يقيناً فلا يزيله إلا ما ينافيه يقيناً ، فلا يزول بالشك ولا بالظن استصحاباً للأصل السابق لما قارنه من اليقين وتقديما له على الوصف اللاحق به لنزوله عن درجته وهذا مع وجود وصف محتمل متردد فيه بين الحالتين ، ولذلك لما كتب حاطب بن ابي بلتعة إلى المشركين بخيرهم بتجهيز رسول الله صلي الله عليه وسلم عليهم بجنود لا قبل لكم بها ولو جاءكم النبي صلي الله عليه وسلم وحده لكفي وأراد عمر بن الخطاب ضرب عنقه ، وقال أنه متافق ، فاعتذر حاطب لرسول الله صلي الله عليه وسلم بما معناه أنه ليس له من هذا مقصد إلا وضع اليد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلملعمر ياعمردعه فانه شهد بدرا وأنك لا تدرى لعل الله أطلع على أهل بدر فقال أعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم أو فأني غافر لكم) ففاضت عينا عمر ، ورسول الله صلي الله عليه وسلم إنما اعتذر
عنه بمشاهدته هذه المنقبة العظيمة استصحاباً لفضلها وعظمها وإشارة إلى أن أهلها لا يمكن أن يتصفوا أو بعضهم بردة ، لأن الله قال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم(1)
__________________________________
(1)التوضيح عن توحيد الخلاق فى جواب اهل العراق وتذكرة اولى الالباب فى طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب تأليف الشيخ سليمان بن عبد الله ال الشيخ ص 98
الدعوة الى الله فيقول لما سئل هذا السؤال ((الجزيرة :معنى هذا ان جماعة انصار السنة ليست سياسية فى المقام الاول ؟ اجاب ((هى فى الحقيقة مدرسة تضع المجتمع المسلم فى أولوياتها , تريدان تصحح واقع الامة الاسلامية لان الامة الاسلامية بعد العهود الاخيرة تفرقت وتمزقت بسبب دخول البدع على هذه العلوم الاسلامية بالتالى نريد ان ننقى هذا المنهج لانه الاساس النظرى للامة وتبنى علية التطبيقات العملية فأذا كان الاساس غير سليم تبنى عليه تطبيقات غير
سليمة الى ان قال .... لكنها ((انصار السنة )) تدعو فى المقام الاول الى التوحيد توحيدالله سبحانه وتعالى وافراده بالعبادة تريد ان تكون الامة كلهاا فى عبادتها موحدة لله عزوجل بناءً على الاصول الاسلامية الكتاب والسنة على نهج السلف الصالح )(1) نقول ماقرره معالى الوزير من منهج الانبياء هومنهج السلفيين وفيه رد على منهج عبدالحى يوسف وابونارو وهذا هو المطلوب من كل سلفى الجزيرة: كيف تعرف لنا جماعة ما يسمى التكفير والهجرة ؟ فاجاب الشيخ محمد يمايلى نصه جماعة المسلمين أوما يسميهم الاعلام او يسميهم كثير الاسلامين جماعة التكفير والهجرة )) التكفير جاء لانهم يكفرون الحكام ويكفرون المجتمعات الى ان ........ نحن ليس منهجنا تكفير الاعيان والاشخاص وانما نحكم على الاقوال وهذه هى الطريقة الاسلامية )(2)وقال معالى الوزير محمد ابو زيد لما سئل السؤال التالى (( هل قامت حوارات مع هذه الجماعات ؟؟
فاجاب بما نصه ((الحوارات مع هؤلاء مستمرة يعنى هى قديمة ولا تزال مستمرة وستظل ان شاء الله لاننا نحن اصلآ مبدئنا مع الاخرين الحوار والنقاش والبيان والحجة استنادآالى ادلة كثيرة ((وجادلهم بالتى هى احسن )) ((ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتى هى احسن))((فقال له صاحبه وهو يحاوره اكفرت بالذى خلك من تراب ثم من))
نحن نجادلهم دائمآ ونناقشهم ونحاول ان نكشف لهم الحقائق ونبين لهم الشبهات التى أضلتهم كثير منهم قد تراجع عن هذه الفكر واهتدى والبعض الاخر سادر فى غيه وعناده واستمراره فى هذا الفكر ولكن الجماعة استطاعت بهذا البيان العلمى الواضح أن تحد من نشاطهم وأن تحد من تمددهم فى المجتمع ))(3)
ـــــــــــــــــــــــ
(1)مجلة الاستجابة العدد(63) نقلا عن لقاء تلفزيوني مع قناة الجزيرة مع الشيخ محمد أبوزيد
(2) المصدر السابق
(3) المصدر السابق 95
نقول لقد صدق معالى الوزير الشيخ محمد أبو زيد فيما قاله لاننى لازمته لسنين طويلة ....وكان دائمآ يرسلنى الى مناقشة الجماعات التكفيرية القطبية والى محمد عبد الكريم لمناقشة منهجه التكفيرى , وكان الشيخ محمد أبو زيد يمدنى بالبحوث العلمية التى ترد على شبهات التكفريين )) من الحق والانصاف ان نعترف له بهذه الجهود .
لا أدرى لماذا مع موفقه الصارم تجاه الجماعات التكفيرية استحسن فكرة السروريين فى دمج المدرستين الاخوانية و السرورية الا انه اخيرآ ولله الحمد انتقد منهجهم وفكرهم انتقادآ لاذعآ نحن معاشر السلفيين اتباع الامام محمد بن عبدالوهاب نقبل من معالى الوزير محمد أبو زيد ومن غيره اية جهود فى كشف ضلالات و انحرفات التكفير والهجرة ونعتقد ان كل من انتقد وكشف انحرفات الجماعات السرورية التكفيرية قد ناصر الدعوة السلفية من هذه المنطلق نحن نشجع معالى الوزير الشيخ محمد ابو زيد أن يواصل فى انتقاداته لفكرة السرورية ولا سيما فى مسائل التكفير و التفجير وان ينتقد أكثر فأكثر فكرتهم الفاشلة (( دمج مدرستى السلفية والاخوانية فى جماعة واحدة )) وان فى ذلك والله نصرة عظيمة للدعوة السلفية وفى المقابل نقول لمجموعة الشيخ أبوزيد اذا كنتم تدعون للسلفية بشدة وقوة كما تزعمون لماذا تتعاونون معهم فان تعاونكم مع مجموعة عبدالحى يوسف التكفيرية انما هو ضربة للدعوة السلفية وتشتيت لجهودها وتشتيت لصفوفها فان موقف محمد ابو زيد الذى تصفونه بأنه متساهل مع اهل البدع . وانه وانه فان موقفه تجاه السروريين التكفيريين وعلى راسهم عبد الحى يوسف ومجموعته أقوى وأشد من
موقفكم المتسامح والمتساهل مع عبدالحى يوسف وحزبه السرورى التكفييرى بحجة التعاون معه. نرجو من شيخنا ابو زيد و مجموعته اعادة النظر فى منهجهم الخاص فى مسألة التعاون مع السرورين التكفريين (( جماعة عبد الحى يوسف وابو نارو)) ونرجوا ان ينتقدوا موقفهم هذا واننا فى انتظار ذلك
هل السلفى معصوم لا يقع فى المعاصى:.
نقول كما قال شيخنا العلامة الامام عبد العزيز باز : ليس هنالك احد من المشايخ نبى ولا رسول بل كل يؤخذ من قوله ويرد عليه كما قال الامام مالك رضى الله عنه امام دار الهجرة (( كل يؤخذ من قوله ويرد عليه الا صاحب هذا القبر )) واشار الى قبر النبى صلى الله عليه وسلم . وهذا فى مسائل العلم والدين وكذلك السلفيين وهم اتباع النبى صلى الله عليه وسلم و الصحابة والتابعين وتابعيهم والائمة الاربعة ومن سار على مناهجهم ليسو امعصومون من المعاصى . و النبى صلى الله عليه وسلم اقام الحدود فى مجتمعه الطاهر النقى أقام حد الرجم على الزانى
96
ولماسب أحد الصحابة الزانية قال النبى صلى الله عليه وسلم قولته المشهورة (( والله انها تابت توبة لو قسمت على اهل المدينة لوسعتهم )) وأقام النبى صلى الله عليه وسلم حد الجلد على شارب الخمر وأقام حد السرقة ولما شفع بعض الناس فى ان يسقط هذا الحد قال النبى صلى الله عليه وسلم قولته الشهيرة (( ايم الله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها )) بل كان النبى صلى الله عليه وسلم يقيم الحد على شارب الخمر واذا سبه احد الصحابة كان يقول له لاتسبوه فانه يحب الله ورسوله . وذكر بن القيم رحمه الله فى ذالك قصة شيقة وهى ان ابا محجن الثقفى كان قد شارك فى معركة القادسية مع سعد بن ابى وقاص وكان ابو محجن يشرب الخمر ولما علم سعد بن أبى وقاص( رض)أن أبا محجن يشرب الخمرقيده حتى لايكون سببا فى هزيمة المسلمين فىالمعركة وكان أبومحجن ينفك كل يوم من قيوده ويركب البلقاء فرس سعد ابن أبى وقاص لأن سعدا كان مجروحا فكان يقاتل قتالا شديدا وكان سعد يتابع المجاهدين فيقول الفرس هو البلقاء والقتال قتال ابو محجن فكان ابو محجن مع شربه للخمر سببا لنصرة المسلمين فى تلك المعركة ولما علم سعد بذلك قال : والله لاأقيم عليك الحد بعد اليوم فرد عليه ابو محجن بقوله كنت اشرب الخمر فتقيم على الحد فأطهر اما الان فقد بهرجتمونى فأننى والله لن اشربها)) قال بن القيم معلقآ على فعل سعد بن ابى وقاص (( لعل سعد سلك حكمة التشريع فى معاملة ابو محجن للفائدة اكثر راجع كتاب بن القيم )) اعلام الموقعين )) فأنه كتاب نافع.
ذكر احد اخواننا الدعاة من انصار من السنة ا ن احد النا س اعتنق دعوة التوحيد والتزم بها الا انه كان مبتلى بشرب الخمر وذات يوم ركب سفينة فى البحر مع بعض عباد القبور فوجدهم ينادون غير الله و يستغيثون بغير الله من الموتى . فقام هذا الاخ المبتلى بشرب الخمر مع سكره يدعو الناس الى توحيد عزوجل واتباع سنة رسول الله فى العقيدة والمنهج بالادلة الشرعية من الكتاب والسنة قال مثل هذا الاخ كثير فى المجتمع . فيجب علينا ان نعينه على طاعة الله فأ نه يحب الله ورسوله ودليل حبه لله ورسوله دعوته لتوحيد الله وافراده وحده بالعبادة وكذلك دعوته الى اتباع النبى صلى الله عليه وسلم فيما أمر وطاعته فيما نهى عنه وزجر .
وفى المقابل نجد ا النبى صلى الله علي وسلم يحذر من مسلك الخوارج, وقال النبى صلى الله عليه وسلم لما قال ذو الخويصرة (( إتق الله))) وفى رواية (( ماهذه قسمة اريد بها وجه الله)) قال النبى صلى الله عليه وسلم سيخرج من ضئضئ هذا اقوام يحقر احدهم صلاته مع صلاتهم )
وقال النبى صلى الله عليه وسلم محذرآ من الخوارج وواصفآ لهم (( بأنهم كلاب النار )
(( وانهم شر من تحت اديم السماء )) وللشيخ العلامة سلمان بن عبد اللله ال الشيخ كلامآ يكتب
97
بماء الذهب فى هذا المقام فأليكم نص كلامه (( هذا ما قدمناه وقلناه والحق ماقاله بن القيم
ولكن لايخص بفهمه والعمل به الامن سبقت له من الله الحسنى والمقام الاسنى و العناية الربانية والسعادة الابدية , فأنه عنى بذلك ماعناه الائمة الاعلام الذين هم مصابيح الهدى والدين من سائر الأنام وهم الصحابة و التابعين لهم بأحسان كأبى حنيفة ومالك والشافعى واحمد والثورى و الاوزاعى وغيرهم من ائمة الدين حتى البخارى ومسلم , كلهم على ان المسلم لا يكفرون بذنب يفعله ولا يخرج من الملة كالقتل والزنا وشرب الخمر وقوله لأخيه المسلم ياكافر من غير اعتقاد بطلان دين الاسلام وسائر افعال المعاصى الا الشرك بالله الاكبر الذى لا يغفره الله تعالى كما حكاه بنص التنزيل , او استحلال ماحرمه الله او تحريم ماحلل كما قدمنا الكلام فيه وعلى هذا دل الكتاب والسنة وبه نطق أولو العلم والحكمة . قال تعالى (( وان طائفتان من المؤمنين اقتتلو فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفى الى امر الله .)) الى قوله (( انما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين أخويكم )) فسماهم مسلمين وجعلهم اخوة مع الأقتتال وبغى بعضهم علي بعض وقال تعالي في بيان الكفارة (( فتحرير رقبة مؤمنة )) ولو اعتق مذنبا أجزأ عتقه باجماع أهل العلم . وقد ثبت الزنا والسرقة وشرب الخمر علي اناس في عهد النبي (ص) فلم يحكم عليهم بالكفر الموجب للرد ة ولا قطع الموالاة بينهم وبين المسلمين بل جلد هذا ورجم هذا وقطع يد هذا وهو فى ذلك يستغفر لهم ويقول (( لا تكونوا اعوان الشياطين على أخيكم )) وفى البخارى (( عن عمر بن الخطاب (رضى الله عنهم) ان رجلآ يشرب الخمر يقال له عبدالله فأتى به شاربآ فلعنه رجل و قال ماأكثر ما يؤتى به فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم (( لا تلعنه فأنه يحب الله ورسوله )) ولما اتى ذو الخويصرة وهو رجل ناتئ الجبين غائر العينين كث اللحية وقال (( يامحمد أعدل فأنك لم تعدل ) ) فاراد بعض الصحابة قتله فقال النبى صلى الله عليه وسلم ((دعه فأنه يخرج من ضئضئ هذا اقوام يحقد احدهم صلالة مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقرائته مع قرائتهم يقرأون القرآن لايجاوز تراقيهم يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية)) وهذا الحديث فى الصحيحين وغيرهما فهذا العابد الظاهر للعبادة هو ومن اتبعه لما جانبوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واستغنوا بما معهم عنها وخالفوه وخالفوا الصحابة ودعوا الى بدعتهم واستحلوا دماء من لا : يوافقهم عليها أمر النبى صلى الله عليه وسلم بقتالهم , وقال : ((( لئن ادر كتهم لاقتلهم قتل عاد)) و ذلك الشارب الخمر لما كان محبآ للرسول ولسنته نهى صلى الله عليه وسلم عن لعنه وقال (( لا تلعنه فأنه يحب الله ورسوله )) فهذا يرد ما ذهب اليه المعتزلة والخوارج من التكفير
98
بالذنب ووجوب النار والتخليد لمن مات عاصيآ لمقلب القلوب . وكذلك المرجئة القائلون بان
الايمان لا تضر معه المعصية , كما أن الكفر لا تنفع معه الطاعة وترك الاعمال التى من الدين معصية لا تضر مع وجود التصديق القلبى اذ هو الايمان عندهم ووجوده كاف عن غيره ولكل شبهة مستند اليها قد ذكرناها فيما تقدم, فهدى الله اهل السنة والجماعة للطريقة المثلى والقول الوسط الذى هو فى المذاهب كالاسلام فى الملل حيث لم يخرجوهم عن الايمان ولم يحكموا عليهم بالخلود فى النيران ولم يجعلوهم بحيث لاتضرهم المعاصى والاستغراق فى الطغيان لانهم بقول الله روسوله متمسكون وعلى قول الصحابه والتابعين لهم باحسان معتمدون ولمن خالفهم مجانبون اذ هم على أسرار الكتاب وافقون وبسنة نبيهم آخذون فلا تتلقى تلك المسائل وتؤخذ الاعنهم ولا يهتدى ويفوز المسترشد الا بهديهم واتباع سنتهم ومن جانبهم فقد ابعد و ضل وأضل فان انضاف الى المجانبة الاعراض عن منهاج الرسول صلى الله عليه وسلم وماكان عليه هو اصحابه ولاه الله ماتولى وأصلاه جهنم وساءت مصيرآ))(1)
وقال الشيخ العلامة سليمان ال الشيخ مبينا منهج اهل السنة المحضة ما نصة ( فنقول أجمع اهل السنة علي ان المسلم لا يكفر بذنب فكل من لم يات بما يقتضي الخروج عن الملة يجوز العفو عنة ويدخل تحت مشيئته تعالي ان شاء غفر له بفضله وان شاء عاقبه بعدله مع عدم تخليده في النار ، كما نطق بة القران والسنة قال تعالي : (( وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما عن الاخري فقاتلوا التي تبغي حتي تفي الي امر الله )) ال قوله ((انما المؤمنين اخوه فاصحلوا بين أخويكم )) فسماهم مؤمنين وجعلهم اخوه مع الاقتتال وبغي بعضهم علي بعض . وفي البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (( أن رجل يشرب الخمر يقال له عبد الله فاتي بة شارباً فلعنه رجل فقال رسول الله صلي الله علية وسلم : (( لا تلعنه فانه يحب الله ورسوله )) وفي المسند للامام أحمد من حديث عائشة رضى الله عنها قالت :قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ((الدواوين عند الله عز وجل ثلاثة : ديوان لا يعبأ الله به شيئاً وديوان لا يترك منه شيئاً ، وديوان لا يغفره الله ، فاما الديوان الذى لا يعبؤ به فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه من صوم تركه وصلاة تركها فان الله عز وجل يغفر ذلك ويتجاوز عنه ان شاء وأما الديوان الذى لا يترك الله منه شيئاً فظم العباد بعضهم بعضاً القصاص لا محالة . فاما الديوان
________________________________
(1)كتاب التوضيح عن توحيد الخلاق في جواب اهل العراق – وتذكرة أولي الالباب في طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – تاليف الشيخ سليمان بن عبدالله ال الشيخ الطبعة الاولي 1404ه 1984م ( دار طيبة للطباعة ص153- 154)
99
الله صلى الله عليه وسلم ((الدواوين عند الله عز وجل ثلاثة : ديوان لا يعبأ الله به شيئاً وديوان لا يترك منه شيئاً ، وديوان لا يغفره الله ، فاما الديوان الذى لا يعبؤ به فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه من صوم تركه وصلاة تركها فان الله عز وجل يغفر ذلك ويتجاوز عنه ان شاء وأما الديوان الذى لا يترك الله منه شيئاً فظم العباد بعضهم بعضاً القصاص لا محالة . فاما الديوان الذي لا يغفره الله فالشرك . قال عز وجل ( ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) وقال تعالى (( انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومآواه النار ))
ثم ان كانت الذنوب صغيره وضابطها ما اوجب تعزيرا فاقل فهذا يغفر بالوضوء والصلاة والجمعة والصيام ما اجتنبت الكبائر .
وان كانت كبيرة فان استحلت فهي كفر ، وضابطها ما اوجب حدا في الدنيا ووعيدا في الاخرة ، وان لم تستحل فان تاب قبل الغرغرة أو رؤية الملك قبلت التوبة ما لم تطلع الشمس من مغربها وان لم يتب بان مات مصرا فامره مفوض الي الله ان شاء عاقبه وان شاء غفر له . وفي صحيح مسلم من حديث المعرور بن سويد عن أبي ذر رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم :
" يقول الله تعالي من تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً ،ومن تقرب منى ذراعا تقربت منه باعا هرولة ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئاً لقيته بقرابها مغفرة " وخرج الأمام أحمد من رواية اخفش السدوسي قال : " دخلت على أنس رضي الله عنه فقال : سمعت رسول صلي الله عليه وسلم يقول : " والذي نفسي بيده لو أخطأتم حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والأرض ثم استغفرتم غفرت لكم " .
قال الشيخ سليمان مقرراً مذهب السلف : " وقد انعقد الاجماع على أن كلام الله ورسوله لا يخالف بعضه بعضاً وأنه لا يخرج أحد من المسلمين بعمل ذنب من غير استحلال له ، فيا سبحان الله كيف يدلى علينا بكلام بن القيم من لم يعلم حقيقه أمرنا وما أدلي به علينا فانه يزعم انا نكفر بالذنوب وهذاتوهم منه وجراءة وبهتان بلا خشية علام الغيوب فهو من القول بلا حلم والحكم بلا علم ومن تصدر لدعوى القول والقيل فانما يطلب منه الدليل " ويواصل الإمام سليمان بن عبد الله في بيان منهج السلف في ضوابط التكفير فيقول : " وأما استحلال المحرمات المجمع على حرمتها أو العكس فهو كفر اعتقادي لأنه لا يجحد تحليل ما أحل الله ورسوله أو تحريم ما حرم الله ورسوله إلا معاند للإسلام ممتنع من التزام الأحكام غير قابل للكتاب والسنة وإجماع الأمة ، وذلك كما لو جحد حل بهيمة الانعام أو غيرها مما أحله الله في كتابه ورسوله في سنته مما لم يجر فيه إختلاف بين الأمة ، بخلاف حل النبيذ ونحوه من المسائل الإجتهادية المختلف فيها بين العلماء فلا تكفير بذلك أو جحد أمراً مجمعاً عليه قال بعضهم : إجماعاً قطعيا لا شبهة فيه ولا تأويل ولذلك لم يحكم كثير من الفقهاء بكفر بن ملجم قاتل أفضل الخلق في وقته ولا بكفر عمران بن حطان حيث قال:
يا ضربة من تقي ما أراد بها إلا ليبلغ من ذي العرش رضواناً
إني لا ذكره يوماً فاحســبه أو في البريـه عنـد الله ميــزاناً
وقد رد عليه في ذلك فقيل:
يا ضربة من شـقى لم بذل أبداً بها عليه إله الخلق غضــبانا
إني لا علم أن الله جاعلـــه أو في البرية عند الله خســرانا
وكذا قد اختلف العلماء في كفر الخوارج الذين قتلوا الموحدين وأخذوا أموالهم بالتأويل مثل قوم ذي الخويصرة التميمي فإن من الفقهاء من لم يحكم بكفرهم لادعائهم وتأويلهم فى نصرة دين الله والاجتهاد فيه وفي إظهاره طالبين المصلحة في ذلك" .
وقال الشيخ الإمام سليمان آل الشيخ مبيناً كيفية معاملة أهل الإيمان والتوحيد من الصحابة رضي الله عنهم ما نصه : " فنقول : لا شك أنه متى وجد الإيمان يقيناً فلا يزيله إلا ما ينافيه يقيناً ، فلا يزول بالشك ولا بالظن استصحاباً للأصل السابق لما قارنه من اليقين وتقديما له على الوصف اللاحق به لنزوله عن درجته وهذا مع وجود وصف محتمل متردد فيه بين الحالتين ، ولذلك لما كتب حاطب بن ابي بلتعة إلى المشركين بخيرهم بتجهيز رسول الله صلي الله عليه وسلم عليهم بجنود لا قبل لكم بها ولو جاءكم النبي صلي الله عليه وسلم وحده لكفي وأراد عمر بن الخطاب ضرب عنقه ، وقال أنه متافق ، فاعتذر حاطب لرسول الله صلي الله عليه وسلم بما معناه أنه ليس له من هذا مقصد إلا وضع اليد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلملعمر ياعمردعه فانه شهد بدرا وأنك لا تدرى لعل الله أطلع على أهل بدر فقال أعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم أو فأني غافر لكم) ففاضت عينا عمر ، ورسول الله صلي الله عليه وسلم إنما اعتذر
عنه بمشاهدته هذه المنقبة العظيمة استصحاباً لفضلها وعظمها وإشارة إلى أن أهلها لا يمكن أن يتصفوا أو بعضهم بردة ، لأن الله قال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم(1)
__________________________________
(1)التوضيح عن توحيد الخلاق فى جواب اهل العراق وتذكرة اولى الالباب فى طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب تأليف الشيخ سليمان بن عبد الله ال الشيخ ص 98
عدل سابقا من قبل أبو عائشة إسماعيل خيرى في الجمعة ديسمبر 14, 2012 12:40 pm عدل 2 مرات (السبب : خطأ مطبعى)
مواضيع مماثلة
» تحذير أنصار السنة و السلفيين من إختراقات عبد الحى يوسف ومجموعته التكفيريين
» تحذير أنصار السنة و السلفيين من إختراقات عبد الحى يوسف ومجموعته التكفيريين
» الجزء الثانى /: هل رجع الدكتور عبد الحى يوسف من منهج التكفير و التفجبر
» الجزء الاول: هل رجع الدكتور عبد الحى يوسف من منهج التكفير و التفجير ؟؟؟؟؟؟
» الدكتور عبد الحى يوسف فى الميزان حقائق و وثائق
» تحذير أنصار السنة و السلفيين من إختراقات عبد الحى يوسف ومجموعته التكفيريين
» الجزء الثانى /: هل رجع الدكتور عبد الحى يوسف من منهج التكفير و التفجبر
» الجزء الاول: هل رجع الدكتور عبد الحى يوسف من منهج التكفير و التفجير ؟؟؟؟؟؟
» الدكتور عبد الحى يوسف فى الميزان حقائق و وثائق
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى