الجزء االثانى عشر: براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
صفحة 1 من اصل 1
الجزء االثانى عشر: براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
الفصل السابع عشر
هذه هى مناهج أسامة بن لادن وأيمن الظواهري القطبية الإرهابية المحاربة للمناهج السعودية السلفية
فى هذا الفصل سوف نعرض نماذج من اقوال المدعو المفترى الضال الجاهل اسامة بن لادن والمدعو الضال المضل الجاهل ايمن الظوهرى ، وسيرى القارئ الكريم من خلال اقوالهما ان المذكورين يسلكان منهج الخوارج الغلاة الذين يكفرون حكام المسلمين وعامة الناس. وسوف نؤكد فى هذا الفصل ان هذه المناهج التى يدعوا اليها اسامة بن لادن وايمن الظواهرى مناهج مخالفة ومحاربة لمنهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين والائمة الاربعة التى تدرسها الحكومة السعودية فى مساجدها فى الحرمين الشريفين وغيرها ومعاهدها ومدارسها وجامعاتها وسوف نرد على ضلالات المدعو الضال الجاهل اسامة بن لادن وايمن الظواهرى الجاهل من معهما بنصوص المناهج المقررة فى المدارس السعودية ايدها الله حتى يتبين لكل الناس مسلمين وغير مسلمين ان المناهج السعودية بريئة من مناهج اسامة بن لادن وايمن الظواهري وكذلك سوف ندحض جهالاتهم الفاسدة وخيالاتهم الكاسدة بأقوال ائمة السلف قديماً وحديثاً وسوف نؤكد ان اسامة بن لادن وايمن الظواهرى استقو وتلقوا مناهجهم الحاقدة وافكارهم الارهابية الخاسرة من جماعة الإخوان المسلمين المصرية وعلى رأسهم حسن البنا وسيد قطب وعبد الله عزام ومحمد قطب شقيق سيد قطب التكفيرى الجاهل .
اولاً: إليكم نماذج من اقوال اسامة بن لادن القطبية الارهابية:-
اننا معاشر السلفيين الوهابيين اتباع الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله نجد اسامة بن لادن يعلن تكفير الحكام هنا وهناك قال: اسامة بن لادن فى تصريحات أُذيعت امس السبت ان ((الامم المتحدة اداة للجريمة ضد المسلمين وان زعماء العرب الذين يتعاونون مع المنظمة الدولية كفار. ووصف زعيم تنظيم القاعدة المتعاونين مع الامم المتحدة بالمنافقين وقال : (( انهم يخادعون الله ورسوله مؤكداً ان الذين يطالبون باللجوء للشرعية الدولية كفروا بشريعة الله تعالى ))أهـ.
ونجد اسامة بن لادن وتنظيمه القاعدة فى بيانهم الثالث يكفرون اصحابهم تحالف الشمال وعلى رأسهم صاحبهم برهان الدين رباني.
واليكم نص كلام اسامة بن لادن : ((فرغم التطور الهائل فى التكنولوجيا العسكرية لم يستطيعوا ان يحدثوا شيئاً الا بإعتمادهم على المرتدين وعلى المنافقين فما الفرق اليوم بين بابريك كرم الذى جاء بالروس لإحتلال بلاده وبين الرئيس المخلوع برهان الدين – والدين منه برئ – اى فرق بين الاثنين؟ هذا جاء بالروس لاحتلال ارض الاسلام وهذا جاء بالامريكان لإحتلال ارض الإسلام )).
ثم نجد اسامة بن لادن يتناقض تناقضاً عجيبا ويضطرب اضطرابا مريبا فى مقدمة بيانه الثالث اذ برأ نفسه وتنظيمه بأنهم لم يقوموا بأحداث 11 سبتمبر ثم زعم ان الذين خرجوا لنصرة المستضعفين لا يعقل اليوم ان يذهبوا لقتل الابرياء كما يزعم الزاعمون)) على حد تعبيره واليكم نص كلامه : ((وبين يدى هذا الكلام احب ان اؤكد على حقيقة الصراع بيننا وبين امريكا وهو فى غاية الاهمية والخطورة ليس للمسلمين فقط بل للعالم اجمع فما تتهم به امريكا هذه الفئة المهاجرة المجاهدة فى سبيل الله لا يقوم عليه دليل وانما هو البغى والظلم والعدوان . فتاريخ المجاهدين العرب بفضل الله سبحانه وتعالى واضح بين ابيض ناصع فقد خرج هؤلاء منذ 20 سنة عندما ظهر الارهاب المذموم الحقيقى على ايدى الاتحاد السوفيتى ضد هؤلاء الاطفال وضد الابرياء فى افغانستان ترك المجاهدين العرب اعمالهم وجامعاتهم وأهلهم وعشيرتهم ابتغاء مرضاة الله نصرة لدين الله ثم نصرة للمستضعفين من ابناء المسلمين – فالذين خرجوا لنصرة المستضعفين لا يعقل اليوم ان يذهبوا لقتل الابرياء كما يزعم الزاعمون فتاريخ امريكا كانت تؤيده كل من يجاهد وكل من يقاتل ضد الروس فلما من الله على المجاهدين العرب ان ينصروا المستضعفين فى فلسطين اولئك الاطفال الابرياء غضبت اميركا وقلبت ظهر المجن لكل من قاتل فى افغانستان )).
ولكن سرعانما انتقد اسامة بن لادن ما ردده فيما تقدم بالدعوة الى قتال الامريكان عسكريين ومدنيين واليكم نص كلامه : ((... اذا كان تحريض الشعب على القيام بذلك ارهاباً واذا كان قتل الذين يقتلون اطفالنا ارهابا فليكن التاريخ شاهداً على اننا ارهابيون وتابع وقال : ((اننا نقتل ملوك الكفار وملوك الصليبيين والمدنيين الكفار لقاء الذين يقتلون اطفالنا وهذا امر تتيحه الشريعة الاسلامية والمنطق . وقال بن لادن انه يعتقد ان هزيمة امريكا ممكنة بعون الله انه اسهل علينا بإذن الله من هزيمة الاتحاد السوفياتى من قبل )) نجد اسامة بن لادن هنا يربط عمله الارهابى المخالف لمنهج السلف بالقضية الفلسطينية وانه والله من ابعد الناس عن الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى وثم نقول لأسامة بن لادن ان بين امريكا والدول الاسلامية عهود ومواثيق ويوجد اتفاقيات بينهم وبل لدى الدول العربية الاسلامية سفارات فى امريكا ولدى امريكا سفارات فى الدول الاسلامية ومعلوم ان الاسلام يدعو الى الالتزام الكامل والشامل بالعهود والمواسيق والاتفاقيات التى تتم بين المسلمين وغير المسلمين من يهود ونصارى وهذا يعرفه اطفال المسلمين الذين يدرسون فى المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية فى بلاد التوحيد والسنة المملكة العربية السعودية ايدها الله ونحن نجزم ان اسامة بن لادن لم يستفيد ولم يسير فى منهجه على وفق المناهج المقرر فى المدارس السعودية ولو انه التزم بالمناهج المقرره بالمدارس السعودية لما وقع فى هذه الفتن والمحن والبلايا والرزايا والارهاب وسيأتى بسيط الكلام فى هذا المقام ان شاء الله واما مقاومة الشعب الفلسطينى للاحتلال الاسرائيلي فإن الدول الاسلامية قاطبة حكاما وعلماء وشعوباً اصدروا ملايين البيانات وعقدوا الاف المؤتمرات فى اعلان وقفهم الصارم مع الشعب الفلسطينى وادانوا الارهاب الاسرائيلي ((ارهاب الدولة)) وقد بسطنا اقوالهم فيما تقدم. لأن ليس بين الدول الاسلامية وبما فيهم الفلسطينيين اية عهود مع العدو الاسرائيلي بل لما قدم مؤتمر القمة العربية مبادرة الامير عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله عارضت اسرائيل بشدة تلك المبادرة التى ايدتها جميع الدول الاسلامية الا ان بعض الحزبيين الارهابيين من امثال اسامة بن لادن وايمن الظواهرى والمسعرى وسرور تنكروا لمبادرة الأمير عبد الله نقول لهؤلاء ان منظمات الاخوان المسلمين مثل حماس وبزعامة احمد ياسين دعوا الى نفس مبادرة الامير عبد الله بل فى الحقيقة ايدوا مبادرة الامير عبد الله ولى العهد السعودي حفظه الله استضافت هيئة الإذاعة البريطانية اسماعيل ابو شنب ممثل حركة حماس : قال اسماعيل ابو شنب : ((ان حماس يقبل هدنة مع اسرائيل بشروط الانسحاب الى حدود 67 وقال : ان هذه المبادرة تقدم بها احمد ياسين زعيم حركة حماس )).
نقول للمسعرى زعيم حزب التحرير الاخواني واسامة بن لادن وايمن الظواهرى وسرور ما قولكم فيما قرره احمد ياسين فى كلامه المتقدم ومعلوم ان حركة حماس وزعيمها من الاخوان المسلمين فهم ليسوا من السلفيين الوهابيين فماذا يقول المسعرى وبن لادن فيما قرره زعيم حركة حماس ؟
ونجد اسامة بن لادن هنا وهناك يؤيد العمليات الاجرامية الارهابيه التى وقعت فى الولايات المتحدة الامريكية بل يشن حملة شعواء على علماء الامة وقادة الدول الاسلامية واليكم نص كلامه : ((اما الذين ادانوا هذه العمليات فهؤلاء نظروا الى الحدث بصفة مستقلة ولم يربطوه بالاحداث الماضية والاسباب التى ادت اليه فنظرتهم قاصرة ولا تنطبق ولا تنطلق لا من اصل شرعي ولا من اصل ايضا عقلاني وانما رأوا ان امريكا والإعلام يذم هذه العمليات فقاموا يذمونها . وهؤلاء مثلهم كمثل ذئب رأى حملاً فقال لهذا الحمل ولد النعجة – انت الذى عكرت علي الماء فى العام الاول قال يا هذا لست انا قال بل انت قال انما ولدت فى هذا العام قال : اذن امك التى عكرت على فأكل هذا الحمل فما كان من هذه الام المسكينة التى رأت إبنها يمزق بين انياب هذا الذئب الا ان دفعتها عاطفة الامومة فنطحت هذا الذئب نطحة لا تقدم ولا تؤثر فصاح الذئب وقال انظروا الى هذه الارهابية فقام هؤلاء البيغاوات يرددون ما يقول الذئب ويقولون نعم نحن ندين نطح النعجة لهذا الذئب اين انتم من اكل الذئب لابن هذه النعجة فإن هذه الضربات المباركة الموفقة انما هي ردود فعل لما يجرى على ارضنا فى فلسطين وفى العراق وفى غيرها )).
ويواصل المدعو الضال الجاهل اسامة بن لادن فى تأييده للعمليات الارهابية التى وقعت فى امريكا فيقول : ((... فهؤلاء الشباب قاموا بعمل عظيم جداً . بعمل جليل جزاهم الله خير الجزاء ونرجوا الله ان يكونوا ذخرا لأبائهم وامهاتهم فقد رفعوا رأس المسلمين عاليا واعطوا امريكا درسا لن تنساه بإذن الله سبحانه وتعالى ... وقد حذرت فيما مضى فى لقاء مع قناة ABC ان امريكا يدخلوها فى صراع مع ابناء الحرمين الشريفين سوف تنسى اهوال فيتنام وهذا الذى كان بفضل الله سبحانه وتعالى وما خفى اعظم بإذن الله سبحانه وتعالى . فمن بلاد الحرمين خرج خمسة عشر شبابا – نرجو الله يتقبلهم فى الشهداء من ارض الايمان هنالك اعظم كنز للمسلمين حيث يأرز الايمان كما صح عن نبينا عليه الصلاة والسلام الى المدينة المنورة كما تأزر الحية الى جحرها وايضا خرج اثنان من شرق جزيرة العرب من الامارات وخرج اخر من الشام زياد الجراح – نرجو الله ان يتقبل الجميع شهداء فهؤلاء وفى تصرفهم هذا اعطوا دلالات عظيمة جداً وبينوا ان هذا الايمان الذى فى قلوبهم يستدعى مقتضيات كثيرة ويستدعى ان تقدم الروح من اجل لا اله الا الله فهؤلاء فتحوا بابا عظيما للخير – ومن يقول ان العمليات الفدائية الاستشهادية لا تجوز انما هؤلاء الذين نسمع اصواتهم فى الاعلام انما يرددون شهوات الطغات شهوات امريكا وعملاء امريكا ... هذه الكلمة العزيزة نادرة ينتظرها شباب الاسلام من علمائهم ان يقولوا لهؤلاء الذين حملوا رؤوسهم على اكفهم من اجل لا اله الا الله ان يقولوا لهم قولة ذلك العالم لذلك الغلام انكم اليوم افضل منا هذه الحقيقة فميزان التفضيل فى هذا الدين هو كما جاء فى الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام ميزان الايمان ليس جمع العلم فقط بل جمع العلم والعلم به فميزان الايمان فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس من وراء ذلك حبة خردل من ايمان فهؤلاء جاهدوا الكفر الاكبر بأيديهم وانفسهم نرجو الله ان يتقبلهم فى الشهداء )) نقول : ان اسامة بن لادن الجاهل استدل هنا بقصة الغلام والملك ((اصحاب الاخدود)) وليس هنالك وجه للمقارنة بين عملهم وعمل الغلام فالغلام دعا الملك الى توحيد الله سالكا منهج الانبياء فى الدعوة الى الله فلم يحرض الشباب الى تفجير انفسهم فى قصور الملك وحاشيته ولم يدعو شباب الثانويات الى اغتيال الملك او تدمير قصره او تدمير سكنات عسكره ولم يفجر الغلام نفسه فى الملك او حاشيته انما الغلام كان يدعوا الى توحيد الله فى العبادة الى ان قتل فى سبيل الدعوة الى التوحيد كشأن الانبياء واتباعهم فأين انت ومن وافقك من شباب الثانويات من فعل الغلام . وشتان ما بين مشرق ومغرب بل انت واتباعك يا ابن لادن تطعنون فى منهج الانبياء الذى دعا اليه الغلام وسيأتى بسط الكلام فى هذا المقام فى موضعه ان شاء الله تعالى:
ونجد اسامة بن لادن فى بيانه الاول قسم الناس الى فسطاسين ((فسطاط ايمان ... وفسطاط كفر)) على حد تعبيره واليكم نص كلامه ((... اما عندما قتل منهم بضعة عشر فى نيروبى ودار السلام قصفت افغانستان وقصف العراق ووقف النفاق بأسره خلف رأس الكفر العالمي خلف (هبل العصر) امريكا ومن معها فاقول : ان هذه الاحداث قد قسمت العالم بأسره الى فسطاطين... فسطاط ايمان لا نفاق فيه وفسطاط كفر أعاذنا الله وإياكم منه وينبقى على كل مسلم ان يهب لنصرة دينه وقد هب رياح التغيير لإزالة الباطل من جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم واما امريكا فأقول لها ولشعبها كلمات معدودة : (( اقسم بالله العظيم الذى رفع السماء بلا عمد لن تحلم امريكا ولا من يعيش فى امريكا بالامن قبل ان نعيشه واقعا فى فلسطين وقبل ان تخرج جميع الجيوش الكافرة من ارض محمد صلى الله عليه وسلم والله اكبر والعزة للإسلام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته )) هكذا نجد اسامة بن لادن يكفر حكام المسلمين من اجل ان عقدوا عهود ومواثيق مع امريكا على وفق الشريعة الاسلامية وتنفيذا لأصولها واحكامها السمحة العادلة – كما سبق وكما سيأتى ونحن نتسائل هل كفر ايمن الظواهرى واسامة بن لادن وعبد الله عزام وحكمتيار حينما كانوا يعتقدون اتفاقيات عسكرية واقتصادية مع الاستخبارات الامريكية فى حربهم ضد الروس ام تجوزون التعاون والتعامل مع الامريكان اذا كان لكم وتحرمون التعامل والتعاون مع الامريكان اذا كان عليكم وسيأتى بسط الكلام فى هذا المقام فى موضعه ان شاء الله تعالى .
ثانياً: اليكم نماذج من اقوال ايمن الظواهرى القطبية الارهابية:
وايد المدعو الضال الجاهل ايمن الظواهرى اسامة بن لادن فى تأييده للعمليات الارهابية التى وقعت فى الولايات المتحدة الامريكية واصدر الظواهرى بياناً فى ذلك واليكم طرفا منه جاء فيه : ((يا امة الاسلام هذا نداءنا اليكم فى هذه الاوقات الحرجة العصبية التى يتميز فيها الصادقون من المتذبذبين هذا نداءنا اليكم وقد اجتمعت امم الكفر على فئة المسلمين وفئة المجاهدين والمرابطين . قبل ان ابدأ حديثى اليكم اود ان اوجه سؤالا الى الشعب الامريكي الذى تحشده حكومته ضدنا وضد فئة المسلمين المرابطين المجاهدين ايها الشعب الامريكي هل لك ان تسأل نفسك سؤالا لماذا كل هذا العداء ضد امريكا وضد اسرائيل ؟ ماذا كل هذه الكراهية فى قلوب المسلمين ضد امريكا ان الاجابة واضحة بسيطة ان امريكا قد ارتكبت من الجرائم ضد امة المسلمين ما لا يمكن ان يتحمله انسان او يتحمله مسلم مجاهد ان امريكا هى زعيمة المجرمين فى جريمة انشاء اسرائيل تلك الجريمة المستمرة منذ خمسين عاماً ان امة الاسلام لا يمكن ان تقبل بإستمرار هذه الجريمة ... الخ بيانه )).
واذا اردنا ان نعرف حقيقة منهج ايمن الظواهرى عن قرب لابد لنا ان نرجع الى كتاب منتصر الزيات الذى بعنوان ((ايمن الظواهرى كما عرفته ومنتصر الزيات ليس خصما وعدوا لأيمن الظواهرى بل هو من اعضاء حزبه الجماعة الاسلامية التى إتحدت مع جماعة الجهاد بل منتصر الزيات هو محامى الجماعات الاخوانية فى مصر بإقراره هو نفسه واوردنا هذا الكلام حتى لا يقال ان منتصر الزيات من خصوم ايمن الظواهرى وان كلامه مردود بل نقول فى شهاداته شهد شاهد من اهلها ونقول ان منتصر الزيات اكد فى كتابه هذا انه كان لا يمكن ان يقدم الى كتابة هذا الكتاب لولا تعرض ايمن الظواهرى فى كتابه الاخير ((فرسان تحت راية النبى)) ((عن وقائع لم يكن – احد من العامة على علم بها)) على حد تعبيره واليكم نص كلامه : ((لا اعرف وقت كتابة تلك السطور ما اذا كان الظواهرى حيا او صار بين يدى الله واعلم انه عاش محنة قاسية من جراء الحرب الامريكية ضد افغانستان وانعصر قلبى حين تلقيت نبأ استشهاد زوجته السيدة عزة نوير وابنه محمد بالقنابل الامريكية وتمنيت دائما ان ينجوا الظواهرى واخوانه وان يرد الله كيد الامريكيين لكن كل ذلك لا يجعلنا نضع رؤوسنا فى الرمال خصوصا بعد ما خرج الظواهرى بما كان خاصا الى الشيوع وتحدث فى كتابه فرسان تحت راية النبى)) عن وقائع لم يكن احد العامة على علم بها وعلق على احداث من دون ان يذكر كل الحقائق فشوه سيرة اشخاص وبدت الصورة غير واضحة وصار التصحيح لازما والتوضيح واجبا علنا نستفيد من اخطاءنا ولعل الله يغفر لنا ذنوبنا )).
يواصل منتصر الزيات فى بيان حقيقة منهج صاحبه ايمن الظواهرى فيقول : ((... ورغم ان قضية الصراع العربى - الاسرائيلى هى القضية المحورية للأمة العربية والاسلامية الا ان تركيز الظواهرى عليها كان تركيزاً هامشياً من جهة التخطيط والتنظيم والدعم المادى والبشري لكن الانصاف يقتضى القول انه كان يتواصل مع هذه القضية على مستوى المؤازرة المعنوية والدعم العقائدى والنصرة الواجبة اعلاميا وقد برزت فى السطور القليلة التى نشرها ناعيا الدكتور فتحى الشقاقى مساحة اتصاله بقضية تحرير فلسطين اذ قال تنعى جماعة الجهاد فى مصر الاخ المجاهد فتحى الشقاقى الذى نحسبه شهيداً ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يتقبل منه صالح اعماله ويتخذه شهيداً وان يثبت اخوانه من بعده على طريق الجهاد ونؤكد لإخوانه ولجميع المجاهدين ان طريق الجهاد هو طريق الشهادة وان فتحي الشقاقى يستحق هذا الشرف بإذن الله فقد عرفناه مجاهدا صادقا – لا نزكيه على الله – فى التصدي لليهود ورفض معاهدات الذل والاستسلام نسأل الله ان يعوضنا ويعوض اخوانه والامة الاسلامية عنه خيرا وان يرزقنا الثبات على طريق الجهاد)).
كان الظواهرى يرى ان الطريق الى القدس يمر بالقاهرة وهو ما كان يبرر به تساؤلات عديدة عن احجام تنظيمه عن توجيه عملياته ضد اليهود تضافرا مع العمليات الاستشهادية التى تنفذها عناصر حركتى الجهاد وحماس فى فلسطين وهو ظل لفترات طويلة يردد ان الشكل الوحيد المقبول للجهاد هو الكفاح المسلح وان المسلم الصادق ينبقى عليه ان يواجه اولاً الكفر الداخلى ((العدو القريب)) وبعدئذ يواجه الكفر الخارجي العدو البعيد . وأكد الظواهرى فكرته فى جهاد العدو القريب قبل العدو البعيد فى مقال كتبه فى نشرة المجاهدين التى صدرت فى نيسان ابريل 1995م عنوانه : ((الطريق الى القدس يمر بالقاهرة)) قال فيه بوضوح : ((لن تحسم ولن نفتح القدس الا اذا حسمت المعركة فى مصر والجزائر والا اذا فتحت القاهرة)) وكانت الفكرة الاساسية المطروحة التى تلح على الظواهرى اعتبار ان العدو الاساس هو النظام السياسي بإعتباره لا يحكم بما انزل الله . وتناول الظواهرى بالنقد دعاوى ارتفعت فى القاهرة نادت بضرورة وقف العمليات المسلحة ضد النظام فى مصر استعدادا لمواجهة حتمية مع اسرائيل حينما وجه الشيخ خالد ابراهيم زعيم تنظيم الجماعة الاسلامية فى محافظة اسوان اثناء جلسات محاكمته امام محكمة امن الدولة العليا طوارى خلال نسيان 1996م نداء الى اعضاء الجماعات الاسلامية بوقف العمليات المسلحة لمدة عام وتواصل بعض الشخصيات مع نداء خالد ودعم نداءه اعلاميا وسياسيا وقال : خالد ابراهيم فى كلمته التى نشرتها صحيفة الحياة اللندنية فى اليوم التالى : (( اوجه من هذه القاعدة المقدسة فى ساحة القضاء كلماتى الى اهل شعب مصر والى الصفوة والنخبة من هذا الشعب الكريم لكى يقفوا معا وقفة رجل واحد فى وجه هذه الفتنة السوداء معاشر الرجال الكرام قفوا معا فى وجه هذه الفتنة حولوا هذه الدماء التى هى وقود المعركة بين ابناء شعب واحد شارك فى بناء هذا المجد العظيم الذى بنى فى عهد طويل كانت فيه مصركم الغالية درة الشرف ورائدة المنطقة حولوا هذه الاشلاء لبنات تبنى مجدكم وحصنكم الذى يحفظكم من اعدائكم وهم كثر وعلى رأسهم اسرائيل ومن ورائها الصهيونية العالمية التى تحلم ببناء هيكل سليمان وتقيم امبراطورية اليهود الكبرى من النيل الى الفرات وهناك امريكا التى تريد ان ترسم نظاما عالميا جديدا تدور كل دول العالم فيه)) وكنت عقبت على نداء خالد ابراهيم وقلت فى تصريحات صحافية وقتها بأن الاخطار تحدق بأمتنا الاسلامية من كل جانب وتكاد تطبق عليها مخالب الثالوث المتآمر الصهيونية والصليبية والشيوعية والامة فى احلك فتراتها سوادا وغربة وايقاع التآمر يخطوا سريعا واسرائيل تحلم بدولتها الكبرى وهى فى سبيل ذلك تحاصر المجاهدين فى الاراضى المحتلة وتطارد جنود حماس والجهاد فى غزة واريحا والضفة وتسعى الى تصفية حزب الله فى لبنان وتعقد اتفاقا استراتيجيا مع تركيا لمحاصرة ايران كما ان الجولان لا يزال فى الاسر وشددت على ان هذا هو واقعنا الذى اتاح لأسرائيل ان تعربد فى بلاد الله والمستهدف من كل ذلك هو المارد الاسلامي لذا رأيت ان اوجه رسالتى الى قيادات العمل الاسلامي فى المهجر بضرورة اصدار قرار بوقف كل العمليات المسلحة)) لكن الظواهرى وصف نداء خالد ابراهيم ومؤازرتى بأنه ضجة صحفية مقتنعله. واوضح الظواهرى فى بيانه الذى حمل الرقم 3 لسنة 1996م فى 20/5/1996م رفض جماعة الجهاد لأى تراجع عن جهاد النظام المصرى واعتبر ان اهم الاخطاء التى وقعت فيها الحركات الاسلامية خطأ التفريق بين العدو الخارجي والعدو الداخلى وضرب امثله لوجهة نظره كالتفريق بين الانجليز والملك فاروق وبين الامريكان وجمال عبد الناصر فى بداية عهده وبين الروس وجمال عبد الناصر فى نهاية عهده او التفريق بين اليهود والسادات واكد الظواهرى فى بيانه المشار اليه ان قتال العدو القريب اولى لأنه العدو الاقرب والله سبحانه وتعالى يقول فى كتابه ((قاتلوا الذين يلونكم من الكفار)) وانهى بيانه بالقول : وختاما اتق الله يا منتصر ولا تعط النظام فرصة لكسب الوقت ولا تثبط شباب الاسلام فى مصر خاصة وقد بدأوا فى فتح جبهة جديدة ضد اسرائيل كما حدث فى عملية فندق اوربا المباركة للجماعة الاسلامية وفى قضية خان الخليلى والتى لم يقدر لها المولى ان تتم ضد السياح الاسرائيليين . لكن الظواهرى فاجأ العالم كله فى شباط فبراير سنة 1998م بإنضمامه الى الجبهة الاسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين تحت زعامة اسامة بن لادن وهذه حددت اهدافها فى صورة فتوى شرعية توجب على المسلمين قتل الامريكان مدنيين وعسكريين ونهب اموالهم واعتبرت ذلك الامر فرضا على من استطاع من المسلمين فى كل انحاء العالم كانت هذه الوثيقة كاشفة وليست منشئة لتحولات الظواهرى الفكرية والحركية معا بنقل المعركة من المواجهة ضد العدو القريب الى المواجهة ضد العدو البعيد ممثلا الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل وكانت اشارات صدرت من خلال بيانات او مقالات للظواهرى خلال 1997م افادت الباحثين والمراقبين عن وجود تحولات فكرية فى منهج الظواهرى وجماعة الجهاد وعن توسعه فى طرق قضية فلسطين والصراع العربى – الاسرائيلى وتناوله لها بعمق عقائدى ودينى ففى تشرين الاول اكتوبر 1997م كتب الظواهرى فى نشرة جماعة الجهاد مقالا بعنوان بيان امريكا وقضية جهاد اليهود فى القاهرة تعرض فيه الى بيان وزارة الخارجية الامريكية السنوى للعام 97 والخاص بالانشطة الاسلامية وعدد قياداتها والذى واكب فى الوقت نفسه صدور حكم المحكمة العسكرية فى قضية خان خليلى التى كان المتهمون فيها من عناصر الجهاد يستهدفون تفجير فوج اسرائيلي كان من هذا المقال اولى الاشارات الى بداية التحول فى لغة خطاب الظواهرى وجماعة الجهاد ضد امريكا ثم كتب مقالا ثانيا عن امريكا ووهم القوة فى تشرين الثاني نوفمبر 1997م تحدث فيه عن امكان انزال ضربات بالامريكيين رغم قوتهم واتضح التحول الفكرى فى منهج الظواهرى فى مقاله الذى حمل عنوان ((يا امة الاسلام صفا واحدا فى سبيل الله لجهاد امريكا)) وتضمن تحريضاً واضحا على استهداف المصالح الامريكية.
اسباب التحولات الفكرية والحركية فى منهج الظواهرى:-
1. الاحقاقات العسكرية فى كل العمليات التى قام بها افراد تنظيمه بإستهداف رموز الحكومة المصرية.
2. الخلل الادارى العميق فى الجماعة الذى اسفر عن ضبط اعداد من اعضاء التنظيم داخل مصر وسببته هذه العمليات الفاشلة من كشف كثيرين من اعضاء الجماعة من العناصر النائمة التى لم تكن مرصودة امنيا اذا استطاعت اجهزة الامن ان تجهض تحركا مبكرا لجماعة الجهاد فى تشرين اكتوبر 1993م .
3. القبض على عناصر قيادية فى جماعة الجهاد من خارج مصر واعادتهم الى البلاد.
4. الانشقاقات الداخلية قلنا ان ايمن الظواهرى استطاع فى الفترة من 1987م – 1990م ان يجمع شتات العناصر المنتمية فكريا لحركة الجهاد وكان انتماؤه يتوزع بين مجموعات عدة ان يدخل هؤلاء جميعا تحت رأيته بعدما اسس جماعة الجهاد لكن خروج قيادات ممن عمل على ضمها الى زعامته احد الاسباب التى ادت الى ضعف قدراته وثم اتخاذه قرار وقف العمليات المسلحة داخل مصر وتوقيعه على وثيقة الجبهة الاسلامية مع اسامة بن لادن..
5. اسامة بن لادن : استطاع الظواهرى ان يحدث تحولات جذرية واستراتيجية فى فكر اسامة بن لادن بعد ما إلتقيا معا فى افغانستان منتصف عام 1986م ولعل ما ساعد فى تمام هذه التحولات لدى بن لادن رغم تكوين مرجعيته الاسلامية السلفية قبل تعارفه على الظواهرى هو العلاقة الانسانية التى نشأت وتطورت بين الاثنين الى درجة الصداقة فإستطاع الظواهرى ان يقنع بن لادن بالفكر الجهادى الانقلابى وحوله من داعية سلفي يهتم بأمور الإغاثة الى مقاتل جهادى يعنى بأحكام الجهاد ضد الطواغيت وضرورة إجلاء القوات الامريكية عن بلاد العرب وزرع بن لادن نخبة من اخلص خلصائه ممن صاروا لاحقا ابرز العناصر المعاونة لإبن لادن وقادة تنظيمه القاعدة وهؤلاء كانوا يدينون بالولاء للظواهرى شخصياً وتاريخياً.
6. مبادرة الجماعة الاسلامية الى وقف العمليات المسلحة داخل مصر وخارجها )) .
يواصل منتصر الزيات احد اقرب العناصر الى ايمن الظواهرى فى كشف حقيقة منهج صاحبه ايمن الظواهرى فيقول: تحت عنوان : ((منهج انقلابى)) ما نصه : ((.... ولكنى انظر الى الظواهرى كشخصية عامة كان لها حضورها الطاغى فى مجريات الاحداث فى مصر لفترة طويلة ومن هنا كان التنقيب عن فكره ومنهجه واساليبه وآلياته خصوصا بعد تداعيات الاحداث على النحو الذى سارت اليه منذ الاعلان عن دخول الظواهرى فى تحالف وثيق مع بن لادن فى شباط فبراير 1998م وما تلا ذلك من تفجير للسفارتين الامريكيتين فى نيروبى ودار السلام ثم تفجير المدمرة كول فى ميناء عدن فى اليمن مرورا بصدور اول حكم قضائي من احدى المحاكم العسكرية ضده فى مصر فى القضية المعروفة اعلامياً بالعائدون من البانيا بالاعدام غيابيا . ثم كانت احداث الثلاثاء الدامي فى الحادى عشر من ايلول سبتمبر 2001 التى شهدت تفجيرات خطيرة فى نيويورك وواشنطن . وإعلان السلطات الامريكية ان المطلوب الاول فيها هو اسامة بن لادن والمطلوب الثاني هو ايمن الظواهرى وبذلك تكون الحالة الفكرية والتنظيمية للظواهرى قد وصلت الى اعلى نقطة يمكن ان تبلغها ويصبح تقويم خطواته وافكاره ومنهجه امرا واجبا ولذلك كان مهما ان نوثق رصدنا للحالة الانقلابية فى فكر الظواهرى من خلال اقواله هو ومنها ما اورده فى التحقيقات فى قضية الجهاد الكبرى عام 1981م او ابحاثه وكتبه التى تدونها واصدرها اقوال الدكتور ايمن الظواهرى فى القضية الرقم 462 للعام 1981م مصر امن الدولة العليا (الجهاد الكبرى) دار الحوار الاتى بين المحقق والظواهرى:
س: متى بدأ اهتمامك بالنواحى الدينية؟
جـ: كان ذلك فى المرحلة الثانوية سنة 1965م / 1966 حين كنت اقوم بقراءة الكتب الدينية وعقب حادث الاخوان المسلمين سنة 1965م بدأ بعض الناس يحدثونى عن ضرورة تجمع الشباب المسلم لأن هذا الحادث موجه ضد الاسلام فإقتنعت بهذه الفكرة.
س: متى نمت فكرة تكوين التنظيم الذى كنت فيه؟؟
جـ: خلال عام 1966م / 1997 تقريباً.
س: ومن الذى فكر فى انشاء هذا التنظيم؟
جـ: كنا مجموعة من الطلبة فى مدرسة المعادى الثانوية وطلبة اخرين من مدارس اخرى من بينهم اسماعيل طنطاوى.
س: ومن قام بإنشاء هذا التنظيم؟
جـ: كان معنا طالب اسمه عادل العياط فكر فى انشاء هذا التنظيم ثم قمت انا واسماعيل طنطاوى وسيد حنفى وعادل العياط بإنشاء هذا التنظيم الا ان عادل العياط انسحب منه مبكراً.
س: وهل اطلقتم عليه اسما معينا على هذا التنظيم ؟؟
جـ : لا.
س: وما هو هيكل هذا التنظيم منذ انشائه؟؟
جـ: اسماعيل طنطاوى كان امير التنظيم وكان معه فى عضوية التنظيم انا وسيد حنفى ثم انضم بعد ذلك علوى مصطفى عليوه ثم بدأ ينمو التنظيم باضطراد حتى عام 1974م حين حصل انشقاق من بعض الافراد عليه.
س: ما الغرض من انشاء هذا التنظيم؟
جـ: كنا نهدف الى اقامة الحكومة الاسلامية.
س: ما المقصود بالحكومة الاسلامية فى ظل تنظيمكم هذا؟
جـ: هى الحكومة التى تحكم بشرع الله سبحانه وتعالى . ثم عاد وكيل النيابة ليسأل الظواهرى مرة اخرى فى الصفحة 56 من محضر استجوابه.
س: ما معنى الجهاد فى ظل التنظيم؟
جـ: اجاب الظواهرى بوضوح : معنى الجهاد هو ازاحة الحكومة الحالية عن طريق مقاومتها وقلب النظام القائم واحلال الحكومة الاسلامية محلها.
س: وكيف يتم احلال الحكومة الاسلامية محل الحكومة الحالية ؟
جـ: قال في شفافية ووضوح ينبأن عن وضوح هدفه ومقصده : ((عن طريق الانقلاب المسلح وقد اقتنعنا بأنه يحب تعاون المدنيين مع العسكريين لتحقيق هذا الهدف)).
س: وما سبب ازاحة الحكومة الحالية واقامة الحكومة الاسلامية ؟
جـ: لأن الحكومة الحالية لا تحكم بشريعة الله سبحانه وتعالى وفى نهاية هذه الجلسة من الاستجواب سأل محمود مسعود وكيل نيابة امن الدولة العليا الظواهرى : هل اعددتم الوسيلة الكافية للقيام بهذا الغرض؟؟
قال الظواهرى : ((احنا سعينا لذلك وكان امامنا مشوار طويل لم نبلغه لأن امكانياتنا لم تصل لتحقيق هذا الغرض.
س: ما الهدف الذى كنتم تسعون اليه عند انشائكم لهذا التنظيم؟؟
جـ: كنا نسعى الى قلب نظام الحكم القائم بالقوة واحلالا للحكومة الاسلامية محل الحكومة الحالية.
واوضح الظواهرى طريق تفكيره الانقلابية فى الصفحة 62 من التحقيقات : قال : ((احنا كنا لنا هدف مرحلى هو تجميع اكبر عدد ممكن من المدنيين وضمهم للتنظيم بالإضافة الى التعاون مع العسكريين وعملية قلب نظام الحكم تعتبر عملية فنية يجب ان يخطط له شخص عسكرى من الذين سينضمون الى التنظيم )).
هكذا كان يفكر ايمن الظواهرى فقد كان دائماً ينظر نظرة طويلة وعميقة لعملية الانقلاب الذى يرتب له ويراه الوسيلة الوحيدة للتغيير واقامة الحكومة الاسلامية لأنه ايضاً يعتقد اعتقادا جازما بعدم جدوى الخطاب الدعوى فبدون حكومة اسلامية لا يمكن تغيير الشعب فالأمران مرتبطان فى يقين الظواهرى ارتباطا لا يقبل الانفصام... كان الظواهرى واضحاً منذ اليوم الاول لألتحاقه بأول خلية سرية فى سعيه نحو الانقلابية بمعنى قلب نظام الحكم من جذوره واقامة حكومة اسلامية بديلة ، الامر الذى دفعه الى توثيق صلاته بعناصر داخل القوات المسلحة وهو ما سنعود اليه لاحقا فى علاقته بعصام القمرى وزملائه داخل القوات المسلحة وهو ظل يميل الى اتباع سياسة النفس الطويل متفاديا الدخول فى صدامات قد تلحق اضرارا بتنظيمه لكنه غير نهجه فى هذه الجزئية تحت وطأة ضغوط مارسها عليه بعض افراد تنظيمه فى التسعينات وقد حاول الظواهرى ان يثنى عبود الزمر عن الاستمرار فى المصادمات التى كان مخططا لها ان تعقب عملية اغتيال السادات وبدأ ذلك فى حرصه على زيارة عبود الزمر فى مخبئه مساء يوم 6 تشرين الاول سنة 1981م اذ توجه لمقابلته بصحبة امين الدميرى وسيد امام يقول الظواهرى : ((قمت بمناقشته – يقصد الزمر – فى ضرورة عدم تطوير التصادم مع الحكومة والاكتفاء بما تم من واقعة اغتيال رئيس الجمهورية.
وفى موضع اخر من التحقيق الذى اجراه معه محمود مسعود وكيل نيابة امن الدولة نستخلص فكرته الانقلابية حينما سأله عن سبب تكوين تنظيم عصام القمرى داخل القوات المسلحة قال : الظواهرى بوضوح : انه يقصد منه قلب نظام الحكم لأقامة الحكومة الاسلامية محل الحكومة الحالية ... ويوضح الظواهرى فى الصفحة 98 من التحقيقات الفروق بين تنظيمه والتنظيمات الاخرى فى ذلك الوقت فيقول : ((احنا نحن بنؤمن اساسا بأننا موافقون على ما اجمع عليه المسلمون وأئمتهم الاربعة واننا مستعدون للتخلى عن كل من يخالف ذلك فإحنا فنحن بنخالف الاخوان المسلمين لأن لهم بعض الايام مواقف مهادنه للحكومة الا اذا تغير اسلوبها وحكمت بشرع الله.)) هذه جذور الظواهرى الفكرية تقطع بالانقلابية من دون سواها من الوسائل فى التغيير وهو اثبتها فى التحقيقات عام 1981م وقبل ان يسارع . البعض الى التشكيك فى الاعتماد على اقوال ابداها فى ظروف غير طبيعية أى الفترة التى كان فيها سجينا فها هو بعد قرابة ستة عشر عاماً وفى حديث مع وكالة الانباء الفرنسية فى آب أغسطس 1997م يُسأل : هل انتم بالمطلق ضد أى مبادرة لوقوف الصراع العسكرى بينكم وبين الحكم فى مصر . ويقول : ((سيتوقف الصراع العسكرى وكافة اوجه المقاومة الاخرى – الدنيوية والفكرية والاعلامية بين المجاهدين – كطليعة للصحوة الاسلامية – وبين النظام يوم يتخلى النظام للمسلمين عن الحكم )) أ.هـ.
وقد صدر ايمن الظواهرى واسامة بن لادن هذه الافكار التكفيرية الإرهابية الى جميع انحاء العالم وخاصة الى الجزائر بل الجماعات الاسلامية القطبية فى الجزائر تعتمد اعتماداً كلياً على نشرات جماعة الجهاد التى يتزعمها ايمن الظواهرى. وقد شهد شاهد من اهلها بهذه الحقائق وهذا الشاهد الذى نحن بصدد ايراد شاهدته بهذه الحقائق هو احد كبار قادة هذه الجماعات القطبية السرورية هو محمد سرور نايف مدير مركز الدراسات الاسلامية بلندن صاحب مجلة السنة القطبية الاخوانية يقول محمد سرور ما نصه : ((وهذا الذى شهدته الساحة الجزائرية كان تطبيقا عمليا لقواعد قعدها شيوخهم خارج حدود الجزائر وهو قابل للتصدير الى بلدان اخرى ولو كان لهؤلاء وجود مسلح فى فلسطين المحتلة لرفضوا الانضمام لمنظمة حماس الفلسطينية ولن يقبلوا بعد ذلك التعاون والتنسيق معها لأنهم سيرفون شعار فساد المنهج وقس ذلك على غير حماس من المنظمات الجهادية فى اى بلد من بلدان العالم )).
اما العلاقة الحميمة بين اسامة بن لادن وايمن الظواهرى والجماعات الارهابية فى الجزائر فهذه لا تحتاج الى دليل فقد اصدرت الجماعة التى تسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال بيانا وناصرت فيه اسامة بن لادن وايمن الظواهرى واليكم نص الخبر الذى جاء فى هذا الخصوص : ((حذر زعيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال فى الجزائر حسان حطاب الولايات المتحدة الامريكية من التسرع فى الانتقام ممن وصفهم بالبرئاء كما حذرها من استهداف المسلمين والعرب وفق خطة يعدها اليهود الكفار مهدداً بالرد بعنف ان لم تتراجع الولايات المتحدة عن ذلك وضرب مصالحها فى كل مكان... وكشف الجانب الجزائرى حسب الصحيفة نفسها تسجيل مكالمة بين خطاب وابن لادن... )) ونترك القارئ الكريم مع محمد سرور احد قادة هذه الجماعات القطبية الارهابية لكى يسرد لنا النصوص الارهابية القطبية الضالة التى تروجها جماعة الجهاد المصرية وزعيمها ايمن الظواهرى فى الجزائر : واليكم نص كلام سرور: ((هنالك فئة من الجماعة الاسلامية لها علاقات ود وتعاون مع الرافضة الايرانيين والعرب ليس لهم مثل هذه العلاقات او اقل منها مع الدعاة والجماعات السلفية ))وهناك افراد من الجماعة الاسلامية يقدمون انفسهم للعلماء والدعاة فى الجزيرة العربية على انهم يمثلون ممثلوا الاتجاه السلفي فى جبهة الانقاذ الجزائرية وجدير بالذكر ان هذه الفئات كلها تعمل فى اطار الجماعة الاسلامية وتتلقى اوامرها من قيادة واحدة وقد تقوم الفئة الواحدة بعدة ادوار الى ان قال تحت عنوان : ((موقف حزب الغلاة من العلماء والدعاة والجماعات : ما نصه : لن يعرف القراء حزب الغلاة من العلماء والدعاة والجماعات الا اذا عرضنا نماذج من اقوالهم فيهم وقبل عرض هذه النماذج لابد لى من الاعتذار لأننى مضطر للاستدلال بمقاطع مليئة بالفحش والسفاهة.
اولاً: موقفهم من العلماء : قالوا عن شيخ الازهر السابق جاء الحق على جاد الحق رحمه الله : ((واما الدجال الاكبر شيخ الجامع الازهر السابق جاد الحق على جاد الحق)) قد نال منصبه هذا مكافأة له على فتواه بإهدار دم الإخوة المجاهدين الذين نفذوا حكم الله فى انور السادات فتم ترقيته جاد الحق من منصب المفتى الى منصب وزير الاوقاف الى منصب شيخ الازهر كل هذا خلال الاشهر الثلاثة الاولى من عام 1982م وقد قال القاضي المجرم سمير فاضل لأنه اعتمد فى قراره بإعدام هؤلاء الإخوة على ما قاله المفتى جاد الحق فى حقهم ((انظر جريدة الاخبار 25 /3/1982م فلا ينبقى للمجاهدين ان ينسوا ثأرهم من هؤلاء الزنادقه الذين يستحلون دماء المجاهدين)) أ.هـ سلسلة نشرات جماعة الجهاد المصرية ... ومثل هذه الاتهامات والشتائم التى تصل حد الرمى بالزندقه والتكفير يرمون بها جميع العلماء لأنهم علماء للسلاطين وينسحب هذا المصطلح على جميع من يتولى اعمالاً فى وزارات الاوقاف والدعوة الشؤون الاسلامية ابتداء بالمفتى وانتهاء بأئمة المساجد وخطبائها ومن الامثلة على ذلك ان بعضهم يكفر الشيخ عبد العزيز بن باز مفتى الجزيرة العربية وبعضهم الاخر يقول : لا أكفره تورعاً ولكن هذا البعض يرميه بكل ما هو اقل من التكفير . ومشكلتهم مع هؤلاء العلماء ان الناس يستفتونهم ويحضرون خطبهم ودروسهم وعندما تعرض عليهم اقوال وفتاوى حزب الغلاة يدحضونها ويبينون بطلانها والناس يستمعون اليهم وخاصة لأهل الصلاح والورع منهم ولذلك فإن الغلاة يخوضون في اعراضهم وينهشون لحومهم ويحصون اخطائهم ويصبح التشنيع عليهم مادة يجترونها فى نواديهم ونشراتهم قلة من العلماء لا يحبونهم ولكنهم لا يستطيعون التشهير بهم لأنهم ليسوا من علماء السلطة وعلى نقيض ذلك فالسلطات تخشاهم وتضطهدهم وتنكل بهم وانهم لو تعرضوا لهم بسوء فلسوف ينفض عنهم كثير من انصارهم الذين يقدرون هؤلاء العلماء ويسمعون كل ما يصدر عنهم من كتابات واشرطة لهذه الاسباب فإن قادة حزب الغلاة يستخدمون التقية نحو هؤلاء العلماء وقد يوهمون اتباعهم بأنهم وهم كيان واحد ثم ينظرون الوقت المناسب للانقاض عليهم ونهش اعراضهم ولابد لهم من التدرج فى ذلك.
ثانياً: موقفهم من جماعة الاخوان المسلمين:-
اتهموا مؤسس هذه الجماعة الشيخ حسن البنا رحمه الله بالتلاعب فى دين الله انظر الى قولهم ((ومن العبر البليغة ان حسن البنا كان قد عقد المؤتمر الرابع لجماعته من اجل مبايعة هذا الملك الكافر الذى يحكم بغير ما انزل الله وسير البنا عشرين الفا من اتباعه فى ميدان رمسيس الى ميدان عابدين يهتفون بحياة هذا الملك فكان جزاء البنا ان سلط الله عليه هذا الملك فقتله وهذا جزاء كل من يتلاعب بدين الله ومن اعان ظالماً سلطه الله عليه)) انظر جماعة الجهاد المصرية :النشرات7– 5– 4.
ونقلوا عن محمد حامد ابو النصر رحمه الله المرشد الرابع لجماعة الاخوان المسلمين انه لا يرى مانعا من وجود حزب شيوعي او علمانى فى ظل الحكم الاسلامي لأن هذا ما تقضى به الدمقراطية ثم قالوا فى الرد عليه:
((ان هذا الكلام فى شق ودين الاسلام فى شق اخر لأنه انكار لمعلوم من الدين بالضرورة الا وهو وجوب اقامة حد الرد على الشيوعي والعلمانى فكيف يسمح لهم الاسلام بحزب لنشر الإلحاد فى دار الاسلام ان كلامه هذا هو محض العلمانية فلينتبه لهذا الشباب المخدوع بالإخوان ومثل هذه الاتهامات التى تبلغ حد الكفر المخرج من الملة اتهموا المرشد الثاني والثالث رحمهما الله ثم قالوا : متوجهين بخطابهم الى عامة الإخوان المسلمين : ((من كان منكم جاهلا او ملبسا عليه فقد جاءه الحق فى هذه النشرة وغيرها من نشراتنا وظهر له ضلال قادة الاخوان : ((ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا )) الاحزاب : 36 وقد قامت الحجة عليه بهذا ولا عذر له بعد اليوم فى عدم مفارقة اهل الزيغ والضلال والقيام بما اوجبه الله تعالى من جهاد الحكام الطواغيت المرتدين )) انظر منشورات جماعة الجهاد المصرية 7-5-4.
وفى موضع آخر قالوا معلقين على مفاوضات مزعومة جرت بين الحكومة المصرية والاخوان: و((ترتب على المفاوضات ان تحول الاخوان الى عملاء للحكومة الكافرة يسبغون الشرعية على حكمها ودمقراطيتها وينكرون على من ينادى بجهادهم وتحول الاخوان الى طابور خامس يمزق جسد الحركة الاسلامية بمصر وبصيب الحركة بالتخذير والشلل )).
يواصل محمد سرور فى كشف وسرد ضلالات وانحرافات اصحابه فى جماعة الجهاد المصرية فيقول:
((اما المحرر الانصار فله اسلوب مميز فى الحديث عن المخالفين فهو هنا يذكر اسما من اسماء الاخوان المسلمين المشهورة ثم يقول معرفا به : ((اخوانى كذاب اشر وهو اجهل من ان يعامل معاملة العقلاء الباحثين الى ان قال : فليرجع الى كتب السلف الصالح وعباراتهم فى تقييم الرجال ولذلك لا يأتينى نصف عاقل ليقول : أهذا هو البحث العلمى ؟ أو اهكذا تعالج الافكار ؟ فالجواب البحث العلمى ومعالجة الافكار يكون لمن ملك شيئاً من العلم او لمن عنده شئ من الفكر واما امثال هذا الرقيع ... ثم مضى يذكر الفاظاً ومصطلحات فى شتم هذا الداعية وغيره تجعلنا نترحم على اسلوب جماعة الجهاد المصرية ثم جاء بعد ذلك من هو اشد واتغى )).
ثالثاً: موقفهم من الجماعات الاخرى : هاجمت ((الكلام ما زال للسرور)) هاجمت جماعة الجهاد المصرية الاخوان المسلمين ثم انتقلت الى الحديث عن جماعة مصرية سلفية فقالت : ((نجد طائفة اخرى لم تقع فيما وقعت فيه الطائفة الاولى فعصمها الله تعالى من موالاة الطواغيت وتأييدهم وهذا امر طيب)) ولكن هل سلمت هذه الطائفة من ألسنة القوم ومن سهامهم رغم اشارتهم لهم بأن الله عصمهم من موالاة الطواغيت وتأييدههم !! لا لم يسلموا ولن يسلموا وها هو الكاتب النحرير يتحدث بلسان جماعته قائلاً: ((... لكنهم فى نفس الوقت قعدوا عن جهاد هؤلاء الطواغيت وتذرعوا بزرائع واهية لا تدخل الآذان فضلاً عن العقل وقد تزرعوا بالعلم والتربية وتركوا الاصل الذى ان ضاع ضاع كل شئ الا وهو الجهاد لأن الطواغيت لو استمروا فلن يكون هناك علم ولن يكون هناك تربية اللهم الا ثقافتهم وتربيتهم الجاهلية والتى تجد لها بدلاً من البوق ألفا فى الاذاعة المسموعة والمرئية والجرائد بأنواعها المختلفة )) يقول سرور معلقا على هذا البلايا ما نصه : ((سبحان الله ان هذه الطائفة التى تعرضت لفقد جماعة الجهاد المصرية سلفية وليس متهمة عندهم بالإنتماء الى حزب الولاة وذلك ثابت بشهادتهم لهم ويبدو انهم كانوا امام ضغط جماعة الجهاد عليهم مضطرين الى بيان موقفهم من مسألة قتال الحكام فى مصر ولهذا الموقف اسباب وجيهة اما كان بوسع جماعة الجهاد – وهى التى ترفع الراية السلفية البحث عن امكانية التعاون فى المجالين : العلمى والتربوى وغير ذلك من الامور التى هى موضع اتفاق بين الجماعتين ثم نؤجل)) المسائل المختلف عليها الى مرحلة اخرى؟! وبدلا من ذلك يشتد الكاتب عليهم فيتهم بالمراوغة واللف والدوران ثم يضيف قائلاً ((اما اذا قلتم ان الجهاد ليس واجبا فى هذا الوقت لأى ظرف من الظروف قلنا الله اكبر ابت العوراء الا ان تظهر فقد بانت حقيقتكم وظهر امركم )) وبعد ان ظهرت العوراء فإنه لا مجال للالتقاء ولا للحوار او التفاهم وهذا هو موقفهم من مختلف الجماعات الاسلامية الاخرى )).
رابعاً: موقف بعضهم من بعض : الكلام ما زال لسرور : يعتقد الغلاة ان قتال الحكام فرض عين قال صاحب العمدة ((وجهاد الحكام المرتدين واعوانهم فرض عين على كل مسلم من غير ذوى الاعذار الشرعية )).
ثم يخطو مؤلف الكتاب خطوة اخرى فيقرر بأن اشتغال الجماعات بغير الجهاد خيانة : ((كما اننا نرى ان شغل المسلمين بأى امر سوى الجهاد في سبيل فى هذا الزمان – كما تفعله كثير من الجماعات الاسلامية هو خيانة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وخيانة لهذا الدين وتضييع له )).
هذه الحقائق التى قررها صاحب العمدة كانت الارضية التى بنت عليها الجماعة الاسلامية المسلحة فى الجزائر غلوها سواء علم بذلك المؤلف ام لم يعلم – فقد بدأت جرائمها بقتل الدعاة الذين لا يرون رأيهم فى قتال النظام ثم تطور موقفهم فأصدروا البيان رقم 40 والذى اسموه : بيان فى قتال جيش الانقاذ لأنه لا يجوز تعدد جماعات الجهاد وبعد صدور هذا البيان اصبحت معسكرات جيش الانقاذ هدفا لهجماتهم التى تفسر عن فظائع لا حصر لها وكان الاخوة فى الانقاذ حائرين لا يدرون ماذا يفعلون لأنهم لم يصعدوا الجبال من اجل قتال امثال هؤلاء وبعد قتال جيش الانقاذ جاء دور الذين يقاتلون فى صفوفهم كالشيخ محمد سعيد وعشرات من اخوانه ثم توالى القتل والذبح فلم يعد احد من الجزائريين امنا وبين حين واخر كانوا يصدرون البيانات التى يؤكدون فيها انهم الجماعة ذات الشوكة التى لا يجوز الخروج عليها وهذا الذى شهدته الساحة الجزائرية كان تطبيقا عمليا لقواعد قعدها شيوخهم خراج حدود الجزائر وهو قابل للتصدير )).
يواصل سرور فى كشف ضلالات وانحرافات اصحابه فيقول : ((كانت جرائمهم فى اوساط الدعاة قليلة وتحتاج الى تثبت وكنا نتهم نظام – الجنرالات – عندما يبلغنا نبأ مقتل داعية لأننا لم نعهد مثل هذا الاستهتار بدماء المؤمنين من قبل غير ان بيانات الغلاة كانت تضعنا امام الحقيقة المرة وكأن الذين يصدرون هذه البيانات حريصين على تبرئة الطغاة مما ينسب اليهم وهكذا فقد توالت بيانات الغلاة التى تؤكد ولوغهم فى دماء الدعاة.
رابعاً: اصدرت الجماعة الاسلامية بيانا بإهدار دم قيادة الانقاذ فى الخارج وبدأوا تنفيذ مضمون هذا البيان بقتل عبد القادر صحراوى فى فرنسا ((وهو عضو فى ق
هذه هى مناهج أسامة بن لادن وأيمن الظواهري القطبية الإرهابية المحاربة للمناهج السعودية السلفية
فى هذا الفصل سوف نعرض نماذج من اقوال المدعو المفترى الضال الجاهل اسامة بن لادن والمدعو الضال المضل الجاهل ايمن الظوهرى ، وسيرى القارئ الكريم من خلال اقوالهما ان المذكورين يسلكان منهج الخوارج الغلاة الذين يكفرون حكام المسلمين وعامة الناس. وسوف نؤكد فى هذا الفصل ان هذه المناهج التى يدعوا اليها اسامة بن لادن وايمن الظواهرى مناهج مخالفة ومحاربة لمنهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين والائمة الاربعة التى تدرسها الحكومة السعودية فى مساجدها فى الحرمين الشريفين وغيرها ومعاهدها ومدارسها وجامعاتها وسوف نرد على ضلالات المدعو الضال الجاهل اسامة بن لادن وايمن الظواهرى الجاهل من معهما بنصوص المناهج المقررة فى المدارس السعودية ايدها الله حتى يتبين لكل الناس مسلمين وغير مسلمين ان المناهج السعودية بريئة من مناهج اسامة بن لادن وايمن الظواهري وكذلك سوف ندحض جهالاتهم الفاسدة وخيالاتهم الكاسدة بأقوال ائمة السلف قديماً وحديثاً وسوف نؤكد ان اسامة بن لادن وايمن الظواهرى استقو وتلقوا مناهجهم الحاقدة وافكارهم الارهابية الخاسرة من جماعة الإخوان المسلمين المصرية وعلى رأسهم حسن البنا وسيد قطب وعبد الله عزام ومحمد قطب شقيق سيد قطب التكفيرى الجاهل .
اولاً: إليكم نماذج من اقوال اسامة بن لادن القطبية الارهابية:-
اننا معاشر السلفيين الوهابيين اتباع الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله نجد اسامة بن لادن يعلن تكفير الحكام هنا وهناك قال: اسامة بن لادن فى تصريحات أُذيعت امس السبت ان ((الامم المتحدة اداة للجريمة ضد المسلمين وان زعماء العرب الذين يتعاونون مع المنظمة الدولية كفار. ووصف زعيم تنظيم القاعدة المتعاونين مع الامم المتحدة بالمنافقين وقال : (( انهم يخادعون الله ورسوله مؤكداً ان الذين يطالبون باللجوء للشرعية الدولية كفروا بشريعة الله تعالى ))أهـ.
ونجد اسامة بن لادن وتنظيمه القاعدة فى بيانهم الثالث يكفرون اصحابهم تحالف الشمال وعلى رأسهم صاحبهم برهان الدين رباني.
واليكم نص كلام اسامة بن لادن : ((فرغم التطور الهائل فى التكنولوجيا العسكرية لم يستطيعوا ان يحدثوا شيئاً الا بإعتمادهم على المرتدين وعلى المنافقين فما الفرق اليوم بين بابريك كرم الذى جاء بالروس لإحتلال بلاده وبين الرئيس المخلوع برهان الدين – والدين منه برئ – اى فرق بين الاثنين؟ هذا جاء بالروس لاحتلال ارض الاسلام وهذا جاء بالامريكان لإحتلال ارض الإسلام )).
ثم نجد اسامة بن لادن يتناقض تناقضاً عجيبا ويضطرب اضطرابا مريبا فى مقدمة بيانه الثالث اذ برأ نفسه وتنظيمه بأنهم لم يقوموا بأحداث 11 سبتمبر ثم زعم ان الذين خرجوا لنصرة المستضعفين لا يعقل اليوم ان يذهبوا لقتل الابرياء كما يزعم الزاعمون)) على حد تعبيره واليكم نص كلامه : ((وبين يدى هذا الكلام احب ان اؤكد على حقيقة الصراع بيننا وبين امريكا وهو فى غاية الاهمية والخطورة ليس للمسلمين فقط بل للعالم اجمع فما تتهم به امريكا هذه الفئة المهاجرة المجاهدة فى سبيل الله لا يقوم عليه دليل وانما هو البغى والظلم والعدوان . فتاريخ المجاهدين العرب بفضل الله سبحانه وتعالى واضح بين ابيض ناصع فقد خرج هؤلاء منذ 20 سنة عندما ظهر الارهاب المذموم الحقيقى على ايدى الاتحاد السوفيتى ضد هؤلاء الاطفال وضد الابرياء فى افغانستان ترك المجاهدين العرب اعمالهم وجامعاتهم وأهلهم وعشيرتهم ابتغاء مرضاة الله نصرة لدين الله ثم نصرة للمستضعفين من ابناء المسلمين – فالذين خرجوا لنصرة المستضعفين لا يعقل اليوم ان يذهبوا لقتل الابرياء كما يزعم الزاعمون فتاريخ امريكا كانت تؤيده كل من يجاهد وكل من يقاتل ضد الروس فلما من الله على المجاهدين العرب ان ينصروا المستضعفين فى فلسطين اولئك الاطفال الابرياء غضبت اميركا وقلبت ظهر المجن لكل من قاتل فى افغانستان )).
ولكن سرعانما انتقد اسامة بن لادن ما ردده فيما تقدم بالدعوة الى قتال الامريكان عسكريين ومدنيين واليكم نص كلامه : ((... اذا كان تحريض الشعب على القيام بذلك ارهاباً واذا كان قتل الذين يقتلون اطفالنا ارهابا فليكن التاريخ شاهداً على اننا ارهابيون وتابع وقال : ((اننا نقتل ملوك الكفار وملوك الصليبيين والمدنيين الكفار لقاء الذين يقتلون اطفالنا وهذا امر تتيحه الشريعة الاسلامية والمنطق . وقال بن لادن انه يعتقد ان هزيمة امريكا ممكنة بعون الله انه اسهل علينا بإذن الله من هزيمة الاتحاد السوفياتى من قبل )) نجد اسامة بن لادن هنا يربط عمله الارهابى المخالف لمنهج السلف بالقضية الفلسطينية وانه والله من ابعد الناس عن الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى وثم نقول لأسامة بن لادن ان بين امريكا والدول الاسلامية عهود ومواثيق ويوجد اتفاقيات بينهم وبل لدى الدول العربية الاسلامية سفارات فى امريكا ولدى امريكا سفارات فى الدول الاسلامية ومعلوم ان الاسلام يدعو الى الالتزام الكامل والشامل بالعهود والمواسيق والاتفاقيات التى تتم بين المسلمين وغير المسلمين من يهود ونصارى وهذا يعرفه اطفال المسلمين الذين يدرسون فى المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية فى بلاد التوحيد والسنة المملكة العربية السعودية ايدها الله ونحن نجزم ان اسامة بن لادن لم يستفيد ولم يسير فى منهجه على وفق المناهج المقرر فى المدارس السعودية ولو انه التزم بالمناهج المقرره بالمدارس السعودية لما وقع فى هذه الفتن والمحن والبلايا والرزايا والارهاب وسيأتى بسيط الكلام فى هذا المقام ان شاء الله واما مقاومة الشعب الفلسطينى للاحتلال الاسرائيلي فإن الدول الاسلامية قاطبة حكاما وعلماء وشعوباً اصدروا ملايين البيانات وعقدوا الاف المؤتمرات فى اعلان وقفهم الصارم مع الشعب الفلسطينى وادانوا الارهاب الاسرائيلي ((ارهاب الدولة)) وقد بسطنا اقوالهم فيما تقدم. لأن ليس بين الدول الاسلامية وبما فيهم الفلسطينيين اية عهود مع العدو الاسرائيلي بل لما قدم مؤتمر القمة العربية مبادرة الامير عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله عارضت اسرائيل بشدة تلك المبادرة التى ايدتها جميع الدول الاسلامية الا ان بعض الحزبيين الارهابيين من امثال اسامة بن لادن وايمن الظواهرى والمسعرى وسرور تنكروا لمبادرة الأمير عبد الله نقول لهؤلاء ان منظمات الاخوان المسلمين مثل حماس وبزعامة احمد ياسين دعوا الى نفس مبادرة الامير عبد الله بل فى الحقيقة ايدوا مبادرة الامير عبد الله ولى العهد السعودي حفظه الله استضافت هيئة الإذاعة البريطانية اسماعيل ابو شنب ممثل حركة حماس : قال اسماعيل ابو شنب : ((ان حماس يقبل هدنة مع اسرائيل بشروط الانسحاب الى حدود 67 وقال : ان هذه المبادرة تقدم بها احمد ياسين زعيم حركة حماس )).
نقول للمسعرى زعيم حزب التحرير الاخواني واسامة بن لادن وايمن الظواهرى وسرور ما قولكم فيما قرره احمد ياسين فى كلامه المتقدم ومعلوم ان حركة حماس وزعيمها من الاخوان المسلمين فهم ليسوا من السلفيين الوهابيين فماذا يقول المسعرى وبن لادن فيما قرره زعيم حركة حماس ؟
ونجد اسامة بن لادن هنا وهناك يؤيد العمليات الاجرامية الارهابيه التى وقعت فى الولايات المتحدة الامريكية بل يشن حملة شعواء على علماء الامة وقادة الدول الاسلامية واليكم نص كلامه : ((اما الذين ادانوا هذه العمليات فهؤلاء نظروا الى الحدث بصفة مستقلة ولم يربطوه بالاحداث الماضية والاسباب التى ادت اليه فنظرتهم قاصرة ولا تنطبق ولا تنطلق لا من اصل شرعي ولا من اصل ايضا عقلاني وانما رأوا ان امريكا والإعلام يذم هذه العمليات فقاموا يذمونها . وهؤلاء مثلهم كمثل ذئب رأى حملاً فقال لهذا الحمل ولد النعجة – انت الذى عكرت علي الماء فى العام الاول قال يا هذا لست انا قال بل انت قال انما ولدت فى هذا العام قال : اذن امك التى عكرت على فأكل هذا الحمل فما كان من هذه الام المسكينة التى رأت إبنها يمزق بين انياب هذا الذئب الا ان دفعتها عاطفة الامومة فنطحت هذا الذئب نطحة لا تقدم ولا تؤثر فصاح الذئب وقال انظروا الى هذه الارهابية فقام هؤلاء البيغاوات يرددون ما يقول الذئب ويقولون نعم نحن ندين نطح النعجة لهذا الذئب اين انتم من اكل الذئب لابن هذه النعجة فإن هذه الضربات المباركة الموفقة انما هي ردود فعل لما يجرى على ارضنا فى فلسطين وفى العراق وفى غيرها )).
ويواصل المدعو الضال الجاهل اسامة بن لادن فى تأييده للعمليات الارهابية التى وقعت فى امريكا فيقول : ((... فهؤلاء الشباب قاموا بعمل عظيم جداً . بعمل جليل جزاهم الله خير الجزاء ونرجوا الله ان يكونوا ذخرا لأبائهم وامهاتهم فقد رفعوا رأس المسلمين عاليا واعطوا امريكا درسا لن تنساه بإذن الله سبحانه وتعالى ... وقد حذرت فيما مضى فى لقاء مع قناة ABC ان امريكا يدخلوها فى صراع مع ابناء الحرمين الشريفين سوف تنسى اهوال فيتنام وهذا الذى كان بفضل الله سبحانه وتعالى وما خفى اعظم بإذن الله سبحانه وتعالى . فمن بلاد الحرمين خرج خمسة عشر شبابا – نرجو الله يتقبلهم فى الشهداء من ارض الايمان هنالك اعظم كنز للمسلمين حيث يأرز الايمان كما صح عن نبينا عليه الصلاة والسلام الى المدينة المنورة كما تأزر الحية الى جحرها وايضا خرج اثنان من شرق جزيرة العرب من الامارات وخرج اخر من الشام زياد الجراح – نرجو الله ان يتقبل الجميع شهداء فهؤلاء وفى تصرفهم هذا اعطوا دلالات عظيمة جداً وبينوا ان هذا الايمان الذى فى قلوبهم يستدعى مقتضيات كثيرة ويستدعى ان تقدم الروح من اجل لا اله الا الله فهؤلاء فتحوا بابا عظيما للخير – ومن يقول ان العمليات الفدائية الاستشهادية لا تجوز انما هؤلاء الذين نسمع اصواتهم فى الاعلام انما يرددون شهوات الطغات شهوات امريكا وعملاء امريكا ... هذه الكلمة العزيزة نادرة ينتظرها شباب الاسلام من علمائهم ان يقولوا لهؤلاء الذين حملوا رؤوسهم على اكفهم من اجل لا اله الا الله ان يقولوا لهم قولة ذلك العالم لذلك الغلام انكم اليوم افضل منا هذه الحقيقة فميزان التفضيل فى هذا الدين هو كما جاء فى الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام ميزان الايمان ليس جمع العلم فقط بل جمع العلم والعلم به فميزان الايمان فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس من وراء ذلك حبة خردل من ايمان فهؤلاء جاهدوا الكفر الاكبر بأيديهم وانفسهم نرجو الله ان يتقبلهم فى الشهداء )) نقول : ان اسامة بن لادن الجاهل استدل هنا بقصة الغلام والملك ((اصحاب الاخدود)) وليس هنالك وجه للمقارنة بين عملهم وعمل الغلام فالغلام دعا الملك الى توحيد الله سالكا منهج الانبياء فى الدعوة الى الله فلم يحرض الشباب الى تفجير انفسهم فى قصور الملك وحاشيته ولم يدعو شباب الثانويات الى اغتيال الملك او تدمير قصره او تدمير سكنات عسكره ولم يفجر الغلام نفسه فى الملك او حاشيته انما الغلام كان يدعوا الى توحيد الله فى العبادة الى ان قتل فى سبيل الدعوة الى التوحيد كشأن الانبياء واتباعهم فأين انت ومن وافقك من شباب الثانويات من فعل الغلام . وشتان ما بين مشرق ومغرب بل انت واتباعك يا ابن لادن تطعنون فى منهج الانبياء الذى دعا اليه الغلام وسيأتى بسط الكلام فى هذا المقام فى موضعه ان شاء الله تعالى:
ونجد اسامة بن لادن فى بيانه الاول قسم الناس الى فسطاسين ((فسطاط ايمان ... وفسطاط كفر)) على حد تعبيره واليكم نص كلامه ((... اما عندما قتل منهم بضعة عشر فى نيروبى ودار السلام قصفت افغانستان وقصف العراق ووقف النفاق بأسره خلف رأس الكفر العالمي خلف (هبل العصر) امريكا ومن معها فاقول : ان هذه الاحداث قد قسمت العالم بأسره الى فسطاطين... فسطاط ايمان لا نفاق فيه وفسطاط كفر أعاذنا الله وإياكم منه وينبقى على كل مسلم ان يهب لنصرة دينه وقد هب رياح التغيير لإزالة الباطل من جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم واما امريكا فأقول لها ولشعبها كلمات معدودة : (( اقسم بالله العظيم الذى رفع السماء بلا عمد لن تحلم امريكا ولا من يعيش فى امريكا بالامن قبل ان نعيشه واقعا فى فلسطين وقبل ان تخرج جميع الجيوش الكافرة من ارض محمد صلى الله عليه وسلم والله اكبر والعزة للإسلام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته )) هكذا نجد اسامة بن لادن يكفر حكام المسلمين من اجل ان عقدوا عهود ومواثيق مع امريكا على وفق الشريعة الاسلامية وتنفيذا لأصولها واحكامها السمحة العادلة – كما سبق وكما سيأتى ونحن نتسائل هل كفر ايمن الظواهرى واسامة بن لادن وعبد الله عزام وحكمتيار حينما كانوا يعتقدون اتفاقيات عسكرية واقتصادية مع الاستخبارات الامريكية فى حربهم ضد الروس ام تجوزون التعاون والتعامل مع الامريكان اذا كان لكم وتحرمون التعامل والتعاون مع الامريكان اذا كان عليكم وسيأتى بسط الكلام فى هذا المقام فى موضعه ان شاء الله تعالى .
ثانياً: اليكم نماذج من اقوال ايمن الظواهرى القطبية الارهابية:
وايد المدعو الضال الجاهل ايمن الظواهرى اسامة بن لادن فى تأييده للعمليات الارهابية التى وقعت فى الولايات المتحدة الامريكية واصدر الظواهرى بياناً فى ذلك واليكم طرفا منه جاء فيه : ((يا امة الاسلام هذا نداءنا اليكم فى هذه الاوقات الحرجة العصبية التى يتميز فيها الصادقون من المتذبذبين هذا نداءنا اليكم وقد اجتمعت امم الكفر على فئة المسلمين وفئة المجاهدين والمرابطين . قبل ان ابدأ حديثى اليكم اود ان اوجه سؤالا الى الشعب الامريكي الذى تحشده حكومته ضدنا وضد فئة المسلمين المرابطين المجاهدين ايها الشعب الامريكي هل لك ان تسأل نفسك سؤالا لماذا كل هذا العداء ضد امريكا وضد اسرائيل ؟ ماذا كل هذه الكراهية فى قلوب المسلمين ضد امريكا ان الاجابة واضحة بسيطة ان امريكا قد ارتكبت من الجرائم ضد امة المسلمين ما لا يمكن ان يتحمله انسان او يتحمله مسلم مجاهد ان امريكا هى زعيمة المجرمين فى جريمة انشاء اسرائيل تلك الجريمة المستمرة منذ خمسين عاماً ان امة الاسلام لا يمكن ان تقبل بإستمرار هذه الجريمة ... الخ بيانه )).
واذا اردنا ان نعرف حقيقة منهج ايمن الظواهرى عن قرب لابد لنا ان نرجع الى كتاب منتصر الزيات الذى بعنوان ((ايمن الظواهرى كما عرفته ومنتصر الزيات ليس خصما وعدوا لأيمن الظواهرى بل هو من اعضاء حزبه الجماعة الاسلامية التى إتحدت مع جماعة الجهاد بل منتصر الزيات هو محامى الجماعات الاخوانية فى مصر بإقراره هو نفسه واوردنا هذا الكلام حتى لا يقال ان منتصر الزيات من خصوم ايمن الظواهرى وان كلامه مردود بل نقول فى شهاداته شهد شاهد من اهلها ونقول ان منتصر الزيات اكد فى كتابه هذا انه كان لا يمكن ان يقدم الى كتابة هذا الكتاب لولا تعرض ايمن الظواهرى فى كتابه الاخير ((فرسان تحت راية النبى)) ((عن وقائع لم يكن – احد من العامة على علم بها)) على حد تعبيره واليكم نص كلامه : ((لا اعرف وقت كتابة تلك السطور ما اذا كان الظواهرى حيا او صار بين يدى الله واعلم انه عاش محنة قاسية من جراء الحرب الامريكية ضد افغانستان وانعصر قلبى حين تلقيت نبأ استشهاد زوجته السيدة عزة نوير وابنه محمد بالقنابل الامريكية وتمنيت دائما ان ينجوا الظواهرى واخوانه وان يرد الله كيد الامريكيين لكن كل ذلك لا يجعلنا نضع رؤوسنا فى الرمال خصوصا بعد ما خرج الظواهرى بما كان خاصا الى الشيوع وتحدث فى كتابه فرسان تحت راية النبى)) عن وقائع لم يكن احد العامة على علم بها وعلق على احداث من دون ان يذكر كل الحقائق فشوه سيرة اشخاص وبدت الصورة غير واضحة وصار التصحيح لازما والتوضيح واجبا علنا نستفيد من اخطاءنا ولعل الله يغفر لنا ذنوبنا )).
يواصل منتصر الزيات فى بيان حقيقة منهج صاحبه ايمن الظواهرى فيقول : ((... ورغم ان قضية الصراع العربى - الاسرائيلى هى القضية المحورية للأمة العربية والاسلامية الا ان تركيز الظواهرى عليها كان تركيزاً هامشياً من جهة التخطيط والتنظيم والدعم المادى والبشري لكن الانصاف يقتضى القول انه كان يتواصل مع هذه القضية على مستوى المؤازرة المعنوية والدعم العقائدى والنصرة الواجبة اعلاميا وقد برزت فى السطور القليلة التى نشرها ناعيا الدكتور فتحى الشقاقى مساحة اتصاله بقضية تحرير فلسطين اذ قال تنعى جماعة الجهاد فى مصر الاخ المجاهد فتحى الشقاقى الذى نحسبه شهيداً ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يتقبل منه صالح اعماله ويتخذه شهيداً وان يثبت اخوانه من بعده على طريق الجهاد ونؤكد لإخوانه ولجميع المجاهدين ان طريق الجهاد هو طريق الشهادة وان فتحي الشقاقى يستحق هذا الشرف بإذن الله فقد عرفناه مجاهدا صادقا – لا نزكيه على الله – فى التصدي لليهود ورفض معاهدات الذل والاستسلام نسأل الله ان يعوضنا ويعوض اخوانه والامة الاسلامية عنه خيرا وان يرزقنا الثبات على طريق الجهاد)).
كان الظواهرى يرى ان الطريق الى القدس يمر بالقاهرة وهو ما كان يبرر به تساؤلات عديدة عن احجام تنظيمه عن توجيه عملياته ضد اليهود تضافرا مع العمليات الاستشهادية التى تنفذها عناصر حركتى الجهاد وحماس فى فلسطين وهو ظل لفترات طويلة يردد ان الشكل الوحيد المقبول للجهاد هو الكفاح المسلح وان المسلم الصادق ينبقى عليه ان يواجه اولاً الكفر الداخلى ((العدو القريب)) وبعدئذ يواجه الكفر الخارجي العدو البعيد . وأكد الظواهرى فكرته فى جهاد العدو القريب قبل العدو البعيد فى مقال كتبه فى نشرة المجاهدين التى صدرت فى نيسان ابريل 1995م عنوانه : ((الطريق الى القدس يمر بالقاهرة)) قال فيه بوضوح : ((لن تحسم ولن نفتح القدس الا اذا حسمت المعركة فى مصر والجزائر والا اذا فتحت القاهرة)) وكانت الفكرة الاساسية المطروحة التى تلح على الظواهرى اعتبار ان العدو الاساس هو النظام السياسي بإعتباره لا يحكم بما انزل الله . وتناول الظواهرى بالنقد دعاوى ارتفعت فى القاهرة نادت بضرورة وقف العمليات المسلحة ضد النظام فى مصر استعدادا لمواجهة حتمية مع اسرائيل حينما وجه الشيخ خالد ابراهيم زعيم تنظيم الجماعة الاسلامية فى محافظة اسوان اثناء جلسات محاكمته امام محكمة امن الدولة العليا طوارى خلال نسيان 1996م نداء الى اعضاء الجماعات الاسلامية بوقف العمليات المسلحة لمدة عام وتواصل بعض الشخصيات مع نداء خالد ودعم نداءه اعلاميا وسياسيا وقال : خالد ابراهيم فى كلمته التى نشرتها صحيفة الحياة اللندنية فى اليوم التالى : (( اوجه من هذه القاعدة المقدسة فى ساحة القضاء كلماتى الى اهل شعب مصر والى الصفوة والنخبة من هذا الشعب الكريم لكى يقفوا معا وقفة رجل واحد فى وجه هذه الفتنة السوداء معاشر الرجال الكرام قفوا معا فى وجه هذه الفتنة حولوا هذه الدماء التى هى وقود المعركة بين ابناء شعب واحد شارك فى بناء هذا المجد العظيم الذى بنى فى عهد طويل كانت فيه مصركم الغالية درة الشرف ورائدة المنطقة حولوا هذه الاشلاء لبنات تبنى مجدكم وحصنكم الذى يحفظكم من اعدائكم وهم كثر وعلى رأسهم اسرائيل ومن ورائها الصهيونية العالمية التى تحلم ببناء هيكل سليمان وتقيم امبراطورية اليهود الكبرى من النيل الى الفرات وهناك امريكا التى تريد ان ترسم نظاما عالميا جديدا تدور كل دول العالم فيه)) وكنت عقبت على نداء خالد ابراهيم وقلت فى تصريحات صحافية وقتها بأن الاخطار تحدق بأمتنا الاسلامية من كل جانب وتكاد تطبق عليها مخالب الثالوث المتآمر الصهيونية والصليبية والشيوعية والامة فى احلك فتراتها سوادا وغربة وايقاع التآمر يخطوا سريعا واسرائيل تحلم بدولتها الكبرى وهى فى سبيل ذلك تحاصر المجاهدين فى الاراضى المحتلة وتطارد جنود حماس والجهاد فى غزة واريحا والضفة وتسعى الى تصفية حزب الله فى لبنان وتعقد اتفاقا استراتيجيا مع تركيا لمحاصرة ايران كما ان الجولان لا يزال فى الاسر وشددت على ان هذا هو واقعنا الذى اتاح لأسرائيل ان تعربد فى بلاد الله والمستهدف من كل ذلك هو المارد الاسلامي لذا رأيت ان اوجه رسالتى الى قيادات العمل الاسلامي فى المهجر بضرورة اصدار قرار بوقف كل العمليات المسلحة)) لكن الظواهرى وصف نداء خالد ابراهيم ومؤازرتى بأنه ضجة صحفية مقتنعله. واوضح الظواهرى فى بيانه الذى حمل الرقم 3 لسنة 1996م فى 20/5/1996م رفض جماعة الجهاد لأى تراجع عن جهاد النظام المصرى واعتبر ان اهم الاخطاء التى وقعت فيها الحركات الاسلامية خطأ التفريق بين العدو الخارجي والعدو الداخلى وضرب امثله لوجهة نظره كالتفريق بين الانجليز والملك فاروق وبين الامريكان وجمال عبد الناصر فى بداية عهده وبين الروس وجمال عبد الناصر فى نهاية عهده او التفريق بين اليهود والسادات واكد الظواهرى فى بيانه المشار اليه ان قتال العدو القريب اولى لأنه العدو الاقرب والله سبحانه وتعالى يقول فى كتابه ((قاتلوا الذين يلونكم من الكفار)) وانهى بيانه بالقول : وختاما اتق الله يا منتصر ولا تعط النظام فرصة لكسب الوقت ولا تثبط شباب الاسلام فى مصر خاصة وقد بدأوا فى فتح جبهة جديدة ضد اسرائيل كما حدث فى عملية فندق اوربا المباركة للجماعة الاسلامية وفى قضية خان الخليلى والتى لم يقدر لها المولى ان تتم ضد السياح الاسرائيليين . لكن الظواهرى فاجأ العالم كله فى شباط فبراير سنة 1998م بإنضمامه الى الجبهة الاسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين تحت زعامة اسامة بن لادن وهذه حددت اهدافها فى صورة فتوى شرعية توجب على المسلمين قتل الامريكان مدنيين وعسكريين ونهب اموالهم واعتبرت ذلك الامر فرضا على من استطاع من المسلمين فى كل انحاء العالم كانت هذه الوثيقة كاشفة وليست منشئة لتحولات الظواهرى الفكرية والحركية معا بنقل المعركة من المواجهة ضد العدو القريب الى المواجهة ضد العدو البعيد ممثلا الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل وكانت اشارات صدرت من خلال بيانات او مقالات للظواهرى خلال 1997م افادت الباحثين والمراقبين عن وجود تحولات فكرية فى منهج الظواهرى وجماعة الجهاد وعن توسعه فى طرق قضية فلسطين والصراع العربى – الاسرائيلى وتناوله لها بعمق عقائدى ودينى ففى تشرين الاول اكتوبر 1997م كتب الظواهرى فى نشرة جماعة الجهاد مقالا بعنوان بيان امريكا وقضية جهاد اليهود فى القاهرة تعرض فيه الى بيان وزارة الخارجية الامريكية السنوى للعام 97 والخاص بالانشطة الاسلامية وعدد قياداتها والذى واكب فى الوقت نفسه صدور حكم المحكمة العسكرية فى قضية خان خليلى التى كان المتهمون فيها من عناصر الجهاد يستهدفون تفجير فوج اسرائيلي كان من هذا المقال اولى الاشارات الى بداية التحول فى لغة خطاب الظواهرى وجماعة الجهاد ضد امريكا ثم كتب مقالا ثانيا عن امريكا ووهم القوة فى تشرين الثاني نوفمبر 1997م تحدث فيه عن امكان انزال ضربات بالامريكيين رغم قوتهم واتضح التحول الفكرى فى منهج الظواهرى فى مقاله الذى حمل عنوان ((يا امة الاسلام صفا واحدا فى سبيل الله لجهاد امريكا)) وتضمن تحريضاً واضحا على استهداف المصالح الامريكية.
اسباب التحولات الفكرية والحركية فى منهج الظواهرى:-
1. الاحقاقات العسكرية فى كل العمليات التى قام بها افراد تنظيمه بإستهداف رموز الحكومة المصرية.
2. الخلل الادارى العميق فى الجماعة الذى اسفر عن ضبط اعداد من اعضاء التنظيم داخل مصر وسببته هذه العمليات الفاشلة من كشف كثيرين من اعضاء الجماعة من العناصر النائمة التى لم تكن مرصودة امنيا اذا استطاعت اجهزة الامن ان تجهض تحركا مبكرا لجماعة الجهاد فى تشرين اكتوبر 1993م .
3. القبض على عناصر قيادية فى جماعة الجهاد من خارج مصر واعادتهم الى البلاد.
4. الانشقاقات الداخلية قلنا ان ايمن الظواهرى استطاع فى الفترة من 1987م – 1990م ان يجمع شتات العناصر المنتمية فكريا لحركة الجهاد وكان انتماؤه يتوزع بين مجموعات عدة ان يدخل هؤلاء جميعا تحت رأيته بعدما اسس جماعة الجهاد لكن خروج قيادات ممن عمل على ضمها الى زعامته احد الاسباب التى ادت الى ضعف قدراته وثم اتخاذه قرار وقف العمليات المسلحة داخل مصر وتوقيعه على وثيقة الجبهة الاسلامية مع اسامة بن لادن..
5. اسامة بن لادن : استطاع الظواهرى ان يحدث تحولات جذرية واستراتيجية فى فكر اسامة بن لادن بعد ما إلتقيا معا فى افغانستان منتصف عام 1986م ولعل ما ساعد فى تمام هذه التحولات لدى بن لادن رغم تكوين مرجعيته الاسلامية السلفية قبل تعارفه على الظواهرى هو العلاقة الانسانية التى نشأت وتطورت بين الاثنين الى درجة الصداقة فإستطاع الظواهرى ان يقنع بن لادن بالفكر الجهادى الانقلابى وحوله من داعية سلفي يهتم بأمور الإغاثة الى مقاتل جهادى يعنى بأحكام الجهاد ضد الطواغيت وضرورة إجلاء القوات الامريكية عن بلاد العرب وزرع بن لادن نخبة من اخلص خلصائه ممن صاروا لاحقا ابرز العناصر المعاونة لإبن لادن وقادة تنظيمه القاعدة وهؤلاء كانوا يدينون بالولاء للظواهرى شخصياً وتاريخياً.
6. مبادرة الجماعة الاسلامية الى وقف العمليات المسلحة داخل مصر وخارجها )) .
يواصل منتصر الزيات احد اقرب العناصر الى ايمن الظواهرى فى كشف حقيقة منهج صاحبه ايمن الظواهرى فيقول: تحت عنوان : ((منهج انقلابى)) ما نصه : ((.... ولكنى انظر الى الظواهرى كشخصية عامة كان لها حضورها الطاغى فى مجريات الاحداث فى مصر لفترة طويلة ومن هنا كان التنقيب عن فكره ومنهجه واساليبه وآلياته خصوصا بعد تداعيات الاحداث على النحو الذى سارت اليه منذ الاعلان عن دخول الظواهرى فى تحالف وثيق مع بن لادن فى شباط فبراير 1998م وما تلا ذلك من تفجير للسفارتين الامريكيتين فى نيروبى ودار السلام ثم تفجير المدمرة كول فى ميناء عدن فى اليمن مرورا بصدور اول حكم قضائي من احدى المحاكم العسكرية ضده فى مصر فى القضية المعروفة اعلامياً بالعائدون من البانيا بالاعدام غيابيا . ثم كانت احداث الثلاثاء الدامي فى الحادى عشر من ايلول سبتمبر 2001 التى شهدت تفجيرات خطيرة فى نيويورك وواشنطن . وإعلان السلطات الامريكية ان المطلوب الاول فيها هو اسامة بن لادن والمطلوب الثاني هو ايمن الظواهرى وبذلك تكون الحالة الفكرية والتنظيمية للظواهرى قد وصلت الى اعلى نقطة يمكن ان تبلغها ويصبح تقويم خطواته وافكاره ومنهجه امرا واجبا ولذلك كان مهما ان نوثق رصدنا للحالة الانقلابية فى فكر الظواهرى من خلال اقواله هو ومنها ما اورده فى التحقيقات فى قضية الجهاد الكبرى عام 1981م او ابحاثه وكتبه التى تدونها واصدرها اقوال الدكتور ايمن الظواهرى فى القضية الرقم 462 للعام 1981م مصر امن الدولة العليا (الجهاد الكبرى) دار الحوار الاتى بين المحقق والظواهرى:
س: متى بدأ اهتمامك بالنواحى الدينية؟
جـ: كان ذلك فى المرحلة الثانوية سنة 1965م / 1966 حين كنت اقوم بقراءة الكتب الدينية وعقب حادث الاخوان المسلمين سنة 1965م بدأ بعض الناس يحدثونى عن ضرورة تجمع الشباب المسلم لأن هذا الحادث موجه ضد الاسلام فإقتنعت بهذه الفكرة.
س: متى نمت فكرة تكوين التنظيم الذى كنت فيه؟؟
جـ: خلال عام 1966م / 1997 تقريباً.
س: ومن الذى فكر فى انشاء هذا التنظيم؟
جـ: كنا مجموعة من الطلبة فى مدرسة المعادى الثانوية وطلبة اخرين من مدارس اخرى من بينهم اسماعيل طنطاوى.
س: ومن قام بإنشاء هذا التنظيم؟
جـ: كان معنا طالب اسمه عادل العياط فكر فى انشاء هذا التنظيم ثم قمت انا واسماعيل طنطاوى وسيد حنفى وعادل العياط بإنشاء هذا التنظيم الا ان عادل العياط انسحب منه مبكراً.
س: وهل اطلقتم عليه اسما معينا على هذا التنظيم ؟؟
جـ : لا.
س: وما هو هيكل هذا التنظيم منذ انشائه؟؟
جـ: اسماعيل طنطاوى كان امير التنظيم وكان معه فى عضوية التنظيم انا وسيد حنفى ثم انضم بعد ذلك علوى مصطفى عليوه ثم بدأ ينمو التنظيم باضطراد حتى عام 1974م حين حصل انشقاق من بعض الافراد عليه.
س: ما الغرض من انشاء هذا التنظيم؟
جـ: كنا نهدف الى اقامة الحكومة الاسلامية.
س: ما المقصود بالحكومة الاسلامية فى ظل تنظيمكم هذا؟
جـ: هى الحكومة التى تحكم بشرع الله سبحانه وتعالى . ثم عاد وكيل النيابة ليسأل الظواهرى مرة اخرى فى الصفحة 56 من محضر استجوابه.
س: ما معنى الجهاد فى ظل التنظيم؟
جـ: اجاب الظواهرى بوضوح : معنى الجهاد هو ازاحة الحكومة الحالية عن طريق مقاومتها وقلب النظام القائم واحلال الحكومة الاسلامية محلها.
س: وكيف يتم احلال الحكومة الاسلامية محل الحكومة الحالية ؟
جـ: قال في شفافية ووضوح ينبأن عن وضوح هدفه ومقصده : ((عن طريق الانقلاب المسلح وقد اقتنعنا بأنه يحب تعاون المدنيين مع العسكريين لتحقيق هذا الهدف)).
س: وما سبب ازاحة الحكومة الحالية واقامة الحكومة الاسلامية ؟
جـ: لأن الحكومة الحالية لا تحكم بشريعة الله سبحانه وتعالى وفى نهاية هذه الجلسة من الاستجواب سأل محمود مسعود وكيل نيابة امن الدولة العليا الظواهرى : هل اعددتم الوسيلة الكافية للقيام بهذا الغرض؟؟
قال الظواهرى : ((احنا سعينا لذلك وكان امامنا مشوار طويل لم نبلغه لأن امكانياتنا لم تصل لتحقيق هذا الغرض.
س: ما الهدف الذى كنتم تسعون اليه عند انشائكم لهذا التنظيم؟؟
جـ: كنا نسعى الى قلب نظام الحكم القائم بالقوة واحلالا للحكومة الاسلامية محل الحكومة الحالية.
واوضح الظواهرى طريق تفكيره الانقلابية فى الصفحة 62 من التحقيقات : قال : ((احنا كنا لنا هدف مرحلى هو تجميع اكبر عدد ممكن من المدنيين وضمهم للتنظيم بالإضافة الى التعاون مع العسكريين وعملية قلب نظام الحكم تعتبر عملية فنية يجب ان يخطط له شخص عسكرى من الذين سينضمون الى التنظيم )).
هكذا كان يفكر ايمن الظواهرى فقد كان دائماً ينظر نظرة طويلة وعميقة لعملية الانقلاب الذى يرتب له ويراه الوسيلة الوحيدة للتغيير واقامة الحكومة الاسلامية لأنه ايضاً يعتقد اعتقادا جازما بعدم جدوى الخطاب الدعوى فبدون حكومة اسلامية لا يمكن تغيير الشعب فالأمران مرتبطان فى يقين الظواهرى ارتباطا لا يقبل الانفصام... كان الظواهرى واضحاً منذ اليوم الاول لألتحاقه بأول خلية سرية فى سعيه نحو الانقلابية بمعنى قلب نظام الحكم من جذوره واقامة حكومة اسلامية بديلة ، الامر الذى دفعه الى توثيق صلاته بعناصر داخل القوات المسلحة وهو ما سنعود اليه لاحقا فى علاقته بعصام القمرى وزملائه داخل القوات المسلحة وهو ظل يميل الى اتباع سياسة النفس الطويل متفاديا الدخول فى صدامات قد تلحق اضرارا بتنظيمه لكنه غير نهجه فى هذه الجزئية تحت وطأة ضغوط مارسها عليه بعض افراد تنظيمه فى التسعينات وقد حاول الظواهرى ان يثنى عبود الزمر عن الاستمرار فى المصادمات التى كان مخططا لها ان تعقب عملية اغتيال السادات وبدأ ذلك فى حرصه على زيارة عبود الزمر فى مخبئه مساء يوم 6 تشرين الاول سنة 1981م اذ توجه لمقابلته بصحبة امين الدميرى وسيد امام يقول الظواهرى : ((قمت بمناقشته – يقصد الزمر – فى ضرورة عدم تطوير التصادم مع الحكومة والاكتفاء بما تم من واقعة اغتيال رئيس الجمهورية.
وفى موضع اخر من التحقيق الذى اجراه معه محمود مسعود وكيل نيابة امن الدولة نستخلص فكرته الانقلابية حينما سأله عن سبب تكوين تنظيم عصام القمرى داخل القوات المسلحة قال : الظواهرى بوضوح : انه يقصد منه قلب نظام الحكم لأقامة الحكومة الاسلامية محل الحكومة الحالية ... ويوضح الظواهرى فى الصفحة 98 من التحقيقات الفروق بين تنظيمه والتنظيمات الاخرى فى ذلك الوقت فيقول : ((احنا نحن بنؤمن اساسا بأننا موافقون على ما اجمع عليه المسلمون وأئمتهم الاربعة واننا مستعدون للتخلى عن كل من يخالف ذلك فإحنا فنحن بنخالف الاخوان المسلمين لأن لهم بعض الايام مواقف مهادنه للحكومة الا اذا تغير اسلوبها وحكمت بشرع الله.)) هذه جذور الظواهرى الفكرية تقطع بالانقلابية من دون سواها من الوسائل فى التغيير وهو اثبتها فى التحقيقات عام 1981م وقبل ان يسارع . البعض الى التشكيك فى الاعتماد على اقوال ابداها فى ظروف غير طبيعية أى الفترة التى كان فيها سجينا فها هو بعد قرابة ستة عشر عاماً وفى حديث مع وكالة الانباء الفرنسية فى آب أغسطس 1997م يُسأل : هل انتم بالمطلق ضد أى مبادرة لوقوف الصراع العسكرى بينكم وبين الحكم فى مصر . ويقول : ((سيتوقف الصراع العسكرى وكافة اوجه المقاومة الاخرى – الدنيوية والفكرية والاعلامية بين المجاهدين – كطليعة للصحوة الاسلامية – وبين النظام يوم يتخلى النظام للمسلمين عن الحكم )) أ.هـ.
وقد صدر ايمن الظواهرى واسامة بن لادن هذه الافكار التكفيرية الإرهابية الى جميع انحاء العالم وخاصة الى الجزائر بل الجماعات الاسلامية القطبية فى الجزائر تعتمد اعتماداً كلياً على نشرات جماعة الجهاد التى يتزعمها ايمن الظواهرى. وقد شهد شاهد من اهلها بهذه الحقائق وهذا الشاهد الذى نحن بصدد ايراد شاهدته بهذه الحقائق هو احد كبار قادة هذه الجماعات القطبية السرورية هو محمد سرور نايف مدير مركز الدراسات الاسلامية بلندن صاحب مجلة السنة القطبية الاخوانية يقول محمد سرور ما نصه : ((وهذا الذى شهدته الساحة الجزائرية كان تطبيقا عمليا لقواعد قعدها شيوخهم خارج حدود الجزائر وهو قابل للتصدير الى بلدان اخرى ولو كان لهؤلاء وجود مسلح فى فلسطين المحتلة لرفضوا الانضمام لمنظمة حماس الفلسطينية ولن يقبلوا بعد ذلك التعاون والتنسيق معها لأنهم سيرفون شعار فساد المنهج وقس ذلك على غير حماس من المنظمات الجهادية فى اى بلد من بلدان العالم )).
اما العلاقة الحميمة بين اسامة بن لادن وايمن الظواهرى والجماعات الارهابية فى الجزائر فهذه لا تحتاج الى دليل فقد اصدرت الجماعة التى تسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال بيانا وناصرت فيه اسامة بن لادن وايمن الظواهرى واليكم نص الخبر الذى جاء فى هذا الخصوص : ((حذر زعيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال فى الجزائر حسان حطاب الولايات المتحدة الامريكية من التسرع فى الانتقام ممن وصفهم بالبرئاء كما حذرها من استهداف المسلمين والعرب وفق خطة يعدها اليهود الكفار مهدداً بالرد بعنف ان لم تتراجع الولايات المتحدة عن ذلك وضرب مصالحها فى كل مكان... وكشف الجانب الجزائرى حسب الصحيفة نفسها تسجيل مكالمة بين خطاب وابن لادن... )) ونترك القارئ الكريم مع محمد سرور احد قادة هذه الجماعات القطبية الارهابية لكى يسرد لنا النصوص الارهابية القطبية الضالة التى تروجها جماعة الجهاد المصرية وزعيمها ايمن الظواهرى فى الجزائر : واليكم نص كلام سرور: ((هنالك فئة من الجماعة الاسلامية لها علاقات ود وتعاون مع الرافضة الايرانيين والعرب ليس لهم مثل هذه العلاقات او اقل منها مع الدعاة والجماعات السلفية ))وهناك افراد من الجماعة الاسلامية يقدمون انفسهم للعلماء والدعاة فى الجزيرة العربية على انهم يمثلون ممثلوا الاتجاه السلفي فى جبهة الانقاذ الجزائرية وجدير بالذكر ان هذه الفئات كلها تعمل فى اطار الجماعة الاسلامية وتتلقى اوامرها من قيادة واحدة وقد تقوم الفئة الواحدة بعدة ادوار الى ان قال تحت عنوان : ((موقف حزب الغلاة من العلماء والدعاة والجماعات : ما نصه : لن يعرف القراء حزب الغلاة من العلماء والدعاة والجماعات الا اذا عرضنا نماذج من اقوالهم فيهم وقبل عرض هذه النماذج لابد لى من الاعتذار لأننى مضطر للاستدلال بمقاطع مليئة بالفحش والسفاهة.
اولاً: موقفهم من العلماء : قالوا عن شيخ الازهر السابق جاء الحق على جاد الحق رحمه الله : ((واما الدجال الاكبر شيخ الجامع الازهر السابق جاد الحق على جاد الحق)) قد نال منصبه هذا مكافأة له على فتواه بإهدار دم الإخوة المجاهدين الذين نفذوا حكم الله فى انور السادات فتم ترقيته جاد الحق من منصب المفتى الى منصب وزير الاوقاف الى منصب شيخ الازهر كل هذا خلال الاشهر الثلاثة الاولى من عام 1982م وقد قال القاضي المجرم سمير فاضل لأنه اعتمد فى قراره بإعدام هؤلاء الإخوة على ما قاله المفتى جاد الحق فى حقهم ((انظر جريدة الاخبار 25 /3/1982م فلا ينبقى للمجاهدين ان ينسوا ثأرهم من هؤلاء الزنادقه الذين يستحلون دماء المجاهدين)) أ.هـ سلسلة نشرات جماعة الجهاد المصرية ... ومثل هذه الاتهامات والشتائم التى تصل حد الرمى بالزندقه والتكفير يرمون بها جميع العلماء لأنهم علماء للسلاطين وينسحب هذا المصطلح على جميع من يتولى اعمالاً فى وزارات الاوقاف والدعوة الشؤون الاسلامية ابتداء بالمفتى وانتهاء بأئمة المساجد وخطبائها ومن الامثلة على ذلك ان بعضهم يكفر الشيخ عبد العزيز بن باز مفتى الجزيرة العربية وبعضهم الاخر يقول : لا أكفره تورعاً ولكن هذا البعض يرميه بكل ما هو اقل من التكفير . ومشكلتهم مع هؤلاء العلماء ان الناس يستفتونهم ويحضرون خطبهم ودروسهم وعندما تعرض عليهم اقوال وفتاوى حزب الغلاة يدحضونها ويبينون بطلانها والناس يستمعون اليهم وخاصة لأهل الصلاح والورع منهم ولذلك فإن الغلاة يخوضون في اعراضهم وينهشون لحومهم ويحصون اخطائهم ويصبح التشنيع عليهم مادة يجترونها فى نواديهم ونشراتهم قلة من العلماء لا يحبونهم ولكنهم لا يستطيعون التشهير بهم لأنهم ليسوا من علماء السلطة وعلى نقيض ذلك فالسلطات تخشاهم وتضطهدهم وتنكل بهم وانهم لو تعرضوا لهم بسوء فلسوف ينفض عنهم كثير من انصارهم الذين يقدرون هؤلاء العلماء ويسمعون كل ما يصدر عنهم من كتابات واشرطة لهذه الاسباب فإن قادة حزب الغلاة يستخدمون التقية نحو هؤلاء العلماء وقد يوهمون اتباعهم بأنهم وهم كيان واحد ثم ينظرون الوقت المناسب للانقاض عليهم ونهش اعراضهم ولابد لهم من التدرج فى ذلك.
ثانياً: موقفهم من جماعة الاخوان المسلمين:-
اتهموا مؤسس هذه الجماعة الشيخ حسن البنا رحمه الله بالتلاعب فى دين الله انظر الى قولهم ((ومن العبر البليغة ان حسن البنا كان قد عقد المؤتمر الرابع لجماعته من اجل مبايعة هذا الملك الكافر الذى يحكم بغير ما انزل الله وسير البنا عشرين الفا من اتباعه فى ميدان رمسيس الى ميدان عابدين يهتفون بحياة هذا الملك فكان جزاء البنا ان سلط الله عليه هذا الملك فقتله وهذا جزاء كل من يتلاعب بدين الله ومن اعان ظالماً سلطه الله عليه)) انظر جماعة الجهاد المصرية :النشرات7– 5– 4.
ونقلوا عن محمد حامد ابو النصر رحمه الله المرشد الرابع لجماعة الاخوان المسلمين انه لا يرى مانعا من وجود حزب شيوعي او علمانى فى ظل الحكم الاسلامي لأن هذا ما تقضى به الدمقراطية ثم قالوا فى الرد عليه:
((ان هذا الكلام فى شق ودين الاسلام فى شق اخر لأنه انكار لمعلوم من الدين بالضرورة الا وهو وجوب اقامة حد الرد على الشيوعي والعلمانى فكيف يسمح لهم الاسلام بحزب لنشر الإلحاد فى دار الاسلام ان كلامه هذا هو محض العلمانية فلينتبه لهذا الشباب المخدوع بالإخوان ومثل هذه الاتهامات التى تبلغ حد الكفر المخرج من الملة اتهموا المرشد الثاني والثالث رحمهما الله ثم قالوا : متوجهين بخطابهم الى عامة الإخوان المسلمين : ((من كان منكم جاهلا او ملبسا عليه فقد جاءه الحق فى هذه النشرة وغيرها من نشراتنا وظهر له ضلال قادة الاخوان : ((ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا )) الاحزاب : 36 وقد قامت الحجة عليه بهذا ولا عذر له بعد اليوم فى عدم مفارقة اهل الزيغ والضلال والقيام بما اوجبه الله تعالى من جهاد الحكام الطواغيت المرتدين )) انظر منشورات جماعة الجهاد المصرية 7-5-4.
وفى موضع آخر قالوا معلقين على مفاوضات مزعومة جرت بين الحكومة المصرية والاخوان: و((ترتب على المفاوضات ان تحول الاخوان الى عملاء للحكومة الكافرة يسبغون الشرعية على حكمها ودمقراطيتها وينكرون على من ينادى بجهادهم وتحول الاخوان الى طابور خامس يمزق جسد الحركة الاسلامية بمصر وبصيب الحركة بالتخذير والشلل )).
يواصل محمد سرور فى كشف وسرد ضلالات وانحرافات اصحابه فى جماعة الجهاد المصرية فيقول:
((اما المحرر الانصار فله اسلوب مميز فى الحديث عن المخالفين فهو هنا يذكر اسما من اسماء الاخوان المسلمين المشهورة ثم يقول معرفا به : ((اخوانى كذاب اشر وهو اجهل من ان يعامل معاملة العقلاء الباحثين الى ان قال : فليرجع الى كتب السلف الصالح وعباراتهم فى تقييم الرجال ولذلك لا يأتينى نصف عاقل ليقول : أهذا هو البحث العلمى ؟ أو اهكذا تعالج الافكار ؟ فالجواب البحث العلمى ومعالجة الافكار يكون لمن ملك شيئاً من العلم او لمن عنده شئ من الفكر واما امثال هذا الرقيع ... ثم مضى يذكر الفاظاً ومصطلحات فى شتم هذا الداعية وغيره تجعلنا نترحم على اسلوب جماعة الجهاد المصرية ثم جاء بعد ذلك من هو اشد واتغى )).
ثالثاً: موقفهم من الجماعات الاخرى : هاجمت ((الكلام ما زال للسرور)) هاجمت جماعة الجهاد المصرية الاخوان المسلمين ثم انتقلت الى الحديث عن جماعة مصرية سلفية فقالت : ((نجد طائفة اخرى لم تقع فيما وقعت فيه الطائفة الاولى فعصمها الله تعالى من موالاة الطواغيت وتأييدهم وهذا امر طيب)) ولكن هل سلمت هذه الطائفة من ألسنة القوم ومن سهامهم رغم اشارتهم لهم بأن الله عصمهم من موالاة الطواغيت وتأييدههم !! لا لم يسلموا ولن يسلموا وها هو الكاتب النحرير يتحدث بلسان جماعته قائلاً: ((... لكنهم فى نفس الوقت قعدوا عن جهاد هؤلاء الطواغيت وتذرعوا بزرائع واهية لا تدخل الآذان فضلاً عن العقل وقد تزرعوا بالعلم والتربية وتركوا الاصل الذى ان ضاع ضاع كل شئ الا وهو الجهاد لأن الطواغيت لو استمروا فلن يكون هناك علم ولن يكون هناك تربية اللهم الا ثقافتهم وتربيتهم الجاهلية والتى تجد لها بدلاً من البوق ألفا فى الاذاعة المسموعة والمرئية والجرائد بأنواعها المختلفة )) يقول سرور معلقا على هذا البلايا ما نصه : ((سبحان الله ان هذه الطائفة التى تعرضت لفقد جماعة الجهاد المصرية سلفية وليس متهمة عندهم بالإنتماء الى حزب الولاة وذلك ثابت بشهادتهم لهم ويبدو انهم كانوا امام ضغط جماعة الجهاد عليهم مضطرين الى بيان موقفهم من مسألة قتال الحكام فى مصر ولهذا الموقف اسباب وجيهة اما كان بوسع جماعة الجهاد – وهى التى ترفع الراية السلفية البحث عن امكانية التعاون فى المجالين : العلمى والتربوى وغير ذلك من الامور التى هى موضع اتفاق بين الجماعتين ثم نؤجل)) المسائل المختلف عليها الى مرحلة اخرى؟! وبدلا من ذلك يشتد الكاتب عليهم فيتهم بالمراوغة واللف والدوران ثم يضيف قائلاً ((اما اذا قلتم ان الجهاد ليس واجبا فى هذا الوقت لأى ظرف من الظروف قلنا الله اكبر ابت العوراء الا ان تظهر فقد بانت حقيقتكم وظهر امركم )) وبعد ان ظهرت العوراء فإنه لا مجال للالتقاء ولا للحوار او التفاهم وهذا هو موقفهم من مختلف الجماعات الاسلامية الاخرى )).
رابعاً: موقف بعضهم من بعض : الكلام ما زال لسرور : يعتقد الغلاة ان قتال الحكام فرض عين قال صاحب العمدة ((وجهاد الحكام المرتدين واعوانهم فرض عين على كل مسلم من غير ذوى الاعذار الشرعية )).
ثم يخطو مؤلف الكتاب خطوة اخرى فيقرر بأن اشتغال الجماعات بغير الجهاد خيانة : ((كما اننا نرى ان شغل المسلمين بأى امر سوى الجهاد في سبيل فى هذا الزمان – كما تفعله كثير من الجماعات الاسلامية هو خيانة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وخيانة لهذا الدين وتضييع له )).
هذه الحقائق التى قررها صاحب العمدة كانت الارضية التى بنت عليها الجماعة الاسلامية المسلحة فى الجزائر غلوها سواء علم بذلك المؤلف ام لم يعلم – فقد بدأت جرائمها بقتل الدعاة الذين لا يرون رأيهم فى قتال النظام ثم تطور موقفهم فأصدروا البيان رقم 40 والذى اسموه : بيان فى قتال جيش الانقاذ لأنه لا يجوز تعدد جماعات الجهاد وبعد صدور هذا البيان اصبحت معسكرات جيش الانقاذ هدفا لهجماتهم التى تفسر عن فظائع لا حصر لها وكان الاخوة فى الانقاذ حائرين لا يدرون ماذا يفعلون لأنهم لم يصعدوا الجبال من اجل قتال امثال هؤلاء وبعد قتال جيش الانقاذ جاء دور الذين يقاتلون فى صفوفهم كالشيخ محمد سعيد وعشرات من اخوانه ثم توالى القتل والذبح فلم يعد احد من الجزائريين امنا وبين حين واخر كانوا يصدرون البيانات التى يؤكدون فيها انهم الجماعة ذات الشوكة التى لا يجوز الخروج عليها وهذا الذى شهدته الساحة الجزائرية كان تطبيقا عمليا لقواعد قعدها شيوخهم خراج حدود الجزائر وهو قابل للتصدير )).
يواصل سرور فى كشف ضلالات وانحرافات اصحابه فيقول : ((كانت جرائمهم فى اوساط الدعاة قليلة وتحتاج الى تثبت وكنا نتهم نظام – الجنرالات – عندما يبلغنا نبأ مقتل داعية لأننا لم نعهد مثل هذا الاستهتار بدماء المؤمنين من قبل غير ان بيانات الغلاة كانت تضعنا امام الحقيقة المرة وكأن الذين يصدرون هذه البيانات حريصين على تبرئة الطغاة مما ينسب اليهم وهكذا فقد توالت بيانات الغلاة التى تؤكد ولوغهم فى دماء الدعاة.
رابعاً: اصدرت الجماعة الاسلامية بيانا بإهدار دم قيادة الانقاذ فى الخارج وبدأوا تنفيذ مضمون هذا البيان بقتل عبد القادر صحراوى فى فرنسا ((وهو عضو فى ق
مواضيع مماثلة
» الجزء االثانى: براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء الأول : براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء االثالث: براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء الرابع: براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء السادس: براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء الأول : براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء االثالث: براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء الرابع: براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء السادس: براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى