الجزء االثالث: براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
صفحة 1 من اصل 1
الجزء االثالث: براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
الفصل الأول
إمام الدعوة وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
سيرته وحقيقة دعوته السلفية
إن (دراسة مناقب الأعلام تملأ الأجيال المتأخرة روحاً تقدمية ونفساً طموحة إلى العلا شريطة أن تكون الدراسة موزونة بميزان الكتاب والسنة وذلك كما قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه : (كنا أذل أمة فأعزنا الله بالإسلام ومهما إبتغينا العزة بغيره أذلنا الله) .
و ( لما كان الحديث عن المصلحين والدعاة والمجددين و التذكير بأحوالهم وخصالهم الحميدة وأعمالهم المجيدة وشرح سيرتهم التى دلت على إخلاصهم وعلى صدقهم فى دعوتهم وإصلاحهم وأعمالهم وسيرتهم مما تشتاق إليه النفوس الطيبة وترتاح له القلوب ويود سماعه كل غيور على الدين وكل راغب فى الإصلاح والدعوة الى سبيل الحق ).
وددت أن أكتب شيئاً يسيراً عن سيرة الإمام محمد بن عبد الوهاب وحقيقة دعوته السلفية الحقة .
نسبه إمام الدعوة وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب:-
هو محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن على بن محمد بن أحمد بن بريد بن مشرف بن عمر بن معضاد بن إدريس بن على بن محمد بن علوى بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبة بن مسعود بن حارثة بن عمرو بن ربيع بن ساعدة بن ثعلبة بن ربيعة بن ملكان بن عدى بن عبد مناة بن تميم ) .
مولده ونشأته :-
ولد هذا الإمام الجليل فى عام 1115 هجرية هذا هو المشهور فى مولده رحمة الله عليه وقيل فى عام 1111 هجرية والمعروف أنه ولد فى عام 1115 هجرية على صاحبها افضل الصلاة وأكمل التحية . تعلم على أبيه فى بلدة العيينة وهذه البلدة هي مسقط رأسه رحمة الله عليه وهي قرية معلومة فى اليمامة في نجد شمال غرب مدينة الرياض بينها وبين الرياض مسيرة سبعين كيلو متراً تقريباً أو ما يقارب ذلك من جهة الغرب ولد فيها رحمة الله عليه ونشأ نشأة صالحة وقرأ القرآن مبكراً (وحفظه قبل أن يتجاوز العاشرة من عمره) وإجتهد في الدراسة والتفقه على أبيه الشيخ عبد الوهاب وكان فقيهاً كبيراً وعالماً قديراً وكان قاضياً في بلدة العيينة ).
رحلاته العلمية :-
وتطلع الشيخ إلي أفق علمي أرحب فذهب إلى مكة حاجاً لله تعالى وملتمساً فيها من العلماء من يشفي غلته ويروى ظمأه ) وأخذ العلم عن بعض علماء الحرم الشريف ثم توجه إلى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة و السلام ، فأجتمع بعلمائها ، وأقام فيها مدة وأخذ من عالمين كبيرين مشهورين في المدينة في ذلك الوقت وهما:
الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف النجدي أصله من المجمعة وهو والد الشيخ إبراهيم بن عبد الله صاحب العذب الفائض في علم الفرائض وأخذ أيضاً عن الشيخ الكبير محمد حياة السندي بالمدينة (النبوية) هذان العالمان ممن إشتهر أخذ الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله) عنه بالمدينة ممن لا نعرف ).
دعوة الإمام محمد خارج الجزيرة العربية :-
ولم تكن هذه النفس الطلعة لتقنع بما يحسب الناس أن فيه كفاية وغناء ، بل لابد لها أن تنشد الكمال وتسعي إليه ، وتستعذب الصعاب ، وتركب الأهوال وتعتصم بالصبر وتطلب الحقيقة فى مظانها لعلها تظفر بشئ منها وهكذا كان شأن الشيخ فلم يجد بداً من الرحلة إلى بعض العواصم الإسلامية التى إشتهرت بكثرة العلماء فيها وتوارث البحث في مسائل الدين وعقائده فرحل إلى العراق ونزل الزبير من أعمال البصرة وأخذ عن أحد فقهائها وهو الشيخ محمد المجموعى ، ولكن الإمام لم يقنع بالسماع والحفظ بل برح يناقش ويحاول ويمحص ويوازن بين ما يلقي إليه وما جاء في كتاب الله وسنة رسوله ، فيجد فيما يقوله العلماء ميلاً وأنحرافاً وخروجاً عن نصوص الدين وتعاليمه وساءه ما عليه الناس من خرافات وأباطيل ، فجاهر بآرائه هذه فأنكر ونقد كثيراً من بدع الناس وضلالاتهم وفساد عقائدهم فثار عليه فريق من جهال البصرة وآذوه وخرج منها في وقت الهجير خائفاً يترقب بلا زاد ولا راحلة وما كان الله ليترك مجاهداً في سبيل دينه ، فقيض له رجلاً من أهل الزبير وهى بلدة عراقية أكثر سكانها نجديون فأعانه وحمله على دابته حتى خرج من هذه البلدة وفكر الشيخ فى مواصلة الرحلة إلى بلاد الشام ، خيراً مما لقي بالعراق ، ولكن الله اراد أن يريحه من سفر قد لا يحصل منه على فائدة تذكر ففقد ما كان معه من مال وقفل راجعاً إلى بلاد نجد ونزل بالإحساء واقام مدة لدى الشيخ عبد الله بن محمد عبد اللطيف الشافعي الإحسائي من رجال الدين والعلم بها وكان والد الإمام قد إنتقل من العيينة إلى حريملاء بعد نزاع نشب بينه وبين حاكم قريته محمد بن محمد بن معمر أدى إلى عزله عن قضائها فرحل الإمام إلى أبيه وأقام معه في بلدته الجديدة) .
حالة الجزيرة العربية قبل دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب :-
كان أهل نجد قبل دعوة الشيخ على حالة لا يرضاها مؤمن كان الشرك الأكبر قد نشأ في نجد وأنتشر حتى عبدت القباب وعبدت الأشجار والأحجار وعبدت الغيران وعبد من يدعى بالولاية وهو من المعتوهين وعبد من دون الله أناس يدعون الولاية وهم مجانين مجاذيب لا عقول عندهم وأشتهر في نجد السحرة والكهنة وسؤالهم وتصديقهم وليس هنالك منكر إلا من شاء الله وغلب على الناس الإقبال على الدنيا وشهواتها وقل القائم لله والناصر لدينه وهكذا في الحرمين الشريفين وفى اليمن أشتهر ذلك الشرك وبناء القباب على القبور ودعاء الأولياء والإستغاثة بهم .... وكذلك مما عرف فى نجد واشتهر دعاء الجن والإستغاثة بهم وذبح الذبائح لهم ....فلما رأى الشيخ الإمام هذا الشرك وظهوره في الناس وعدم وجود منكر لذلك وقائم بالدعوة إلى الله فى ذلك شمر عن ساعد الجد وصبر على الدعوة وعرف أنه لابد من جهاد وصبر وتحمل للأذي ).
ولما رأى الشيخ الإمام حال الجزيرة العربية وما فيها من شرك وبدع إنكب على (كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وإبن القيم ، فأعجب بها ومال إليها ورأى كثيراً مما نعاه ابن تيمية على أهل عصره من البدع والضلالات والمروق عن الدين ) وإعتكف على كتب شيخ الإسلام إبن تيمية وغيره من أئمة السلف ثمانية اشهر وثم خرج للناس بدعوته الوحيدية السلفية .
الإمام محمد بن عبد الوهاب يعلن دعوته :-
بدأ الشيخ دعوته في حريملاء ولم تلق هنالك نجاحاً يذكر ولكنه لم ييأس ولم يقنط وظل يدرس ويرشد ويعظ حتى مات والده فى عام 1153هـ - 1740م وهنا أعلن دعوته وجد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فتبعه بعض أهلها وايدوه ولكن كان بحريملا قبيلة يتبعها جماعة من الجهال يعبثون في الأرض فساداً ويجاهرون بالفسق والمعاصي فهتف الشيخ يهم ونادي بوجوب ردعهم وتنفيذ حكم الشرع فيهم ، فأضمروا له البغضاء وحاولوا الفتك به فحماه الله منهم وردهم على أعقابهم ولم يطيب للشيخ مقام بحريملاء بعد هذا الحادث فإنتقل إلى مسقط رأسه بالعيينة وتلقاه أميرها عثمان بن حمد بن معمر بالترحيب ، وعاونه فى دعوته وتوثقت بينهما أوامر الثقة والمحبة خصوصاً بعد أن اصهر الشيخ إلى أسرته وقد تبعه كثير من الأهلي ثم شرح (الشيخ) فى تنفيذ مبادئه عملياً فأستأجر أناساً ليقوموا بقطع الاشجار التى يعظمها العامة ثم خرج بنفسه (في ذلك) ... ولابد للشيخ أن يمضى في طريقه بلا وجل ولا تردد فاتجه بنفسه إلى قبة قبر زيد بن الخطاب رضى الله عنه بقرية (الحبيلة) واعد العدة لهدمها.
فاستعان بعثمان لحمايته فاستجاب له ولكنه ابى أن يتولى الهدم هو او احد من رجاله فتقدم الشيخ وهدمها بنفسه حتى (قضى) عليها ، ومضى في سياسته العملية فأقام حد الزنى ونفذ أحكام الشريعة) ومن ثم إشتهر أمره وعظمت هيبته وأقبل كثير من الناس عليه معاهدين ).
أعداء الإمام يحاولون عرقلة مسيرة الدعوة :-
وبينما الدعوة تشق طريقها إلى القلوب الصلدة فتصدعها وإلى العقول الضالة فتردعها ، وإلى النفوس الظامئة من العلم فتبل صداها ، وتجلو صدأ الجهالة الذي ران عليها نرى سليمان بن محمد بن عريعر الحميدي حاكم إحساء والقطيف ينذر عثمان بن معمر بالثورة عليه وقطع الخراج عنه إن لم يقتل الأمم الشيخ ويقضى على دعوته ) وهنا خاف أمير العيينة على ملكه وعلى نفسه فقال للشيخ إن هذا الأمير كتب إلينا كذا وكذا وأنه لا يحسن منا أن نقتلك وإنا نخاف هذا الأمير ولا نستطيع محاربته ، فإذا رأيت أن تخرج عنا فعلت ، فقال له الشيخ إن الذي أدعو إليه هو دين الله وتحقيق كلمة لا أله إلا الله وتحقيق شهادة أن محمداً رسول الله فمن تمسك بهذا الدين ونصره وصدق فى ذلك نصره الله وأيده وولاه على بلاد أعدائه ، فإن صبرت وإستقمت وقبلت هذا الخير فأبشر فسينصرك الله ويحميك من هذا البدوى وغيره وسوف يوليك الله بلاده وعشيرته ، فقال : أيها الشيخ إنا لا نستطيع محاربته ولا صبر لنا على مخالفته فخرج الشيخ عند ذلك وتحول العيينة إلى بلاد الدرعية ) ولما بلغ السبعين قرر إعتزال أمور ((الدنيا)) والسياسة وإلتزام بينه وإحالة الشئون كلها وإمامة المسلمين إلى عهدة الأمير عبد العزيز لينصرف هو إلى العبادة والتعليم. وكتب إليه كتاباً يهنئه بالفتح ويبارك له فيه ، هذا بعض ما جاء فيه : (أحب لك ما أحب لنفسى ، وقد أراك الله فى عدوك ما لم تؤمل . فالذى أراه أن تكثر من قول الحسن البصري، وكان إذا إبتدأ حديثه يقول (أللهم لك الحمد بما خلقتنا وهديتنا ، وفرجت عنا ، لك الحمد بالإسلام والقرآن ولك الحمد بالأهل والمال ، والمعافاة . كبت عدونا . وبسطت رزقنا ، وأظهرت أمننا ، وأحسنت معافاتنا ، وفى كل ما سألناك ربي أعطيتنا ، فلك الحمد على ذلك حمداً كثيراً طيباً حتى ترضي ، ولك الحمد إذا رضيت).
فأثبت الشيخ بذلك ترفعه عن المطامع واقام الدليل على أنه كان مخلصاً فى دعوته. وعالماً صادقاً زاهداً لا يريد سوى وجه الله ربه وإنقاذ أمته وتحريرها من ربقة الجهل والضلال. فلما حصل كل ذلك إعتزل وأنصرف لعبادة ربه والزهد والورع وتعليم العلم حتى آخر نسمة من حياته. ومع ذلك فلم يكن الأمير عبد العزيز يستغني عن استشارته فى الأمور المهمة ولا يقطع أمراً دونه ولا ينفذ شيئاً إلا بإذنه )
وفاة الإمام محمد بن عبد الوهاب :-
ولما بلغ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الثمانين من عمره إعتزل الناس ولجأ ملجأ مالك والأوزاعي وأحمد وأضرابهم من الأئمة إلى الزهد والتعبد ولم تعد له يد في تصريف الأمور وترك أمر المشيخة لإبنه حسين وأصيب الإمام بمرض لم يهمله طويلاً حتى إنتقل رحمه الله تعالى إلى ربه سبحانه وتعالى في يوم الجمعة آخر شهر ذى القعدة من هذه السنة 22 حزيران 1792م ) وكان قد بلغ التسعين من عمره فتوفى في ذلك العام بعد أن مضى على دعوته منذ أن أعلنها في حريملاء أكثر من نصف قرن من الزمان ومن نافلة القول أن يذكر أن موته كان غماً وحزناً اصاب الأمراء من آل سعود ومن آله وأتباعه وكل منصف من أهل الدين والعرب وغير العرب ، فإن موت العظماء كالأحداث الداهمة تصيب بالحزن والزهول ).
ولما شاع خبر وفاته حزن الناس حزناً شديداً وخصوصاً الإمام عبد العزيز وأخرجت جنازته إلى المسجد الجامع فجاء الناس أفواجاً للصلاة عليه ودفن فى مقبرة فى الدرعية معهودة لآل سعود من قبل وقبره فيها معروف إلى اليوم ).
أوصافه :-
كان الشيخ ((الإمام)) محمد بن عبد الوهاب جميل المنظر ، ربع القامة ، قوى البنية وقد منحه الله تعالى جانباً عظيماً من الهيئة والوقار ما إتفق لغيره من العلماء والرؤساء حتى كانت طاعة أصحابه له كطاعة الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم . وذلك فى طاعة الله عز وجل إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
إيمانه وورعه :-
كان الشيخ ((الإمام)) محمد مؤمناً صادق الإيمان شديد لا يتهاون فيه وقد قال عن نفسه فى بعض رسائله : (وأنا أمرؤ في بعض الحدة وهي حدة لا تبطل حقاً ، ولا تثبت باطلاً. ولا تخرج بصاحبها عن الجادة) وكان ورعاً تقياً كثير الذكر لله قلما يفتر لسانه عن قول (سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر) . وكان إذا جلس الناس في إنتظاره يعلمون إقباله إليهم قبل أن يروه من كثرة تكرر لهجته بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير ).
علمه وفقهه في الدين:-
كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب عالماً غزير العلم . فاضلاً مناضلاً شجاعاً بناضله ، من طراز إبن تيمية ، وأن كان لإبن تيمية عليه فضل السبق وغزارة العلم ، وقوة اسلوب الكتابة ، ولكن الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان أجمع لصفات الزعامة ، لأن بن تيمية قد ظهر في الشام البلد المتحضر الفارق فى النعم المملوء بعلماء الدين البارزين ومع ذلك أخفق فى ما دعا إليه وعرض نفسه للخطر والسجن والقتل قبل أن يحقق شيئاً مما يدعو إليه فى مدة حياته أما الشيخ محمد بن عبد الوهاب فقد ظهر فى نجد البلاد التى كانت فيها البداوة متفشية وكانت الصعوبات جمه لأفهام اولئك الناس مبادئ الدعوة التى يدعو إليها ، ولكن الشيخ محمد قد أتاه الله من صفات الزعامة وقوة الشخصية وخلاوة الحديث وقوة الحجة فوق ما أوتى ابن تيمية فإنتصر الشيخ وراجت دعوته وأنقذ أقطاراً كثيراً من هوة الهلاك . وكان الشيخ محمد بن عبد الوهاب محباً لإبن تيمية وما أحب أحداً من علماء الدين الذين سبقوه بعد الإمام أحمد كما أحب إبن تيمية ) .
عفوه وحلمه :-
كان الشيخ كثير العفو حليماً ، رحيماً ، رقيق القلب ، نقي السريرة لا يحب سفك الدماء بل يترفع عنه ويتجنبه . وأكره ما كان لديه قتل النفوس.
وكان يسير دائماً سيرة الصفح والعفو . ولم يكن أحب إليه من يأتيه أحد بالمعذرة حتى يبادره بالمغفرة ولم يعامل أحداً بالإساءة بعد أن غلب ولم ينتصر لنفسه إذا جاءه خصومه منقادين طوعاً أو كرهاً بل كان يقابلهم بالبشاشة ويرحب بهم ويلاطفهم ).
كرمه وسخاؤه :-
كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب جواداً سخياً لا يرد سائلاً ولا يخيب أملاً وكان عطاؤه عطاء من يثق بالله ، ولا يخشى الفقر . فقد كان كثير العطايا بحيث كان يهب حقه من الزكاة والغنيمة فى موضع واحد لا يقوم ومعه شئ وكان الشيخ يقوم بإستقبال وإكرام الوفود والضيوف الذين يؤمون الدرعية ويتحمل الإنفاق عليهم من ماله الخاص . وقد يضطر أحياناً أن يستدين المال لهذا الغرض) .
تركة الشيخ : -
لم يخلف الشيخ بعد وفاته من المال شيئاً يوزع بين ورثته لا ديناراً ولا درهماً بل كان عليه دين كثير سُدد بعد وفاته ولكنه خلف أرضاً إشتراها فى بداية حياته ، ذات نخل وزرع وأشجار وفواكه وبقيت هذه الأرض غير مقسومة كما كانت عليه قبل وفاته وكانت حاصلاتها تقسم كل سنة بين إرثه وترك مائتى كتاب وقيل ستمائة وقد ((إتفق)) أولاده أجمع على جعلها وقفاً لكل عالم يتولى مسند القضاء والفت
الفصل الثاني
آل سعود يناصرون الإمام محمد بن عبد الوهاب
ودعــوته السلفيـــة
يعتبر الامير محمد بن سعود هو مؤسس الدولة السعودية الاولى (ولد الأمير محمد بن سعود بن مقرن بن مرخان فى مدينة الدرعية عام 1100هـ - 1687) وبعد مقتل زيد ابن مرخان وعودة الأمير محمد من العيينة إلتف حوله أهل الدرعية وبايعوه بالرئاسة . وكانت مدة حكمه أربعين عاماً قضى نصفها قبل مقدم الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى الدرعية ونصفها الآخر مع الشيخ ، وتزوج موضة بنت أبى وهطان من آل كثير ، ثم تزوج إحدى بنات الشيخ محمد بن عبد الوهاب واستطاع الامير محمد بن سعود بما أظهره من الدهاء والحكمة خلال الفترة الأولى من حكمه أن يوطد العدل ويقر الأمن فى مدينة الدرعية كما استطاع (الأمير محمد بن سعود) القضاء على دسائس المنافسين فى الداخل ، والدفاع عن بلده ضد الأعداء والطامعين من الخارج . ومع ذلك فقد كانت إدارته للأمور على اسلوب عشائرى بدائي لبلدة صغيرة لم يتجاوز عدد بيوتها يومئذ السبعين بيتاً ، أما إزدهار الدرعية فبدأ بالسنة التى هاجر إليها المصلح الكبير الشيخ محمد بن عبد الوهاب 1158هـ - 1744م ومبايعة الإمام محمد بن عبد الوهاب للأمير محمد بن سعود على حماية دعوة التوحيد ونشرها واخلاص العبادة لله وحده وأتباع طرق الإسلام الصحيحة في سياسة البلاد ووضع اسس الحكم طبقاً للشريعة الإسلامية مجردة من كل شائبة . ومنذ ذلك الحين بدأت الدرعية تكتشف نفسها وتلقى رسالتها وتبنى نهضتها وتشيد أسس دولة جديدة فى نجد وفي غير نجد من بلاد جزيرة العرب ) .
الإنطلاقة الكبرى للدعوة السلفية فى عهد
الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود
هنالك فرق كبير شاسع بين حالة الدعوة والدولة فى عصر الأمير محمد بن سعود وعصر ولده الإمام عبد العزيز فقد كانت الدعوة في عصر الأمير محمد بن سعود فى دورها البدائي ضعيفة محدودة القوة . أما في عصر الإمام عبد العزيز فقد إنطلقت وتوسعت وصار لها كثير من الأنصار والمؤيدين والمؤمنين وتوسع نطاقها توسعاً كبيراً وإزدادت قوتها وتجمع لديها الخيل والسلاح والرجال المتمرسون للحرب ) والمعلوم عن الداني والقاصي عن الإمام محمد بن عبد الوهاب والأمير عبد العزيز لم يبدأوا أحداً بالقتال وإنما المعروف فى كتب التاريخ أن الأعداء هم الذين بدأوا بالقتال والإمام وآل سعود دافعوا عن أنفسهم و (يمكن لنا أن نعتبر عصر الإمام عبد العزيز عصر توسع وإنطلاق ، فقد تم للإمام عبد العزيز بعد جهاد طويل متوال فى إعلاء كلمة الله وإخلاص العبادة لله وتنفيذ أحكام شرع الله إخضاع أواسط الجزيرة العربية فدانت له مدن العارض والوشم وسدير وجبل شمر وغيرها ، ثم أخضع لسلطته الإحساء وعسير وتهامة وإستقر سلطانه على شواطئ الخليج . ولم يكتف بهذا بل تجاوزه كثيراً فوصل بحركاته الإصلاحية وحروبه إلى حدود الحجاز وتخطاها إلى الطائف ومكة المكرمة والمدينة المنورة ....فصار للدعوة والدولة شأنهما واصبحتا موضع إهتمام الأوساط الدولية و السياسية فى العالم فى الداخل والخارج ).
أعداء دعوة التوحيد يغتالون الإمام عبد العزيز
أحدث هجوم الإمام عبد العزيز على كربلاء نغمة الكثيرين من أهالي العراق فصمم رجل كردى من مدينة العمادية الواقعة فى لواء الموصل يدعى عثمان على الذهاب إلى الدرعية لينتقم من الإمام عبد العزيز فترك العراق متنكراً بزى الدراويش ، مظهراً النسك والورع ، فلما وصل الدرعية أدعي أنه أعتق الدعوة وجاء يطلب الإستزادة من درس التوحيد ، فلما علم الإمام عبد العزيز برغبته في هذا الأمر بره بعطفه وأحسن إليه وكان هذا الرجل يظهر الحرص على الصلاة فى مسجد الطريق بالقرب من الإمام وفى الصف الذى يصلى فيه الإمام عبد العزيز وكان يستنبط تحت ثيابه خنجراً فوثب عليه وهو ساجد وطعنه فى خاصرته فسقط من وقته قتيلاً وكان أخوه عبد الله بجانبه فهجم القاتل ليقتله أيضاً ولكن عبد الله نهض على قدميه وامسك القاتل بيديه وضربه بالسيف فصرعه على الأرض وتكاثر الناس عليه وقتلوه ومات الإمام من ساعته وحمل إلى داره لتجهيزه وكان ولده وولى عهده الإمام سعود غائباً فى نخل له يسمى (مشيرفة) بضواحى الدرعية . ولما بلغه الخبر جاء مسرعاً إلى دار أبيه وأجتمع الزعماء وأهل الحل والعقد وبايعوه وعزوه بوالده فى نفس اليوم .
صفاتــــه :-
كان الإمام عبد العزيز معروفاً بالشجاعة والإقدام – صبوراً على المكاره كريماً سخياً ، عادلاً لا تأخذه فى الله لومة لائم ، ينفذ الحق ولو في أهل بيته . أمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر عالماً بالحديث والتفسير والتوحيد . وقد شارك العلماء فى البحوث العلمية ويملى النصائح النافعة المرصعة بأيات القرآن والأحاديث الصحيحة كما كان كثير الخوف من الله كثير العبادة والتهجد والطاعة له . وهو اول من لقب بالإمام بين العائلة السعودية ).
وقال الشيخ العلامة الدكتور صالح بن عبد الله العبود بعد كلام ((... ولذا صنع الله لآل سعود من عظيم صنعه وأظهر لهم من الفضائل والدولة ما عزو به على سائر الأقران وبسط لهم الأمن ورزقهم طاعة الرعية وإنتظام أمور الولاية ووضع فى قلوب من عاداهم الرعب العظيم تحقيقاً لقوله تعالى : ((وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الارض كما استخلف الذين من قبلهم ، وليمكنن لهم دينهم الذى أرتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بى شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون )) ثم أنه حصل إختلاف وفتور فى أهل الإسلام أو آل الله بسببه على أهل التوحيد أعداءهم على يد محمد على طاغية مصر وهي أشبه ما تكون بالحروب الصليبية . قال الشيخ عبد الله إبن عبد اللطيف : ((حدث من فتنة الشهوات ما افسد على الناس الأعمال والإرادات ، وجرى من الإبتلاء والتطهير ما يعرفه الفطن الخبير)) ثم ان الله بفضله وكرمه ورحمته الخاصة عاد على أهل التوحيد بعائدته ومن ذلك أن وفق الله الإمام عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية وابا الملوك الميامين للسير على سنة سلفه الصالحين من نصرة الإسلام وإحياء السنة وقمع الشرك وإماتة البدع وتوحيد الرعية بالتوحيد وتأمين الطرق وسبل الحجيج وإقامة حدود الشريعة . قال الشاعر :
وما الدين إلا أن تقام شريعة وتأمن سبل بيننا وشعاب
وقد وفق الله علماء الدعوة السلفية وعلى رأسهم الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف ، ثم الشيخ محمد بن ابراهيم (آل الشيخ) ان وقفوا منه مواقف سلفهم الصالح من سلفه الراشد حين بايعوه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فقبل منهم ذلك ووفى لهم ، حتى صرنا ولله الحمد ننعم فى ظلال عقيدة السلف الصالح بوحدة سعودية آمنة ، فى رخاء عيش وعافية . لا تزال – إنشاء الله تعالى – ما دمنا على سنة سلفنا الصالح من علماء المسلمين وانصار التوحيد من آل الشيخ وتلاميذهم ، وآل سعود ورجالهم كما قال تعالى : (ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم )أهـ.
الفصل الثالث
أسامة بن لادن وتنظيمه ومن تحالف معهم ليسوا من السلفيين الوهابيين ولا قلامة ظفر
نقول ان اسامة بن لادن وتنظيمه الذى يسمى القاعدة ومن تحالف معهم وعلى رأسهم حركة طالبان وتنظيم الجهاد بزعامة ايمن الظواهرى المصرى وحكمتيار ومجددى وامثالهم ليسوا من السلفيين الوهابيين ولا قلامة ظفر .
ايها المدعى سليمى سفاهاً لست منها ولا قلامة ظفر
انما انت من سليمى كواو الحقت فى الهجاء ظلماً بعمرو
والحقيقة الواضحة وضوح الشمس فى رابعة النهار ان المدعو الجاهل الضال اسامة بن لادن وتنظيمه الذى يسمى القاعدة ومن تحالف معهم ليسوا من السلفيين الوهابيين ولا قلامة ظفر ولا كرامة وسوف نؤكد هذه الحقيقة بوثائق وحقائق قاطعة وساطعة نقول وبالله التوفيق.
اولاً : الرد على من زعم ان اسامة
إمام الدعوة وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
سيرته وحقيقة دعوته السلفية
إن (دراسة مناقب الأعلام تملأ الأجيال المتأخرة روحاً تقدمية ونفساً طموحة إلى العلا شريطة أن تكون الدراسة موزونة بميزان الكتاب والسنة وذلك كما قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه : (كنا أذل أمة فأعزنا الله بالإسلام ومهما إبتغينا العزة بغيره أذلنا الله) .
و ( لما كان الحديث عن المصلحين والدعاة والمجددين و التذكير بأحوالهم وخصالهم الحميدة وأعمالهم المجيدة وشرح سيرتهم التى دلت على إخلاصهم وعلى صدقهم فى دعوتهم وإصلاحهم وأعمالهم وسيرتهم مما تشتاق إليه النفوس الطيبة وترتاح له القلوب ويود سماعه كل غيور على الدين وكل راغب فى الإصلاح والدعوة الى سبيل الحق ).
وددت أن أكتب شيئاً يسيراً عن سيرة الإمام محمد بن عبد الوهاب وحقيقة دعوته السلفية الحقة .
نسبه إمام الدعوة وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب:-
هو محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن على بن محمد بن أحمد بن بريد بن مشرف بن عمر بن معضاد بن إدريس بن على بن محمد بن علوى بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبة بن مسعود بن حارثة بن عمرو بن ربيع بن ساعدة بن ثعلبة بن ربيعة بن ملكان بن عدى بن عبد مناة بن تميم ) .
مولده ونشأته :-
ولد هذا الإمام الجليل فى عام 1115 هجرية هذا هو المشهور فى مولده رحمة الله عليه وقيل فى عام 1111 هجرية والمعروف أنه ولد فى عام 1115 هجرية على صاحبها افضل الصلاة وأكمل التحية . تعلم على أبيه فى بلدة العيينة وهذه البلدة هي مسقط رأسه رحمة الله عليه وهي قرية معلومة فى اليمامة في نجد شمال غرب مدينة الرياض بينها وبين الرياض مسيرة سبعين كيلو متراً تقريباً أو ما يقارب ذلك من جهة الغرب ولد فيها رحمة الله عليه ونشأ نشأة صالحة وقرأ القرآن مبكراً (وحفظه قبل أن يتجاوز العاشرة من عمره) وإجتهد في الدراسة والتفقه على أبيه الشيخ عبد الوهاب وكان فقيهاً كبيراً وعالماً قديراً وكان قاضياً في بلدة العيينة ).
رحلاته العلمية :-
وتطلع الشيخ إلي أفق علمي أرحب فذهب إلى مكة حاجاً لله تعالى وملتمساً فيها من العلماء من يشفي غلته ويروى ظمأه ) وأخذ العلم عن بعض علماء الحرم الشريف ثم توجه إلى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة و السلام ، فأجتمع بعلمائها ، وأقام فيها مدة وأخذ من عالمين كبيرين مشهورين في المدينة في ذلك الوقت وهما:
الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف النجدي أصله من المجمعة وهو والد الشيخ إبراهيم بن عبد الله صاحب العذب الفائض في علم الفرائض وأخذ أيضاً عن الشيخ الكبير محمد حياة السندي بالمدينة (النبوية) هذان العالمان ممن إشتهر أخذ الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله) عنه بالمدينة ممن لا نعرف ).
دعوة الإمام محمد خارج الجزيرة العربية :-
ولم تكن هذه النفس الطلعة لتقنع بما يحسب الناس أن فيه كفاية وغناء ، بل لابد لها أن تنشد الكمال وتسعي إليه ، وتستعذب الصعاب ، وتركب الأهوال وتعتصم بالصبر وتطلب الحقيقة فى مظانها لعلها تظفر بشئ منها وهكذا كان شأن الشيخ فلم يجد بداً من الرحلة إلى بعض العواصم الإسلامية التى إشتهرت بكثرة العلماء فيها وتوارث البحث في مسائل الدين وعقائده فرحل إلى العراق ونزل الزبير من أعمال البصرة وأخذ عن أحد فقهائها وهو الشيخ محمد المجموعى ، ولكن الإمام لم يقنع بالسماع والحفظ بل برح يناقش ويحاول ويمحص ويوازن بين ما يلقي إليه وما جاء في كتاب الله وسنة رسوله ، فيجد فيما يقوله العلماء ميلاً وأنحرافاً وخروجاً عن نصوص الدين وتعاليمه وساءه ما عليه الناس من خرافات وأباطيل ، فجاهر بآرائه هذه فأنكر ونقد كثيراً من بدع الناس وضلالاتهم وفساد عقائدهم فثار عليه فريق من جهال البصرة وآذوه وخرج منها في وقت الهجير خائفاً يترقب بلا زاد ولا راحلة وما كان الله ليترك مجاهداً في سبيل دينه ، فقيض له رجلاً من أهل الزبير وهى بلدة عراقية أكثر سكانها نجديون فأعانه وحمله على دابته حتى خرج من هذه البلدة وفكر الشيخ فى مواصلة الرحلة إلى بلاد الشام ، خيراً مما لقي بالعراق ، ولكن الله اراد أن يريحه من سفر قد لا يحصل منه على فائدة تذكر ففقد ما كان معه من مال وقفل راجعاً إلى بلاد نجد ونزل بالإحساء واقام مدة لدى الشيخ عبد الله بن محمد عبد اللطيف الشافعي الإحسائي من رجال الدين والعلم بها وكان والد الإمام قد إنتقل من العيينة إلى حريملاء بعد نزاع نشب بينه وبين حاكم قريته محمد بن محمد بن معمر أدى إلى عزله عن قضائها فرحل الإمام إلى أبيه وأقام معه في بلدته الجديدة) .
حالة الجزيرة العربية قبل دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب :-
كان أهل نجد قبل دعوة الشيخ على حالة لا يرضاها مؤمن كان الشرك الأكبر قد نشأ في نجد وأنتشر حتى عبدت القباب وعبدت الأشجار والأحجار وعبدت الغيران وعبد من يدعى بالولاية وهو من المعتوهين وعبد من دون الله أناس يدعون الولاية وهم مجانين مجاذيب لا عقول عندهم وأشتهر في نجد السحرة والكهنة وسؤالهم وتصديقهم وليس هنالك منكر إلا من شاء الله وغلب على الناس الإقبال على الدنيا وشهواتها وقل القائم لله والناصر لدينه وهكذا في الحرمين الشريفين وفى اليمن أشتهر ذلك الشرك وبناء القباب على القبور ودعاء الأولياء والإستغاثة بهم .... وكذلك مما عرف فى نجد واشتهر دعاء الجن والإستغاثة بهم وذبح الذبائح لهم ....فلما رأى الشيخ الإمام هذا الشرك وظهوره في الناس وعدم وجود منكر لذلك وقائم بالدعوة إلى الله فى ذلك شمر عن ساعد الجد وصبر على الدعوة وعرف أنه لابد من جهاد وصبر وتحمل للأذي ).
ولما رأى الشيخ الإمام حال الجزيرة العربية وما فيها من شرك وبدع إنكب على (كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وإبن القيم ، فأعجب بها ومال إليها ورأى كثيراً مما نعاه ابن تيمية على أهل عصره من البدع والضلالات والمروق عن الدين ) وإعتكف على كتب شيخ الإسلام إبن تيمية وغيره من أئمة السلف ثمانية اشهر وثم خرج للناس بدعوته الوحيدية السلفية .
الإمام محمد بن عبد الوهاب يعلن دعوته :-
بدأ الشيخ دعوته في حريملاء ولم تلق هنالك نجاحاً يذكر ولكنه لم ييأس ولم يقنط وظل يدرس ويرشد ويعظ حتى مات والده فى عام 1153هـ - 1740م وهنا أعلن دعوته وجد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فتبعه بعض أهلها وايدوه ولكن كان بحريملا قبيلة يتبعها جماعة من الجهال يعبثون في الأرض فساداً ويجاهرون بالفسق والمعاصي فهتف الشيخ يهم ونادي بوجوب ردعهم وتنفيذ حكم الشرع فيهم ، فأضمروا له البغضاء وحاولوا الفتك به فحماه الله منهم وردهم على أعقابهم ولم يطيب للشيخ مقام بحريملاء بعد هذا الحادث فإنتقل إلى مسقط رأسه بالعيينة وتلقاه أميرها عثمان بن حمد بن معمر بالترحيب ، وعاونه فى دعوته وتوثقت بينهما أوامر الثقة والمحبة خصوصاً بعد أن اصهر الشيخ إلى أسرته وقد تبعه كثير من الأهلي ثم شرح (الشيخ) فى تنفيذ مبادئه عملياً فأستأجر أناساً ليقوموا بقطع الاشجار التى يعظمها العامة ثم خرج بنفسه (في ذلك) ... ولابد للشيخ أن يمضى في طريقه بلا وجل ولا تردد فاتجه بنفسه إلى قبة قبر زيد بن الخطاب رضى الله عنه بقرية (الحبيلة) واعد العدة لهدمها.
فاستعان بعثمان لحمايته فاستجاب له ولكنه ابى أن يتولى الهدم هو او احد من رجاله فتقدم الشيخ وهدمها بنفسه حتى (قضى) عليها ، ومضى في سياسته العملية فأقام حد الزنى ونفذ أحكام الشريعة) ومن ثم إشتهر أمره وعظمت هيبته وأقبل كثير من الناس عليه معاهدين ).
أعداء الإمام يحاولون عرقلة مسيرة الدعوة :-
وبينما الدعوة تشق طريقها إلى القلوب الصلدة فتصدعها وإلى العقول الضالة فتردعها ، وإلى النفوس الظامئة من العلم فتبل صداها ، وتجلو صدأ الجهالة الذي ران عليها نرى سليمان بن محمد بن عريعر الحميدي حاكم إحساء والقطيف ينذر عثمان بن معمر بالثورة عليه وقطع الخراج عنه إن لم يقتل الأمم الشيخ ويقضى على دعوته ) وهنا خاف أمير العيينة على ملكه وعلى نفسه فقال للشيخ إن هذا الأمير كتب إلينا كذا وكذا وأنه لا يحسن منا أن نقتلك وإنا نخاف هذا الأمير ولا نستطيع محاربته ، فإذا رأيت أن تخرج عنا فعلت ، فقال له الشيخ إن الذي أدعو إليه هو دين الله وتحقيق كلمة لا أله إلا الله وتحقيق شهادة أن محمداً رسول الله فمن تمسك بهذا الدين ونصره وصدق فى ذلك نصره الله وأيده وولاه على بلاد أعدائه ، فإن صبرت وإستقمت وقبلت هذا الخير فأبشر فسينصرك الله ويحميك من هذا البدوى وغيره وسوف يوليك الله بلاده وعشيرته ، فقال : أيها الشيخ إنا لا نستطيع محاربته ولا صبر لنا على مخالفته فخرج الشيخ عند ذلك وتحول العيينة إلى بلاد الدرعية ) ولما بلغ السبعين قرر إعتزال أمور ((الدنيا)) والسياسة وإلتزام بينه وإحالة الشئون كلها وإمامة المسلمين إلى عهدة الأمير عبد العزيز لينصرف هو إلى العبادة والتعليم. وكتب إليه كتاباً يهنئه بالفتح ويبارك له فيه ، هذا بعض ما جاء فيه : (أحب لك ما أحب لنفسى ، وقد أراك الله فى عدوك ما لم تؤمل . فالذى أراه أن تكثر من قول الحسن البصري، وكان إذا إبتدأ حديثه يقول (أللهم لك الحمد بما خلقتنا وهديتنا ، وفرجت عنا ، لك الحمد بالإسلام والقرآن ولك الحمد بالأهل والمال ، والمعافاة . كبت عدونا . وبسطت رزقنا ، وأظهرت أمننا ، وأحسنت معافاتنا ، وفى كل ما سألناك ربي أعطيتنا ، فلك الحمد على ذلك حمداً كثيراً طيباً حتى ترضي ، ولك الحمد إذا رضيت).
فأثبت الشيخ بذلك ترفعه عن المطامع واقام الدليل على أنه كان مخلصاً فى دعوته. وعالماً صادقاً زاهداً لا يريد سوى وجه الله ربه وإنقاذ أمته وتحريرها من ربقة الجهل والضلال. فلما حصل كل ذلك إعتزل وأنصرف لعبادة ربه والزهد والورع وتعليم العلم حتى آخر نسمة من حياته. ومع ذلك فلم يكن الأمير عبد العزيز يستغني عن استشارته فى الأمور المهمة ولا يقطع أمراً دونه ولا ينفذ شيئاً إلا بإذنه )
وفاة الإمام محمد بن عبد الوهاب :-
ولما بلغ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الثمانين من عمره إعتزل الناس ولجأ ملجأ مالك والأوزاعي وأحمد وأضرابهم من الأئمة إلى الزهد والتعبد ولم تعد له يد في تصريف الأمور وترك أمر المشيخة لإبنه حسين وأصيب الإمام بمرض لم يهمله طويلاً حتى إنتقل رحمه الله تعالى إلى ربه سبحانه وتعالى في يوم الجمعة آخر شهر ذى القعدة من هذه السنة 22 حزيران 1792م ) وكان قد بلغ التسعين من عمره فتوفى في ذلك العام بعد أن مضى على دعوته منذ أن أعلنها في حريملاء أكثر من نصف قرن من الزمان ومن نافلة القول أن يذكر أن موته كان غماً وحزناً اصاب الأمراء من آل سعود ومن آله وأتباعه وكل منصف من أهل الدين والعرب وغير العرب ، فإن موت العظماء كالأحداث الداهمة تصيب بالحزن والزهول ).
ولما شاع خبر وفاته حزن الناس حزناً شديداً وخصوصاً الإمام عبد العزيز وأخرجت جنازته إلى المسجد الجامع فجاء الناس أفواجاً للصلاة عليه ودفن فى مقبرة فى الدرعية معهودة لآل سعود من قبل وقبره فيها معروف إلى اليوم ).
أوصافه :-
كان الشيخ ((الإمام)) محمد بن عبد الوهاب جميل المنظر ، ربع القامة ، قوى البنية وقد منحه الله تعالى جانباً عظيماً من الهيئة والوقار ما إتفق لغيره من العلماء والرؤساء حتى كانت طاعة أصحابه له كطاعة الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم . وذلك فى طاعة الله عز وجل إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
إيمانه وورعه :-
كان الشيخ ((الإمام)) محمد مؤمناً صادق الإيمان شديد لا يتهاون فيه وقد قال عن نفسه فى بعض رسائله : (وأنا أمرؤ في بعض الحدة وهي حدة لا تبطل حقاً ، ولا تثبت باطلاً. ولا تخرج بصاحبها عن الجادة) وكان ورعاً تقياً كثير الذكر لله قلما يفتر لسانه عن قول (سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر) . وكان إذا جلس الناس في إنتظاره يعلمون إقباله إليهم قبل أن يروه من كثرة تكرر لهجته بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير ).
علمه وفقهه في الدين:-
كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب عالماً غزير العلم . فاضلاً مناضلاً شجاعاً بناضله ، من طراز إبن تيمية ، وأن كان لإبن تيمية عليه فضل السبق وغزارة العلم ، وقوة اسلوب الكتابة ، ولكن الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان أجمع لصفات الزعامة ، لأن بن تيمية قد ظهر في الشام البلد المتحضر الفارق فى النعم المملوء بعلماء الدين البارزين ومع ذلك أخفق فى ما دعا إليه وعرض نفسه للخطر والسجن والقتل قبل أن يحقق شيئاً مما يدعو إليه فى مدة حياته أما الشيخ محمد بن عبد الوهاب فقد ظهر فى نجد البلاد التى كانت فيها البداوة متفشية وكانت الصعوبات جمه لأفهام اولئك الناس مبادئ الدعوة التى يدعو إليها ، ولكن الشيخ محمد قد أتاه الله من صفات الزعامة وقوة الشخصية وخلاوة الحديث وقوة الحجة فوق ما أوتى ابن تيمية فإنتصر الشيخ وراجت دعوته وأنقذ أقطاراً كثيراً من هوة الهلاك . وكان الشيخ محمد بن عبد الوهاب محباً لإبن تيمية وما أحب أحداً من علماء الدين الذين سبقوه بعد الإمام أحمد كما أحب إبن تيمية ) .
عفوه وحلمه :-
كان الشيخ كثير العفو حليماً ، رحيماً ، رقيق القلب ، نقي السريرة لا يحب سفك الدماء بل يترفع عنه ويتجنبه . وأكره ما كان لديه قتل النفوس.
وكان يسير دائماً سيرة الصفح والعفو . ولم يكن أحب إليه من يأتيه أحد بالمعذرة حتى يبادره بالمغفرة ولم يعامل أحداً بالإساءة بعد أن غلب ولم ينتصر لنفسه إذا جاءه خصومه منقادين طوعاً أو كرهاً بل كان يقابلهم بالبشاشة ويرحب بهم ويلاطفهم ).
كرمه وسخاؤه :-
كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب جواداً سخياً لا يرد سائلاً ولا يخيب أملاً وكان عطاؤه عطاء من يثق بالله ، ولا يخشى الفقر . فقد كان كثير العطايا بحيث كان يهب حقه من الزكاة والغنيمة فى موضع واحد لا يقوم ومعه شئ وكان الشيخ يقوم بإستقبال وإكرام الوفود والضيوف الذين يؤمون الدرعية ويتحمل الإنفاق عليهم من ماله الخاص . وقد يضطر أحياناً أن يستدين المال لهذا الغرض) .
تركة الشيخ : -
لم يخلف الشيخ بعد وفاته من المال شيئاً يوزع بين ورثته لا ديناراً ولا درهماً بل كان عليه دين كثير سُدد بعد وفاته ولكنه خلف أرضاً إشتراها فى بداية حياته ، ذات نخل وزرع وأشجار وفواكه وبقيت هذه الأرض غير مقسومة كما كانت عليه قبل وفاته وكانت حاصلاتها تقسم كل سنة بين إرثه وترك مائتى كتاب وقيل ستمائة وقد ((إتفق)) أولاده أجمع على جعلها وقفاً لكل عالم يتولى مسند القضاء والفت
الفصل الثاني
آل سعود يناصرون الإمام محمد بن عبد الوهاب
ودعــوته السلفيـــة
يعتبر الامير محمد بن سعود هو مؤسس الدولة السعودية الاولى (ولد الأمير محمد بن سعود بن مقرن بن مرخان فى مدينة الدرعية عام 1100هـ - 1687) وبعد مقتل زيد ابن مرخان وعودة الأمير محمد من العيينة إلتف حوله أهل الدرعية وبايعوه بالرئاسة . وكانت مدة حكمه أربعين عاماً قضى نصفها قبل مقدم الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى الدرعية ونصفها الآخر مع الشيخ ، وتزوج موضة بنت أبى وهطان من آل كثير ، ثم تزوج إحدى بنات الشيخ محمد بن عبد الوهاب واستطاع الامير محمد بن سعود بما أظهره من الدهاء والحكمة خلال الفترة الأولى من حكمه أن يوطد العدل ويقر الأمن فى مدينة الدرعية كما استطاع (الأمير محمد بن سعود) القضاء على دسائس المنافسين فى الداخل ، والدفاع عن بلده ضد الأعداء والطامعين من الخارج . ومع ذلك فقد كانت إدارته للأمور على اسلوب عشائرى بدائي لبلدة صغيرة لم يتجاوز عدد بيوتها يومئذ السبعين بيتاً ، أما إزدهار الدرعية فبدأ بالسنة التى هاجر إليها المصلح الكبير الشيخ محمد بن عبد الوهاب 1158هـ - 1744م ومبايعة الإمام محمد بن عبد الوهاب للأمير محمد بن سعود على حماية دعوة التوحيد ونشرها واخلاص العبادة لله وحده وأتباع طرق الإسلام الصحيحة في سياسة البلاد ووضع اسس الحكم طبقاً للشريعة الإسلامية مجردة من كل شائبة . ومنذ ذلك الحين بدأت الدرعية تكتشف نفسها وتلقى رسالتها وتبنى نهضتها وتشيد أسس دولة جديدة فى نجد وفي غير نجد من بلاد جزيرة العرب ) .
الإنطلاقة الكبرى للدعوة السلفية فى عهد
الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود
هنالك فرق كبير شاسع بين حالة الدعوة والدولة فى عصر الأمير محمد بن سعود وعصر ولده الإمام عبد العزيز فقد كانت الدعوة في عصر الأمير محمد بن سعود فى دورها البدائي ضعيفة محدودة القوة . أما في عصر الإمام عبد العزيز فقد إنطلقت وتوسعت وصار لها كثير من الأنصار والمؤيدين والمؤمنين وتوسع نطاقها توسعاً كبيراً وإزدادت قوتها وتجمع لديها الخيل والسلاح والرجال المتمرسون للحرب ) والمعلوم عن الداني والقاصي عن الإمام محمد بن عبد الوهاب والأمير عبد العزيز لم يبدأوا أحداً بالقتال وإنما المعروف فى كتب التاريخ أن الأعداء هم الذين بدأوا بالقتال والإمام وآل سعود دافعوا عن أنفسهم و (يمكن لنا أن نعتبر عصر الإمام عبد العزيز عصر توسع وإنطلاق ، فقد تم للإمام عبد العزيز بعد جهاد طويل متوال فى إعلاء كلمة الله وإخلاص العبادة لله وتنفيذ أحكام شرع الله إخضاع أواسط الجزيرة العربية فدانت له مدن العارض والوشم وسدير وجبل شمر وغيرها ، ثم أخضع لسلطته الإحساء وعسير وتهامة وإستقر سلطانه على شواطئ الخليج . ولم يكتف بهذا بل تجاوزه كثيراً فوصل بحركاته الإصلاحية وحروبه إلى حدود الحجاز وتخطاها إلى الطائف ومكة المكرمة والمدينة المنورة ....فصار للدعوة والدولة شأنهما واصبحتا موضع إهتمام الأوساط الدولية و السياسية فى العالم فى الداخل والخارج ).
أعداء دعوة التوحيد يغتالون الإمام عبد العزيز
أحدث هجوم الإمام عبد العزيز على كربلاء نغمة الكثيرين من أهالي العراق فصمم رجل كردى من مدينة العمادية الواقعة فى لواء الموصل يدعى عثمان على الذهاب إلى الدرعية لينتقم من الإمام عبد العزيز فترك العراق متنكراً بزى الدراويش ، مظهراً النسك والورع ، فلما وصل الدرعية أدعي أنه أعتق الدعوة وجاء يطلب الإستزادة من درس التوحيد ، فلما علم الإمام عبد العزيز برغبته في هذا الأمر بره بعطفه وأحسن إليه وكان هذا الرجل يظهر الحرص على الصلاة فى مسجد الطريق بالقرب من الإمام وفى الصف الذى يصلى فيه الإمام عبد العزيز وكان يستنبط تحت ثيابه خنجراً فوثب عليه وهو ساجد وطعنه فى خاصرته فسقط من وقته قتيلاً وكان أخوه عبد الله بجانبه فهجم القاتل ليقتله أيضاً ولكن عبد الله نهض على قدميه وامسك القاتل بيديه وضربه بالسيف فصرعه على الأرض وتكاثر الناس عليه وقتلوه ومات الإمام من ساعته وحمل إلى داره لتجهيزه وكان ولده وولى عهده الإمام سعود غائباً فى نخل له يسمى (مشيرفة) بضواحى الدرعية . ولما بلغه الخبر جاء مسرعاً إلى دار أبيه وأجتمع الزعماء وأهل الحل والعقد وبايعوه وعزوه بوالده فى نفس اليوم .
صفاتــــه :-
كان الإمام عبد العزيز معروفاً بالشجاعة والإقدام – صبوراً على المكاره كريماً سخياً ، عادلاً لا تأخذه فى الله لومة لائم ، ينفذ الحق ولو في أهل بيته . أمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر عالماً بالحديث والتفسير والتوحيد . وقد شارك العلماء فى البحوث العلمية ويملى النصائح النافعة المرصعة بأيات القرآن والأحاديث الصحيحة كما كان كثير الخوف من الله كثير العبادة والتهجد والطاعة له . وهو اول من لقب بالإمام بين العائلة السعودية ).
وقال الشيخ العلامة الدكتور صالح بن عبد الله العبود بعد كلام ((... ولذا صنع الله لآل سعود من عظيم صنعه وأظهر لهم من الفضائل والدولة ما عزو به على سائر الأقران وبسط لهم الأمن ورزقهم طاعة الرعية وإنتظام أمور الولاية ووضع فى قلوب من عاداهم الرعب العظيم تحقيقاً لقوله تعالى : ((وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الارض كما استخلف الذين من قبلهم ، وليمكنن لهم دينهم الذى أرتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بى شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون )) ثم أنه حصل إختلاف وفتور فى أهل الإسلام أو آل الله بسببه على أهل التوحيد أعداءهم على يد محمد على طاغية مصر وهي أشبه ما تكون بالحروب الصليبية . قال الشيخ عبد الله إبن عبد اللطيف : ((حدث من فتنة الشهوات ما افسد على الناس الأعمال والإرادات ، وجرى من الإبتلاء والتطهير ما يعرفه الفطن الخبير)) ثم ان الله بفضله وكرمه ورحمته الخاصة عاد على أهل التوحيد بعائدته ومن ذلك أن وفق الله الإمام عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية وابا الملوك الميامين للسير على سنة سلفه الصالحين من نصرة الإسلام وإحياء السنة وقمع الشرك وإماتة البدع وتوحيد الرعية بالتوحيد وتأمين الطرق وسبل الحجيج وإقامة حدود الشريعة . قال الشاعر :
وما الدين إلا أن تقام شريعة وتأمن سبل بيننا وشعاب
وقد وفق الله علماء الدعوة السلفية وعلى رأسهم الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف ، ثم الشيخ محمد بن ابراهيم (آل الشيخ) ان وقفوا منه مواقف سلفهم الصالح من سلفه الراشد حين بايعوه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فقبل منهم ذلك ووفى لهم ، حتى صرنا ولله الحمد ننعم فى ظلال عقيدة السلف الصالح بوحدة سعودية آمنة ، فى رخاء عيش وعافية . لا تزال – إنشاء الله تعالى – ما دمنا على سنة سلفنا الصالح من علماء المسلمين وانصار التوحيد من آل الشيخ وتلاميذهم ، وآل سعود ورجالهم كما قال تعالى : (ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم )أهـ.
الفصل الثالث
أسامة بن لادن وتنظيمه ومن تحالف معهم ليسوا من السلفيين الوهابيين ولا قلامة ظفر
نقول ان اسامة بن لادن وتنظيمه الذى يسمى القاعدة ومن تحالف معهم وعلى رأسهم حركة طالبان وتنظيم الجهاد بزعامة ايمن الظواهرى المصرى وحكمتيار ومجددى وامثالهم ليسوا من السلفيين الوهابيين ولا قلامة ظفر .
ايها المدعى سليمى سفاهاً لست منها ولا قلامة ظفر
انما انت من سليمى كواو الحقت فى الهجاء ظلماً بعمرو
والحقيقة الواضحة وضوح الشمس فى رابعة النهار ان المدعو الجاهل الضال اسامة بن لادن وتنظيمه الذى يسمى القاعدة ومن تحالف معهم ليسوا من السلفيين الوهابيين ولا قلامة ظفر ولا كرامة وسوف نؤكد هذه الحقيقة بوثائق وحقائق قاطعة وساطعة نقول وبالله التوفيق.
اولاً : الرد على من زعم ان اسامة
مواضيع مماثلة
» الجزء السادس: براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء السابع: براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء الثامن :براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء االتاسع : براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء العاشر: براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء السابع: براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء الثامن :براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء االتاسع : براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء العاشر: براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى