الجزء العاشر: براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
صفحة 1 من اصل 1
الجزء العاشر: براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
كما يقول الأمريكي جرمى وايبل انه أمضى حتى الآن أكثر من شهرين وقبل قدومه كان يسمع من بعض الذين قدموا الى السعودية أنهم طيبون لكن لم يتوقع الكلام هنا ((لجرمي)) أن الشعب السعودي بهذا القدر من الطيبة حتى أنهم عندما لا يسمح المجال بالحديث يبتعدون بإسلوب عال من الأدب ... وأعتقد جيرمى أن أحداً لا يستطيع الحكم على السعوديين حتى يقدم لهذا البلد ويرى مدى ما يتمتعون به من طيبة وكرم وأخلاق )).
ويرى شوب جنوب أفريقي أن بلده عانى من العنصرية ثلاثين عاماً ويعرف تماماً ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ليؤكد لـ ((الوطن التى إلتقته فى احدى المطاعم فى الرياض انه لا يشعر مطلقاً أن الشعب السعودى إرهابى أو أنه شعب مغلق لا يود التعرف على حضارات الآخرين أو ان الشعب السعودي غير قادر على التعايش مع الثقافات المختلفة )).
الفصل الرابـــع عشـــر
هــذه هـي المناهــج والعقائد اليهوديـــة
الإرهابيـــة ضد الإنسان والإنسانية في العالم
أولاً: إعتقاد اليهود أنهم الشعب المختار :-
((لقد ركز أهل التلمود على تمييز اليهود عن باقى البشر وتتميز ارواح اليهود عن باقى الأرواح بأنها جزء من الله كما أن الإبن جزء من والده )) وبما أن اليهود جزء من الله كما أن الإبن جزء من ابيه لذلك ذكر فى التلمود ((إنه إذا ضرب أمى إسرائيلياً فالأمىّ يستحق الموت )).
ثانياً: خطر التلمود :-
يمكن خطر التلمود في انه يعد اخطر وثيقة ضد الإنسان والإنسانية بل هو أخطر من كتاب (كفاحي) الذى كتبه هتلر إذ أنه يدعو الى تحطيم كل العقائد والقيم والحضارات لإقامة مجتمع عالمى صهيونى يسيطر على دول العالم وبكل الوسائل الممكنة ومنها الغش والقوة والسلب والنهب والخداع والكذب الى آخره كما يستبيح دماء وأموال الأجناس الأخرى ويعتبرهم بمنزلة الحيوانات )).
ثالثاً: دماء الشعوب كلها وأموالها مباحة عند اليهود :
ذكر المسيحيين ليس بنص كما يقول الفقهاء فإن المسيحيين كغيرهم من بقية الشعوب يجب غشهم وقتلهم وأستنزاف دمائهم . لا يجوز ليهودى أن يرد المال لصاحبه جاء فى التلمود (ان الله لا يغفر ذنبا ليهودى يرد للأمى ماله المفقود )).
وجاء فى التلمود ((غير مصرح ليهودي ان يقرض الأجنبى إلا الربا )) وجاء فى التلمود ((أقتل الصالح من غير الاسرائيليين ومحرم على اليهودي أن ينجي أحداً من باقي الأمم من هلاك أو يخرجه من حفرة وقع فيها )). وجاء كذلك ما يلى نصه فى كتابهم المذكور التلمود : (إذا وقع أحد الوثنيين فى حفرة يلزمك أن تسدها بحجر )
رابعاً: نبذة من مجازر اليهود :-
ولهذا السبب لا يتورع اليهود من قتل الافراد والجماعات وقد اعترف اليهود فى كتابهم المسمى ((سدر حادرون)) ((أن الامبراطور مارك اوريك قتل جميع الناصريين بناء على ايعاز اليهود )) إنه سنة 214 بعد المسيح قتل اليهود مئتى ألف مسيحى فى روما وكل نصارى قبرص )).
خامساً: كذبهم على الله:
ولقد زعمت كتب اليهود ان اسرائيل سأل إلهه قائلاً: ((لماذا خلقت خلفاً سوى شعبك المختار . فأجابه قائلاً : لتركبو ظهورهم وتمتصوا دمائهم وتحرقوا احضرهم وتلوثوا طاهرهم وتهدموا عامرهم .
سادساً : الرئيس الامريكي السابق بنيامن فرنكلين:
((يحذر تحذيراً شديداً من اليهود ويطالب بإخراجهم من أمريكا : قال الرئيس الأمريكي الاسبق محذراً من اليهود ما نصه : ((هناك خطر كبير يهدد الولايات المتحدة الامريكية هذا الخطر الكبير هو اليهودية وفى أي مكان حل فيه اليهود كانوا السبب فى حنق القيم الإخلاقية وإنحطاط الأمانة التجارية إذ لم نمنعهم من دخول أمريكا بموجب الدستور ففى اقل من مئة عام سيتدفقون الى هذه البلاد بأعداد هائلة إلى درجة إنهم سيحكمون ويحطمون نظام الحكم القائم الذى بذلنا نحن الشعب الامريكى من دمنا وضحينا بأرواحنا وممتلكاتنا وحريتنا الشخصية فى سبيل إقامته إذا لم نمنع اليهود من الإقامة في امريكا بموجب الدستور ففي خلال مئتى سنة سيكون أطفالنا يعملون كخدم فى الحقول ليطمعوا اليهود بينما يجلس هؤلاء في بيوتهم يفركون بأيديهم وهم يحصون ما ربحوا ))أ.هـ.
قلت ((وهكذا كان فمع أن اليهود لا يشكلون في أمريكا سوى 4% إلا أن نسبة التجار منهم 77% وهم كبار التجار واصحاب الملايين بينما نجد مئه بالمائه من العمال العاطلين من الامريكيين و98 بالمئه من المزارعين أمريكيين )).
سابعاً: اليهود وهتلر :-
أما ما فعل اليهود بألمانيا من تسببهم خسارة الألمان الحربيين العالميين وأستنزاف دماء الالمان وتسخير الشعب الألماني إلى آخره ما لا يعد ولا يحصى من جرائهم مما جعل هتلر يضيق بهم ذرعاً وجعله يقابلهم ببعض ما اقترفت ايديهم فلقد كتب في ذلك مجلدات )).
ثامناً: اليهود وذبائحهم للبشرية:-
أما الذبائح البشرية فقد ذكرت فى جملة كتب منها ما قاله المؤرخ اليهودى الشهير المولود سنة 37 مسيحية وتوفى فى روما سنة 95 متكلماً عن ((أنطو نيوخيوس)) الرابع الملقب ((بأبى غان)) فاتح مدينة أورشليم والذى تبوأ تحت الملك سنة 174 قبل المسيح: قال : ((أن هذا الملك اليونانى لما دخل المدينة المقدسة وجد فى إحدى محلات الهيكل رجلاً يونانياً كان اليهود قد ربطوه وسجنوه بمكان وكانوا يقدمون له أفخر المأكولات حتى يأتي يوم يخرجون به لأحدى الغابات حيث يذبحونه ويشربون من دمه ويأكلون شيئاً من لحمه ويحرقون باقيه وينشرون رماده بالفلاة وكان هذا السجن لأجل أن يعملوا بشريعة لا يجوز عندهم مخالفتها وهى أن يأخذوا فى سنة يونانياً وبعد أن يطعموه أفخر المأكل ليسمن يعدمونه لإتمام الوصية )) يقول الدكتور يوسف حنا نصر الله (... وهذه الذبائح ما أرتكب فى الشرق منها ما أرتكب فى الغرب وقد ذكرت بالتفصيل فى كتاب ((فرنسا اليهودية)) وكتاب صراخ البرئ)) وجملة كتب اخرى )).
تاسعاً: تبرير اليهود لأعمالهم المنحطة :-
وقد عرف اليهود كيف يصبغون أعمالهم صبغة دينية وكيف يسترونها بستار دينى فتدبر أعمالهم الجهنمية هذه لإستحلالهم دماء البشر فقد زعوا : ((أن ابراهيم عليه السلام)) قد أكل أربعة وسبعين رجلاً وشرب دمائهم دفعة واحدة ولذلك كانت له قوة أربعة وسبعين رجلاً كما جاء فى كتابهم التلمود )).
عاشراً: اليهود يقتلون الأب توماً الكبوشى وخادمه ويمصون دمه ويأكلون لحمهما:-
و((قصة الأب توما الكبوشى وخادمه من اشهر القصص التى ثبتت فى تاريخنا بما لا يدع مجالاً للشك وسجلت فى سجلات المحكمة الشرعية فى دمشق وقد وقعت هذه الحادثة بالذات فى دمشق سنة 1840 ميلادية وقد اسهم فى حضور المحاكمة بعض قناصل الدول الأجنبية كقنصل فرنسا والنمسا وبريطانيا تلك القصة التى ذهب ضحيتها الأب توما الكبوشى وخادمه إبراهيم عمار. وخلاصة هذه القصة : أن الأب توما الكبوشى المذكور الذى ولد فى إيطاليا وبارح روما مرسلاً لدمشق حيث اشتغل بعمل الخير مدة ثلاثة وثلاثين سنة مساعداً للإنسانية عالماً.. أديباً وكان من اسخى الناس رحيماً بالخلق متعطفاً عليهم محبوباً لكبيرهم وصغيرهم عطوفاً على شريفهم وضعيفهم . وكان أكثر خدماته الطيبة والإنسانية منصبة على طائفة اليهود وكان جزاءه أن نصب مكيده له على يد حافامياتهم وتم ذبحه وإستنزاف دمه على أبشع صورة إنسانية وستراً لجريمتهم فقد طحنوا جمجمة رأسه وكسروا عظام بدنه وألقوا بها فى أحدى المجارير وكما فعلوا بالأب الكبوشى المذكور فعلوا بخادمه إبراهيم عمار وقد إهتمت فرنسا بذلك كثيراً حتى كان القنصل الفرنسي يرسل بتقريراته على وقائع هذه الحادثه العجبة تباعا الى حكومته في باريس لقد وقعت هذه الحادثة الجهنمية الدولية فى سنة 1840م على زمن محمد باشا الكبير وكان يحضر المحاكمة قناصل الدول الأجنبية التى سبق ذكرها والجدير بالذكر أن ننقل عبارات الاستاذ الجليل الشيخ مصطفى الزرقا فى مقدمته على كتاب ((الكنز المرصوص)) وبعد ان لخص القصة السابقة قال ((قصة سينمائية)) : ((لما أحتل الألمان باريس عاصمة فرنسا فى اوائالحرب وضع الالمان يدهم فوراً على موجودات وزارة الخارجية الفرنسية فوجدوا بين اضباراتها القديمة أضبارة تشتمل على تقارير قنصل فرنسا فى دمشق فيها تفصل حادثة عجيبة خلاصتها أن اليهود خطفوا أحد القسس الفرنسيين وذبحوه وأخذوا دمه ليعجنوا به فطيراً يأكلونه تعبداً فى بعض مناسبات دينية مقدسة عندهم وتوجب عليهم عقيدتهم عجنه بدماء بشرية غير اليهود فلما إطلعت السلطات الالمانية على هذه الإضبارة الغربية وكان هتلر يكافح اليهود ويحاول تطهير الأرض منهم وإراحة العالم من مكايدهم ومفاسدهم . وجد الألمان فى هذه الإضبارة مادة غزيرة لشن حرب دعائية تفضح عقائد اليهود الجهنمية وجرائهم على الإنسانية جمعاء ففكر الساسة الالمان بصنع فيلم سينمائي يمثل قصة الاب توما وخادمه وبعرضها ماثله ناطقة بالألوان الطبيعية أمام أنظار العالم وافق هتلر على هذه الفكرة ...لقد أطنبنا فى ايجاز هذه الفكرة التى اشتملت عليها كتاب كامل وإهتمت بها الدول الكبرى آنذاك وكان من خطرها ان فكر هتلر أخيراً فى إخراجها فلماً سينمائياً ليظهر للعالم أجمع حقيقة اليهود مصاصى دماء العالم ... وباليت شعرى كيف غفلت الدول العربية عن إعاشة مثل هذه القصص وجعلها مادة دعائية )).
وصف احد القساوسة الوعاظ من النصارى فى امريكا..... ((النبى محمد صلى الله عليه وسلم ((بأنه إرهابى ورجل حرب )) لما استنكر عليه المسلمون فى انحاء العالم اعتذر وقال : ((أنه أخطأ خطاءً كبيراً فى كلامه هذا )).
تقول فى الرد على هذا النصراني الجاهل أنك لا تعرف النبى محمد صلى الله عليه وسلم فإنه كان محارباً للإرهاب وداعياً الى السلام على ضوء الكتاب المنزل من رب الأرض والسماء وفيما سبق أوردنا الأنصاف والعدل فى تعاملات النبى صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين من يهود ونصارى ورأيتهم كيف كان وافياً بالعهد والميثاق ونقول لهذا الرجل النصراني ان النصوص التى تدعوا الى الإرهاب وإعلان الحرب فى كتبكم المقدسة وفيما سبق اوردنا نماذج من ذلك وما اوردناها الان فيما تقدم من كتب اليهود المقدسة تدعوا وتنضح بالإرهاب وإعلان الحرب على غير اليهود وهذه العجالة سوف نعرض نصوصاً من كتب النصارى تنضح بكل صراحة ووضوح الى الإرهاب وإعلان الحرب على البشرية.
الفصل الخامس عشر
هــذه هي دعـوة الوهابيين السلفيين الحقــة
وقد ظن بعض الكتاب الجهال الأغبياء أن المدعو أسامة بن لادن من الوهابيين وهذا الظن ظن فاسد وكاسد وباطل وعاطل.
والتحقيق الدقيق فى هذه المسألة الخطيرة أن اسامة بن لادن وتنظيمه التى تسمى القاعدة ومن تحالف معهم وعلى رأسهم حركة طالبان والجماعات الإخوانية القطبية فى العالم ليست لهم أى علاقة مع الوهابيين السلفيين أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب بل نجد ونلتمس عداءً سافراً وكيداً ماكراً من أسامة بن لادن وتنظيمه القاعدة للسلفية والسلفيين وما حصل من ضرب السلفيين جماعة أنصار السنة وجماعة الدعوة للقرآن والسنة في السودان وأفغانستان ليست عنا ببعيد وكذلك وقوف جميع الجماعات القطبية مع نظام صدام ضد دولة التوحيد السعودية ليست عنا ببعيد.
المقصود أن أسامة بن لادن وتنظيمه الذى يسمى القاعدة وشيوخه وعلى رأسهم محمد قطب وعبد الله عزام ومحمد سرور والقرضاوى وسيد قطب وسلمان وسفر ومن على شاكلتهم ليسوا من الوهابيين السلفيين أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب بل هو من أتباع حسن البنا وسيد قطب التكفيرى الإرهابي الجاهل الذى أصل لمنهج التكفير والخروج والإرهاب كما سيأتي وهؤلاء الجهال الذين ينسبون هؤلاء الجهال الخوارج الى الوهابية السلفية ليس لهم معرفة دقيقة بمنهج الوهابيين والسلفيين منهج معروف ومشهور وقد شهد كل عاقل منصف بأصالة وسلامة عقيدة ومنهج السلفيين الوهابيين من الإرهاب والتكفير والخروج بل حتى أعداء الإسلام من المستشرقين شهدوا بأن الوهابية هى الإسلام الصافي النقي كما سيأتي وقد بسطنا اقوالهم فى موضع آخر ولله الحمد.
ولبراءة الوهابيين السلفيين من إفتراءات أسامة بن لادن والإرهابيين سوف نعرض فى هذه العجالة حقيقة منهج وعقيدة الوهابيين السلفيين حتى يتبين للقارئ الكريم براءة الوهابيين السلفيين من إفتراءة الإرهابيين وكذلك سوف نعرض مناهج التكفير الارهابيين حتى يتبين للقارئ الكريم الفرق بين منهج السلفيين الوهابيين ومنهج التكفيريين القطبيين الإرهابيين الباطل والله الموفق.
اولاً: حقيقة منهج الوهابيين السلفيين :
فإن حقيقة عقيدة ومنهج الوهابيين السلفيين ترتكز على اصل الأصول هو دعوة الأنبياء والمرسلين الدعوة إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة فإذا رأيت الرجل في اي زمان ومكان يدندن حول الدعوة إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة فأعلم أنه من الوهابيين السلفيين فإذا رأيت الرجل يدندن حول الحاكمية وتكفير الحكام والخروج والإرهاب ويتمرد ويستخف من الدعوة إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة والداعيين إليه فأعلم أنه من التكفيريين الإرهابيين أمثال محمد سرور ومحمد قطب وأسامة بن لادن وأيمن الظواهري ومن على شاكلتهم وإننا نلتمس بأن هؤلاء المذكورين فيما سبق لا يدعون إلى دعوة الأنبياء والمرسلين أى الدعوة إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة بل نجدهم يسخرون ويزدرون ويستهزون بدعاة التوحيد السلفيين الوهابيين بل زعموا بأن كتب العقيدة فيها جفاف لأنها نصوص وأحكام . وسوف نؤكد هذه الحقائق من كتب القوم ومجلاتهم وجرائدهم وبياناتهم فيما سيأتى إن شاء الله تعالى .
وقبل أن نعرض منهج القوم لابد أن نبين حقيقة منهج الوهابيين السلفيين حتى يكون القارئ على بصيرة من الأمر والله الموفق . وسوف نبدأ بيان حقيقة الدعوة السلفية بكلام إمام الدعوة وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وأبنائه وأحفاده وتلاميذه لأنهم أعلم الناس بحقيقة دعوتهم السلفية الحقة.
يقول الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله مبيناً اساس دعوته السلفية دعوة الأنبياء والمرسلين وما نصه .
((أعلم رحمك الله أن التوحيد هو إفراد الله بالعبادة وهو دين الرسل الذى أرسلهم الله به إلى عباده فأولهم نوح عليه السلام أرسله الله إلى قومه لما غلوا فى الصالحين وداً وسواعاً ويغوث ويعوق ونسراً وآخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذى كسر صور هؤلاء الصالحين أرسله إلى قوم يتعبدون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله كثيراً ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله ويوقولون نريد منهم التقرب إلى الله ونريد شفاعتهم عنده مثل الملائكة وعيسى بن مريم وأناس غيرهم من الصالحين فبعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم يجدد لهم دين ابيهم إبراهيم ويخبرهم أن هذا التقرب والإعتقاد محض حق الله لا يصلح منه شئ لغير الله لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل فضلاً عن غيرهما وإلا فهؤلاء المشركون يشهدون أن الله هو الخالق وحده لا شريك له وأنه لا يرزق إلا هو ولا يحي إلا هو ولا يميت إلا هو ولا يدبر الأمر إلا هو وأن جميع السموات ومن فيهن والأرضين السبع ومن فيها كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره . فإذا اردت الدليل على أن هؤلاء الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون بهذا فأقرأ قوله تعالى ((قل من يرزقكم من السماء والأرض ؟ أمن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحى ؟ من يدبر الأمر فسيقولون الله ، قل افلا تذكرون؟ قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم ؟ فسيقولون الله قل أفلا تتقون؟ قل من بيده ملكوت كل شئ وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون ؟ سيقولون الله قل فأنى تسحرون)) وغير ذلك من الآيات . فإذا تحققت أنهم مقرون بهذا ولم يدخلهم فى التوحيد الذى دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفت أن التوحيد الذى جحدوه هو توحيد العبادة الذى يسميه المشركون فى زماننا ((الإعتقاد)) كما كانوا يدعون الله سبحانه ليلاً ونهاراً ثم منهم من يدعوا الملائكة لأجل صلاحهم وقربهم من الله ليشفعوا له أو يدعو رجلاً صالحاً مثل اللات او نبياً مثل عيسى وعرفت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم إلى إخلاص العبادة. كما قال تعالى ((فلا تدعوا مع الله أحداً)) وقال ((له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشئ)) وتحققت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليكون الدعاء كله لله و النذر كله لله و الذبح كله لله و الإستغاثة كلها لله و جميع العبادات كلها لله . وعرفت إن إقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم فى الإسلام وأن قصدهم الملائكة والأنبياء والأولياء يريدون شفاعتهم والتقرب إلى الله بذلك هو الذى أحل دماءهم وأموالهم ، عرفت حينئذ التوحيد الذى دعت إليه الرسل وابى عن الأقرار به المشركون وهذا التوحيد هو معنى قولك: لا إله إلا الله فإن الإله عندهم هو الذى يقصد لأجل هذه الأمور سواء كان ملكاً أو نبياً أو ولياً أو شجرة أو قبراً أو جنياً لم يريدوا أن الإله هو الخالق الرازق المدبر فإنهم يعلمون أن ذلك لله وحده كما قدمت لك وأنما يعنون بالإله ما يعنى المشركون في زماننا بلفظ السيد فأتاهم النبى صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى كلمة التوحيد وهي ((لا إله إلا الله)) والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها. الكفار الجهال يعلمون ان مراد النبى صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة هو إفراد الله تعالى بالتعلق به والكفر بما يعبد من دون الله والبراءة منه فإنه لما قال لهم قولوا: لا إله إلا الله)) قالوا ((أجعل الالهة إلاهاً واحداً؟ إن هذا لشئ عجاب)) فإذا عرفت أن جهال الكفار يعرفون ذلك فالعجب ممن يدعى الإسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهال الكفار بل يظن أن ذلك هو التلفظ بحروفها من غير أعتقاد القلب لشئ من المعاني والحاذق منهم يظن أن معناها لا يخلق ولا يرزق إلا الله ولا خير فى رجل جهال الكفار أعلم منه بمعنى لا إله إلا الله )).
وقال إمام الدعوة وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى مبيناً اصول الدعوة السلفية ما نصه ((...قررت ثلاثة الاصول توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية والولاء والبراء وهذا هو حقيقة دين الإسلام ولكن قف عند هذه الألفاظ وأطلب ما تضمنت من العلم والعمل ولا يمكن العلم إلا إنك تقف عند كل مسمى منها )).
ويقول الإمام وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب مبيناً هذه الأصول السلفية ما نصه : ((والعبادة هى التوحيد لأن الخصومة بين الأنبياء والأمم فيه كما قال تعالى ((ولقد بعثنا فى كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)) وأما التوحيد فهو ثلاثة أنواع توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الاسماء والصفات أما توحيد الربوبية : فهو الذى أقر به الكفار على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يدخلهم الإسلام وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم واستحل دمائهم وأموالهم وهو توحيد بفعله تعالى والدليل قوله تعالى ((قل من يرزقكم من السماء والأرض؟ أمن يملك السمع والأبصار ؟ ومن يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى ؟ ومن يدبر الأمر ؟ فسيقولون الله فقل أفلا تتقون)).
والآيات على هذا كثيرة جداً أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر وأما الثاني : وهو توحيد الألوهية : فهو الذى وقع فيه النزاع فى قديم الدهر وحديثه وهو توحيد الله تعالى بأفعال العباد كالدعاء والنذر والنحر والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والإنابة ودليل الدعاء قوله تعالى ((وقال ربكم أدعونى أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين)).
وكل نوع من هذه الأنواع عليه دليل من القرآن . واصل العبادة تجريد الإخلاص لله وحده وتجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى ((وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحداً)) وقال تعالى ((وما ارسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)) وقال تعالى ((له دعوة الحق . إلى قوله . وما دعاء الكافرين الا فى ضلال )) والايات معلومات وقال تعالى (( وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهو)) وقال تعالى ((قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)).
وأما الثالث : فهو توحيد الذات والاسماء والصفات قال تعالى ((قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد)) وقال تعالى ((ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها وذروا الذين يدعون يلحدون فى اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون)) وقال تعالى ((ليس كمثله شئ وهو السميع البصير)) ثم اعلم انه ضد التوحيد الشرك وهو ثلاثة أنواع: شرك أكبر وشرك أصغر وشرك خفي والدليل على الشرك الأكبر قوله تعالى ((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيداً)) وقال المسيح يا بنى إسرائيل اعبدوا ربى وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنه ومأواه النار وما للظالمين من انصار)) وهو اربعة أنواع)) .
وقال الإمام الحافظ حفيد امام الدعوة وشيخ الإسلام العلامة سليمان بن عبد الله بن الإمام محمد بن عبد الوهاب مبيناً حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله. ((ونحن نقول من تأمل القرآن وآياته البيانات وسبب إنزاله وموضوعه وسنة النبى صلى الله عليه وسلم وهديه ما ارسل به وسنة اصحابه ومن تبعهم بإحسان فهم يقيناً ان ما قاله الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأمر به ودعا إليه هو عين ما تضمنه القرآن من توحيد الله الذى هو حقه على العبيد وما كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم واصحابه وأئمة الدين بعدهم وأنه بذلك علم الشريعة وحققها وأمعن نظره فى سنة النبى صلى الله عليه وسلم واصحابه ومن تبعهم بإحسان وقررها وأظهرها فإن آيات الله دالة على وحدانيته تعالى فى ألوهيته وتفرده فى معاملته مما هو حق على عبيده فإنزاله سبب لمعرفة حق الله تعالى وتقدس وإخلاص الدين له وحده وهذا موضوع القرآن مع كونه مصرحاً بأن الأولين مقرون ومعترفون لله بالخلق والرزق والإماتة والأحياء والتدبير والضر والنفع وانما قصدهم الجاه والقربه بواسطة ووسيلة من المخلوقين أو صورهم توصلهم إلى غاية قصدهم ومطلوبهم ((قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحى من الميت ومن يخرج الميت من الحى ومن يدبر الأمر فسيقولون الله)) وقال تعالى ((وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيباً إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسى ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أنداداً ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلاً إنك من اصحاب النار)) وهذه اقبح حالة اذا مسه الشر دعا لحاجته فإذا أنعم عليه مولاه جاءته الإستحاله وهم قالوا ((ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)) ولشفاعتهم لنا عند الله ، فمن عرف لفظ هذه الآيات القرآنية ووفق لفهم معناها وأنهم مقرون له تعالى بالربوبية علم أن هذا المقام لا نزاع فيه وإنما اتخذتموهم وسائط ووسائل بينهم وبين ربهم كما تكون الواسطة بين الملك ورعيته وهذه الوسائط التى يدعونها فى حال الرخاء فقط ويرجون شفاعتها وقت الشدة يسمونها الآلهة لتأله قلوبهم بها ورجاؤهم منها القرب والتقريب كما قالوا : ((أجعل الآلهة إلاهاً واحداً)) على جهة أن ذلك لا يكون لأنهم ظنوا ان الإله الواحد هو الله لا يسع الخلق إلا بآلهة معه يدخلون عليه بهم ويصلون الى قضاء الحوائج بشفاعتهم لديه ومنه قول بنى إسرائيل لموسى ((أجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة)).
قال أهل التفسير أنهم لم يكونوا شاكين فى الدين وإنما ارادوا شيئاً يعظم عندهم وفى نفوسهم ويتقربون بتعظيمه وشفاعته الى الله تعالى وظنوا ان ذلك لا يضر في الدين لشدة جهلهم )).
ويقول الإمام الحافظ سليمان بن عبد الله بن الإمام محمد بن عبد الوهاب مبيناً بأن كل من يدعو إلى ما دعاء إليه الإمام محمد بن عبد الوهاب من الدعوة إلى دعوة الأنبياء والمرسلين ينسب إليهم ويقال أنه وهابي او عارضى وإليكم نص كلامه ((كفنتة أصحاب القبور التى هى اصل فتنة عبادة الأصنام ذكره السلف من الصحابة والتابعين ولم يكفهم التمسح إلا بالمقام بل يدعونه ويرجونه وينذرون له ويسألونه شفاعته ويخاطبونه بقضاء حوائجهم وردهم الى أوطانهم ومن عاب ذلك وانكره عليهم فهو عندهم منسوب إلينا وقالوا له وهابي او عارض أو شرقي أو خارجي وما ذنب هذا المعيب المنكر إلا أنه شاركنا او وافقنا بالأمر فيما أمر الله به ورسوله والنهى عما نهى الله عنه ورسوله والعلماء بذلك يعلمون وقلوبهم مطمئنة غير كارهة فهم لا ينكرون ولا الحق يقولون)) .
وقال الشيخ العلامة الحافظ سليمان بن عبد الله آل الشيخ لما قصد شرح كتاب التوحيد الذى هو حق الله على العبيد المجدد إمام الدعوة وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : (... فهذا شرح لكتاب التوحيد تأليف الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب أحسن الله له المآب وأجزل له الثواب واف إن شاء الله تعالى بالتنبيه على بعض ما تضمنه من بيان انواع التوحيد إذ هو المقصود بالاصالة هنا والأولى بنا هو بيان ما وضع لأجله الكتاب لعموم الضرر والفساد الواقع من مخالفة ما فيه والاصل في ذلك هو الإعراض عن الهدى والنور الذى أنزله الله تعالى على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من الكتاب والحكمة والإستغناء عن ذلك بمتابعة الاباء والأهواء والعادات المخالفة لذلك... ))أ.هـ.
وقال رحمه الله تعالى : ((وصنف رحمه الله تعالى التصانيف فى توحيد الأنبياء والمرسلين والرد من على من خالفه من المشركين ومن جملتها كتاب ((التوحيد)) وهو كتاب فرد فى معناه لم يسبقه إليه سابق ولا لحقه فيه لاحق وهو الذي قصدت الكلام عليه إن شاء الله تعالى... )) أ.هـ
وقال الإمام الحافظ عبد الرحمن بن حسن بن الإمام محمد بن عبد الوهاب ((رحمه الله)) مبيناً حقيقة دعوة جده الإمام رحمه الله ما نصه: ((فإن كتاب التوحيد الذى ألفه الإمام شيخ الإسلام محمد أجزل الله له الأجر والثواب وغفر له ولمن أجاب دعوته إلى يوم الحساب قد جاء بديعاً فى معناه. من بيان التوحيد ببراهينه وجمع جملاً من أدلته لإيضاحه وتبينه فصار علماً للموحدين وحجة على الملحدين فانتفع به الخلق الكثير والجم الغفير فإن هذا الإمام رحمه الله فى مبدأ منشئه قد شرح الله صدره للحق المبين الذى بعث الله به المرسلين من إخلاص العبادة بجميع أنواعها لله رب العالمين وإنكار ما كان عليه الكثير من شرك المشركين فأعلى الله همته وقوى عزيمته وتصدى لدعوة أهل نجد إلى التوحيد الذى هو اساس الإسلام والإيمان ونهاهم عن عبادة الاشجار والأحجار والقبور والطواغيت والأوثان وعن الإيمان بالسحرة والمنجمين والكُهان فأبطل الله بدعوته كل بدعة وضلالة يدعوا إليها كل شيطان واقام الله به علم الجهاد وادحض به شبه المعارضين من أهل الشرك والعناد ودان بالإسلام أكثر أهل تلك البلاد الحاضر منهم والباد وإنتشرت دعوته ومؤلفاته في الآفاق حتى اقر له بالفضل من كان من اهل الشقاق إلا من استحوذ عليه الشيطان وكره إليه الإيمان فأصر على العناد والطغيان وقد اصبح أهل الجزيرة العرب بدعوته كما قال قتادة ((رحمه الله)) عن حال أول هذه الأمة ((إن المسلمين لما قالوا ((لا إله إلا الله)) أنكر ذلك المشركون وكبرت عليهم وضاق بها إبليس وجنوده فأبى الله إلا أن يمضيها ويظهرها ويفلجها وينصرها على من ناوأها وإنها كلمة من خاصم فلج ومن قاتل بها نصر إنما يعرفها أهل هذه الجزيرة التى يقطعها الراكب فى ليال قلائل ويسير من الدهر فى فئام من الناس لا يعرفونها ولا يقرون بها)) وقد شرح الله صدور كثير من العلماء لدعوته وسروا واستبشروا بطلعته أثنوا عليه نثراً ونظماً ).
قال الإمام عبد الله بن الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله فى رسالته لأهل مكة بعد إستعادة الإمام سعود بن عبد العزيز لها سنة 1218هـ ما نصه : ((إن مذهبنا فى أصول الدين مذهب أهل السنة والجماعة وطريقتنا طريقة السلف وهي أنا نقر أيات الصفات وأحاديثها على ظاهر ونكل علمها الى الله مع إعتقاد حقائقها ونحن أيضاً فى الفروع على مذهب الإمام أحمد بن حنبل ولا ننكر على من قلد الائمة دون غيرهم ولا نستحق مرتبة الإجتهاد المطلق ولا أحد منا يدعيها إلا فى بعض المسائل إذ صح لنا نص جلى من كتاب او سنة غير منسوخ ولا مخصص ولا معارض بأقوى منه وقال به أحد الائمة الاربعة أخذنا به وتركنا المذهب وإن خالف مذهب الحنابلة)) .
ويقول أحد الكبار اتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب وأحفاده ما نصه : ((فعقيدتنا فى جميع الصفات الثابتة فى الكتاب والسنة عقيدة أهل السنة والجماعة نؤمن بها ونمرها كما جاءت مع اثبات حقائقها وما دلت عليه من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تعطيل ولا تبديل ولا تأويل )).
وقال الإمام عبد الرحمن بن حسن بن الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله فى نصيحته للإمام عبد الله بن فيصل ((تفهم أن أول ما قام به جداك محمد وعبد الله وعمك عبد العزيز أنها خلافة نبوة يطلبون الحق ويعملون به ويقومون ويغضبون له ويرضون ويجاهدون وكفاهم الله أعدائهم على قوتهم إذا مش العدو كسره الله قبل أن يصل لأنها خلافة نبوة ولا قاموا على الناس إلا بالقرآن والعمل به كما قال تعالى ((وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الارض كما إستخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم)).
وأخذ عمك في الإسلام حتى جاوز الثمانين فى العمر والإسلام فى عز وظهور وأهله يزيدون وحصل لهم مضمون قوله ((ليستخلفنهم فى الأرض)) وصار أهل الأمصار يخافونهم )) إهـ وقال الإمام المجاهد عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن ابن الإمام محمد بن عبد الوهاب مبيناً حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب فى معرض رده على العراقي ما نصه ((... وأبلغ من هذا قوله تعالى : ((إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم إنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين وما جعله الله إلا بشرى لتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم)) (الأنفال 9 -10) فانظر هذه الآية الكريمة وما فيها من قطع التعلق والإلتفات إلى غير الله مع أن المدد بالملائكة وقتالهم مشهود محسوس متواتر ولو قال إنسان بجواز دعاء الملائكة وطلب ذلك منهم والإستغاثة بهم عند الشدائد والحرب لكان ذلك كفراً ورجوعاً إلى عبادة الملائكة والأنفس المفارقة ومن نظر فى كلام هذا الرجل عرف أنه أجنبى عن العلم لم يعرف ما جاءت به الرسل ونزلت به الكتب وكيف كان الشرك فى الامم وإلا فأى تلازم بين ما ذكره وما أخبر الله به عند مدده بالملائكة وبين دعائهم والإستغاثه بهم والإستعانة والإنابة فى كشف الشدائد والمهمات والرجل وجد كتباً شتت فهمه وحيرت عقله أراد الإستغناء بها فلم تزده إلا عمى وجهلاً فأضاف إلى ذلك الجرأة فى الكذب على الله وعلى رسله وعلى أولى العلم من خلقه )).
وقال رحمه الله مبيناً منهج الأنبياء الذى هو أساس دعوة جده الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ما نصه ((وأعجب من هذا أن يقول فى رسالته : ((إني رأيت لمن يدعو الصالحين والأولياء ويناديهم فى حاجته أدلة صحيحة ونيات صالحة ما تخرج عن التوحيد لأن المقصود التسبب والوسائل لا الإستقلال)) هذا كلامه ومن بلغت به الجهالة والعماية إلى هذه الغاية فقد إستحكم على قلبه الضلال والفساد ولم يعرف ما دعت إليه الرسل سائر الأمم والعباد ومن له أدنى صلة بالعلم وإلتفات ما جاءت به الرسل يعرف أن المشركين من كل امة في كل قرن ما قصدوا من معبوداتهم وآلهتهم التى عبدوها مع الله إلا التسبب والتوسل والتشفع ليس إلا ولم يدعو الإستقلال ولا تصرف لأحد من دون الله ولا قاله أحد منهم سوى فرعون والذى حاج إبراهيم فى ربه وقد قال الله تعالى ((وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلماً)) فهم فى الباطن يعلمون أن ذلك لله وحده ... قال تعالى ((ومن الناس من يتخذ من دون الهف اندادا يحبونهم كحب الله )) البقرة الاية 165 فأخبر الله تعالى أنهم تعلقوا على آلهتهم ودعوهم مع الله للشفاعة والتقرب الى الله بالجاه والمنزلة وأحبوهم مع الله محبة تأله وتعبد لنيل أغراضهم الفاسدة ولم يريدوا منهم تدبيراً ولا تاثيراً ولا شركة ولا استقلالاً وقوله تعالى ((لمن الارض ومن فيها)) الى قوله ((فأنى تسحرون)) المؤمنون 84 – 89 وقوله تعالى ((أمن جعل الارض قراراً)) الى قوله ((قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين)) النمل 61 – 64.
فتأمل هذه الآيات وما فيها من الحجج والبينات تطلعك على جهل هذا العراقي وأمثاله وأنهم ما عرفوا شرك المشركين وما كانوا عليه من القصد والدين ولم يعرفوا ما كان عليه انبياء الله وأتباعهم من توحيد رب العالمين وتأمل كيف إستدل الله سبحانه وتعالى على توحيد اُلهيته ووجوب عبادته وحده لا شريك له بما اقر به من توحيد الهيته ووجوب عبادته وحده لا شريك له واستقلاله بالملك والخلق والتأثير والتدبير وهذه عادة القرآن دائماً يعرج على هذه الحجة لأنها من أكبر الحجج واوضحها وأدلها على المقصود )) أ.هـ.
قال العلامة محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الإمام محمد بن عبد الوهاب مبيناً حقيقة دعوة جده الإمام محمد بن عبد الوهاب السلفية ما نصه : ((فإنه لما كان فى هذه السنة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة والف من الهجرة بعثنا الإمام المقدم... عبد العزيز بن عبد الرحمن أل سعود أعلى الله سعوده لأجل تعليمكم ما اوجبه الله عليكم وتعبدكم به من دين الإسلام فلما قدمنا بعض جهاتكم رأينا أهلها قد حال بهم الشيطان والهوى .. واستجابوا لدواعي الشبهات فوقعوا فى وادى جهل خطير ... وغلب على أكثرهم الإعتقاد فى أهل القبور – فلما رأينا ذلك وجب علينا الدعوة إلى الله بالحجج والبراهين فأعلموا أن حقيقة ما نحن عليه و ما ندعوا إليه ونجاهد على إلتزامه والعمل به إنا ندعو الى دين الإسلام )).
وقال الإمام عبد الله بن عبد اللطيف فى رسالته لإخوانه العلماء ما نصه : ((فتجرد الحبر الجليل للدعوة إلى الله ((أى الإمام محمد بن عبد الوهاب)) وآزره على ذلك من سبقت له من الله سابقة السعادة من اسلاف آل مقرن الماضيين وآبائهم المتقدمين رحمهم الله رحمة واسعة وجزاءهم عن الإسلام خير الجزاء فما زالوا على ذلك على آثار حميدة ونعم عديدة . يصنع الله من صنعه وخفى لطفه ما هداهم به الى دينه الذى ارتضاه لنفسه واختص به من شاء كرامته وسعادته من خلقه وأظهر لهم من الدولة والصولة ما ظهروا به على كافة العرب ولا يتطاول إليها بنوماء السماء وصالحهم يرجون فوق ذلك مظهراً وجاهلهم يرتع فى ثياب مجد لا يعرف من حاكها )).
وقال الإمام المحدث محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله مبيناً دعوة جده الإمام رحمهم الله وذلك فى رسالته لأحد القضاء ما نصه : ((لا يخفاكم فضل الدعوة الى الله وأنها مقام الرسل وخلفائهم وأنتم أهل كلمة ومقام فى بلادك والواجب عليكم ان تقوموا بما أوجب الله من النصيحة والإرشاد وتقفوا حياتكم على الدعوة إلى توحيد الله الذى بعث الله به رسله وأنزل به كتبه ... ونعتقد أن هذا الأمر على بالكم ولكن احببنا مذاكرتكم ولفت نظركم الى هذا المهم العظيم )) .
ونجد أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب السلفيين فى كل عصر ومصر وكل زمان ومكان يسيرون على وفق ما كان عليه الإمام محمد بن عبد الوهاب من الدعوة إلى التوحيد وافراده بالعباده وها هو شيخ السلفيين وعلامة العصر عبد العزيز بن عبد الله بن باز ((رحمه الله)) وقد سماه خصوم الدعوة بـ(زعيم الوهابية فى العصر الحاضر) ها هو يقرر ما قرره الامام محمد بن عبدالوهاب واحفاده وتلاميذه من الدعوة الى توحيد الله وافراده بالعبادة فيقول ما نصه: (.. ومحاضرتي في هذه الليلة في أعظم موضوع. أهم موضوع وهو موضوع العقيدة موضوع التوحيد وضده فالتوحيد هو الأمر الذي بعث الله من اجله الرسل وانزل من اجله الكتب وخلق من اجله الثقلين وبقية الأحكام تابعة لذلك يقول سبحانه (( وما خلقت الجن والإنس إلّا ليعبدون)) المعنى ان يخصوه سبحانه بالعبادة ويفردوه جل وعلا بها الى ان قال رحمه الله والمقصود أن هذا الأصل هو الأمر العظيم ولما تساهل فيه الناس (إلا من رحم) وقعوا في الشرك الأكبر وهم يدعون الى الإسلام ولا ينكرون على من رماهم بخلافه وهم على الشرك بسبب جهلهم بهذا الأصل العظيم. فقد إتخذوا كثيرا من الأموات آلهة من الله يعبدونهم ويطوفون بقبورهم ويستغيثون بهم ويسألونهم شفاء المرضى وقضاء الحاجات والنصر على الأعداء. ويقولون هذا ليس بشرك وإنما تعظيم للصالحين وتوسل بهم الى الله ويقولون ايضا ان بأن الأنسان لا يدعوا الله مباشرة إنما يدعوا اليه بواسطة الأولياء وهم كالوزراء بالنسبة الى الرب كما أن الوزراء بالنسبة للملوك هم الواسطة فشبهوا الله بخلقه وعبدوا خلقه من دونه نسأل الله العافية فكل هذا من اسباب الجهل وقلة البصيرة بهذا الأصل العظيم فعباد البدوي وعباد الشيخ عبدالقادر وعباد الحسين وعباد غيرهم من الناس أصابهم البلاء من هذا السبيل جهلوا حقيقة التوحيد وجهلوا دعوة الرسل وإلتبست عليهم الأمور فوقعوا في الشرك واستحسنوه وجعلوه ديناً وقربة وانكروا على من انكر عليهم وقل ان تجد في غالب الامصار العالم البصير بهذا الأصل العظيم بل نجد من يشار اليه بالاصابع ويقال انه العالم وهو مع ذلك ممن يعظم القبور. التعظيم الذي لم يشرعه الله ويدعوا اهلها ويستغيث بهم وينذر لهم ونحو ذلك. أما علماء الحق علماء السنة – علماء التوحيد فهم قليل في كل زمان ومكان)) .
هكذا نجد شيخ السلفيين ووارث علم الصحابة والتابعين الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله يؤلف كتابات عديدة وكثيرة ومفيدة وجيدة فى بيان دعوة الرسل الدعوة إلى توحيد الله عز وجل وكذلك كتب كتابات مفيدة وفريدة فى الدفاع عن الإمام محمد بن عبد الوهاب ودعوته وسيرته فأجاد وافاد فهو من أولى الناس بالإمام محمد ابن عبد الوهاب ودعوته السلفية بل هو وارث دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب وأحفاده وتلاميذه فى العصر الحاضر والف كتاباً سماه ((الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوته وسيرته)) وهذا الكتاب من أحسن ما ألف فى هذا الباب فجزاءه الله خير الجزاء.
قال شيخ السلفيين عبد العزيز بن باز مقرراً ما قرره الإمام محمد بن عبد الوهاب من اقسام التوحيد ما نصه : ((وعند التفصيل تكون أنواع التوحيد ثلاثة : توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات )) وكذلك قرر ما قرره الإمام محمد بن عبد الوهاب من أقسام التوحيد الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله أحد آكابر اتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وإليكم نص كلامه : (( ينقسم التوحيد إلى ثلاثة اقسام وذلك حسب ما ذكره أهل العلم وهي :
1. توحيد الربوبية .
2. توحيد الالوهية .
3. وتوحيد الأسماء والصفات )).
نقول إذا رأيتم الداعية أو العالم يدندن حول هذه الاقسام الثلاثة للتوحيد فأعلموا أنه من أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب السلفيين وأما إذا أضاف قسماً رابعاً بإسم الحاكمية فأعلموا أنه من الإرهابيين التكفيريين ولما دندن السلفيون حول الدعوة إلى توحيد الله عز وجل شن التكفيريين هجوماً عنيفاً عليهم وإليكم نماذج من اقوالهم الفاسدة وخيالاتهم الكاسدة .
يقول المدعو الضال الجاهل محمد سرور مكفراً علماء التوحيد ما نصه ((لقد كان الرق فى القديم بسيطاً لأن للرقيق سيداً مباشراً أما اليوم فالرق معقد ولا ينقضى عجبى ((إنتبه)) من الذين يتحدثون عن التوحيد وهم عبيد عبيد عبيد وسيدهم الأخير نصراني)) قال شيخنا أبى إبراهيم حفظه الله معلقاً على ما تقدم ما نصه : ((هل سمعت أو قرأت أقل أدباً من هذا الكلام وأخبث ؟!! ألم تسمع لقوله يتحدثون عن التوحيد وهم عبيد عبيد عبيد العبيد وسيدهم الأخير نصراني)).
الفصـل السادس عشر
نماذج نيرة لدعوات بعض الرسل
قال شيخنا الفضل الدكتور ربيع بن هادى علامة المدينة النبوية فى كتابه القيم (( منهج الانبياء فى الدعوة الى الله فيه الحكمة والعقل)) ما نصه ((ان الحديث عن دعوات الانبياء الى توحيد الله ومنهجهم وما لاقو فى سبيل ذلك من الاهوال والبلايا والمحن امر لا يتسع له مجال كهذا ، ولسوف اقتصر على عرض دعوات خمسة منهم صلوات الله وسلامه عليكم وذلك سيجعلنا على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك:
1. فأولهم : نوح ابو البشر الثاني واول رسول الى اهل الارض عاش هذا النبى العظيم عمراً مديداً ودهراً طويلاً الف سنة الا خمسين عاما لبثها فى دعوة قومه الى توحيد الله واخلاص العبادة له لا يكل ولا يمل ، ليلا ونهارا سرا وجهارا. قال تعالى ((انا ارسلنا نوحا الى قومه ان انذر قومك من قبل ان يأتيهم عذاب اليم * قال يا قوم انى لكم نذير مبين * ان اعبدوا الله واتقوه واطيعون...الخ الآيات)). ماذا فى دعوة هذا الرسول الكريم وقد قص الله علينا خلاصة دعوته الكريمة التى استغرقت الف سنة الا خمسين عاماً؟! انها دعوة جادة الى توحيد الله وعبادته وحده فى جهد دائب ما ترك وسيلة تمكنه الا استخدمها لإقناعهم بدعوته سراً وجهارا وترغيبا وترهيبا ووعدا ووعيدا ، واحتجاجا واستدلالا بالأدلة العقلية والحسية من واقع انفسهم وحياتهم ومما بين ايديهم من السماء والارض وما فيهما من ايات وعبر وكل ذلك لم يجد فيهم نفعاً ولا دفعهم الى استجابة بل اصروا على كفرهم وضلالهم واستكبروا استكبارا- الى ان قال حفظه الله وهنا نتسائل لما يستمر هذا النبى العظيم كل هذه الاماد الطويلة ويبذل هذه الجهود الكبيرة دون كل او ملل يدعوا الى مبدأ التوحيد ؟!! ولماذا يمدحه الله ويثنى عليه الثناء العاطر ويخلد ذكره ويجعله فى عداد الرسل اولى العزم؟ هل دعوة التوحيد تستحق كل هذه العناية والاكبار؟ هل هذا المنهج وتحديد هذا المنطلق لهذا النبى الكريم مجانب للمنطق والحكمة والعقل ؟ او انه عين الحكمة ومقتضى المنطق الصحيح والعقل الواعى الرجيح؟ لماذ يقره الله على سلوك هذا المنهج فى الدعوة طوال الف سنة الا خمسين عاماً ويشيد به ويخلد اسمه وقصصه ويكلف اعظم الرسل واعقل البشر ان يجعل منه اسوة فى دعوته وصبره؟
الجواب المنصف القائم على العقل والحكمة ، ومعرفة مكانة النبوة والثقة العظيمة فيها وتقديرها حق قدرها ان دعوة التوحيد ومحاولة القضاء على الشرك وتطهير ارض الله منه تستحق كل هذا وانه عين الحكمة ومقتضى الفطرة والعقل ، وان الواجب على كل الدعاة الى الله ان يفهموا هذا المنهج وهذه الدعوة الالهية العظيمة ، والمطلب الكبير ، فيكرسوا كل جهودهم وطاقاتهم لتحقيقه ونشره فى ارض الله كلها ، وان يتعاونوا ويتكاتفوا ويتحدوا ، ويصدق بعضهم بعضاً كما كان الرسل دعاة التوحيد يبشر سابقهم بلاحقهم ويصدق لاحقهم سابقه ويؤيد دعوته ويسير فى مضماره . يجب ان نعتقد انه لو كان هنالك منهج افضل واقوم من هذا المنهج لاختاره الله لرسله واثرهم به ، فهل يليق بمؤمن ان يرغب عنه ويختار لنفسه منهجا سواه ويتطاول على هذا المنهج الرباني وعلى دعاته؟!!!.
2. وثانيهم : ابو الانبياء وامام الموحدين الحنفاء ابراهيم خليل الله الذى امر الله سيد المرسلين وخاتم النبيين وامته بأتباعه والائتساء بدعوته والاهداء بهديه ومنهجه.
قال تعالى ((واذكر فى الكتاب ابراهيم انه كان صديقا نبيا * اذ قال لأبيه يا ابت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئاً * يا أبت انى قد جاءنى من العلم ما لم يأتك فاتبعنى اهدك صراطاً سويا)) الى اخر الايات . دعوة حارة الى التوحيد ، قائمة على العلم والمنطق والعقل وعلى الخلق القويم ، وتهدى الضال الى الصراط المستقيم يقابلها تعصب اعمى يقوم على الهوى والجهل والعناد والمكابرة والا فكيف يعبد ويخضع لمن لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنه شيئاً؟!!! ان علم التوحيد ايها القارئ هو العلم الذى يعتز به جميع الانبياء وبه يصولون على الباطل والجهل والشرك ، فالجهل بهذا العلم وعلم الانبياء وعلم الانبياء الهادى الى الحق والمنقذ من الضلال والشرك هو الجهل المميت والسهم القاتل الذى يقتل العقل والفكر. ((يا أبت انى قد جاءنى من العلم ما لم يأتك فأتبعنى اهدك صراطاً سويا)) وبعد هذه الجولات القوية الداعية يقوم بها ابراهيم ((عليه السلام)) فى ميدان الدعوة الى الله دعوة الاسرة والامة التى اقام فيها على ابيه وقومه الحجج الدامغة واجه بهذه الدعوة العظيمة ذلك الحاكم الجبار الطاغية المتأله بكل قوة وشجاعة. قال تعالى ((الم تر الى الذى حاج ابراهيم فى ربه ان آتاه الله الملك اذ قال ابراهيم ربى الذى يحى ويميت قال انا احيي واميت قال ابراهيم فإن الله يأتى بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذى كفر والله لا يهدى القوم الظالمين)) البقرة 258.
لقد دعا ابراهيم صلى الله عليه وسلم هذا الطاغية المتأله الى توحيد الله والايمان بربوبيته والوهيته فطغى واستكبر عن الاجابة الى توحيد الله والتنازل عن دعوى الربوبية فحاجه ابراهيم وناظره هذه المناظرة النيرة البراهين الواضحة المعالم قال ابراهيم ((ربى الذى يحي ويميت)) اى هو المنفرد بالخلق والتدبير والاحياء والإماتة . فقال الغبي المتجبر ((انا أحيي وأميت)) اى اقتل من أردت قتله واستقبى من اردت استبقاءه . الى ان قال حفظه الله وفى هذا درس لمن القى السمع وهو شهيد انها دعوة الى التوحيد تمثل قمة الاخلاص والحكمة والعقل ، وتأتي البيوت من ابوابها وتنطلق من حيث اراد الله لا مصارعة على الملك ولا منافسة على الحكم – ولو كان هدف ابرا
ويرى شوب جنوب أفريقي أن بلده عانى من العنصرية ثلاثين عاماً ويعرف تماماً ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ليؤكد لـ ((الوطن التى إلتقته فى احدى المطاعم فى الرياض انه لا يشعر مطلقاً أن الشعب السعودى إرهابى أو أنه شعب مغلق لا يود التعرف على حضارات الآخرين أو ان الشعب السعودي غير قادر على التعايش مع الثقافات المختلفة )).
الفصل الرابـــع عشـــر
هــذه هـي المناهــج والعقائد اليهوديـــة
الإرهابيـــة ضد الإنسان والإنسانية في العالم
أولاً: إعتقاد اليهود أنهم الشعب المختار :-
((لقد ركز أهل التلمود على تمييز اليهود عن باقى البشر وتتميز ارواح اليهود عن باقى الأرواح بأنها جزء من الله كما أن الإبن جزء من والده )) وبما أن اليهود جزء من الله كما أن الإبن جزء من ابيه لذلك ذكر فى التلمود ((إنه إذا ضرب أمى إسرائيلياً فالأمىّ يستحق الموت )).
ثانياً: خطر التلمود :-
يمكن خطر التلمود في انه يعد اخطر وثيقة ضد الإنسان والإنسانية بل هو أخطر من كتاب (كفاحي) الذى كتبه هتلر إذ أنه يدعو الى تحطيم كل العقائد والقيم والحضارات لإقامة مجتمع عالمى صهيونى يسيطر على دول العالم وبكل الوسائل الممكنة ومنها الغش والقوة والسلب والنهب والخداع والكذب الى آخره كما يستبيح دماء وأموال الأجناس الأخرى ويعتبرهم بمنزلة الحيوانات )).
ثالثاً: دماء الشعوب كلها وأموالها مباحة عند اليهود :
ذكر المسيحيين ليس بنص كما يقول الفقهاء فإن المسيحيين كغيرهم من بقية الشعوب يجب غشهم وقتلهم وأستنزاف دمائهم . لا يجوز ليهودى أن يرد المال لصاحبه جاء فى التلمود (ان الله لا يغفر ذنبا ليهودى يرد للأمى ماله المفقود )).
وجاء فى التلمود ((غير مصرح ليهودي ان يقرض الأجنبى إلا الربا )) وجاء فى التلمود ((أقتل الصالح من غير الاسرائيليين ومحرم على اليهودي أن ينجي أحداً من باقي الأمم من هلاك أو يخرجه من حفرة وقع فيها )). وجاء كذلك ما يلى نصه فى كتابهم المذكور التلمود : (إذا وقع أحد الوثنيين فى حفرة يلزمك أن تسدها بحجر )
رابعاً: نبذة من مجازر اليهود :-
ولهذا السبب لا يتورع اليهود من قتل الافراد والجماعات وقد اعترف اليهود فى كتابهم المسمى ((سدر حادرون)) ((أن الامبراطور مارك اوريك قتل جميع الناصريين بناء على ايعاز اليهود )) إنه سنة 214 بعد المسيح قتل اليهود مئتى ألف مسيحى فى روما وكل نصارى قبرص )).
خامساً: كذبهم على الله:
ولقد زعمت كتب اليهود ان اسرائيل سأل إلهه قائلاً: ((لماذا خلقت خلفاً سوى شعبك المختار . فأجابه قائلاً : لتركبو ظهورهم وتمتصوا دمائهم وتحرقوا احضرهم وتلوثوا طاهرهم وتهدموا عامرهم .
سادساً : الرئيس الامريكي السابق بنيامن فرنكلين:
((يحذر تحذيراً شديداً من اليهود ويطالب بإخراجهم من أمريكا : قال الرئيس الأمريكي الاسبق محذراً من اليهود ما نصه : ((هناك خطر كبير يهدد الولايات المتحدة الامريكية هذا الخطر الكبير هو اليهودية وفى أي مكان حل فيه اليهود كانوا السبب فى حنق القيم الإخلاقية وإنحطاط الأمانة التجارية إذ لم نمنعهم من دخول أمريكا بموجب الدستور ففى اقل من مئة عام سيتدفقون الى هذه البلاد بأعداد هائلة إلى درجة إنهم سيحكمون ويحطمون نظام الحكم القائم الذى بذلنا نحن الشعب الامريكى من دمنا وضحينا بأرواحنا وممتلكاتنا وحريتنا الشخصية فى سبيل إقامته إذا لم نمنع اليهود من الإقامة في امريكا بموجب الدستور ففي خلال مئتى سنة سيكون أطفالنا يعملون كخدم فى الحقول ليطمعوا اليهود بينما يجلس هؤلاء في بيوتهم يفركون بأيديهم وهم يحصون ما ربحوا ))أ.هـ.
قلت ((وهكذا كان فمع أن اليهود لا يشكلون في أمريكا سوى 4% إلا أن نسبة التجار منهم 77% وهم كبار التجار واصحاب الملايين بينما نجد مئه بالمائه من العمال العاطلين من الامريكيين و98 بالمئه من المزارعين أمريكيين )).
سابعاً: اليهود وهتلر :-
أما ما فعل اليهود بألمانيا من تسببهم خسارة الألمان الحربيين العالميين وأستنزاف دماء الالمان وتسخير الشعب الألماني إلى آخره ما لا يعد ولا يحصى من جرائهم مما جعل هتلر يضيق بهم ذرعاً وجعله يقابلهم ببعض ما اقترفت ايديهم فلقد كتب في ذلك مجلدات )).
ثامناً: اليهود وذبائحهم للبشرية:-
أما الذبائح البشرية فقد ذكرت فى جملة كتب منها ما قاله المؤرخ اليهودى الشهير المولود سنة 37 مسيحية وتوفى فى روما سنة 95 متكلماً عن ((أنطو نيوخيوس)) الرابع الملقب ((بأبى غان)) فاتح مدينة أورشليم والذى تبوأ تحت الملك سنة 174 قبل المسيح: قال : ((أن هذا الملك اليونانى لما دخل المدينة المقدسة وجد فى إحدى محلات الهيكل رجلاً يونانياً كان اليهود قد ربطوه وسجنوه بمكان وكانوا يقدمون له أفخر المأكولات حتى يأتي يوم يخرجون به لأحدى الغابات حيث يذبحونه ويشربون من دمه ويأكلون شيئاً من لحمه ويحرقون باقيه وينشرون رماده بالفلاة وكان هذا السجن لأجل أن يعملوا بشريعة لا يجوز عندهم مخالفتها وهى أن يأخذوا فى سنة يونانياً وبعد أن يطعموه أفخر المأكل ليسمن يعدمونه لإتمام الوصية )) يقول الدكتور يوسف حنا نصر الله (... وهذه الذبائح ما أرتكب فى الشرق منها ما أرتكب فى الغرب وقد ذكرت بالتفصيل فى كتاب ((فرنسا اليهودية)) وكتاب صراخ البرئ)) وجملة كتب اخرى )).
تاسعاً: تبرير اليهود لأعمالهم المنحطة :-
وقد عرف اليهود كيف يصبغون أعمالهم صبغة دينية وكيف يسترونها بستار دينى فتدبر أعمالهم الجهنمية هذه لإستحلالهم دماء البشر فقد زعوا : ((أن ابراهيم عليه السلام)) قد أكل أربعة وسبعين رجلاً وشرب دمائهم دفعة واحدة ولذلك كانت له قوة أربعة وسبعين رجلاً كما جاء فى كتابهم التلمود )).
عاشراً: اليهود يقتلون الأب توماً الكبوشى وخادمه ويمصون دمه ويأكلون لحمهما:-
و((قصة الأب توما الكبوشى وخادمه من اشهر القصص التى ثبتت فى تاريخنا بما لا يدع مجالاً للشك وسجلت فى سجلات المحكمة الشرعية فى دمشق وقد وقعت هذه الحادثة بالذات فى دمشق سنة 1840 ميلادية وقد اسهم فى حضور المحاكمة بعض قناصل الدول الأجنبية كقنصل فرنسا والنمسا وبريطانيا تلك القصة التى ذهب ضحيتها الأب توما الكبوشى وخادمه إبراهيم عمار. وخلاصة هذه القصة : أن الأب توما الكبوشى المذكور الذى ولد فى إيطاليا وبارح روما مرسلاً لدمشق حيث اشتغل بعمل الخير مدة ثلاثة وثلاثين سنة مساعداً للإنسانية عالماً.. أديباً وكان من اسخى الناس رحيماً بالخلق متعطفاً عليهم محبوباً لكبيرهم وصغيرهم عطوفاً على شريفهم وضعيفهم . وكان أكثر خدماته الطيبة والإنسانية منصبة على طائفة اليهود وكان جزاءه أن نصب مكيده له على يد حافامياتهم وتم ذبحه وإستنزاف دمه على أبشع صورة إنسانية وستراً لجريمتهم فقد طحنوا جمجمة رأسه وكسروا عظام بدنه وألقوا بها فى أحدى المجارير وكما فعلوا بالأب الكبوشى المذكور فعلوا بخادمه إبراهيم عمار وقد إهتمت فرنسا بذلك كثيراً حتى كان القنصل الفرنسي يرسل بتقريراته على وقائع هذه الحادثه العجبة تباعا الى حكومته في باريس لقد وقعت هذه الحادثة الجهنمية الدولية فى سنة 1840م على زمن محمد باشا الكبير وكان يحضر المحاكمة قناصل الدول الأجنبية التى سبق ذكرها والجدير بالذكر أن ننقل عبارات الاستاذ الجليل الشيخ مصطفى الزرقا فى مقدمته على كتاب ((الكنز المرصوص)) وبعد ان لخص القصة السابقة قال ((قصة سينمائية)) : ((لما أحتل الألمان باريس عاصمة فرنسا فى اوائالحرب وضع الالمان يدهم فوراً على موجودات وزارة الخارجية الفرنسية فوجدوا بين اضباراتها القديمة أضبارة تشتمل على تقارير قنصل فرنسا فى دمشق فيها تفصل حادثة عجيبة خلاصتها أن اليهود خطفوا أحد القسس الفرنسيين وذبحوه وأخذوا دمه ليعجنوا به فطيراً يأكلونه تعبداً فى بعض مناسبات دينية مقدسة عندهم وتوجب عليهم عقيدتهم عجنه بدماء بشرية غير اليهود فلما إطلعت السلطات الالمانية على هذه الإضبارة الغربية وكان هتلر يكافح اليهود ويحاول تطهير الأرض منهم وإراحة العالم من مكايدهم ومفاسدهم . وجد الألمان فى هذه الإضبارة مادة غزيرة لشن حرب دعائية تفضح عقائد اليهود الجهنمية وجرائهم على الإنسانية جمعاء ففكر الساسة الالمان بصنع فيلم سينمائي يمثل قصة الاب توما وخادمه وبعرضها ماثله ناطقة بالألوان الطبيعية أمام أنظار العالم وافق هتلر على هذه الفكرة ...لقد أطنبنا فى ايجاز هذه الفكرة التى اشتملت عليها كتاب كامل وإهتمت بها الدول الكبرى آنذاك وكان من خطرها ان فكر هتلر أخيراً فى إخراجها فلماً سينمائياً ليظهر للعالم أجمع حقيقة اليهود مصاصى دماء العالم ... وباليت شعرى كيف غفلت الدول العربية عن إعاشة مثل هذه القصص وجعلها مادة دعائية )).
وصف احد القساوسة الوعاظ من النصارى فى امريكا..... ((النبى محمد صلى الله عليه وسلم ((بأنه إرهابى ورجل حرب )) لما استنكر عليه المسلمون فى انحاء العالم اعتذر وقال : ((أنه أخطأ خطاءً كبيراً فى كلامه هذا )).
تقول فى الرد على هذا النصراني الجاهل أنك لا تعرف النبى محمد صلى الله عليه وسلم فإنه كان محارباً للإرهاب وداعياً الى السلام على ضوء الكتاب المنزل من رب الأرض والسماء وفيما سبق أوردنا الأنصاف والعدل فى تعاملات النبى صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين من يهود ونصارى ورأيتهم كيف كان وافياً بالعهد والميثاق ونقول لهذا الرجل النصراني ان النصوص التى تدعوا الى الإرهاب وإعلان الحرب فى كتبكم المقدسة وفيما سبق اوردنا نماذج من ذلك وما اوردناها الان فيما تقدم من كتب اليهود المقدسة تدعوا وتنضح بالإرهاب وإعلان الحرب على غير اليهود وهذه العجالة سوف نعرض نصوصاً من كتب النصارى تنضح بكل صراحة ووضوح الى الإرهاب وإعلان الحرب على البشرية.
الفصل الخامس عشر
هــذه هي دعـوة الوهابيين السلفيين الحقــة
وقد ظن بعض الكتاب الجهال الأغبياء أن المدعو أسامة بن لادن من الوهابيين وهذا الظن ظن فاسد وكاسد وباطل وعاطل.
والتحقيق الدقيق فى هذه المسألة الخطيرة أن اسامة بن لادن وتنظيمه التى تسمى القاعدة ومن تحالف معهم وعلى رأسهم حركة طالبان والجماعات الإخوانية القطبية فى العالم ليست لهم أى علاقة مع الوهابيين السلفيين أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب بل نجد ونلتمس عداءً سافراً وكيداً ماكراً من أسامة بن لادن وتنظيمه القاعدة للسلفية والسلفيين وما حصل من ضرب السلفيين جماعة أنصار السنة وجماعة الدعوة للقرآن والسنة في السودان وأفغانستان ليست عنا ببعيد وكذلك وقوف جميع الجماعات القطبية مع نظام صدام ضد دولة التوحيد السعودية ليست عنا ببعيد.
المقصود أن أسامة بن لادن وتنظيمه الذى يسمى القاعدة وشيوخه وعلى رأسهم محمد قطب وعبد الله عزام ومحمد سرور والقرضاوى وسيد قطب وسلمان وسفر ومن على شاكلتهم ليسوا من الوهابيين السلفيين أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب بل هو من أتباع حسن البنا وسيد قطب التكفيرى الإرهابي الجاهل الذى أصل لمنهج التكفير والخروج والإرهاب كما سيأتي وهؤلاء الجهال الذين ينسبون هؤلاء الجهال الخوارج الى الوهابية السلفية ليس لهم معرفة دقيقة بمنهج الوهابيين والسلفيين منهج معروف ومشهور وقد شهد كل عاقل منصف بأصالة وسلامة عقيدة ومنهج السلفيين الوهابيين من الإرهاب والتكفير والخروج بل حتى أعداء الإسلام من المستشرقين شهدوا بأن الوهابية هى الإسلام الصافي النقي كما سيأتي وقد بسطنا اقوالهم فى موضع آخر ولله الحمد.
ولبراءة الوهابيين السلفيين من إفتراءات أسامة بن لادن والإرهابيين سوف نعرض فى هذه العجالة حقيقة منهج وعقيدة الوهابيين السلفيين حتى يتبين للقارئ الكريم براءة الوهابيين السلفيين من إفتراءة الإرهابيين وكذلك سوف نعرض مناهج التكفير الارهابيين حتى يتبين للقارئ الكريم الفرق بين منهج السلفيين الوهابيين ومنهج التكفيريين القطبيين الإرهابيين الباطل والله الموفق.
اولاً: حقيقة منهج الوهابيين السلفيين :
فإن حقيقة عقيدة ومنهج الوهابيين السلفيين ترتكز على اصل الأصول هو دعوة الأنبياء والمرسلين الدعوة إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة فإذا رأيت الرجل في اي زمان ومكان يدندن حول الدعوة إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة فأعلم أنه من الوهابيين السلفيين فإذا رأيت الرجل يدندن حول الحاكمية وتكفير الحكام والخروج والإرهاب ويتمرد ويستخف من الدعوة إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة والداعيين إليه فأعلم أنه من التكفيريين الإرهابيين أمثال محمد سرور ومحمد قطب وأسامة بن لادن وأيمن الظواهري ومن على شاكلتهم وإننا نلتمس بأن هؤلاء المذكورين فيما سبق لا يدعون إلى دعوة الأنبياء والمرسلين أى الدعوة إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة بل نجدهم يسخرون ويزدرون ويستهزون بدعاة التوحيد السلفيين الوهابيين بل زعموا بأن كتب العقيدة فيها جفاف لأنها نصوص وأحكام . وسوف نؤكد هذه الحقائق من كتب القوم ومجلاتهم وجرائدهم وبياناتهم فيما سيأتى إن شاء الله تعالى .
وقبل أن نعرض منهج القوم لابد أن نبين حقيقة منهج الوهابيين السلفيين حتى يكون القارئ على بصيرة من الأمر والله الموفق . وسوف نبدأ بيان حقيقة الدعوة السلفية بكلام إمام الدعوة وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وأبنائه وأحفاده وتلاميذه لأنهم أعلم الناس بحقيقة دعوتهم السلفية الحقة.
يقول الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله مبيناً اساس دعوته السلفية دعوة الأنبياء والمرسلين وما نصه .
((أعلم رحمك الله أن التوحيد هو إفراد الله بالعبادة وهو دين الرسل الذى أرسلهم الله به إلى عباده فأولهم نوح عليه السلام أرسله الله إلى قومه لما غلوا فى الصالحين وداً وسواعاً ويغوث ويعوق ونسراً وآخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذى كسر صور هؤلاء الصالحين أرسله إلى قوم يتعبدون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله كثيراً ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله ويوقولون نريد منهم التقرب إلى الله ونريد شفاعتهم عنده مثل الملائكة وعيسى بن مريم وأناس غيرهم من الصالحين فبعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم يجدد لهم دين ابيهم إبراهيم ويخبرهم أن هذا التقرب والإعتقاد محض حق الله لا يصلح منه شئ لغير الله لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل فضلاً عن غيرهما وإلا فهؤلاء المشركون يشهدون أن الله هو الخالق وحده لا شريك له وأنه لا يرزق إلا هو ولا يحي إلا هو ولا يميت إلا هو ولا يدبر الأمر إلا هو وأن جميع السموات ومن فيهن والأرضين السبع ومن فيها كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره . فإذا اردت الدليل على أن هؤلاء الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون بهذا فأقرأ قوله تعالى ((قل من يرزقكم من السماء والأرض ؟ أمن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحى ؟ من يدبر الأمر فسيقولون الله ، قل افلا تذكرون؟ قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم ؟ فسيقولون الله قل أفلا تتقون؟ قل من بيده ملكوت كل شئ وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون ؟ سيقولون الله قل فأنى تسحرون)) وغير ذلك من الآيات . فإذا تحققت أنهم مقرون بهذا ولم يدخلهم فى التوحيد الذى دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفت أن التوحيد الذى جحدوه هو توحيد العبادة الذى يسميه المشركون فى زماننا ((الإعتقاد)) كما كانوا يدعون الله سبحانه ليلاً ونهاراً ثم منهم من يدعوا الملائكة لأجل صلاحهم وقربهم من الله ليشفعوا له أو يدعو رجلاً صالحاً مثل اللات او نبياً مثل عيسى وعرفت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم إلى إخلاص العبادة. كما قال تعالى ((فلا تدعوا مع الله أحداً)) وقال ((له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشئ)) وتحققت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليكون الدعاء كله لله و النذر كله لله و الذبح كله لله و الإستغاثة كلها لله و جميع العبادات كلها لله . وعرفت إن إقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم فى الإسلام وأن قصدهم الملائكة والأنبياء والأولياء يريدون شفاعتهم والتقرب إلى الله بذلك هو الذى أحل دماءهم وأموالهم ، عرفت حينئذ التوحيد الذى دعت إليه الرسل وابى عن الأقرار به المشركون وهذا التوحيد هو معنى قولك: لا إله إلا الله فإن الإله عندهم هو الذى يقصد لأجل هذه الأمور سواء كان ملكاً أو نبياً أو ولياً أو شجرة أو قبراً أو جنياً لم يريدوا أن الإله هو الخالق الرازق المدبر فإنهم يعلمون أن ذلك لله وحده كما قدمت لك وأنما يعنون بالإله ما يعنى المشركون في زماننا بلفظ السيد فأتاهم النبى صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى كلمة التوحيد وهي ((لا إله إلا الله)) والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها. الكفار الجهال يعلمون ان مراد النبى صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة هو إفراد الله تعالى بالتعلق به والكفر بما يعبد من دون الله والبراءة منه فإنه لما قال لهم قولوا: لا إله إلا الله)) قالوا ((أجعل الالهة إلاهاً واحداً؟ إن هذا لشئ عجاب)) فإذا عرفت أن جهال الكفار يعرفون ذلك فالعجب ممن يدعى الإسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهال الكفار بل يظن أن ذلك هو التلفظ بحروفها من غير أعتقاد القلب لشئ من المعاني والحاذق منهم يظن أن معناها لا يخلق ولا يرزق إلا الله ولا خير فى رجل جهال الكفار أعلم منه بمعنى لا إله إلا الله )).
وقال إمام الدعوة وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى مبيناً اصول الدعوة السلفية ما نصه ((...قررت ثلاثة الاصول توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية والولاء والبراء وهذا هو حقيقة دين الإسلام ولكن قف عند هذه الألفاظ وأطلب ما تضمنت من العلم والعمل ولا يمكن العلم إلا إنك تقف عند كل مسمى منها )).
ويقول الإمام وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب مبيناً هذه الأصول السلفية ما نصه : ((والعبادة هى التوحيد لأن الخصومة بين الأنبياء والأمم فيه كما قال تعالى ((ولقد بعثنا فى كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)) وأما التوحيد فهو ثلاثة أنواع توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الاسماء والصفات أما توحيد الربوبية : فهو الذى أقر به الكفار على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يدخلهم الإسلام وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم واستحل دمائهم وأموالهم وهو توحيد بفعله تعالى والدليل قوله تعالى ((قل من يرزقكم من السماء والأرض؟ أمن يملك السمع والأبصار ؟ ومن يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى ؟ ومن يدبر الأمر ؟ فسيقولون الله فقل أفلا تتقون)).
والآيات على هذا كثيرة جداً أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر وأما الثاني : وهو توحيد الألوهية : فهو الذى وقع فيه النزاع فى قديم الدهر وحديثه وهو توحيد الله تعالى بأفعال العباد كالدعاء والنذر والنحر والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والإنابة ودليل الدعاء قوله تعالى ((وقال ربكم أدعونى أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين)).
وكل نوع من هذه الأنواع عليه دليل من القرآن . واصل العبادة تجريد الإخلاص لله وحده وتجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى ((وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحداً)) وقال تعالى ((وما ارسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)) وقال تعالى ((له دعوة الحق . إلى قوله . وما دعاء الكافرين الا فى ضلال )) والايات معلومات وقال تعالى (( وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهو)) وقال تعالى ((قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)).
وأما الثالث : فهو توحيد الذات والاسماء والصفات قال تعالى ((قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد)) وقال تعالى ((ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها وذروا الذين يدعون يلحدون فى اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون)) وقال تعالى ((ليس كمثله شئ وهو السميع البصير)) ثم اعلم انه ضد التوحيد الشرك وهو ثلاثة أنواع: شرك أكبر وشرك أصغر وشرك خفي والدليل على الشرك الأكبر قوله تعالى ((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيداً)) وقال المسيح يا بنى إسرائيل اعبدوا ربى وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنه ومأواه النار وما للظالمين من انصار)) وهو اربعة أنواع)) .
وقال الإمام الحافظ حفيد امام الدعوة وشيخ الإسلام العلامة سليمان بن عبد الله بن الإمام محمد بن عبد الوهاب مبيناً حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله. ((ونحن نقول من تأمل القرآن وآياته البيانات وسبب إنزاله وموضوعه وسنة النبى صلى الله عليه وسلم وهديه ما ارسل به وسنة اصحابه ومن تبعهم بإحسان فهم يقيناً ان ما قاله الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأمر به ودعا إليه هو عين ما تضمنه القرآن من توحيد الله الذى هو حقه على العبيد وما كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم واصحابه وأئمة الدين بعدهم وأنه بذلك علم الشريعة وحققها وأمعن نظره فى سنة النبى صلى الله عليه وسلم واصحابه ومن تبعهم بإحسان وقررها وأظهرها فإن آيات الله دالة على وحدانيته تعالى فى ألوهيته وتفرده فى معاملته مما هو حق على عبيده فإنزاله سبب لمعرفة حق الله تعالى وتقدس وإخلاص الدين له وحده وهذا موضوع القرآن مع كونه مصرحاً بأن الأولين مقرون ومعترفون لله بالخلق والرزق والإماتة والأحياء والتدبير والضر والنفع وانما قصدهم الجاه والقربه بواسطة ووسيلة من المخلوقين أو صورهم توصلهم إلى غاية قصدهم ومطلوبهم ((قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحى من الميت ومن يخرج الميت من الحى ومن يدبر الأمر فسيقولون الله)) وقال تعالى ((وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيباً إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسى ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أنداداً ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلاً إنك من اصحاب النار)) وهذه اقبح حالة اذا مسه الشر دعا لحاجته فإذا أنعم عليه مولاه جاءته الإستحاله وهم قالوا ((ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)) ولشفاعتهم لنا عند الله ، فمن عرف لفظ هذه الآيات القرآنية ووفق لفهم معناها وأنهم مقرون له تعالى بالربوبية علم أن هذا المقام لا نزاع فيه وإنما اتخذتموهم وسائط ووسائل بينهم وبين ربهم كما تكون الواسطة بين الملك ورعيته وهذه الوسائط التى يدعونها فى حال الرخاء فقط ويرجون شفاعتها وقت الشدة يسمونها الآلهة لتأله قلوبهم بها ورجاؤهم منها القرب والتقريب كما قالوا : ((أجعل الآلهة إلاهاً واحداً)) على جهة أن ذلك لا يكون لأنهم ظنوا ان الإله الواحد هو الله لا يسع الخلق إلا بآلهة معه يدخلون عليه بهم ويصلون الى قضاء الحوائج بشفاعتهم لديه ومنه قول بنى إسرائيل لموسى ((أجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة)).
قال أهل التفسير أنهم لم يكونوا شاكين فى الدين وإنما ارادوا شيئاً يعظم عندهم وفى نفوسهم ويتقربون بتعظيمه وشفاعته الى الله تعالى وظنوا ان ذلك لا يضر في الدين لشدة جهلهم )).
ويقول الإمام الحافظ سليمان بن عبد الله بن الإمام محمد بن عبد الوهاب مبيناً بأن كل من يدعو إلى ما دعاء إليه الإمام محمد بن عبد الوهاب من الدعوة إلى دعوة الأنبياء والمرسلين ينسب إليهم ويقال أنه وهابي او عارضى وإليكم نص كلامه ((كفنتة أصحاب القبور التى هى اصل فتنة عبادة الأصنام ذكره السلف من الصحابة والتابعين ولم يكفهم التمسح إلا بالمقام بل يدعونه ويرجونه وينذرون له ويسألونه شفاعته ويخاطبونه بقضاء حوائجهم وردهم الى أوطانهم ومن عاب ذلك وانكره عليهم فهو عندهم منسوب إلينا وقالوا له وهابي او عارض أو شرقي أو خارجي وما ذنب هذا المعيب المنكر إلا أنه شاركنا او وافقنا بالأمر فيما أمر الله به ورسوله والنهى عما نهى الله عنه ورسوله والعلماء بذلك يعلمون وقلوبهم مطمئنة غير كارهة فهم لا ينكرون ولا الحق يقولون)) .
وقال الشيخ العلامة الحافظ سليمان بن عبد الله آل الشيخ لما قصد شرح كتاب التوحيد الذى هو حق الله على العبيد المجدد إمام الدعوة وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : (... فهذا شرح لكتاب التوحيد تأليف الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب أحسن الله له المآب وأجزل له الثواب واف إن شاء الله تعالى بالتنبيه على بعض ما تضمنه من بيان انواع التوحيد إذ هو المقصود بالاصالة هنا والأولى بنا هو بيان ما وضع لأجله الكتاب لعموم الضرر والفساد الواقع من مخالفة ما فيه والاصل في ذلك هو الإعراض عن الهدى والنور الذى أنزله الله تعالى على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من الكتاب والحكمة والإستغناء عن ذلك بمتابعة الاباء والأهواء والعادات المخالفة لذلك... ))أ.هـ.
وقال رحمه الله تعالى : ((وصنف رحمه الله تعالى التصانيف فى توحيد الأنبياء والمرسلين والرد من على من خالفه من المشركين ومن جملتها كتاب ((التوحيد)) وهو كتاب فرد فى معناه لم يسبقه إليه سابق ولا لحقه فيه لاحق وهو الذي قصدت الكلام عليه إن شاء الله تعالى... )) أ.هـ
وقال الإمام الحافظ عبد الرحمن بن حسن بن الإمام محمد بن عبد الوهاب ((رحمه الله)) مبيناً حقيقة دعوة جده الإمام رحمه الله ما نصه: ((فإن كتاب التوحيد الذى ألفه الإمام شيخ الإسلام محمد أجزل الله له الأجر والثواب وغفر له ولمن أجاب دعوته إلى يوم الحساب قد جاء بديعاً فى معناه. من بيان التوحيد ببراهينه وجمع جملاً من أدلته لإيضاحه وتبينه فصار علماً للموحدين وحجة على الملحدين فانتفع به الخلق الكثير والجم الغفير فإن هذا الإمام رحمه الله فى مبدأ منشئه قد شرح الله صدره للحق المبين الذى بعث الله به المرسلين من إخلاص العبادة بجميع أنواعها لله رب العالمين وإنكار ما كان عليه الكثير من شرك المشركين فأعلى الله همته وقوى عزيمته وتصدى لدعوة أهل نجد إلى التوحيد الذى هو اساس الإسلام والإيمان ونهاهم عن عبادة الاشجار والأحجار والقبور والطواغيت والأوثان وعن الإيمان بالسحرة والمنجمين والكُهان فأبطل الله بدعوته كل بدعة وضلالة يدعوا إليها كل شيطان واقام الله به علم الجهاد وادحض به شبه المعارضين من أهل الشرك والعناد ودان بالإسلام أكثر أهل تلك البلاد الحاضر منهم والباد وإنتشرت دعوته ومؤلفاته في الآفاق حتى اقر له بالفضل من كان من اهل الشقاق إلا من استحوذ عليه الشيطان وكره إليه الإيمان فأصر على العناد والطغيان وقد اصبح أهل الجزيرة العرب بدعوته كما قال قتادة ((رحمه الله)) عن حال أول هذه الأمة ((إن المسلمين لما قالوا ((لا إله إلا الله)) أنكر ذلك المشركون وكبرت عليهم وضاق بها إبليس وجنوده فأبى الله إلا أن يمضيها ويظهرها ويفلجها وينصرها على من ناوأها وإنها كلمة من خاصم فلج ومن قاتل بها نصر إنما يعرفها أهل هذه الجزيرة التى يقطعها الراكب فى ليال قلائل ويسير من الدهر فى فئام من الناس لا يعرفونها ولا يقرون بها)) وقد شرح الله صدور كثير من العلماء لدعوته وسروا واستبشروا بطلعته أثنوا عليه نثراً ونظماً ).
قال الإمام عبد الله بن الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله فى رسالته لأهل مكة بعد إستعادة الإمام سعود بن عبد العزيز لها سنة 1218هـ ما نصه : ((إن مذهبنا فى أصول الدين مذهب أهل السنة والجماعة وطريقتنا طريقة السلف وهي أنا نقر أيات الصفات وأحاديثها على ظاهر ونكل علمها الى الله مع إعتقاد حقائقها ونحن أيضاً فى الفروع على مذهب الإمام أحمد بن حنبل ولا ننكر على من قلد الائمة دون غيرهم ولا نستحق مرتبة الإجتهاد المطلق ولا أحد منا يدعيها إلا فى بعض المسائل إذ صح لنا نص جلى من كتاب او سنة غير منسوخ ولا مخصص ولا معارض بأقوى منه وقال به أحد الائمة الاربعة أخذنا به وتركنا المذهب وإن خالف مذهب الحنابلة)) .
ويقول أحد الكبار اتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب وأحفاده ما نصه : ((فعقيدتنا فى جميع الصفات الثابتة فى الكتاب والسنة عقيدة أهل السنة والجماعة نؤمن بها ونمرها كما جاءت مع اثبات حقائقها وما دلت عليه من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تعطيل ولا تبديل ولا تأويل )).
وقال الإمام عبد الرحمن بن حسن بن الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله فى نصيحته للإمام عبد الله بن فيصل ((تفهم أن أول ما قام به جداك محمد وعبد الله وعمك عبد العزيز أنها خلافة نبوة يطلبون الحق ويعملون به ويقومون ويغضبون له ويرضون ويجاهدون وكفاهم الله أعدائهم على قوتهم إذا مش العدو كسره الله قبل أن يصل لأنها خلافة نبوة ولا قاموا على الناس إلا بالقرآن والعمل به كما قال تعالى ((وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الارض كما إستخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم)).
وأخذ عمك في الإسلام حتى جاوز الثمانين فى العمر والإسلام فى عز وظهور وأهله يزيدون وحصل لهم مضمون قوله ((ليستخلفنهم فى الأرض)) وصار أهل الأمصار يخافونهم )) إهـ وقال الإمام المجاهد عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن ابن الإمام محمد بن عبد الوهاب مبيناً حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب فى معرض رده على العراقي ما نصه ((... وأبلغ من هذا قوله تعالى : ((إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم إنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين وما جعله الله إلا بشرى لتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم)) (الأنفال 9 -10) فانظر هذه الآية الكريمة وما فيها من قطع التعلق والإلتفات إلى غير الله مع أن المدد بالملائكة وقتالهم مشهود محسوس متواتر ولو قال إنسان بجواز دعاء الملائكة وطلب ذلك منهم والإستغاثة بهم عند الشدائد والحرب لكان ذلك كفراً ورجوعاً إلى عبادة الملائكة والأنفس المفارقة ومن نظر فى كلام هذا الرجل عرف أنه أجنبى عن العلم لم يعرف ما جاءت به الرسل ونزلت به الكتب وكيف كان الشرك فى الامم وإلا فأى تلازم بين ما ذكره وما أخبر الله به عند مدده بالملائكة وبين دعائهم والإستغاثه بهم والإستعانة والإنابة فى كشف الشدائد والمهمات والرجل وجد كتباً شتت فهمه وحيرت عقله أراد الإستغناء بها فلم تزده إلا عمى وجهلاً فأضاف إلى ذلك الجرأة فى الكذب على الله وعلى رسله وعلى أولى العلم من خلقه )).
وقال رحمه الله مبيناً منهج الأنبياء الذى هو أساس دعوة جده الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ما نصه ((وأعجب من هذا أن يقول فى رسالته : ((إني رأيت لمن يدعو الصالحين والأولياء ويناديهم فى حاجته أدلة صحيحة ونيات صالحة ما تخرج عن التوحيد لأن المقصود التسبب والوسائل لا الإستقلال)) هذا كلامه ومن بلغت به الجهالة والعماية إلى هذه الغاية فقد إستحكم على قلبه الضلال والفساد ولم يعرف ما دعت إليه الرسل سائر الأمم والعباد ومن له أدنى صلة بالعلم وإلتفات ما جاءت به الرسل يعرف أن المشركين من كل امة في كل قرن ما قصدوا من معبوداتهم وآلهتهم التى عبدوها مع الله إلا التسبب والتوسل والتشفع ليس إلا ولم يدعو الإستقلال ولا تصرف لأحد من دون الله ولا قاله أحد منهم سوى فرعون والذى حاج إبراهيم فى ربه وقد قال الله تعالى ((وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلماً)) فهم فى الباطن يعلمون أن ذلك لله وحده ... قال تعالى ((ومن الناس من يتخذ من دون الهف اندادا يحبونهم كحب الله )) البقرة الاية 165 فأخبر الله تعالى أنهم تعلقوا على آلهتهم ودعوهم مع الله للشفاعة والتقرب الى الله بالجاه والمنزلة وأحبوهم مع الله محبة تأله وتعبد لنيل أغراضهم الفاسدة ولم يريدوا منهم تدبيراً ولا تاثيراً ولا شركة ولا استقلالاً وقوله تعالى ((لمن الارض ومن فيها)) الى قوله ((فأنى تسحرون)) المؤمنون 84 – 89 وقوله تعالى ((أمن جعل الارض قراراً)) الى قوله ((قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين)) النمل 61 – 64.
فتأمل هذه الآيات وما فيها من الحجج والبينات تطلعك على جهل هذا العراقي وأمثاله وأنهم ما عرفوا شرك المشركين وما كانوا عليه من القصد والدين ولم يعرفوا ما كان عليه انبياء الله وأتباعهم من توحيد رب العالمين وتأمل كيف إستدل الله سبحانه وتعالى على توحيد اُلهيته ووجوب عبادته وحده لا شريك له بما اقر به من توحيد الهيته ووجوب عبادته وحده لا شريك له واستقلاله بالملك والخلق والتأثير والتدبير وهذه عادة القرآن دائماً يعرج على هذه الحجة لأنها من أكبر الحجج واوضحها وأدلها على المقصود )) أ.هـ.
قال العلامة محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الإمام محمد بن عبد الوهاب مبيناً حقيقة دعوة جده الإمام محمد بن عبد الوهاب السلفية ما نصه : ((فإنه لما كان فى هذه السنة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة والف من الهجرة بعثنا الإمام المقدم... عبد العزيز بن عبد الرحمن أل سعود أعلى الله سعوده لأجل تعليمكم ما اوجبه الله عليكم وتعبدكم به من دين الإسلام فلما قدمنا بعض جهاتكم رأينا أهلها قد حال بهم الشيطان والهوى .. واستجابوا لدواعي الشبهات فوقعوا فى وادى جهل خطير ... وغلب على أكثرهم الإعتقاد فى أهل القبور – فلما رأينا ذلك وجب علينا الدعوة إلى الله بالحجج والبراهين فأعلموا أن حقيقة ما نحن عليه و ما ندعوا إليه ونجاهد على إلتزامه والعمل به إنا ندعو الى دين الإسلام )).
وقال الإمام عبد الله بن عبد اللطيف فى رسالته لإخوانه العلماء ما نصه : ((فتجرد الحبر الجليل للدعوة إلى الله ((أى الإمام محمد بن عبد الوهاب)) وآزره على ذلك من سبقت له من الله سابقة السعادة من اسلاف آل مقرن الماضيين وآبائهم المتقدمين رحمهم الله رحمة واسعة وجزاءهم عن الإسلام خير الجزاء فما زالوا على ذلك على آثار حميدة ونعم عديدة . يصنع الله من صنعه وخفى لطفه ما هداهم به الى دينه الذى ارتضاه لنفسه واختص به من شاء كرامته وسعادته من خلقه وأظهر لهم من الدولة والصولة ما ظهروا به على كافة العرب ولا يتطاول إليها بنوماء السماء وصالحهم يرجون فوق ذلك مظهراً وجاهلهم يرتع فى ثياب مجد لا يعرف من حاكها )).
وقال الإمام المحدث محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله مبيناً دعوة جده الإمام رحمهم الله وذلك فى رسالته لأحد القضاء ما نصه : ((لا يخفاكم فضل الدعوة الى الله وأنها مقام الرسل وخلفائهم وأنتم أهل كلمة ومقام فى بلادك والواجب عليكم ان تقوموا بما أوجب الله من النصيحة والإرشاد وتقفوا حياتكم على الدعوة إلى توحيد الله الذى بعث الله به رسله وأنزل به كتبه ... ونعتقد أن هذا الأمر على بالكم ولكن احببنا مذاكرتكم ولفت نظركم الى هذا المهم العظيم )) .
ونجد أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب السلفيين فى كل عصر ومصر وكل زمان ومكان يسيرون على وفق ما كان عليه الإمام محمد بن عبد الوهاب من الدعوة إلى التوحيد وافراده بالعباده وها هو شيخ السلفيين وعلامة العصر عبد العزيز بن عبد الله بن باز ((رحمه الله)) وقد سماه خصوم الدعوة بـ(زعيم الوهابية فى العصر الحاضر) ها هو يقرر ما قرره الامام محمد بن عبدالوهاب واحفاده وتلاميذه من الدعوة الى توحيد الله وافراده بالعبادة فيقول ما نصه: (.. ومحاضرتي في هذه الليلة في أعظم موضوع. أهم موضوع وهو موضوع العقيدة موضوع التوحيد وضده فالتوحيد هو الأمر الذي بعث الله من اجله الرسل وانزل من اجله الكتب وخلق من اجله الثقلين وبقية الأحكام تابعة لذلك يقول سبحانه (( وما خلقت الجن والإنس إلّا ليعبدون)) المعنى ان يخصوه سبحانه بالعبادة ويفردوه جل وعلا بها الى ان قال رحمه الله والمقصود أن هذا الأصل هو الأمر العظيم ولما تساهل فيه الناس (إلا من رحم) وقعوا في الشرك الأكبر وهم يدعون الى الإسلام ولا ينكرون على من رماهم بخلافه وهم على الشرك بسبب جهلهم بهذا الأصل العظيم. فقد إتخذوا كثيرا من الأموات آلهة من الله يعبدونهم ويطوفون بقبورهم ويستغيثون بهم ويسألونهم شفاء المرضى وقضاء الحاجات والنصر على الأعداء. ويقولون هذا ليس بشرك وإنما تعظيم للصالحين وتوسل بهم الى الله ويقولون ايضا ان بأن الأنسان لا يدعوا الله مباشرة إنما يدعوا اليه بواسطة الأولياء وهم كالوزراء بالنسبة الى الرب كما أن الوزراء بالنسبة للملوك هم الواسطة فشبهوا الله بخلقه وعبدوا خلقه من دونه نسأل الله العافية فكل هذا من اسباب الجهل وقلة البصيرة بهذا الأصل العظيم فعباد البدوي وعباد الشيخ عبدالقادر وعباد الحسين وعباد غيرهم من الناس أصابهم البلاء من هذا السبيل جهلوا حقيقة التوحيد وجهلوا دعوة الرسل وإلتبست عليهم الأمور فوقعوا في الشرك واستحسنوه وجعلوه ديناً وقربة وانكروا على من انكر عليهم وقل ان تجد في غالب الامصار العالم البصير بهذا الأصل العظيم بل نجد من يشار اليه بالاصابع ويقال انه العالم وهو مع ذلك ممن يعظم القبور. التعظيم الذي لم يشرعه الله ويدعوا اهلها ويستغيث بهم وينذر لهم ونحو ذلك. أما علماء الحق علماء السنة – علماء التوحيد فهم قليل في كل زمان ومكان)) .
هكذا نجد شيخ السلفيين ووارث علم الصحابة والتابعين الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله يؤلف كتابات عديدة وكثيرة ومفيدة وجيدة فى بيان دعوة الرسل الدعوة إلى توحيد الله عز وجل وكذلك كتب كتابات مفيدة وفريدة فى الدفاع عن الإمام محمد بن عبد الوهاب ودعوته وسيرته فأجاد وافاد فهو من أولى الناس بالإمام محمد ابن عبد الوهاب ودعوته السلفية بل هو وارث دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب وأحفاده وتلاميذه فى العصر الحاضر والف كتاباً سماه ((الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوته وسيرته)) وهذا الكتاب من أحسن ما ألف فى هذا الباب فجزاءه الله خير الجزاء.
قال شيخ السلفيين عبد العزيز بن باز مقرراً ما قرره الإمام محمد بن عبد الوهاب من اقسام التوحيد ما نصه : ((وعند التفصيل تكون أنواع التوحيد ثلاثة : توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات )) وكذلك قرر ما قرره الإمام محمد بن عبد الوهاب من أقسام التوحيد الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله أحد آكابر اتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وإليكم نص كلامه : (( ينقسم التوحيد إلى ثلاثة اقسام وذلك حسب ما ذكره أهل العلم وهي :
1. توحيد الربوبية .
2. توحيد الالوهية .
3. وتوحيد الأسماء والصفات )).
نقول إذا رأيتم الداعية أو العالم يدندن حول هذه الاقسام الثلاثة للتوحيد فأعلموا أنه من أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب السلفيين وأما إذا أضاف قسماً رابعاً بإسم الحاكمية فأعلموا أنه من الإرهابيين التكفيريين ولما دندن السلفيون حول الدعوة إلى توحيد الله عز وجل شن التكفيريين هجوماً عنيفاً عليهم وإليكم نماذج من اقوالهم الفاسدة وخيالاتهم الكاسدة .
يقول المدعو الضال الجاهل محمد سرور مكفراً علماء التوحيد ما نصه ((لقد كان الرق فى القديم بسيطاً لأن للرقيق سيداً مباشراً أما اليوم فالرق معقد ولا ينقضى عجبى ((إنتبه)) من الذين يتحدثون عن التوحيد وهم عبيد عبيد عبيد وسيدهم الأخير نصراني)) قال شيخنا أبى إبراهيم حفظه الله معلقاً على ما تقدم ما نصه : ((هل سمعت أو قرأت أقل أدباً من هذا الكلام وأخبث ؟!! ألم تسمع لقوله يتحدثون عن التوحيد وهم عبيد عبيد عبيد العبيد وسيدهم الأخير نصراني)).
الفصـل السادس عشر
نماذج نيرة لدعوات بعض الرسل
قال شيخنا الفضل الدكتور ربيع بن هادى علامة المدينة النبوية فى كتابه القيم (( منهج الانبياء فى الدعوة الى الله فيه الحكمة والعقل)) ما نصه ((ان الحديث عن دعوات الانبياء الى توحيد الله ومنهجهم وما لاقو فى سبيل ذلك من الاهوال والبلايا والمحن امر لا يتسع له مجال كهذا ، ولسوف اقتصر على عرض دعوات خمسة منهم صلوات الله وسلامه عليكم وذلك سيجعلنا على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك:
1. فأولهم : نوح ابو البشر الثاني واول رسول الى اهل الارض عاش هذا النبى العظيم عمراً مديداً ودهراً طويلاً الف سنة الا خمسين عاما لبثها فى دعوة قومه الى توحيد الله واخلاص العبادة له لا يكل ولا يمل ، ليلا ونهارا سرا وجهارا. قال تعالى ((انا ارسلنا نوحا الى قومه ان انذر قومك من قبل ان يأتيهم عذاب اليم * قال يا قوم انى لكم نذير مبين * ان اعبدوا الله واتقوه واطيعون...الخ الآيات)). ماذا فى دعوة هذا الرسول الكريم وقد قص الله علينا خلاصة دعوته الكريمة التى استغرقت الف سنة الا خمسين عاماً؟! انها دعوة جادة الى توحيد الله وعبادته وحده فى جهد دائب ما ترك وسيلة تمكنه الا استخدمها لإقناعهم بدعوته سراً وجهارا وترغيبا وترهيبا ووعدا ووعيدا ، واحتجاجا واستدلالا بالأدلة العقلية والحسية من واقع انفسهم وحياتهم ومما بين ايديهم من السماء والارض وما فيهما من ايات وعبر وكل ذلك لم يجد فيهم نفعاً ولا دفعهم الى استجابة بل اصروا على كفرهم وضلالهم واستكبروا استكبارا- الى ان قال حفظه الله وهنا نتسائل لما يستمر هذا النبى العظيم كل هذه الاماد الطويلة ويبذل هذه الجهود الكبيرة دون كل او ملل يدعوا الى مبدأ التوحيد ؟!! ولماذا يمدحه الله ويثنى عليه الثناء العاطر ويخلد ذكره ويجعله فى عداد الرسل اولى العزم؟ هل دعوة التوحيد تستحق كل هذه العناية والاكبار؟ هل هذا المنهج وتحديد هذا المنطلق لهذا النبى الكريم مجانب للمنطق والحكمة والعقل ؟ او انه عين الحكمة ومقتضى المنطق الصحيح والعقل الواعى الرجيح؟ لماذ يقره الله على سلوك هذا المنهج فى الدعوة طوال الف سنة الا خمسين عاماً ويشيد به ويخلد اسمه وقصصه ويكلف اعظم الرسل واعقل البشر ان يجعل منه اسوة فى دعوته وصبره؟
الجواب المنصف القائم على العقل والحكمة ، ومعرفة مكانة النبوة والثقة العظيمة فيها وتقديرها حق قدرها ان دعوة التوحيد ومحاولة القضاء على الشرك وتطهير ارض الله منه تستحق كل هذا وانه عين الحكمة ومقتضى الفطرة والعقل ، وان الواجب على كل الدعاة الى الله ان يفهموا هذا المنهج وهذه الدعوة الالهية العظيمة ، والمطلب الكبير ، فيكرسوا كل جهودهم وطاقاتهم لتحقيقه ونشره فى ارض الله كلها ، وان يتعاونوا ويتكاتفوا ويتحدوا ، ويصدق بعضهم بعضاً كما كان الرسل دعاة التوحيد يبشر سابقهم بلاحقهم ويصدق لاحقهم سابقه ويؤيد دعوته ويسير فى مضماره . يجب ان نعتقد انه لو كان هنالك منهج افضل واقوم من هذا المنهج لاختاره الله لرسله واثرهم به ، فهل يليق بمؤمن ان يرغب عنه ويختار لنفسه منهجا سواه ويتطاول على هذا المنهج الرباني وعلى دعاته؟!!!.
2. وثانيهم : ابو الانبياء وامام الموحدين الحنفاء ابراهيم خليل الله الذى امر الله سيد المرسلين وخاتم النبيين وامته بأتباعه والائتساء بدعوته والاهداء بهديه ومنهجه.
قال تعالى ((واذكر فى الكتاب ابراهيم انه كان صديقا نبيا * اذ قال لأبيه يا ابت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئاً * يا أبت انى قد جاءنى من العلم ما لم يأتك فاتبعنى اهدك صراطاً سويا)) الى اخر الايات . دعوة حارة الى التوحيد ، قائمة على العلم والمنطق والعقل وعلى الخلق القويم ، وتهدى الضال الى الصراط المستقيم يقابلها تعصب اعمى يقوم على الهوى والجهل والعناد والمكابرة والا فكيف يعبد ويخضع لمن لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنه شيئاً؟!!! ان علم التوحيد ايها القارئ هو العلم الذى يعتز به جميع الانبياء وبه يصولون على الباطل والجهل والشرك ، فالجهل بهذا العلم وعلم الانبياء وعلم الانبياء الهادى الى الحق والمنقذ من الضلال والشرك هو الجهل المميت والسهم القاتل الذى يقتل العقل والفكر. ((يا أبت انى قد جاءنى من العلم ما لم يأتك فأتبعنى اهدك صراطاً سويا)) وبعد هذه الجولات القوية الداعية يقوم بها ابراهيم ((عليه السلام)) فى ميدان الدعوة الى الله دعوة الاسرة والامة التى اقام فيها على ابيه وقومه الحجج الدامغة واجه بهذه الدعوة العظيمة ذلك الحاكم الجبار الطاغية المتأله بكل قوة وشجاعة. قال تعالى ((الم تر الى الذى حاج ابراهيم فى ربه ان آتاه الله الملك اذ قال ابراهيم ربى الذى يحى ويميت قال انا احيي واميت قال ابراهيم فإن الله يأتى بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذى كفر والله لا يهدى القوم الظالمين)) البقرة 258.
لقد دعا ابراهيم صلى الله عليه وسلم هذا الطاغية المتأله الى توحيد الله والايمان بربوبيته والوهيته فطغى واستكبر عن الاجابة الى توحيد الله والتنازل عن دعوى الربوبية فحاجه ابراهيم وناظره هذه المناظرة النيرة البراهين الواضحة المعالم قال ابراهيم ((ربى الذى يحي ويميت)) اى هو المنفرد بالخلق والتدبير والاحياء والإماتة . فقال الغبي المتجبر ((انا أحيي وأميت)) اى اقتل من أردت قتله واستقبى من اردت استبقاءه . الى ان قال حفظه الله وفى هذا درس لمن القى السمع وهو شهيد انها دعوة الى التوحيد تمثل قمة الاخلاص والحكمة والعقل ، وتأتي البيوت من ابوابها وتنطلق من حيث اراد الله لا مصارعة على الملك ولا منافسة على الحكم – ولو كان هدف ابرا
مواضيع مماثلة
» الجزء الأول : براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء االثانى: براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء االثالث: براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء الرابع: براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء السادس: براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء االثانى: براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء االثالث: براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء الرابع: براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء السادس: براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى