منتديات أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأمير نايف بن ممدوح يدافع عن والده السلفى الأمير ممدوح بن عبد العزيز ويدحض ضلالات المدعو مشعل السديرى نقلا عن صحيفة لجينيات الإكترونية

اذهب الى الأسفل

الأمير نايف بن ممدوح يدافع عن والده السلفى الأمير ممدوح بن عبد العزيز ويدحض ضلالات المدعو مشعل السديرى نقلا عن صحيفة لجينيات الإكترونية  Empty الأمير نايف بن ممدوح يدافع عن والده السلفى الأمير ممدوح بن عبد العزيز ويدحض ضلالات المدعو مشعل السديرى نقلا عن صحيفة لجينيات الإكترونية

مُساهمة  أبو عائشة إسماعيل خيرى الجمعة يناير 04, 2013 10:34 am

نايف بن ممدوح : إلى والدي العزيز وإلى المدعو مشعل السديري


إلى والدي العزيز وإلى المدعو مشعل السديري

(رد علمي مؤصل بالأدلة وليس مجرد مقالة) (1)

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين، ثم أما بعد.

والدي العزيز وسيدي وقرة عيني صاحب السمو الملكي الأمير ممدوح بن عبدالعزيز حفظه الله وأعز به دينه، وأعطاه من فيض نعمه حتى يرضيه في الدنيا والآخرة آمين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

سيدي لقد ساءني كما ساء كل مسلم يطلع على ما تفوه به الأفاك الأثيم مشعل السديري في مقاله الذي تطاول به على مقام سموكم الكريم وأعلم علم اليقين أن سموكم الكريم لستم بحاجة إلى أحد من البشر للدفاع عنكم فقد تولى الله عز وجل من فوق سبع سموات الدفاع عن عباده المؤمنين فقال تعالى: { إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوانٍ كفور } (الحج (ولا يخفى على شريف علمكم يا سيدي أن الله عز وجل وهو الله رب العالمين قد تجرأ عليه أناس من خلقه فقالوا { إن الله ثالث ثلاثة } (المائدة( ، وزعموا بأن يده سبحانه مغلولة { وقالت اليهود يدُ الله مغلولة غُلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء } (المائدة: 64) ، ولا يخفى على شريف علمكم الحديث القدسي الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل: "قال الله كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان وأما شتمه إياي فقوله لي ولد فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولد" (رواه البخاري).

ولا يخفى على شريف علمكم يحفظكم الله قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل إذا أحب قوم ابتلاهم" (رواه أحمد).
ولا يخفى عليكم يحفظكم الله تسلية الله لحبيبه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال سبحانه: { واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم } (الطور(، وقوله تعالى: { فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون } (الروم: 60(، وقوله تعالى: { واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون * إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون } (النحل)، وقال اللهُ تعالى لنبيه الكريم صَلَى اللهُ عليهِ وَسَلَم: { إنا كفيناك المستهزئين } (الحجر(، وما مَثلكَ يا سيدي ومَثلُ هذا الأفاك الأثيم مشعل إلا كما قال تعالى في شأن مَن استهزأ مِن الذين أجرموا بالذين أمنوا: { إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون * وإذا مروا بهم يتغامزون } (المطففين).

والحقُ منصورٌ والباطلُ مخذولٌ ، قال تعالى : ( إنا لننصر رُسُلنا والذين آمنوا في الحياة الدُنيا ويومَ يقومُ الأشهاد * يومَ لا ينفعُ الظالمينَ معذرتهم ولهمُ اللعنة ولهم سُوء الدار ) ( غافر )

وإن كان يا سيدي قد تجرأ هذا المدعو على مقامكم الكريم فقد تجرأ على آية من أعظم آيات الله والتي جعلها الله سبحانه مخوفة لعباده فاصلة بين الدنيا والآخرة (الموت) في ردةٍ من القول تنم عن تِيه قد استحكم على عقله وحياته نسأل الله السلامة والعافية.
وائذن لي يا سيدي بالبوح ببعض ما في مكنوني مما لم أود أن أذكره في حال حياتي جعلني الله فداك وجعلك الله ممن طال عمره وحسن عمله لئلا أمدحك في وجهك وأنا أعلم أنك لا تحب المدح كما ورد النهي عنه في السنة النبوية وكرهه السلف الصالح، وكنت أود أن أسطره في كتابٍ بعنوان (سيرة الأمير ممدوح بن عبدالعزيز) لا يخرج إلا عند خروجي من الدنيا ليبقى نبراساً للعائلة الكريمة وللمسلمين ليقتدى به كما قال الله تعالى: { وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون } (السجدة) ، ولكن حضر يا سيدي ما ترى وقد نُهينا عن التولي يوم الزحف وقد رأيت نفسي مضطراً إلى ذلك في هذا الوقت لأستغني بذكر مناقبكم – يحفظكم الله - عن مهاترة من تعدى وأساء، وكما قال أهل العلم: "وبضدها تتميز الأشياءُ".

فالشمس يا شمس المكارم لا تحتاج إلى تعريف

والأمر كما قال القائل:

ما ضرَ شَمسَ الضُحى في الأفق ساطعةً إن لم يرى نورها من ليس ذا بَصَرِ

وإنني أكرر اعتذاري وأستغفر الله العظيم أني سأقترف أمراً كنتَ يحفظك الله وما زلتَ لا تحب أن تسمعه ولكن أقول لا تعتب علي يا سيدي حينما أذكر جزءاً من مناقبكم فإنما أقولها تحدثاً وتذكيراً بنعمة الله: { وأما بنعمة ربك فحدث } (الضحى) .

ولا تعتب عليَّ يا سيدي في هذا الأمر الذي اضطررتُ إليه اضطراراً فقد مدح الله نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: { وإنك لعلى خلقٍ عظيم } (القلم) ، ولي أسوة في ذلك بأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها عند مؤازرتها للنبي صلى الله عليه وسلم حين قالت: "واللهِ ما يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتُكسب المعدوم وتقري الضيف" ( رواه البخاري )

وما أجمل ما قيل:

وإذا أراد الله نشــــر فضيلــــة طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعالُ النارِ فيما جاورت ما كان يُعرف طيبُ ريح العود

فإذا لم تكتب الأقلام دفاعاً عن دين الله عز وجل ثم عن عرضكم الطاهر الشريف ألا فلتُكسر الأقلام، وما فائدة وجودنا فوق الأرض إذا لم نقم بذلك .

فلهذا أقول :

? ألستَ أنتَ يا والدي من ربيتنا على التدين وحب المساجد والذهاب إلى الجمع والجماعات وإسباغ الوضوء على المكاره والذهاب إلى المساجد في الظلمات.

? ألستَ أنتَ يا والدي من ربيتني وإخواني على التواضع وكسرت فينا شوكة الكِبر.

? ألستَ أنتَ يا والدي من نزعت عنك ثوب الشهرة ولبست الزهيد من الثياب حتى إذا دخل الرجل من السائلين والزائرين لمجالسكم العامرة بالعلم والعلماء والضعفاء والموعزين فيقول أين الأمير ممدوح بن عبدالعزيز فيكم لأنك لم تميز نفسك عن باقي جلسائك.

? ألستَ أنتَ يا والدي من تلتقط الفتات من الطعام الذي يسقط في الأرض وترفعه بيدك الكريمة مستناً بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في شكر النعمة فتمسحه وتسم الله وتأكله مبتغياً في ذلك ثواب الله عز وجل.

? ألستَ أنتَ يا والدي من وقفت بجانب ذاك الخادم الذي ظلمته أنا بكلمة نابية في سن المراهقة وأدبتني بصفعةٍ كانت منهاجاً تربوياً لأعدل خطئي باقي حياتي.

? هل تذكر يا والدي عندما كنتُ صغيراً في سن العاشرة تقريباً، حين قمتُ بحفر حفرةً في طريق لا يمر به إلا القهوجي / عمر أبو نايف اليمني ؛ لأوقعه فيها، حفرتها بنفسي ووضعت عليها شيئاً من العشب ووقع فيها بالفعل، فجاءك يشكو، فاستدعيتني، وكنتَ وما زلتَ على طبيعتك الطيبة لا تُخبرنا أنَّ فلاناً أخبرك؛ لئلا تُوغل في الصدور، ولكن تقول رأيتكم من الشُرفة، فأمرتني في الحال أن أرجع إلى الحُفرة وأدفنها بنفسي، فرجعتُ ودفنتها بنفسي، فيا لها من ذكريات جميلة، ويا لك من أبٍ مربٍ .

? ألستَ أنتَ يا والدي من علمتنا أن الأمير لا يكون إلا بمكارم الأخلاق وطيب التعامل وبدونها لا يُعد شيئاً.

? ألستَ أنتَ يا والدي من عَلَمني وإخوتي إطابة المطعم والسعي من الأكل من الرزق الحلال وتجنب أكل أموال الناس بالباطل وكنتَ وما زلتَ تقول (والله لو آكل أنا وأبنائي خبزاً يابساً خيراً لنا من أن نأكل في جوفنا درهماً حراماً).

? ألستَ أنتَ يا والدي من وقفتَ بجانب أحد المظلومين ضد أحدِ أبنائك وبحضوري وأمرت أن تُحال أوراقهم إلى الشرع ليحكم بينهم، وأبنت لهما بنفسك عقوبة وإثم اليمين الغموس، وأنها تغمس صاحبها في النار.

? ألستَ أنتَ يا والدي من جمعتنا وإخوتي وأهل بيتك حين وُليت إمارة تبوك، وأنذرتنا وحذرتنا من أن نظلم أحداً من الناس لأننا أبناء أمير المنطقة وحذرتنا ومنعتنا ألا نأخذ أرضاً ولا قرضاً ولا حتى قشة، وأنك لن تتهاون مع المخطئ فينا كائناً من كان.

? ألستَ أنتَ يا والدي من جعلتني يومَ كنتَ أميراً لتبوك أن أَدرس بمدارسٍ عامة في ثانوية الملك فهد رحمه الله بدلاً من المدارس الخاصة لأبناء الضباط وعلية القوم (مدارس الأبناء) رغبةً منك في أن أعيشَ شأني شأن أي مواطنٍ، وأمرتَ إدارة المدرسة ألا يُميزوني عن بقية الطلبة وأن أُعَامَل شأني شأن أي طالبٍ في المدرسة.

? ألستَ أنتَ يا والدي من رأيتني في فناء القصر في تبوك راكباً سيارة من السيارات الرسمية الحديثة والتي كانت أفخم من سيارتي القديمة وعندما رأيتك يحفظك الله ترجلت مُقدماً للسلام عليك فقلت ما هذه السيارة فأجبتك : سيارة الإمارة فاستنكرت عليَّ ركوبها وقلت إن عدتها سأسحب سيارتك.

? ألستَ أنتَ يا والدي من زرتَ حينما كنت أميراً لتبوك وفجأة ودون مقدمات ولا مواكب سجن تبوك وزُرتَ المساجين والتقيت بهم وسألتهم عن قضاياهم، وجلستَ معهم وأمرتَ بإطلاق كل من في السجن إلا من كانت قضاياهم مما لا يُتسامح بها كالمخدرات والدماء وحقوق الآخرين.

? ألستَ أنتَ يا والدي من دَافعَ عن المرأة العجوز (صيته) والتي كان لها بيت من طين رافعة عليه علم المملكة والتي بلغت من الكبر عتياً، وتنازعت العجوز مع مطار تبوك على تلك البقعة الصغيرة البسيطة التي لا تتجاوز بضعة أمتار وقلت لا أحد يتعرض لتلك العجوز دامني موجود.

? ألستَ أنتَ يا والدي من دعوتَ الأيتام ليتناولوا معك طعام العشاء في لفتة أبوية حانية.

? ألستَ أنتَ يا والدي من تتبعَ مُوظفي الإدارات غير الصالحين وقام بنقلهم الواحد تلو الآخر وأمرت مدراء الدوائر بعدم إغلاق أبواب مكاتبهم أمام المراجعين.

? ألستَ أنتَ يا والدي من رَشَّد الاستهلاك وقامَ بحفظ الأموال ومنع إهدارها عندما كنت أميراً لتبوك، ووضعتَ صندوقاً للشكاوى عند بيتك يُفتح بإشرافك؛ حتى كان كل من أراد أن يعتدي على حقوق الناس يخشى أن يُشتكى إليك حتى أَمن الضعيف سطوة القوي وأيقن المظلوم انتصارك له من الظالم.

? ألستَ أنتَ يا والدي من يُسميك إلى الآن أهل تبوك بعمر بن عبدالعزيز ؟! وعند أهل تبوك الخبر اليقين!.

أعلمُ يا سيدي أنك لا تُحب تعليق الصور ولكن اسمح لي أن أقول لك أن صورك إلى الآن معلقة في بعض متاجر أهل تبوك ومنازلهم إلى الآن وبعد فراقك لهم بـ (25) عاماً.

? ألستَ أنتَ يا والدي من أبكيتَ عليك برحيلك من تبوك الرجال قبل النساء.

? ألستَ أنتَ يا والدي أشبه إخوانك بأبيك الإمام الصالح الملك عبدالعزيز خِلقة وخُلقاً.

? ألستَ أنتَ يا والدي من حَولتَ بيتنا إلى مسكن للفقراء والمعوزين والملهوفين وجعلت بيتنا جامعة للعلماء ومحاضراتٍ للعلم وذكر الله عز وجل.

سيدي قد يخفى عليكم أمر أن بيتكم في الرياض يضمُ أعمى ومعاق وأبكم ومطلقة وطوائف من أصحاب الحاجات ممن تأمرنا بإسكانهم حتى تقضى حوائجهم أنسيت حُسن صنيعكم فالله سبحانه لا ينسى.

? والدي العزيز ألستَ أنتَ ممن تدعو إلى الله عز وجل عند مراجعتك للمستشفى عند إجرائك للفحوصات أو عيادتك لمريض من الأقارب أو الأصدقاء، وقد رأيتك وبيدك الكريمة تُعطي مطويات وكُتيبات بلغاتٍ مختلفة تُريد بها دعوتهم إلى الإسلام.

? ألستَ أنتَ يا والدي من كنتَ بفضل الله قد أسست (المؤسسة الخيرية للدعوة) والتي كان من مهامها دعوة غير الناطقين باللغة العربية والتي كانت هي أول انطلاقة لمكاتب دعوة الجاليات في المملكة فهنيئاً لك هذه البشرى التي ساقها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في قوله: "من سنَ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئٌ" (رواه مسلم)، وقوله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه لما بعثه إلى خيبر: "لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حُمر النعم" (متفق عليه).

? ألستَ أنتَ يا والدي من أَسَسَ مُؤسسة والدة الأمير ثامر بن عبدالعزيز يرحمهم الله الخيرية والتي لها فروع في المملكة تضم حلقات تحفيظ بها (60) ألف طالباً وطالبة لتحفيظ القرآن الكريم.

? ألستَ أنتَ يا والدي كنتَ ومازلتَ تدعو إلى إيجاد قناة إسلامية تدعو إلى الإسلام وتُعرف بالعقيدة الصحيحة بلغات مختلفة فكان بفضل الله ثم بفضل توجهكم المبارك أن قامت قناة التعريف بالنبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم العالمية والتي تعتبر من أبلغ الردود وأنفعها على الهجمة التي تعرض لها المقام الشريف لنبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم والتي هي في طريقها بإذن الله لمواصلة مسيرتها بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي .

? ألستَ أنتَ يا والدي من بعثتني إلى فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله وكلفتني أن آتيه في عنيزة في بيته بخطاب من طرف سموكم بشأن ضرورة التعاون في الحث على إيجاد قناة إسلامية تلفزيونية وكان ذاك قبل ظهور القنوات الإسلامية، وكلفتني بمتابعة الأمر مع وزير الإعلام آنذاك للرفع به لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله؛ ولعل ثمراتها أتت بإنشاء قناة القرآن وقناة السنة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفقه الله ، لا حرمكم جميعاً ربي أجرها.

? ألستَ أنتَ يا والدي من ترعى بنفسك سنوياً على مشارف شهر رمضان تخريج نحو (400) طالباً في حلقات التحفيظ والتي تُعقد في المسجد النبوي ضمن برنامج حفظ القرآن في (60) يوماً.

? ألستَ أنتَ يا والدي من كنتَ وما زلتَ تُصلح في فك الرقاب حتى كان من أواخرها إصلاحك بين قبيلتين في الطائف وغيرُها كثير.

? ألستَ أنتَ يا والدي من اقتفيتَ أثر السلف حينما كان يُعزي بعضهم بعضاً إذا فاتت أحدهم صلاة الجماعة، فقد خرجتَ يوماً من مسجدك بعد أدائك للصلاة فوجدتني داخلاً إلى المسجد إذ فاتتني صلاة الجماعة ومددت يدك مصافحاً وقلت لي عظم الله أجرك في فوات صلاة الجماعة عليك.

? ألستَ أنتَ يا والدي من إذا جاءكَ عالمٌ من العلماء احتفيتَ به ورأيتكَ تُقبلُ رأسه وتشيعه في خروجه من منزلك إلى الشارع وأنت حافي القدمين حتى تُركبه سيارته وتغلق الباب بيدك.

? ألستَ أنتَ يا والدي من زُرتني وأهلي ذات ليلة بعد التراويح في رمضان بمكة كعادتك في صلتك لأبنائك وأحفادك وعند دخولك للعمارة أمرت سائقك ومرافقيك أن يسبقوك إلى محل إقامتك وعند نزولك بعد زيارتي كنتُ أنظر وأبحث عن سيارتك فلم أجدها وتفاجأت بأنك توقف تاكسي من تكاسي مكة القديمة ذات اللون الأصفر، فقلت لي ولأثنين من أبنائي اركبوا فقلت لك يحفظك الله وبلا شعور أين نركب؟ فقلتَ اركبوا معي التاكسي فركبنا معك وذهبنا سوياً لتناول طعام العشاء في شقتك المتواضعة والتي كانت كعادتك الكريمة مكتظة بطلبة العلم ومختلف الأجناس والألوان من الفقراء والمساكين وأصحاب الحاجات وقمتَ يحفظك الله بملاطفة السائق ودعوته إلى طعام العشاء حتى أنه ما عرف أن الذي يجلس بجانبه في سيارة الأجرة أنه الأمير ممدوح بن عبدالعزيز إلا بعدما دخل المجلس فسمع من يقول من الناس الأمير .. الأمير .. فقال متعجباً : أين الأمير .. فقالوا له هذا الذي يجلس أمامك .

? ألستَ أنتَ يا والدي من تُجلِسُ في حِجرك الطفل الصغير من الأفارقة من أبناء خدمك وأنتَ تتناول الطعام وتضمَه إلى صدرِك وتأكل نصف اللقمة وتطعمها الطفل بل وتأكل اللقمة التي أكلها الطفل قبلك في مشهدٍ يفيض بالرحمة والحنان والتواضع.

? ألستَ أنتَ يا والدي من يتدخل تكراراً ومراراً في الإصلاح بين الزوجين من أباعد الناس والأقارب حتى أنك تُصلح بين العامل من عمال منزلك وبين زوجته، وآخرها قبل أيام بين (فلان ... البالغ من العمر أكثر من (70) عاماً وزوجته العجوز فلانة ... البالغة فوق (60) عاماً) ومازحتهم ولاطفتهم حتى عادا كالزوجين حديثي العرس.

? ألستَ أنتَ يا والدي من لقي فقيراً محتاجاً أمام بيت إحدى العمات عندما كنت كعادتك في زيارتك وصلتك لرحمك وأقاربك واستوقفك عند خروجك من بيت العمة فوقفت له وقلت له اركب معنا فأركبته معك السيارة حتى أدخلته بيتك ونظرت في حاجته.

? ألستَ أنتَ يا والدي من قام من كرسيه الجديد المتحرك وأنت في الحرم المكي الشريف وبادلت به أحد الأخوة المعاقين من طلبة العلم من المغرب العربي، وركبت كرسيه القديم حينما سألك وهو لا يعرفك من أين اشتريت هذا الكرسي؟ ففي الحال ترجلت من كرسيك المتحرك وأركبته مكانك وأخذت كرسيه القديم وأكملت مسيرك.

? ألستَ أنتَ يا والدي من عرفتني بالشيخ عبدالعزيز بن باز يرحمه الله، وكأني أراك الآن عندما ذهبتُ بصحبتك إليه في الحج ومشيتَ بقدميك المسافات البعيدة وحضرنا للشيخ درساً في مخيمه (فتاوى في الحج) وكنتَ من أوائل المشجعين لي بأن أتشرف بطلب العلم على يد الشيخ رحمه الله وكنتَ دائماً تحثني على طلب العلم والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

? ألستَ أنتَ يا والدي من علمني احترام العلماء وتقبيل جباههم.

? ألستَ أنتَ يا والدي من كانت مجالسك ومازالت تكتظ بالعلماء وطلبة العلم فلطالما أمها بن باز يرحمه الله تارة وبن عثيمين يرحمه الله تارة أخرى وغيرهما من العلماء الأجلاء وإذا حضر أحدٌ من العلماء إلى جدة فلابد أن يزورك حباً لك في الله وفي التعاون على البر والتقوى.

? ألستَ أنتَ يا والدي بفضل الله ثم فضلك تعلمتُ في مجالسك العناية بالأعمال اليسيرة التي جاء ذكرها في السُنة النبوية الشريفة والتي يترتب عليها الثواب العظيم، فكان من خلالها وبفضل الله ثم فضلك أن أَلفتُ في ذلك كتاب (فرص كسب الثواب ومائة وخمسة وسبعون سبباً في دخول الجنة) والذي راجعه معي الابن عبدالله بن نايف بن ممدوح والذي ولله الحمد بلغ أقطار العالم.

? ألستَ أنتَ يا والدي من علمتَ أولادكَ وأحفادكَ المُحافظة على أذكار الصباح والمساء والعناية بها، حتى كان بفضل الله ثم بفضلك أن حققتُ مخطوطةً قد ألفها الشيخ محمد بن صالح العثيمين يرحمه الله وأسميتها (الذكر الثمين بقلم الشيخ ابن عثيمين) وقد راجعها معي الابن عبدالرحمن بن نايف بن ممدوح ونفع الله بها نفعاً عظيماً.

? ألستَ أنتَ يا والدي من علمتنا السُنة وكنت ومازلت تحث الناس عليها وتحذر من البدعة ومما أحدثه الناس في الصلاة، حتى كان بفضل الله ثم فضلك أن ألفتُ كتاباً في ذلك بعنوان (أدعية في الصلاة) والذي راجعه معي الابن نواف بن نايف بن ممدوح وقد كان هذا الكتاب من فضل الله جامعاً لجميع صيغ الذكر والأدعية داخل الصلاة فلله الحمد أن لي أباً مثلك. فهؤلاء هم أحفاد الأمير ممدوح السائرون بإذن الله على نهج جدهم ممدوح بن عبدالعزيز وجدهم عبدالعزيز بن عبدالرحمن ، فقل لي ماذا أسست يا مشعل ؟!

أقِلُوا عَليهمُ لا أبا لأبيكمُ مِن اللَومِ *** أو سُدُوا المَكَانَ الذي سَدُوا

? ألستَ أنتَ يا والدي من بفضلك بعد فضل اللهِ عز وجل ومن خلال مجالسك المباركة العامرة بالتوحيد والعناية بالعقيدة السلفية الصحيحة كان من ثمراتك يحفظك الله أنْ حضرتُ الماجستير في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية بعنوان : (المخالفات القولية في التوحيد الوارد في السُنة إنكارها).

? ألستَ أنتَ يا والدي - أعلى الله منازلك في الدنيا والآخرة – من تعلمتُ في مجالسك منذ نعومة أظفاري أن الديمقراطية كفر لأنها حُكم الشعب بالشعب للشعب أي لا حُكم لله تعالى فيها، وعلى إثرِ ذلك بنيتُ موضوع رسالتي للدكتوراه (كمال الشرعية الإسلامية وحاجة البشرية إليها).

? ألستَ أنتَ يا والدي عندما قامت إحدى الصحف المحلية بنشر خبر زلزالٍ أصابَ دولةً من الدُول ونشروا في خبرهم أن الزلزال كان بسبب غضب الطبيعة، أمرتني بالاتصال برئيس تحرير الصحيفة وأن أقول له نحن مسلمون ولا ننسب الأحداث إلى الطبيعة والواجب أن ننسبها إلى الله عز وجل فعرف خطأه ووعد بعدم تكراره.

? ألستَ أنتَ يا والدي من كنتَ ومازلتَ تُعينُ بعد اللهِ تعالى الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وكنتَ وما زلتَ ترفع في ذلك لولاة الأمر - يحفظهم الله -فكم من منكر أُزيل بسبب مكاتباتك المباركة .

? ألستَ أنتَ يا والدي من كتبتَ عن قبرٍ كانَ يُشركُ به في حيٍ من أحياء المدينة المنورة، وعندما رُفع إليك أمره كاتبت أمير المدينة آن ذاك وأمر بهدمِ البناء الذي كان مبنياً على ذلك القبر الذي يُعبد من دون الله فأغلقت بذلك باباً من أبواب الشرك ونصرتَ التوحيد.

? ألستَ أنتَ يا والدي من كتبتَ واقترحتَ أن يُجعل قطاراً للمشاعر المقدسة لخدمة الحجاج والمعتمرين وزائري المسجد النبوي يحملهم من حدود المملكة ومنافذها إلى مكة والمدينة وإلى كافة المشاعر المقدسة منذ ما يزيد عن (25) عاماً - علمَ من عَلِم وجَهل من جهل - .

? ألستَ أنتَ يا والدي من إذا أرادَ أبناؤك أن يُقربوا لك نعلك عند خروجك من المسجد من زهدك يحتارون في تمييز نعلك عن نعال الآخرين.

? ألستَ أنتَ يا والدي من يُرافق كتاب الله عز وجل في جميع أحوالك في السيارة والطائرة وفي مجلسك حتى وأنت مضطجع على فراشك إما أن تقرأه أو أن يقرأه عليك أبناؤك وأحفادك، وحتى في مجالسك وحتى ضيوفك يدور عليهم المصحف وتقول من يريد أن يقرأ ولو صفحة حتى أني لم أرَ ولم أسمع أن مصحفاً يدور في مجلس أحدٍ إلا في مجلسك ؛ فلله درك.

? ألستَ أنتَ يا والدي من يتناوب بين مكة والمدينة في كل شهر، حتى أن أهل مكة والمدينة العُباد والفقراء وطلبة العلم والعلماء قد أنِسُوا مُحَياك فلله درهُ من مُحيا.

? ألستَ أنتَ يا والدي أولُ وأظهرُ من تصدى لفتنة ناشري الرذيلة (الليراليين) عبر مقالاتك المباركة في الصحف وغيرها حينما كتبت مقالات بعنوان : (ماذا تريدون؟)، (انتبه يا وطني)، (جَرِدُوها من ثيابها واستريحوا)، (قُلها أكثر صراحةً)، (أمي وخالتي وعمتي وأختي وابنتي)، (ابني الشاب)، (لا خير فيك إن لم تسمعها ولا خير فينا إن لم نقلها)، (ألا تلاحظون ماذا جرى لنا؟)، (أخبروا الأمة)، (إلى من يريد القضاء على الفقر في أقصر مدة ممكنة). وكثيراً من المقالات الهادفة والتربوية والتي تنُم عن غيرة على البلاد والعباد ، وحقيقٌ أن تُخلد في كتابٍ لتبقى مَنارةَ هدىً تُبدد ظُلمات القوم، سيدي الوالد - يحفظكم الله - يكفيكَ شرفاً مدحُ اللهِ لمن اتصف بهذه الصفات من عباده، وشهادته سبحانه لهم بالإيمان، في قوله: { والمُؤمِنُونَ والمُؤمِنَاتُ بعضُهُم أولياءُ بعضٍ يأمُرُونَ بالمَعرُوفِ ويَنهونَ عن المُنكرِ ويُقِيمُونَ الصَلاةَ ويُؤتُونَ الزكاةَ ويُطيعُونَ اللهَ ورَسُولَهُ أولئكَ سيرحمُهم اللهُ إنَ اللهَ عزيزٌ حكيمٌ } (التوبة (، وأما مشعل وأضرابه فيكفيهم خِزياً أن الله بين صفات أسلافهم من المنافقين، كما قال تعالى: { المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون } (التوبة (، - أتدري أين الأمير ممدوح أيها الصعلوك مشعل حين كتابة ردي عليك؟ - إنه في المسجد النبوي بين رياض الجنة (دروس العلماء) يتلوا كتاب الله بكل سكينة واطمئنان، أما أنت أيها الجبان المخذول – فكأني بك عندما تكتب في التطاول على مقام والدي الكريم فلا أخالك إلا أنك تتسكع في شوارع باريس هرباً وتلتفت وراءك من الذُعر - وما أصدق ما قيل في شأنك وأمثالك :

على رسلك فإنك من نميرٍ فلا كعباً بلغتَ ولا كلابا

? ألستَ أنتَ يا والدي الذي يعتني بالعلماء أشد العناية، حتى أنك أكثر من زار هيئة كبار العلماء في مكاتبهم مُسَلِمَاً ومُستَفتِياً وتتفقد أحوالهم كأنهم من أفراد عائلتك وكان من آخرها أنك يحفظك الله وقبل أيام قليلة، اتصلتُ للسلام على سموكم الكريم فسألتني عن صحتي وصحة أبنائي وصحة فضيلة الشيخ صالح الفوزان وقلتَ أنك حادثتَ الشيخ ولم تطمئن لصوته وخشيتَ أن يكون الشيخ موعوكاً بوعكة صحية وأمرتني بزيارته وإبلاغه سلامك والاطمئنان على صحته، وقد زرتُه وسلمتُ عليه وأخبرتُه بسؤالكم عنه وسُر الشيخ بذلك ودعا لكم بالخير.

? ألستَ أنتَ يا والدي من يعرف عنوان منزلك فقراءُ كلُ مدينةٍ تنزلُ بها ؛ يعرفك فقراء مكة والمدينة فرحمك الله من أميرٍ أصبحتَ أباً للفقير واليتيم والأرملة والعاجز وابن السبيل.

? ألستَ أنتَ يا والدي كُنتَ ومازلتَ واصلاً للرحم، فلا أنسى يومين في برنامج سموكم من كل أسبوع خصصتهما لزيارة أقاربك رغم ما تُعانيه من الآلام من آثار العملية الجراحية في الظهر، فكم شهدت طُرقات جدة والرياض ومكة من زياراتكَ غير مبالي بوصايا الأطباء بأن ترفق على نفسك.

? ألستَ أنتَ يا والدي الذي كنت أيام طفولتي وكأني أنظر إليك عندما كُنتَ تُحضر الدرجة العالمية الماجستير من جامعة والدك الملك عبدالعزيز، تخرج من بيتك وأنت الأمير ممدوح ابن مؤسس هذه البلاد صباح كل يوم بمفردك ذاهباً إلى الجامعة تقود بنفسك تلك السيارة المتواضعة والتي أذكرها الـ(داتسون 200 إل بلونها الرصاصي) بدون مرافقين ولا حرس، تُوقف سيارتك بنفسك في مواقف السيارات شأنك شأن سائر الطلبة وبتواضع جم تدخل القاعة لا تميز نفسك عن باقي زملائك، حتى أنه بلغني أن بعض زملاءك في الجامعة ما عَرَفُوا أن الطالب ممدوح بن عبدالعزيز هو صاحب السمو الملكي الأمير ممدوح بن عبدالعزيز إلا بعد فترة طويلة من الزمن وبالصدفة فلله درك ما أجمل مواقفك وذكرياتك العطرة.

وأعتذرُ يا سيدي عن المدح ولكنها كلمة حق تقال وإن لم تذكر في هذه الأحداث فمتى تذكر.

? ألستَ أنتَ يا سيدي الذي آزرت القضية الفلسطينية في بحثٍ أكاديمي متخصص لنيل الدرجة العالمية (الماجستير) والذي كان بعنوان: (القضية الفلسطينية وحق تقرير المصير) والذي أرجو أن يرى النور قريباً ليفتح الله به أذانا صماً وقلوباً غلفاً وأعيناً عمياً ليستنير به العالم.

? ألستَ أنتَ يا والدي الذي علمتني وأبناءك الشفاعة في الخير والشجاعة في أن نطلب لغيرنا لا لأنفسنا؛ لتُقضَى حاجات المسلمين؛ فكان من جراءِ ذلك أن ألفتُ في ذلك كتاباً بعنوان (اشفعوا تؤجروا) فلله درك من فارسٍ شَفاعِ في الحق، كُنتَ ومازلتَ شفاعاً لضعفة المسلمين والمحتاجين فلقد بلغت شفاعتك آلاف الشفاعات، أسأل الله ألا يحرمكَ شفاعة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

? ألستَ أنتَ يا والدي من تضعُ نُصب عينيك مصلحة الوطن والمواطن وتقوى الله عز وجل في التورع من الشفاعة لأبنائك في أمورٍ قد يكون غيرهم أحق منهم بها، ألم تذكر يا سيدي عندما طلبتُ منكَ الشفاعة لي بأن تُرشحني أن أكون عضواً في مجلس الشورى فكان تعليقك على خطابي بيدك الكريمة - جعلها الله وصاحبها في الجنة - (أني لا أستطيع أن أزكيك فإني أخشى أن يكون هناك من هو أحق منك بها) أو نحو ذلك.

? ألستَ أنتَ يا والدي من كنتَ ومازلت تقفُ مع الشرع والعدالة والنظام ضد أقرب قريب ولو كان أحدُ أبناءك حتى أنك ذات مرة أدبت ابناً من أبنائك بالسَجن عندما أخطأ على أحد الرعية.

? ألستَ أنتَ يا والدي من علمتني وإخوتي ورواد مجلسك العامر أن الدنيا جيفة وطلابها كلاب.

? ألستَ أنتَ يا والدي من علمتني وإخوتي أن في الآخرة لا ينفعنا اسم ولا منصب ولا مال ولا جاه إلا من أقبل على الله بإيمانٍ وعمل صالح.

? ألستَ أنتَ يا سيدي منذ أن تصبح إلى أن تمسي ومجالسك يعمرها الفقراء والذاكرون الله تعالى وطلبة العلم متمثلاً في ذلك قول الله تعالى لنبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: { واصبِر نَفسكَ مع الذينَ يدعونَ ربَهم بالغداةِ والعشيِ يريديونَ وجههُ ولا تعدُ عيناكَ عنهم تُريدُ زينةَ الحَياةِ الدُنيا ولا تُطِع مَن أغفلنا قلبهُ عن ذِكرنا واتبع هواهُ وكانَ أمرهُ فرطاً } (الكهف).

? ألستَ أنتَ يا والدي من جاءك أصحاب أرض سُلبت حقوقهم فأخذتها لهم ورددتها إليهم بدون أن تأخذ منها شيئاً.

? ألستَ أنتَ يا والدي من هجرتَ بعضَ أصدقاء الطفولة وزملاء الدراسة لإصرارهم على المعاصي والبدع.

? ألستَ أنتَ يا والدي من طردت في ريعان الشباب رئيس إحدى البلديات عندما عرضَ عليكَ أن يأخذ رشوة مقابل شيء من الأراضي وكان بها مكسب لك فآثرت الآخرة على الدنيا.

? ألستَ أنتَ يا والدي عندما كنتَ أميراً لتبوك وجاءك أحد مُقدمي البرامج التلفزيونية ليُجري معك لقاءًا وكان قد تقدم بطلبٍ للحصول على منحة أرض في منطقة تبوك والنظام لا يسمح له بذلك، فكان من تصرفك الحكيم النزيه أن رفضت اللقاء التلفزيوني ورفضت طلبه، فلله درك من معلم يحتاج إلى حكمتك ونزاهتك كثيرٌ من مسئولي الدوائر.

? ألستَ أنتَ يا والدي من زَهَدَني في المناصب وكشفت لنا وجهها الآخر والذي يغفل عنه كثير ممن يركض وراءها وأننا سنسأل يوم القيامة عن كل شيء وأنه لا منجي للعبد بعد رحمة الله إلا من صدق مع الله أولاً ثم مع عباد الله وأخذها بحقها وأدى الأمانة التي ائتمنه الله عليها بإخلاص وصدق.

أشهدُ بالله أن كل ما سبق ذكره حقٌ لم أُبالغ فيه بل تعمدتُ ترك أشياء كثيرة ورغم ذلك لم أوفيك يا سيدي حقك إنما ذكرتُ ذلك لله ثم للتاريخ وللتأكيد على بقاء سيرتك العطرة نبراساً يُقتدى بها ويُهتدى بها في ظُلمات البر والبحر.

فهذا أبي يا مشعل ، فمن أنت ؟!

أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا شُعَيلُ المَجَامِعُ

فهذا ما قاله وفعله أبي، وأما أنت يا مشعل :

أتهجوهُ ولستَ لهُ بكفءٍ فشركما لخيركما الفداءُ

? ألستَ يا مشعل أنتَ الذي تقول في مقال لك (بأن الموت خنثى) ا.هـ وذلك في صحفية عكاظ عدد (10740) يوم الاثنين 17/8/1416هـ. ما هذا الجهل؟ ما هذه السخرية من آيات الله عز وجل؟ ألم تعلم بأن الموت خلقه الله ليبلونا أيُنا أحسن عملا، وخلق الحياة التي تعبدها أنت وأمثالك { تباركَ الذي بيدهِ المُلكُ وهو على كل شيء قدير * الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيزُ الغفورُ } (الملك).

الموت الذي جعله الله آية لعباده يخوفهم بها وينذرهم يوم التلاق، الموت يا مشعل الذي أفزع قلوب الصالحين من المؤمنين وسماه النبي صلى الله عليه وسلم بـ"هاذم اللذات". فيأتي إنسانٌ ساخرٌ مثلك وبكل جرأة وسوء أدبٍ مع الله يستهزئ بآيات الله! ألم تعلم أصلحك الله بأنَّ هذه ردة، وناقض من نواقض الإسلام، المعلومة من الدين بالضرورة.

فإن كان هنالكَ دعوى قضائية يجب أن تُرفع فهي مطالبة بأن يُقام عليك حد الردة وهذا لا تنازل عنه أبداً فهذا حقٌ لله عز وجل. هل تعلم يا مشعل ماذا قال الله تعالى في أمثالك: { ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين } (التوبة)، فإذا جاءك الموت يا مشعل فستعلم هل هو كما وصفته (وخلي وقتها فجور الليبرالية ينفعك).

? ألستَ أنتَ الذي تقول في مقالك بعنوان (أحبك) بصحيفة عكاظ العدد (12255) الخميس 10 ذو الحجة 1420هـ أنه: [لو لم يبق في الحياة إلا خمسة دقائق لهرع الناس إلى الهواتف يتصلوا بمن يحبونهم ليقولوا لهم كلمة (أحبك)] أ.هـ. فأينَ أنتَ من قول (لا إله إلا الله) عند خروج الروح والدعوة إليها والتأكيد عليها أيها الغافل؟ أهذا فكر تصدّره للقراء أيها الكاتب الهَرم يا من بلغت من الكبر عتياً ويا من تركض في بحر السبعين أما آن لك الأوان أن تتوب أما بلغك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد أعذر إلى امرئ أمهله الله حتى بلغ الستين" (رواه أحمد).

وفي نفس مقالك المذكور أفصحت عن جهلك بأنك لا تعلم لماذا أنزل الله الشرائع حين قلت: [ولهذا كان لا بد من تنزل الشرائع والوصول بعد عناء طويل جداً لحقوق الإنسان] أ.هـ ألم تقرأ أيها الجاهل قول الله تعالى: { وما خلقتُ الجن والإنس إلا ليعبدون * ما أريدُ منهم من رزق وما أريد أن يطعمون * إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } (الذاريات). ولهذا أنزل الله الكتب وأرسل الرسل وقام سوق الجنة والنار ولكن صدق الله عز وجل إذا يقول { إنك لا تُسمعُ الموتى ولا تسمعُ الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين * وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون ) (النمل).

? ألستَ أنتَ الذي تقول في مقالٍ لك بعنوان (بالأحضان) بجريدة عكاظ العدد (12247) الأربعاء 2 ذو الحجة 1420هـ مستهزئاً بالدعاء وغير محترمٍ لمقام الرب عز وجل حين قلت [جعلنا الله عباداً نستمتع "بحواسنا الخمس" عن بكرة أبيها وإلى أقصى درجة ممكنة لكي نعطي ونأخذ، دون منةٍ ولا طمع ونعزف أناء الليل وأطراف النهار وعلى وتر المحبة الذي "يرن" ولا ينقطع إن شاء الله: "آمين، آمين، آمين"] أ.هـ.

فإن كنتُ مُناقشاً لك فلن أُناقشك في رمزيتك التي ترمز إليها وإن كانت لا تخفانا مذاهبكم!! ولكن سأترفع عن ذلك لما هو أعظم وأهم، وهو المقصود في هذه الفقرة (الاستهزاء بالدعاء) فانظر إلى مفردات دعاءك لله عز وجل هل يليق هذا في مقام وجناب الرب سبحانه وتعالى فما أحلم الله على عباده ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا استمتع يا مشعل كما تشاء وصدق الله العظيم إذ يقول: { كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوةً وأكثر أموالاً وأولاداً فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون } (التوبة). ألـم تسمع قول ربك: { ويومَ يعرضُ الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون } (الأحقاف). وإن كنتُ لا أُكفرك تكفيراً صريحاً (ويا قربك منها)!! إلا أنني أرى أقوالك تتطابق وأقوال المرتدين.

* وهنا إيضاح للقراء الكرام أن هنالك فرقاً بين الاعتداء في الدعاء الذي يفعله المسلم جهلاً منه مُريداً بذلك الخير فهو وإن كان مخطئاً فهو مازال مسلماً، وفرق كبير بين فعل مشعل السديري الذي يطفح في مقالاته وكما سيأتي معنا بالاستهزاء والسخرية بالدعاء وبالتجرؤ على مقام الإلوهية وإلا كيف يكون العبدُ عبداً إلا بمعرفته قدر نفسه أنه عبد، وبمعرفته مقام الربوبية والإلوهية لله عز وجل بكمال التعبد والتذلل لله سبحانه وتعالى، وصدق الله سبحانه: { ما لكم لا ترجون لله وقاراً } (نوح).

? ألستَ أنتَ يا مشعل الذي تقول في مقالٍ لك بعنوان (الاغتسال بوسخ الدنيا) بصحيفة عكاظ العدد (12271) السبت 26 ذو الحجة 1420هـ متهكماً بالعلماء والدعاة إلى الله تعالى إذ تقول [قالوا عنه: "إنه وسخ الدنيا" ومع ذلك استمتعوا به، وغسلوا وجهوهم فيه وتمضمضوا، وعبوا منه في بطونهم إلى أن خرج من مؤخرتهم، وكانت آخر دعواهم أن مجدوا "الزهد" الذي بينه وبينهم مقدار ألف ألف فرسخ وترى الناس وقد حمدوا الله في صلواتهم وعندما ناموا واستيقظوا تفاجئوا بالخير واستطردوا دعواتهم على الطمع وحب المال والدنيا ثم انطلقوا في طرقاتهم يتسابقون للظفر بالمكاسب أينما كانت وكيفما كانت وينسى كل واحد منهم وهو في خضم استبساله وصراعه اليومي مع الآخرين ينسى ويلحس كل التعاليم والقيم التي قرأها ورددها كالببغاء سواء في مجالسه أو أمامَ أبنائه، "وفي دعواته التي يستحلبها في واجباته الدينية"] أ.هـ بالله عليك أيها الساخر هل هذه ألفاظ تصدرها لمجتمع مسلم محافظ فأي فكر هذا؟!. وترمي بها أولياء الله من العلماء والدعاة والصالحين ولا أدري ما هو التوجه الذي تخدمه صحافتنا؟!!

? ألستَ أنتَ الذي تقول في مقال لك بعنوان (وحيداً وبعيداً) بصحيفة عكاظ العدد (10735) غرة رمضان 1416هـ شاهداً على نفسك بأنك لا تُصلي وتجاهر بتعمدك النوم عن الصلاة فرحاً بخيبتك وذلك حين قلت: [أريد أن أستقبل رمضان وحيداً وبعيداً؛ لأنام على الأذان وأصحوا على المدافع] أ.هـ.

فهل غاب عنك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر» (رواه مسلم). هل غاب عنك أيها المثقف الفرنسي قول الله عز وجل: { فويلٌ للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون } (الماعون). هل تدري ما معنى ساهون؟ هم الذين يُصلون ولكنهم يؤخرون الصلاة حتى يخرج وقتها كفعلك تماماً فلا يُصلون الفجر إلا بعد خروج وقتها ولا يصلون الظهر إلا بعد خروج وقتها وهكذا .... إلخ.

فأي فكر تُصَدِرُهُ للناس أيها الأرجوز ؟!

وقد سألني بعض جُلسائي ماذا يريد مشعل السديري وأمثاله من الليبراليين كتركي الحمد ومن مشى في ظُلماتهم، ماذا يريدون من هذه الأطروحات التي يبثونها في المجتمع صباح مساء؟ والجواب: أنهم عندما خَربت عقائدهم وفسدت دنياهم أرادوا أن يلوثوا المجتمعات المسلمة بقاذوراتهم وقد قيل في الحكمة قديماً: "ودت الزانية لو كن بنات الحي كلهن زواني".

وأقول لهؤلاء وأضرابهم محذراً لعلها توقظهم { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذي آمنوا لهم عذابٌ أليمٌ في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون } (النور).

? ألستَ أنتَ الذي تدعو إلى الزنا أيها الأشيمط الساخر فقد جاء في مقالك بعنوان: (بداية الفيلم ونهايته) صحيفة عكاظ العدد (11521) الأحد 10 ذو القعدة 1418هـ. وذكرتَ وبئسما ما ذكرتَ: حضورك الفيلم في إحدى صالات عرض السينما واستطردت أيها الكاتب المراهق أحداث قصة الفيلم الذي وكما تذكر أنه يحكي غرق سفينة كان بها عشيقان وقعا في الفاحشة، وتمنيت لو أنك كنت مكان ذلك الزاني إذا قلت: [وبما أنني أتعاطى الرسم مثل ما يتعاطى ذلك الفتى، فقد كنت أتمنى لو أنني كنت في مكانه لكي أرسم تلك الفتاة الرائعة بطلة الفيلم، وأن أكون في عمره على شرط أن لا تكون نهايتي كنهايته، وإنما توصلني السفينة إلى ميناء نيويورك سالماً غانماً دون أن يبتل حذائي، وفوق ذلك أحمل في يدي باقة من الورد الأحمر دلالة على الانتصار والإقبال على الحياة الغامرة] أ.هـ. وبما أن حياة الفتى انتهت بالغرق وتمنيت أن تكون مكانه ولكن بشرط ألا تغرق وأن تصل إلى بر الأمان حاملاً باقةً من الورد الأحمر دلالة على الانتصار – الانتصار على من يا مشعل؟! على الموت والأجل؟ وهنا عودة إلى مشكلتك وعقدتك مع القدر، هل ستنتصر على قضاء الله وقدره لو كنت مكانه، وأي حياة غامرة تريد الإقبال عليها يا داعية الرذيلة { قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تُردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون } (الجمعة) . وصدق الله عز وجل واصفاً حال من كان في مثل حالك: { ومن يعشُ عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين * وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون } (الزخرف).

وإني لأنصح في هذا المقام بعض القراء المتابعين لبني (ليـبرال) أن يبتعدوا عن طريق الأخسرين أعمالاً الذين قد حذرنا الله تعالى منهم في كتابه في قوله سبحانه: { قل هل أنبؤكم بالأخسرين أعمالاً * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً } (الكهف) .

? ألستَ أنتَ الذي تقول في مقال لك في صحيفة عكاظ العدد (11259) السبت 9 صفر 1418هـ مستهزئاً بالدعاءِ متجرئاً بطريقة لا يقولها عبدٌ قد عرفَ حقيقة العبودية وذلك حينما تفوهت فقلت: [فيا الله يا رب العلم والكلمات والأرقام والمعادلات والنظريات والإبداعات البشرية التي طبعتها كل المطابع في شرق العالم وغربه.. يا الله يا رب كل التلاميذ والأساتذة والمديرين والوزراء.. ارحمنا برحمتك وأغفر لبعضنا تلك الاهانات التي يقترفونها بحق الكتب وما فيها.. واجعل اللهم الذين يقترفون هذه الأعمال كالقطط يدورون ويموءون حول صناديق الزبالة] أ.هـ.

بالله عليك يا زبالة التاريخ والثقافة هل سينفعك هذا الاستهزاء بالدعاء يوم القيامة، صدق الله إذا يقول: { ما لكم لا ترجون لله وقاراً } ونصيحة لك قبل أن تتجرأ على عباد الله الصالحين انظر إلى نفسك ملياً، ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه.

? ألستَ أنتَ الذي قلت في مقال لك بعنوان (الكذب والنظام) بصحيفة عكاظ العدد (10369) الأربعاء 26 رجب 1415هـ ولقد تعجبت من جرأتك أن تدعو إلى الإلحاد والإشراك بالله عز وجل في صحيفة تدين دولتها بدين الإسلام ويحمل علمها (شهادة التوحيد) ويعتز حكامها بتحكيم الشريعة، وأنت تدعو الناس إلى عبودية غير الله وهاك مقالك: [ليس هنالك أعظم ولا أروع من مسالك النظام فهي القيود التي لو لم يخضع الإنسان لعبوديتها أصبح لا يقترب من درجة الحيوانية فقط، ولكن يتجاوزها..] أ.هـ وهذا إلحاد صريح في دعوتك للإشراك بالله وعبودية النظام، فهاك يا عبدالأنظمة يا عابد الدنيا واللذات الفانية قول الحق تبارك وتعالى: { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون * ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يُطعمون } (الذاريات). أين أنت يا صعلوك الليـبرالية؟ من قوله تعالى: { إياك نعبد وإياك نستعين } (الفاتحة)، وأين أنت من قوله تعالى: { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } (الأنعام)، وانظر إلى تلاعبك بالقرآن ومضادتك له في اللفظ والمعنى فالله تعالى يقول في المشركين واصفاً إياهم بقوله تعالى: { أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ً} (الفرقان)، جئتَ أنتَ تُضاد كلام الله تعالى وجعلت المسلمين الذين يخالفون الأنظمة أنهم لا يقربون من درجة الحيوانية فقط بل يجاوزونها. والله يأمر عباده أن يفردوه بالعبادة وأنت تدعوهم إلى الإشراك بالله وعبادة الأنظمة، أرأيت كم أنت جاهل، وما أصدق ما ينطبق عليك وأمثالك من عُباد الثقافة والصحافة قوله تعالى: { قل لا يعلمُ من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يُبعثون * بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شكٍ منها بل هم منها عمون } (النمل). ولا نقول بجواز مخالفة الأنظمة في طاعة الله، ومن خالفها كان عاصياً ولكنك تأمر بعبادة النظام ونحن لا نعبد إلا الله { قل الله أعبدُ مخلصاً له ديني * فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين } (الزمر) .

? ألستَ أنتَ الذي تقول في مقال لك بعنوان (كيف نستطيع أن نفطم الرجال) بصحيفة عكاظ (12267) الثلاثاء 22 ذو الحجة 1420هـ عندما تتهكم بالعلماء وحراس العقيدة بقولك: [والمعتقدين – أي – العقائديين الذين لا يملون ولا يشبعون من شيئين اثنين كثرة الأكل والتجشؤ وكثرة الكلام وتوزيع الاتهامات على الآخرين] أ.هـ سبحان الله ما أشبه الليلة بالبارحة وذلك باتهامك العلماء واستهزاءك بهم فقد شابهت به أسلافك من أهل النفاق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين قالوا: "ما رأينا مثل قراءنا هؤلاء أرغب بطونا وأكذب ألسنا وأجبن عند اللقاء" يقصدون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم فأنزل الله تعالى فيهم وفيمن شابههم من أمثالك قرآناً يُتلى إلى يوم القيامة وهي علامة ظاهرة لأهل النفاق في كل زمان ومكان { ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين } (التوبة).

فما أشبه الليلة بالبارحة "ولكل قومٍ وارث" فانظر ماذا ورثت أنت وماذا ورث العبد الصالح/ ممدوح بن عبدالعزيز نصر الله به دينه وأعز به كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وعباده الصالحين، ويكفيه ويكفيك حبُ الصالحين له وبغضهم لك.

? ألستَ أنتَ الذي تقول يا مشعل وفي المقال ذاته مستهزئاً بالعلماء والصالحين أنهم [أهل بكش وسفسطة لا يقدرها سوى من أصيبوا بالداء المزمن "إسهال الكلام"]أ.هـ ووسمتهم بأنهم [مصابون بإسهال الكلام والخطب عندما تتاح لهم الفرصة على المحطات والقنوات التلفزيونية الفضائية] أ.هـ.

هل علمتَ الآن لماذا سماك سيدي الأمير ممدوح بن عبدالعزيز أنك حقير؟! وهل بلغت بك الحقارة والدناءة أن تصف خُطب الجمعة والمحاضرات الدينية بأنها إسهال الكلام والخطب؟! ألم تجد في مفردات اللغة العربية يا أيها (الـ.......) ما هو أرقى من ذلك؟ هل بلغ بك الإلحاد إلى هذا الحد؟ حقاً إنك وصمة عار أنت وأمثالك الليـبـراليـون في تاريخ الصحافة السعودية أيعقل أن يكون هذا التلاعب بدين الله والسفه في صحافتنا، فلله نشكو غربة الزمان ولا حول ولا قوة إلا بالله.

مخازيك كثيرة ولا تحتاج لأحد أن يفضحك فأنت قاموس فضائح !

وفي خاتمة كلامي نصيحة : عُد إلى الله يا مشعل، أنت ومن نحى نحوك، والزم ما يلزم ودع ما لا يلزم، واعلم أن الله يقبلُ التوبةَ عن عباده، وتذكر قول الله عز وجل { وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى }(طه)، وقوله تعالى في الحديث القدسي » ... يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلُومَنَّ إلا نفسه « رواه مسلم

اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحين اللهم اقطع دابر كل ذي فكر ضال يريد تدمير بلاد التوحيد وعقائد وأخلاق المسلمين، اللهم أحفظ بلادنا وولاة أمرنا وجميع المسلمين، ووفقهم وأعنهم على كل خير، اللهم آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

كتبه / نايف بن ممدوح بن عبدالعزيز
أحد خريجي جامعة الأمير ممدوح بن عبدالعزيز
والسلام على من اتبع الهدى
البريد الالكتروني:nayef433@hotmail.com
(1)قد يستدرك بعض القراء الكرام طول المنشور في الرد على مشعل السديري ولكن للإيضاح أحب أن أنوه هنا بأن هذا رد علمي مؤصل بالأدلة الشرعية ونقولات من كلام أهل العلم وكلام الخصم وتفنيد لمقالاته الضالة والشاذة والمنحرفة وليس مجرد مقال عابر لأننا في مواجهة فكر ليبرالي وتيار خبيث يريد هو ومن نحى نحوه تغيـير دين الأمة وآدابها وتراثها وثقافتها وإنني هنا وإن كنت أعتذر للإخوة الك


عدل سابقا من قبل أبو عائشة إسماعيل خيرى في الجمعة يناير 04, 2013 10:40 am عدل 1 مرات (السبب : خطأ مطبعى)

أبو عائشة إسماعيل خيرى
Admin

المساهمات : 244
تاريخ التسجيل : 21/08/2012
العمر : 57
الموقع : منتديات أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب

https://asdf.sudanforums.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى