المحدث العلامة ربيع بن هادى المدخلى يرد على سيد قطب
صفحة 1 من اصل 1
المحدث العلامة ربيع بن هادى المدخلى يرد على سيد قطب
من أصول سيد قطب الباطلة
المخالفة لأصول السلف الصالح
كتبه
الشيخ ربيع بن هادي المدخلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
أما بعد :
فقد بينا فيما سلف في كتاب "نظرات في التصوير الفني"أن سيد قطب في هذا الكتاب قد اعتمد على أصول منها :
1- الأصل الجهمي الخطير الذي قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية : إنه ينبوع البدع وهو الاستدلال بحدوث الأعراض على حدوث الأجسام وبحدوث الأجسام على حدوث العالم وبحدوث العالم على وجود الله .
فجرهم هذا إلى تعطيل صفات الله لأن الصفات في نظرهم أعراض والأعراض لا تقوم إلا بجسم والله يتنـزه عن ذلك .فعطل الجهمية الأساسية أسماء الله وصفاته ، وتأثر بهذا الأصل المعتزلة فعطلوا به صفات الله .وتأثر به الأشاعرة فعطلوا كثيرا من صفات الله ،ومنها العلو على الكون والاستواء على العرش والوجه واليدين والرضى والغضب والحكمة فلم يثبتوا من صفات الله إلا الصفات السبع التي أثبتوها ومنها العلم والإرادة ….الخ
2- ومن الأصول التي بنى عليها سيد قطب ضلاله في كتابه التصوير الفني إيمانه بوجود التصوير الفني في نصوص القرآن بل جل نصوص القرآن .
3- ومنها : إيمانه بأن الدين والفن صنوان .
4- ومنها : غلوه في حرية الفكر والقول ، وتجرده من العقيدة حينما كتب التصوير الفني ومشاهد القيامة في القرآن وافتخاره بذلك واعتباره العقيدة غلا يغل التفكير .
5- ومنها : الأصل الصوفي الخطير " اللهم إني أعبدك لا خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك " هذا الأصل الذي وصفه بعض أهل السنة والجماعة بأنه زندقة .
6- واليوم ننبه القراء إلى أصل خطير هو من أهم أسس التكفير في الماضي والحاضر ألا وهو ما قرره سيد قطب في كتابه في ظلال القرآن (3/1474-1475) في تفسير قول الله تعالى ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون . الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون . أولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم)
قال : ((إن التعبير القرآني دقيق في بنائه اللفظي ليدل دلالة دقيقة على مدلوله المعنوي .وفي العبارة هنا قصر بلفظ " إنما " . وليس هنالك مبرر لتأويله – وفيه هذا الجزم الدقيق – ليقال : إن المقصود هو " الإيمان الكامل " .
فلو شاء الله - سبحانه – أن يقول هذا لقاله . إنما هو تعبير محدد دقيق الدلالة . إن هؤلاء الذين هذه صفاتهم وأعمالهم ومشاعرهم هم المؤمنون .فغيرهم ممن ليس له هذه الصفات بجملتها ليسوا بالمؤمنين . والتوكيد في آخر الآيات :"أولئك هم المؤمنون حقا " يقرر هذه الحقيقة . فغير المؤمنين "حقا " لا يكونون مؤمنين أصلا . والتعبيرات القرآنية يفسر بعضها بعضا . والله يقول: ( فماذا بعد الحق إلا الضلال].
فما لم يكن حقا فهو الضلال . وليس المقابل لوصف :" المؤمنون حقا " هو المؤمنون إيمانا غير كامل ولا يجوز أن يصبح التعبير القرآني الدقيق عرضة لمثل هذه التأويلات المميعة لكل تصور ولكل تعبير .
لذلك كان السلف يعرفون من هذه الآيات أن من لم يجد في نفسه وعمله هذه الصفات لم يجد الإيمان ولم يكن مؤمناً أصلاً .. جاء في تفسير ابن كثير : : قال علي بن طلحة عن ابن عباس ، في قوله إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ) قال : المنافقون لا يدخل قلوبهم شيء من ذكر الله عند أداء فرائضه ، ولا يؤمنون بشيء من آيات الله ، ولا يتوكلون ، ولا يصلون إذا غابوا ( عن أعين الناس) ولايؤدون زكاة أموالهم . فأخبر الله تعالى أنهم ليسوا بمؤمنين . ثم وصف الله المؤمنين فقال إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ) فأدوا فرائضه .(وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا ) يقول : زادتهم تصديقاً ، "وعلى ربهم يتوكلون " يقول : لا يرجون غيره . وسنرى من طبيعة هذه الصفات أنه لا يمكن أن يقوم بدونها الإيمان أصلاً ، وأن الأمر فيها ليس أمر كمال الإيمان أو نقصه ، إنما هو أمر وجود الإيمان أو عدمه ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم).
إنها الارتعاشة الوجدانية التي تنتاب القلب المؤمن حين يذكر بالله في أمر أو نهي فيغشاه جلاله ، وتنتفض فيه مخافته ، ويتمثل عظمة الله ومهابته ، إلى جانب تقصيره هو وذنبه ، فينبعث إلى العمل والطاعة ... أو هي كما قالت أم الدرداء – رضي الله عنها – فيما رواه الثوري ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن شهر بن حوشب ، عن أم الدرداء قالت :"الوجل في القلب كاحتراق السعفة ، أما تجد له قشعريرة ؟ قال : بلى . قالت : إذا وجدت ذلك فادعوا الله عند ذلك . فإن الدعاء يذهب ذلك .
إنها حال ينال القلب منها أمر يحتاج إلى الدعاء ليستريح منها ويقر وهي الحال التي يجدها القلب المؤمن حين يذكر بالله في صدد أمر أو نهي ، فيأتمر معها وينتهي كما يريد الله ، وجلاً وتقوى لله .
( وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً ]
والقلب المؤمن يجد في آيات هذا القرآن ما يزيده إيماناً ، وما ينتهي به إلى الاطمئنان (1) إن هذا القرآن يتعامل مع القلب البشري بلا وساطة ، ولا يحول بينه وبينه شيء إلا الكفر الذي يحجبه عن القلب ويحجب القلب عنه ، فإذا رفع هذا الحجاب بالإيمان وجد القلب حلاوة هذا القرآن ، ووجد إيقاعات القرآن على القلب المؤمن تزيده إيمانا ، فإن القلب المؤمن هو الذي يدرك هذه الإيقاعات (2) التي تزيده إيمانا ..لذلك يتكرر في القرآن تقرير هذه الحقيقة في أمثال قوله تعالى :" إن في ذلك لآيات للمؤمنين " "إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون " .. ومن ذلك قول أحد الصحابة – رضوان الله عليهم - : كنا نؤتي الإيمان قبل أن نؤتي القرآن ...) ا.هـ
أقول : عجيب أمر هذا الرجل إنه لا يختلف أهل السنة والجماعة وطائفة من طوائف الضلال في أصل من الأصول إلا وينحاز هذا الرجل إلى الطائفة المخالفة لأهل السنة ، فها هو في تفسير هذه الآية يتعمد مخالفة أهل السنة والجماعة في أصل عظيم من أصول الإيمان يتميزون به عن سائر فرق الضلال .
ذلك الأصل السني هو أن الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية " فيقرر سيد هنا عن عمد وعلم خلاف معتقد أهل السنة وأصلهم انحيازاً منه كعادته إلى أهل الأهواء من الخوارج والمعتزلة وغيرهم فيقول :
أولاً :-أ- إن التعبير القرآني دقيق في بنائه اللفظي ليدل دلالة دقيقة على مدلوله المعنوي .
ب- " وفي العبارة هنا قصر بلفظ "إنما " .
ج- " وليس هناك مبرر لتأويله وفيه هذا الجزم الدقيق ليقال : إن المقصود هو الإيمان الكامل "
أقول : يعني ليس هناك مؤمن كامل الإيمان ومؤمن ناقص الإيمان بل إما مؤمن أو كافر كما سيأتي .
ليس هناك مؤمن كامل الإيمان حتى يكون إيمانه كالجبال لكمال إيمانه وأعماله الصالحة ومؤمن ناقص الإيمان بذنوبه ومعاصيه حتى إن إيمانهم لينقص إلى مثاقيل الذر .كما تواترت بذلك الأحاديث النبوية في الشفاعة في أهل الذنوب بل هناك نصوص قرآنية تدحض باطل هذا الرجل وأشياعه من الخوارج والمعتزلة وغيرهم .
منها قول الله تعالى : ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد . ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير ) [ سورة فاطر :32 ] .
ألا ترى كيف قسم المصطفين إلى ثلاثة أقسام ومنهم الظالم لنفسه الناقص الإيمان.
ثانياً :- قال مؤكداً كلامه السابق :
"فلو شاء الله – سبحانه أن يقول هذا – لقاله .
إنما هو تعبير محدد دقيق الدلالة : إن هؤلاء الذين هذه صفاتهم وأعمالهم ومشاعرهم هم المؤمنون ، فغيرهم ممن ليس له هذه الصفات بجملتها ليسوا بالمؤمنين .
والتوكيد في آخر الآيات ( أولئك هم المؤمنون حقا ) يقرر هذه الحقيقة فغير المؤمنين حقا لا يكونون مؤمنين أصلا . والتعبيرات القرآنية يفسر بعضها بعضا والله يقول : فماذا بعد الحق إلا الضلال ، فما لم يكن حقا فهو الضلال وليس المقابل لوصف المؤمنون حقا هو المؤمنون إيمانا غير كامل ولا يجوز أن يصبح التعبير القرآني الدقيق عرضة لمثل هذه التأويلات المميعة لكل تصور ولكل تعبير "ا.هـ
أي أن القول الحق هو ما يقرره الخوارج من أن الإيمان لا يقبل النقص بحال وأن قول أهل السنة والجماعة المستفاد من نصوص القرآن والسنة والمبني على رد المتشابهات إلى المحكمات تأويل باطل مميع .
وهذا منهج متبع لدى سيد قطب في العقائد التي يختلف فيها أهل السنة والجماعة وأهل الضلال من الجهمية والمعتزلة والخوارج أن ينحاز إلى أهل الضلال فيقرر باطلهم ، بأقوى ما يستطيعه من التهاويل ثم يحط من شأن أهل السنة ويطعنهم بأسلوب ينطوي على المكر والدهاء والتمويه، فهو هنا يذم التأويل كما ترى ويراه تمييعاً وهو من أشد الغلاة في تأويل صفات الله ومن أشد الناس إغراقا في البدع الكبرى وولوعاً بها .كتعطيل صفة استواء الله على عرشه وعلوه، وإنكاره لرؤية الله، وقوله بخلق القرآن، وأزلية الروح، إلى آخر ضلالاته القائمة على التأويل أي التحريف الجريء .
ثالثاً :- قال عقب كلامه السابق :
" لذلك كان السلف يعرفون من هذه الآيات أن من لم يجد في نفسه وعمله هذه الصفات لم يجد الإيمان ولم يكن مؤمنا أصلا .
جاء في تفسير ابن كثير قال علي بن طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى :" إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم " قال : المنافقون لا يدخل قلوبهم شئ من ذكر الله عند أداء فرائضه ، ولا يؤمنون بشئ من آيات الله ، ولا يتوكلون ولا يصلون إذا غابوا ( عن أعين الناس ) ولا يؤدون زكاة أموالهم .
فأخبر الله أنهم ليسوا بمؤمنين ، ثم وصف الله المؤمنين فقال ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ) فأدوا فرائضه ( وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا ) يقول :زادتهم تصديقاً ( وعلى ربهم يتوكلون ) يقول : لا يرجون غيره .
وسنرى من طبيعة هذه الصفات أنه لا يمكن أن يقوم بدونها الإيمان أصلا وأن الأمر فيها ليس أمر كمال الإيمان أو نقصه ، إنما هو أمر وجود الإيمان أو عدمه " .
1- انظر قوله : " لذلك كان السلف يعرفون من هذه الآيات أن من لم يجد في نفسه وعمله هذه الصفات لم يجد الإيمان ولم يكن مؤمنا أصلا ".
أقول: كيف ينسب مذهب الخوارج إلى السلف لأن ابن كثير نقل عن واحد من السلف المحاربين لمذهب الخوارج ألا وهو ابن عباس حبر القرآن ومبطل مذهب الخوارج التكفيري .
أولاً :- في مناظرته المشهورة للخوارج والتي عاد بسببها إلى مذهب أهل السنة آنذاك -وهم الصحابة- ألوف من الخوارج " .
ثانيا :- تفسيره المشهور المتداول بين أهل السنة والجماعة من عهده – رضي الله عنه – إلى يومنا هذا لقوله تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) الذي نقله عنه الإمام ابن جرير بإسناده حدثنا هناد ثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع قال حدثنا أبي ، عن سفيان عن معمر بن راشد عن ابن طاووس عن ابن عباس ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) قال : هي به كفر وليس كفراً بالله وملائكته وكتبه ورسله ،ثم رواه من طريق الحسن بن يحيى (ويعني به ابن الجعد الجرجاني وهو صدوق) عن عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن ابن عباس قال : هي به كفر قال ابن طاووس : وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله " تفسير ابن جرير (6/256) وقال ابن جرير قبله (ص 255 ) وقال آخرون :عنى بذلك كفر دون كفر وفسق دون فسق وظلم دون ظلم " ونقل قول ابن عباس وطاووس وابنه .
وقال ابن كثير : " وقال علي بن طلحة عن ابن عباس قوله : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) من جحد ما أنزل الله فقد كفر ، ومن أقرّ به ولم يحكم فهو ظالم فاسق " رواه ابن جرير تفسير ابن كثير (3/111) وقد نقل كل من ابن جرير وابن كثير أقوالاً أُخرَ عن المفسرين ليس هذا مجال سردها لأن قصدي بيان أن ابن عباس لا يرى رأي سيد قطب: أنه ليس هناك إيمان كامل وإيمان ناقص ولا كفر دون كفر وأنه لا ابن عباس ولا السلف معه على هذا الأصل الباطل .
ثم إنه لا يلزم مما نقله عنه ابن كثير من طريق علي بن طلحة في المنافقين والمؤمنين ، أنه يرى أن الناس قسمان فقط مؤمن ومنافق فقط . بل هو وأهل السنة وعلى رأسهم الصحابة الكرام يرون أن الناس ينقسمون إلى كفار ومنافقين ومؤمنين كاملي الإيمان ومؤمنين ناقصي الإيمان وهم العصاة ومن هنا كانوا يقيمون الحدود على العصاة مرتكبي الكبائر ولا يكفرونهم ولا يخرجون أحداً منهم من دائرة الإسلام بذنب أو ذنوب مستندين على نصوص الكتاب والسنة المحكمة ، فكيف يستجيز سيد قطب نسبة هذا المذهب الحروري إلى السلف.
وكيف يتغافل سيد قطب عن ما نقله ابن كثير في تفسير هذه الآية بقوله :" قال عمرو بن مرة في قوله أولئك هم المؤمنون حقاً ) " إنما أنزل القرآن بلسان العرب كقولك فلان سيد حقا وفي القوم سادة ، وفلان تاجر حقا وفي القوم تجار ، وفلان شاعر حقا وفي القوم شعراء ".
أي أن القصر في الآية إضافي وليس بحقيقي أي أن قول الله تعالى ( أولئك هم المؤمنون حقا ) لا ينفي الإيمان عمن قصر عن هذه المرتبة كما لا ينفي عن العرب بقولهم فلان سيد حقا إلى آخره السيادة والتجارة والشعر عن سواهم وهذا بخلاف فهم سيد قطب والخوارج من هذه الآية .
لقد كرر سيد قطب نفي أصل الإيمان عمن لم تتوفر فيهم هذه الصفات واستنكر قول أهل السنة أن هناك مؤمنا كامل الإيمان ومؤمنا ناقص الإيمان وقال : ((ولا يجوز أن يصبح التعبير القرآني الدقيق عرضة لمثل هذه التأويلات المميعة لكل تصور ولكل تعبي]].
فهل في مذهب أهل السنة الحق القائم على الكتاب والسنة ومنهج السلف تمييع ؟
ثم هل سيد قطب ينكر أحاديث الشفاعة المتواترة في أهل الذنوب الذين يخرجون من النار بالشفاعة وبمحض رحمة الله، فيخرج منهم من النار من كان في قلبه مثقال دينار من إيمان ويخرج منها من في قلبه مثقال درهم ويخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان ومن في قلبه أدنى من مثقال ذرة من إيمان .
فهل هو مع أهل السنة في هذا الباب أو هو مع الخوارج ؟
الظاهر أنه مع الخوارج في هذا الموطن وغيره بل قد يفوقهم كما يفوق الجهمية في التأويل والتعطيل لصفات الله وفي عقائد سنية أخرى.
رابعاً : قال :" ( والقلب المؤمن يجد في آيات هذا القرآن ما يزيده إيماناً وما ينتهي به إلى الاطمئنان .
إن هذا القرآن يتعامل مع القلب البشري بلا واسطة ولا يحول بينه وبينه إلا الكفر الذي يحجبه عن القلب ويحجب القلب عنه ، فإذا رفع هذا الحجاب بالإيمان وجد حلاوة القرآن ، ووجد في إيقاعاته المتكررة زيادة في الإيمان تبلغ إلى الاطمئنان .)
ثم علق هنا في حاشية (ص 1475 ) بقوله : وهنا تعرض قضية :" الإيمان يزيد وينقص ، وهي قضية من قضايا الفرق وقضايا علم الكلام في فترة الترف العقلي والفراغ من الاهتمامات العلمية الجادة ، فلا ندخل الآن نحن فيها " :
وعليه في هذا المقطع مآخذ :
1- هو يقول بأن القلب المؤمن يجد في آيات هذا القرآن ما يزيده إيمانا فهل هو يؤمن بأن الإيمان يزيد ؟ وإذا كان هذا هو واقعه فبماذا يزيد هل هو يزيد بتلاوة القرآن فقط أو هو يزيد بالطاعات كلها من ذكر الله وصلاة وصيام وصدقة وبر وإحسان إلى غير ذلك من الطاعات وتفقهٍ في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن اقتصاره على آيات القرآن يثير الريبة في موقفه .
2- بعد تقريره لمذهب الخوارج وبعد هذه الفقرة المحيرة التي أسلفناها يقول : وهنا تعرض قضية الإيمان يزيد وينقص وهي قضية من قضايا الفرق وقضايا علم الكلام في فترة الترف العقلي ...الخ .
يأتي بهذا الكلام المموه الذي يشعر القارئ الساذج أنه يحارب علم الكلام والجدل ولو كان صادقا في حرب علم الكلام .فلماذا لا نجده دائما إلا من حزب أهل الكلام بل من غلاة هذا الحزب من معتزلة وجهمية وخوارج وفلاسفة الصوفية وغيرهم في تعطيل صفات الله والقول بخلق القرآن والقول بأزلية الروح وتهوينه أو إنكاره لمعجزات الرسول وإنكاره للميزان وطعنه في بعض الرسل، وطعنه في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فلا نجده إلا في الضفة المحاربة لأهل السنة والجماعة ،فهل يصدق بعد كل هذا في ذمه للكلام وأهله وقد أخذ بأخطر وأشد نتائجه ،ومنه ما قرره هنا في قضية زيادة الإيمان ونقصانه وتكفيره لمن لم يتمتع بجملة الصفات التي فسرها هنا ،ثم توج بحثه بهذا التمويه الذي سار عليه في كثير من مواقفه التي ينحاز فيها إلى أصول الضلال ويقررها ،ثم يعقب بمثل هذا التمويه الخادع ووالله لو كان صادقاً في حربه لعلم الكلام وأهله لما اختار إلا منهج أهل الحق ودعم أصولهم وهدم أصول أهل الباطل، ولكنه مكر أهل الضلال والزيغ ولا ينطلي هذا المكر إلا على من هان عليه الحق الذي أهانه سيد وأهان أهله كثيراً وكثيراً وكرم الباطل وأصوله وزخرفه وشاده .
3- إن من أهداف سيد قطب - بعد انحيازه إلى أهل الضلال في أصولهم وتطبيقاتهم – إسكات أهل الحق بل إرهابهم . كما هو عادته التي عرفناها بالدراسة والاستقراء فانظر إليه هنا كيف يشدد ويؤكد مذهب الخوارج في التكفير ثم يسلق أهل السنة ومنهجهم بقوله :" ولا يجوز أن يصبح التعبير القرآني الدقيق عرضة لمثل هذه التأويلات المميعة لكل تصور ولكل تعبير " فمتى حارب هذا الرجل التأويل ووصفه بالتمييع وكيف يفعل ذلك وهو من أشد حملة لواء التأويلات الباطلة الغليظة .
وانظر إليه هنا مرة أخرى كيف يؤكد باطله بإرهاب أهل الحق والسنة فيقول :" هنا تعرض قضية الإيمان يزيد وينقص وهي قضية من قضايا الفرق ، وقضايا علم الكلام في فترة الترف العقلي ، والفراغ من الاهتمامات العلمية الجادة ، فلا ندخل نحن فيها .
فماذا يريد هذا الرجل بهذا الكلام ؟ الذي يتظاهر فيه بالتنـزه عن مذاهب الفرق وعن الكلام هل يريد أن ينضم إلى أهل السنة والجماعة في ذم الفرق الضالة وذم مناهجهم الفاسدة وأصولهم الباطلة ومنها علم الكلام .
الجواب : لا وألف لا والأدلة كثيرة على ما أقول بل أنه والله لقد زاد أصولاً فاسدة تشيد مذاهب أهل الباطل كما بينت ذلك في كتابي " نظرات في كتاب التصوير الفني لسيد قطب " .
وإذن فالأمر أمر تمويه، الهدف منه أن تؤخذ عقائده الفاسدة ومقرراته الباطلة بالتسليم الخانع الذي لا يطلب أصحابه دليلاً ولا برهاناً لأن البحث عن الأدلة والبراهين لرد الباطل يكون في نظر سيد قطب من قضايا الفرق وعلم الكلام ،ومن الترف العقلي الفارغ من الاهتمامات العلمية الجادة ،فمن أراد الاهتمامات العلمية الجادة فعليه أن يحذو حذو سيد قطب في مقرراته الجادة التي زخرت بها كتبه من تعطيل صفات الله والقول بالحلول ووحدة الوجود ،ووحدة الفاعلية ،والقول بخلق القرآن، وإنكار رؤية الله في الدار الآخرة، وإنكار المعجزات المحمدية إلا القرآن، والقرآن نفسه في نصوصه عبارة عن مسرحيات وتمثيليات ممزوجة بالتصوير الفني ،وصخب الموسيقى، لأن الدين والفن صنوان عنده ،وتكفير الأمة بالجهل والظلم.
فهذه هي الاهتمامات العلمية التي يجب أن يهتم بها شباب الأمة وما خالف ذلك فهو من الترف العقلي والفراغ من الاهتمامات الحادة ولو كان ذباً عن القرآن والسنة وذباً عن مقام النبوة وذباً عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .
4- وأخيراً نقول إن أهل السنة والجماعة وأئمتهم ،هم الذين حاربوا علم الكلام وأهله بصدق ،وألفوا في ذمه المؤلفات وحاربوا التأويلات المميعة التي يدين بها سيد قطب وأسلافه من الجهمية والخوارج والروافض.
وهذه أمور معلومة مشهورة وليست من الترف العقلي ولا من الفراغ من الاهتمامات الجادة ،وإنما هي اهتمامات جادة وجهاد عظيم للحفاظ على دين الله الحق ،وأمر بمعروف ونهي عن منكر .
الأمور التي ميز الله بها هذه الأمة .
ومن هؤلاء المجاهدين بعد أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان مالك والشافعي والأوزاعي والسفيانان والحمادان ،و الإمام أحمد بن حنبل، ومدرسته ومنها البخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه ومن سار على نهجهم كالدارقطني وعبد الغني المقدسي ،وابن تيمية وتلاميذه وابن عبد الوهاب وتلاميذه إلى يومنا هذا .
ومن مؤلفاتهم في حرب البدع ومنها علم الكلام :
خلق أفعال العباد للبخاري ،والسنة لعبد الله بن أحمد والسنة لابن أبي عاصم ،والسنة للخلال، والشريعة للآجري ،والإبانتان لابن بطة ،وشرح أصول اعتقاد أهل السنة لللألكائي، وذم الكلام للهروي ،والحجة للأصفهاني .ومؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية الكثيرة الغزيرة ،ومؤلفات تلاميذه ابن القيم وابن عبد الهادي وغيرهما . وغير ذلك من المؤلفات العظيمة التي يعلو بها الحق ويدحض به الباطل الذي سار عليه أسلاف سيد قطب ومنه علم الكلام الذي يتظاهر سيد قطب بكراهته ويبتلع لبه الخبيث المهلك . كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون .
إننا نطالب أنصار سيد قطب بتقوى الله ومراقبته في دين الله وفي شباب الأمة فيحذروا الشباب من كتبه المليئة بالأخطار والمخاطر وأن يسلكوا سبيل السلف الصالح في مواقفهم من أهل البدع بكل صراحة وشجاعة وأن يبتعدوا عن التمويه وشهادات الزور لهذا الرجل بأنه مجدد و و و و .
والابتعاد عن الغلو فيه وإنزاله فوق منزلته التي يستحقها ،مما سبب الفتن وضياع الشباب وإستهانهم بالحق ،وعدم الغيرة على أهله وأئمتهم الذين داس كرامتهم سيد قطب وظلمهم وافترى عليهم ،وعلى رأسهم موسى وأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
ألا إنه يجب أن يدرك أنصار سيد قطب – إن كان بقي لديهم شئ من احترام أهل السنة ومنهجهم وعقيدتهم أن المعركة حول سيد قطب وعقيدته ومناهجه لا تختلف عن المعارك التي قامت بين أهل السنة وبين خصومهم من جهمية ومعتزلة وخوارج وصوفية بل هي أشبه ما تكون بالمعركة حول الحلاج وابن عربي وأمثالهم .
وإن منهج السفسطات والكبر والمكابرات الذي ارتكبه الذابون عن ابن عربي وحزبه هو نفس المنهج الذي يسلكه الذابون عن سيد قطب وكلهم لهم نصيب من قول الله تعالى ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله ) .
فوالله ما عندهم من الحجج والبراهين شئ إلا المكابرات والمغالطات والسفسطات ، ألا فليتقوا الله في أنفسهم وفي الإسلام وفي شباب الأمة المخدوعين .
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك إنك سميع الدعاء . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
المخالفة لأصول السلف الصالح
كتبه
الشيخ ربيع بن هادي المدخلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
أما بعد :
فقد بينا فيما سلف في كتاب "نظرات في التصوير الفني"أن سيد قطب في هذا الكتاب قد اعتمد على أصول منها :
1- الأصل الجهمي الخطير الذي قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية : إنه ينبوع البدع وهو الاستدلال بحدوث الأعراض على حدوث الأجسام وبحدوث الأجسام على حدوث العالم وبحدوث العالم على وجود الله .
فجرهم هذا إلى تعطيل صفات الله لأن الصفات في نظرهم أعراض والأعراض لا تقوم إلا بجسم والله يتنـزه عن ذلك .فعطل الجهمية الأساسية أسماء الله وصفاته ، وتأثر بهذا الأصل المعتزلة فعطلوا به صفات الله .وتأثر به الأشاعرة فعطلوا كثيرا من صفات الله ،ومنها العلو على الكون والاستواء على العرش والوجه واليدين والرضى والغضب والحكمة فلم يثبتوا من صفات الله إلا الصفات السبع التي أثبتوها ومنها العلم والإرادة ….الخ
2- ومن الأصول التي بنى عليها سيد قطب ضلاله في كتابه التصوير الفني إيمانه بوجود التصوير الفني في نصوص القرآن بل جل نصوص القرآن .
3- ومنها : إيمانه بأن الدين والفن صنوان .
4- ومنها : غلوه في حرية الفكر والقول ، وتجرده من العقيدة حينما كتب التصوير الفني ومشاهد القيامة في القرآن وافتخاره بذلك واعتباره العقيدة غلا يغل التفكير .
5- ومنها : الأصل الصوفي الخطير " اللهم إني أعبدك لا خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك " هذا الأصل الذي وصفه بعض أهل السنة والجماعة بأنه زندقة .
6- واليوم ننبه القراء إلى أصل خطير هو من أهم أسس التكفير في الماضي والحاضر ألا وهو ما قرره سيد قطب في كتابه في ظلال القرآن (3/1474-1475) في تفسير قول الله تعالى ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون . الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون . أولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم)
قال : ((إن التعبير القرآني دقيق في بنائه اللفظي ليدل دلالة دقيقة على مدلوله المعنوي .وفي العبارة هنا قصر بلفظ " إنما " . وليس هنالك مبرر لتأويله – وفيه هذا الجزم الدقيق – ليقال : إن المقصود هو " الإيمان الكامل " .
فلو شاء الله - سبحانه – أن يقول هذا لقاله . إنما هو تعبير محدد دقيق الدلالة . إن هؤلاء الذين هذه صفاتهم وأعمالهم ومشاعرهم هم المؤمنون .فغيرهم ممن ليس له هذه الصفات بجملتها ليسوا بالمؤمنين . والتوكيد في آخر الآيات :"أولئك هم المؤمنون حقا " يقرر هذه الحقيقة . فغير المؤمنين "حقا " لا يكونون مؤمنين أصلا . والتعبيرات القرآنية يفسر بعضها بعضا . والله يقول: ( فماذا بعد الحق إلا الضلال].
فما لم يكن حقا فهو الضلال . وليس المقابل لوصف :" المؤمنون حقا " هو المؤمنون إيمانا غير كامل ولا يجوز أن يصبح التعبير القرآني الدقيق عرضة لمثل هذه التأويلات المميعة لكل تصور ولكل تعبير .
لذلك كان السلف يعرفون من هذه الآيات أن من لم يجد في نفسه وعمله هذه الصفات لم يجد الإيمان ولم يكن مؤمناً أصلاً .. جاء في تفسير ابن كثير : : قال علي بن طلحة عن ابن عباس ، في قوله إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ) قال : المنافقون لا يدخل قلوبهم شيء من ذكر الله عند أداء فرائضه ، ولا يؤمنون بشيء من آيات الله ، ولا يتوكلون ، ولا يصلون إذا غابوا ( عن أعين الناس) ولايؤدون زكاة أموالهم . فأخبر الله تعالى أنهم ليسوا بمؤمنين . ثم وصف الله المؤمنين فقال إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ) فأدوا فرائضه .(وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا ) يقول : زادتهم تصديقاً ، "وعلى ربهم يتوكلون " يقول : لا يرجون غيره . وسنرى من طبيعة هذه الصفات أنه لا يمكن أن يقوم بدونها الإيمان أصلاً ، وأن الأمر فيها ليس أمر كمال الإيمان أو نقصه ، إنما هو أمر وجود الإيمان أو عدمه ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم).
إنها الارتعاشة الوجدانية التي تنتاب القلب المؤمن حين يذكر بالله في أمر أو نهي فيغشاه جلاله ، وتنتفض فيه مخافته ، ويتمثل عظمة الله ومهابته ، إلى جانب تقصيره هو وذنبه ، فينبعث إلى العمل والطاعة ... أو هي كما قالت أم الدرداء – رضي الله عنها – فيما رواه الثوري ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن شهر بن حوشب ، عن أم الدرداء قالت :"الوجل في القلب كاحتراق السعفة ، أما تجد له قشعريرة ؟ قال : بلى . قالت : إذا وجدت ذلك فادعوا الله عند ذلك . فإن الدعاء يذهب ذلك .
إنها حال ينال القلب منها أمر يحتاج إلى الدعاء ليستريح منها ويقر وهي الحال التي يجدها القلب المؤمن حين يذكر بالله في صدد أمر أو نهي ، فيأتمر معها وينتهي كما يريد الله ، وجلاً وتقوى لله .
( وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً ]
والقلب المؤمن يجد في آيات هذا القرآن ما يزيده إيماناً ، وما ينتهي به إلى الاطمئنان (1) إن هذا القرآن يتعامل مع القلب البشري بلا وساطة ، ولا يحول بينه وبينه شيء إلا الكفر الذي يحجبه عن القلب ويحجب القلب عنه ، فإذا رفع هذا الحجاب بالإيمان وجد القلب حلاوة هذا القرآن ، ووجد إيقاعات القرآن على القلب المؤمن تزيده إيمانا ، فإن القلب المؤمن هو الذي يدرك هذه الإيقاعات (2) التي تزيده إيمانا ..لذلك يتكرر في القرآن تقرير هذه الحقيقة في أمثال قوله تعالى :" إن في ذلك لآيات للمؤمنين " "إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون " .. ومن ذلك قول أحد الصحابة – رضوان الله عليهم - : كنا نؤتي الإيمان قبل أن نؤتي القرآن ...) ا.هـ
أقول : عجيب أمر هذا الرجل إنه لا يختلف أهل السنة والجماعة وطائفة من طوائف الضلال في أصل من الأصول إلا وينحاز هذا الرجل إلى الطائفة المخالفة لأهل السنة ، فها هو في تفسير هذه الآية يتعمد مخالفة أهل السنة والجماعة في أصل عظيم من أصول الإيمان يتميزون به عن سائر فرق الضلال .
ذلك الأصل السني هو أن الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية " فيقرر سيد هنا عن عمد وعلم خلاف معتقد أهل السنة وأصلهم انحيازاً منه كعادته إلى أهل الأهواء من الخوارج والمعتزلة وغيرهم فيقول :
أولاً :-أ- إن التعبير القرآني دقيق في بنائه اللفظي ليدل دلالة دقيقة على مدلوله المعنوي .
ب- " وفي العبارة هنا قصر بلفظ "إنما " .
ج- " وليس هناك مبرر لتأويله وفيه هذا الجزم الدقيق ليقال : إن المقصود هو الإيمان الكامل "
أقول : يعني ليس هناك مؤمن كامل الإيمان ومؤمن ناقص الإيمان بل إما مؤمن أو كافر كما سيأتي .
ليس هناك مؤمن كامل الإيمان حتى يكون إيمانه كالجبال لكمال إيمانه وأعماله الصالحة ومؤمن ناقص الإيمان بذنوبه ومعاصيه حتى إن إيمانهم لينقص إلى مثاقيل الذر .كما تواترت بذلك الأحاديث النبوية في الشفاعة في أهل الذنوب بل هناك نصوص قرآنية تدحض باطل هذا الرجل وأشياعه من الخوارج والمعتزلة وغيرهم .
منها قول الله تعالى : ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد . ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير ) [ سورة فاطر :32 ] .
ألا ترى كيف قسم المصطفين إلى ثلاثة أقسام ومنهم الظالم لنفسه الناقص الإيمان.
ثانياً :- قال مؤكداً كلامه السابق :
"فلو شاء الله – سبحانه أن يقول هذا – لقاله .
إنما هو تعبير محدد دقيق الدلالة : إن هؤلاء الذين هذه صفاتهم وأعمالهم ومشاعرهم هم المؤمنون ، فغيرهم ممن ليس له هذه الصفات بجملتها ليسوا بالمؤمنين .
والتوكيد في آخر الآيات ( أولئك هم المؤمنون حقا ) يقرر هذه الحقيقة فغير المؤمنين حقا لا يكونون مؤمنين أصلا . والتعبيرات القرآنية يفسر بعضها بعضا والله يقول : فماذا بعد الحق إلا الضلال ، فما لم يكن حقا فهو الضلال وليس المقابل لوصف المؤمنون حقا هو المؤمنون إيمانا غير كامل ولا يجوز أن يصبح التعبير القرآني الدقيق عرضة لمثل هذه التأويلات المميعة لكل تصور ولكل تعبير "ا.هـ
أي أن القول الحق هو ما يقرره الخوارج من أن الإيمان لا يقبل النقص بحال وأن قول أهل السنة والجماعة المستفاد من نصوص القرآن والسنة والمبني على رد المتشابهات إلى المحكمات تأويل باطل مميع .
وهذا منهج متبع لدى سيد قطب في العقائد التي يختلف فيها أهل السنة والجماعة وأهل الضلال من الجهمية والمعتزلة والخوارج أن ينحاز إلى أهل الضلال فيقرر باطلهم ، بأقوى ما يستطيعه من التهاويل ثم يحط من شأن أهل السنة ويطعنهم بأسلوب ينطوي على المكر والدهاء والتمويه، فهو هنا يذم التأويل كما ترى ويراه تمييعاً وهو من أشد الغلاة في تأويل صفات الله ومن أشد الناس إغراقا في البدع الكبرى وولوعاً بها .كتعطيل صفة استواء الله على عرشه وعلوه، وإنكاره لرؤية الله، وقوله بخلق القرآن، وأزلية الروح، إلى آخر ضلالاته القائمة على التأويل أي التحريف الجريء .
ثالثاً :- قال عقب كلامه السابق :
" لذلك كان السلف يعرفون من هذه الآيات أن من لم يجد في نفسه وعمله هذه الصفات لم يجد الإيمان ولم يكن مؤمنا أصلا .
جاء في تفسير ابن كثير قال علي بن طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى :" إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم " قال : المنافقون لا يدخل قلوبهم شئ من ذكر الله عند أداء فرائضه ، ولا يؤمنون بشئ من آيات الله ، ولا يتوكلون ولا يصلون إذا غابوا ( عن أعين الناس ) ولا يؤدون زكاة أموالهم .
فأخبر الله أنهم ليسوا بمؤمنين ، ثم وصف الله المؤمنين فقال ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ) فأدوا فرائضه ( وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا ) يقول :زادتهم تصديقاً ( وعلى ربهم يتوكلون ) يقول : لا يرجون غيره .
وسنرى من طبيعة هذه الصفات أنه لا يمكن أن يقوم بدونها الإيمان أصلا وأن الأمر فيها ليس أمر كمال الإيمان أو نقصه ، إنما هو أمر وجود الإيمان أو عدمه " .
1- انظر قوله : " لذلك كان السلف يعرفون من هذه الآيات أن من لم يجد في نفسه وعمله هذه الصفات لم يجد الإيمان ولم يكن مؤمنا أصلا ".
أقول: كيف ينسب مذهب الخوارج إلى السلف لأن ابن كثير نقل عن واحد من السلف المحاربين لمذهب الخوارج ألا وهو ابن عباس حبر القرآن ومبطل مذهب الخوارج التكفيري .
أولاً :- في مناظرته المشهورة للخوارج والتي عاد بسببها إلى مذهب أهل السنة آنذاك -وهم الصحابة- ألوف من الخوارج " .
ثانيا :- تفسيره المشهور المتداول بين أهل السنة والجماعة من عهده – رضي الله عنه – إلى يومنا هذا لقوله تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) الذي نقله عنه الإمام ابن جرير بإسناده حدثنا هناد ثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع قال حدثنا أبي ، عن سفيان عن معمر بن راشد عن ابن طاووس عن ابن عباس ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) قال : هي به كفر وليس كفراً بالله وملائكته وكتبه ورسله ،ثم رواه من طريق الحسن بن يحيى (ويعني به ابن الجعد الجرجاني وهو صدوق) عن عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن ابن عباس قال : هي به كفر قال ابن طاووس : وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله " تفسير ابن جرير (6/256) وقال ابن جرير قبله (ص 255 ) وقال آخرون :عنى بذلك كفر دون كفر وفسق دون فسق وظلم دون ظلم " ونقل قول ابن عباس وطاووس وابنه .
وقال ابن كثير : " وقال علي بن طلحة عن ابن عباس قوله : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) من جحد ما أنزل الله فقد كفر ، ومن أقرّ به ولم يحكم فهو ظالم فاسق " رواه ابن جرير تفسير ابن كثير (3/111) وقد نقل كل من ابن جرير وابن كثير أقوالاً أُخرَ عن المفسرين ليس هذا مجال سردها لأن قصدي بيان أن ابن عباس لا يرى رأي سيد قطب: أنه ليس هناك إيمان كامل وإيمان ناقص ولا كفر دون كفر وأنه لا ابن عباس ولا السلف معه على هذا الأصل الباطل .
ثم إنه لا يلزم مما نقله عنه ابن كثير من طريق علي بن طلحة في المنافقين والمؤمنين ، أنه يرى أن الناس قسمان فقط مؤمن ومنافق فقط . بل هو وأهل السنة وعلى رأسهم الصحابة الكرام يرون أن الناس ينقسمون إلى كفار ومنافقين ومؤمنين كاملي الإيمان ومؤمنين ناقصي الإيمان وهم العصاة ومن هنا كانوا يقيمون الحدود على العصاة مرتكبي الكبائر ولا يكفرونهم ولا يخرجون أحداً منهم من دائرة الإسلام بذنب أو ذنوب مستندين على نصوص الكتاب والسنة المحكمة ، فكيف يستجيز سيد قطب نسبة هذا المذهب الحروري إلى السلف.
وكيف يتغافل سيد قطب عن ما نقله ابن كثير في تفسير هذه الآية بقوله :" قال عمرو بن مرة في قوله أولئك هم المؤمنون حقاً ) " إنما أنزل القرآن بلسان العرب كقولك فلان سيد حقا وفي القوم سادة ، وفلان تاجر حقا وفي القوم تجار ، وفلان شاعر حقا وفي القوم شعراء ".
أي أن القصر في الآية إضافي وليس بحقيقي أي أن قول الله تعالى ( أولئك هم المؤمنون حقا ) لا ينفي الإيمان عمن قصر عن هذه المرتبة كما لا ينفي عن العرب بقولهم فلان سيد حقا إلى آخره السيادة والتجارة والشعر عن سواهم وهذا بخلاف فهم سيد قطب والخوارج من هذه الآية .
لقد كرر سيد قطب نفي أصل الإيمان عمن لم تتوفر فيهم هذه الصفات واستنكر قول أهل السنة أن هناك مؤمنا كامل الإيمان ومؤمنا ناقص الإيمان وقال : ((ولا يجوز أن يصبح التعبير القرآني الدقيق عرضة لمثل هذه التأويلات المميعة لكل تصور ولكل تعبي]].
فهل في مذهب أهل السنة الحق القائم على الكتاب والسنة ومنهج السلف تمييع ؟
ثم هل سيد قطب ينكر أحاديث الشفاعة المتواترة في أهل الذنوب الذين يخرجون من النار بالشفاعة وبمحض رحمة الله، فيخرج منهم من النار من كان في قلبه مثقال دينار من إيمان ويخرج منها من في قلبه مثقال درهم ويخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان ومن في قلبه أدنى من مثقال ذرة من إيمان .
فهل هو مع أهل السنة في هذا الباب أو هو مع الخوارج ؟
الظاهر أنه مع الخوارج في هذا الموطن وغيره بل قد يفوقهم كما يفوق الجهمية في التأويل والتعطيل لصفات الله وفي عقائد سنية أخرى.
رابعاً : قال :" ( والقلب المؤمن يجد في آيات هذا القرآن ما يزيده إيماناً وما ينتهي به إلى الاطمئنان .
إن هذا القرآن يتعامل مع القلب البشري بلا واسطة ولا يحول بينه وبينه إلا الكفر الذي يحجبه عن القلب ويحجب القلب عنه ، فإذا رفع هذا الحجاب بالإيمان وجد حلاوة القرآن ، ووجد في إيقاعاته المتكررة زيادة في الإيمان تبلغ إلى الاطمئنان .)
ثم علق هنا في حاشية (ص 1475 ) بقوله : وهنا تعرض قضية :" الإيمان يزيد وينقص ، وهي قضية من قضايا الفرق وقضايا علم الكلام في فترة الترف العقلي والفراغ من الاهتمامات العلمية الجادة ، فلا ندخل الآن نحن فيها " :
وعليه في هذا المقطع مآخذ :
1- هو يقول بأن القلب المؤمن يجد في آيات هذا القرآن ما يزيده إيمانا فهل هو يؤمن بأن الإيمان يزيد ؟ وإذا كان هذا هو واقعه فبماذا يزيد هل هو يزيد بتلاوة القرآن فقط أو هو يزيد بالطاعات كلها من ذكر الله وصلاة وصيام وصدقة وبر وإحسان إلى غير ذلك من الطاعات وتفقهٍ في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن اقتصاره على آيات القرآن يثير الريبة في موقفه .
2- بعد تقريره لمذهب الخوارج وبعد هذه الفقرة المحيرة التي أسلفناها يقول : وهنا تعرض قضية الإيمان يزيد وينقص وهي قضية من قضايا الفرق وقضايا علم الكلام في فترة الترف العقلي ...الخ .
يأتي بهذا الكلام المموه الذي يشعر القارئ الساذج أنه يحارب علم الكلام والجدل ولو كان صادقا في حرب علم الكلام .فلماذا لا نجده دائما إلا من حزب أهل الكلام بل من غلاة هذا الحزب من معتزلة وجهمية وخوارج وفلاسفة الصوفية وغيرهم في تعطيل صفات الله والقول بخلق القرآن والقول بأزلية الروح وتهوينه أو إنكاره لمعجزات الرسول وإنكاره للميزان وطعنه في بعض الرسل، وطعنه في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فلا نجده إلا في الضفة المحاربة لأهل السنة والجماعة ،فهل يصدق بعد كل هذا في ذمه للكلام وأهله وقد أخذ بأخطر وأشد نتائجه ،ومنه ما قرره هنا في قضية زيادة الإيمان ونقصانه وتكفيره لمن لم يتمتع بجملة الصفات التي فسرها هنا ،ثم توج بحثه بهذا التمويه الذي سار عليه في كثير من مواقفه التي ينحاز فيها إلى أصول الضلال ويقررها ،ثم يعقب بمثل هذا التمويه الخادع ووالله لو كان صادقاً في حربه لعلم الكلام وأهله لما اختار إلا منهج أهل الحق ودعم أصولهم وهدم أصول أهل الباطل، ولكنه مكر أهل الضلال والزيغ ولا ينطلي هذا المكر إلا على من هان عليه الحق الذي أهانه سيد وأهان أهله كثيراً وكثيراً وكرم الباطل وأصوله وزخرفه وشاده .
3- إن من أهداف سيد قطب - بعد انحيازه إلى أهل الضلال في أصولهم وتطبيقاتهم – إسكات أهل الحق بل إرهابهم . كما هو عادته التي عرفناها بالدراسة والاستقراء فانظر إليه هنا كيف يشدد ويؤكد مذهب الخوارج في التكفير ثم يسلق أهل السنة ومنهجهم بقوله :" ولا يجوز أن يصبح التعبير القرآني الدقيق عرضة لمثل هذه التأويلات المميعة لكل تصور ولكل تعبير " فمتى حارب هذا الرجل التأويل ووصفه بالتمييع وكيف يفعل ذلك وهو من أشد حملة لواء التأويلات الباطلة الغليظة .
وانظر إليه هنا مرة أخرى كيف يؤكد باطله بإرهاب أهل الحق والسنة فيقول :" هنا تعرض قضية الإيمان يزيد وينقص وهي قضية من قضايا الفرق ، وقضايا علم الكلام في فترة الترف العقلي ، والفراغ من الاهتمامات العلمية الجادة ، فلا ندخل نحن فيها .
فماذا يريد هذا الرجل بهذا الكلام ؟ الذي يتظاهر فيه بالتنـزه عن مذاهب الفرق وعن الكلام هل يريد أن ينضم إلى أهل السنة والجماعة في ذم الفرق الضالة وذم مناهجهم الفاسدة وأصولهم الباطلة ومنها علم الكلام .
الجواب : لا وألف لا والأدلة كثيرة على ما أقول بل أنه والله لقد زاد أصولاً فاسدة تشيد مذاهب أهل الباطل كما بينت ذلك في كتابي " نظرات في كتاب التصوير الفني لسيد قطب " .
وإذن فالأمر أمر تمويه، الهدف منه أن تؤخذ عقائده الفاسدة ومقرراته الباطلة بالتسليم الخانع الذي لا يطلب أصحابه دليلاً ولا برهاناً لأن البحث عن الأدلة والبراهين لرد الباطل يكون في نظر سيد قطب من قضايا الفرق وعلم الكلام ،ومن الترف العقلي الفارغ من الاهتمامات العلمية الجادة ،فمن أراد الاهتمامات العلمية الجادة فعليه أن يحذو حذو سيد قطب في مقرراته الجادة التي زخرت بها كتبه من تعطيل صفات الله والقول بالحلول ووحدة الوجود ،ووحدة الفاعلية ،والقول بخلق القرآن، وإنكار رؤية الله في الدار الآخرة، وإنكار المعجزات المحمدية إلا القرآن، والقرآن نفسه في نصوصه عبارة عن مسرحيات وتمثيليات ممزوجة بالتصوير الفني ،وصخب الموسيقى، لأن الدين والفن صنوان عنده ،وتكفير الأمة بالجهل والظلم.
فهذه هي الاهتمامات العلمية التي يجب أن يهتم بها شباب الأمة وما خالف ذلك فهو من الترف العقلي والفراغ من الاهتمامات الحادة ولو كان ذباً عن القرآن والسنة وذباً عن مقام النبوة وذباً عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .
4- وأخيراً نقول إن أهل السنة والجماعة وأئمتهم ،هم الذين حاربوا علم الكلام وأهله بصدق ،وألفوا في ذمه المؤلفات وحاربوا التأويلات المميعة التي يدين بها سيد قطب وأسلافه من الجهمية والخوارج والروافض.
وهذه أمور معلومة مشهورة وليست من الترف العقلي ولا من الفراغ من الاهتمامات الجادة ،وإنما هي اهتمامات جادة وجهاد عظيم للحفاظ على دين الله الحق ،وأمر بمعروف ونهي عن منكر .
الأمور التي ميز الله بها هذه الأمة .
ومن هؤلاء المجاهدين بعد أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان مالك والشافعي والأوزاعي والسفيانان والحمادان ،و الإمام أحمد بن حنبل، ومدرسته ومنها البخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه ومن سار على نهجهم كالدارقطني وعبد الغني المقدسي ،وابن تيمية وتلاميذه وابن عبد الوهاب وتلاميذه إلى يومنا هذا .
ومن مؤلفاتهم في حرب البدع ومنها علم الكلام :
خلق أفعال العباد للبخاري ،والسنة لعبد الله بن أحمد والسنة لابن أبي عاصم ،والسنة للخلال، والشريعة للآجري ،والإبانتان لابن بطة ،وشرح أصول اعتقاد أهل السنة لللألكائي، وذم الكلام للهروي ،والحجة للأصفهاني .ومؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية الكثيرة الغزيرة ،ومؤلفات تلاميذه ابن القيم وابن عبد الهادي وغيرهما . وغير ذلك من المؤلفات العظيمة التي يعلو بها الحق ويدحض به الباطل الذي سار عليه أسلاف سيد قطب ومنه علم الكلام الذي يتظاهر سيد قطب بكراهته ويبتلع لبه الخبيث المهلك . كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون .
إننا نطالب أنصار سيد قطب بتقوى الله ومراقبته في دين الله وفي شباب الأمة فيحذروا الشباب من كتبه المليئة بالأخطار والمخاطر وأن يسلكوا سبيل السلف الصالح في مواقفهم من أهل البدع بكل صراحة وشجاعة وأن يبتعدوا عن التمويه وشهادات الزور لهذا الرجل بأنه مجدد و و و و .
والابتعاد عن الغلو فيه وإنزاله فوق منزلته التي يستحقها ،مما سبب الفتن وضياع الشباب وإستهانهم بالحق ،وعدم الغيرة على أهله وأئمتهم الذين داس كرامتهم سيد قطب وظلمهم وافترى عليهم ،وعلى رأسهم موسى وأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
ألا إنه يجب أن يدرك أنصار سيد قطب – إن كان بقي لديهم شئ من احترام أهل السنة ومنهجهم وعقيدتهم أن المعركة حول سيد قطب وعقيدته ومناهجه لا تختلف عن المعارك التي قامت بين أهل السنة وبين خصومهم من جهمية ومعتزلة وخوارج وصوفية بل هي أشبه ما تكون بالمعركة حول الحلاج وابن عربي وأمثالهم .
وإن منهج السفسطات والكبر والمكابرات الذي ارتكبه الذابون عن ابن عربي وحزبه هو نفس المنهج الذي يسلكه الذابون عن سيد قطب وكلهم لهم نصيب من قول الله تعالى ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله ) .
فوالله ما عندهم من الحجج والبراهين شئ إلا المكابرات والمغالطات والسفسطات ، ألا فليتقوا الله في أنفسهم وفي الإسلام وفي شباب الأمة المخدوعين .
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك إنك سميع الدعاء . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
مواضيع مماثلة
» المحدث العلامة ربيع بن هادى المدخلى يرد على سيد قطب
» المحدث العلامة ربيع بن هادى المدخلى يرد على سيد قطب
» حكم عوام الروافض العلامة للعلامة المحدث ربيع بن هادى المدخلى
» نداء الى الأمة الإسلامية العلامة المحدث ربيع بن هادى المدخلى
» شيخنا العلامة المحدث ربيع بن هادى المدخلى يرد دعاة الإختلاط
» المحدث العلامة ربيع بن هادى المدخلى يرد على سيد قطب
» حكم عوام الروافض العلامة للعلامة المحدث ربيع بن هادى المدخلى
» نداء الى الأمة الإسلامية العلامة المحدث ربيع بن هادى المدخلى
» شيخنا العلامة المحدث ربيع بن هادى المدخلى يرد دعاة الإختلاط
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى