كشف الأكاذيب و الشبهات عن دعوة المصلح الإمام محمد بن عبد الوهاب تأليف العلامة : صلاح الدين بن محمد آل الشيخ
صفحة 1 من اصل 1
كشف الأكاذيب و الشبهات عن دعوة المصلح الإمام محمد بن عبد الوهاب تأليف العلامة : صلاح الدين بن محمد آل الشيخ
كشف الأكاذيب والشبهات عن دعوة المصلح الإمام محمد بن عبدالوهاب
المؤلف: صلاح الدين بن محمد آل الشيخ
المولد: نجد
مؤلف هذا الكتاب من طلبة العلم الجيدين ، وأحد أحفــــاد الشيخ المجدد .
أما عن الكتاب ، فيقول في مقدمته:
( أثار الخصوم -قديماً- حول الشيخ ودعوته شبهات ، وأشاعوا عنها افتراءات ، فمازال الشيخ وأنصاره يبلغون ويُبيينون ويجاهدون حتى أظهر الله الحق وأزهق الباطل.
واليوم تعود هذه الأكاذيب والشبهات ، متولياً كِبرها اليهود والنصارى والرافضة ، وجنودهم من المنافقين والعلمانيين ، وذلك بعد أن أغاظهم وأخافهم هذه العودة الحميدة لدين الله الحق كما أنزله الله تعالى ، وجاء به رسوله صلى الله عليه وسلم ، فأرادوا حرف المسلمين عن منهج أهل السنة والجماعة ، منهج الصحابة والتابعين ، ومنهج أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد ، بالتلبيس والتشبيه عليهم أن هذا دين ابن تيمية وابن عبدالوهاب.
فحررت هذه الصفحات -والنصح واجب للمسلمين- مُستعيناً بالله تعالى ، لكشف الأكاذيب والشبهات التي أُثيرت حول دعوة المصلح الإمام محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- مُنتهجاً فيها ذكر الفرية والشبهة ، ثم السبب الذي دعى الخصوم لها ، ثم الرد عليها بالمنقول والمعقول ، ثم نقل أقوال الإمام وتلاميذه في ردهم عليها ، وحقيقة أمرهم فيها)
افتتح كتابه بثلاث مقدمات هُن تمهيد للكتاب:
المقدمة الأولى: الاستدلال الصحيح والاستدلال الضعيف والباطل
المقدمة الثانية: شرط نسبة القول والفعل للفرد والجماعة
المقدمة الثالثة: خصوم الإمام بين الأمس واليوم
ثم شرع بذكرِ الشبه العشر ، وقام بالرد عليها ، وبيان ما كان منها من كذب ، وإيضاح ما كان من خطأ في الفهم ... والشبه التي ناقشها هي:
1- التوسل والشفاعة والكرامة.
2- التكفير والقتال.
3- تكفير الآباء والأجداد والأموات.
4- المبالغة في تصوير فشو الشرك في بلاد المسلمين.
5- ادعاء مرتبة الاجتهاد وتكوين مذهب فقهي خامس.
6- فرية تنقص مقام الرسول صلى الله عليه وسلم
7- أن نجداً قرن الشيطان.
8- الغلو والتشدد في الدين.
9- التشبيه والتجسيم.
10-الخروج على الدولة العثمانية.
وأخيراً ختم المؤلف كتابه القيم بتعريف بالإمام محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله تعالى- ، وتعريفاً بالدعوة السلفية بنجد.
جزى الله الشيخ صلاح الدين خير الجزاء ، وجعل ما كتب في ميزان حسناته ، وأنصح الجميع باقتناء هذا الكتاب.
60-اسم الكتاب: الإقناع بما جاء عن أئمة الدعوة من الأقوال في الاتباع
المؤلف: محمد بن هادي بن علي المدخلي
المولد: جيزان
مؤلف هذا الكتاب هو شيخ فاضل ، وطالب علم راسخ ، من أهل الحديث ، وأهل الحديث من سيماهم التجرد للحق ، والنهي عن التقليد بالنسبة لطلاب العلم خاصة ، والأمر بالاتباع للكتاب والسنة بفهم السلف الصالح ، والنهي عن تتبع الآراء بحضرة الدليل.
لذا كانت قيمة هذا الكتاب من قيمة مؤلفه.
أما عن الكتاب ، فقد ناقش المؤلف عدة نقاط باختصار مُدعمة بكلام أئمة الدعوة السلفية المباركة -رحمهم الله تعالى- في:
* الحث على اتباع الكتاب والسنة ، وتعظيمهما ، وتقديمهما على قول كلّ أحدٍ من الناس كائناً من كان.
* وكذلك ذمّ التقليد ، وأنّه لا يُصار إليه إلا عند الضرورة ، وليس في كلّ أبواب العلم ومسائله أيضاً ، بل فيما يعسُر ويخفى.
* وبينت فيها الكلام على التقليد ، وأنواعه ، وحكم كلّ نوع.
* وهل الحقّ محصور في المذاهب الأربعة؟
*كما ختمها ببيان الموقف الصحيح من كتب الفقه المصنّفه في المذاهب ، ووجوب احترام الأئمة الأربعة وغيرهم من أهل العلم ، والاستفادة من علومهم.
* وكل ذلك نقله من كلامهم -رحمهم الله تعالى- بحروفه ، وأحال إلى مواضعه من كتبهم ، ورسائلهم ، وفتاواهم.
وكان الهدف من هذا الكتاب اللآتي:
1- بيان مكانة هؤلاء الأئمة -رحمهم الله تعالى- لشبابنا الذين صُرف كثيرٌ منهم عن قراءة كتبهم . والرد على من يزعم أن هؤلاء الأئمة مقلدون لا يدرون الحديث.
2- وكذلك بيان أن شيخ الإسلام الإمام المجدِّد محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله تعالى- قد جدّد الدعوة السلفية في جانب العقيدة ، وفي جانب الفقه ؛ من حيث الدعوة إلى اتباع الدليل قرآناً وسنة. والرد على من يقول: إن دعوته سلفية من جانب ، وليست سلفية من جانب آخر.3- وكذلك الرد على من يحاول التعلُّق ببعض الكلمات التي ورد عن شيخ الإسلام وابنه عبدالله ، ليحتج بها على وجوب التقليد ..
ولا أحب أن أختم إلا وقد نقلت من الكتاب درة يُصرف من أجلها نفيس المال.
يقول المؤلف في ص17:
قال الإمام محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- في معنى قوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيءٍ فردوه إلى الله والرسول} قال:
( فإذا كان الله -سبحانه- قد أوجب علينا أن نردّ ما تنازعنا فيه إلى الله -أي:إلى كتاب الله- ، وإلى الرسول -أي:سنته- ؛ عَلِمْنا قطعاً : أنَّ من ردّ إلى الكتاب والسنَّة ما تنازع الناسُ فيه وجد فيهما ما يفصل النزاع)
وقال أيضاً -رحمه الله-:
( وإذا كانت سعادة الأوّلين والآخرين هي باتباع المرسلين ، فمن المعلوم أن أحق الناس بذلك: أعلمهم بآثار المرسلين وأتبعهم لذلك ؛ فالعالمون بأقوالهم وأفعالهم المتبعون لها هم أهل السعادة في كل زمان ومكان ، وهم الطائفة الناجية من أهل كل ملة ، وهم أهل السنة والحديث من هذه الأمة )
جزى الله الشيخ محمد خير الجزاء على ما قدم ، ونفع بما كتب ، وصلى اللع على محمد وعلى آل محمد ، والله أعلم.
61-اسم الكتاب: أثر دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في غرب أفريقيا
المؤلف: الأستاذ عبدالفتاح بن مقلد الغنيمي
المولد: اليمن
الأستاذ عبدالفتاح الغنيمي من أهل اليمن ، أستاذ التاريخ في إحدى الجامعات ، له عدة مؤلفات منها هذه الرسالة ، وسلطة البرنو الإسلامية –والتي نال بها درجة الماجستير من جامع القاهرة- ، وكتاب المسلمون وحضارتهم في غرب أفريقيا.
عُرف ببحوثه الشيقة ، وحياديته التي أوصلته إلى الحقيقة ، بعيداً عن الافتراءات والأكاذيب ، وقد رأيت بحثه عن تأثر دعوة الشيخ عثمان بالدعوة السلفية ، فرأيت التعريف بها ، والتعليق عليها.
أما عن كتابه ، فقد بدء بمقدمة أدبية ختمها بهذه الكلمة:
( .. هذه الحركة الإسلامية التوحيدية كان لها أثرها الواضح والقوي والفعال والمؤثر في تصحيح المسار الفكري في العالم الإسلامي ، وتنقية الدين الإسلامي مما علق به من الشوائب والخرافات والبدع والخزعبلات والتمسك بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة باعتبارها القواعد الأساسية للدين الإسلامي ، والذي يجب أن تسير الأمة الإسلامية على هدى هذين النبعين الخالدين ، ونبذ ما يتنافى معهما من بدع وضلالات دخلت على الدين في عصور لاحقة للدعوة الإسلامية وسابقة لدعوة الإمام المصلح الشيخ محمد بن عبدالوهاب)
ثم عقد باباً تحدث عن [أثر دعوة الشيخ] حيث يقول:
( لقد كان لهذه الدعوة الإسلامية التصحيحية أثرها البعيد المدى والواسع النطاق في العالم الإسلامي ، حيث تركت دعوة التوحيد والإيمان التي ناصرها رجال الشيخ من الموحدين أثارها الطيبة في جميع أنحاء العالم الإسلامي ؛ فقد تركت أثرها في كل الحركات الإسلامية التي ظهرت على أثرها في شتى أنحاء العالم الإسلامي في المغرب ، ومصر ، والعراق ، وبلغت الشرق الأقصى في الفلبين والملايو وأندونيسيا والهند)
ثم تحدث عن أساس رسالته ألا وهي الدعوة في غرب أفريقيا ، فبدأ بتحديد هذه المنطقة ، ثم كيف تأثرت هذه المنطقة بالدعوة ، يبين هذا بقوله:
( ولقد تأثرت هذه المنطقة الواسعة بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في شخص عثمان بن فودي ، الذي قام بحركته المخلصة في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي وأوائل القرن التاسع عشر ، لكي يخرج مسلمي منطقة غرب القارة من رقدتهم وليوقظ وعيهم ، وبعث النشاط الإسلامي فيهم عن طريق دعوته السلمية وحركته التجديدية التي امتدت إلى كل منطقة غرب القارة)
ثم عدد الولايات والدول التي وصلتها الدعوة السلفية .
ثم تحدث عن [ شعب الفولاني] ، ثم تحدث عن حال المنطقة قبل الدعوة ، ثم ترجم للشيخ عثمان فودي حامل لواء الدعوة السلفية هناك… وتحدث في سيرته عن حياته وطلبه للعلم ، وأنه تأثر بكلام شيخه جبريل بن عمر في بلدة [أفاديس] ذات المكانة العلمية في بلاد الطوارق جنوب الصحراء الكبرى ، الذي شرح الله صدره لمعرفة حقيقة الدعوة النجدية ، وأنها دعوة سلفية نقية ، هي هي دعوته ودعوة السلفيين في الهند ، والسلفيين في المغرب ، وسلفيي الشام ، وسلفيي اليمن ، وجميع بلاد المسلمين ، دعوة سلفية سنية نقية ، فتأثر الشيخ عثمان بشيخه ويما يقوله عن هذه الدعوة ، حيث يقول المؤلف: ( وعند الشيخ جبريل بن عمر تفتحت عيناه على أمور إسلامية جديدة ، وسمع لأول مرة ضرورة العودة إلى التعاليم الإسلامية الصحيحة ونبذ كل ما لا يتفق مع الكتاب والسنة.
ذلك لأن الشيخ جبريل كان قد سبقه لأداء فريضة الحج حيث كان قد قام بأدائها للمرة الثانية في عام 1402هـ ، وكان الشيخ جبريل قد التقى في مكة المكرمة ببعض مشائخ التوحيد أنصار دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب ، ودرس بعض الكتب التي ألفها الشيخ الإمام المصلح ، وارتوى التلميذ ابن فودي من هذا المنهل الإصلاحي على يد أستاذه جبريل)
ثم تحدث عن رحلة الشيخ عثمان بن فودي إلى مكة المكرمة ، يقول المؤلف:
( … وجاء الشيخ عثمان حاجاً إلى مكة المكرمة عام 1220هـ ، وفي مكة المكرمة خالط عثمان أخبار الشيخ ابن عبدالوهاب ودعاة الدعوة التوحيدية ، واستمع إليهم ، واطلع على العديد من الكتب التي ألفها الشيخ بنفسه ، ومنها: رسالة كشف الشبهات ، وأصول الإيمان ، معرفة العبد لربه ودينه ونبيه ، المسائل التي خالف فيها رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم أهل الجاهلية ، فضل الإسلام ، نصيحة المسلمين ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، رسالة في أن التقليد جائز لا واجب ، كتاب الكبائر.
وبعد أن اطلع على هذه الكتب والتي استطاع أن يستنسخ بعضاً منها ، أيقظت هذه الأفكار الإصلاحية الجديدة في نفسه الرغبة في أن يحارب البدع في بلاده ، كما حاربها أنصار دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في بلادهم وسائر الجزيرة العربية ، وأن يعلنها ثورة على المفاسد التي يقوم بها أولي الأمر في بلاد الهوسا وفي منطقة غرب أفريقيا ، كما كانت دعوة الإمام محيي السنة ومبطل البدعة ثورة على المفاسد)
ومكث سنة بين عام مكة والمدينة .. وقد تنبأ بدعوته وظهورها وجهادها الشيخ ولديد بن جرمي ، ودعا بالالتفاف مع الشيخ عثمان إذا عاد من أرض الجزيرة العربية ، كم ذكر ذلك محمد بللو في كتابه "إنفاق الميسور"
ثم تحدث المؤلف عن عودةِ الشيخ عثمان وصدعه بالدعوةِ ، يقول المؤلف:
( عاد الشيخ عثمان إلى بلاده وكله حماس للدعوة السلفية وتخليص العقيدة الإسلامية من كل شيء يتنافى مع الكتاب والسنة ، وأخذ يلقي الدروس والمواعظ في كبيبي وجوبير ، ثم انتقل إلى زمعارا ، ومن ثم بدأت سمعة الشيخ وشهرته في بلاد الهوسا تتزايد ويكثر أتباعه ، ولما رأى نفسه من القوة الروحية وترسخ العقيدة الإيمانية وكثر أتباعه فإنه سار على المنهج الذي سار عليه المصلح ابن عبدالوهاب ، حيث التجأ إلى سلطان زمعارا يدعوه لدعوته واتباعه ليساند الدعوة ، ولكنه لم يجد لديه قبولاً.
وأعلن مبادئه على أتباعه ، وهذه المبادئ تظهر واضحة وجلية في المؤلفات التي ألفها ونشرها وبلغت اثني عشر مؤلفاً ، وقد وصلت ربما إلى عشرين مؤلفاً.
ومنها كتاب الفرق ، كتاب وثيقة أهل السودان ، كتاب تنبيه الأخوة ، كتاب إحياء السنة وإخماد البدعة ، وكتاب نور الألباب.
ونقول هنا إن كتاب إحياء السنة وإخماد البدعة الذي طبع في القاهرة عام 1962م ، فإن الذي يلقي نظرة فاحصة على ما جاء فيه يجد نفس النمط والأسلوب والمعنى في أقوال الشيخ محمد بن عبدالوهاب ….
كذلك ظهر تأثير الدعوة السلفية للشيخ محمد بن عبدالوهاب في مؤلفات أقارب عثمان ، ومنهم أخوه عبدالله وابنه محمد بللو ، وكلاهما ألف في العقائد ونقل وشرح ، وظهر المنهج واضحاً في كتاب تذكرة الشيبان الذي أفرد ذيلاً في كتابه للشيخ محمد بللو بن عثمان ولبعض خلفائه)
ثم انتقل بعد هذا عقد دراسة لـ[فحوى دعوة الشيخ عثمان] وكان من ختام ما أكد عليه المؤلف:
(وقد قام الشيخ بتثبيت التوحيد الخالص بمحاربة كل ما يؤدي إلى الشرك ، كالاعتقاد في قدسية بعض الأرواح أو الأشجار أو الأحجار أو الآثار أو الأنهار ، وتقديم القرابين إلى الجنة لإبعاد أذاه ، وزيارة قبور الأولياء بقصد نيل شفاعتهم والتبرك بهم)
لكنها كأي دعوة سلفية نقية ، لابد لها من محاربة ، لذلك عقد المؤلف فصلاً لـ[ـمراحل الجهاد الإسلامي] لحركة الشيخ عثمان حيث يقول المؤلف بأنه حاول دعوة أمير جوبير وبين له الحق والباطل ؛ ولكنه رفض فرحل لمنطقة أخرى مترسماً خطى ابن عبدالوهاب في ذلك ، فلما رحل إلى إمارة زنفر وكبيسي لنشر دعوته الإصلاحية ، يقول المؤلف: ( هناك وجد إقبالاً شديداً على دعوته ، وبدأ الناس يدخلون في معيته بعد أن أسلم العديد من الوثنيين من سكان تلك الإمارتين ، وسرت سمعته ودعوته سريان النار في الهشيم بين سكان إمارات الهوسا ، وإزاء هذا النفوذ القوي أعلن أمراء الهوسا طرده من بلادهم ، وأمروه بالخروج ، وهددوه بالقتل هو وأعوانه.
ولما لم يجد أحداً ينصر دعوته خرج مهاجراً إلى الشمال ، إلى أطراف الصحراء ، وكان ذلك في عام 1804م . فإذا الأمراء يتعقبونه وقفون عقبة في طريقه للرحيل شمالاً.
وإزاء هذا الموقف فإنه لم يجد بداً من إعلان الجهاد المسلح للحفاظ على دعوته ورد كيد الأعداء عن دعوة الإسلام ، فبايعه أصحابه على الجهاد أو الموت وطاعة الله ورسوله وبايعوه على اعتبار أنه أمير المؤمنين.
ووجدت دعوة الجهاد المسلح استجابة سريعة وقوية لدى أنصاره في كل أنحاء نيجريا وذلك لإعلاء كلمة الدين الإسلامي ، ووقفوا أمام الحركات التي بدأت تطارد أبناء الشعب الفولاني في كل مكان من إمارات الهوسا وبرنو وكانم ، وبدأ الناس يفدون من أنحاء كثيرة من البلاد وقدموا مهاجرين ينضمون لجيشه الإسلامي ويؤيدون دعوته بأنفسهم وأموالهم.
ومن هنا بدأت دعوته الإصلاحية تدخل مرحلة جديدة من مراحل الجهاد ، فبعد أن كان يدعوا الناس للدخول إلى الإسلام بالسلم والمجادلة الحسنة والدعوة الصالحة ، وجد عقبات تقف في سبيل دعوته وتحاول القضاء عليها ، فكان لابد من درء الخطر عن دعوة الإسلام الإصلاحية في نيجريا ودفع خطر الكفر والوثنية وكيد الأعداء ، فأعلن الجهاد المسلح.
وبذلك تكون بدأت مرحلة جديد في تاريخ نيجريا بدأت منذ عام 1804م حيث استطاعت حركة الشيخ عثمان فودي أن تجد صدى سريعاً لدى سكان المناطق بعد أن بدأت الحركة تحرز الكثير من الانتصارات على أمراء بلاد الهوسا ، وبدأت سمعتها تقوى في غرب أفريقيا بأسرها.
وذلك نفس الأسلوب الذي اتخذته دعوة الإمام الشيخ ابن عبدالوهاب عندما تحرك آل سعود لدفع الخطر عن دعوة التوحيد والقيام بالواجب الإسلامي في نشر الدعوة في الأرجاء الواسعة من الجزيرة العربية)
ثم تحدث عن [ الجهــــــــاد المسلح ] وكيف أنهى حكم ملك جوبير ، ونشر الدعوة ووطن الأمن في رقعة كبيرة من إمارات نيجريا ، بعد أن طغى بعض الأمراء في إمارات الهوسا ضد الشعب الفولاني الذي ناصر الدعوة .. وحرر ولاية كانوا .. ثم عام 1807م استولى على مدينة [سوكوتو أوسكت] التي أصبحت حاضرة الدعوة ، واختار أربعة عشر قائداً ، ونشر الجهاد ووطن الأمن ..
ثم تحدث عن [الجهاد ضد البرنو] وأنه وقف محمد الأمين الكانمي ضد الدعوة ، وكانت عائقاً للدعوة ، وقد وقف الكانمي من هذه الدعوة كموقف محمد علي في مصر للدعوة السلفية بالجزيرة العربية ، ولو لم يقف الكانمي واستنفدت جهد الشيخ وحركته لتوحدت أفريقيا تحت راية واحدة إسلامية مقامعة قوى الكفر والاستعمار والوثنية والخرافية.
ثم تحدث في ختام بحثه عن [أثر دعوة عثمان بن فودي في غرب أفريقيا]
فمن آثارها نشر العقيدة السلفية ، وتصفية هذا الدين من الخرافات والبدع ، ومكافحة الشعوذة ، ودعوة الوثنيين إلى الإسلام ، ونشر اللغة العربية ، والعلوم الإسلامية ، وانتشرت في غرب أفريقيا كالنيجر ..
وترك الشيخ عثمان عدة مؤلفات ، وترك أخيه الشيخ عبدالله ، وابنه الشيخ محمد بللو كذلك ...
جزى الله الشيخ عبدالفتاح بن مقلد الغنيمي الشيخ المؤرخ اليمني خير الجزاء.. وإن كان لي رأي في دعوة الشيخ عثمان ، فلربما تأثر بعدة جوانب ، ولكن تبني دعوة تصحيحية شاملة كدعوة الإمام فيه نظر .. ويجب التأمل كثيراً وإمعان النظر ، ولكن لا يمنع من شكر الأستاذ عبدالفتاح بن مقلد الغنيمي على بحثه ، وعليه فيستحسن التأمل كثيراً في مدى هذا التأثير …
62-اسم الكتاب: ما هي الوهابيـــة؟
المؤلف: محمد صالح المنجد
المولد: سوريا
الشيخ الهندس محمد صالح المنجد حفظه الله ، هو الشيخ الذي عُرف بمؤلفاته ذات المباحث الفريدة ، ورسائله العديدة ، وأشرطته النفيسة ، ودروسه المفيدة ، فجزاه الله خيراً .. وهو صاحب المواقع الإسلامية على الشبكة العنكبوتية وأشهرها س/ج والذي أسلم فيه عدد كبير ، وتصححت عقائد وعبادات عدد كبير من المسلمين .. وشهرة الشيخ تغني عن الإطالة في التعريف.
أما عن رسالته ، فهي في الأصل خطبة جمعة مفرغة ، ونشرت ولقد أُرسلت للشيخ للنظر فيها ونشرها بشكل أوسع بعد إعادة النظر فيها ، لأن لغة القراءة تختلف عن لغة السماع .
يقول الشيخ في مقدمته:
( فإن نعمة الله تعالى على هذه الأمة ، ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأسِ كل مائة سنة من يجدد لها دينها )) رواه أبو داود ، وهو حديث صحيح.
إحياء ما ذهب من العمل بالكتاب والسنة ، إحياء السنن التي ماتت بإظهار البدع والمحدثات ، فيرزق الله من هذه الأمة جبالاً يجددون لها ما اندرس من دينها ؛ فلله دَرُهم في الإمامة والحكم ، ولله دَرُهم في العلم والتعليم ، ولله دَرُهم في ساحات الوغى والجهاد.
عمر بن عبدالعزيز والشافعي وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم ، ولا يلزم أن يكون المجدد واحداً ؛ بل قد يكونون جماعة كل يجدد في جانب من جوانب الدين.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( مثل أُمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره )) حديث حسن بطرقه ؛ فالخير باقي في هذه الأمة إلى يوم القيامة.
وهكـــــــذا لما غلب الجهل على الناس ، وكان الشرك عاماً عليهم في هذه الجزيرة ، بعث الله سبحانه وتعالى الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ، فجدد الله به الدين ، وجلى به التوحيد ، بعد أن ران الشرك على الكثيرين ، وبيّن الله به السنة بعد أن انتشرت البدع ، وأحيـاء الله به العلم ،بعد أن عم الجهل ، ورفع الله به لواء الجهاد في سبيله ، بعد أن تركت تلك الفريضة ، وصارت حروب الناس تقاتلاً بينهم ، ونهباً للأموالِ وسلباً وحرباً ، وجهلاً وظلماً ، واعتداءً.
عباد الله:
ولما كان هذا المجدد ممن نفع الله به العالم ، كالوا له –أي: أعداء الإسلام- الاتهامات من كل جانب وشوهوا صورته ، ولا يزالون يفعلون ذلك ، ويبتلي الله المصلحين في وقتهم وبعد وقتهم بما يزيد حسناتهم ويرفع درجاتهم من هؤلاء المعتدين الذين يلغون في أعراضهم ، يبتلي الله المصلحين بمن يتهمهم بالباطل ليرفع الله شأن هؤلاء المصلحين)
ثم تحدث عن هذا المصطلح (الوهابية) فيقول:
( وهكذا إذا رأيت أعداء الله يتكلمون اليوم في الوهابيــة ؛ فأعلم أنها تقض مضجعهم ، وأنها تسبب لهم أرقاً ؛ فهل هناك شيء اسمه الوهابيـــة؟!!
الوهابيــة نسبة إلى مـــاذا؟!
أليســت نسبة إلى اسم الله الوهــاب؟!
الوهاب؟!
الوهابية؟!
فإذاً ما يقولونه عن النسبة إلى محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بأنها وهابية:
أولاً: نسبـة خاطئة ؛ فإن الوهابيــة نسبة إلى اسم الله الوهــاب ، الذي وهب هذه الأمة مثل هذا الرجل في ذلك الوقت العصيب الذي ظهر فيه .
وقد أرسل الله الرسل لعبادته وحده لا شريك له ، وعرفهم أن التوحيد أساس العمل ، وأن الشرك مُحبط لسائر الأعمال)
ثم تحدث عن صور من الشركيات منها:
( قد كان عند الناس في ذلك الوقت من أنواع الشرك ما كان ؛ بدعٌ منتشرة ، عبادة الأضرحة والقباب ، توسلٌ بالأموات.
كان قبر محجوب وقبة أبي طالب يأتون إلى الاستغاثة بها ، ولو دخل سارق أو غاصب أو ظالم قبر أحدهما لم يتعرضوا لهُ ؛ لما يرون من وجوب التعظيم والاحترام لهذا الضريح)
وكذلك:
( وكان بعض النســاء والرجال يأتون إلى ذكر النخل المعروف بالفحال في بلدة معينة ، يفعلون عنده أقبح الفعال ، وكانت المرأة إذا تأخر زواجها تضمُهُ بيدها ، ترجوا أن تفرج كربتها ، وتقول: يا فحل الفحول ، أُريد زوج قبل الحول.
كانت شجرة أبي دجانة في العيينة ، وقبة رجب ، وقبة ضرار بن الأزور ، وشجرة الطرفيين مثل ذات أنواط ، وكانت هذه القباب والقبور تُعبــد من دون الله.
وأفرادٌ من المتصوفة على مذهب الملاحدة من الحلولية الذين يعتقدون أن الله حل في كل مكان ، وأنه حل في المخلوقات ، وأن كل ما ترى بعينك فهو الله ، لا يميزون بين مخلوقٍ وخالق ، كان لهم انتشار في بلاد نجد وغيرها.
وكانت الموالد التي فيها الشرك تُقرأ على الناس ، وكانت الحجب تكتب بالطلاسم وتعلق.
وكانت الكتب مثل:دلائل الخيرات وروض الرياحين التي فيها استغاثة وتوسل بغير الله مشهورة لها قرأه في الموالد بين الناس.
وخلت كثير من المساجد من المصلين ، وانتشرت عبادة النجوم ، واعتقاد تأثيرها في الحوادث الأرضية.
تبركٌ بالأشجـارٍ والأحجارِ والجمادات ، وأمرٌ عظيم قد ران الجزيرة في نجـد وغيرهــا)
بعد هذا قال:
( فقدر الله تعالى أن يولد ذلك المصلح المجدد محمد بن عبدالوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن راشد التميمي ، وقد قال أبو هريرة رضي الله عنه : "مازلت أحب تميماً منذ ثلاث سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن ذلك أنه قال فيهم: ((هم أشد أمتي على الدجال)) –رواه البخاري-. وجاء في الحديث أيضاً: ((أن أطول رماح هذه الأمة على الدجال رماح بني تميم)) .
فبنو تميم كان في أولهم استعصى في الدعوة النبوية ؛ لكنهم بعد ذلك جاءوا مسلمين ، وسيكون لهم شأنٌ في محاربة الدجال شأن عظيم.
وكان هذا المصلح التميمي محمد بن عبدالوهاب رحمه الله من أشد الناس على الدجالين ، محارب للدجل والشرك والشعوذة.
قيضه الله عز وجل فولد عام ألف ومائة وخمسة عشر للهجرة ، وحفظ القرآن مبكراً ، وتفقه على مذهب أحمد بن حنبل في أول أمره ، وكذلك تعلم على أبيه ، وحج البيت الحرام ، ورزق سرعة في الحفظ والكتابة ، وفصاحة في الكلام ، وكان يتعجب من شأنه ، طاف البلاد ، وأخذ العلوم ، ودرس على المشايخ ، وكذلك فإنه تأثر بشيخه محمد حياة السندي ، وأصله من السند ، وكان مقيماً في المدينة ، مُحدث الحرمين ، محمد حياة السندي رحمه الله الذي كان موحداً غير راضي بكل هذه الشركيات ، وكانت الاستغاثات تسمع عند قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة ، فقال الشيخ محمد حياة السندي يوماً لتلميذه: ما تقول في هؤلاء؟ فأجابه: إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعلمون.
لم يكن منغلقاً الأفق ضيقاً ، وإنما كانت رحلاته إلى أماكن مختلفة حتى خارج الجزيرة إلى العراق إلى البصرة وغيرها من أسباب تفتحه وأخذه للعلم عند المشايخ في الأماكن المختلفة.
وبدأ رحمه الله بعد عودته من رحلاته العلمية ، ومعرفته بأوجب الواجبات ، دعوة الناس إلى التوحيد ، وأنه لابد من محاربة هذا الشرك ، لابد من تغيير الواقع ، أحس بالمسئولية العظيمة تجاه دين الله عز وجل ، الكفر والشرك منتشر.
وهكذا بدأت الدعوة ، وبدأ الإصلاح في العيينة والدرعية ، وهكذا تحالف الشيخ مع محمد بن سعود وغيره لأجل إقامة دين الله عز وجل.
واتجه إلى هدم القبة التي كانت مبنية على قبر زيد بن الخطاب ومعه ستمائة من المقاتلين فهدمها ؛ ثم قبة ضرار بن الأزور فهدمت ، وأشجار كانت تعبد من دون الله وتصرف لها أنواع من العبادات فقطعها الشيخ رحمه الله.
بدأت الدعوة إلى التوحيد ، ورأى الناس بأم أعينهم أن هذه الأشياء التي كانوا يعظمونها من دون الله لا تدفع عن نفسها ضراً ، ولا تملك نفعاً ، وأنها أُزيلت وقطعت فلم يحدث شيء.
بدأ الأثر العملي في القلوب ، بدأ الشيخ رحمه الله الدعوة بالنصيحة والحسنى ، بالتذكير ، بوعظ الناس ، بالتبيان ، بالتأليف ، وكان أول ما ألفه كتاب التوحيد ، الذي يدرس اليوم في كثير من الأماكن ، التوحيد الذي هو حق الله على العبيد.
وإذا كان هناك استعصاء من قبل سدنة الأضرحة وعباد القبور ، فإن الشيخ رحمه الله بدأ يُجرد المفارز من أهل التوحيد لإزالة هذه الأشياء بالقوة ، إذا لم يستجيبوا لإزالتها بالنصح واللين ، فثارت ثائرة بعض هؤلاء الجهلة من المشركين والذين لهم مصالح في القبور والأضرحة ، والذين كانت تأتي إليهم الأموال من الناس ، أصحاب المصالح الشخصية ، أعداء الدعوات في القديم والحديث ، فثاروا على الشيخ ، ناوئوه ، عادوه ، أرادوا تشويه سمعته ، وكتبوا إلى أماكن مختلفة في التحذير منه ؛ بل إنهم جردوا الجيوش لحربه.
وهكذا ؛ مكن الله للشيخ تمكيناً عجيباً ، ووفقه بمن أعانه على إقامة الدين والتوحيد.
كان عفيفاً ؛ لم يأخذ الأموال كغيره ؛ وإنما يعطي العلم الذي عنده ، وكان له طلاب وأنصار وأعوان يبثهم لنشر الدين والدعوة ، يعلمهم توحيد الله عز وجل ، يقرءون عليه الكتب ، ولازالت تنتشر من مكان إلى مكان ، ومن بلدة إلى بلدة ، في نجد وغيرها ، حتى وصل الأمر إلى خصوم اجتمعوا وأرادوا القضاء على هذه الدعوة المباركة ، ولما كان الله سبحانه وتعالى قد قال في كتابه العزيز عن المشركين: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} أي شرك وكفر {ويكون الدين كله لله] أي مسيطرا حاكماً {فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير}.
ولما قال الله في كتابه: {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ، وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ، إن الله قوي عزيز} إذاً أنزل الله الكتاب ليحكم ، وأنزل الحديد لكي يجاهد به المناوئين للكتاب.
فلما قام الشيخ بالدعوة فانتشرت ؛ ثم صار لها أعداء أرادوا أن يرفعوا السلاح في وجهها ويمنعوا انتشارها ، عرف الشيخ أنه لابد من الأخذ بالحديد لقتال من ناوئ الكتاب ، وهكذا قام الجهــاد في سبيل الله ضد المشركين ، ونصر الله الشيخ.
وعاش عمراً مباركاً إلى عام ألف ومائتين وستة للهجرة.
رسائل وكتب في داخل الجزيرة وخارجها ، دعوة وتبيان للأمور وجلاء ورد على الشبهات ودفاع )
ثم تحدث عن الابتلاء للمصلحين فقال:
(وهكذا يبتلي الله المصلحين باستمرار بمن يشوه سمعتهم ، ويسبهم ويشتمهم ، وهذا طريق الأنبياء ؛ ألم يقولوا عن نبينا صلى الله عليه وسلم ساحر ، كذاب ، مجنون ، به جِنة!!
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالناس أعداءٌ له وخصوم
كضرائر الحسنـاء قُلنَّ لوجهها حســــداً وزوراً إنه لذميم
واتهم الشيخ بتهم كثيرة ، منها: استحلال الدماء ، وتكفير المسلمين ، فكان يبين باستمرار أنه لا يستحل دماء المسلمين ، وإنما يقاتل المشركين ، ومتى كان قتال المسلمين في دينه ومنهجه؟!! وهو يعلم أنه لا يحل دم امرأ مسلم إلا بإحدى ثلاث ، بما جاءت به الشريعة من إحلال الدم.
وكان يخاطب الناس بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (( أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله )) شهادة حقيقية ؛ ليس لفظاً يُقال ، وإنما شهادة تطبق بشروطها ، حتى يعبد الله ويكفر بالطاغوت ، هذه دعوة الرسل {أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } إنما يقول بلسانه أشهد أن لا إله إلا الله ؛ ثم يعبد الطاغوت من دون الله ؛ فليست هذه شهادة {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها }.
وكل ما جاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع طاغوت يقاتل. وكل من أراد حمايته والدفاع عنه فإنه يقاتل أيضاً.
وبيّن الشيخ رحمه الله موانع التكفير ، وأنه لا يتسرع بتكفير كل أحد ، لابد من إقامة الحجة أولاً ، لابد من البيان ، لابد من إزالة الشبهات ، قد يكون الشخص جاهلاً فيعلم ، أو لديه شبهات فيناقش ، أو مكره فلا يكفر وهو مكره.
واتهم الشيخ بالظلم والتعدي ، فكان يبيّن ويكتب عن فلان (استدعيته أولاً بالملاطفة) ، ولفلان يقول: ( ولست والحمد لله ممن ادعوا إلى مذهب صوفي ، أو فقيه ، أو متكلم ، أو إمام من الأئمة ، إنما ادعوا إلى الله وحده لا شريك له ، وادعوا إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم) .
استعمل الحكمة في دعوته ، وكان يتلطف في مخاطبة مخالفيه ، يبدأ أولاً باللين ، ويقول لفلان: (لعلك تكون مثل الفاروق الذي فرق الله به بين الحق والباطل) أي تكون على طريقته.
وكذلك فإنه قال: ( فإننا نرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برهم وفاجرهم ، ما لم يأمروا بمعصية الله ) فبيّن أنه ليس بخارج على خليفة للمسلمين ، ولا إمام لهم موحد يقودهم إلى عبادة الله ، ولم تكن دولة الخلافة في ذلك الوقت قد بسطت سلطانها على نجد ، وكان فيها تقصير من جهة دعوة التوحيد ، فجاء الشيخ لتكميله رحمه الله.
وممن تآمر عليه بعض الصليبيين الذين أيدوا بعض الباشوات في قتال اتباع تلك الدعوة ، وهذا واضح في مكاتباتهم ومخاطباتهم وشهادة أهل التاريخ.
لقد انتشرت دعوة الشيخ رحمه الله ، ووصلت إلى أصقاع مختلفة ، ووصل معها أيضاً تشويهات من أطراف أخرى ، مما كان يملأ به أذهان بعض الحجاج عن دعوة الشيخ تشويهاً وتعسفاً.
فممن وصلت إليه دعوة التوحيد في بلاد الهند عدة ، وفي بلاد اليمن ، وغيرها ، حتى قال القائل:
سلام على نجد ومن حل في نـجد وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي
قفي واسألي عن عالمٍ حل سوحها ** به يهتدي من ضل عن منهج الرشــدِ
محمد الهـــادي لسنّـــــة أحمــــــدٍ ** فيا حبــذا الهادي ويا حبـــــذا المهدي
لقد سرنـي ما جائني من طريقــــه ** وكنت أرى هذه الطريقــة لي وحــدي
ويُـعزى إليـــه كل مـــــــا لا يقوله ** لتنقيصـــــــــــه عند التهامي والنجدي
فيرميه أهل الرفض بالنصب فرية ** ويرميه أهل النصب بالرفـض والجحد
وليس لــــه ذنـبٌ ســـــوى أنه أتى ** بتحــــــــــكيم قول الله في الحل والعقدِ
ويتبع أقـــــــــــــوال النبي محمـــد ** وهل غيره بالله في الشـــرع من يهدي
لئن عدّه الجُهّال ذنباً فحبــــــــــــذا ** به حبــــــــــــذا يوم انفرادي في لحدي
وهكذا كتب عدد من علماء الهند واليمن ، يؤيدونه في دعوته)
ثم تحدث عن هؤلاء الأعداء وموقفهم فيقول:
( وكذلك صار لهُ أعداء بفعل ما شوهت به السمعة بين الحجاج الذين كانوا يعودون إلى أمصارهم ، فاتهموا الشيخ بالكفر والإلحاد والزندقة والتكفير واستحلال الدماء ؛ ولكنه رحمه الله استمر على منهجه حتى دان للدعوة عند وفاته قريباً من مليونين ونصف من الناس.
وكتب أهل العلم في تأييده على ذلك من العراق واليمن والشام ومصر.
وفي ذات الوقت كان لهُ أعداء قد كتبوا ضد دعوته ، والله سبحانه وتعالى يبتلي: {ألم ، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون ، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين }
وكانت قريش تجتهد في أن تملأ أذهان الحجاج الذين يأتون مكة بالباطل حول النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته ، حتى أن بعض من قدم مكة سد أُذنيه بالقطن حتى لا يسمع دعوته النبي صلى الله عليه وسلم.
وهكذا فعل هؤلاء ، ونسبوا إلى الشيخ أباطيل كثيرة ؛ ولكن يشـاء الله سبحانه وتعالى أن تستمر القضية والمسلسل في الاتهامات في القديم والحديث.
حتى ذكروا أن تاجراً مسلماً قد اختصم مع تاجر هندوسي في الهند حول سلعة عند الهندوسي ؛ فخرج المسلم غاضباً وعزم على إفســاد تجارة الهندوسي ، فأشاع في المسجد أن الهندوسي وهابي ، فهجر الناس دكان الهندوسي ، واستاءوا منه ، وحاصروه ، ولم يجد الهندوسي طريقةً لإعادة تجارته إلا ليعلن على الملأ أنه قد تاب من الوهابيـة وعـاد إلى الهندوسية ، فتأملوا كيف بلغ التشويه إلى هذا الحد!!
ولما سافر بعض أهل العلم من نجد إلى الهند ليطلب الحديث على أحد مشايخها الذين تأثروا بالدعايات ضد دعوة الشيخ ، أخذ هذا الرجل كتاباً للشيخ رحمه الله ونزع غلافه الذي عليه اسم المؤلف ووضعه على طاولة المحدث العالم الهندي.
فلما جاء الشيخ أخذ الكتاب فقرأه ، فأعجب به ، وقال: ليتني أعرف من هذا الذي ألف هذا الكتاب؟
فقال له التلميذ ، طالب العلم ، الراحل للعلم: أتريد أن تعرف المؤلف إنه الذي تقع فيه في دروسك ، وتتكلم عليه بما وصلك من الإشاعات ، إنه محمد بن عبدالوهاب.
فانقلب المحدث إلى أكبر داعية في الهند لدعوة الشيخ رحمه الله)
ثم يختم بالأعداء وسبب العداوة هذه الأيام من الكفرة والمشركين فيقول:
( ويقوم أعداء الدين في هذه الأيام بالطعنِ في دعوة الشيخ رحمه الله ، وإعادة الثارات والنعرات ورفع راية محاربة الوهابية!!
لماذا إذاً؟!!
لأن تلك الدعوة المباركة ، وهي إحيــاء السنة المحمدية ، والدعوة إلى الكتاب والسنة أشد ما يقظ مضاجع هؤلاء.
ويريدون أيضاً أن يستفيدوا من التشويهات الحاصلة عند بعض الناس ضد الوهابية ليكسبوهم إلى صفهم.
ويُريدُ الصليبيون اليوم أن يرفعوها دعوة ضد الوهابية ، ليكسبوا بزعمهم طوائــف من الناس المنتسبين للإسلام الذين يعادون الدعوة ، وفي ذات الوقت يشوهون الذين يقفون أمامهم وفي طريقهم من أبناء الإسلام.
فإذا عُرفت حقيقة هذه الدعوة المباركة ، فات الهدف على هؤلاء ؛ ولن يستطيعوا إن شاء الله أن يصلوا إلى دعوة الحق بسوء)
جزى الله الشيخ محمد خير الجزاء ، وصدق فإن معرفة حقيقة هذه الدعوة يفوت على الكفار إشعال النعرات بينهم بالبهتان.
63-اسم الكتاب: أثر الدعوة السلفية في توحيد المملكة العربية السعودية
المؤلف: أ-د- حمود بن أحمد الرحيلي
المولد: المدينة النبوية
مؤلف هذا الكتاب هو الأستاذ بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية .. له العديد من المشاركات والمؤلفات ..
أما عن الكتاب:
فالكتاب يُبين أثر هذه الدعوة على هذه البلاد ، وكيف استتب الأمن ، ونعمة هذه البلاد بنعمة التوحيد ، وقُضي على الشرك ، ورفع من شأن أهل العلم ، وفتحت المدارس والمعاهد العلمية ، وخدمة كتاب الله عز وجل ...
وهدف الكتاب كما بين المؤلف:
( ونظراً لمحبتي لهذه الدعوة ، ومحبتي لأهلها وأنصارها ، ورغبة في المشـــاركة في إظهار هذه الدعوة ودورها المميز فيما قامت به في الماضي ، وما تقوم به في الوقت الحاضر ، من الدعوة إلى تصحيح العقيدة ، وإصلاح أخلاق الناس وآدابهم ، والدعوة إلى الائتلاف ، وجمع الصفوف ، واتفاق الكلمة ، ونبذ الفُرقة والاختلاف ، بالإضافة إلى أني لم أجد مَن كتب في هذا الموضوع كتابة مستقلة -على حدّ علمي القاصر- مع أهميته)
واشتمل بحثه على:
التمهيد: وقام بالتعريف بالدعوة السلفية ، وضرورة الدعوة إليها.
وأما الفصل الأول: فقد جعلته عن الدعوة السلفية في الدورين الأول والثاني للدولة السعودية وفيه مبحثان:
المبحث الأول: عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ولقائه بالإمام محمد بن سعود.
المبحث الثاني: عن الدعوة السلفية في الدور السعودي الثاني.
وأما الفصل الثاني: فكان عن أهم العوامل التي ساهمت في قيام الدولة السعودية الثالثة على يد الملك عبدالعزيز ، وفيه ثلاث مباحث:
المبحث الأول: دور العلماء في نشر الدعوة السلفية.
المبحث الثاني: السمعة الطيبة للدولة السعودية في عهودها السابقة.
المبحث الثالث: تطلُّع المجتمع إلى قيام دولة تصحح العقيدة ، وتُطبّق الشريعة ، وتقيم الأمن والعدل.
وأما الفصل الثالث: فكان عن شخصية الملك عبدالعزيز وتوحيد المملكة ، وفيه ثلاث مباحث:
المبحث الأول: شخصية الملك عبدالعزيز وأثرها في توحيد المملكة.
المبحث الثاني: سير الملك عبدالعزيز على منهج السلف الصالح.
المبحث الثالث: توحيد الملك عبدالعزيز للملكة.
وأما الفصل الرابع: فقد كان عن أثر الدعوة السلفية في توحيد المملكة ، وفيه عشرة مباحث:
المبحث الأول: اتخــاذ الملك عبدالعزيز الكتاب والسنّة دستوراً لبلاده.
المبحث الثاني: تقريب الملك عبدالعزيز للعلماء ومشاركاتهم.
المبحث الثالث: تقريب الملك عبدالعزيز للدعوة السلفية ونشرها.
المبحث الرابع: القضاء على أسباب الشرك ومحاربة الأفكار الهدّامة.
المبحث الخامس: نشر العلم وطباعة الكتب القيّمة.
المبحث السادس: تطبيق الشريعة وإقامة الحدود.
المبحث السابع: الأخذ بمبدأ الشورى.
المبحث الثامن توطين البادية والمؤاخاة بين القبائل.
المبحث العاشر: التعاون بين الراعي والرعية.
وأما الخاتمة فقد لخص فيها أهم نتائج البحث على شكل نقاط منها:
- إن العقيدة هي القاعدة الأساس لهذا الدين ، وهي مناط النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة.
-إن الدَّعْوَة إلى منهج السلف الصالح أمرٌ يجب اتّباعه والأخذ به ، وذلك هو طريق الطائفة المنصورة ، وهو طريق أهل السُنَّة والجماعة ، المتمسكين بكتاب الله وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وبما كان عليه الصدر الأول من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ، والتابعين ، وأئمة الهدى من قديم الدَّهر وحديثه.
- إن الشيخ مُحَمَّد بن عبدالوَهَّاب -رحمه الله- هي في حقيقتها دعوة لإحياء عقيدة السَّلَف الصالح ، قامت على الكتاب والسُنَّة وفهم السلف الصالح.
...... ونقاط أخرى كثيرة أكتفي بما ذكر .. جزى الله مؤلف هذا الكتاب خير الجزاء ..
64-اسم الكتاب: روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام
المؤلف: حسين بن غنام الأحسائي
المولد: الأحســـــــــاء
مؤلف هذا الكتاب الكبير هو العلامة الكبير والمؤرخ القدير بحر الأحساء وحبرها الرحب أبو بكر حسين بن غنـــــام الأحســائي رحمه الله تعالى ... وهـــــــــــذا الكتاب من أهم الكتب التي تُعرف بحقيقة الدعوة ، من شخص متجرد ، معاصر للإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى , ويأتي عظم هذا الكتاب من عظم مؤلفه ، ويأتي أهميته من معرفة القاصي والداني بتجرد الشيخ للحق ..
إن هذا الكتاب الموسوعة إلى جزأئين كبيرين:
الأول: هو ما نحن بصدد التعريف به.
الثاني: يشمل الرسائل والمسائل وأقوال الإمام في التفسير.
في جزئه الأول قسمه لثلاث أقسام:
القسم الأول: فصول تمهيدية:
1- حال المسلمين قبيل قيام الشيخ محمد بن عبدالوهاب بالدعوة.
2- اختلاف المسلمين.
3-غربة الإسلام.
4- اضطهــــــــــــاد الأخيــار - التزام السنة - معنى العلم والرأي.
5- معنى التوحيد.
6- إنكار تعظيم القبور وبناء المشاهد والاستغاثة بالصالحين أمواتاً وأحياءً.
7- نهى الرسول عن اتخــاذ قبره وقبور الأنبياء والصالحين أعياداً وأوثاناً.
القسم الثاني:
تحدث باختصـــار عن حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، وبيان حاله وطلبة للعلم ، وجهاده في نشر العلم وقيامه بالدعوة للعودة للكتاب والسنة وتجريد الاتباع للنبي عليه الصلاة والسلام.
القسم الثالث:
في ذكر غزوات الشيخ والمجاهدين الموحدين لنشر الإسلام ، وهدم الشرك والأوثان ، وإخلاص العبادة للواحد الرحمن ..
والله يا أحبه رغبةً في عدم حرق الكتاب عليكم .. ادعوكم لقراءته .. وأرغب عن نقل شيء منه .. فالكتاب روضة طيبة ..
جزى الله الشيخ العلامة حســـــــــــــــــين بن غنام الأحســـــــــــائي خير الجزاء .. ورفع منزلته في عليين .. وجزاه بما أنصف وتجرد خير الجزاء .. إنه ذو الفضل الكريم ..
65- اسم الكتاب: إعصار التوحيد يحطم وثن الصوفية
المؤلف: نبيل محمود
المولد: مصـــر
الشيخ نبيل حفظه الله أنشأ هذا الكتاب في الرد على الصوفية ، ونصرة للعقيدة السلفية
فجزاه الله خير الجزاء
تكلم الشيخ عن [ مدارس الصوفيــة ] وعرف بأثني عشر طريقة صوفية باختصار
ثم تكلم عن [ الصوفية وانتشارها في العالم الإسلامي ]
ووضح أمراً ألا وهو [ الصوفية في غلاف التعبد والزهد ]
وبين كيف بدأت الصوفية ومن أين؟
وأوضح علامات الصوفية ( الزهد - التقشف - السياحة في البراري )
وتحدث عن [ تربية المريدين تربية ذليلة ]
ثم أبان [ شطحــــــــات الصوفيـــة ]
وكشف عن [ كرامات الصوفيــة الزائفة ]
ثم [ كشف قناع الصوفية ] وأوضح حقيقته!!
ثم وضح [ العلاقة بين الصوفية والشيعة ]
ثم أطال في تبيان [ خطورة الصوفية على الإسلام ]
وأخيراً
أوضح ما فعلته الصوفية من الضلال والإضلال في
[مظاهر الشرك في الجزيرة العربية التي أدخلتها الصوفية قبل دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب]
وختم بـ [ ـكلمة أخيرة ]
وفي النهاية جمع عدد من الأسئلة والأجوبة للأئمة الإسلام في الصوفية وفيما تقوم به الصوفية اسمى هذه الرسالة المُلحقة بـ [فتاوى العلماء في الرد على مزاعم الصوفية]
جزى الله المؤلف الشيخ نبيل خير الجزاء .. ونفع بما سطر لكشف الحقيقة لمن كان من العقلاء .. وأنجى الله من وقع فريسة للأشقياء
66-اسم الكتاب: الأساليب التربوية المستمدة من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب
المؤلف: د- عبدالرحمن بن علي العريني
المولد: القصيم - البدائع
مؤلف هذا الكتاب يعمل حالياً أستاذاً مساعداً بقسم التاريخ والحضارة بكلية العلوم الاجتماعية بالرياض ... وهو يُشرف على طلاب الدراسات العليا ، وأشرف على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه .. وناقش عدداً منها ..
ومن بحوثه المنشورة:
1- الإمام محمد بن سعود وجهوده في تأسيس الدولة السعودية الأولى.
2- قيام الدولة العثمانية وحملات التحالف الصليبي ضدهــا 699-805هـ
أما عن هذا الكتاب:
يُعد هذا الكتاب محاولة لتأريخ التربية المستمدة من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- وهو على غرار الكتب التي ألفت في تاريخ التربية الإسلامية ، والمرجو أن يتم تطويره مستقبلاً ليكون تاريخاً شاملاً للتربية في دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
وقد نشأت فكرة هذا الكتاب من حقيقة أن الدعوة السلفية اعتمدت التربية قبل التعليم وسيلة مثلى لحشد الأتباع وقصرهم على المنهج السلفي السليم ، وانطلقت بعد ذلك معتمدة التربية سبيلاً قويماً لإصلاح الناس في عمومهم ، وقد برز الجانب العلمي في أنه أحد الجوانب التي امتازت بها هذه الدعوة المباركة لضبط هذه التربية وجعلها تنطلق من الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح وأعمالهم ، كما أنها انطلقت من أن التربية شاملة للتعليم ومتقدمة عليه.
وقد تكلم حول هذه المواضيع:
1- الأســاس العقدي أهم الأسس التربوية في هذه الدعوة.
2- التربيـــــة بالقدوة والعبرة.
3- إلزامية التعليم وشموليته (محو الأمية أو تعليم العامة)
4- تعليم الخاصة من طلاب العلم.
5- تشجيع التعليم والإنفاق عليه.
6- التعليم بالمراسلة.
7- الخطب أسلوب من أسليب التربية.
8- اتساع مجالات التأليف.
9- تعداد أمكنة التعليم وتنوعها.
10- تربية الطفل وتعليمه.
11- تعليم المرأة.
12- نشر التربية والتعليم في أوساط البادية.
13- التعليم الحرفي والمهني ونظرة الدعوة إليه.
14- تربية الأتباع على إثبات الرأي المناوئ ونشره.
15- وقف الكتب سبيل من سبل نشر العلم.
وكانت خاتمة كتابه غاية في الإتقان ... فجزاه الله خيراً ... وأنصح بقراءته .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...
67-اسم الكتاب: فقه التمكين في القرآن الكريم
المؤلف: د- علي محمد الصلابي
المولد: ليبيا
الدكتور علي بن محمد الصلابي نفع الله به من أبناء ليبيا .. له العديد من المؤلفات .. نفع الله به وبها .. ومن مؤلفاته هذا الكتاب الذي حاز به على الدرجة العالية العالمية , وفيه محاولة لإبراز كيف يمكن الله لعباده المصلحين؟!! ودحض شبهات المغرضين والمفتريين من علمانيين وغيرهم ..
وقد عقد للكتاب أربعة أبواب:
الباب الأول: أنواع التمكين في القرآن الكريم
الباب الثاني: شروط التمكين وأسبابه
الباب الثالث: مراحل التمكين وأهدافه
وقد ذكر في هذا الكتاب نماذج للتمكين وكان أبرز هذه النماذج وأولها في هذا العصر هي الدعوة السلفية بنجد .. تحت عنوان [ الحركات الإسلامية ودورها في العودة إلى التمكين ]
يقول المؤلف:
( بدأت بشائر العودة إلى التمكين ومظاهره مع الحركات الإسلامية منذ القرنين الماضيين وتوارثت الأجيال الحاضرة تلك التجارب التي تركت لنا معالم في فقه التمكين ومن أهم هذه الحركات:
أولاً: حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب )
وختم هذا الفصل بقوله:
( لقد أخذ الشيخ محمد بن عبدالوهاب بالسنن لتمكين دين الله تعالى ، فنلاحظ في دعوته أخذه بشروط التمكين ودعوة الناس وتربيتهم عليها من الإيمان بالله ، والعمل الصالح ، وتحقيق العبودية ومحاربة الشرك ، وتقوى الله تعالى ، وأخذه بأسباب التمكين ويظهر حرصه على الأخذ بالأسبــاب في تحالفه مع الأمير محمد بن سعود الذي وظف جيشه وحكومته وماله وسلاحه ورجاله لخدمة الدعوة ، ومرت الدعوة بالمراحل الطبيعية من التعريف بها وإعداد من يحملها ، ومغالبة أعدائها والتمكين لها ، ومرّ الشيخ بسنة التدافع بين الحق والباطل ، ولم يترك سنة الأخذ بالأسباب وهذا كله يدخل تحت فقه التمكين الذي مارسه الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- )
رحم الله الإمام المجدد ورفع درجته في عليين .. وجزى
المؤلف: صلاح الدين بن محمد آل الشيخ
المولد: نجد
مؤلف هذا الكتاب من طلبة العلم الجيدين ، وأحد أحفــــاد الشيخ المجدد .
أما عن الكتاب ، فيقول في مقدمته:
( أثار الخصوم -قديماً- حول الشيخ ودعوته شبهات ، وأشاعوا عنها افتراءات ، فمازال الشيخ وأنصاره يبلغون ويُبيينون ويجاهدون حتى أظهر الله الحق وأزهق الباطل.
واليوم تعود هذه الأكاذيب والشبهات ، متولياً كِبرها اليهود والنصارى والرافضة ، وجنودهم من المنافقين والعلمانيين ، وذلك بعد أن أغاظهم وأخافهم هذه العودة الحميدة لدين الله الحق كما أنزله الله تعالى ، وجاء به رسوله صلى الله عليه وسلم ، فأرادوا حرف المسلمين عن منهج أهل السنة والجماعة ، منهج الصحابة والتابعين ، ومنهج أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد ، بالتلبيس والتشبيه عليهم أن هذا دين ابن تيمية وابن عبدالوهاب.
فحررت هذه الصفحات -والنصح واجب للمسلمين- مُستعيناً بالله تعالى ، لكشف الأكاذيب والشبهات التي أُثيرت حول دعوة المصلح الإمام محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- مُنتهجاً فيها ذكر الفرية والشبهة ، ثم السبب الذي دعى الخصوم لها ، ثم الرد عليها بالمنقول والمعقول ، ثم نقل أقوال الإمام وتلاميذه في ردهم عليها ، وحقيقة أمرهم فيها)
افتتح كتابه بثلاث مقدمات هُن تمهيد للكتاب:
المقدمة الأولى: الاستدلال الصحيح والاستدلال الضعيف والباطل
المقدمة الثانية: شرط نسبة القول والفعل للفرد والجماعة
المقدمة الثالثة: خصوم الإمام بين الأمس واليوم
ثم شرع بذكرِ الشبه العشر ، وقام بالرد عليها ، وبيان ما كان منها من كذب ، وإيضاح ما كان من خطأ في الفهم ... والشبه التي ناقشها هي:
1- التوسل والشفاعة والكرامة.
2- التكفير والقتال.
3- تكفير الآباء والأجداد والأموات.
4- المبالغة في تصوير فشو الشرك في بلاد المسلمين.
5- ادعاء مرتبة الاجتهاد وتكوين مذهب فقهي خامس.
6- فرية تنقص مقام الرسول صلى الله عليه وسلم
7- أن نجداً قرن الشيطان.
8- الغلو والتشدد في الدين.
9- التشبيه والتجسيم.
10-الخروج على الدولة العثمانية.
وأخيراً ختم المؤلف كتابه القيم بتعريف بالإمام محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله تعالى- ، وتعريفاً بالدعوة السلفية بنجد.
جزى الله الشيخ صلاح الدين خير الجزاء ، وجعل ما كتب في ميزان حسناته ، وأنصح الجميع باقتناء هذا الكتاب.
60-اسم الكتاب: الإقناع بما جاء عن أئمة الدعوة من الأقوال في الاتباع
المؤلف: محمد بن هادي بن علي المدخلي
المولد: جيزان
مؤلف هذا الكتاب هو شيخ فاضل ، وطالب علم راسخ ، من أهل الحديث ، وأهل الحديث من سيماهم التجرد للحق ، والنهي عن التقليد بالنسبة لطلاب العلم خاصة ، والأمر بالاتباع للكتاب والسنة بفهم السلف الصالح ، والنهي عن تتبع الآراء بحضرة الدليل.
لذا كانت قيمة هذا الكتاب من قيمة مؤلفه.
أما عن الكتاب ، فقد ناقش المؤلف عدة نقاط باختصار مُدعمة بكلام أئمة الدعوة السلفية المباركة -رحمهم الله تعالى- في:
* الحث على اتباع الكتاب والسنة ، وتعظيمهما ، وتقديمهما على قول كلّ أحدٍ من الناس كائناً من كان.
* وكذلك ذمّ التقليد ، وأنّه لا يُصار إليه إلا عند الضرورة ، وليس في كلّ أبواب العلم ومسائله أيضاً ، بل فيما يعسُر ويخفى.
* وبينت فيها الكلام على التقليد ، وأنواعه ، وحكم كلّ نوع.
* وهل الحقّ محصور في المذاهب الأربعة؟
*كما ختمها ببيان الموقف الصحيح من كتب الفقه المصنّفه في المذاهب ، ووجوب احترام الأئمة الأربعة وغيرهم من أهل العلم ، والاستفادة من علومهم.
* وكل ذلك نقله من كلامهم -رحمهم الله تعالى- بحروفه ، وأحال إلى مواضعه من كتبهم ، ورسائلهم ، وفتاواهم.
وكان الهدف من هذا الكتاب اللآتي:
1- بيان مكانة هؤلاء الأئمة -رحمهم الله تعالى- لشبابنا الذين صُرف كثيرٌ منهم عن قراءة كتبهم . والرد على من يزعم أن هؤلاء الأئمة مقلدون لا يدرون الحديث.
2- وكذلك بيان أن شيخ الإسلام الإمام المجدِّد محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله تعالى- قد جدّد الدعوة السلفية في جانب العقيدة ، وفي جانب الفقه ؛ من حيث الدعوة إلى اتباع الدليل قرآناً وسنة. والرد على من يقول: إن دعوته سلفية من جانب ، وليست سلفية من جانب آخر.3- وكذلك الرد على من يحاول التعلُّق ببعض الكلمات التي ورد عن شيخ الإسلام وابنه عبدالله ، ليحتج بها على وجوب التقليد ..
ولا أحب أن أختم إلا وقد نقلت من الكتاب درة يُصرف من أجلها نفيس المال.
يقول المؤلف في ص17:
قال الإمام محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- في معنى قوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيءٍ فردوه إلى الله والرسول} قال:
( فإذا كان الله -سبحانه- قد أوجب علينا أن نردّ ما تنازعنا فيه إلى الله -أي:إلى كتاب الله- ، وإلى الرسول -أي:سنته- ؛ عَلِمْنا قطعاً : أنَّ من ردّ إلى الكتاب والسنَّة ما تنازع الناسُ فيه وجد فيهما ما يفصل النزاع)
وقال أيضاً -رحمه الله-:
( وإذا كانت سعادة الأوّلين والآخرين هي باتباع المرسلين ، فمن المعلوم أن أحق الناس بذلك: أعلمهم بآثار المرسلين وأتبعهم لذلك ؛ فالعالمون بأقوالهم وأفعالهم المتبعون لها هم أهل السعادة في كل زمان ومكان ، وهم الطائفة الناجية من أهل كل ملة ، وهم أهل السنة والحديث من هذه الأمة )
جزى الله الشيخ محمد خير الجزاء على ما قدم ، ونفع بما كتب ، وصلى اللع على محمد وعلى آل محمد ، والله أعلم.
61-اسم الكتاب: أثر دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في غرب أفريقيا
المؤلف: الأستاذ عبدالفتاح بن مقلد الغنيمي
المولد: اليمن
الأستاذ عبدالفتاح الغنيمي من أهل اليمن ، أستاذ التاريخ في إحدى الجامعات ، له عدة مؤلفات منها هذه الرسالة ، وسلطة البرنو الإسلامية –والتي نال بها درجة الماجستير من جامع القاهرة- ، وكتاب المسلمون وحضارتهم في غرب أفريقيا.
عُرف ببحوثه الشيقة ، وحياديته التي أوصلته إلى الحقيقة ، بعيداً عن الافتراءات والأكاذيب ، وقد رأيت بحثه عن تأثر دعوة الشيخ عثمان بالدعوة السلفية ، فرأيت التعريف بها ، والتعليق عليها.
أما عن كتابه ، فقد بدء بمقدمة أدبية ختمها بهذه الكلمة:
( .. هذه الحركة الإسلامية التوحيدية كان لها أثرها الواضح والقوي والفعال والمؤثر في تصحيح المسار الفكري في العالم الإسلامي ، وتنقية الدين الإسلامي مما علق به من الشوائب والخرافات والبدع والخزعبلات والتمسك بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة باعتبارها القواعد الأساسية للدين الإسلامي ، والذي يجب أن تسير الأمة الإسلامية على هدى هذين النبعين الخالدين ، ونبذ ما يتنافى معهما من بدع وضلالات دخلت على الدين في عصور لاحقة للدعوة الإسلامية وسابقة لدعوة الإمام المصلح الشيخ محمد بن عبدالوهاب)
ثم عقد باباً تحدث عن [أثر دعوة الشيخ] حيث يقول:
( لقد كان لهذه الدعوة الإسلامية التصحيحية أثرها البعيد المدى والواسع النطاق في العالم الإسلامي ، حيث تركت دعوة التوحيد والإيمان التي ناصرها رجال الشيخ من الموحدين أثارها الطيبة في جميع أنحاء العالم الإسلامي ؛ فقد تركت أثرها في كل الحركات الإسلامية التي ظهرت على أثرها في شتى أنحاء العالم الإسلامي في المغرب ، ومصر ، والعراق ، وبلغت الشرق الأقصى في الفلبين والملايو وأندونيسيا والهند)
ثم تحدث عن أساس رسالته ألا وهي الدعوة في غرب أفريقيا ، فبدأ بتحديد هذه المنطقة ، ثم كيف تأثرت هذه المنطقة بالدعوة ، يبين هذا بقوله:
( ولقد تأثرت هذه المنطقة الواسعة بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في شخص عثمان بن فودي ، الذي قام بحركته المخلصة في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي وأوائل القرن التاسع عشر ، لكي يخرج مسلمي منطقة غرب القارة من رقدتهم وليوقظ وعيهم ، وبعث النشاط الإسلامي فيهم عن طريق دعوته السلمية وحركته التجديدية التي امتدت إلى كل منطقة غرب القارة)
ثم عدد الولايات والدول التي وصلتها الدعوة السلفية .
ثم تحدث عن [ شعب الفولاني] ، ثم تحدث عن حال المنطقة قبل الدعوة ، ثم ترجم للشيخ عثمان فودي حامل لواء الدعوة السلفية هناك… وتحدث في سيرته عن حياته وطلبه للعلم ، وأنه تأثر بكلام شيخه جبريل بن عمر في بلدة [أفاديس] ذات المكانة العلمية في بلاد الطوارق جنوب الصحراء الكبرى ، الذي شرح الله صدره لمعرفة حقيقة الدعوة النجدية ، وأنها دعوة سلفية نقية ، هي هي دعوته ودعوة السلفيين في الهند ، والسلفيين في المغرب ، وسلفيي الشام ، وسلفيي اليمن ، وجميع بلاد المسلمين ، دعوة سلفية سنية نقية ، فتأثر الشيخ عثمان بشيخه ويما يقوله عن هذه الدعوة ، حيث يقول المؤلف: ( وعند الشيخ جبريل بن عمر تفتحت عيناه على أمور إسلامية جديدة ، وسمع لأول مرة ضرورة العودة إلى التعاليم الإسلامية الصحيحة ونبذ كل ما لا يتفق مع الكتاب والسنة.
ذلك لأن الشيخ جبريل كان قد سبقه لأداء فريضة الحج حيث كان قد قام بأدائها للمرة الثانية في عام 1402هـ ، وكان الشيخ جبريل قد التقى في مكة المكرمة ببعض مشائخ التوحيد أنصار دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب ، ودرس بعض الكتب التي ألفها الشيخ الإمام المصلح ، وارتوى التلميذ ابن فودي من هذا المنهل الإصلاحي على يد أستاذه جبريل)
ثم تحدث عن رحلة الشيخ عثمان بن فودي إلى مكة المكرمة ، يقول المؤلف:
( … وجاء الشيخ عثمان حاجاً إلى مكة المكرمة عام 1220هـ ، وفي مكة المكرمة خالط عثمان أخبار الشيخ ابن عبدالوهاب ودعاة الدعوة التوحيدية ، واستمع إليهم ، واطلع على العديد من الكتب التي ألفها الشيخ بنفسه ، ومنها: رسالة كشف الشبهات ، وأصول الإيمان ، معرفة العبد لربه ودينه ونبيه ، المسائل التي خالف فيها رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم أهل الجاهلية ، فضل الإسلام ، نصيحة المسلمين ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، رسالة في أن التقليد جائز لا واجب ، كتاب الكبائر.
وبعد أن اطلع على هذه الكتب والتي استطاع أن يستنسخ بعضاً منها ، أيقظت هذه الأفكار الإصلاحية الجديدة في نفسه الرغبة في أن يحارب البدع في بلاده ، كما حاربها أنصار دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في بلادهم وسائر الجزيرة العربية ، وأن يعلنها ثورة على المفاسد التي يقوم بها أولي الأمر في بلاد الهوسا وفي منطقة غرب أفريقيا ، كما كانت دعوة الإمام محيي السنة ومبطل البدعة ثورة على المفاسد)
ومكث سنة بين عام مكة والمدينة .. وقد تنبأ بدعوته وظهورها وجهادها الشيخ ولديد بن جرمي ، ودعا بالالتفاف مع الشيخ عثمان إذا عاد من أرض الجزيرة العربية ، كم ذكر ذلك محمد بللو في كتابه "إنفاق الميسور"
ثم تحدث المؤلف عن عودةِ الشيخ عثمان وصدعه بالدعوةِ ، يقول المؤلف:
( عاد الشيخ عثمان إلى بلاده وكله حماس للدعوة السلفية وتخليص العقيدة الإسلامية من كل شيء يتنافى مع الكتاب والسنة ، وأخذ يلقي الدروس والمواعظ في كبيبي وجوبير ، ثم انتقل إلى زمعارا ، ومن ثم بدأت سمعة الشيخ وشهرته في بلاد الهوسا تتزايد ويكثر أتباعه ، ولما رأى نفسه من القوة الروحية وترسخ العقيدة الإيمانية وكثر أتباعه فإنه سار على المنهج الذي سار عليه المصلح ابن عبدالوهاب ، حيث التجأ إلى سلطان زمعارا يدعوه لدعوته واتباعه ليساند الدعوة ، ولكنه لم يجد لديه قبولاً.
وأعلن مبادئه على أتباعه ، وهذه المبادئ تظهر واضحة وجلية في المؤلفات التي ألفها ونشرها وبلغت اثني عشر مؤلفاً ، وقد وصلت ربما إلى عشرين مؤلفاً.
ومنها كتاب الفرق ، كتاب وثيقة أهل السودان ، كتاب تنبيه الأخوة ، كتاب إحياء السنة وإخماد البدعة ، وكتاب نور الألباب.
ونقول هنا إن كتاب إحياء السنة وإخماد البدعة الذي طبع في القاهرة عام 1962م ، فإن الذي يلقي نظرة فاحصة على ما جاء فيه يجد نفس النمط والأسلوب والمعنى في أقوال الشيخ محمد بن عبدالوهاب ….
كذلك ظهر تأثير الدعوة السلفية للشيخ محمد بن عبدالوهاب في مؤلفات أقارب عثمان ، ومنهم أخوه عبدالله وابنه محمد بللو ، وكلاهما ألف في العقائد ونقل وشرح ، وظهر المنهج واضحاً في كتاب تذكرة الشيبان الذي أفرد ذيلاً في كتابه للشيخ محمد بللو بن عثمان ولبعض خلفائه)
ثم انتقل بعد هذا عقد دراسة لـ[فحوى دعوة الشيخ عثمان] وكان من ختام ما أكد عليه المؤلف:
(وقد قام الشيخ بتثبيت التوحيد الخالص بمحاربة كل ما يؤدي إلى الشرك ، كالاعتقاد في قدسية بعض الأرواح أو الأشجار أو الأحجار أو الآثار أو الأنهار ، وتقديم القرابين إلى الجنة لإبعاد أذاه ، وزيارة قبور الأولياء بقصد نيل شفاعتهم والتبرك بهم)
لكنها كأي دعوة سلفية نقية ، لابد لها من محاربة ، لذلك عقد المؤلف فصلاً لـ[ـمراحل الجهاد الإسلامي] لحركة الشيخ عثمان حيث يقول المؤلف بأنه حاول دعوة أمير جوبير وبين له الحق والباطل ؛ ولكنه رفض فرحل لمنطقة أخرى مترسماً خطى ابن عبدالوهاب في ذلك ، فلما رحل إلى إمارة زنفر وكبيسي لنشر دعوته الإصلاحية ، يقول المؤلف: ( هناك وجد إقبالاً شديداً على دعوته ، وبدأ الناس يدخلون في معيته بعد أن أسلم العديد من الوثنيين من سكان تلك الإمارتين ، وسرت سمعته ودعوته سريان النار في الهشيم بين سكان إمارات الهوسا ، وإزاء هذا النفوذ القوي أعلن أمراء الهوسا طرده من بلادهم ، وأمروه بالخروج ، وهددوه بالقتل هو وأعوانه.
ولما لم يجد أحداً ينصر دعوته خرج مهاجراً إلى الشمال ، إلى أطراف الصحراء ، وكان ذلك في عام 1804م . فإذا الأمراء يتعقبونه وقفون عقبة في طريقه للرحيل شمالاً.
وإزاء هذا الموقف فإنه لم يجد بداً من إعلان الجهاد المسلح للحفاظ على دعوته ورد كيد الأعداء عن دعوة الإسلام ، فبايعه أصحابه على الجهاد أو الموت وطاعة الله ورسوله وبايعوه على اعتبار أنه أمير المؤمنين.
ووجدت دعوة الجهاد المسلح استجابة سريعة وقوية لدى أنصاره في كل أنحاء نيجريا وذلك لإعلاء كلمة الدين الإسلامي ، ووقفوا أمام الحركات التي بدأت تطارد أبناء الشعب الفولاني في كل مكان من إمارات الهوسا وبرنو وكانم ، وبدأ الناس يفدون من أنحاء كثيرة من البلاد وقدموا مهاجرين ينضمون لجيشه الإسلامي ويؤيدون دعوته بأنفسهم وأموالهم.
ومن هنا بدأت دعوته الإصلاحية تدخل مرحلة جديدة من مراحل الجهاد ، فبعد أن كان يدعوا الناس للدخول إلى الإسلام بالسلم والمجادلة الحسنة والدعوة الصالحة ، وجد عقبات تقف في سبيل دعوته وتحاول القضاء عليها ، فكان لابد من درء الخطر عن دعوة الإسلام الإصلاحية في نيجريا ودفع خطر الكفر والوثنية وكيد الأعداء ، فأعلن الجهاد المسلح.
وبذلك تكون بدأت مرحلة جديد في تاريخ نيجريا بدأت منذ عام 1804م حيث استطاعت حركة الشيخ عثمان فودي أن تجد صدى سريعاً لدى سكان المناطق بعد أن بدأت الحركة تحرز الكثير من الانتصارات على أمراء بلاد الهوسا ، وبدأت سمعتها تقوى في غرب أفريقيا بأسرها.
وذلك نفس الأسلوب الذي اتخذته دعوة الإمام الشيخ ابن عبدالوهاب عندما تحرك آل سعود لدفع الخطر عن دعوة التوحيد والقيام بالواجب الإسلامي في نشر الدعوة في الأرجاء الواسعة من الجزيرة العربية)
ثم تحدث عن [ الجهــــــــاد المسلح ] وكيف أنهى حكم ملك جوبير ، ونشر الدعوة ووطن الأمن في رقعة كبيرة من إمارات نيجريا ، بعد أن طغى بعض الأمراء في إمارات الهوسا ضد الشعب الفولاني الذي ناصر الدعوة .. وحرر ولاية كانوا .. ثم عام 1807م استولى على مدينة [سوكوتو أوسكت] التي أصبحت حاضرة الدعوة ، واختار أربعة عشر قائداً ، ونشر الجهاد ووطن الأمن ..
ثم تحدث عن [الجهاد ضد البرنو] وأنه وقف محمد الأمين الكانمي ضد الدعوة ، وكانت عائقاً للدعوة ، وقد وقف الكانمي من هذه الدعوة كموقف محمد علي في مصر للدعوة السلفية بالجزيرة العربية ، ولو لم يقف الكانمي واستنفدت جهد الشيخ وحركته لتوحدت أفريقيا تحت راية واحدة إسلامية مقامعة قوى الكفر والاستعمار والوثنية والخرافية.
ثم تحدث في ختام بحثه عن [أثر دعوة عثمان بن فودي في غرب أفريقيا]
فمن آثارها نشر العقيدة السلفية ، وتصفية هذا الدين من الخرافات والبدع ، ومكافحة الشعوذة ، ودعوة الوثنيين إلى الإسلام ، ونشر اللغة العربية ، والعلوم الإسلامية ، وانتشرت في غرب أفريقيا كالنيجر ..
وترك الشيخ عثمان عدة مؤلفات ، وترك أخيه الشيخ عبدالله ، وابنه الشيخ محمد بللو كذلك ...
جزى الله الشيخ عبدالفتاح بن مقلد الغنيمي الشيخ المؤرخ اليمني خير الجزاء.. وإن كان لي رأي في دعوة الشيخ عثمان ، فلربما تأثر بعدة جوانب ، ولكن تبني دعوة تصحيحية شاملة كدعوة الإمام فيه نظر .. ويجب التأمل كثيراً وإمعان النظر ، ولكن لا يمنع من شكر الأستاذ عبدالفتاح بن مقلد الغنيمي على بحثه ، وعليه فيستحسن التأمل كثيراً في مدى هذا التأثير …
62-اسم الكتاب: ما هي الوهابيـــة؟
المؤلف: محمد صالح المنجد
المولد: سوريا
الشيخ الهندس محمد صالح المنجد حفظه الله ، هو الشيخ الذي عُرف بمؤلفاته ذات المباحث الفريدة ، ورسائله العديدة ، وأشرطته النفيسة ، ودروسه المفيدة ، فجزاه الله خيراً .. وهو صاحب المواقع الإسلامية على الشبكة العنكبوتية وأشهرها س/ج والذي أسلم فيه عدد كبير ، وتصححت عقائد وعبادات عدد كبير من المسلمين .. وشهرة الشيخ تغني عن الإطالة في التعريف.
أما عن رسالته ، فهي في الأصل خطبة جمعة مفرغة ، ونشرت ولقد أُرسلت للشيخ للنظر فيها ونشرها بشكل أوسع بعد إعادة النظر فيها ، لأن لغة القراءة تختلف عن لغة السماع .
يقول الشيخ في مقدمته:
( فإن نعمة الله تعالى على هذه الأمة ، ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأسِ كل مائة سنة من يجدد لها دينها )) رواه أبو داود ، وهو حديث صحيح.
إحياء ما ذهب من العمل بالكتاب والسنة ، إحياء السنن التي ماتت بإظهار البدع والمحدثات ، فيرزق الله من هذه الأمة جبالاً يجددون لها ما اندرس من دينها ؛ فلله دَرُهم في الإمامة والحكم ، ولله دَرُهم في العلم والتعليم ، ولله دَرُهم في ساحات الوغى والجهاد.
عمر بن عبدالعزيز والشافعي وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم ، ولا يلزم أن يكون المجدد واحداً ؛ بل قد يكونون جماعة كل يجدد في جانب من جوانب الدين.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( مثل أُمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره )) حديث حسن بطرقه ؛ فالخير باقي في هذه الأمة إلى يوم القيامة.
وهكـــــــذا لما غلب الجهل على الناس ، وكان الشرك عاماً عليهم في هذه الجزيرة ، بعث الله سبحانه وتعالى الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ، فجدد الله به الدين ، وجلى به التوحيد ، بعد أن ران الشرك على الكثيرين ، وبيّن الله به السنة بعد أن انتشرت البدع ، وأحيـاء الله به العلم ،بعد أن عم الجهل ، ورفع الله به لواء الجهاد في سبيله ، بعد أن تركت تلك الفريضة ، وصارت حروب الناس تقاتلاً بينهم ، ونهباً للأموالِ وسلباً وحرباً ، وجهلاً وظلماً ، واعتداءً.
عباد الله:
ولما كان هذا المجدد ممن نفع الله به العالم ، كالوا له –أي: أعداء الإسلام- الاتهامات من كل جانب وشوهوا صورته ، ولا يزالون يفعلون ذلك ، ويبتلي الله المصلحين في وقتهم وبعد وقتهم بما يزيد حسناتهم ويرفع درجاتهم من هؤلاء المعتدين الذين يلغون في أعراضهم ، يبتلي الله المصلحين بمن يتهمهم بالباطل ليرفع الله شأن هؤلاء المصلحين)
ثم تحدث عن هذا المصطلح (الوهابية) فيقول:
( وهكذا إذا رأيت أعداء الله يتكلمون اليوم في الوهابيــة ؛ فأعلم أنها تقض مضجعهم ، وأنها تسبب لهم أرقاً ؛ فهل هناك شيء اسمه الوهابيـــة؟!!
الوهابيــة نسبة إلى مـــاذا؟!
أليســت نسبة إلى اسم الله الوهــاب؟!
الوهاب؟!
الوهابية؟!
فإذاً ما يقولونه عن النسبة إلى محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بأنها وهابية:
أولاً: نسبـة خاطئة ؛ فإن الوهابيــة نسبة إلى اسم الله الوهــاب ، الذي وهب هذه الأمة مثل هذا الرجل في ذلك الوقت العصيب الذي ظهر فيه .
وقد أرسل الله الرسل لعبادته وحده لا شريك له ، وعرفهم أن التوحيد أساس العمل ، وأن الشرك مُحبط لسائر الأعمال)
ثم تحدث عن صور من الشركيات منها:
( قد كان عند الناس في ذلك الوقت من أنواع الشرك ما كان ؛ بدعٌ منتشرة ، عبادة الأضرحة والقباب ، توسلٌ بالأموات.
كان قبر محجوب وقبة أبي طالب يأتون إلى الاستغاثة بها ، ولو دخل سارق أو غاصب أو ظالم قبر أحدهما لم يتعرضوا لهُ ؛ لما يرون من وجوب التعظيم والاحترام لهذا الضريح)
وكذلك:
( وكان بعض النســاء والرجال يأتون إلى ذكر النخل المعروف بالفحال في بلدة معينة ، يفعلون عنده أقبح الفعال ، وكانت المرأة إذا تأخر زواجها تضمُهُ بيدها ، ترجوا أن تفرج كربتها ، وتقول: يا فحل الفحول ، أُريد زوج قبل الحول.
كانت شجرة أبي دجانة في العيينة ، وقبة رجب ، وقبة ضرار بن الأزور ، وشجرة الطرفيين مثل ذات أنواط ، وكانت هذه القباب والقبور تُعبــد من دون الله.
وأفرادٌ من المتصوفة على مذهب الملاحدة من الحلولية الذين يعتقدون أن الله حل في كل مكان ، وأنه حل في المخلوقات ، وأن كل ما ترى بعينك فهو الله ، لا يميزون بين مخلوقٍ وخالق ، كان لهم انتشار في بلاد نجد وغيرها.
وكانت الموالد التي فيها الشرك تُقرأ على الناس ، وكانت الحجب تكتب بالطلاسم وتعلق.
وكانت الكتب مثل:دلائل الخيرات وروض الرياحين التي فيها استغاثة وتوسل بغير الله مشهورة لها قرأه في الموالد بين الناس.
وخلت كثير من المساجد من المصلين ، وانتشرت عبادة النجوم ، واعتقاد تأثيرها في الحوادث الأرضية.
تبركٌ بالأشجـارٍ والأحجارِ والجمادات ، وأمرٌ عظيم قد ران الجزيرة في نجـد وغيرهــا)
بعد هذا قال:
( فقدر الله تعالى أن يولد ذلك المصلح المجدد محمد بن عبدالوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن راشد التميمي ، وقد قال أبو هريرة رضي الله عنه : "مازلت أحب تميماً منذ ثلاث سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن ذلك أنه قال فيهم: ((هم أشد أمتي على الدجال)) –رواه البخاري-. وجاء في الحديث أيضاً: ((أن أطول رماح هذه الأمة على الدجال رماح بني تميم)) .
فبنو تميم كان في أولهم استعصى في الدعوة النبوية ؛ لكنهم بعد ذلك جاءوا مسلمين ، وسيكون لهم شأنٌ في محاربة الدجال شأن عظيم.
وكان هذا المصلح التميمي محمد بن عبدالوهاب رحمه الله من أشد الناس على الدجالين ، محارب للدجل والشرك والشعوذة.
قيضه الله عز وجل فولد عام ألف ومائة وخمسة عشر للهجرة ، وحفظ القرآن مبكراً ، وتفقه على مذهب أحمد بن حنبل في أول أمره ، وكذلك تعلم على أبيه ، وحج البيت الحرام ، ورزق سرعة في الحفظ والكتابة ، وفصاحة في الكلام ، وكان يتعجب من شأنه ، طاف البلاد ، وأخذ العلوم ، ودرس على المشايخ ، وكذلك فإنه تأثر بشيخه محمد حياة السندي ، وأصله من السند ، وكان مقيماً في المدينة ، مُحدث الحرمين ، محمد حياة السندي رحمه الله الذي كان موحداً غير راضي بكل هذه الشركيات ، وكانت الاستغاثات تسمع عند قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة ، فقال الشيخ محمد حياة السندي يوماً لتلميذه: ما تقول في هؤلاء؟ فأجابه: إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعلمون.
لم يكن منغلقاً الأفق ضيقاً ، وإنما كانت رحلاته إلى أماكن مختلفة حتى خارج الجزيرة إلى العراق إلى البصرة وغيرها من أسباب تفتحه وأخذه للعلم عند المشايخ في الأماكن المختلفة.
وبدأ رحمه الله بعد عودته من رحلاته العلمية ، ومعرفته بأوجب الواجبات ، دعوة الناس إلى التوحيد ، وأنه لابد من محاربة هذا الشرك ، لابد من تغيير الواقع ، أحس بالمسئولية العظيمة تجاه دين الله عز وجل ، الكفر والشرك منتشر.
وهكذا بدأت الدعوة ، وبدأ الإصلاح في العيينة والدرعية ، وهكذا تحالف الشيخ مع محمد بن سعود وغيره لأجل إقامة دين الله عز وجل.
واتجه إلى هدم القبة التي كانت مبنية على قبر زيد بن الخطاب ومعه ستمائة من المقاتلين فهدمها ؛ ثم قبة ضرار بن الأزور فهدمت ، وأشجار كانت تعبد من دون الله وتصرف لها أنواع من العبادات فقطعها الشيخ رحمه الله.
بدأت الدعوة إلى التوحيد ، ورأى الناس بأم أعينهم أن هذه الأشياء التي كانوا يعظمونها من دون الله لا تدفع عن نفسها ضراً ، ولا تملك نفعاً ، وأنها أُزيلت وقطعت فلم يحدث شيء.
بدأ الأثر العملي في القلوب ، بدأ الشيخ رحمه الله الدعوة بالنصيحة والحسنى ، بالتذكير ، بوعظ الناس ، بالتبيان ، بالتأليف ، وكان أول ما ألفه كتاب التوحيد ، الذي يدرس اليوم في كثير من الأماكن ، التوحيد الذي هو حق الله على العبيد.
وإذا كان هناك استعصاء من قبل سدنة الأضرحة وعباد القبور ، فإن الشيخ رحمه الله بدأ يُجرد المفارز من أهل التوحيد لإزالة هذه الأشياء بالقوة ، إذا لم يستجيبوا لإزالتها بالنصح واللين ، فثارت ثائرة بعض هؤلاء الجهلة من المشركين والذين لهم مصالح في القبور والأضرحة ، والذين كانت تأتي إليهم الأموال من الناس ، أصحاب المصالح الشخصية ، أعداء الدعوات في القديم والحديث ، فثاروا على الشيخ ، ناوئوه ، عادوه ، أرادوا تشويه سمعته ، وكتبوا إلى أماكن مختلفة في التحذير منه ؛ بل إنهم جردوا الجيوش لحربه.
وهكذا ؛ مكن الله للشيخ تمكيناً عجيباً ، ووفقه بمن أعانه على إقامة الدين والتوحيد.
كان عفيفاً ؛ لم يأخذ الأموال كغيره ؛ وإنما يعطي العلم الذي عنده ، وكان له طلاب وأنصار وأعوان يبثهم لنشر الدين والدعوة ، يعلمهم توحيد الله عز وجل ، يقرءون عليه الكتب ، ولازالت تنتشر من مكان إلى مكان ، ومن بلدة إلى بلدة ، في نجد وغيرها ، حتى وصل الأمر إلى خصوم اجتمعوا وأرادوا القضاء على هذه الدعوة المباركة ، ولما كان الله سبحانه وتعالى قد قال في كتابه العزيز عن المشركين: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} أي شرك وكفر {ويكون الدين كله لله] أي مسيطرا حاكماً {فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير}.
ولما قال الله في كتابه: {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ، وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ، إن الله قوي عزيز} إذاً أنزل الله الكتاب ليحكم ، وأنزل الحديد لكي يجاهد به المناوئين للكتاب.
فلما قام الشيخ بالدعوة فانتشرت ؛ ثم صار لها أعداء أرادوا أن يرفعوا السلاح في وجهها ويمنعوا انتشارها ، عرف الشيخ أنه لابد من الأخذ بالحديد لقتال من ناوئ الكتاب ، وهكذا قام الجهــاد في سبيل الله ضد المشركين ، ونصر الله الشيخ.
وعاش عمراً مباركاً إلى عام ألف ومائتين وستة للهجرة.
رسائل وكتب في داخل الجزيرة وخارجها ، دعوة وتبيان للأمور وجلاء ورد على الشبهات ودفاع )
ثم تحدث عن الابتلاء للمصلحين فقال:
(وهكذا يبتلي الله المصلحين باستمرار بمن يشوه سمعتهم ، ويسبهم ويشتمهم ، وهذا طريق الأنبياء ؛ ألم يقولوا عن نبينا صلى الله عليه وسلم ساحر ، كذاب ، مجنون ، به جِنة!!
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالناس أعداءٌ له وخصوم
كضرائر الحسنـاء قُلنَّ لوجهها حســــداً وزوراً إنه لذميم
واتهم الشيخ بتهم كثيرة ، منها: استحلال الدماء ، وتكفير المسلمين ، فكان يبين باستمرار أنه لا يستحل دماء المسلمين ، وإنما يقاتل المشركين ، ومتى كان قتال المسلمين في دينه ومنهجه؟!! وهو يعلم أنه لا يحل دم امرأ مسلم إلا بإحدى ثلاث ، بما جاءت به الشريعة من إحلال الدم.
وكان يخاطب الناس بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (( أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله )) شهادة حقيقية ؛ ليس لفظاً يُقال ، وإنما شهادة تطبق بشروطها ، حتى يعبد الله ويكفر بالطاغوت ، هذه دعوة الرسل {أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } إنما يقول بلسانه أشهد أن لا إله إلا الله ؛ ثم يعبد الطاغوت من دون الله ؛ فليست هذه شهادة {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها }.
وكل ما جاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع طاغوت يقاتل. وكل من أراد حمايته والدفاع عنه فإنه يقاتل أيضاً.
وبيّن الشيخ رحمه الله موانع التكفير ، وأنه لا يتسرع بتكفير كل أحد ، لابد من إقامة الحجة أولاً ، لابد من البيان ، لابد من إزالة الشبهات ، قد يكون الشخص جاهلاً فيعلم ، أو لديه شبهات فيناقش ، أو مكره فلا يكفر وهو مكره.
واتهم الشيخ بالظلم والتعدي ، فكان يبيّن ويكتب عن فلان (استدعيته أولاً بالملاطفة) ، ولفلان يقول: ( ولست والحمد لله ممن ادعوا إلى مذهب صوفي ، أو فقيه ، أو متكلم ، أو إمام من الأئمة ، إنما ادعوا إلى الله وحده لا شريك له ، وادعوا إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم) .
استعمل الحكمة في دعوته ، وكان يتلطف في مخاطبة مخالفيه ، يبدأ أولاً باللين ، ويقول لفلان: (لعلك تكون مثل الفاروق الذي فرق الله به بين الحق والباطل) أي تكون على طريقته.
وكذلك فإنه قال: ( فإننا نرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برهم وفاجرهم ، ما لم يأمروا بمعصية الله ) فبيّن أنه ليس بخارج على خليفة للمسلمين ، ولا إمام لهم موحد يقودهم إلى عبادة الله ، ولم تكن دولة الخلافة في ذلك الوقت قد بسطت سلطانها على نجد ، وكان فيها تقصير من جهة دعوة التوحيد ، فجاء الشيخ لتكميله رحمه الله.
وممن تآمر عليه بعض الصليبيين الذين أيدوا بعض الباشوات في قتال اتباع تلك الدعوة ، وهذا واضح في مكاتباتهم ومخاطباتهم وشهادة أهل التاريخ.
لقد انتشرت دعوة الشيخ رحمه الله ، ووصلت إلى أصقاع مختلفة ، ووصل معها أيضاً تشويهات من أطراف أخرى ، مما كان يملأ به أذهان بعض الحجاج عن دعوة الشيخ تشويهاً وتعسفاً.
فممن وصلت إليه دعوة التوحيد في بلاد الهند عدة ، وفي بلاد اليمن ، وغيرها ، حتى قال القائل:
سلام على نجد ومن حل في نـجد وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي
قفي واسألي عن عالمٍ حل سوحها ** به يهتدي من ضل عن منهج الرشــدِ
محمد الهـــادي لسنّـــــة أحمــــــدٍ ** فيا حبــذا الهادي ويا حبـــــذا المهدي
لقد سرنـي ما جائني من طريقــــه ** وكنت أرى هذه الطريقــة لي وحــدي
ويُـعزى إليـــه كل مـــــــا لا يقوله ** لتنقيصـــــــــــه عند التهامي والنجدي
فيرميه أهل الرفض بالنصب فرية ** ويرميه أهل النصب بالرفـض والجحد
وليس لــــه ذنـبٌ ســـــوى أنه أتى ** بتحــــــــــكيم قول الله في الحل والعقدِ
ويتبع أقـــــــــــــوال النبي محمـــد ** وهل غيره بالله في الشـــرع من يهدي
لئن عدّه الجُهّال ذنباً فحبــــــــــــذا ** به حبــــــــــــذا يوم انفرادي في لحدي
وهكذا كتب عدد من علماء الهند واليمن ، يؤيدونه في دعوته)
ثم تحدث عن هؤلاء الأعداء وموقفهم فيقول:
( وكذلك صار لهُ أعداء بفعل ما شوهت به السمعة بين الحجاج الذين كانوا يعودون إلى أمصارهم ، فاتهموا الشيخ بالكفر والإلحاد والزندقة والتكفير واستحلال الدماء ؛ ولكنه رحمه الله استمر على منهجه حتى دان للدعوة عند وفاته قريباً من مليونين ونصف من الناس.
وكتب أهل العلم في تأييده على ذلك من العراق واليمن والشام ومصر.
وفي ذات الوقت كان لهُ أعداء قد كتبوا ضد دعوته ، والله سبحانه وتعالى يبتلي: {ألم ، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون ، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين }
وكانت قريش تجتهد في أن تملأ أذهان الحجاج الذين يأتون مكة بالباطل حول النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته ، حتى أن بعض من قدم مكة سد أُذنيه بالقطن حتى لا يسمع دعوته النبي صلى الله عليه وسلم.
وهكذا فعل هؤلاء ، ونسبوا إلى الشيخ أباطيل كثيرة ؛ ولكن يشـاء الله سبحانه وتعالى أن تستمر القضية والمسلسل في الاتهامات في القديم والحديث.
حتى ذكروا أن تاجراً مسلماً قد اختصم مع تاجر هندوسي في الهند حول سلعة عند الهندوسي ؛ فخرج المسلم غاضباً وعزم على إفســاد تجارة الهندوسي ، فأشاع في المسجد أن الهندوسي وهابي ، فهجر الناس دكان الهندوسي ، واستاءوا منه ، وحاصروه ، ولم يجد الهندوسي طريقةً لإعادة تجارته إلا ليعلن على الملأ أنه قد تاب من الوهابيـة وعـاد إلى الهندوسية ، فتأملوا كيف بلغ التشويه إلى هذا الحد!!
ولما سافر بعض أهل العلم من نجد إلى الهند ليطلب الحديث على أحد مشايخها الذين تأثروا بالدعايات ضد دعوة الشيخ ، أخذ هذا الرجل كتاباً للشيخ رحمه الله ونزع غلافه الذي عليه اسم المؤلف ووضعه على طاولة المحدث العالم الهندي.
فلما جاء الشيخ أخذ الكتاب فقرأه ، فأعجب به ، وقال: ليتني أعرف من هذا الذي ألف هذا الكتاب؟
فقال له التلميذ ، طالب العلم ، الراحل للعلم: أتريد أن تعرف المؤلف إنه الذي تقع فيه في دروسك ، وتتكلم عليه بما وصلك من الإشاعات ، إنه محمد بن عبدالوهاب.
فانقلب المحدث إلى أكبر داعية في الهند لدعوة الشيخ رحمه الله)
ثم يختم بالأعداء وسبب العداوة هذه الأيام من الكفرة والمشركين فيقول:
( ويقوم أعداء الدين في هذه الأيام بالطعنِ في دعوة الشيخ رحمه الله ، وإعادة الثارات والنعرات ورفع راية محاربة الوهابية!!
لماذا إذاً؟!!
لأن تلك الدعوة المباركة ، وهي إحيــاء السنة المحمدية ، والدعوة إلى الكتاب والسنة أشد ما يقظ مضاجع هؤلاء.
ويريدون أيضاً أن يستفيدوا من التشويهات الحاصلة عند بعض الناس ضد الوهابية ليكسبوهم إلى صفهم.
ويُريدُ الصليبيون اليوم أن يرفعوها دعوة ضد الوهابية ، ليكسبوا بزعمهم طوائــف من الناس المنتسبين للإسلام الذين يعادون الدعوة ، وفي ذات الوقت يشوهون الذين يقفون أمامهم وفي طريقهم من أبناء الإسلام.
فإذا عُرفت حقيقة هذه الدعوة المباركة ، فات الهدف على هؤلاء ؛ ولن يستطيعوا إن شاء الله أن يصلوا إلى دعوة الحق بسوء)
جزى الله الشيخ محمد خير الجزاء ، وصدق فإن معرفة حقيقة هذه الدعوة يفوت على الكفار إشعال النعرات بينهم بالبهتان.
63-اسم الكتاب: أثر الدعوة السلفية في توحيد المملكة العربية السعودية
المؤلف: أ-د- حمود بن أحمد الرحيلي
المولد: المدينة النبوية
مؤلف هذا الكتاب هو الأستاذ بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية .. له العديد من المشاركات والمؤلفات ..
أما عن الكتاب:
فالكتاب يُبين أثر هذه الدعوة على هذه البلاد ، وكيف استتب الأمن ، ونعمة هذه البلاد بنعمة التوحيد ، وقُضي على الشرك ، ورفع من شأن أهل العلم ، وفتحت المدارس والمعاهد العلمية ، وخدمة كتاب الله عز وجل ...
وهدف الكتاب كما بين المؤلف:
( ونظراً لمحبتي لهذه الدعوة ، ومحبتي لأهلها وأنصارها ، ورغبة في المشـــاركة في إظهار هذه الدعوة ودورها المميز فيما قامت به في الماضي ، وما تقوم به في الوقت الحاضر ، من الدعوة إلى تصحيح العقيدة ، وإصلاح أخلاق الناس وآدابهم ، والدعوة إلى الائتلاف ، وجمع الصفوف ، واتفاق الكلمة ، ونبذ الفُرقة والاختلاف ، بالإضافة إلى أني لم أجد مَن كتب في هذا الموضوع كتابة مستقلة -على حدّ علمي القاصر- مع أهميته)
واشتمل بحثه على:
التمهيد: وقام بالتعريف بالدعوة السلفية ، وضرورة الدعوة إليها.
وأما الفصل الأول: فقد جعلته عن الدعوة السلفية في الدورين الأول والثاني للدولة السعودية وفيه مبحثان:
المبحث الأول: عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ولقائه بالإمام محمد بن سعود.
المبحث الثاني: عن الدعوة السلفية في الدور السعودي الثاني.
وأما الفصل الثاني: فكان عن أهم العوامل التي ساهمت في قيام الدولة السعودية الثالثة على يد الملك عبدالعزيز ، وفيه ثلاث مباحث:
المبحث الأول: دور العلماء في نشر الدعوة السلفية.
المبحث الثاني: السمعة الطيبة للدولة السعودية في عهودها السابقة.
المبحث الثالث: تطلُّع المجتمع إلى قيام دولة تصحح العقيدة ، وتُطبّق الشريعة ، وتقيم الأمن والعدل.
وأما الفصل الثالث: فكان عن شخصية الملك عبدالعزيز وتوحيد المملكة ، وفيه ثلاث مباحث:
المبحث الأول: شخصية الملك عبدالعزيز وأثرها في توحيد المملكة.
المبحث الثاني: سير الملك عبدالعزيز على منهج السلف الصالح.
المبحث الثالث: توحيد الملك عبدالعزيز للملكة.
وأما الفصل الرابع: فقد كان عن أثر الدعوة السلفية في توحيد المملكة ، وفيه عشرة مباحث:
المبحث الأول: اتخــاذ الملك عبدالعزيز الكتاب والسنّة دستوراً لبلاده.
المبحث الثاني: تقريب الملك عبدالعزيز للعلماء ومشاركاتهم.
المبحث الثالث: تقريب الملك عبدالعزيز للدعوة السلفية ونشرها.
المبحث الرابع: القضاء على أسباب الشرك ومحاربة الأفكار الهدّامة.
المبحث الخامس: نشر العلم وطباعة الكتب القيّمة.
المبحث السادس: تطبيق الشريعة وإقامة الحدود.
المبحث السابع: الأخذ بمبدأ الشورى.
المبحث الثامن توطين البادية والمؤاخاة بين القبائل.
المبحث العاشر: التعاون بين الراعي والرعية.
وأما الخاتمة فقد لخص فيها أهم نتائج البحث على شكل نقاط منها:
- إن العقيدة هي القاعدة الأساس لهذا الدين ، وهي مناط النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة.
-إن الدَّعْوَة إلى منهج السلف الصالح أمرٌ يجب اتّباعه والأخذ به ، وذلك هو طريق الطائفة المنصورة ، وهو طريق أهل السُنَّة والجماعة ، المتمسكين بكتاب الله وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وبما كان عليه الصدر الأول من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ، والتابعين ، وأئمة الهدى من قديم الدَّهر وحديثه.
- إن الشيخ مُحَمَّد بن عبدالوَهَّاب -رحمه الله- هي في حقيقتها دعوة لإحياء عقيدة السَّلَف الصالح ، قامت على الكتاب والسُنَّة وفهم السلف الصالح.
...... ونقاط أخرى كثيرة أكتفي بما ذكر .. جزى الله مؤلف هذا الكتاب خير الجزاء ..
64-اسم الكتاب: روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام
المؤلف: حسين بن غنام الأحسائي
المولد: الأحســـــــــاء
مؤلف هذا الكتاب الكبير هو العلامة الكبير والمؤرخ القدير بحر الأحساء وحبرها الرحب أبو بكر حسين بن غنـــــام الأحســائي رحمه الله تعالى ... وهـــــــــــذا الكتاب من أهم الكتب التي تُعرف بحقيقة الدعوة ، من شخص متجرد ، معاصر للإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى , ويأتي عظم هذا الكتاب من عظم مؤلفه ، ويأتي أهميته من معرفة القاصي والداني بتجرد الشيخ للحق ..
إن هذا الكتاب الموسوعة إلى جزأئين كبيرين:
الأول: هو ما نحن بصدد التعريف به.
الثاني: يشمل الرسائل والمسائل وأقوال الإمام في التفسير.
في جزئه الأول قسمه لثلاث أقسام:
القسم الأول: فصول تمهيدية:
1- حال المسلمين قبيل قيام الشيخ محمد بن عبدالوهاب بالدعوة.
2- اختلاف المسلمين.
3-غربة الإسلام.
4- اضطهــــــــــــاد الأخيــار - التزام السنة - معنى العلم والرأي.
5- معنى التوحيد.
6- إنكار تعظيم القبور وبناء المشاهد والاستغاثة بالصالحين أمواتاً وأحياءً.
7- نهى الرسول عن اتخــاذ قبره وقبور الأنبياء والصالحين أعياداً وأوثاناً.
القسم الثاني:
تحدث باختصـــار عن حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، وبيان حاله وطلبة للعلم ، وجهاده في نشر العلم وقيامه بالدعوة للعودة للكتاب والسنة وتجريد الاتباع للنبي عليه الصلاة والسلام.
القسم الثالث:
في ذكر غزوات الشيخ والمجاهدين الموحدين لنشر الإسلام ، وهدم الشرك والأوثان ، وإخلاص العبادة للواحد الرحمن ..
والله يا أحبه رغبةً في عدم حرق الكتاب عليكم .. ادعوكم لقراءته .. وأرغب عن نقل شيء منه .. فالكتاب روضة طيبة ..
جزى الله الشيخ العلامة حســـــــــــــــــين بن غنام الأحســـــــــــائي خير الجزاء .. ورفع منزلته في عليين .. وجزاه بما أنصف وتجرد خير الجزاء .. إنه ذو الفضل الكريم ..
65- اسم الكتاب: إعصار التوحيد يحطم وثن الصوفية
المؤلف: نبيل محمود
المولد: مصـــر
الشيخ نبيل حفظه الله أنشأ هذا الكتاب في الرد على الصوفية ، ونصرة للعقيدة السلفية
فجزاه الله خير الجزاء
تكلم الشيخ عن [ مدارس الصوفيــة ] وعرف بأثني عشر طريقة صوفية باختصار
ثم تكلم عن [ الصوفية وانتشارها في العالم الإسلامي ]
ووضح أمراً ألا وهو [ الصوفية في غلاف التعبد والزهد ]
وبين كيف بدأت الصوفية ومن أين؟
وأوضح علامات الصوفية ( الزهد - التقشف - السياحة في البراري )
وتحدث عن [ تربية المريدين تربية ذليلة ]
ثم أبان [ شطحــــــــات الصوفيـــة ]
وكشف عن [ كرامات الصوفيــة الزائفة ]
ثم [ كشف قناع الصوفية ] وأوضح حقيقته!!
ثم وضح [ العلاقة بين الصوفية والشيعة ]
ثم أطال في تبيان [ خطورة الصوفية على الإسلام ]
وأخيراً
أوضح ما فعلته الصوفية من الضلال والإضلال في
[مظاهر الشرك في الجزيرة العربية التي أدخلتها الصوفية قبل دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب]
وختم بـ [ ـكلمة أخيرة ]
وفي النهاية جمع عدد من الأسئلة والأجوبة للأئمة الإسلام في الصوفية وفيما تقوم به الصوفية اسمى هذه الرسالة المُلحقة بـ [فتاوى العلماء في الرد على مزاعم الصوفية]
جزى الله المؤلف الشيخ نبيل خير الجزاء .. ونفع بما سطر لكشف الحقيقة لمن كان من العقلاء .. وأنجى الله من وقع فريسة للأشقياء
66-اسم الكتاب: الأساليب التربوية المستمدة من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب
المؤلف: د- عبدالرحمن بن علي العريني
المولد: القصيم - البدائع
مؤلف هذا الكتاب يعمل حالياً أستاذاً مساعداً بقسم التاريخ والحضارة بكلية العلوم الاجتماعية بالرياض ... وهو يُشرف على طلاب الدراسات العليا ، وأشرف على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه .. وناقش عدداً منها ..
ومن بحوثه المنشورة:
1- الإمام محمد بن سعود وجهوده في تأسيس الدولة السعودية الأولى.
2- قيام الدولة العثمانية وحملات التحالف الصليبي ضدهــا 699-805هـ
أما عن هذا الكتاب:
يُعد هذا الكتاب محاولة لتأريخ التربية المستمدة من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- وهو على غرار الكتب التي ألفت في تاريخ التربية الإسلامية ، والمرجو أن يتم تطويره مستقبلاً ليكون تاريخاً شاملاً للتربية في دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
وقد نشأت فكرة هذا الكتاب من حقيقة أن الدعوة السلفية اعتمدت التربية قبل التعليم وسيلة مثلى لحشد الأتباع وقصرهم على المنهج السلفي السليم ، وانطلقت بعد ذلك معتمدة التربية سبيلاً قويماً لإصلاح الناس في عمومهم ، وقد برز الجانب العلمي في أنه أحد الجوانب التي امتازت بها هذه الدعوة المباركة لضبط هذه التربية وجعلها تنطلق من الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح وأعمالهم ، كما أنها انطلقت من أن التربية شاملة للتعليم ومتقدمة عليه.
وقد تكلم حول هذه المواضيع:
1- الأســاس العقدي أهم الأسس التربوية في هذه الدعوة.
2- التربيـــــة بالقدوة والعبرة.
3- إلزامية التعليم وشموليته (محو الأمية أو تعليم العامة)
4- تعليم الخاصة من طلاب العلم.
5- تشجيع التعليم والإنفاق عليه.
6- التعليم بالمراسلة.
7- الخطب أسلوب من أسليب التربية.
8- اتساع مجالات التأليف.
9- تعداد أمكنة التعليم وتنوعها.
10- تربية الطفل وتعليمه.
11- تعليم المرأة.
12- نشر التربية والتعليم في أوساط البادية.
13- التعليم الحرفي والمهني ونظرة الدعوة إليه.
14- تربية الأتباع على إثبات الرأي المناوئ ونشره.
15- وقف الكتب سبيل من سبل نشر العلم.
وكانت خاتمة كتابه غاية في الإتقان ... فجزاه الله خيراً ... وأنصح بقراءته .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...
67-اسم الكتاب: فقه التمكين في القرآن الكريم
المؤلف: د- علي محمد الصلابي
المولد: ليبيا
الدكتور علي بن محمد الصلابي نفع الله به من أبناء ليبيا .. له العديد من المؤلفات .. نفع الله به وبها .. ومن مؤلفاته هذا الكتاب الذي حاز به على الدرجة العالية العالمية , وفيه محاولة لإبراز كيف يمكن الله لعباده المصلحين؟!! ودحض شبهات المغرضين والمفتريين من علمانيين وغيرهم ..
وقد عقد للكتاب أربعة أبواب:
الباب الأول: أنواع التمكين في القرآن الكريم
الباب الثاني: شروط التمكين وأسبابه
الباب الثالث: مراحل التمكين وأهدافه
وقد ذكر في هذا الكتاب نماذج للتمكين وكان أبرز هذه النماذج وأولها في هذا العصر هي الدعوة السلفية بنجد .. تحت عنوان [ الحركات الإسلامية ودورها في العودة إلى التمكين ]
يقول المؤلف:
( بدأت بشائر العودة إلى التمكين ومظاهره مع الحركات الإسلامية منذ القرنين الماضيين وتوارثت الأجيال الحاضرة تلك التجارب التي تركت لنا معالم في فقه التمكين ومن أهم هذه الحركات:
أولاً: حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب )
وختم هذا الفصل بقوله:
( لقد أخذ الشيخ محمد بن عبدالوهاب بالسنن لتمكين دين الله تعالى ، فنلاحظ في دعوته أخذه بشروط التمكين ودعوة الناس وتربيتهم عليها من الإيمان بالله ، والعمل الصالح ، وتحقيق العبودية ومحاربة الشرك ، وتقوى الله تعالى ، وأخذه بأسباب التمكين ويظهر حرصه على الأخذ بالأسبــاب في تحالفه مع الأمير محمد بن سعود الذي وظف جيشه وحكومته وماله وسلاحه ورجاله لخدمة الدعوة ، ومرت الدعوة بالمراحل الطبيعية من التعريف بها وإعداد من يحملها ، ومغالبة أعدائها والتمكين لها ، ومرّ الشيخ بسنة التدافع بين الحق والباطل ، ولم يترك سنة الأخذ بالأسباب وهذا كله يدخل تحت فقه التمكين الذي مارسه الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- )
رحم الله الإمام المجدد ورفع درجته في عليين .. وجزى
عدل سابقا من قبل أبو عائشة إسماعيل خيرى في الجمعة يناير 04, 2013 6:17 am عدل 1 مرات (السبب : خطأ مطبعى)
مواضيع مماثلة
» الجزءالتاسع:( دحر إفتراءات أهل الزيغ و الإرتياب عن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب تأليف المحدث ربيع المدخلى
» الجزء السادس ( دحر إفتراءات أهل الزيغ و الإرتياب عن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب تأليف المحدث ربيع المدخلى
» الجزء السابع :( دحر إفتراءات أهل الزيغ و الإرتياب عن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب : تأليف المحدث ربيع المدخلى
» الجزء العاشر:( دحر إفتراءات أهل الزيغ و الإرتياب عن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب تأليف المحدث ربيع المدخلى
» الجزء الثامن :( دحر إفتراءات أهل الزيغ و الإرتياب عن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب تأليف المحدث ربيع المدخلى
» الجزء السادس ( دحر إفتراءات أهل الزيغ و الإرتياب عن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب تأليف المحدث ربيع المدخلى
» الجزء السابع :( دحر إفتراءات أهل الزيغ و الإرتياب عن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب : تأليف المحدث ربيع المدخلى
» الجزء العاشر:( دحر إفتراءات أهل الزيغ و الإرتياب عن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب تأليف المحدث ربيع المدخلى
» الجزء الثامن :( دحر إفتراءات أهل الزيغ و الإرتياب عن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب تأليف المحدث ربيع المدخلى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى