الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوته و سيرته وثناء العلماء والعقلاءعلى دعوته السلفية

الإمام محمد بن عبد الوهاب سيرته وثناء العلماء والعقلاء على دعوته السلفية
يقيننا الذى لا شك فيه أن الدعوة السلفية الحقة التى جددها الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فى القرن الثانى عشر من الهجرة النبوية هى دعوة الأنبياء والمرسلين من لدن نوح عليه السلام الى خاتمهم محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام .
ولما دعا الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الى ما دعا اليه المرسلون ولما قال : ((يا قوم اتبعوا المرسلين)) ودندن حول الدعوة إلى توحيد الله وافراده بالعبادة وتحقيق التوحيد ظاهراً وباطناً ، تصدى له خصوم التوحيد من كل صوب وحدب بل ألفوا المؤلفات الفاسدة والخيالات الكاسدة فى تشويه سيرة الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ودعوته السلفية بالكذب والزور و البهتان والإفتراء الواضح الفاضح بل كذبوا على الامام محمد بن عبد الوهاب كذب من لا يحسن كيف يكذب ومن هؤلاء الخصوم الذين كتبوا و ألفوا ضد دعوة الامام محمد بن عبد الوهاب المفترى محمد أحمد السوداني صاحب كتاب ((براءة الشيعة من مفتريات الوهابية)) وهذا المفترى خريج جامعة الخرطوم كلية الاقتصاد من تلاميذ على زين العابدين الصوفى الختمى المعروف بعداءه و مناطحته للامام محمد بن عبد الوهاب و دعوته السلفية.ٍ
يقول المفترى محمد أحمد فى كتابه (براءة الشيعة من مفتريات الوهابية) ما نصه ((..وابن عبد الوهاب من أصل يهودى من يهود الدونمة فى تركيا وجده يسمى شولمان بن قرقوذى)) نقول بأن قوله هذا من أبطل الباطل وأكذب الكذب وافتراءه هذا يدل على أن هذا المفترى الصوفى الشيعى السودانى أجهل من حمار أبيه وأهله فى معرفة سيرة الامام محمد بن عبد الوهاب ونسبه ونشأته .....ونقول لهذا المفترى بأن الإمام محمد بن عبد الوهاب من قبيلة عربية أصيلة وهى قبيلة بنى تميم كما سياتى وهى قبيلة معروف عند الدانى والقاصى وبنى تميم يلتقون مع النبى (صلى الله عليه وسلم ) فى عدنان وهم من أشرف العرب ولتأكيد ما ذكرناه اليكم سيرة الامام محمد بن عبد الوهاب ونسبه ونشأته :
و (فى سنة 1115هـ - 1703م أذن الله أن يسفر الصبح وتبزغ الشمس فولد محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن على من بنى تميم الذين ينحدرون من مضر الحمراء من العرب الخلص من نزار من عدنان . وحين جاء الاسلام وأسلموا فرق النبى صلى الله عليه وسلم فيهم عماله وصاروا أقوى الجند الاسلامي وأكثفهم ثم سكنوا البصرة والكوفة والحجاز ، وكان منهم فى خرسان باقصى الشمال الشرقى من فارس جند كثيف ولكثرتهم وقوتهم كانت لهم هبات وثورات وكان الخلفاء والقواد يعتزون بهم فى صدر الاسلام وفى دولة’ بنى العباس ويخشونهم إذا ثاروا ( ) . وتميم هذه من طابخة من عدنان وهم بنو تميم ابن مر بن اد او ابن طابخة من خندف بن مضر . وكان لتميم من الولد زيد مناة وعمرو والحارث. وقد اتخذوا منازلهم بأرض نجد من هناك على البصرة واليمامة وأمتدت الى العذيب من أرض الكوفة ثم تفرقوا بعد ذلك فى الحواضر)( ) .وطابخة ومدركة اخوان من ألياس بن مضر وكان اسم طابخة عمراً وقد سمى طابخة لأنه كان هو وأخوه عامر فى أبل لهما يرعيانها فأصطادا صيداً وقعدا يطبخانه فعدت عاديةعلى ابلهما فقال عمرو لعامر : تدارك الابل اضجاء بها وطبخ عمرو فلما راحا على ابيهما ألياس أخبراه بشأنهما فقال لعامر أنت مدركة وقال لعمرو انت طابخة فسمى بها من ذلك الحين)( ) . وآل عبد الوهاب ينتمون بالاصالة الى تميم فابنهم محمد تميمى مضرى واذا قيل تميمى او مضرى فانما هو على طريقة القدماء ينسبون الى الأباء الاعلين فاذا قيل وهابى فان ذلك على طريقة المتأخرين حين ينسبون الى أقرب الأباء ( ) وأن كان اللقب أطلقه خصومه على أتباعه كما أوضحنا فى مقدمة الكتاب ........وقد اخبر الثقات ان محمد بن عبد الوهاب ابن سليمان بن على بن سعد بن سلمة بن فلاح بن عبد الواحد بن حميد بن سالم بن سنان. وبنو سنان قبيلة من تميم وبين سنان وتميم ثلاثة وعشرون أباً وهو ما صح من نسبه لدى رواة الانساب( ) وجده سليمان كان عالم نجد وفقيهها انتهت اليه الرياسة الدينية وتوافدت عليه وفود العلماء والطلاب وكذلك كان أبوه عبد الوهاب عالماً فقيهاً تولى القضاء والإفتاء فى بلاد العارض من اليمامة فى العيينة وفى حريملاء( ) .
يقول الامام وشيخ السلفيين عبد العزيز بن باز فى معرض كلامه عن سيرة الامام محمد بن عبد الوهاب ما نصه ((...... هو الامام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن على التميمي الحنبلى النجدى لقد عرف الناس هذا الامام ولا سيما علماؤهم ورؤسائهم وكبراؤهم وأعيانهم فى الجزيرة العربية وخارجها ولقد كتب الناس عنه بكتابات حتى المستشرقين كتبوا عنه كتابات كثيرة وكتب عنه آخرون فى أثناء كتاباتهم عن المصلحين ووصفه المنصفون منهم بأنه مصلح عظيم وأنه مجدد للاسلام وبأنه على هدى ونور من ربه الى أن قال .....ولد هذا الامام فى عام 1115هـ هذا هو الصحيح المشهور فى مولده وقيل فى عام 1111هـ)) والمعروف الأول أنه ولد فى عام 1115هـ على صاحبها أفضل الصلاة وأكمل التحية( ).
قال الامام المحدث الحافظ سليمان بن عبد الله بن الامام محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله فى معرض كلامه عن ترجمة الامام محمد بن عبد الوهاب ما نصه ((لينظروا كتاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب ابن سليمان بن على بن محمد ابن احمد بن بريد بن مشرف بن عمر بن معض بن ادريس بن على بن محمد ابن علوى بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبة بن مسعود بن حارثة بن عمرو ابن ربيع بن سعدة بن ثعلبة بن ربيعة بن ملكان بن عدى بن عبد مناف ابن تميم . ولد سنة 1115هـ دخل البصرة والحجاز وأخذ العلم عن جماعة منهم الشيخ على أفندى الداغستانى لما أجتمع به فى المدينة المنورة مجاوراً بها شيخ مشايخ الشام باجمعهم بعد الشيخ ابى المواهب والشيخ اسماعيل العجلوى فإن أبا المواهب الكبير وهو المحدث عبد الباقى متقدم عليه والشيخ العجلونى كان فى عصره واخذ ايضاً عن عبد الله بن ابراهيم نزيل المدينة والمشهور بها وأخذ ايضاً عن عبد اللطيف الاحسائى العفالقى وأخذ أيضاً عن محمد الفعالقى الاحسائى فقد قرأ على الشيخ عبد الله بن ابراهيم وأجازه من طريقين ((أحدهما)) : عن ابن نصر الله عن الشيخ البلبانى عن الشيخ احمد بن على الوفائي المفلحى عن الشيخ موسى الحجاوى عن القاضى برهان الدين بن مفلح وهما عن والده نجم الدين بن مفلح عن والده القاضي صاحب الفروع عن جده عبد الله بن مفلح عن الشيخ تقى الدين احمد بن تيمية عن شمس الدين بن ابى عمر عن عمه موفق الدين بن قدامة عن الشيخ عبد القادر الجيلانى عن القاضى أبى يعلى المرداوى عن ابن حامد عن ابى بكر الخلال عن ابى بكر المروزى عن الامام احمد بن حنبل عن سفيان بن عيينةعن عمرو بن دينار عن ابن عباس رضى الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبرائيل عليه السلام عن رب العزة تبارك وتعالى والثاني عن عبد القادر التغلبى عن عبد الباقى ابى المواهب المحدث عن الشيخ احمد الوفائى عن موسى الحجاوى عن أحمد الشويكى عن العسكرى عن عبد الرحمن بن رجب عن بن القيم عن تقى الدين أحمد بن تيمية عن شمس الدين نجل ابى عمر عن عمه موفق الدين عن الشيخ عبد القادر الجيلانى عن ابى الوفاء بن عقيل عن القاضى ابى يعلى عن ابن حامد عن ابى بكر المروزى عن الخلال عن الاثرم عن الامام احمد بن حنبل عن سفيان بن عيينة ايضاً عن عمرو بن دينار عن بن عباس رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن الله تبارك وتعالى وقد اجازه ايضاً كل من الشيخ على افندى وعبد الله بن إبراهيم وعبد اللطيف العفالقي ، فى كل من ما حواه ثبت الشيخ عبد الباقى أبى المواهب الحنبلى قراءة وتعلماً من صحيح البخارى بسنده الى مؤلفه وصحيح مسلم بسنده الى مؤلفه وشروح كل منهما وسنن الترمزى بسنده وسنن ابن داؤد بسنده وسنن بن ماجه بسنده ، وسنن النسائى الكبرى بسنده وسنن الدارمى ومؤلفاته بالسند ، وسلسلة العربية بسندها عن ابى الاسود عن على بن ابى طالب كرم الله وجهه وكتب النووى كلها وألفية العراقى والترغيب والترهيب والخلاصة لابن مالك وسيرة بن هاشم وسائر كتبه ومؤلفات بن حجر العسقلاني وكتب القاضى وكتب القرآءت وكتاب الغنية لعبد القادر الجيلانى وكتاب القاموس بالسند الى مؤلفه ومسند الامام الشافعى وموطأ مالك ومسند الامام الاعظم ومسند الامام أحمد ومسند ابى داؤد ومعاجم الطبرانى وكتب السيوطى و فقه الحنابلة وسلسلتها وأصولهم ثم أنه رجع الى نجد فوجد أهلها ضالين وعلى أصنام يعبدونها من دون الله عاكفين ما بين اشجار واحجار وغيران وطواغيت من الانس والجان فاتنين ومفتونين فلم يسعه الا الصدع بالحق والاعراض عن المشركين والنصيحة لهولاء العاكفين عملاً بنصيحة الدين ( ).
قال الامام بن باز رحمه الله فى معرض كلامه عن سيرة الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ((وتعلم على أبيه فى بلده العيينة وهذه البلدة هى مسقط رأسه رحمة الله عليه وهى قرية معلومة فى اليمامة فى نجد فى شمال غرب مدينة الرياض بينهما وبين الرياض مسيرة سبعين كيلو متراً تقريباً أو ما يقارب ذلك من جهة الغرب ولد فيها رحمه الله ونشأ نشاة صالحة وقرأ القرآن الكريم مبكراً واجتهد فى الدراسة والتفقه على أبيه الشيخ عبد الوهاب بن سليمان وكان فقيهاً كبيراً وعالماً قديراً وكان قاضياً فى بلده العيينة ثم بعد بلوغ الحلم حج وقصد بيت الله الحرام وأخذ عن بعض علماء الحرم الشريف ثم توجه الى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام فاجتمع بعلمائها وأقام فيها مدة وأخذ العلم من عالمين كبيرين مشهورين فى المدينة ذلك الوقت وهما : الشيخ عبد الله بن ابراهيم بن سيف النجدى أصله من المجمعة وهو والد الشيخ ابراهيم بن عبد الله صاحب (العزب الفائض فى علم الفرائض)) وأخذ أيضاً عن الشيخ الكبير محمد حياة السندى بالمدينة . هذان العالمان ممن أشتهر أخذ الشيخ عنهما بالمدينة ولعله أخذ من غيرهما ممن لا نعرف ورحل الشيخ لطلب العلم الى العراق فقصد البصرة واجتمع بعلمائها وأخذ عنهم ما شاء الله من العلم وأظهر الدعوة هناك الى توحيد الله ودعا الناس الى السنة .....وأشتهر من مشايخه هناك شخص يقال له الشيخ محمد المجموعى وقد ثار عليه بعض علماء السوء بالبصرة وحصل عليه وعلى شيخه المذكور بعض الأذى فخرج من أجل ذلك وكان من نيته أن يقصد الشام فلم يقدر على ذلك لعدم وجود النفقة الكافية فخرج من البصرة الى الزبير وتوجه من الزبير الى الاحساء وأجتمع بعلمائها وذاكرهم فى أشياء من أصول الدين ثم توجه إلى حريملاء وذلك (والله أعلم ) فى العقد الخامس من القرن الثانى عشر لأن أباه كان قاضياً فى العيينة وصار بينه وبين أميرها نزاع فانتقل عنها الى حريملاء سنة 1139هـ فقدم الشيخ على أبيه فى حريملاء بعد انتقاله إليها سنة 1139هـ فيكون قدومه حريملاء فى عام 1140هـ او ما بعدها وإستقر هناك ولم يزل مشتقلاً بالعلم والتعليم والدعوة فى حريملاء حتى مات والده فى عام 1153هـ فحصل له من بعض أهل حريملاء شر عليه وهمَّ بعض السفلة بها أن يفتك به . وقيل أن بعضهم تسور عليه الجدار فعلم بهم بعض الناس فهربوا وبعد ذلك إرتحل الشيخ الى العيينة رحمة الله عليه وأسباب غضب هؤلاء عليه أنه كان آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر وكان يحث الأمراء على تعزير المجرمين الذين يعتدون على الناس بالسلب والنهب والايذاء ومن جملة هؤلاء السفلة الذين يقال لهم العبيد هناك ولما عرفوا من الشيخ أنه ضدهم وأنه لا يرضى بأفعالهم وأنه يحرض فصانه الله وحماه ثم أنتقل الى بلده العيينة (مسقط رأسه) وأميرها اذ ذاك عثمان بن ناصر بن معمر فنزل عليه ورحب به الامير وقال قم بالدعوة الى الله ونحن معك وناصروك وأظهر له الخير والمحبة والموافقة على ما هو عليه فإشتقل الشيخ بالتعليم والارشاد والدعوة الى الله عز وجل وتوجيه الناس الى الخير والمحبة فى الله ، رجالهم ونسائهم وأشتهر أمره فى العيينة وعظم صيته وجاء الناس من القرى المجاورة......فباشر الدعوة عملياً ليزيل بيده ما تيسر وما أمكن من آثار الشرك فقال الشيخ للامير عثمان بن معمرلابد من هدم هذه القبة التى على قبر زيد وزيد هو زيد بن الخطاب رضى الله عنه هو أخو عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضى الله تعالى عن الجميع...........فوافقه عثمان كما تقدم وهدمت القبة بحمد الله زال اثرها الى اليوم ولله الحمد والمنة أماتها جل وعلا لما هدمت عن نية صالحة وقصد مستقيم ونصر للحق وهناك قبور أخرى منها قبر يقال له قبر ضرار بن الازور كانت عليه قبة هدمت ايضاً. وهناك مشاهد وأشجار أخرى تعبد من دون الله جل وعلا فأزيلت وقضى عليها وحذر الناس عنها والمقصود أن الشيخ استمر رحمة الله عليه على الدعوة قولا وعملا كما تقدم ثم الشيخ اتته امرأة واعترفت عنده بالزنا عدة مرات ، وسأل عن عقلها فقيل انها عاقلة ولا بأس بها . فلما صممت على الاعتراف ولم ترجع عن اعترافها ولم تدع اكراهاً ولا شبهة وكانت محصنة أمر الشيخ رحمة الله عليه بأنه ترجم فرجمت بأمره حالة كونه قاضياً بالعيينة ، فأشتهر أمره بعد ذلك بهدم القبة وبرجم المرأة وبالدعوة العظيمة الى الله وهجرة المهاجرين الى العيينة وبلغ الأمر أمير الأحساء وتوابعها من بنى خالد سليمان ابن عريعر الخالدى أمر الشيخ وأنه يدعو الى الله وأنه يهدم القباب وأنه يقيم الحدود فعظم على هذا البدوى أمر الشيخ لأن من عادة البادية الا من هدى الله الإقدام على الظلم وسفك الدماء ونهب الأموال وانتهاك الحرمات فخاف أن هذا الشيخ يعظم أمره ويزيل سلطان الأمير البدوى فكتب الى عثمان يتوعده و يأمره بان يقتل هذا المطوع الذى عنده فى العيينة وقال : أن المطوع الذى عندكم بلغنا عنه كذا وكذا !! فاما أن تقتله واما أن نقطع عنك خراجك الذى عندنا !! وكان عنده للأمير عثمان خراج من الذهب فعظم على عثمان امر هذا الامير وخاف ان عصاه ان يقطع عنه خراجه او يحاربه فقال للشيخ ان هذا الامير كتب الينا كذا وكذا وانه لا يحسن منا ان نقتلك وانا نخاف هذا الامير ولا نستطيع محاربته ، فاذا رأيت ان تخرج عنا فعلت فقال له الشيخ ((ان الذى أدعو اليه هو دين الله وتحقيق كلمة لا اله الا الله وتحقيق شهادة أن محمدا رسول الله )) فمن تمسك بهذا الدين ونصره وصدق فى ذلك نصره الله وأيده وولاه على بلاد اعدائه فان صبرت وإستقمت وقبلت هذا الخير فأبشر فسينصرك الله ويحميك من هذا البدوى وغيره وسوف يوليك الله بلاده وعشيرته فقال: أيها الشيخ إنا لا نستطيع محاربته ولا صبر لنا على مخالفته فخرج الشيخ عند ذلك وتحول من العيينة الى بلاد الدرعية جاء اليها مشياً فيما ذكروا حتى وصل اليها فى آخر النهار وقد خرج من العيينة فى أول النهار مشيا على الأقدام لم يرحله عثمان فدخل على شخص من خيارها فى أعلى البلد يقال له محمد بن سويلم العرينى فنزل عليه ويقال ان هذا الرجل خاف من نزوله عليه وضاقت به الأرض بما رحبت وخاف من أمير الدرعية محمد بن سعود فطمأنه الشيخ وقال له أبشر بخير وهذا الذى ادعو الناس اليه دين الله وسوف يظهره الله فبلغ محمد بن سعود خبر الشيخ محمد ، ويقال أن الذى أخبره به زوجته جاء إليها بعض الصالحين وقال لها أخبرى محمداً بهذا الرجل وشجعيه على قبول دعوته وحرضيه على مؤازرته ومساعدته وكانت إمرأة صالحة وطيبة فلما دخل عليها محمد بن سعود أمير الدرعية وملحقاتها قالت : له أبشر بهذه الغنيمة العظيمة ! هذه غنيمة ساقها الله اليك ، رجل داعية يدعوا الى دين الله يدعوا الى كتاب الله يدعوا الى سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام يا لها من غنيمة ! بادر بقبوله وبادر بنصرته ولا تقف فى ذلك ابداً فقبل الامير مشورتها ثم تردد هل يذهب اليه او يدعوه اليه فاشير عليه ويقال ان المرأه ايضاً التى اشارت عليه مع جماعة من الصالحين وقالوا له : لا ينبغى ان تدعوه اليك بل ينبغى ان تقصده فى منزله وان تقصده انت تعظم العلم والداعى الى الخير فأجاب الى ذلك لما كتب الله له من السعادة والخير رحمه الله واكرم الله مثواه ( ) .((فنهض الأمير ومعه بعض رجاله الى دار بن سويلم لمقابلة الشيخ محمد والترحيب بمقدمه الميمون فلما دخلوا على الشيخ قال الامير : ((يا شيخ محمد أبشر ببلاد خير من بلادك تضعك فى محل رفيع يليق بك وأبشر بأهل كرام مثل أهلك على الرحب والسعة نزلت )) أبشر بالعز والمنعة أيها الزعيم الدينى )) فأجاب الشيخ فى زكانة الحكيم محتفظاً بوقار العالم ((أيها الأمير الجليل ، شكر الله لك ، ما أهنأ أمة أنت أميرها أنى أبشرك بالنصر والعز والتمكين ما نصرت الله وعززت دينه وأعليت كلمته )) .
إن كلمة التوحيد هى العليا وهى ما دعا اليها رسل الله كلهم فمن تمسك بها وعمل على تأييدها أيده الله بروح من عنده وملكه البلاد والعباد فالارض لله يرثها عباده الصالحون . كما قال فى محكم كتابه العزيز ( ). وثم قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله للأمير محمد بن سعود رحمه الله : وان شاء الله ستكون اماما يجتمع عليك المسلمون وعلى ذريتك من بعدك جعلك الله منار هداه ( ). وعندما استقر الشيخ فى الدرعية بدأ هذا المركز يمارس نشاطه الدينى والسياسي والاجتماعى من ارسال البعثات العلمية لانحاء متعددة وتسيير الجيوش فى اتجاهات مختلفة حيث أصبحت الدرعية بعد مضى عامين على إنتقال الشيخ اليها فى ظل ظروف تسمح لها بتكتيل قواها الحربية وإستعمالها إلى أقصى حدودها لنشر الدعوة السلفية وبناء دولة الاسلام الدولة السعودية)) ........وإيمانا من آل سعود بأن الدعوة التى قام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب ما هى الا الدعوة الاسلامية الصحيحة التى دعا اليها النبى صلى الله عليه وسلم والقى بها الى أمته بيضاء نقية سالمة من الشرك والخرافات ووفاء بالعهد الذى تضمنته بيعة الدرعية بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب والامام محمد بن سعود على دين الله ورسوله والجهاد فى سبيل الله واقامة شرائع الاسلام والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فانهم ((ال سعود)) خلال تاريخهم الطويل ما يزالون يناصرون هذه الدعوة ويجاهدون فى سبيل نشرها بالأسلوب الذى يتناسب مع كل عصر حسب الحال والمكان والزمان ويبذلون النفس والمال والنفوذ لاعلاء كلمة الله وتبليغ رسالته ألتزاما بهذين المبدئين (الايمان والوفاء) وثقة بوعد الله ((ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)) ( ) وقوله تعالى ((وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما أستخلف الذين من قبلهم وليمكنن دينهم الذى أرتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدوننى ولا يشركون بى شيئاً))( ) : ومن هذا المنطلق فأنه ما أن استقر الشيخ رحمه الله فى الدرعية حتى أصبحت المركز الرئيسي للدعوة وبدأت تمارس نشاطها الدينى والسياسي والاجتماعى من بعث الرسائل التى تشرح حقيقة الدعوة وأهدافها وإرسال البعثات العلمية لانحاء متعددة لتقوم بإيضاح ما يدعو اليه الشيخ وبتعليم الناس العقيدة الإسلامية الصحيحة( ). .
و((.............لم تزل دعوتهم بحمد الله قائمة منتشرةالى يومنا هذا فان الجنود المصرية لما عثت فى نجد وقتلت من قتلت وخربت ما خربت لم يمضى على ذلك الا سنوات قليلة ثم قامت الدعوة بعد ذلك وانتشرت ونهض بالدعوة بعد ذلك بنحو خمس سنين الامام تركى ابن عبد الله بن محمد بن سعود رحمة الله عليه فنشر الدعوة فى نجد وما حولها وانتشر العلماء فى نجد وأخرج من كان هناك من الاتراك والمصريين اخرجهم من نجد وقراها وبلدانها وانتشرت الدعوة بعد ذلك فى نجد وفى عام 1240هـ كان تخريب الدرعية والقضاء على دولة ال سعود فى عام 1233هـ مكث الناس فى نجد فى فوضى وقتال وفتن بنحو ست سنين من اربعة وثلاثون الى عام 1239هـ ثم فى عام أربعين بعد المائتين والف اجتمع شمل المسلمين فى نجد على الامام تركى بن عبد الله بن محمد بن سعود وظهر الحق وكتب العلماء الرسائل الى القرى والبلدان وشجعوا الناس الى دين الله وانطفأت الفتن التى بينهم بعد الحروب الطويلة التى حصلت على أيدى المصريين وأعوانهم وهكذا انطفأت الحروب والفتن التى وقعت بينهم على أثر تلك الحروب وخمدت نارها وظهر دين الله واشتغل الناس بعد ذلك بالتعليم والإرشاد والدعوة والتوجيه حتى عادت المياه الى مجاريها وعاد الناس الى أحوالهم وما كانوا عليه فى عهد الشيخ وعهد تلامذته وأبنائه وأنصاره رضى الله عن الجميع ورحمهم واستمرت الدعوة فى عام 1240هـ الى يومنا هذا بحمد الله ولم يزل يخلف آل سعود بعضهم بعضاً فى الامامة والدعوة الى الله والجهاد فى سبيل الله وهكذا العلماء يخلف بعضهم بعضاً فى الدعوة الى الله والارشاد اليه والتوجيه الى الحق الا أن الحرمين بقيا مفصولين عن الدولة السعودية دهراً طويلاً ثم عادا اليهم فى عام 1343هـ واستولى على الحرمين الشريفين الامام عبد العزيز ابن عبد الرحمن بن فيصل بن تركى بن عبد الله بن محمد بن سعود رحمة الله عليه ولم يزال بحمد الله تحت ولاية هذه الدولة الى يومنا هذا فلله الحمد )) .
و((عندما أستقرت الأوضاع فى المملكة أخذت رعاية الملك عبد العزيز للدعوة مظهراً اخر يتناسب مع الحياة الجديدة فعنى بتدريس علوم الدعوة فى المساجد والمدارس ونشر كتب ومؤلفات امام الدعوة وعلمائها ونشر كتب الشريعة الاسلامية واللغه العربية وعمارة المساجد وتأسيس المحاكم الشرعية لتطبيق شريعة الله وتعيين محتسبين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ....وقد واصل أبناؤه من ملوك وامراء المسيرة الخيرة فى نصرة الدعوه الاسلامية ونشرها .
هذه ترجمة مؤجزة لامام الدعوة وشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ذكرناها إيضاحا للحقائق وتنويراً للإفكار ونصحاً لله ولعباده وأداءً لبعض ما يجب علىَّ من الحق ( ) ونقول لهذا المفترى بأن الامام محمدبن عبد الوهاب رحمه الله قد تجاوز القنطرة بشهادة العلماء المنصفين من المسلمين وغيرهم من الأدباء والشعراء بل كثير من المستشرقين المنصفين شهدوا بأن دعوة الامام محمد بن عبد الوهاب هى دعوة الحق وقد ألف الشيخ محمود مهدى أستانبولى كتابا قيماً سماه ((الشيخ محمد بن عبد الوهاب فى مرآة علماء الشرق والغرب)) ونقل فى هذا الكتاب كلام علماء الشرق والغرب فى الثناء على الامام محمد بن عبد الوهاب ودعوته السلفية واليكم بعض ما نقله صاحب الكتاب المذكور) أولاً؛: الامام محمد بن عبد الوهاب فى مرآة علماء الشرق و ادبائه:(1): قال بن بشر فى كتابه عنوان المجد فى تاريخ نجد ((........وأعلم أن هذه الجزيرة النجدية هى موضع الاختلاف ...والمحن والقتل والنهب والعدوان بين أهل القرى والبلدان المجاورة بين القبائل العربان يتقاتلون فى وسط البيوت والأسواق والحرب بينهم قائمة على قدم و ساق وتندرت الأسفار فيها من قديم وحديث الطيب فيها مغلوب تحت يد الخبيث . فقام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى بهذا النور وزالت هذه الشرور وساعده بالجهاد ملوكها وجهزوا الجيوش لاقصى نواحيها وسلوكها حتى افتتحوا بلادها الشاسعة بالصدق فى الحرب واخذوا أعدائهم بقوة الطعان والضرب ( ) .
2-قال المؤرخ التاريخى الكبير الجبرتى ((فى أول حوادث 1227هـ نقلاً عن بعض كبار رجال جيش محمد على الذين قاتلوا (الوهابية) فى الحجاز ((ولقد قال لى بعضهم من الذين يدعون الصلاح والتورع ) (أين لنا النصر وأكثر عساكرنا على غير دين الله منهم من لا يتدين بدين ولا ينتحل مذهباً ، وصحبتنا صناديق المسكرات ، ولا يسمع فى عرضاتنا اذان ولا تقام فيه فريضة ولا يخطر فى بالهم ولا خاطرهم شعائر الدين . والقوم يعنى الوهابية اذا دخل الوقت اذن المؤذنون وينتظمون صفوفاً خلف امام واحد بخشوع وخضوع – وعسكرنا يتعجبون من ذلك لانهم لم يسمعوا به فضلاً عن رؤيته ......) .
3-محمد رشيد رضا: قال هذا العالم الجليل ((لم يخل قرن من القرون التى كثر فيها البدع من علماء ربانيين يجددون لهذه الامة أمر دينها بالدعوة والتعليم وحسن القدوة وعدول ينفون عنه تحريف الغالين وإنتحال المبطلين وتاويل الجاهلين . كما ورد فى الأحاديث )). ولقد كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدى من هؤلاء العدول المجددين قام يدعوا إلى تجريد التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده بما شرعه فى كتابه على لسان رسوله خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم وترك البدع والمعاصى واقامة شعائر الاسلام المتروكة وتعظيم حرماته المنتهكة المنهوكة فهبت لمناهضته وإضطهاده القوى الثلاث قوة الدولة والحكام وقوة أنصارها من علماء النفاق وقوة العوام الطغام( ) .
4-عبد العزيز بن عبد الله ال الشيخ قال هذا الامام الجليل فى كتابه (طالب العلم) أن وصف حركة البعث الاسلامى والعقيدة السلفية التى دعا إليها الامام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله بانها حركة إصلاح وتجديد فى شئون العبادات والسلوك الاخلاقى ما هو فى الحقيقة إلا تفسير لمفهوم الدعوة بجزء من تراثها وإلا فهى أكثر شمولاً وأبعد عمقاً فى مجال التطبيق العملى ، وممارسة السلوك فى شؤون الحياة والإجتماع بالإضافة الى كشف كل زيغ وإنحراف لاسيما ما يختص بتوحيد المعرفة والاثبات وتوحيد القصد والطلب . فهى دعوة تحمل فى صميم وجودها أبعاد تجربة شاملة نحو الممارسة الصحيحة لدور حضارى فى تاريخ البشرية – سبق أن قام به المسلمون العرب حتى أصبح جزءا حافلاً من تاريخهم ( ) قالالشيخ الامام عبد العزيز بن باز فى معرض كلامه عن المجددين ما نصه ((.....وكان من جملة هؤلاء الأئمة المهتدين والدعاة المصلحين الإمام العلامة والحبر الفهامة مجدد ما أندرس من معالم الإسلام فى القرن الثانى عشر والداعى الى سنة خير البشر الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن على التميمي الحنبلى طيب الله ثراه ...))( ) .
5-محمد بشير السهسوانى : وهو مؤلف كتاب ((صيانة الأنسان عن وسوسة الشيطان: قال عن الامام محمد بن عبد الوهاب ما نصه ((........ وأمر بمتابعة السلف الماضين فى الأصول والفروع من مسائل الدين حتى ظهر دين الله وأستعلن واستبان بدعوته منها فى الشريعة والسنن وقام قائم الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وحددت الحدود الشرعية وعززت التعازير الدينية ........))) ( .
6-محمد بهجة الآثرى : قال هذا الأديب الكبير فى رسالته ((الأتجاهات الحديثة فى الاسلام )) أن الحركة الوهابية التى دعا إليها الشيخ محمد بن عبد الوهاب كانت خليقة ان تدعى ((حركة المحمديين)) نسبة الى باعثها وطبيعة دعوته هى التوحيد الخاص الذى بُعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ) .
7-حافظ وهبه : قال حافظ وهبة فى كتابه جزيرة العرب : بعد أن ذكر نبذة يسيرة من تاريخ الشيخ قال (لم يكن الشيخ محمد بن عبد الوهاب نبياً كما إدعى نيبهر الدنمركى ولكنه مجدد داع الى الرجوع الى الدين الحق فليس للشيخ محمد تعاليم خاصة ولا أراء خاصة وكل ما يطبق فى نجد هو طبق مذهب اللإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وأما فى العقائد فهم يتبعون السلف الصالح ويخالفون من عاداهم))( )
8-العلامةعبد العزيز محمد ال الشيخ : قال حفظه الله ((........ قام شيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب بدعوته فحارب الشرك بالله مستعيناً به وأعلنها فى الملأ بأن دعاء غير الله من ملك او نبى او ولى شرك بالله تعالى وأن من أتخذ بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم فإنه يكفر بإجماع المسلمين و دليله فى ذلك كتاب الله وسنة رسوله وما درج عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان كما حارب كثيراً المنكرات والمحرمات فى الشريعة الاسلامية من تعاطى السحر والإعتقاد فى الطيرة والانواء والإعتقاد بأن الأيام أيام نحس وشؤم وغير ذلك ... ومن الأمور الأساسية التى ركزت عليها تلك الدعوة السلفية إقامة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر على ما توجبه الشريعة ( ) .
9-العلامه المحدث ناصر الدين الالبانى : قال هذا المحدث الكبير راداً على المحتجين بالحديث التالى على ذم الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب ((عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر ثم أقبل على القوم فقال اللهم بارك لنا فى مدينتنا وبارك لنا فى مدنا وصاعنا اللهم بارك لنا فى حرمنا وبارك لنا فى شامنا فقال رجل وفى العراق ؟ فسكت ثم أعاد . قال الرجل : وفى عراقنا . فسكت ثم قال اللهم بارك لنا فى مدينتنا وبارك لنا فى مدنا وصاعنا اللهم بارك لنا فى شامنا ، اللهم أجعل مع البركة بركة والذى نفسي بيده ما من المدينة من شعب ولا نقب ألا عليه ملكان يحرسانها.... وذكر الحديث))( ) قلت أى المحدث الألبانى حديث صحيح وان لم تكن اقف عليه بهذا التمام فيما عندى من كتب السنة وانما وقفت عليه متفرقاً من حديث بن عمر دونه له فى آخر ((اللهم اجعل مع البركة بركة ....)) فإنما هو من حديث أبى سعيد الخدرى فى حديث له أخرجه مسلم ((117.4)) لكنه قال ((بركتين)) وأما حديث بن عمر فأخرجه أبو نعيم ((133:6)) وإبن عساكر الى قوله ((وفى العراق)) وزاد : فأعرض عنه فقال : ((فيها الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان )) وإسناده صحيح . ورواه الطبرانى فى الكبير من طريق آخر عن بن عمر وسنده صحيح أيضاً وقد أورده فى المجمع ((305:3)) وقال: ((رواه الطبرانى فى الأوسط ورجاله ثقات – وأخرجه أحمد ((143:2)) مختصراً بلفظ ((قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده يؤم العراق ها إن الفتنة ههنا ثلاث مرات من حيث يطلع قرن الشيطان )) وإسناده صحيح على شرط مسلم وقد أخرجه فى صحيحه ((181:) نحوه وفى روايه له من وجه اخر عن سالم بن عبد الله قال يا اهل العراق ما اسالكم عن الصغيرة واركبكم عن الكبيرة ؟! سمعت ابى عبد الله بن عمر يقول فذكره . واخرجه البخارى ((38:13)) بشرح العسقلاني )) واحمد ((118:2)) وإبن عساكر من طريق نافع عن بن عمر موقوفاً ((اللهم بارك لنا فى شامنا اللهم بارك لنا فى يمننا . قالوا وفى نجدنا ؟ قال هناك الزلازل الحديث . وأخرجه الترمزى وصححه وعزاه المنذرى فى ((الترغيب )) ((61:4)) للترمزى وحده فوهم . وله عند أحمد ((2و126)) طريق آخر عن بن عمر ولحديثه الأول عند أبى نعيم شاهد من حديث ابن عباس ساق بلفظه الهيثمى وقال : ((رواه الطبرانى فى الكبير ورجاله ثقات )) وروى بعضه الخطيب فى تاريخه ((25:24:1)) ومن طريق بن عساكر من حديث معاذ . فيستفاد من مجموع طرق الحديث ان المراد من ((نجد)) فى رواية البخارى ليس هو الإقليم المعروف اليوم بهذا الإسم ، وإنما هو العراق وبذلك فسره الامام الخطابى والحافظ بن حجر العسقلاني وتجد كلهما فى ذلك فى شرح كتاب الفتن الكبرى )) من صحيح البخارى للحافظ وقد تحقق ما أجاب به عليه السلام فان كثيراً من الفتن الكبرى كان مصدرها العراق كالقتال بين سيدنا على ومعاوية وبين على والخوارج وبين على وعائشة وغيرها مما هو مذكور فى كتب التاريخ فالحديث من معجزاته صلى الله عليه وآله وسلم وأعلام نبوته . ومن ذلك تعلم أن الاستاذ صلاح الدين المنجد أخطأ فى حشد هذا الحديث فى الأحاديث الموضوعة فى المقدمة ( ) .
وقال المحدث ناصر الدين الألبانى ممجداً الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ( فلابد أن نعلم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان سلفياً فى العقيدة وله الفضل الأول من بعد شيخ الاسلام بن تيمية رحمهم الله جميعاً فى نشر دعوة التوحيد فى العالم الإسلامي بصورة عامة وفى البلاد النجدية بصورة خاصة ( ) .وقال رحمه الله تعالى ((....فشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب له منزلته فى الدعوة عندنا بعد شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله تعالى ))( ) .
10-محمود شكرى الالوسى : قال فى آخر تاريخه لنجد ((كان الشيخ محمد من بيت علم فى نواحى نجد إلى أن قال .............والحاصل أنه كان من العلماء الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، وكان يعلم الناس الصلاة وأحكامها وسائر أركان الدين ويأمر بالجماعات وقد جد فى تعليم الناس وحثهم على الطاعة وأمرهم بتعلم أصول الإسلام وشرائطه وسائر أحكام الدين )) ( ) .
11-محمد حامد الفقى : الشيخ محمد حامد الفقى رئيس جماعة ((أنصار السنة المحمدية)) بمصر قال فى كتابه ((حقيقة الدعوة الوهابية)) ما نصه ( الوهابية نسبة الى الإمام المصلح شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب مجدد القرن الثانى عشر . وهى نسبة على غير القياس العربى والصحيح أن يقال المحمدية لأن صاحب هذه الدعوة والقائم بها هو محمد لا عبد الوهاب الى أن قال ((أجلس الى نجدى فى أى مكان يكون مهما كان مركزه ومهما كانت معلوماته فإنك لا تكاد تجلس إليه حتى يبدأ فى الحديث عن الشيخ محمد وعن مؤلفات الشيخ محمد وجهاد الشيخ محمد وما قام به من إصلاح وما أنقذ الناس به من الشرك والوثنية الى التوحيد والهداية الاسلامية وهم لا يجرى على ألسنتهم إلا شيخ الإسلام محمد أو الشيخ فقط وقل أن تسمع بإسم والده ((عبد الوهاب))( ) .
12-الدكتور محمد تقى الدين الهلالى : قال فى مقدمته لكتاب ((محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه )) ما نصه ((..... لا يخفى أن الامام الربانى الأواب محمد بن عبد الوهاب قام بدعوة حنفية جددت عهد الرسول الكريم والأصحاب وأسس دولة ذكرت الناس بدولة الخلفاء الراشدين ، ولا شك أن معرفة أخبار هذه الدعوة وصاحبها تهم طالب العلم ))( ) .
13-خير الدين الزركلى : قال فى كتابه القيم ((الاعلام)) فى ترجمته للشيخ ((محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي النجدى زعيم النهضة الدينية الإصلاحية الحديثة فى جزيرة العرب إلى أن قال .......وكانت دعوته الشعلة الأولى لليقظة الحديثة للعالم الإسلامى كله تأثر بها رجال الإصلاح فى الهند ومصر والعراق والشام وغيرها ))( ) 14 الشيخ محمود مهدى الأستابولى فى كتابه المخطوط رجال التجديد و الاصلاح((....... مع العلم أن التاريخ يذكر أن هؤلاء الإنجليز وقفوا ضد هذه الحركة ((دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب)) منذ قيامها خشية يقظة العالم الاسلامي . فكانوا صحبة الحكومة الفرنسية يحرضون الدولة العثمانية فى عهد ظلمها وضعفها للقضاء على حركة محمد بن عبد الوهاب فأمرت العميل واليها على مصر محمد على باشا بقتال الأمراء السعوديين . وقد قدم له الانجليز والفرنسيون الأسلحة والخبراء الذين رافقوا الحملة المصرية من أجل القضاء على الحركة المسماة وهابية كيلا يعيد الإسلام سيرته الأولى وعندما تم النصر على السعوديين أرسلت الحكومة البريطانية وفداً خاصاً بقيادة جورج مارستر سادلين لتقديم التهانى إلى ابراهيم محمد على كما أرسلت سفينة حربية بريطانية من بومباى الى الخليج العربى بدون إشارة مباشرة أو غير مباشرة من المصريين سنة 1334هـ الموافق 1819م فى موسم الصيف وكان على ظهرها الكابتن ج : ف سادلير قائد الفرقة السابعة والأربعين موفداً خاصاً إلى ابراهيم وكانت مهمته تقديم التهانى ايضاً على فتح الدرعية وإتخاذ الخطوات اللازمة للقضاء المبرم على ما سماه الدولة الوهابية بالاشتراك مع ابراهيم ))( ).
14-محمد الشوكاني : رثى العلامة محمد بن على الشوكانى مؤلف نيل الأوطار الشيخ محمد بن عبد الوهاب فى قصيدة طويلة ومنها قوله :
مصاب به الدنيا قد غير وجهتها **** وانهلنى قسراً امرَّ المناهل
الى ان قال :
لقد مات طود العلم طب رحى العلا ومركز ادوار الفحول الافاضل
وماتت علوم الدين طراً بموته وغيب وجه الحق تحت الجنادل
امام الورى علامة العصر قدوتى وشيخ الشيوخ الجد فرد الفضائل
((محمد)) ذو المجد الى عز دركه وجل مقاما عن لحوق المطاول
الى عابد الوهاب يغرى وانه سلالة انجاب زكى الخصائل
عليه من الرحمن أعظم رحمة قبل ثراه بالضحى والأصائل ( )
15-حسين بن غنام الاحسائى : هو مؤلف ((روضة الافكار والافهام)) .
قال يرثى الشيخ محمد بن عبد الوهاب بما هو اهله .
امام اصيب الناس طراً بفقده وطاف بهم خطب من البين موجع
واظلم ارجاء البلاد بموته وحل بهم كرب من الحزن مفظع
الى ان قال :-
فاحيا به التوحيد بعد اندرسه واقوى به من ظلم الشرك مهيع
فانوار صبح الحق باد سناؤها ومصباحه عال ورياه طيع ( )
16-احمد بن مشرف الاحسائى : قال قصيدة فى مدح فيصل بن تركى وذكر فيها عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى :
وآووا إماما قام لله داعيا يسمى بشيخ المسلمين محمد
لقد أوضح الإسلام عند اغترابه وقد جد فى اخفائه كل ملحد
وجدد منهاج الشريعة اذ عفت فاكرم به من عالم ومجدد
واحيا بدرس العلم دارس رسمها كما قد أمات الشرك بالقول واليد
فكم شبهة للمشركين ازاحها بكل دليل كاشف للتردد
والف فى التوحيد واوجز نبذه بها قد هدى الرحمن للحق من هدى
نصوصا من القرآن تشفى من العمى وكل حديث للائمة مسند
فوازره عبد العزيز ورهطه على قلة منهم وعيش منكر
فما خاف فى الرحمن لومة لائم ولم يثنه صولات باغ ومعتدى)4
17 : الأمير شكيب أرسلان : قال فى الجزء الرابع من حاضر العالم الاسلامي تحت عنوان ((تاريخ نجد الحديث)) ما نصه : ((طلب محمد بن عبد الوهاب العلم فى دمشق ورحل بغداد والبصرة وتشرب مبادى الحافظ حجة الاسلام ابن تيمية وتلميذه بن القيم وإبن عروة الحنبلى وغيرهم من فحول أئمة الحنابلة وأخذ بإعادة الإسلام لنقاوته الأولى فلذلك يسمى الوهابية مذهبهم عقيدة السلف . ومن هنا أنكر الإعتقاد بالأولياء وزيارة( ) القبور والإستغاثة بغير الله وغير ذلك مما جعله من باب الشرك وإستدل على صحة آرائه بالآيات القرآنية والأحاديث المصطفوية ولا أظنه أورد ثمة شيئاً غيرما أورده ابن تيمية ))( ).
18-عمران بن رضوان : قال الشيخ العمرانى بن على بن رضوان من سكان لنجة من البلدان الفارسية رداً على بعض الملحدين ومثنياً على الشيخ ((الإمام محمد ابن عبد الوهاب)) قصيدة أجاد فيها وأفاد أولها:
جاءت قصيدتهم تروح وتغتدى فى سب دين الهاشمى محمد
قد زخرفوها للطغام بقولهم أن الكتاب هو الهدى فبه اقتدى
لو ان ناظمها تمسك بالذى قد قال فيها أولا اذ يبتدى
لهدى ووقف ثم جاز سعادة لا شك فيها عند كل موحد
لكنه قد زاغ عما قاله متاولاً فيه بتأويل ردى
فأتت كشهد فيه سم ناقع من ذاق منه ففى الهلاك المبعد
الشيخ شاهد بعض أهل جهالة يدعون أصحاب القبور الهمد
تاجا وشمسانا ومن ضاهاهما من قبة أو تربة أو مشهد
يرجون منهم قربة وشفاعة ويؤملون كذاك أخذ باليد
ورأى لعباد القبور تقرباً بالنذر والذبح الشنيع المفسد
ما أنكر القراء والأشياخ ما شهدوا من الفعل الذى لم يحمد
بل جوزوه وشاركوا فى أكله من كان يذبح للقبور ويفتدى
فاتاهم الشيخ المشار اليه بالنصح المبين وبالكلام الجيد
يدعوهم لله ان لا يعبدوا الا المهيمن ذا الجلال السرمدى
لا يشركوا ملكاً ولا من مرسل كلا ولا من صالح او سيد
فتنافروا عنه قالوا ليس ذا الا عجيب عندنا لم يعهد
ما قاله اباؤنا أيضاً ولا أجدادنا أهل الحجى والسؤدد
إنا وجدنا جملة الأباء على هذا فنحن بما وجدنا نقتدى
فالشيخ لما أن رأى ذا الشأن من أهل الزمان أشتد غير مقلد
ناداهم ياقوم كيف جعلتم لله انداداً بغير تعدد ؟
لو أنصفوا لرأوا له فضلاً على إظهار ما قد ضيعوه من اليد
ودعوا له بالخير بعد مماته ليكافؤه على وفاق المرشد
لكنهم قد عاندوا وتكبروا ومشوا على منهاج قوم حسد
ورموه بالبهتان والإفك الذى هم يعلمون به ومنهم يبتدى
كمقالهم هو للمتابع قاطع بدخول جنات وحور خرد
حاشا وكلا ليس هذا شأنه بل انه يرجو بها لموحد
قالوا له يا ساخرا يا فاجرا ما ضره قول العداة الحسد
قالت قريش قبلهم للمصطفى ذا ساحر ذا كاهن ذا معتدى
قالوا له : غشاش أمة أحمد وهو النصيح بكل وجه يبتدى
هل قال الا : وحدوا رب السماء وذروا عبادة ما سوى المتفرد
وتمسكوا بالسنة البيضاء ولا تتنطعوا بزيارة وتردد
هذا الذى جعلوه غشاً وهو قد بعثت به الرسل الكرام لمن هدى
من عهد آدم ثم نوح هكذا تترى الى عهد النبى محمد
وكذلك الخلفاء بعد نبيهم والتابعون وكل حبر مهتدى
منهاجهم هذا عليه تمسكوا من كان مستناً بهم فلقيتد ( )
19-احمد سعيد البغدادى : قال فى كتابه ((نديم الأديب)) ((وأما حقيقة هذه الطائفة فانها حنبلية المذهب وجميع ما ذكر المؤرخون عنها من جهة الإعتقاد محرف وفيه تناقض كلى لمن إطلع عليه بتامل لأن غالب المؤرخين الشرقيين ينقلون عن الكتب الإفرنجية الى أن قال ........ ومن أراد أن يعرف جانباً من إعتقاد هذه الطائفة فاليطالع كتب مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله فأنهٍ مذهبهم و اما حرب صاحب مصر لهذه الطائفة فقد ذكره المؤرخ الشهير الموسيو (سيديو) الفرنساوى وكلامه هذا محذوف من ترجمة كتابه التى أمر بها على مبارك وخلاصة معناه : ((هى أن إنكلترى وفرنسا حين علمتا بقيام محمد بن عبد الوهاب وابن مسعود وبإنضمام جميع العرب إليهما لأن قيامهما كان لأحياء كلمة الدين . خافتا أن ينتبه المسلمون فينضمون إليهما وتذهب عنهم غفلتهم ويعود الإسلام كما كان فى أيام عمر رضى الله عنه فيترتب على ذلك حروب دينية وفتوحات إسلامية ترجع أوربا منها فى خسران عظيم فحرضتا الدولة العلية على حربهم وهى فرضت ذلك الى محمد على باشا وحصل ما حصل((ولكل أجل كتاب)) وهذه الطائفة ((أتباع الإمام محمد ابن عبد الوهاب )) بريئة مما يسب إليها الجاهلون ومن سبها يأثم والله أعلم بغيبه واحكم( ) )) أهـ.
20-محمد عبد الله ماضى : قال فى كتابه ((حاضر العالم الاسلامي)) تحت عنوان ((النهضة العربية السعودية)) بعد كلام سابق قال ما نصه ((.......... فكذلك أخذ المصلح الدينى والزعيم الإسلامي محمد بن عبد الوهاب فى منتصف القرن الثانى عشر الهجرى يدعوا الى تصحيح العقيدة والرجوع الى مبادئ الإسلام الصحيحة وإعتناقها من جديد بين النجديين ))( ) .
21-محمد ضياء الدين الريس : أستاذ التاريخ الاسلامي بجامعة فؤاد الأول نشر فى مجلة الإرشاد الكويتية التى كانت تصدر سابقاً فى العدد السادس من شهر رجب سنة 1373هـ مقالاً بعنوان ((الحركة الوهابية )) قال بعد كلام ((............ والوهابيون يتبعون فى فروع الأحكام من حيث الفقه مذهب الإمام أحمد بن حنبل وفى العقائد مذهب أهل السنة وبخاصة كما قررها وفسرها الإمام السنى العلامة بن تيمية إلى أن قال .......وهذه الحركة كانت نهضة أخلاقية شاملة ووثبة روحية جريئة ودعوة الى دين الحق والإصلاح . فقد أيقظت العقول الراقدة وحركت المشاعر الخامدة ودعت الى إعادة النظر فى الدين لتصفية العقيدة وتطهير العقول من الخرافات والأوهام فقد أحتوت على مبدأين كان لهما أكبر الأثر فى تطور العالم الاسلامي وتقدمه وهما الدعوة إلى الرجوع الى مذهب السلف مع الإعتماد على الكتاب والسنة وتقرير مبدأ الاجتهاد فكان هذان البندان أساسا لنهضة فكرية روحية))( ) .
22-محمد خليل الهراس : قال فى رسالته الحركة الوهابية ما نصه ((....... فلما قامت حركة الإمام محمد إبن عبد الوهاب المباركة أخذت تنقب عن تلك الثروة العظيمة التى خلفها شيخ الإسلام بن تيمية وتلميذه إبن القيم الجوزية رحمهما الله تعالى وجد المسؤولون عن هذه الدعوة فى إبراز هذه الكنوز بالطبع والنشر ............ وكان للملك عبد العزيز غفر الله له وأجزل مثوبته – اليد الطولى فى هذا الباب حتى أصبحت كتب الشيخين الجليلين تملأ المكتبات العامة والخاصة وأخذت العقيدة السلفية التى كانت قابعة فى زوايا كتب الكلام حيث تذكر ولا تقدر ، وتعتبر مذهباً للعوام ، أخذت مركزها الصحيح فى القيادة والتوجية بعد قراءة كتب هذين الإمامين اللذين لم يأت لهما بنظير فى الجمع بين المعقول والمنقول فكتبهما الآن هى المنارة التى تضئ السبيل لكل مستقيم الفكر برئ من الهوى والتقليد وآراؤهما أصبحت محل التقدير العظيم فى جميع الأوساط والمحافل العلمية))( )
23-الامام عبد العزيز عبد الرحمن بن فيصل بن تركى بن عبد الله بن محمد بن سعود:
يقول رحمه الله مبيناً حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ما نصه : (......يسموننا بالوهابيين ويسمون مذهبنا بالوهابى بإعتبار إنه مذهب خاص وهذا خطأ نشأ عن الدعايات الكاذبة التى يبثها أهل الأغراض نحن لسنا أصحاب مذهب أو عقيدة جديدة ولم يأت محمد بن عبد الوهاب بالجديد فعقيدتنا هى عقيدة السلف الصالح التى جاءت فى كتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه السلف الصالح نحن نحترم الائمة الاربعة ولا فرق بين الأئمة مالك والشافعى وأحمد وأبى حنيفة كلهم محترمون فى نظرنا))( ) .
24-محمد عبد الله السلمان : هو مدرس فى كلية العلوم الاجتماعية فى الرياض قال : ((....ففى تلك الفترة أشرقت من أرض نجد شمس الهداية والنور شمس العودة الى الإسلام فى أصوله الأولى وذلك على يد حركة إصلاحية كانت بحق بداية النقطة الإسلامية ضد ما أصاب المسلمين من ركود وضعف فى أكثر المجالات فى الحياة ((الدينية والسياسية والاقتصادية )) وكان مفجر هذه الحركة المباركة رجلاً من نجد وعالما من علمائها وعربياً أصيلاً من