الجزء ا:السادس عشر :براءة الوهابيين السلفيين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
صفحة 1 من اصل 1
الجزء ا:السادس عشر :براءة الوهابيين السلفيين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
3. من حكم به عدوانا وظلما وهذا لا يتأتى فى حكم القوانين ولكنه يتأتى فى حكم خاص مثل ان يحكم على انسان بغير ما انزل الله لينتقم منه فهذا يقال انه ظالم فتتنزل الاوصاف على حسب الاحوال )).
سئل العلامة المحدث عبد المحسن العباد احد اكابر تلاميذ شيخ السلفيين عبد العزيز بن باز رحمه الله السؤال الآتى نصه : هل استبدال الشريعة بالقوانين الوضعية كفر فى ذاته ؟ ام يحتاج الى الاستحلال القطبى والإعتقاد بجواز ذلك وهل هناك فرق فى الحكم مرة بغير ما انزل الله وجعل القوانين تشريعاً عاماً مع اعتقاد عدم جوازه ؟ فأجاب فضيلته بقوله : يبدو انه لا فرق فى مسألة او عشر او مئة او الف او اقل او اكثر لا فرق ما دام ان الانسان يعتبر نفسه انه مخطئ وانه فعل امرا منكراً وانه فعل معصية وانه خائف من الذنب فهذا كفر دون كفر واما مع الاستحلال لو كان فى مسألة واحدة يستحل فيها الحكم بغير ما انزل الله ويعتبر نفسه – حلالاً فإنه يكون كفراً ))انتهى كلامه.
وقال العلامة المحدث ربيع بن هادى المدخلى حامل راية الجرح والتعديل فى معض رده على عبد الرحمن عبد الخالق ما نصه : ((وهذا قول شنيع لم يسبقه احد من اهل السنة بل هو يحمل رائحة الخوارج بهذا الإطلاق والغلو فالحكم بغير ما انزل الله يكفر به المستحل وغير المستحل لا يكفر وكم من حكام المسلمين وقع كثيرا او قليلا فى الحكم بغير ما انزل الله من العهد الاموى الى يومنا هذا ولم يكفرهم علماء الإسلام بما فيهم ابن حنبل وابن تيمية وهم على منهج معروف فيه التفصيل على خلاف منهج الخوارج فهل يسوى من يقع فى الحكم بغير ما انزل الله بمن يتخذ له اصناما واوثانا يعبدها من دون الله نعوذ بالله من تحريف الدين فاليهود والنصارى على ما هم عليه من الكفر والحكم بغير ما انزل الله واتخاذهم عزيرا وعيسى إلهين مع الله لم يبلغ كفرهم وشركهم مبلغ كفر وشرك عباد الاصنام فكيف بحاكم يوحد الله ويؤمن بكل ما يجب الايمان به ويعتقد ان الحكم لله وحده ثم يغلبه هواه وشهوته فيحكم بغير ما انزل الله فلا يجعل هو وعباده الاصنام سواء الا غال فى الدين لم يحكم عقيدة التوحيد ويقول على الله بغير علم )) وقال العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : ((وقد حكم الله سبحانه بكفر من لم يحكم بما انزل الله وبظلمه وبفسقه اذا كان الحاكم به يستبيحه او يرى انه اصلح من حكم الله واحسن فهذا كفر وشرك ينافى التوحيد ويناقض لا اله الا الله تمام المناقضة وان كان يستبيح ذلك ويعتقد ان حكم الله هو الذى يجب الحكم به ولكن حمله الهوى على مخالفته فهذا كفر اصغر وشرك ينقص معنى لا اله الا الله ومقتضاها )) وقال العلامة الشيخ صالح السدلان حفظه الله : ((.. ولكن الحكم بغير ما انزل الله على نوعين حكم استحلال وإعتقاد ان الشريعة الاسلامية لا تصلح ابداً والنوع الثاني ان يعتقد الحاكم ان الشريعة الإسلامية صالحة كاملة لكن الامر ليس اليه ولا هو بيد فرد من افراد الامة فهو مثل المسلم الذى يعمل المعصية غير المستحل لها كمن يشرب الخمر وهو يعتقد انها معصية )) ونتوج هذا الفصل بتأييد العلامة وشيخ السلفيين عبد العزيز ابن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى لسماحة العلامة المحدث ناصر الدين الالباني رحمهما الله تعالى : اليكم نص كلامه : ((فقد اطلعت على الجواب المفيد الذى تفضل به صاحب الفضيلة الشيخ الالبانى وفقه الله المنشور فى صحيفة المسلمون الذى اجاب به فضيلته فى مسالة تكفير من حكم بغير ما انزل الله من غير تفصيل فألفيتها كلمة قيمة فأصاب فيها الحق وسلك فيها سبيل المؤمنين واوضح وفقه الله انه لا يجوز لأحد من الناس ان يكفر من حكم بغير ما انزل الله بمجرد الفعل من دون ان يعلم انه استحل ذلك بقلبه واحتج بما جاء فى ذلك عن ابن عباس رضى الله عنهما وعن غيره من سلف الامة ولا شك ان ما ذكره فى جوابه فى تفسير قوله تعالى : ((ومن لم يحكم بغير ما انزل الله فأولئك هم الكافرون)) هو الصواب وقد اوضح وفقه الله ان الكفر كفران اكبر واصغر فمن استحل الحكم بغير ما انزل الله او الزنا او الربا او غيرهما من المحرمات المجمع على تحريمها فقد كفر كفراً اكبر وظلم ظلما اكبر وفسق فسقا اكبر ومن فعلها دون استحلال كان كفره كفرا اصغر وظلمه ظلما اصغر وهكذا فسقه لقول النبى صلى الله عليه وسلم فى حديث بن مسعود رضى الله عنه : ((سباب المسلم وقتاله كفر)) اراد بهذا من العمل المنكر )) نقول ان الامة الاسلامية حكاما وعلماء وشعوبا تلقوا كلام الامامين عبد العزيز بن باز والالبانى رحمهما الله بإرتياح كبير وتأييد شديد فى مسألة الحكم بغير ما انزل الله ولم يظهر احد معارضة لما قرره الشيخين الامامين ولكن بعد وفاة الشيخين هنا وهناك اصوات تنقد ما قرره الشيخين الجليلين الالبانى وبن باز رحمهما الله.
بل اتهموا الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الالبانى بلوثة الارجاء فتصدى لهم العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وجزاه الله خيراً وبارك الله فى جهوده حيا وميتاً وسيأتى كلامه فى موضعه ان شاء الله تعالى .
اما الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله الى الآن لم يتجرأ احد بأن يتهم الشيخ الإمام بن باز بالتصريح بلوثة الارجاء لأن الشيخ الإمام بن باز رحمه الله جعل الله له القبول عند الأعداء والاصدقاء كلهم جميعاً يعترفون له بالعلم والفضل والتقوى وكلهم كان يسعى لكى يتشرف بالجلوس فى مجلس العلامة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله وقد جعل الله بمنه وفضله القبول للامام بن باز رحمه الله فى الارض عند العام والخاص حيا وميتا وهذا من فضل الله ورحمته يؤتيه من يشاء . ولكن ظهر فى الآونة الآخيرة من يطعن فى الشيخ الامام بن باز رحمه الله بالتلويح من دون التصريح بإسمه وذلك بعد موته لأنهم يدركون جيداً انهم اذا صرحوا اسم الامام بن باز رحمه الله سوف يسقطون من اعين الناس عامة ومن هؤلاء الحزبيين الذين شنوا هجوماً عنيفاً على الإمام بن باز د. سفر الحوالى احد محبى وتلاميذ محمد قطب وسيد قطب التكفيريين بل الولد الروحي لمحمد قطب شقيق سيد قطب التكفيري الجاهل حيث زعم سفر الحوالى ان كلام الامام بن باز رحمه الله فى مسألة الحكم بغير ما انزل الله ذلة عالم قال سفر لما سئل السؤال الاتى نصه : ((البيان : ما دام الكلام عن المنهج فما رأى فضيلتكم فيما تعرض له بعض اهل السنة من لوثة الارجاء : هل سببه خلل منهجي ام ردود افعال؟؟)).
فأجاب سفر الحوالى بما يلى نصه : ((المؤسف انه ردود افعال فلو ان اى طالب علم جمع نصوص الكتاب والسنة واقوال السلف فى المسألة لما وقع ابداً فى شك لكن ابتدأ بعضهم الامر بالدفاع عن زلة عالم تحولت المسألة الى اصرار على الخطأ وعسف للأدلة وتحريف للنقول لكى تؤيد تلك الزلة والشكر مستحق للجنة الدائمة للافتاء والمشايخ الفضلاء الذين كشفوا الشبهات وبينوا التلبيس )).
الجواب نحن نسأل سفر الحوالى من هذا العالم الذى زل وأتبعه الناس فى زلته سمى لنا هذا العالم ومن معه من العلماء وطلبة العلم والعامة ، نقول لسفر الحوالى ومن شايعه و ناصره لا يستطيعون ولن يستطيعون ان يقولوا ان شيخ السلفيين عبد العزيز بن باز واتباعه من المرجئة او تلوثوا بلوثة الإرجاء فإذا لم يستطيع سفر الحوالى ومن وافقه بالتصريح بإسم الإمام بن باز رحمه الله ولن يستطيعوا ذلك البتة لأن الله جعل القبول للإمام عبد العزيز بن باز حياً وميتاً بل الإمام عبد العزيز بن باز حي بعلمه ونعوته السمحاء وقلت فى هذا المقام :
قبض العلم بذهاب العلماء ***** وزوال الحلم بغياب الحكماء
ونكرر ونقول لأهل البدع والأهواء ومن امثال سفر وسلمان وسرور
نقول لأهل البدع والأهواء ***** ابن باز حي بعلمه ونعوته السمحاء
وفيما سبق ذكرنا نص القصيدة فى رثاء الشيخ ومسألة ان الله جعل القبول للإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتى عام المملكة العربية السعودية والعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمهما الله مسألة متفق عليها حتى اصحاب سفر الحوالى شهدوا بذلك ومنهم المدعو سعد الفقيه وقد ذكرنا كلامه في موضعه.
ومن هنا نقول ان سفر الحوالى وأمثاله لا يستطيعون ولن يستطيعون ان يطعنوا فى الامام عبد العزيز ابن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى .
ثانياً: نقول لسفر الحوالى لم ينفرد الامام بن باز رحمه الله فيما قرره من منهج السلف فى مسـألة الحكم بغير ما انزل الله بالتفصيل المعروف عند ائمة السلف قديماً وحديثاً وانما قرر معه ذلك اللجنة الدائمة وهيئة كبار العلماء برئاسته وكذا وافقه محدث الديار الشامية محمد ناصر الدين الالبانى رحمه الله تعالى . وقد اوردنا الشاهد من كلامه فيما سبق ولتأكيد ما ذكرناه اليكم بعض النماذج من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء السؤال التالى : ((متى يجوز التكفير ؟ ومتى لا يجوز وما نوع التكفير المذكور فى قوله تعالى ((ومن لم يحكم بغير ما انزل الله فأولئك هم الكافرون)).
فأجابت اللجنة الدائمة بما يلى نصه : ((الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد : قال تعالى ((ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون)) وقال تعالى ((ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الظالمون)) وقال تعالى ((ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الفاسقون)) لكن اذا استحل ذلك وإعتقده جائزا فهو كفر كفرا اكبر وظلم ظلما اكبر وفسقا اكبر يخرج من الملة واما اذا فعل ذلك من اجل الرشوة او مقصد اخر وهو يعتقد تحريم ذلك فإنه آثم ويعتبر كافرا كفرا اصغر وظالما ظلما اصغر وفاسقا فسقا اصغر لا يخرجه من المله كما اوضح ذلك اهل العلم فى تفسير الايانت المذكورة وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
وكذلك سئلت اللجنة الدائمة السؤال التالى : ((ما حكم من يتحاكم الى القوانين الوضعية وهو يعلم بطلانها فلا يحاربها ولا يعمل على ازالتها))؟
فأجابت اللجنة الدائمة بما يلى نصه : ((الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد : الواجب التحاكم الى كتاب الله وسنة رسول الله عند الاختلاف قال تعالى: ((فإن تنازعتم فى شئ فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير واحسن تاويلاً)) وقال تعالى : ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى انفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما)) والتحاكم يكون الى كتاب الله تعالى والى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فإن لم يتحاكم اليهما ((مستحلاً)) التحاكم الى غيرهما من القوانين الوضعية بدافع طمع فى مال او جاه او منصب فهو مرتكب معصية وفاسق ولا يخرج من دائرة الإيمان )).
نقول لسفر الحوالى من ناصره وشايعه ها هم السادة العلماء فى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء برئاسة علامة العصر وشيخ السلفيين عبد العزيز بن عبد الله بن باز عضو عبد الله بن غديان – عضو عبد الله بن قعود ونائب الرئيس عبد الرازق عفيفى يقررون مذهب السلف بقولهم : ((لكن اذا استحل ذلك واعتقده جائزاً فهو كفر كفراً أكبر )) وبقولهم : ((فإن لم يتحاكما اليهما مستحلاً التحاكم الى غيرهما من القوانين الوضعية بدافع الطمع فى مال او جاه او منصب فهو مرتكب معصية وفاسق لا يخرج من دائرة الإسلام )) وبقولهم : ((واما من حكم بغير ما انزل الله ويعتقد انه عاص لكن حمله على الحكم بغير ما انزل الله ما يدفع اليه من الرشوة ... فهذا لا يكون كفره اكبر بل يكون عاصياً وقد وقع فى كفر دون كفر وفسق دون فسق )).
وقال محدث الديار الشامية مقرراً ما قرره العلامة وشيخ السلفيين فى العالم عبد العزيز بن عبد الله بن باز واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء ما نصه : ((فلا تستطيع ان تقول بكفره حتى يعرب عما فى قلبه بأنه لا يرى الحكم بغير ما انزل الله عز وجل وحينئذ فقط تستطيع ان تقول انه كافر كفر ردة )) .
وقد ايد كذلك علامة العصر وشيخ السلفيين عبد العزيز بن باز رحمه الله محدث الديار الشامية محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله وقد اوردنا قوله فيما تقدم ولأهميته اليكم الشاهد منه مرة اخرى : ((فقد اطلعت على الجواب المفيد الذى تفضل به صاحب الفضيلة الشيخ الالباني وفقه الله .... واوضح وفقه الله انه لا يجوز لأحد من الناس ان يكفر من حكم بغير ما انزل الله بمجرد الفعل من دون ان يعلم انه استحل ذلك بقلبه واحتج بما جاء فى ذلك عن ابن عباس رضى الله عنهما )) وقال العلامة بن عثيمين مؤيداً الشيخين ((الذى فهم من كلام الشيخين ان الكفر لمن استحل ذلك واما من حكم به على انه معصية مخالفة فهذا ليس بكافر لأنه لم يستحله )).
نقول لسفر الحوالى من وافقه وناصره وشايعه هل هذه الاقوال القوية الموافقة لمذهب السلف التى قررها هؤلاء العلماء الأجلاء الفضلاء وعلى رأسهم شيخ السلفيين عبد العزيز بن باز والمحدث الالبانى والعلامة محمد بن صالح العثيمين والعلامة عبد الله بن قعود والعلامة عبد الله بن غديان والعلامة عبد الرزاق عفيفى زلة عالم المفترى المدعو سفر الحوالى امام امرين احلاهما مر:
اما مفتتح باب ضلالة وخروج وإرهاب فكرى واما جاء بطريقة اهدي من طريقة هؤلاء الفضلاء العلماء الأجلاء المبنية على الكتاب والسنة ومفهوم سلف الأمة ونقول لسفر الحوالى ومن ناصره وشايعه اذا كان علامة العصر عبد العزيز ابن باز والعلامة محمد بن صالح العثيمين والعلامة المحدث محمد ناصر الدين الالباني والعلامة عبد الرزاق عفيفى والعلامة عبد الله بن قعود والعلامة عبد الله ابن غديان والائمة من السلف من الصحابة والتابعين الذين اوردنا اقوالهم فيما سبق مرجئة فنحن نقول لسفر ومن وافقه اذا كان هؤلاء العلماء الفضلاء الاجلاء مرجئة فنحن كذلك مرجئة المقصود ان هؤلاء العلماء الاجلاء ردوا على المرجئة والخوارج ردا عظيماً وقد بسطنا اقوالهم فى موضعه .
هنالك كلام نفيس لشيخ السلفيين عبد العزيز بن باز رحمه الله نسوقه اليكم قال رحمه الله لما سئل السؤال التالى : ((عن تبديل القوانين وهل يعتبر كفراً مخرجاً عن الملة ؟ فأجاب فضيلته بما يلى نصه : ((اذا استباحها يعتبر كافراً كفراً اكبر اما إذا فعل ذلك لأسباب خاصة من اجل الرشوة او من اجل ارضاء اشخاص ويعلم انها محرمة فإنه يكفر كفراً دون كفر اما اذا فعلها مستبيحاً يكون كفراً اكبر اى اذا استحل الحكم بقانون بغير الشريعة فإنه يكون كافراً . اما اذا فعلها لأسباب مثل الرشوة او العداوة او من اجل ارضاء بعض الناس وما اشبه ذلك فإن ذلك يكون كفر دون كفر وهذا الحكم يشمل جميع الصور وسواء التبديل وغير التبديل ويجب على ولى الامر ان يمنع ذلك وان يحكم بشرع الله )).
وسئل الامام بن باز رحمه الله عن الذى يصف اهل السنة الذين لا يكفرون بالذنب انهم مرجئة ما هو الموقف منه؟؟.
فأجاب رحمه الله بقوله : ((ان المرجئة هم الذين يرون من لا يصلى ولا يزكى ولم يصم كامل الايمان اما اهل السنة والجماعة فيقولون من ترك الزكاة عاص وناقص الايمان ومن زنى ناقص الايمان ولكن لا يكفر كما تقول الخوارج ولا يكون مخلداً فى النار كما قالت المعتزلة ولكنه على خطر عظيم ومعرض للوعيد فمنهم من يدخل النار بذنوبه فلا يكون مخلداً فى النار ولو مات على زناه كذلك شارب الخمر لا يخلد فى النار كذلك عاق الوالدين اذا دخل النار لا يخلد والنبى صلى الله عليه وسلم يشفع عدة شفاعات فى العصاة يخرجهم من النار بشفاعته ثم يبقى بعد هذا بقية من العصاة يخرجهم من النار بغير شفاعة بعد ما يخترقون ثم يأذن الله لهم فى دخول الجنة ولا يبقى فى النار الا الكفرة فهم مخلدون فيها ابد الآبدين اما العصاة فلا وهذا هو قول اهل السنة وليس قول المرجئة )) .
وسئل شيخ السلفيين عبد العزيز بن باز رحمه الله ((عن الرد على من يقول ان هذا قول المرجئة))؟؟.
فأجاب فضيلته بقوله : ((نقول له انك لا تعرف قول اهل السنة ويراجع كلام شيخ الإسلام بن تيمية وكلام الاشعرى فى المقالات وغيرهم من اهل السنة وكذلك فتح المجيد ويراجع شرح الطحاوية ويراجع كتاب التوحيد حتى يعرف كلام اهل السنة )) .
قال الشيخ على حسن حفظه الله تحت مبحث ((الأصل الرابع فساد قول المرجئة وحاله وبيان ضلاله وسوء مآله: ما نصه : ((قال الامام ابو جعفر الطحاوى فى عقيدته المشهورة : ((ولا نقول : لا يضر مع الايمان ذنب لمن عمله)).
فعلق شيخنا ((أي المحدث الالباني))– رحمة الله عليه فى شرحه وتعليقه ((ص 41 – الطبعة الاولى سنة 1398هـ بقوله : قلت وذلك لأنه من قول المرجئة المؤدى الى التكذيب بآيات الوعيد وأحاديثه الواردة فى حق العصاة من هذه الأمة وان طوائف منهم يدخلون النار ثم يخرجون منها بالشفاعة او بغيرها)).
اقول : ((اى على حسن – فهذا قوله رحمه الله فى كشف فساد قولهم وبيان ضلالاتهم وسوء اعتقادهم وكلام شيخنا هذا يلتقى تماما كلام ائمة العلم فى ردهم على المرجئة ونقضهم لكلامهم كمثل اقوال شيخ الإسلام بن تيمية فى ((الصفدية)) 2/313 رداً على ((... المرجئة الذين لا يجزمون بتعذيب احد من فساق الأمة)) وهذا كله من اهل الارجاء مبنى على اصل فاسد وهو اخراج العمل عن حقيقة الايمان وبالتالى فإن وجوده وعدمه بالنسبة لما في القلب سواء وهذا من عظيم البلاء )).
وقد قال الامام الطحاوى فى عقيدته ايضاً : ((والايمان واحد وأهله فى اصله سواء والتفاضل بينهم بالخشية والتقى ومخالفة الهوى وملازمة الاولى)) فعلق شيخنا رحمه الله ((اى المحدث الالبانى)) بقوله فى شرحه وتعليقه ص 23 : ((فهذا على ما تقدم من قوله فى الايمان : ((إنه اقرار وتصديق)) فقط وقد عرفت ان الصواب فيه انه متفاوت فى أصله وأن إيمان الصالح ليس كإيمان الفاجر فراجعه)) وهو كلام فصل متين تنشرح له قلوب المؤمنين ويسعد به فضلاء الطلبة المتفقهين وتقض بنوره مضاجع المتصيدين الجاهلين ))أهـ.
نقول قد شهد اهل العلم والفضل بأن العلامة المحدث محمد ناصر الدين الالبانى رحمه الله على عقيدة اهل السنة المحضة اهل الحديث وردوا على من زعموا ان المحدث الالبانى من المرجئة – سئل العلامة الإمام محمد بن صالح العثيمين السؤال التالى : ((يقول البعض ان الشيخ الالبانى – رحمه الله قوله فى مسائل الإيمان قول المرجئة)) فما قول فضيلتكم فى هذا؟!!.
فأجاب فضيلة شيخنا الإمام محمد بن صالح العثيمين بما يلى نصه : ((اقول كما قال الاول :
اقلوا عليهم لا ابا لبيكم من اللوم
او سدوا المكان الذى سدوا
الالبانى رحمه الله عالم محدث فقيه وان كان محدثا اقوى منه فقيها ولا أعلم له كلاما يدل على الارجاء – ابداً- لكن الذين يريدون ان يكفروا الناس يقولون عنه وعن امثاله انهم مرجئة فهو من باب التلقيب بألقاب السوء . وانا اشهد للشيخ الالبانى رحمه الله بالاستقامة وسلامة المعتقد وحسن المقصد ولكن مع ذلك لا نقول انه لا يخطى لانه لا احد معصوم الا الرسول عليه الصلاة والسلام ... )) .
وقال العلامة الامام محمد بن صالح العثيمين ايضا ردا على ما وصف المحدث الالباني بأنه مرجئ ما يلى نصه : ((من رمى الشيخ الالبانى بالإرجاء فقد أخطأ اما انه لا يعرف الالبانى واما انه لا يعرف الارجاء ... الالبانى رجل من اهل السنة رحمه الله مدافع عنها امام فى الحديث لا نعلم ان احداً يباريه فى عصرنا لكن بعض الناس نسأل الله العافية يكون فى قلبه حقد اذا رأى قبول الشخص يلمزه بشئ كفعل المنافقين الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين فى الصدقات والذين لا يجدون الا جهدهم يلمزون المتصدق المُكثر من الصدقة والمتصدق الفقير ! الرجل رحمه الله نعرفه من كتبه واعرفه بمجالسته احياناً : سلفى العقيدة سليم المنهج لكن بعض الناس يريد ان يكفر عباد الله بما لم يكفرهم الله به ثم يدعى ان من خالفه فى هذا التكفير فهو مُرجى كذباً وزوراً وبهتاناً)).
لذلك لا تسمعوا لهذا القول من اى انسان صدر... )) اخى القارئ انظر وتأمل فى قول الامام محمد بن صالح العثيمين ((لكن بعض الناس يريد ان يكفر عباد الله بما لم يكفرهم الله به ثم يدعى ان من خالفه فى هذا التكفير فهو مُرجئ كذبا وزوراً وبهتاناً )) نقول صدق شيخنا العلامة بن عثيمين فى مقالته نقول ان سفر الحوالى ومن ناصره وشايعه يريدون تكفير عباد الله من الحكام والمحكومين كما فعل شيخهم سيد قطب ومحمد قطب ومحمد سرور وايمن الظواهرى وتنظيمه الجهاد واسامة بن لادن وفيما سبق اوردنا اقوالهم.
نقول لسفر الحوالى واسامة بن لادن وايمن الظواهرى ومحمد سرور والمسعرى ان اصحابكم من اهل البدع والاهواء من الذين تسمونهم بالعلماء قد شهدوا للمحدث الالبانى برسوخ قدمه فى علم الحديث والجرح والتعديل وهذا الشاهد الذى نحن بإيراد شهادته هو المدعو ابو الفيض الغمارى قال فيما نقله عن المحدث الالبانى رحمه الله فى السلسلة الضعيفة 4/6 ما نصه : ((وناصر الدين الألبانى قدم الى دمشق وتعلم العربية واقبل على علم الحديث فأتقنه جدا جداً وأعانته مكتبة الظاهرية المشتملة على نفائس المخطوطات فى الحديث حتى انى لما زرتها فى العام الماضى كان هو الذى يأتينى بما اطلبه ويعرفنى بما فيها وهو خبيث الطبع وهابى تيمى جلد ولو لا خبث مذهبه وعناده لكان من افراد الزمان فى معرفة الحديث مع انه لا يزال فاتحاً دكان الساعات وقعت لنا معه مناظرة يطول ذكرها ))
ثالثاً: زعم سفر الحوالى ان اللجنة الدائمة الان بعد موت الإمام وشيخ السلفيين عبد العزيز بن باز رحمه الله قد وافقتهم فى الرد على المرجئة وثم ذكر الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله تلويحاً .
الجواب : نقول لسفر كذبت كذب من لا يحسن كيف يكذب ونفيدك يا سفر بأن اعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء من اكابر وخواص تلاميذ شيخ السلفيين عبد العزيز بن باز رحمه الله واللجنة الدائمة الان برئاسة العلامة عبد العزيز بن عبد الله ال الشيخ حفظه الله لا يمكن ان يطعنوا فى الشيخ الامام عبد العزيز بن باز ولا يمكن ان يتهموه بلوثة الإرجاء لأنهم يعلمون على اليقين بأن شيخهم وشيخ السلفيين عبد العزيز ابن باز رحمه الله على مذهب اهل السنة الوسط بل اطلعت اللجنة الدائمة على ردود الامام عبد العزيز بن باز رحمه الله على المرجئة والخوارج ومن هنا نقول لا يمكن ان تطعن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الآن فى الإمام بن باز رحمه الله سفر الحوالى اراد بقوله ((... حين ابتدأ بعضهم الامر بالدفاع عن زلة عالم الى ان قال : والشكر مستحق للجنة الدائمة للإفتاء والمشايخ الذين كشفوا وبينوا التلبيس ان يفسد بين الامام عبد العزيز بن باز رحمه الله وهو ميت وتلاميذه اعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ونقول لسفر الحوالى ومن ناصره وشايعه ان اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله تجل وتحترم وتقدر الامام عبد العزيز بن باز غاية التقدير حياً وميتاً بل هم من اولى الناس والعلماء بالإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله لأنهم تخرجوا على يديه تحت رعايته وعنايته الخاصة ولله الحمد رغم انف الخوارج الغلاة من امثال اسامة بن لادن وايمن الظواهرى وسفر الحوالى وسرور والمسعرى . والحاصل ان سفر الحوالى غضبان من الامام عبد العزيز بن باز واللجنة الدائمة للبحوث العلمية وهيئة كبار العلماء برئاسته لانهم اوقفوا سفر الحوالى وصاحبه سلمان العودة من نشاطهم من إلقاء دروس ومحاضرات وتأليف كتابات حفاظاً على المجتمع من شرهما وقد صدقت اللجنة الدائمة وهيئة كبار العلماء برئاسة الإمام بن باز فى تصنيفها لسفر الحوالى وسلمان العودة وإليكم نص خطاب اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وهيئة كبار العلماء برئاسة الامام بن باز فى شأن توقيف سفر وسلمان : ((.. من عبد العزيز بن عبد الله بن باز الى حضرة صاحب السمو الملكى الامير المكرم نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية وفقه الله – سلام عليكم ورحمة الله وبركاته...وبعد:
فأشير الى كتاب سموكم الكريم رقم دم/ب/4/192/م.ص وتاريخ 21/22/3/1413هـ - المتضمن توجيه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بعرض تجاوزات من سفر بن عبد الرحمن الحوالى وسلمان بن فهد العودة فى بعض المحاضرات والدروس على مجلس هيئة كبار العلماء فى دورته الحادية والاربعين المنعقدة بالطائف ابتداءً من تاريخ 18/3/1414هـ ضمن ما هو مدرج فى جدول اعماله . وافيد سموكم ان مجلس هيئة كبار العلماء اطلع على كتاب سموكم المشار اليه ومشفوعه ملخص لمجالس ودروس المذكورين من اول محرم 1414هـ ونسخة من كتاب سفر الحوالى ((وعد كسنجر)) وناقش الموضوع من جميع جوانبه واطلع على بعض التسجيلات لهما وبعد الدراسة والمناقشة رأس المجلس بالإجماع ((مواجهة المذكورين بالأخطاء التى عرضت على المجلس وغيرها من الاخطاء التى تقدمها الحكومة – بواسطة لجنة تشكلها الحكومة ويشترك فيها شخصان من اهل العلم يختارهما معالى وزير الشئون الإسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد فإن إعتذار عن تلك التجاوزات وإلتزما بعدم العود الى شئ منها وأمثالها فالحمد لله ويكفى وان لم يمتثلا منعا من المحاضرات والندوات والخطب والدروس العامة والتسجيلات حماية المجتمع من اخطائهما هداهما الله والهمهما رشدهما ))أهـ.
رابعاً: نجد سفر الحوالى يكشف هنا بشكل جلى حقيقة اهدافه الفاسدة وخيالاته الكاسدة الحاقدة المتناقضة والمضطربة نجده هنا بعد ان شكر اللجنة الدائمة يدعوا الى اقامة هيئة علمية بديلة عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء قال لما سئل السؤال التالى : البيان : يتحدث اهل الشأن فى الآونة الاخيرة عن اقتراحات متعددة لإيجاد قيادة علمية للأمة فهل لكم رؤية فى ذلك ؟؟ فأجاب سفر الحوالى بما يلى نصه : ((لا تخلوا الارض من قائم لله بحجة وهذه الأمة مبارك الاول والاخر والقيادة العلمية فى تقديرى متوفرة لكن ينقصها وسائل التواصل والتكامل وتطوير الدراسات وإنشاء المؤسسات المتخصصة المستقلة . لا ريب ان العوائق دون ذلك قائمة لكن هناك محاولات فى هذا الشأن نرجو أن ترى النور قريباً )) نقول سفر الحوالى لا يعجبه ان تكون القيادة السياسية والعلمية فى بلاد التوحيد والسنة السعودية متوحدة ومتحدة بل يرى قيادة سياسية وعلمية متنافرة ومتشاجرة ومتخاصمة فيما بينها واليكم نص كلامه : ((مجتمعنا فى بعض جوانبه لم يتعود اختلاف الرأى بل عاش أجيالاً تحت سلطة مركزية احادية سياسياً وعلمياً ومعلوم انه كلما قل حظ الانسان من العلم والتجربة ضاق افقه واشتد حرصه على الانكار والاختلاف سواء فى المسائل العلمية او المواقف العملية ))
الجواب : نقول ان سفر الحوالى يريد بكلامه الاطاحة بعقيدة ومنهج السلف الذى تلتزمه الدول السعودية ايدها الله وهيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء بالمملكة العربية السعودية لتحل محله المناهج الاخوانية القطبية الفاسدة والارهابية الكاسدة الحاقدة وما احسن ما قاله العلامة صالح الفوزان حفظه الهو واليكم نص كلامه : ((... فقد حاول اعداء هذه الدعوة ان يقضوا عليها بالقوة فلم ينجحوا وحاولوا ان يقاوموها بالتشكيك والتضليل والشبهات ووصفها بالاوصاف المنفرة فما زادها الا تألقا ووضوحا وقبولا واقبالا . ومن اخر ذلك ما نعايشه الان من وفود افكار غربية مشبوهة الى بلادنا بإسم الدعوة على ايدى جماعات تتسمى بأسماء مختلفة مثل جماعة الاخوان المسلمين وجماعة التبليغ وجماعة كذا وكذا وهدفها واحد وهو ان تزيح دعوة التوحيد وتحل محلها وفى الواقع ان مقصود هذه الجماعات لا يختلف عن مقصود من سبقهم من اعداء هذه الدعوة المباركة كلهم يريدون القضاء عليها – لكن الاختلاف اختلاف خطط فقط... )).
وكذلك لشيخنا العلامة المحدث ربيع بن هادي المدخلى حامل راية الجرح والتعديل فى العصر الحاضر والخبير بمناهج الارهابيين كلام نفيس فى كشف وفضح خطط الارهابيين التكفيريين وإليكم نص كلامه : ((... والذى ادين الله به لولا اعتراض هذه الجماعات لجهود اهل السنة حقا وتغلغلهم فى الجامعات والمدارس السلفية وتشويشهم المنهج السلفى واهله بالافتراءات والشائعات الاعلام الخبيث)) لإخطاء نور التوحيد والسنة وإحلال مناهجهم الفاسدة منهج الاخوان والقطبيين لكان العالم الان يضئ بأنوار الإسلام الحق لكان حال المسلمين اليوم غير الحالة التى يعيشونها اليوم حالة الدماء والارهاب والتخريب فى كل مكان )) .
نقول ان سفر الحوالى وسلمان العودة وسلمان بن ناصر العلوان وسرور واسامة بن لادن وايمن الظواهرى وامثالهم بإتهامات الإمام العلامة شيخ السلفيين عبد العزيز بن باز وعلامة الشام المحدث محمد بن ناصر الدين الالبانى والإمام محمد بن صالح العثيمين واللجنة الدائمة برئاسة الإمام بن باز ارادوا بإتهام هؤلاء العلماء الأجلاء بالإرجاء ولوثة الإرجاء من اجل ان يكفر الناس حكاما ومحكومين كما قال العلامة الإمام محمد بن صالح العثيمين فيما سبق اوردنا كلامه وللأهمية اليكم الشاهد منه : ((...لكن بعض الناس يريد ان يكفر عباد الله بما لم يكفرهم الله به ثم يدعى ان من خالفه فى هذا التكفير فهو مرجئ كذبا وزوراً وبهتانا ولذلك لا تسمعوا لهذا القول من اى انسان صدر... )).
ومن هذا المنطلق نقول لا يجوز لأحد من المسلمين ان يتبع اسامة بن لادن وايمن الظواهرى وسرور والمسعرى فى تكفيرهم للحكام المسلمين وفى منهجهم الارهابى الفاسد الكاسد الذى يدعو الى اعلان الحرب على الحكام المسلمين ورعيتهم والمعاهدين والسفراء والمستأمنين من يهود ونصارى والاسلام.
والمسلمون بريئون من منهج اسامة بن لادن وتنظيميهم الجديد الذى يسمى ((الجبهة الاسلامية العالمية لحرب اليهود والصليبيين)) لأن الاسلام والمسلمين حقا وعدلا لا يكفرون الحكام المسلمين ورعيتهم ولا يخرجون على الحكام ولا يدعون الى سفك دماء السفراء والمعاهدين والمستأمنين الذين ادخلتهم الدولة الإسلامية فى بلاد المسلمين وفيما تقدم رأيتم سنة النبى صلى الله عليه وسلم السمحة المنصفة فى معاملة السفراء والمعاهدين والمستأمنين وأهل الذمة وبين النبى صلى الله عليه وسلم أن الاسلام دين السلام والوفاء بالعهد مع العدو والصديق والقريب والبعيد من مسلمين وغير مسلمين من يهود ونصارى فأى دين اعدل من هذا الدين العظيم الذى بلغه ودعا اليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونقول لأسامة بن لادن وايمن الظواهرى ان النبى صلى الله عليه وسلم وضع القواعد المتينة والاصول العظيمة للمسلمين فى كيفية معاملة الحكام المسلمين ولهذا نجد ائمة السلف الصالح قديما وحديثا التزموا بأحاديث النبى صلى الله عليه وسلم فى كيفية معاملة الحكام المسلمين فلم يكفروا حكام المسلمين ولم يخرجوا عليهم ولتأكيد ما ذكرناه اليكم اقوالهم القوية فى ذلك . يقول الامام وقدوة الانام وشيخ الاسلام عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الامام محمد بن عبد الوهاب فى معرض رده على الخوارج من امثال اسامة ابن لادن وايمن الظواهرى وسرور والمسعرى ما نصه : ((... ولم يدر هؤلاء المفتنون ان اكثر ولاة اهل الاسلام من عهد يزيد بن معاوية – حاشا عمر بن عبد العزيز ومن شاء الله من بنى امية قد وقع منهم من الجراءة والحوادث العظام والخروج والفساد فى ولاية اهل الاسلام ومع ذلك فسيرة الائمة الاعلام والسادة العظام معهم معروفة مشهورة لا ينزعون يداً من طاعة فيما امر الله به ورسوله من شرائع الاسلام وواجبات الدين. واضرب لك مثلاً بالحجاج بن يوسف الثقفى وقد اشتهر امره فى الامة بالظلم والغشم والاسراف فى سفك الدماء وانتهاك حرمات الله وقتل من قتلم من سادات الامة كسعيد بن جبير وحاصر بن الزبير وقد عاذ بالحرم الشريف واستباح الحرمة وقتل ابن الزبير مع ان ابن الزبير قد اعطاه الطاعة وبايعه عامة اهل مكة والمدينة واليمن واكثر سواد العراق والحجاج نائب عن مروان ثم عن ولده عبد الملك ولم يعهد احد من الخلفاء الى مروان ولم يبايعه اهل الحل والعقد – ومع ذلك لم يتوقف احد من اهل العلم فى طاعته والانقياد له فيما تسوغ فيه من اركان الاسلام وواجباته . وكان ابن عمر ومن ادرك الحجاج من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينازعونه ولا يمتنعون من طاعته فيما يقوم به الاسلام ويكمل به الايمان. وكذلك من فى زمنه من التابعين كإبن المسيب والحسن البصرى وابن سيرين وإبراهيم التيمى واشباههم ونظرائهم من سادات الامة وإستمر العمل على هذا بين علماء الامة من سادات الامة وائمتها يأمرون بطاعة الله ورسوله والجهاد فى سبيله مع كل امام بر او فاجر كما هو معروف فى كتب اصول الدين والعقائد .
وكذلك بنو العباس استولوا على بلاد المسلمين قهراً بالسيف لم يساعدهم احد من اهل العلم والدين وقتلوا خلقاً كثيراً وجماً غفيراً من بنى امية وأمرائهم ونوابهم وقتلوا ابن هبيرة امير العراق وقتلوا الخليفة مروان حتى نقل ان السفاح قتل فى يوم واحد نحو الثمانين من بنى امية ووضع الفرش على جثثهم وجلس عليها ودعا بالمطاعم والمشارب. ومع ذلك فسيرة الائمة كالأوزاعى ومالك والزهرى والليث بن سعد وعطاء بن ابى رباح مع هؤلاء الملوك لا تخفى على من له مشاركة فى العلم وإطلاع . والطبقة الثانية من اهل العلم كأحمد بن حنبل ومحمد بن اسماعيل ومحمد بن ادريس واحمد بن نوح واسحق بن راهويه وإخوانهم .... وقع فى عصرهم من الملوك ما وقع من البدع العظام وانكار الصفات ودعوا الى ذلك وامتحنوا فيه وقُتل كمحمد بن نصر ومع ذلك فلا يعلم ان احداً منهم نزع يدا من طاعة ولا رأى الخروج عليهم ))أهـ قال العلامة عبد السلام بن برجس معلقاً على ما تقدم من كلام الامام عبد اللطيف ال الشيخ رحمه الله ما نصه : ((فتأمل هذا الكلام وانظر فيه بعين الانصاف تجده من مشكاة السلف الصالح على وفق الكتاب والسنة والقواعد العامة بعيدا عن الافراط والتفريط وكلام ائمة الدعوة رحمهم الله فى هذا الباب كثير ترى طائفة منه فى الجزء السابع من كتاب الدرر السنية فى الاجوبة النجدية )) قال الامام الحسن بن على البربهارى – رحمه الله تعالى ((من ولى الخلافة بإجماع الناس ورضاهم به فهو امير المؤمنين لا يحل لأحد ان يبيت ليلة ولا يرى ان ليس عليه امام برا كان او فاجرا ... هكذا قال احمد بن حنبل )) أهـ وقد دل على ذلك ما اخرجه الإمام مسلم فى صحيحه كتاب الامارة ان عبد الله بن عمر جاء الى عبد الله بن مطيع حين كان من امر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية فقال : ((فقال عبد الله بن مطيع : اطرحوا لأبى عبد الرحمن وسادة فقال : انى لم آتك لأجلس أتيتك لأحدثك حديثاً سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله سمعت: ((من خلع يداً من طاعة لقى الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات ليس فى عنقه بيعة مات ميتة جاهلية )) قال الحافظ بن كثير : ((ولما خرج اهل المدينة عن طاعته اى يزيد وولوا عليهم ابن مطيع وابن حنظلة لم يذكروا عنه وهم اشد الناس عداوة له الا ما ذكروه عنه من شرب الخمر واتيانه بعض القاذورات .... بل قد كان فاسقاً والفاسق لا يجوز خلعه لأجل ما يثور بسبب ذلك من الفتنة ووقوع الهرج كما وقع زمن الحرة . وقد كان عبد الله بن عمر بن الخطاب وجماعات اهل بيت النبوة ممن لا ينقض العهد ولا بايع احدا بعد بيعته ليزيد كما قال الامام احمد حدثنا اسماعيل ابن عليه حدثنى صخر بن جويرية عن نافع قال : ((لما خلع الناس يزيد ابن معاوية جمع ابن عمر بنيه وأهله ثم تشهد ثم قال : ((اما بعد فإنا بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله وانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((ان الغادر ينصب له لواء يوم القيامة يقال : ((هذا غدرة فلان)) وان من اعظم الغدر الا ان يكون الاشراك بالله : ان يبايع رجل رجلاً على بيع رسوله ثم ينكث بيعته فلا يخلعن احد منكم يزيد ولا يسرفن احد منكم فى هذا الامر فيكون الفيصل بينى وبينه)) وقد رواه مسلم والترمزى من حديث صخر بن جويرية وقال الترمزى : حسن صحيح ))أهـ انتهى كلام الحافظ بن كثير.
وكذا ساق البخارى هذه القصة انظر الفتح 13/68 فى كتاب الفتن قال الحافظ بن حجر رحمه الله : ((وفى هذا الحديث وجوب طاعة الامام الذى انعقدت له البيعة والمنع من الخروج عليه ولو جار فى حكمه وانه لا ينخلع بالفسق ))أهـ.
قال العلامة عبد السلام بن برجس : ((القاعدة الثانية : ((من غلب فتولى الحكم واستتب له فهو امام تجب بيعته وطاعته وتحرم منازعته ومعصيته )).
قال الامام احمد بن حنبل رحمه الله تعالى فى العقيدة التى رواها عنه عبدوس بن مالك العطار : ما نصه : ((... ومن غلب عليهم يعنى : الولاة – بالسيف حتى صار خليفة وسمى امير المؤمنين فلا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الاخر ان يبيت ولايراه امام براً كان او فاجراً )).
واحتج الامام احمد بما ثبت عن ابن عمر رضى الله عنه انه قال ((... واصلى وراء من غلب )) وفى صحيح البخارى ((كتاب الاحكام باب كيف يبايع الامام الناس)) عن عبد الله بن دينار قال شهدت ابن عمر حيث اجتمع الناس على عبد الملك قال : ((كتب انى اقر بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك امير المؤمنين على سنة الله وسنة رسوله ما استطعت وان بنى قد اقروا بمثل ذلك )).
ففى الاعتصام للشاطبى ((ان يحي بن يحي قيل له : البيعة مكروهة قال : لا قيل له : فإن كانوا ائمة جور فقال : قد بايع ابن عمر عبد الملك بن مروان وبالسيف اخذ الملك اخبرنى بذلك مالك عنه انه كتب اليه وامر له بالسمع والطاعة على كتاب الله وسنة نبيه قال يحي بن يحي والبيعة خير من الفرقة ))أهـ.
وروى البيهقى فى مناقب الشافعي ، عن حرملة قال : ((سمعت الشافعى يقول كل من غلب على الخلافة بالسيف حتى يسمى خليفة ويجتمع الناس عليه فهو خليفة )).
وقد حكى الاجماع على ذلك الحافظ بن حجر رحمه الله تعالى فى الفتح فقال : ((... وقد اجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وان طاعته خير من الخروج عليه لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء ))أهـ.
وقد حكى ايضاً الاجماع شيخ الاسلام وامام الدعوة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى مجدد القرن الثانى عشر فقال ما نصه : ((الائمة مجمعون من كل مذهب على ان من تغلب على بلد او بلدان له حكم الإمام فى جميع الاشياء ولولا هذا ما استقامت الدنيا لأن الناس من زمن طويل قبل الامام احمد الى يومنا هذا ما اجتمعوا على امام واحد ولا يعرفون احدا من العلماء ذكر ان شيئاً من الاحكام لا يصح الا بالامام الاعظم )).
وقال شيخ الاسلام وقدوة الانام الامام عبد اللطيف بن عبد الرحمن ابن حسن بن الامام المجدد شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله ما نصه : ((وأهل العلم ... متفقون على طاعة من تغلب عليهم فى المعروف يرون نفوذ أحكامه وصحة إمامته. لا يختلف فى ذلك اثنان ويرون المنع من الخروج عليهم بالسيف وتفريق الامة وان كان من الائمة فسقة ما لم يروا كفراً بواحاً ونصوصهم فى ذلك موجوده عن الائمة الاربعة وغيرهم وامثالهم ونظرائهم )) ومن المنطلق نقول لا يجوز التهيج السياسي والإنكار العلنى على الحكام من على المنابر ونحوها قال شيخ السلفيين عبد العزيز بن باز رحمه الله : ((ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة وذكر ذلك على المنابر لأن ذلك يفضى الى الانقلابات وعدم السمع والطاعة فى المعروف ويفضى الى الخروج الذى يضر ولا ينفع ولكن الطريقة المتبعة عند السلف النصيحة فيما بينهم وبين السلطان والكتابة اليه او الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه الى الخير )).
وقال ائمة الدعوة الأجلاء وعلى رأسهم العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ والعلامة محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ والعلامة سعد ابن عتيق والعلامة عمر بن سليم والعلامة عبد الله العنقرى رحمهم الله فى معرض ردهم على امثال اسامة بن لادن وايمن الظواهرى ما نصه : ((... واما ما يقع من ولاة الامور من المعاصى والمخالفات التى لا توجب الكفر والخروج من الاسلام فالواجب فيها : مناصحتهم على الوجه الشرعي برفق وإتباع ما كان عليه السلف الصالح من عدم التشنيع عليهم فى المجالس ومجامع الناس وإعتقاد ان ذلك من انكار المنكر الواجب انكاره على العباد وهذا غلط فاحش وجهل ظاهر لا يعلم صاحبه ما يترتب عليه من المفاسد العظام فى الدين والدنيا كما يعرف ذلك من نور الله قلبه وعرف طريقة السلف الصالح وائمة الدين قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى فى رسالة له ذكرناها هنا لعظم فائدتها قال رحمه الله تعالى : ((من محمد بن عبد الوهاب الى من يصل اليه هذا الكتاب من الاخوان سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد : يجرى عندكم امور تجرى عندنا من سابق وننصح اخواننا اذا جرى منها شئ حتى فهموها وسببها ان بعض اهل الدين ينكر منكراً وهو مصيب لكن يخطئ فى تغليظ الامر الى شئ يوجب الفرقة بين الاخوان ...الجامع لهذا كله انه اذا صدر المنكر من امير او غيره ان ينصح برفق خفية ما تشرف احد فإن وافق وإلا استلحق عليه رجلا يقبل منه بخفية فإن لم يفعل فيمكن الانكار ظاهراً الا ان كان على امير ونصحه ولا وافق واستلحق عليه ولا وافق فيرفع الامر الينا خفية )).
قال : ((عياض بن غنم : يا هشام بن حكيم ! قد سمعنا ما سمعت ورأينا ما رأيت او لم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((من اراد ان ينصح لذى سلطان بأمر فلا يبد له علانية ولكن ليأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك والا كان قد ادى الذى عليه له.
قال الامام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ((فإذا كان الكلام فى الملك بغيبة او نصحه جهراً والتشهير به من اهانته التى توعد الله فاعلها بإهانته فلا شك انه يجب مراعاة ما ذكرناه – يريد الإسرار بالنصح ونحوه... )).
وقال المحدث محمد ناصر الدين الالبانى فى تعليقه على مختصر صحيح مسلم 335: ((يعنى المجاهرة بالإنكار على الامراء فى الملأ لأن فى الانكار جهاراً ما يخشى عاقبته كما اتفق فى الانكار على عثمان جهاراً اذ نشأ عنه قتله )) وفى الزهد لهناد عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه انه قال : ((ايتها الرعية ان لنا عليكم حقاً : النصيحة بالغيب والمعاونة على الخير )) وذكر الحافظ ابن رجب فى جامع العلوم والحكم : ((ان ابن عباس سئل عن امر السلطان بالمعروف ونهيه عن المنكر فقال : ((ان كنت فاعلاً ولا بد ففيما بينك وبينه )) أهـ .
((قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله : ((واما ما يقع من ظلمهم وجورهم بتأويل سائغ او غير سائغ فلا يجوز ان يزال لنا فيه من ظلم وجور كما هو عادة اكثر النفوس تزيل الشر بما هو شر منه وتزيل العدوان بما هو اعدى منه فالخروج عليهم يوجب من الظلم والفساد اكثر من ظلمهم فيصبر عليه كما يصبر عند الامر بالمعروف والنهى عن المنكر على ظلم المأمور والمنهى )).
سئل العلامة المحدث عبد المحسن العباد احد اكابر تلاميذ شيخ السلفيين عبد العزيز بن باز رحمه الله السؤال الآتى نصه : هل استبدال الشريعة بالقوانين الوضعية كفر فى ذاته ؟ ام يحتاج الى الاستحلال القطبى والإعتقاد بجواز ذلك وهل هناك فرق فى الحكم مرة بغير ما انزل الله وجعل القوانين تشريعاً عاماً مع اعتقاد عدم جوازه ؟ فأجاب فضيلته بقوله : يبدو انه لا فرق فى مسألة او عشر او مئة او الف او اقل او اكثر لا فرق ما دام ان الانسان يعتبر نفسه انه مخطئ وانه فعل امرا منكراً وانه فعل معصية وانه خائف من الذنب فهذا كفر دون كفر واما مع الاستحلال لو كان فى مسألة واحدة يستحل فيها الحكم بغير ما انزل الله ويعتبر نفسه – حلالاً فإنه يكون كفراً ))انتهى كلامه.
وقال العلامة المحدث ربيع بن هادى المدخلى حامل راية الجرح والتعديل فى معض رده على عبد الرحمن عبد الخالق ما نصه : ((وهذا قول شنيع لم يسبقه احد من اهل السنة بل هو يحمل رائحة الخوارج بهذا الإطلاق والغلو فالحكم بغير ما انزل الله يكفر به المستحل وغير المستحل لا يكفر وكم من حكام المسلمين وقع كثيرا او قليلا فى الحكم بغير ما انزل الله من العهد الاموى الى يومنا هذا ولم يكفرهم علماء الإسلام بما فيهم ابن حنبل وابن تيمية وهم على منهج معروف فيه التفصيل على خلاف منهج الخوارج فهل يسوى من يقع فى الحكم بغير ما انزل الله بمن يتخذ له اصناما واوثانا يعبدها من دون الله نعوذ بالله من تحريف الدين فاليهود والنصارى على ما هم عليه من الكفر والحكم بغير ما انزل الله واتخاذهم عزيرا وعيسى إلهين مع الله لم يبلغ كفرهم وشركهم مبلغ كفر وشرك عباد الاصنام فكيف بحاكم يوحد الله ويؤمن بكل ما يجب الايمان به ويعتقد ان الحكم لله وحده ثم يغلبه هواه وشهوته فيحكم بغير ما انزل الله فلا يجعل هو وعباده الاصنام سواء الا غال فى الدين لم يحكم عقيدة التوحيد ويقول على الله بغير علم )) وقال العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : ((وقد حكم الله سبحانه بكفر من لم يحكم بما انزل الله وبظلمه وبفسقه اذا كان الحاكم به يستبيحه او يرى انه اصلح من حكم الله واحسن فهذا كفر وشرك ينافى التوحيد ويناقض لا اله الا الله تمام المناقضة وان كان يستبيح ذلك ويعتقد ان حكم الله هو الذى يجب الحكم به ولكن حمله الهوى على مخالفته فهذا كفر اصغر وشرك ينقص معنى لا اله الا الله ومقتضاها )) وقال العلامة الشيخ صالح السدلان حفظه الله : ((.. ولكن الحكم بغير ما انزل الله على نوعين حكم استحلال وإعتقاد ان الشريعة الاسلامية لا تصلح ابداً والنوع الثاني ان يعتقد الحاكم ان الشريعة الإسلامية صالحة كاملة لكن الامر ليس اليه ولا هو بيد فرد من افراد الامة فهو مثل المسلم الذى يعمل المعصية غير المستحل لها كمن يشرب الخمر وهو يعتقد انها معصية )) ونتوج هذا الفصل بتأييد العلامة وشيخ السلفيين عبد العزيز ابن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى لسماحة العلامة المحدث ناصر الدين الالباني رحمهما الله تعالى : اليكم نص كلامه : ((فقد اطلعت على الجواب المفيد الذى تفضل به صاحب الفضيلة الشيخ الالبانى وفقه الله المنشور فى صحيفة المسلمون الذى اجاب به فضيلته فى مسالة تكفير من حكم بغير ما انزل الله من غير تفصيل فألفيتها كلمة قيمة فأصاب فيها الحق وسلك فيها سبيل المؤمنين واوضح وفقه الله انه لا يجوز لأحد من الناس ان يكفر من حكم بغير ما انزل الله بمجرد الفعل من دون ان يعلم انه استحل ذلك بقلبه واحتج بما جاء فى ذلك عن ابن عباس رضى الله عنهما وعن غيره من سلف الامة ولا شك ان ما ذكره فى جوابه فى تفسير قوله تعالى : ((ومن لم يحكم بغير ما انزل الله فأولئك هم الكافرون)) هو الصواب وقد اوضح وفقه الله ان الكفر كفران اكبر واصغر فمن استحل الحكم بغير ما انزل الله او الزنا او الربا او غيرهما من المحرمات المجمع على تحريمها فقد كفر كفراً اكبر وظلم ظلما اكبر وفسق فسقا اكبر ومن فعلها دون استحلال كان كفره كفرا اصغر وظلمه ظلما اصغر وهكذا فسقه لقول النبى صلى الله عليه وسلم فى حديث بن مسعود رضى الله عنه : ((سباب المسلم وقتاله كفر)) اراد بهذا من العمل المنكر )) نقول ان الامة الاسلامية حكاما وعلماء وشعوبا تلقوا كلام الامامين عبد العزيز بن باز والالبانى رحمهما الله بإرتياح كبير وتأييد شديد فى مسألة الحكم بغير ما انزل الله ولم يظهر احد معارضة لما قرره الشيخين الامامين ولكن بعد وفاة الشيخين هنا وهناك اصوات تنقد ما قرره الشيخين الجليلين الالبانى وبن باز رحمهما الله.
بل اتهموا الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الالبانى بلوثة الارجاء فتصدى لهم العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وجزاه الله خيراً وبارك الله فى جهوده حيا وميتاً وسيأتى كلامه فى موضعه ان شاء الله تعالى .
اما الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله الى الآن لم يتجرأ احد بأن يتهم الشيخ الإمام بن باز بالتصريح بلوثة الارجاء لأن الشيخ الإمام بن باز رحمه الله جعل الله له القبول عند الأعداء والاصدقاء كلهم جميعاً يعترفون له بالعلم والفضل والتقوى وكلهم كان يسعى لكى يتشرف بالجلوس فى مجلس العلامة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله وقد جعل الله بمنه وفضله القبول للامام بن باز رحمه الله فى الارض عند العام والخاص حيا وميتا وهذا من فضل الله ورحمته يؤتيه من يشاء . ولكن ظهر فى الآونة الآخيرة من يطعن فى الشيخ الامام بن باز رحمه الله بالتلويح من دون التصريح بإسمه وذلك بعد موته لأنهم يدركون جيداً انهم اذا صرحوا اسم الامام بن باز رحمه الله سوف يسقطون من اعين الناس عامة ومن هؤلاء الحزبيين الذين شنوا هجوماً عنيفاً على الإمام بن باز د. سفر الحوالى احد محبى وتلاميذ محمد قطب وسيد قطب التكفيريين بل الولد الروحي لمحمد قطب شقيق سيد قطب التكفيري الجاهل حيث زعم سفر الحوالى ان كلام الامام بن باز رحمه الله فى مسألة الحكم بغير ما انزل الله ذلة عالم قال سفر لما سئل السؤال الاتى نصه : ((البيان : ما دام الكلام عن المنهج فما رأى فضيلتكم فيما تعرض له بعض اهل السنة من لوثة الارجاء : هل سببه خلل منهجي ام ردود افعال؟؟)).
فأجاب سفر الحوالى بما يلى نصه : ((المؤسف انه ردود افعال فلو ان اى طالب علم جمع نصوص الكتاب والسنة واقوال السلف فى المسألة لما وقع ابداً فى شك لكن ابتدأ بعضهم الامر بالدفاع عن زلة عالم تحولت المسألة الى اصرار على الخطأ وعسف للأدلة وتحريف للنقول لكى تؤيد تلك الزلة والشكر مستحق للجنة الدائمة للافتاء والمشايخ الفضلاء الذين كشفوا الشبهات وبينوا التلبيس )).
الجواب نحن نسأل سفر الحوالى من هذا العالم الذى زل وأتبعه الناس فى زلته سمى لنا هذا العالم ومن معه من العلماء وطلبة العلم والعامة ، نقول لسفر الحوالى ومن شايعه و ناصره لا يستطيعون ولن يستطيعون ان يقولوا ان شيخ السلفيين عبد العزيز بن باز واتباعه من المرجئة او تلوثوا بلوثة الإرجاء فإذا لم يستطيع سفر الحوالى ومن وافقه بالتصريح بإسم الإمام بن باز رحمه الله ولن يستطيعوا ذلك البتة لأن الله جعل القبول للإمام عبد العزيز بن باز حياً وميتاً بل الإمام عبد العزيز بن باز حي بعلمه ونعوته السمحاء وقلت فى هذا المقام :
قبض العلم بذهاب العلماء ***** وزوال الحلم بغياب الحكماء
ونكرر ونقول لأهل البدع والأهواء ومن امثال سفر وسلمان وسرور
نقول لأهل البدع والأهواء ***** ابن باز حي بعلمه ونعوته السمحاء
وفيما سبق ذكرنا نص القصيدة فى رثاء الشيخ ومسألة ان الله جعل القبول للإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتى عام المملكة العربية السعودية والعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمهما الله مسألة متفق عليها حتى اصحاب سفر الحوالى شهدوا بذلك ومنهم المدعو سعد الفقيه وقد ذكرنا كلامه في موضعه.
ومن هنا نقول ان سفر الحوالى وأمثاله لا يستطيعون ولن يستطيعون ان يطعنوا فى الامام عبد العزيز ابن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى .
ثانياً: نقول لسفر الحوالى لم ينفرد الامام بن باز رحمه الله فيما قرره من منهج السلف فى مسـألة الحكم بغير ما انزل الله بالتفصيل المعروف عند ائمة السلف قديماً وحديثاً وانما قرر معه ذلك اللجنة الدائمة وهيئة كبار العلماء برئاسته وكذا وافقه محدث الديار الشامية محمد ناصر الدين الالبانى رحمه الله تعالى . وقد اوردنا الشاهد من كلامه فيما سبق ولتأكيد ما ذكرناه اليكم بعض النماذج من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء السؤال التالى : ((متى يجوز التكفير ؟ ومتى لا يجوز وما نوع التكفير المذكور فى قوله تعالى ((ومن لم يحكم بغير ما انزل الله فأولئك هم الكافرون)).
فأجابت اللجنة الدائمة بما يلى نصه : ((الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد : قال تعالى ((ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون)) وقال تعالى ((ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الظالمون)) وقال تعالى ((ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الفاسقون)) لكن اذا استحل ذلك وإعتقده جائزا فهو كفر كفرا اكبر وظلم ظلما اكبر وفسقا اكبر يخرج من الملة واما اذا فعل ذلك من اجل الرشوة او مقصد اخر وهو يعتقد تحريم ذلك فإنه آثم ويعتبر كافرا كفرا اصغر وظالما ظلما اصغر وفاسقا فسقا اصغر لا يخرجه من المله كما اوضح ذلك اهل العلم فى تفسير الايانت المذكورة وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
وكذلك سئلت اللجنة الدائمة السؤال التالى : ((ما حكم من يتحاكم الى القوانين الوضعية وهو يعلم بطلانها فلا يحاربها ولا يعمل على ازالتها))؟
فأجابت اللجنة الدائمة بما يلى نصه : ((الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد : الواجب التحاكم الى كتاب الله وسنة رسول الله عند الاختلاف قال تعالى: ((فإن تنازعتم فى شئ فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير واحسن تاويلاً)) وقال تعالى : ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى انفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما)) والتحاكم يكون الى كتاب الله تعالى والى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فإن لم يتحاكم اليهما ((مستحلاً)) التحاكم الى غيرهما من القوانين الوضعية بدافع طمع فى مال او جاه او منصب فهو مرتكب معصية وفاسق ولا يخرج من دائرة الإيمان )).
نقول لسفر الحوالى من ناصره وشايعه ها هم السادة العلماء فى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء برئاسة علامة العصر وشيخ السلفيين عبد العزيز بن عبد الله بن باز عضو عبد الله بن غديان – عضو عبد الله بن قعود ونائب الرئيس عبد الرازق عفيفى يقررون مذهب السلف بقولهم : ((لكن اذا استحل ذلك واعتقده جائزاً فهو كفر كفراً أكبر )) وبقولهم : ((فإن لم يتحاكما اليهما مستحلاً التحاكم الى غيرهما من القوانين الوضعية بدافع الطمع فى مال او جاه او منصب فهو مرتكب معصية وفاسق لا يخرج من دائرة الإسلام )) وبقولهم : ((واما من حكم بغير ما انزل الله ويعتقد انه عاص لكن حمله على الحكم بغير ما انزل الله ما يدفع اليه من الرشوة ... فهذا لا يكون كفره اكبر بل يكون عاصياً وقد وقع فى كفر دون كفر وفسق دون فسق )).
وقال محدث الديار الشامية مقرراً ما قرره العلامة وشيخ السلفيين فى العالم عبد العزيز بن عبد الله بن باز واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء ما نصه : ((فلا تستطيع ان تقول بكفره حتى يعرب عما فى قلبه بأنه لا يرى الحكم بغير ما انزل الله عز وجل وحينئذ فقط تستطيع ان تقول انه كافر كفر ردة )) .
وقد ايد كذلك علامة العصر وشيخ السلفيين عبد العزيز بن باز رحمه الله محدث الديار الشامية محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله وقد اوردنا قوله فيما تقدم ولأهميته اليكم الشاهد منه مرة اخرى : ((فقد اطلعت على الجواب المفيد الذى تفضل به صاحب الفضيلة الشيخ الالباني وفقه الله .... واوضح وفقه الله انه لا يجوز لأحد من الناس ان يكفر من حكم بغير ما انزل الله بمجرد الفعل من دون ان يعلم انه استحل ذلك بقلبه واحتج بما جاء فى ذلك عن ابن عباس رضى الله عنهما )) وقال العلامة بن عثيمين مؤيداً الشيخين ((الذى فهم من كلام الشيخين ان الكفر لمن استحل ذلك واما من حكم به على انه معصية مخالفة فهذا ليس بكافر لأنه لم يستحله )).
نقول لسفر الحوالى من وافقه وناصره وشايعه هل هذه الاقوال القوية الموافقة لمذهب السلف التى قررها هؤلاء العلماء الأجلاء الفضلاء وعلى رأسهم شيخ السلفيين عبد العزيز بن باز والمحدث الالبانى والعلامة محمد بن صالح العثيمين والعلامة عبد الله بن قعود والعلامة عبد الله بن غديان والعلامة عبد الرزاق عفيفى زلة عالم المفترى المدعو سفر الحوالى امام امرين احلاهما مر:
اما مفتتح باب ضلالة وخروج وإرهاب فكرى واما جاء بطريقة اهدي من طريقة هؤلاء الفضلاء العلماء الأجلاء المبنية على الكتاب والسنة ومفهوم سلف الأمة ونقول لسفر الحوالى ومن ناصره وشايعه اذا كان علامة العصر عبد العزيز ابن باز والعلامة محمد بن صالح العثيمين والعلامة المحدث محمد ناصر الدين الالباني والعلامة عبد الرزاق عفيفى والعلامة عبد الله بن قعود والعلامة عبد الله ابن غديان والائمة من السلف من الصحابة والتابعين الذين اوردنا اقوالهم فيما سبق مرجئة فنحن نقول لسفر ومن وافقه اذا كان هؤلاء العلماء الفضلاء الاجلاء مرجئة فنحن كذلك مرجئة المقصود ان هؤلاء العلماء الاجلاء ردوا على المرجئة والخوارج ردا عظيماً وقد بسطنا اقوالهم فى موضعه .
هنالك كلام نفيس لشيخ السلفيين عبد العزيز بن باز رحمه الله نسوقه اليكم قال رحمه الله لما سئل السؤال التالى : ((عن تبديل القوانين وهل يعتبر كفراً مخرجاً عن الملة ؟ فأجاب فضيلته بما يلى نصه : ((اذا استباحها يعتبر كافراً كفراً اكبر اما إذا فعل ذلك لأسباب خاصة من اجل الرشوة او من اجل ارضاء اشخاص ويعلم انها محرمة فإنه يكفر كفراً دون كفر اما اذا فعلها مستبيحاً يكون كفراً اكبر اى اذا استحل الحكم بقانون بغير الشريعة فإنه يكون كافراً . اما اذا فعلها لأسباب مثل الرشوة او العداوة او من اجل ارضاء بعض الناس وما اشبه ذلك فإن ذلك يكون كفر دون كفر وهذا الحكم يشمل جميع الصور وسواء التبديل وغير التبديل ويجب على ولى الامر ان يمنع ذلك وان يحكم بشرع الله )).
وسئل الامام بن باز رحمه الله عن الذى يصف اهل السنة الذين لا يكفرون بالذنب انهم مرجئة ما هو الموقف منه؟؟.
فأجاب رحمه الله بقوله : ((ان المرجئة هم الذين يرون من لا يصلى ولا يزكى ولم يصم كامل الايمان اما اهل السنة والجماعة فيقولون من ترك الزكاة عاص وناقص الايمان ومن زنى ناقص الايمان ولكن لا يكفر كما تقول الخوارج ولا يكون مخلداً فى النار كما قالت المعتزلة ولكنه على خطر عظيم ومعرض للوعيد فمنهم من يدخل النار بذنوبه فلا يكون مخلداً فى النار ولو مات على زناه كذلك شارب الخمر لا يخلد فى النار كذلك عاق الوالدين اذا دخل النار لا يخلد والنبى صلى الله عليه وسلم يشفع عدة شفاعات فى العصاة يخرجهم من النار بشفاعته ثم يبقى بعد هذا بقية من العصاة يخرجهم من النار بغير شفاعة بعد ما يخترقون ثم يأذن الله لهم فى دخول الجنة ولا يبقى فى النار الا الكفرة فهم مخلدون فيها ابد الآبدين اما العصاة فلا وهذا هو قول اهل السنة وليس قول المرجئة )) .
وسئل شيخ السلفيين عبد العزيز بن باز رحمه الله ((عن الرد على من يقول ان هذا قول المرجئة))؟؟.
فأجاب فضيلته بقوله : ((نقول له انك لا تعرف قول اهل السنة ويراجع كلام شيخ الإسلام بن تيمية وكلام الاشعرى فى المقالات وغيرهم من اهل السنة وكذلك فتح المجيد ويراجع شرح الطحاوية ويراجع كتاب التوحيد حتى يعرف كلام اهل السنة )) .
قال الشيخ على حسن حفظه الله تحت مبحث ((الأصل الرابع فساد قول المرجئة وحاله وبيان ضلاله وسوء مآله: ما نصه : ((قال الامام ابو جعفر الطحاوى فى عقيدته المشهورة : ((ولا نقول : لا يضر مع الايمان ذنب لمن عمله)).
فعلق شيخنا ((أي المحدث الالباني))– رحمة الله عليه فى شرحه وتعليقه ((ص 41 – الطبعة الاولى سنة 1398هـ بقوله : قلت وذلك لأنه من قول المرجئة المؤدى الى التكذيب بآيات الوعيد وأحاديثه الواردة فى حق العصاة من هذه الأمة وان طوائف منهم يدخلون النار ثم يخرجون منها بالشفاعة او بغيرها)).
اقول : ((اى على حسن – فهذا قوله رحمه الله فى كشف فساد قولهم وبيان ضلالاتهم وسوء اعتقادهم وكلام شيخنا هذا يلتقى تماما كلام ائمة العلم فى ردهم على المرجئة ونقضهم لكلامهم كمثل اقوال شيخ الإسلام بن تيمية فى ((الصفدية)) 2/313 رداً على ((... المرجئة الذين لا يجزمون بتعذيب احد من فساق الأمة)) وهذا كله من اهل الارجاء مبنى على اصل فاسد وهو اخراج العمل عن حقيقة الايمان وبالتالى فإن وجوده وعدمه بالنسبة لما في القلب سواء وهذا من عظيم البلاء )).
وقد قال الامام الطحاوى فى عقيدته ايضاً : ((والايمان واحد وأهله فى اصله سواء والتفاضل بينهم بالخشية والتقى ومخالفة الهوى وملازمة الاولى)) فعلق شيخنا رحمه الله ((اى المحدث الالبانى)) بقوله فى شرحه وتعليقه ص 23 : ((فهذا على ما تقدم من قوله فى الايمان : ((إنه اقرار وتصديق)) فقط وقد عرفت ان الصواب فيه انه متفاوت فى أصله وأن إيمان الصالح ليس كإيمان الفاجر فراجعه)) وهو كلام فصل متين تنشرح له قلوب المؤمنين ويسعد به فضلاء الطلبة المتفقهين وتقض بنوره مضاجع المتصيدين الجاهلين ))أهـ.
نقول قد شهد اهل العلم والفضل بأن العلامة المحدث محمد ناصر الدين الالبانى رحمه الله على عقيدة اهل السنة المحضة اهل الحديث وردوا على من زعموا ان المحدث الالبانى من المرجئة – سئل العلامة الإمام محمد بن صالح العثيمين السؤال التالى : ((يقول البعض ان الشيخ الالبانى – رحمه الله قوله فى مسائل الإيمان قول المرجئة)) فما قول فضيلتكم فى هذا؟!!.
فأجاب فضيلة شيخنا الإمام محمد بن صالح العثيمين بما يلى نصه : ((اقول كما قال الاول :
اقلوا عليهم لا ابا لبيكم من اللوم
او سدوا المكان الذى سدوا
الالبانى رحمه الله عالم محدث فقيه وان كان محدثا اقوى منه فقيها ولا أعلم له كلاما يدل على الارجاء – ابداً- لكن الذين يريدون ان يكفروا الناس يقولون عنه وعن امثاله انهم مرجئة فهو من باب التلقيب بألقاب السوء . وانا اشهد للشيخ الالبانى رحمه الله بالاستقامة وسلامة المعتقد وحسن المقصد ولكن مع ذلك لا نقول انه لا يخطى لانه لا احد معصوم الا الرسول عليه الصلاة والسلام ... )) .
وقال العلامة الامام محمد بن صالح العثيمين ايضا ردا على ما وصف المحدث الالباني بأنه مرجئ ما يلى نصه : ((من رمى الشيخ الالبانى بالإرجاء فقد أخطأ اما انه لا يعرف الالبانى واما انه لا يعرف الارجاء ... الالبانى رجل من اهل السنة رحمه الله مدافع عنها امام فى الحديث لا نعلم ان احداً يباريه فى عصرنا لكن بعض الناس نسأل الله العافية يكون فى قلبه حقد اذا رأى قبول الشخص يلمزه بشئ كفعل المنافقين الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين فى الصدقات والذين لا يجدون الا جهدهم يلمزون المتصدق المُكثر من الصدقة والمتصدق الفقير ! الرجل رحمه الله نعرفه من كتبه واعرفه بمجالسته احياناً : سلفى العقيدة سليم المنهج لكن بعض الناس يريد ان يكفر عباد الله بما لم يكفرهم الله به ثم يدعى ان من خالفه فى هذا التكفير فهو مُرجى كذباً وزوراً وبهتاناً)).
لذلك لا تسمعوا لهذا القول من اى انسان صدر... )) اخى القارئ انظر وتأمل فى قول الامام محمد بن صالح العثيمين ((لكن بعض الناس يريد ان يكفر عباد الله بما لم يكفرهم الله به ثم يدعى ان من خالفه فى هذا التكفير فهو مُرجئ كذبا وزوراً وبهتاناً )) نقول صدق شيخنا العلامة بن عثيمين فى مقالته نقول ان سفر الحوالى ومن ناصره وشايعه يريدون تكفير عباد الله من الحكام والمحكومين كما فعل شيخهم سيد قطب ومحمد قطب ومحمد سرور وايمن الظواهرى وتنظيمه الجهاد واسامة بن لادن وفيما سبق اوردنا اقوالهم.
نقول لسفر الحوالى واسامة بن لادن وايمن الظواهرى ومحمد سرور والمسعرى ان اصحابكم من اهل البدع والاهواء من الذين تسمونهم بالعلماء قد شهدوا للمحدث الالبانى برسوخ قدمه فى علم الحديث والجرح والتعديل وهذا الشاهد الذى نحن بإيراد شهادته هو المدعو ابو الفيض الغمارى قال فيما نقله عن المحدث الالبانى رحمه الله فى السلسلة الضعيفة 4/6 ما نصه : ((وناصر الدين الألبانى قدم الى دمشق وتعلم العربية واقبل على علم الحديث فأتقنه جدا جداً وأعانته مكتبة الظاهرية المشتملة على نفائس المخطوطات فى الحديث حتى انى لما زرتها فى العام الماضى كان هو الذى يأتينى بما اطلبه ويعرفنى بما فيها وهو خبيث الطبع وهابى تيمى جلد ولو لا خبث مذهبه وعناده لكان من افراد الزمان فى معرفة الحديث مع انه لا يزال فاتحاً دكان الساعات وقعت لنا معه مناظرة يطول ذكرها ))
ثالثاً: زعم سفر الحوالى ان اللجنة الدائمة الان بعد موت الإمام وشيخ السلفيين عبد العزيز بن باز رحمه الله قد وافقتهم فى الرد على المرجئة وثم ذكر الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله تلويحاً .
الجواب : نقول لسفر كذبت كذب من لا يحسن كيف يكذب ونفيدك يا سفر بأن اعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء من اكابر وخواص تلاميذ شيخ السلفيين عبد العزيز بن باز رحمه الله واللجنة الدائمة الان برئاسة العلامة عبد العزيز بن عبد الله ال الشيخ حفظه الله لا يمكن ان يطعنوا فى الشيخ الامام عبد العزيز بن باز ولا يمكن ان يتهموه بلوثة الإرجاء لأنهم يعلمون على اليقين بأن شيخهم وشيخ السلفيين عبد العزيز ابن باز رحمه الله على مذهب اهل السنة الوسط بل اطلعت اللجنة الدائمة على ردود الامام عبد العزيز بن باز رحمه الله على المرجئة والخوارج ومن هنا نقول لا يمكن ان تطعن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الآن فى الإمام بن باز رحمه الله سفر الحوالى اراد بقوله ((... حين ابتدأ بعضهم الامر بالدفاع عن زلة عالم الى ان قال : والشكر مستحق للجنة الدائمة للإفتاء والمشايخ الذين كشفوا وبينوا التلبيس ان يفسد بين الامام عبد العزيز بن باز رحمه الله وهو ميت وتلاميذه اعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ونقول لسفر الحوالى ومن ناصره وشايعه ان اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله تجل وتحترم وتقدر الامام عبد العزيز بن باز غاية التقدير حياً وميتاً بل هم من اولى الناس والعلماء بالإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله لأنهم تخرجوا على يديه تحت رعايته وعنايته الخاصة ولله الحمد رغم انف الخوارج الغلاة من امثال اسامة بن لادن وايمن الظواهرى وسفر الحوالى وسرور والمسعرى . والحاصل ان سفر الحوالى غضبان من الامام عبد العزيز بن باز واللجنة الدائمة للبحوث العلمية وهيئة كبار العلماء برئاسته لانهم اوقفوا سفر الحوالى وصاحبه سلمان العودة من نشاطهم من إلقاء دروس ومحاضرات وتأليف كتابات حفاظاً على المجتمع من شرهما وقد صدقت اللجنة الدائمة وهيئة كبار العلماء برئاسة الإمام بن باز فى تصنيفها لسفر الحوالى وسلمان العودة وإليكم نص خطاب اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وهيئة كبار العلماء برئاسة الامام بن باز فى شأن توقيف سفر وسلمان : ((.. من عبد العزيز بن عبد الله بن باز الى حضرة صاحب السمو الملكى الامير المكرم نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية وفقه الله – سلام عليكم ورحمة الله وبركاته...وبعد:
فأشير الى كتاب سموكم الكريم رقم دم/ب/4/192/م.ص وتاريخ 21/22/3/1413هـ - المتضمن توجيه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بعرض تجاوزات من سفر بن عبد الرحمن الحوالى وسلمان بن فهد العودة فى بعض المحاضرات والدروس على مجلس هيئة كبار العلماء فى دورته الحادية والاربعين المنعقدة بالطائف ابتداءً من تاريخ 18/3/1414هـ ضمن ما هو مدرج فى جدول اعماله . وافيد سموكم ان مجلس هيئة كبار العلماء اطلع على كتاب سموكم المشار اليه ومشفوعه ملخص لمجالس ودروس المذكورين من اول محرم 1414هـ ونسخة من كتاب سفر الحوالى ((وعد كسنجر)) وناقش الموضوع من جميع جوانبه واطلع على بعض التسجيلات لهما وبعد الدراسة والمناقشة رأس المجلس بالإجماع ((مواجهة المذكورين بالأخطاء التى عرضت على المجلس وغيرها من الاخطاء التى تقدمها الحكومة – بواسطة لجنة تشكلها الحكومة ويشترك فيها شخصان من اهل العلم يختارهما معالى وزير الشئون الإسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد فإن إعتذار عن تلك التجاوزات وإلتزما بعدم العود الى شئ منها وأمثالها فالحمد لله ويكفى وان لم يمتثلا منعا من المحاضرات والندوات والخطب والدروس العامة والتسجيلات حماية المجتمع من اخطائهما هداهما الله والهمهما رشدهما ))أهـ.
رابعاً: نجد سفر الحوالى يكشف هنا بشكل جلى حقيقة اهدافه الفاسدة وخيالاته الكاسدة الحاقدة المتناقضة والمضطربة نجده هنا بعد ان شكر اللجنة الدائمة يدعوا الى اقامة هيئة علمية بديلة عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء قال لما سئل السؤال التالى : البيان : يتحدث اهل الشأن فى الآونة الاخيرة عن اقتراحات متعددة لإيجاد قيادة علمية للأمة فهل لكم رؤية فى ذلك ؟؟ فأجاب سفر الحوالى بما يلى نصه : ((لا تخلوا الارض من قائم لله بحجة وهذه الأمة مبارك الاول والاخر والقيادة العلمية فى تقديرى متوفرة لكن ينقصها وسائل التواصل والتكامل وتطوير الدراسات وإنشاء المؤسسات المتخصصة المستقلة . لا ريب ان العوائق دون ذلك قائمة لكن هناك محاولات فى هذا الشأن نرجو أن ترى النور قريباً )) نقول سفر الحوالى لا يعجبه ان تكون القيادة السياسية والعلمية فى بلاد التوحيد والسنة السعودية متوحدة ومتحدة بل يرى قيادة سياسية وعلمية متنافرة ومتشاجرة ومتخاصمة فيما بينها واليكم نص كلامه : ((مجتمعنا فى بعض جوانبه لم يتعود اختلاف الرأى بل عاش أجيالاً تحت سلطة مركزية احادية سياسياً وعلمياً ومعلوم انه كلما قل حظ الانسان من العلم والتجربة ضاق افقه واشتد حرصه على الانكار والاختلاف سواء فى المسائل العلمية او المواقف العملية ))
الجواب : نقول ان سفر الحوالى يريد بكلامه الاطاحة بعقيدة ومنهج السلف الذى تلتزمه الدول السعودية ايدها الله وهيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء بالمملكة العربية السعودية لتحل محله المناهج الاخوانية القطبية الفاسدة والارهابية الكاسدة الحاقدة وما احسن ما قاله العلامة صالح الفوزان حفظه الهو واليكم نص كلامه : ((... فقد حاول اعداء هذه الدعوة ان يقضوا عليها بالقوة فلم ينجحوا وحاولوا ان يقاوموها بالتشكيك والتضليل والشبهات ووصفها بالاوصاف المنفرة فما زادها الا تألقا ووضوحا وقبولا واقبالا . ومن اخر ذلك ما نعايشه الان من وفود افكار غربية مشبوهة الى بلادنا بإسم الدعوة على ايدى جماعات تتسمى بأسماء مختلفة مثل جماعة الاخوان المسلمين وجماعة التبليغ وجماعة كذا وكذا وهدفها واحد وهو ان تزيح دعوة التوحيد وتحل محلها وفى الواقع ان مقصود هذه الجماعات لا يختلف عن مقصود من سبقهم من اعداء هذه الدعوة المباركة كلهم يريدون القضاء عليها – لكن الاختلاف اختلاف خطط فقط... )).
وكذلك لشيخنا العلامة المحدث ربيع بن هادي المدخلى حامل راية الجرح والتعديل فى العصر الحاضر والخبير بمناهج الارهابيين كلام نفيس فى كشف وفضح خطط الارهابيين التكفيريين وإليكم نص كلامه : ((... والذى ادين الله به لولا اعتراض هذه الجماعات لجهود اهل السنة حقا وتغلغلهم فى الجامعات والمدارس السلفية وتشويشهم المنهج السلفى واهله بالافتراءات والشائعات الاعلام الخبيث)) لإخطاء نور التوحيد والسنة وإحلال مناهجهم الفاسدة منهج الاخوان والقطبيين لكان العالم الان يضئ بأنوار الإسلام الحق لكان حال المسلمين اليوم غير الحالة التى يعيشونها اليوم حالة الدماء والارهاب والتخريب فى كل مكان )) .
نقول ان سفر الحوالى وسلمان العودة وسلمان بن ناصر العلوان وسرور واسامة بن لادن وايمن الظواهرى وامثالهم بإتهامات الإمام العلامة شيخ السلفيين عبد العزيز بن باز وعلامة الشام المحدث محمد بن ناصر الدين الالبانى والإمام محمد بن صالح العثيمين واللجنة الدائمة برئاسة الإمام بن باز ارادوا بإتهام هؤلاء العلماء الأجلاء بالإرجاء ولوثة الإرجاء من اجل ان يكفر الناس حكاما ومحكومين كما قال العلامة الإمام محمد بن صالح العثيمين فيما سبق اوردنا كلامه وللأهمية اليكم الشاهد منه : ((...لكن بعض الناس يريد ان يكفر عباد الله بما لم يكفرهم الله به ثم يدعى ان من خالفه فى هذا التكفير فهو مرجئ كذبا وزوراً وبهتانا ولذلك لا تسمعوا لهذا القول من اى انسان صدر... )).
ومن هذا المنطلق نقول لا يجوز لأحد من المسلمين ان يتبع اسامة بن لادن وايمن الظواهرى وسرور والمسعرى فى تكفيرهم للحكام المسلمين وفى منهجهم الارهابى الفاسد الكاسد الذى يدعو الى اعلان الحرب على الحكام المسلمين ورعيتهم والمعاهدين والسفراء والمستأمنين من يهود ونصارى والاسلام.
والمسلمون بريئون من منهج اسامة بن لادن وتنظيميهم الجديد الذى يسمى ((الجبهة الاسلامية العالمية لحرب اليهود والصليبيين)) لأن الاسلام والمسلمين حقا وعدلا لا يكفرون الحكام المسلمين ورعيتهم ولا يخرجون على الحكام ولا يدعون الى سفك دماء السفراء والمعاهدين والمستأمنين الذين ادخلتهم الدولة الإسلامية فى بلاد المسلمين وفيما تقدم رأيتم سنة النبى صلى الله عليه وسلم السمحة المنصفة فى معاملة السفراء والمعاهدين والمستأمنين وأهل الذمة وبين النبى صلى الله عليه وسلم أن الاسلام دين السلام والوفاء بالعهد مع العدو والصديق والقريب والبعيد من مسلمين وغير مسلمين من يهود ونصارى فأى دين اعدل من هذا الدين العظيم الذى بلغه ودعا اليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونقول لأسامة بن لادن وايمن الظواهرى ان النبى صلى الله عليه وسلم وضع القواعد المتينة والاصول العظيمة للمسلمين فى كيفية معاملة الحكام المسلمين ولهذا نجد ائمة السلف الصالح قديما وحديثا التزموا بأحاديث النبى صلى الله عليه وسلم فى كيفية معاملة الحكام المسلمين فلم يكفروا حكام المسلمين ولم يخرجوا عليهم ولتأكيد ما ذكرناه اليكم اقوالهم القوية فى ذلك . يقول الامام وقدوة الانام وشيخ الاسلام عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الامام محمد بن عبد الوهاب فى معرض رده على الخوارج من امثال اسامة ابن لادن وايمن الظواهرى وسرور والمسعرى ما نصه : ((... ولم يدر هؤلاء المفتنون ان اكثر ولاة اهل الاسلام من عهد يزيد بن معاوية – حاشا عمر بن عبد العزيز ومن شاء الله من بنى امية قد وقع منهم من الجراءة والحوادث العظام والخروج والفساد فى ولاية اهل الاسلام ومع ذلك فسيرة الائمة الاعلام والسادة العظام معهم معروفة مشهورة لا ينزعون يداً من طاعة فيما امر الله به ورسوله من شرائع الاسلام وواجبات الدين. واضرب لك مثلاً بالحجاج بن يوسف الثقفى وقد اشتهر امره فى الامة بالظلم والغشم والاسراف فى سفك الدماء وانتهاك حرمات الله وقتل من قتلم من سادات الامة كسعيد بن جبير وحاصر بن الزبير وقد عاذ بالحرم الشريف واستباح الحرمة وقتل ابن الزبير مع ان ابن الزبير قد اعطاه الطاعة وبايعه عامة اهل مكة والمدينة واليمن واكثر سواد العراق والحجاج نائب عن مروان ثم عن ولده عبد الملك ولم يعهد احد من الخلفاء الى مروان ولم يبايعه اهل الحل والعقد – ومع ذلك لم يتوقف احد من اهل العلم فى طاعته والانقياد له فيما تسوغ فيه من اركان الاسلام وواجباته . وكان ابن عمر ومن ادرك الحجاج من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينازعونه ولا يمتنعون من طاعته فيما يقوم به الاسلام ويكمل به الايمان. وكذلك من فى زمنه من التابعين كإبن المسيب والحسن البصرى وابن سيرين وإبراهيم التيمى واشباههم ونظرائهم من سادات الامة وإستمر العمل على هذا بين علماء الامة من سادات الامة وائمتها يأمرون بطاعة الله ورسوله والجهاد فى سبيله مع كل امام بر او فاجر كما هو معروف فى كتب اصول الدين والعقائد .
وكذلك بنو العباس استولوا على بلاد المسلمين قهراً بالسيف لم يساعدهم احد من اهل العلم والدين وقتلوا خلقاً كثيراً وجماً غفيراً من بنى امية وأمرائهم ونوابهم وقتلوا ابن هبيرة امير العراق وقتلوا الخليفة مروان حتى نقل ان السفاح قتل فى يوم واحد نحو الثمانين من بنى امية ووضع الفرش على جثثهم وجلس عليها ودعا بالمطاعم والمشارب. ومع ذلك فسيرة الائمة كالأوزاعى ومالك والزهرى والليث بن سعد وعطاء بن ابى رباح مع هؤلاء الملوك لا تخفى على من له مشاركة فى العلم وإطلاع . والطبقة الثانية من اهل العلم كأحمد بن حنبل ومحمد بن اسماعيل ومحمد بن ادريس واحمد بن نوح واسحق بن راهويه وإخوانهم .... وقع فى عصرهم من الملوك ما وقع من البدع العظام وانكار الصفات ودعوا الى ذلك وامتحنوا فيه وقُتل كمحمد بن نصر ومع ذلك فلا يعلم ان احداً منهم نزع يدا من طاعة ولا رأى الخروج عليهم ))أهـ قال العلامة عبد السلام بن برجس معلقاً على ما تقدم من كلام الامام عبد اللطيف ال الشيخ رحمه الله ما نصه : ((فتأمل هذا الكلام وانظر فيه بعين الانصاف تجده من مشكاة السلف الصالح على وفق الكتاب والسنة والقواعد العامة بعيدا عن الافراط والتفريط وكلام ائمة الدعوة رحمهم الله فى هذا الباب كثير ترى طائفة منه فى الجزء السابع من كتاب الدرر السنية فى الاجوبة النجدية )) قال الامام الحسن بن على البربهارى – رحمه الله تعالى ((من ولى الخلافة بإجماع الناس ورضاهم به فهو امير المؤمنين لا يحل لأحد ان يبيت ليلة ولا يرى ان ليس عليه امام برا كان او فاجرا ... هكذا قال احمد بن حنبل )) أهـ وقد دل على ذلك ما اخرجه الإمام مسلم فى صحيحه كتاب الامارة ان عبد الله بن عمر جاء الى عبد الله بن مطيع حين كان من امر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية فقال : ((فقال عبد الله بن مطيع : اطرحوا لأبى عبد الرحمن وسادة فقال : انى لم آتك لأجلس أتيتك لأحدثك حديثاً سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله سمعت: ((من خلع يداً من طاعة لقى الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات ليس فى عنقه بيعة مات ميتة جاهلية )) قال الحافظ بن كثير : ((ولما خرج اهل المدينة عن طاعته اى يزيد وولوا عليهم ابن مطيع وابن حنظلة لم يذكروا عنه وهم اشد الناس عداوة له الا ما ذكروه عنه من شرب الخمر واتيانه بعض القاذورات .... بل قد كان فاسقاً والفاسق لا يجوز خلعه لأجل ما يثور بسبب ذلك من الفتنة ووقوع الهرج كما وقع زمن الحرة . وقد كان عبد الله بن عمر بن الخطاب وجماعات اهل بيت النبوة ممن لا ينقض العهد ولا بايع احدا بعد بيعته ليزيد كما قال الامام احمد حدثنا اسماعيل ابن عليه حدثنى صخر بن جويرية عن نافع قال : ((لما خلع الناس يزيد ابن معاوية جمع ابن عمر بنيه وأهله ثم تشهد ثم قال : ((اما بعد فإنا بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله وانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((ان الغادر ينصب له لواء يوم القيامة يقال : ((هذا غدرة فلان)) وان من اعظم الغدر الا ان يكون الاشراك بالله : ان يبايع رجل رجلاً على بيع رسوله ثم ينكث بيعته فلا يخلعن احد منكم يزيد ولا يسرفن احد منكم فى هذا الامر فيكون الفيصل بينى وبينه)) وقد رواه مسلم والترمزى من حديث صخر بن جويرية وقال الترمزى : حسن صحيح ))أهـ انتهى كلام الحافظ بن كثير.
وكذا ساق البخارى هذه القصة انظر الفتح 13/68 فى كتاب الفتن قال الحافظ بن حجر رحمه الله : ((وفى هذا الحديث وجوب طاعة الامام الذى انعقدت له البيعة والمنع من الخروج عليه ولو جار فى حكمه وانه لا ينخلع بالفسق ))أهـ.
قال العلامة عبد السلام بن برجس : ((القاعدة الثانية : ((من غلب فتولى الحكم واستتب له فهو امام تجب بيعته وطاعته وتحرم منازعته ومعصيته )).
قال الامام احمد بن حنبل رحمه الله تعالى فى العقيدة التى رواها عنه عبدوس بن مالك العطار : ما نصه : ((... ومن غلب عليهم يعنى : الولاة – بالسيف حتى صار خليفة وسمى امير المؤمنين فلا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الاخر ان يبيت ولايراه امام براً كان او فاجراً )).
واحتج الامام احمد بما ثبت عن ابن عمر رضى الله عنه انه قال ((... واصلى وراء من غلب )) وفى صحيح البخارى ((كتاب الاحكام باب كيف يبايع الامام الناس)) عن عبد الله بن دينار قال شهدت ابن عمر حيث اجتمع الناس على عبد الملك قال : ((كتب انى اقر بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك امير المؤمنين على سنة الله وسنة رسوله ما استطعت وان بنى قد اقروا بمثل ذلك )).
ففى الاعتصام للشاطبى ((ان يحي بن يحي قيل له : البيعة مكروهة قال : لا قيل له : فإن كانوا ائمة جور فقال : قد بايع ابن عمر عبد الملك بن مروان وبالسيف اخذ الملك اخبرنى بذلك مالك عنه انه كتب اليه وامر له بالسمع والطاعة على كتاب الله وسنة نبيه قال يحي بن يحي والبيعة خير من الفرقة ))أهـ.
وروى البيهقى فى مناقب الشافعي ، عن حرملة قال : ((سمعت الشافعى يقول كل من غلب على الخلافة بالسيف حتى يسمى خليفة ويجتمع الناس عليه فهو خليفة )).
وقد حكى الاجماع على ذلك الحافظ بن حجر رحمه الله تعالى فى الفتح فقال : ((... وقد اجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وان طاعته خير من الخروج عليه لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء ))أهـ.
وقد حكى ايضاً الاجماع شيخ الاسلام وامام الدعوة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى مجدد القرن الثانى عشر فقال ما نصه : ((الائمة مجمعون من كل مذهب على ان من تغلب على بلد او بلدان له حكم الإمام فى جميع الاشياء ولولا هذا ما استقامت الدنيا لأن الناس من زمن طويل قبل الامام احمد الى يومنا هذا ما اجتمعوا على امام واحد ولا يعرفون احدا من العلماء ذكر ان شيئاً من الاحكام لا يصح الا بالامام الاعظم )).
وقال شيخ الاسلام وقدوة الانام الامام عبد اللطيف بن عبد الرحمن ابن حسن بن الامام المجدد شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله ما نصه : ((وأهل العلم ... متفقون على طاعة من تغلب عليهم فى المعروف يرون نفوذ أحكامه وصحة إمامته. لا يختلف فى ذلك اثنان ويرون المنع من الخروج عليهم بالسيف وتفريق الامة وان كان من الائمة فسقة ما لم يروا كفراً بواحاً ونصوصهم فى ذلك موجوده عن الائمة الاربعة وغيرهم وامثالهم ونظرائهم )) ومن المنطلق نقول لا يجوز التهيج السياسي والإنكار العلنى على الحكام من على المنابر ونحوها قال شيخ السلفيين عبد العزيز بن باز رحمه الله : ((ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة وذكر ذلك على المنابر لأن ذلك يفضى الى الانقلابات وعدم السمع والطاعة فى المعروف ويفضى الى الخروج الذى يضر ولا ينفع ولكن الطريقة المتبعة عند السلف النصيحة فيما بينهم وبين السلطان والكتابة اليه او الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه الى الخير )).
وقال ائمة الدعوة الأجلاء وعلى رأسهم العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ والعلامة محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ والعلامة سعد ابن عتيق والعلامة عمر بن سليم والعلامة عبد الله العنقرى رحمهم الله فى معرض ردهم على امثال اسامة بن لادن وايمن الظواهرى ما نصه : ((... واما ما يقع من ولاة الامور من المعاصى والمخالفات التى لا توجب الكفر والخروج من الاسلام فالواجب فيها : مناصحتهم على الوجه الشرعي برفق وإتباع ما كان عليه السلف الصالح من عدم التشنيع عليهم فى المجالس ومجامع الناس وإعتقاد ان ذلك من انكار المنكر الواجب انكاره على العباد وهذا غلط فاحش وجهل ظاهر لا يعلم صاحبه ما يترتب عليه من المفاسد العظام فى الدين والدنيا كما يعرف ذلك من نور الله قلبه وعرف طريقة السلف الصالح وائمة الدين قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى فى رسالة له ذكرناها هنا لعظم فائدتها قال رحمه الله تعالى : ((من محمد بن عبد الوهاب الى من يصل اليه هذا الكتاب من الاخوان سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد : يجرى عندكم امور تجرى عندنا من سابق وننصح اخواننا اذا جرى منها شئ حتى فهموها وسببها ان بعض اهل الدين ينكر منكراً وهو مصيب لكن يخطئ فى تغليظ الامر الى شئ يوجب الفرقة بين الاخوان ...الجامع لهذا كله انه اذا صدر المنكر من امير او غيره ان ينصح برفق خفية ما تشرف احد فإن وافق وإلا استلحق عليه رجلا يقبل منه بخفية فإن لم يفعل فيمكن الانكار ظاهراً الا ان كان على امير ونصحه ولا وافق واستلحق عليه ولا وافق فيرفع الامر الينا خفية )).
قال : ((عياض بن غنم : يا هشام بن حكيم ! قد سمعنا ما سمعت ورأينا ما رأيت او لم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((من اراد ان ينصح لذى سلطان بأمر فلا يبد له علانية ولكن ليأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك والا كان قد ادى الذى عليه له.
قال الامام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ((فإذا كان الكلام فى الملك بغيبة او نصحه جهراً والتشهير به من اهانته التى توعد الله فاعلها بإهانته فلا شك انه يجب مراعاة ما ذكرناه – يريد الإسرار بالنصح ونحوه... )).
وقال المحدث محمد ناصر الدين الالبانى فى تعليقه على مختصر صحيح مسلم 335: ((يعنى المجاهرة بالإنكار على الامراء فى الملأ لأن فى الانكار جهاراً ما يخشى عاقبته كما اتفق فى الانكار على عثمان جهاراً اذ نشأ عنه قتله )) وفى الزهد لهناد عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه انه قال : ((ايتها الرعية ان لنا عليكم حقاً : النصيحة بالغيب والمعاونة على الخير )) وذكر الحافظ ابن رجب فى جامع العلوم والحكم : ((ان ابن عباس سئل عن امر السلطان بالمعروف ونهيه عن المنكر فقال : ((ان كنت فاعلاً ولا بد ففيما بينك وبينه )) أهـ .
((قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله : ((واما ما يقع من ظلمهم وجورهم بتأويل سائغ او غير سائغ فلا يجوز ان يزال لنا فيه من ظلم وجور كما هو عادة اكثر النفوس تزيل الشر بما هو شر منه وتزيل العدوان بما هو اعدى منه فالخروج عليهم يوجب من الظلم والفساد اكثر من ظلمهم فيصبر عليه كما يصبر عند الامر بالمعروف والنهى عن المنكر على ظلم المأمور والمنهى )).
عدل سابقا من قبل أبو عائشة إسماعيل خيرى في الجمعة أبريل 26, 2013 8:29 am عدل 1 مرات (السبب : خطأ مطبعى)
مواضيع مماثلة
» الجزء السادس: براءة الوهابيين السلفييين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء ا:الثالث عشر :براءة الوهابيين السلفيين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء ا:الخامس عشر :براءة الوهابيين السلفيين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء ا:االسابع عشر :براءة الوهابيين السلفيين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء الثامن :عشر :براءة الوهابيين السلفيين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء ا:الثالث عشر :براءة الوهابيين السلفيين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء ا:الخامس عشر :براءة الوهابيين السلفيين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء ا:االسابع عشر :براءة الوهابيين السلفيين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
» الجزء الثامن :عشر :براءة الوهابيين السلفيين من إفتراءات أسامة بن لادن و الإرهابيين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى