مكانة الصحابة رضى الله عنهم فى القرآن و السنة وعند أهل البيت و الأمة الإسلامية تأليف المحدث ربيع بن هادى المدخلى
صفحة 1 من اصل 1
مكانة الصحابة رضى الله عنهم فى القرآن و السنة وعند أهل البيت و الأمة الإسلامية تأليف المحدث ربيع بن هادى المدخلى
المؤلفات > مقالات الشيخ > مكانة الصَّحابة رضي الله عنهم في القرآن والسنَّة وعند أهل البيت والأمَّة الإسلامية (الحلقة الثانية)
مكانة الصَّحابة رضي الله عنهم في القرآن والسنَّة وعند أهل البيت والأمَّة الإسلامية (الحلقة الثانية)
الانتصار للصحابة الأخيار
(الحلقة الثانية من مكانة الصحابة)
للشيخ
ربيع بن هادي المدخلي
موقف أئمة أهل البيت
من أصحاب محمدr ورضي عنهم:
فهذا علي بن الحسين زين العابدين أفضل قريش وأهل البيت في عهده يقول فيه سعيد بن المسيب : ما رأيت أورع منه, ويقول فيه جويرية بن أسماء ( ما أكل علي بن الحسين بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم درهماً قط ) .
فكم من القناطير المقنطرة يأكلها الروافض باسم أهل البيت ؟!
وقال أبو حازم : ( ما رأيت هاشمياً أفقه من علي بن الحسين : سمعته وقد سئل :
كيف كانت منـزلة أبي بكر وعمر عند رسول الله فأشار بيده إلى القبر , فقال : بمنـزلتهما منه الساعة ) .
يحيى بن كثير عن جعفر بن محمد عن أبيه ,قال : جاء رجل إلى أبي فقال: أخبرني عن أبي بكر؟ قال: عن الصديق تسأل ؟ قال: وتسميه الصديق ؟ قال: ثكلتك أمك ! قد سماه صديقاً من هو خير مني ؛رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرون والأنصار , فمن لم يسمه صديقاً فلا صدق الله قوله .
اذهب فأحب أبا بكر وعمر وتولهما فما كان من أمر ففي عنقي ) .
وتكلم قوم عنده من أهل العراق فشتمهم .
وعن الحكم عن أبي جعفر قال : ( إنا لنصلي خلفهم-يعني الأموية- في غير تقية وأشهد على عليّ بن الحسين أنه كان يصلي خلفهم في غير تقية ) .الطبقات (5/213)
وروى عمر بن حبيب عن يحيى بن سعيد قال : قال علي بن الحسين : ( والله ما قُتل عثمان على وجه الحق ) الطبقات (5/216) .
وقال أبو نعيم : حدثنا عيسى بن دينار - ثقة - قال : سألت أبا جعفر عن المختار , فقال : إن علي بن الحسين قام على باب الكعبة فلعن المختار فقال له رجل : جعلني الله فداك تلعنه ,وإنما ذُبح فيكم ؟! قال: إنه كان كذّابا يكذب على الله وعلى رسوله ) الطبقات ( 5/213) .
1- قال ابن سعد في الطبقات ( 5/214) : أخبرنا عارم بن الفضل قال : حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد قال : سمعت علي بن حسين , وكان أفضل هاشمي أدركته يقول : يا أيها الناس أحبونا حب الإسلام فما برح بنا حبكم حتى صار علينا عاراً .
2- أخبرنا عفان بن مسلم قال : حدثنا حماد بن زيد قال : أخبرنا يحيى بن سعيد قال: قال : قال علي بن حسين أحبونا حب الإسلام فوالله ما زال بنا ما تقولون حتى بغّضتمونا إلى الناس .
3- أخبرنا قبيصة بن عقبة قال : أخبرنا سفيان عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب قال : جاء نفر إلى علي بن الحسين فأثنوا عليه فقال : ما أكذبكم وما أجرأكم على الله ! نحن من صالحي قومنا وبحسبنا أن نكون من صالحي قومنا .
قال الذهبي : ( وكان له جلالة عجيبة ,وحق له والله ذلك فقد كان أهلاً للإمامة العظمى لشرفه وسؤدده وعلمه وتألهه وكمال عقله ).
وانظر كل هذه النصوص في سير أعلام النبلاء ( 4/391-398) .
وقال ابن فضيل , عن سالم بن أبي حفصة : سألت أبا جعفر وابنه جعفراً عن أبي بكر وعمر فقالا لي: يا سالم تولهما وابرأ من عدوهما , فإنهما كانا إمامي هدى ) .
قال الذهبي : ( وكان سالم فيه تشيع ظاهر ومع هذا فيثبت هذا القول الحق ,وإنما يعرف الفضل لذوي الفضل ذو الفضل ,وكذلك ناقلها ابن فضيل شيعي ثقة ,فعثّر الله شيعة زماننا ما أغرقهم في الجهل والكذب فينالون من الشيخين وزيري المصطفى ويحملون هذا القول من الباقر والصادق على التقية ) . انظر السير (4/402-403) والطبقات لابن سعد (5/32)
وروى إسحاق الأزرق عن بسام الصيرفي قال : سألت أبا جعفر عن أبي بكر وعمر ، فقال : والله إني لأتولاهما واستغفر لهما وما أدركت أحداً من أهل بيتي إلا وهو يتولاهما ، السير (4/403) والطبقات لابن سعد (5/32 ).
وعن جابر الجعفي عن محمد بن علي قال : أجمع بنو فاطمة على أن يقولوا في أبي بكر وعمر أحسن ما يكون القول .
وإذن فأهل البيت يقولون أبا بكر وعمر أجمعوا على أن يقولوا فيها القول الحسن فما بال الروافض الغلاة فيهم يخالفونهم .
قال الذهبي : قلت: " أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق هي صاحبة أبي جعفر وأم ولده جعفر الصادق " انظر السير ( 4/406) .
عيسى بن يونس عن عبد الملك بن أبي سليمان : قلت لمحمد بن علي: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا )، قال : هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، قلت : إنهم يقولون : هو علي ، قال : علي منهم ) انظر السير (4/406) والحلية (3/185) .
شبابة أنبأنا بسام : سمعت أبا جعفر يقول : كان الحسن والحسين يصليان خلف مروان يتبادران الصف وكان الحسين يسبّ مروان وهو على المنبر حتى ينـزل أفتقية هذه؟! السير (4/407) .
أبو بكر بن عياش عن الأعمش ، عن أبي جعفر محمد بن علي قال: يزعمون أني المهدي وإني إلى أجلي أدنى مني إلى ما يدعون ) السير (4/407) .
أقوال جعفر الصادق - رحمه الله - :
1- علي بن الجعد عن زهير بن معاوية قال : قال أبي لجعفر بن محمد إن لي جاراً يزعم أنك تبرأ من أبي بكر وعمر . فقال جعفر : بريء الله من جارك , والله إني لأرجو أن ينفعني الله بقرابتي من أبي بكر ولقد اشتكيت شكاية فأوصيت إلى خالي عبد الرحمن بن القاسم .
2- وقال ابن عيينة: حدثونا عن جعفر بن محمد ولم أسمعه منه ، قال : كان آل أبي بكر يدعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم آل رسول الله r ، وروى ابن أبي عمر العدني وغيره عن جعفر بن محمد عن أبيه نحو ذلك"
3- محمد بن فضيل عن سالم بن أبي حفصة قال : سألت أبا جعفر وابنه جعفراً عن أبي بكر وعمر فقالا : يا سالم تولهما وابرأ من عدوهما ، فإنهما كانا إمامي هدى ثم قال جعفر : يا سالم أيسب الرجل جده ؟ أبو بكر جدي ، لا نالتني شفاعة محمد يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما وأبرأ من عدوهما " النصوص الثلاثة في السير (6/258) وتهذيب الكمال (5/80) .
4- وقال حفص بن غياث سمعت جعفر بن محمد يقول : "ما أرجو من شفاعة علي شيئاً إلا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله لقد ولدني مرتين " تهذيب الكمال (5/82) .
قال الذهبي : وأمه ( أي جعفر الصادق ) هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر التيمي ، وأمها هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ، ولهذا كان يقول ولدني أبو بكر الصديق مرتين ، سير أعلام النبلاء (6/255) وتهذيب الكمال (5/82) .
5- وساق الذهبي إسناده إلى الإمام الدارقطني ومنه إلى عبد الجبار بن العباس الهمذاني أن جعفر بن محمد أتاهم وهم يريدون أن يرتحلوا من المدينة فقال : إنكم إن شاء الله من صالحي أهل مصركم فابلغوهم عني: من زعم أني إمام معصوم مفترض الطاعة ، فأنا منه بريء، ومن زعم أني أبرأ من أبي بكر وعمر فأنا منه بريء " تهذيب الكمال (5/82) . وهذه الأقوال في تهذيب الكمال رواها المزي بأسانيده وعنه أخذ الذهبي .
6- وبه عن الدار قطني ، حدثنا إسماعيل الصفار حدثنا أبو يحيى جعفر بن محمد الرازي حدثنا علي بن محمد الطنافسي حدثنا حنان بن سدير سمعت جعفر بن محمد وسئل عن أبي بكر وعمر فقال : إنك تسألني عن رجلين قد أكلا من ثمار الجنة.
وبه حدثنا الحسين بن إسماعيل حدثنا محمود بن خداش حدثنا أسباط بن محمد حدثنا عمرو بن قيس الملائي سمعت جعفر بن محمد يقول : بريء الله ممن تبرأ من أبي بكر وعمر.
قلت : هذا القول متواتر عن جعفر الصادق وأشهد بالله إنه لبار في قوله غير منافق لأحد فقبح الله الرافضة. السير (6/259- 260) .
7- وروى المزي بإسناده إلى يحيى بن سليم عن جعفر بن محمد قال: إن الخبثاء من أهل العراق يزعمون أنَّا نقع في أبي بكر وعمر-رضي الله عنهما- وهما والداي " تهذيب الكمال (5/82) .
8- قال ابن سعد في طبقاته ( 5/319- 320) : أخبرنا شبابة بن سوار الفزاري قال أخبرني الفضيل بن مرزوق قال : سمعت الحسن بن الحسن يقول لرجل ممن يغلوا فيهم: ( ويحكم أحبّونا لله فإن أطعنا الله فأحبونا وإن عصينا الله فأبغضونا. قال فقال له رجل: إنكم قرابة رسول الله وأهل بيته، فقال: ويحك لو كان الله مانعا بقرابة من رسول الله أحدا بغير طاعة الله لنفع بذلك من هو أقرب إليه منا أبا وأما والله إني لأخاف أن يضاعف للعاصي منا العذاب ضعفين وإني لأرجو أن يؤتى المحسن منا أجره مرتين ويلكم اتقوا الله وقولوا فينا الحق فإنه أبلغ فيما تريدون ونحن نرضى به منكم .ثم قال لقد أساء بنا آباؤنا إن كان هذا الذي تقولون من دين الله ثم لم يطلعونا عليه ولم يرغبونا فيه! قال فقال له الرافضي: ألم يقل رسول الله رحمه الله لعلي من كنت مولاه فعلي مولاه) فقال أما والله أن لو يعني بذلك الإمرة والسلطان لأفصح لهم بذلك كما أفصح لهم بالصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت ولقال لهم: أيها الناس هذا وليكم من بعدي فإن أنصح الناس كان للناس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان الأمر كما تقولون: إن الله ورسوله اختارا عليًّا لهذا الأمر والقيام بعد النبي رحمه الله إن كان لأعظم الناس في ذلك خطيئة وجرما إذ ترك ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقوم فيه كما أمره أو يعذر فيه إلى الناس ) .
وهذا الكلام من هذا الهاشمي النبيل من الأدلة على أن ما يقوله الروافض عن أهل البيت من الولاية والإمامة وغيرهما كذب في كذب وأن ذلك ليس من دين الله وإنما هو من دين ابن سبأ وأتباعه ولو كان من دين الله لصرح به رسول الله r والصحابة وأهل البيت ولقام عليه إجماع الأمة , ولو كان من دين الله لقاتل عليه عليٌّ من أول يوم ولما بايع الخلفاء قبله .
فهؤلاء هم أهل البيت الشرفاء وهذه أقوالهم اللائقة بهم وبشرفهم لا ما يفتريه عليهم أحط خلق الله وأكذبهم من الأقوال المرذولة والأماني الكاذبة والدعاوى الفارغة التي يستحي من التفوه بها ؛ بل ببعضها من لا يدانيهم شرفاً ومنزلة فضلاً عن هؤلاء النبلاء.
إن عقيدة الروافض في الأئمة أنهم معصومون وأنهم يعلمون الغيب ويعلمون ما كان وما يكون وأنَّ كل ما يقولونه حق لهي والله عقيدة فاسدة باطلة تأباها شريعة الإسلام وأهلها!
فأئمة البيت غير معصومين يذنبون كغيرهم من البشر ويصيبون ويخطئون ولا يعلمون شيئا من الغيب! ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ، فإن أحسنوا فلأنفسهم وإن أساؤا فعليها .
فهذا رسول الله أفضل البشر يأمره الله أن يقول: (وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْراً اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ)هود31.
تـنبيـه
ليعلم أن أسانيد الروافض إلى أئمة أهل البيت كلها مبنية على قواعد باطلة بالإضافة إلى أن معظم أسانيدهم قائمة على الكذَّابين.
العقيدة الباطنية عند أئمة الرفض
وانطلاقهم منها في تفسير كتاب الله
وسأذكر هنا بعض الأمثلة الدالة على باطنيتهم :
قال العياشي (1/42) :
1- " عن جابر الجعفي قال : سألت أبا جعفر عن تفسير هذه الآية في باطن القرآن ( وآمنوا بما أنـزلت مصدقاً لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ) يعني فلاناً وصاحبه من تبعهم ودان بدينهم ، قال الله يعنيهم يعني ( ولا تكونوا أول كافر به ) .
وأحال المحقق على البحار والبرهان واثبات الهداة .
أقول : برأ الله أبا جعفر من هذا التفسير الباطني الذي يقصد به الباطنيون تكفير أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- ، إن الخطاب في الآية وما قبلها لبني إسرائيل يأمرهم الله ويحثهم على الإيمان بالقرآن الذي أنـزله الله مصدقاً لما معهم وهي التوراة التي نزلت على نبي الله موسى وينهاهم عن الكفر بهذا القرآن العظيم المصدق لما معهم فحرف الباطنيون كلام الله أشد من تحريف اليهود .
2- قال العياشي ( 2/16) :
" عن محمد بن منصور قال : سألت عبداً صالحاً عن قول الله ( إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن ) قال : إن القرآن له ظهر وبطن فجميع ما حرم به في الكتاب هو في الظاهر والباطن من ذلك أئمة الجور .
وجميع ما أحل في الكتاب هو في الظاهر والباطن من ذلك أئمة الحق .
وأحال المحقق على البحار والبرهان .
أقول : لا ندري من هو هذا العبد الصالح لكن الظاهر لنا أنه من كبار أئمة الباطنية ويقصد هذا الباطني بأئمة الجور أبا بكر وعمر وعثمان في الدرجة الأولى ! ويقصد بأئمة الحق أهل البيت الذين يتستر بهم الروافض الباطنية ليهدموا الإسلام ويحرفوا القرآن باسمهم.
والحق أن المراد بما ظهر من الفواحش ما يعلن من المعاصي وما بطن ما يعمل في الخفاء
والفواحش الخصال التي بلغت نهاية القبح مثل الزنى ونكاح المحارم .
وقال العياشي (2/50) : " عن جابر قال سألت أبا جعفر رحمه الله عن تفسير هذه الآية في قول الله (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ ) .
قال أبو جعفر رحمه الله: تفسيرها في الباطن يريد الله ،فإنه شيء يريده ولم يفعله بعد.
وأما قوله ( يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ) فإنه يعني يحق حق آل محمد .
و أما قوله ( بِكَلِماتِهِ) قال كلماته في الباطن علي هو كلمة الله في الباطن.
وأما قوله (وَ يَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ) فهم بنو أمية، هم الكافرون يقطع الله دابرهم.
و أما قوله ( لِيُحِقَّ الْحَقَّ) فإنه يعني ليحق حق آل محمد حين يقوم القائم .
وأما قوله (وَ يُبْطِلَ الْباطِلَ) يعني القائم فإذا قام يبطل باطل بني أمية وذلك قوله : ( لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَ يُبْطِلَ الْباطِلَ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) " .
وأحال المحقق إلى البرهان والبحار وإثبات الهداة .
عن جابر عن أبي عبد الله جعفر بن محمد رحمه الله قال سألته عن هذه الآية في البطن ( وَ يُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَ يُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ ولِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَ يُثَبِّتَ بِهِ الأقْدامَ ) قال السماء في الباطن رسول الله، والماء علي رضي الله عنه جعل الله عليا من رسول الله r فذلك قوله ( ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ ) فذلك علي يطهر الله به قلب من والاه.
وأما قوله (وَ يُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ) من والى عليا يذهب الرجز عنه، و يقوى قلبه و ( لِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَ يُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ) فإنه يعني عليا، من والى عليا يربط الله على قلبه بعلي فثبت على ولايته .
أقول : انظر إلى هذا الفجور القائم على المنهج الباطني حيث :
1- جعل كلمات الله التي يحق بها الحق ويبطل بها الباطل جعلها عليّاً !
2- وفي الرواية الثانية السماء هي رسول الله والماء عليّاً يطهر الله به قلب من والاه !
والآيات أوردها الله في قضية بدر وكيف أعلى الله فيها كلمته ونصر دينه ورسوله والمؤمنين وعلى رأسهم رسول الله وأبو بكر وعمر وباقي العشرة المبشرين بالجنة وأظهر بكلمته الحق على الباطل وذكر الله من أسباب ومقدمات النصر:
1- أنه أنـزل من السماء والمراد به السحاب ماء لغاية وهي أن يطهرهم بهم .
2- ويذهب عنهم رجز الشيطان .
3- ويثبت به أقدامهم .
4- وإنزال الملائكة لنصرهم.
5- وإلقاء الرعب في قلوب الكافرين .
فيأبى الباطنيون إلا تحريف آيات كتاب الله وصرفها عن معانيها العالية العظيمة إلى عقيدتهم الباطنية !!
وقال العياشي (2/123) :
" عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن تفسير هذه الآية ( لِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) قال تفسيرها بالباطن أن لكل قرن من هذه الأمة رسولا من آل محمد يخرج إلى القرن الذي هو إليهم رسول ،وهم الأولياء وهم الرسل .
وأما قوله ( فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ) قال معناه أن الرسل يقضون بالقسط وهم لا يظلمون كما قال الله .
وأحال المحقق على البرهان والبحار والصافي .
- أقول : انظر إلى هذا التحريف القائم على المنهج الباطني !
فالله سبحانه وتعالى يبين ما جرى للأمم الماضية من هلاك بسبب تكذيبها لرسلها مثل: قوم نوح وقوم هود وقوم صالح ,وغيرهم من الأمم التي كذبت رسلها ينـزل الله بهم عذابه بكل أمة عند الأجل الذي حدده لها فلا يستقدمون عنه ساعة ولا يستأخرون .
يذكر ذلك ليعتبر الناس بمصائر هؤلاء الهالكين ليتجنبوا أسباب الهلاك فيأتي الباطنيون فيحرفون كتاب الله بمنهجهم الباطني إلى عقائدهم فيجعلون الأئمة الذين هم من أفراد أمة محمد r رسلاً ؛كل إمام رسول إلى القرن الذي عاشه !
وهذا فيه إبطال لختم النبوة والرسالات برسالة محمد r بعد الإبطال لما دلت عليه الآية كما وضحناه .
وانظر مرة أخرى كيف أبطل دلالة قول الله ( فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط) حيث جعل الرسل - أي الأئمة عنده- هم الذين يقضون بالقسط ! وإنما الذي يقضي بالقط بين الرسل وأممهم المكذبة هو الله فقضاؤه وحكمه على الأمم الكافرة بالهلاك والدمار هو عين القسط والعدل ،والأئمة وغيرهم لا يقضون بشيء لأنهم لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم ضراً ولا نفعاً .
مكائد الروافض التي يجب التـنبه لها
من مكائد الروافض أنهم لشدة فجورهم وحقدهم على القرآن والصحابة قد امتدت أيديهم الخائنة إلى القرآن العظيم تبدل فيه وتحرف وتزيد وتنقص منه كما تشاء لهم أهواؤهم المستمدة من الحقد ومن المنهج الباطني المدمر !!
وفي كتابي هذا -أيّها القارئ- بين يديك سترى الكثير والكثير من هذه الجرائم والخيانات التي لم يسبقهم إليها سابق ولا يلحقهم فيها لاحق .
وما أكثر تباكيهم الفاجر من تحريف القرآن -وهم المحرفون- ثم يرمون أفضل البشر بعد الأنبياء وهم أصحاب محمد r بالتحريف والزيادة والنقصان ، فيصدق عليهم المثل رمتني بدائها وانسلت .
ومن أوجب الواجبات على المسلمين جميعاً أن يدركوا أن الروافض الباطنية هم صناع التبديل والتحريف وسيرى القارئ الكريم هذا عياناً وسيلمسه بيده لمساً .
هذه حقيقة ما رأيت أحداً نبه عليها وهي خطيرة جداً وجريمة كبرى تخرج فاعليها من الإسلام وتطوح بهم بعيداً عن دائرة الإسلام .
أعني الفاعلين لهذه الجريمة ومن دان بدينهم وسار على نهجهم في رمي الصحابة بالكفر بالله وبتحريف كتابه وتبديله ورميهم بعداوة أهل البيت واغتصاب حقهم في الولاية والسلطان.
لقد ارتكب الروافض الباطنية كثيراً وكثيراً جداً من تحريف وتبديل لكتاب الله باسم الولاية والإمامة لأهل البيت وباسم أن الصحابة والأمة قد اغتصبوا حقهم وظلموهم في هذا الحق المزعوم المفترى الذي يقدمونه على حق الله وحق الأنبياء والرسل وما جاؤا به من عقائد وتشريعات .
وللشيعة عقائد كثيرة وكثيرة نشأت عن عقيدة الولاية والوصاية التي اخترعها لهم ابن سبأ الزنديق اليهودي .
وترى كثيراً من كتاب الروافض البارعين في المكر والحيل وكثيراً من السياسيين أصحاب المصالح المتعاطفين مع الروافض يهونون من شأن خلافهم.
ويقولون: إن الخلاف بيننا وبينهم إنما هو في الفروع كالخلاف بين أئمة الإسلام الشافعي ومالك وأحمد وأبي حنيفة .
وقد رددت على هذه المراوغات في بعض كتاباتي ومنها ما قلته لبعضهم في إحدى مقالاتي :
أ - حصرك الخلاف بين أهل السنة والشيعة في الفروع وأنها من مواضع الاجتهاد.
ب- تمثيلك بالاختلاف في البسملة وبالاختلاف في الصوم والإفطار عند سقوط قرص الشمس وبالاختلاف في الخمس من حيث وجوبه في الغنائم فحسب وقولك: أو أوسع من ذلك كل ذلك لا يضر في وحدتنا الإسلامية بعد الإقرار بقطعية الأصول .
فهذا الحصر وهذا التمثيل غير صحيح فإن هناك خلافات جسيمة لا يجوز لك إغفالها لأنها معروفة عند ألوف من علماء المسلمين وطلاب العلم والمثقفين وحتى اليهود والنصارى بأنها خلافات جسيمة واقعة بين أهل السنة والشيعة .
وأنا أسألك :
1- هل تجهل موقف الشيعة الإمامية والإسماعيلية من الصحابة ؟!
2- وأسألك هل الإمامة عند الشيعة من الفروع أو من الأصول ؟!
3- وهل إيجاب معرفة الأئمة عند الشيعة من الفروع أو من الأصول ؟!
4- وهل اعتقاد عصمة الأئمة عند الشيعة من الفروع أو من الأصول ؟!
5- وهل الوصية لعلي بالخلافة والقول بأن الصحابة اغتصبوها منه عند الشيعة من الفروع أو من الأصول ؟!
6- وهل الإيمان بالمهدي المنتظر عند الشيعة من الفروع أو من الأصول ؟!
7- وهل الإيمان بالرجعة وما يتبعها وما يترتب عليها عند الشيعة من الفروع أو من الأصول ؟!
8- وهل ادعاؤهم على الصحابة أنهم حرفوا القرآن من الفروع عند الشيعة وأهل السنة ؟!
9- وهل اعتقادهم في الأئمة أنهم يعلمون الغيوب بل إن لهم سلطة تكوينية على كل ذرة من ذرات الكون من الفروع عند أهل السنة والشيعة ؟!
10- وهل التقية عند الشيعة والسنة من الفروع ؟!
كيف تكون التقية من الفروع وهي عندهم تسعة أعشار الدين ولا دين لمن لا تقية له ؟! وينسبون إلى أبي جعفر أنه قال :" أبى الله عز وجل لنا ولكم في دينه إلا التقية " !!
وينسبون إليه أنه قال : التقية من ديني ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له " انظر الكافي للكليني (2/217-219 ) .
هذه العقائد يكفر بها الشيعة من لا يدين بها بل يكفرون بكل واحدة منها !
11- وهل تشييد القبور والطواف حولها والاستعانة بأهلها وتقديم الأموال الطائلة والنذور والقرابين لعتباتها من الفروع عند الشيعة ؟!
12- نكاح المتعة رخص فيه النبي صلى الله عليه وسلم عند الحاجة والضرورة ثم نسخها الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ومن رواة تحريم المتعة علي رضي الله عنه فاستباحها الشيعة ورووا في فضلها روايات يرفضها الشرع والعقل مثل قولهم :
( من تمتع بامرأة مؤمنة كأنما زار الكعبة سبعين مرة )
وقولهم روى الصدوق عن الصادق رحمه الله قال : (إن المتعة ديني ودين آبائي فمن عمل بها عمل بديننا ومن أنكرها أنكر ديننا واعتقد بغير ديننا) ([1]) .
والمتعة عندهم من أعظم الأصول التي يكفر تاركها .
وهناك بعض الروايات عندهم ومنها : " من تمتع مرة كانت كدرجة الحسين عليه السلام ومن تمتع مرتين فدرجته كدرجة الحسن عليه السلام ومن تمتع ثلاث مرات كانت درجته كدرجة علي بن أبي طالب عليه السلام ومن تمتع بأربع فدرجته كدرجتي " .
أقول :
فإذا تمتع المرأ عشرات المرات فكم يكون التفاوت بينه وبين أعظم الرسل صلى الله عليه وسلم ؟!!
هذه الفواقر تشكل كل واحدة منها عقبة كَأْدَاء أمام الوحدة ,فإما أن يدينها الشيعة ويتبرأون منها باطناً وظاهراً ويحكمون على قائليها ومعتقديها بما يستحقون فتحصل الغاية المنشودة وهي الوحدة, وإما أن يصروا عليها فيكونون هم المسئولين عن الفرقة وهم الذين وضعوا العقبات في وجه الوحدة والذين ينشدونها ويحرصون عليها .
ادّعاء الروافض ظلما وزورا أن الصحابة قد حرّفوا القرآن
وحذفوا منه كل ما يتعلق بأهل البيت !!
قال القمي (1/100) :
" وقوله (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ) فلفظ الآية عام و معناه خاص و إنما فضلهم على عالمي زمانهم .
و قال العالم (ع) نزل ( وآل عمران و آل محمد على العالمين ) فأسقطوا آل محمد من الكتاب " .
وقال العياشي (1/168) : " عن هشام بن سالم قال سألت أبا عبد الله رحمه الله عن قول الله (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً) فقال: هو آل إبراهيم وآل محمد على العالمين، فوضعوا اسما مكان اسم " وأحال المحقق على البحار والبرهان .
وقال (1/169) : " عن أيوب قال : سمعني أبو عبد الله رحمه الله وأنا أقرأ ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ) فقال لي: وآل محمد كانت فمحوها وتركوا آل إبراهيم وآل عمران " .
وأحال المحقق على البحار والبرهان وإثبات الهداة, وأورد العياشي رواية ثالثة بهذا المعنى.
- أقول :
لقد زاد هذان الباطنيان لفظة ( آل محمد ) في هذه الآية ثم افتريا على أصحاب رسول الله r أنهم أسقطوها وأيدهما صاحب البرهان وصاحب الصافي وصاحب إثبات الهداة وهاشم المحلاتي, فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون !!
- قال العياشي (1/180) : " عن حبيب السجستاني قال سألت أبا جعفر رحمه الله عن قول الله (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ ) فكيف يؤمن موسى بعيسى وينصره ولم يدركه ؟وكيف يؤمن عيسى بمحمد r و ينصره ولم يدركه ؟
فقال : يا حبيب إن القرآن قد طرح منه آي كثيرة ولم يزد فيه إلا حروف أخطأت بها الكتبة و توهمها الرجال، وهذا وهم فاقرأها ( وإذ أخذ الله ميثاق أمم النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه).
هكذا أنزلها الله يا حبيب، فو الله ما وفّت أمة من الأمم التي كانت قبل موسى بما أخذ الله عليها من الميثاق لكل نبي بعثه الله بعد نبيها، ولقد كذبت الأمة التي جاءها موسى لما جاءها موسى ولم يؤمنوا به ولا نصروه إلا القليل منهم ولقد كذبت أمة عيسى بمحمد صلى الله عليه وسلم ولم يؤمنوا به ولا نصروه لما جاءها إلا القليل منهم.
ولقد جحدت هذه الأمة بما أخذ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم من الميثاق لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم أقامه للناس ونصبه لهم ودعاهم إلى ولايته وطاعته في حياته وأشهدهم بذلك على أنفسهم، فأي ميثاق أوكد من قول رسول الله r في علي بن أبي طالب رضي الله عنه فو الله ما وفوا به بل جحدوا وكذبوا " .
وأحال المحقق على البحار والبرهان والصافي .
- أقول :
1- وهكذا يتهم الزنادقة أصحاب محمد r الأمناء الصادقين يتهمونهم بأنهم قد
طرحوا من كتاب الله آيات كثيرة ، وبرأ الله أصحاب محمد الأمناء ، ولكن الزنادقة هم الذين يزيدون من عندهم زيادات تدفعهم إليها أحقادهم وزندقتهم ثم يقذفون أصحاب محمد r بأنهم قد أسقطوا وطرحوا من القرآن آيات كثيرة ، فالويل لهم مما يصفون ، ويقولون إنه لم يزد في القرآن إلا حروف أخطأ فيها الكتبة وكذبوا ، فإن الله قد تعهد بحفظ كتابه من الزيادة والنقص وإذا امتدت يد باطنية خبيثة بالزيادة والنقص فضحها الله وفاء بوعده الصادق كما فعل بهؤلاء الروافض الباطنية .
2- ويفترون الولاية لعلي ويجعلون الميثاق بهذه الولاية أوكد من مواثيق الله للأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، ويقذفون الصحابة بنكث هذا الميثاق ثم يكفرونهم به ألا ساء ما يزرون ويفترون .
والملاحظ على هؤلاء أنه لا تثبت فضيلة لرسول الله r أو للأنبياء أو لغيرهم إلاَّ وزجوا بعلي وأهل البيت معهم وقد يرجحون كفتهم على المزحومين ووالله ما يرضى علي ولا أهل بيته بمثل هذا البغي والعدوان على كتاب الله وعلى رسله وأوليائه .
- قال القمي ( 2/285-286) :
" و قوله ( وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ )
قال فإنه حدثني أبي عن وكيع عن الأعمش عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن أبي الأعز عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال بينما رسول الله r جالس في أصحابه إذ قال إنه يدخل عليكم الساعة شبيه عيسى ابن مريم فخرج بعض من كان جالسا مع رسول الله r ليكون هو الداخل، فدخل علي بن أبي طالب عليه السلام فقال الرجل لبعض أصحابه أ ما يرضى محمد أن فضل عليا علينا حتى يشبهه بعيسى ابن مريم والله لآلهتنا التي كنا نعبدها في الجاهلية أفضل منه، فأنزل الله في ذلك المجلس »و لما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يضجون« فحرفوها يَصِدُّونَ وَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إن علي إلا عبد أنعمنا عليه و جعلناه مثلا لبني إسرائيل فمحي اسمه عن هذا الموضع ".
- أقول :
1- برأ الله سلمان الصحابي الجليل من هذا الإفك والتحريف المخزي .
2- ألست قد صرحت بأن هذه السورة مكية ألا تعلم أنت وغيرك أن سلمان ما دخل في الإسلام إلا بعد هجرة النبي r إلى المدينة ولكن الله يريد أن يفضحك .
3- ماذا يستفيد الصحابة الذين تقذفهم من تحريف يضجون إلى يصدون .
4- افتراؤك على الصحابة أنهم قالوا " لآلهتنا التي كنا نعبدها في الجاهلية أفضل منه" هل تريد به أنهم يفضلون الأوثان على رسول الله r أو على علي ؟ .
5- عيسى غلا فيه النصارى وقالوا فيه أنه هو الله أو ثالث ثلاثة أو هو ابن الله فبين الله أنه عبد من عباده انعم عليه بالنبوة والرسالة والمعجزات العظيمة وليس كما يدعون أنه ابن الله .... الخ فيريد الباطنية تحويل هذه النعمة إلى علي–رضي الله عنه- .
6- مما يدفع فريتكم وتحريفكم أن المراد بقوله تعالى ( وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل ) عيسى جعله الله مثلاً لبني إسرائيل أي آية ودلالة وحجة وبرهان على قدرة الله حيث خلقه من غير أب .
وقوله تعالى: ( وإنه لعلم للساعة ) يعني عيسى عليه السلام أنه ينـزل من السماء في آخر الزمان فيكون نزوله من علامات الساعة الكبرى ، أفتريدون سلب هذه المزايا عنه.
7- إن عيسى كان رسولاً إلى بني إسرائيل خاصة فجعله مثلاً لهم أي آية ودلالة ورسالة محمد إلى الناس كافة فكيف يكون علياً دون محمد وعيسى صلى الله عليهما وسلم مثلاً لبني إسرائيل فهلا كان مثلاً للعالمين .
8- لقد حرف الباطنيون معنى الآية ولفظها وزادوا فيها ثم يلصقون هذا الكفر بأصحاب محمد r فاعتبروا يا أولي الأبصار .
- قال القمي ( 2/295) ساق إسناده إلى رجل مجهول : " عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ ، قال له إن الكتاب لم ينطق و لن ينطق و لكن رسول الله r هو الناطق بالكتاب قال الله هذا بكتابنا ينطق عليكم بالحق فقلت إنا لا نقرؤها هكذا فقال هكذا و الله نزل بها جبرئيل على محمد و لكنه فيما حرف من كتاب الله " .
- أقول : برَّأ الله أبا عبد الله من هذا الإفك والتحريف .
إن الآية الكريمة من ضمن آيات يخبر الله فيها عما يحصل للكافرين المكذبين يوم القيامة من تقريرهم بأعمالهم وتقريعهم وتوبيخهم عليها وما يواجهون من الأهوال والكتاب هنا كتاب الأعمال الذي لا يغادر من أعمالهم صغيرة ولا كبيرة ، وليس المراد به القرآن أيها المحرفون الأفاكون ، قال تعالى : ( ولله ملك السماوات والأرض ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ) .
فيوم القيامة تدعى كل أمة إلى كتابها إلى كتب أعمالها التي سجلها عليهم الملائكة الكاتبون الحافظون ، وأكد ذلك بقوله: ( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق )، أي يستحضر جميع أعمالكم من غير زيادة ولا نقص كقوله تعالى: ( ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً )، وقوله تعالى: ( إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون )، أي كنا نأمر الحفظة أن تكتب أعمالكم عليكم ، انظر تفسير ابن كثير (12/366) .
انظر كيف قصد هذا الباطني إلى إبطال هذه المعاني التي تضمنتها هذه الآيات التي بين الله فيها ما يحصل للكفار من خسران وهوان وتوبيخ وذهب بها إلى عقيدته .
وقال الكليني في الكافي ( 1/228) باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة عليهم السلام وأنهم يعلمون علمه كله .
" محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر قال : سمعت أبا جعفر – رحمه الله- يقول : ما ادعى أحد أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذب وما جمعه وحفظه كما أنزله الله إلا علي ابن طالب والأئمة من بعده " .
أقول :
وأين هو هذا القرآن الكامل الذي ما جمعه إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده.
وهل فات علياً منه أشياء ثم جمعها بعده الأئمة وهل يبقي كل إمام لمن بعده أشياء حتى يتم جمعه ، فنسأل متى تكامل جمعه ، وهل الإمام الغائب لا يزال مشتغلاً بجمعه ولماذا يتواطأ هؤلاء الأئمة على كتمانه عن أمة محمد ؟ وهل يجوز لهم هذا الكتمان وهل يحمدون عليه ؟ .
لا يسعنا إلا أن نقول برا الله أبا عبد الله والأئمة من هذا الإفك الذي يفتريه زنادقة الرفض على كتاب الله وعلى الأئمة ولا يقصدون بذلك إلا الطعن في القرآن بأنه ناقص ولا يقصدون إلا الطعن في علي وأهل بيته بأنهم خونة كاتمون لكتاب الله تلك الخيانة والكتمان والاحتكار التي يأنف من مثلها اليهود والنصارى .
وساق الكليني أساطير كثيرة حول القرآن ومصحف فاطمة والجفر وعلوم أهل البيت المكتومة .
وقال الكليني ( 2/627) : " عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم وأبيه جميعاً عن ابن محبوب عن أبي حمزة عن أبي يحيى عن الأصبغ بن نباتة قال : سمعت أمير المؤمنين يقول : نزل القرآن أثلاثاً : ثلث فينا وفي عدونا , وثلث سنن وأمثال وثلث فرائض وأحكام " .
أقول :
وأين ذهب التوحيد والحديث عن الأنبياء ودعواتهم والجنة والنار ؟ وما المراد بالثلث المشترك بين أهل البيت وأعدائهم ؟ ولماذا لم يذكر فضائل الصحابة والثناء عليهم ومنهم علي –رضي الله عنه- وأبو بكر وعمر وعثمان ؟ فهل علي يجحد ذلك ؟ برأ الله علياً من هذا الإفك والافتراء على الله وعلى كتابه .
وقال الكليني ( 2/627) :
" عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد ، عن الحجال ، عن علي بن عقبة ، عن داود بن فرقد عمن ذكره عن أبي عبد الله قال : إن القرآن نزل أربعة أرباع ، ربع حلال وربع حرام , وربع سنن وأحكام , وربع خبر ما كان قبلكم ونبأ ما يكون بعدكم وفصل ما بينكم.
أقول :
وأين نصيب أهل البيت وأين الكلام في أعدائهم وأين التوحيد والبعث والجزاء ؟ وماذا نصنع في هذا الاختلاف الواضح بين قول علي رضي الله عنه وبين قول أبي عبد الله ؟ لا نقول إلا برأهما الله من هذا الإفك والبهتان .
وقال الكليني ( 2/628) :
" أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان عن إسحاق بن عمار عن أبي بصير ، عن أبي جعفر قال : نزل القرآن أربعة أرباع : ربع فينا , وربع في عدونا وربع سنن وأمثال , وربع فرائض وأحكام .
أقول :
وأين نصيب التوحيد الذي هو محور دعوات الرسل جميعاً وأين نصيب المعاد والجزاء وأين وأين ؟ .
ثم كيف نوفق بين هذه الروايات المتضاربة ، رواية علي -رضي الله عنه- الأولى أن القرآن نزل ثلاثة أثلاث ثلث فينا وفي عدونا ، ورواية جعفر تفيد أن القرآن نزل أربعة أرباع ربع فينا وربع في عدونا .... إلخ ولم ينـزل الله في كتابه لا ربعاً ولا سدساً في أهل البيت ولا في عدوهم شيئاً من الطعن والتكفير .
ومقصود المفترى بالربع في عدو أهل البيت الصحابة لا المشركون واليهود والنصارى ولا المجوس والمسلمون لا يجدون كلمة تفيد أن الصحابة يكرهون أهل البيت أو ظلموهم حقهم ولا يجدون في القرآن إلا ثناء عاطراً عليهم وتزكيات عظيمة لهم ، ونقول لهؤلاء المفترين لماذا لم تذكروا نصيب التوحيد , ونصيب أعداء الصحابة من المشركين واليهود والنصارى والمجوس ؟ .
الجواب : لأنكم أعداء التوحيد وأهله وأولياء المشركين واليهود .. الخ وإن كابرتم وعاندتم .
وكيف تلومونهم على الشرك وأنتم أشد إغراقاً فيه منهم ، وكيف تلومونهم على الكذب على الله وتحريف دينه وآياته وأنتم قد برزتم عليهم في هذا الميدان تبريزاً لا يمكن أن يلحقوكم فيه .
وطامة الطوام ما جاء به الكليني الذي يقول في الكافي (2/634) :
"علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله – رحمه الله- قال : إن القرآن الذي جاء به جبريل عليه السلام إلى محمد r سبعة عشر ألف آية " .
ومؤدى هذه الرواية أن أصحاب محمد قد أسقطوا عشرة آلاف وثلاثمائة وأربع وثلاثين آية , إذ المشهور أن عدد آيات القرآن ستة آلاف وستمائة وستة وستين أي أنهم أسقطوا أكثر القرآن ، لماذا هذا كله لأجل العداوة لأهل البيت .
وكذب الروافض الباطنيون وما أكثر وأعظم كذبهم على الله وعلى رسوله وعلى أصحاب محمد r .
وقد وثَّق شيخهم المجلسي هذه الرواية فقال في كتابه " مرآة العقول " ( 12/525)، فقال : " والحديث موثق ثم قال : فالخبر صحيح ولا يخفى أن هذا الخبر وكثير من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة المعنى " هذا بواسطة كتاب من (عقائد الشيعة) لعبد الله بن محمد السلفي (ص20) .
وأقول :
نسأل هذا المجلسي كيف تدعي التواتر على أن القرآن الذي جاء به جبريل سبعة عشر ألف آية ، فإذا كان القائل واحد والرواة عنه أفاكون فهل تصح هذه الدعوى حتى عند الكفار فضلاً عن المسلمين ؟
ثم نسأله أنتم تزعمون أن المصحف الكامل إنما هو عند أهل البيت , فإذا كان الله أرسل محمداً للعالمين فلماذا يكتمه أهل البيت بمجرد منذ وفاة النبي r إلى يومنا هذا ؟ فأي كتمان يفوق هذا الكتمان والله يقول في كتابه: ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ) .
ألا يدرك العقلاء أن الروافض يريدون بهذه الأكاذيب توجيه الطعن واللعن لأهل البيت الشرفاء الأبرياء , فهم يلعنون الصحابة صراحة ويلعنون أهل البيت ضمنا وبرأهم الله جميعاً وأحل رضاه عليهم ولعن أعداءهم .
ثم إن هذا التواتر المفترى إنما هو من جنس تواتر قتل المسيح وصلبه عند اليهود والنصارى ومن جنس تواتر أن عيسى ابن الله عند النصارى وأن عزيراً ابن الله عند اليهود إذ الجميع قائم على التواطؤ على الكذب وما من رواية للروافض إلا وهي من أكذب الكذب.
ثم إن مدار هذه الأكاذيب على اثنين أبي جعفر وأبي عبد الله, فهل هكذا يكون التواتر المسلم به ؟ وتعريف التواتر أنه رواية عدد كثير أحالت العادة تواطؤهم واتفاقهم على الكذب رووا ذلك عن مثلهم من الابتداء إلى الانتهاء وكان مستند انتهائهم الحس أي السماع أو الرؤية ، فالتواطؤ على الكذب من الروافض متوفر جداً ، وبقية الشروط مفقودة ، وأبو عبد الله وأبو جعفر يتبرآن من الروافض وغلوهم وأكاذيبهم على الله وعلى كتابه وأصحاب محمد r .
وكما كذّب الله اليهود والنصارى في دعوى قتل المسيح وصلبه ، فكل آية من القرآن تكذب الروافض ، قال تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) وإجماع الصحابة ومنهم علي وأهل البيت وإجماع الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها من القرن الأول إلى القرن الخامس عشر الهجري يكذبهم .
والذين يدعون تحريف الصحابة للقرآن والحذف منه والزيادة عليه ليسوا من أمة الإسلام وعقائدهم الضالة وأعمالهم الفاسدة وأقوالهم الكاذبة على كتاب الله وعلى أصحاب محمد r تدينهم بأنهم ليسوا من أهل الإسلام .
والأدهى من هذا الإفك ما فعله وقاله النوري الطبرسي .
قال السيد حسين الموسوي في كتابه كشف الأسرار وتبرئة الأئمة الأطهار (ص79) :
" والقرآن لا يحتاج لإثباته نص ولكن كتب فقهائنا وأقوال جميع مجتهيدينا تنص على أنه محرَّف , وهو الوحيد الذي أصابه التحريف من بين كل تلك الكتب .
وقد جمع المحدث النوري الطبرسي في إثبات تحريفه كتابا ضخم الحجم سماه : ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ) جمع فيه أكثر من ألفي رواية تنص على التحريف , وجمع فيه أقوال جميع الفقهاء وعلماء الشيعة في التصريح بتحريف القرآن الموجود اليوم بين أيدي المسلمين , حيث أثبت أن جميع علماء الشيعة وفقهاءهم المتقدمين منهم والمتأخرين يقولون : إن هذا القرآن الموجود اليوم بين أيدي المسلمين محرَّف .
وهذا الكتاب ( فصل الخطاب ) عندي منه نسخة ، فإذا قال بعض الروافض نحن لا نقول بأن الصحابة قد حرفوا القرآن فلا تصدقهم والذي ينكر منهم فإنما يستخدم التقية وهو شر ممن لا ينكر ، وأنا أقول : إن أيديهم القذرة هي التي امتدت إلى القرآن بالتحريف والتبديل والزيادة والنقص ، ولكن الله الذي وعد بحفظ كتابه يفضحهم ويخزيهم ويبين إفكهم على أيدي المؤمنين ويبقي كتابه بأيديهم كما أنزله غضاً طريا إلى أن يرفعه .
تنبيهات!
الأول - طريقة السلف عند ذكر رسول الله أو أحد الأنبياء أن يقال: -عليه الصلاة والسلام- أو: -صلى الله عليه وسلم-.
- وعند ذكر الصحابِي أن يقال: -رضي الله عنه- لا يفرقون بينهم وإن تفاوتوا فِي الفضل.
- وعند ذكر غير الصحابة من العلماء وغيْرهم من الْمُسلمين يقال: -رحمه الله-.
أما الشيعة: فعند ذكر الصحابِي لا ترى إلا الطعن أو التكفير، وأحيانًا اللعن إلا عددًا قليلاً فيقولون عند ذكر أبِي ذر مثلاً، أو الْمُقداد، -رحمه الله-.
وعند ذكر علي يقولون: -عليه السلام-!
وكذلك عند ذكر أيِّ واحد من الأئمة الإثني عشر عندهم يقولون: فلان -عليه السلام- ويلتزمون ذلك وجعلوه شعارًا لَهُم!
فأنا لا أجاريهم فِي ذلك فأقول عند ذكر علي -رضي الله عنه- أسوة بأخوانه الكرام من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإذا ذكر أحد من أئمة أهل البيت أقول عند ذكره -رحمه الله- وإن قال الرافضي -عليه السلام- فلا أجاريه فِي غلوه وشعاره بل أسويه بغيْره من علماء الْمُسلمين وفضلائهم وسائر الْمُسلمين.
فعلى هذا الأساس تعاملت مع غلو القوم وجفائهم فيما نقلته عنهم وناقشته .
الثاني - لاحظت فِي معظم تفسير القمي أنه إذا شرع فِي تفسير الآية يقول: (قوله) ثُمَّ يسوق الآية ولا يقول: قول الله تعالى أو قول الله -عز وجل- أو قول الله -تبارك وتعالى- مِمَّا يشعر القارئ أن الرجل لا يعظم الله -تبارك وتعالى-! بينما هو لا يذكر أحدًا من أئمة أهل البيت إلا ويقول -عليه السلام-!.
الثالث - أقصد بهذا الكتاب شيوخ الرفض القدامى الذين أسسوا مذهب الرفض الذي يهدم الإسلام ويتحرى هدم أصوله قبل فروعه وينشئ أصولاً مدمرة تدمر الإسلام -كتاباً وسنة- وحملته من سادة القرون والأمم وخيارها بعد الأنبياء ألا وهم أصحاب محمد النجباء الذين اختارهم الله لصحبة نبيه خاتم الأنبياء وسيد الرسل ونصرته وحمل رسالته وتبليغها ونشرها باللسان والحكمة والبيان, والسيف والسنان ، وملأوا الدنيا عدلاً وإيماناً وأخلاقاً بصورة لا نظير لها في التاريخ البشري .
أقصد بما تضمنه هذا السفر من دفاع عن الكتاب والسنة بيان حال أعدائهم الألداء وبيان دسهم ومكائدهم وافترائهم على الله وعلى كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
وعلى رأس هؤلاء الأعداء من صال وجال على نصوص القرآن بالتحريف والإفك وصال وجال على أصحاب محمد r بالطعن والتشويه والتكفير مثل علي بن إبراهيم القمي صاحب تفسير القمي المشهور المتوفي في حدود (307) ومثل أبيه وشيوخه في التحريف والإفك ومثل محقق هذا الكتاب ( تفسير القمي ) ألا وهو المسمى بالطيب الموسوي الجزائري وما هو بالطيب وما أبعده عن الطيب .
لقد غلا هذا الرجل في القمي وكتابه وأشاد به كما تراه في مقدمته الرافضية لهذا الكتاب.
ومن إطرائه لتفسير القمي قوله بعد طرة الكتاب " هو من أقدم التفاسير التي كشفت القناع عن الآيات النازلة في أهل البيت عليهم السلام " .
والحق أن القمي وشيوخه قد افتروا لأهل البيت هذه الآيات وشوهوا كتاب الله بهذه الافتراءات التي يرفضها كتاب الله ويرفضها المؤمنون على امتداد التاريخ الإسلامي .
وأقصد النضر بن محمد بن مسعود العياشي صاحب التفسير المشهور عند الروافض المتوفى (320) وشيوخه الأفاكين ومحقق كتابه المسمى بهاشم الرسولي المحلاتي ومن استقى من هذا الكتاب ما فيه من أكاذيب على أصحاب رسول الله r وتحريفات لكتاب الله وطعن في أصحاب رسول الله r مثل المجلسي صاحب كتاب "بحار الأنوار" أو الظلمات والحر العاملي صاحب "وسائل الشيعة" وهاشم البحراني صاحب كتاب "البرهان"، "والفيض الكاشاني" صاحب كتاب "الصافي" .
وأقصد محمد بن يعقوب الكليني الرازي المتوفى سنة (328-329) صاحب كتاب "الكافي" ومحقق هذا الكتاب والمعلق عليه علي أكبر الغفاري ومن دان بدينهم وسار على نهجهم من السابقين واللاحقين في تكفير أصحاب محمد r وآمن بما يبهتهم به رؤوس الرفض من التحريف لكتاب الله وظلمهم لأهل البيت واغتصاب حقهم من الولاية والوصاية ، أقصد هؤلاء جميعاً وأعتقد أنهم كفار زنادقة، وقد كفر علماء الإسلام من يكفر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فكيف إذا كفرهم وأضاف هذه العقائد والأفاعيل العظيمة من تحريف كتاب الله وغيره مما رأيته وستراه في هذا السفر الذي أسأل الله أن ينفع به المسلمين وأن يرفع به إفك الأفاكين وظلم الظالمين وأن يجعله في ميزان حسناتي إنه سميع الدعاء.
وهؤلاء الروافض يكفرون أهل السنة ويرون أنهم أكفر من اليهود والنصارى ويتعاونون مع كل عدو ضد المسلمين فهم الذين خدعوا الخليفة العباسي وخانوه وجلبوا التتار بطرقهم الماكرة لقتله وإسقاط خلافته فقتلوه وقتلوا الألوف من المسلمين وأحرقوا وأغرقوا الكتب الاسلامية ورفعوا من شأن الفلسفة وكتبها ورفعوا من شأن النصارى وغيرهم من الكفار.
ولهم مواقف في نصر النصارى على المسلمين.
وفي العصر الحديث ساعدوا الأمريكان ضد حكومة طالبان والشعب الأفغاني بجيوشهم وإمكاناتهم وهم يفخرون بهذا! وهم الذين جلبوا الجيوش الأمريكية لاحتلال العراق ثم لإقامة دولتهم فعلام يدل كل هذا؟!
وهم في هذه الأيام يذبحون في أهل السنة في العراق ويخربون مساجدهم ويستولون عليها وكم أبادوا من أهل السنة بطريقتهم الوحشية التي يأنف منها اليهود والنصارى.
وهم أشد حقدا على المسلمين من اليهود والنصارى ولهم مخططات هم ساعون وجادون في تنفيذها والعجب كل العجب من كثير من أدعياء السنة أنهم يتباكون على الحزب الرافضي المسمى بحزب الله! في لبنان الذي أوجد المبررات لليهود لقتل
مواضيع مماثلة
» نداء الى الأمة الإسلامية العلامة المحدث ربيع بن هادى المدخلى
» المهدى بين أهل السنة و الروافض تأليف شيخنا المحدث ربيع بن هادى المدخلى
» بيان مناقب معاوية رضى الله عنه و الذب عن صحيح مسلم تأليف المحدث ربيع بن هادى المدخلى
» الثناء البديع من العلماء على الشيخ ربيع تأليف الشيخ الفاضل :خالد الظفيرى ( ثناء العلامة عبيد الله الرحمانى المباركفورى على الشيخ المحدث ربيع بن هادى المدخلى )
» الروافض بين تقديس المشاهد وتخريب المساجد تأليف المحدث ربيع بن هادى المدخلى
» المهدى بين أهل السنة و الروافض تأليف شيخنا المحدث ربيع بن هادى المدخلى
» بيان مناقب معاوية رضى الله عنه و الذب عن صحيح مسلم تأليف المحدث ربيع بن هادى المدخلى
» الثناء البديع من العلماء على الشيخ ربيع تأليف الشيخ الفاضل :خالد الظفيرى ( ثناء العلامة عبيد الله الرحمانى المباركفورى على الشيخ المحدث ربيع بن هادى المدخلى )
» الروافض بين تقديس المشاهد وتخريب المساجد تأليف المحدث ربيع بن هادى المدخلى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى