منتديات أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المقالات السلفية فى الدفاع عن المملكة العربية السعودية تأليف أبو ربيع إسماعيل خيرى الجزء الأول تقديم الدكتور محمد عبد الغفار الأستاذ بجامعة الخرطوم

اذهب الى الأسفل

المقالات السلفية فى الدفاع عن المملكة العربية السعودية تأليف أبو ربيع إسماعيل خيرى الجزء الأول تقديم الدكتور محمد عبد الغفار الأستاذ بجامعة الخرطوم  Empty المقالات السلفية فى الدفاع عن المملكة العربية السعودية تأليف أبو ربيع إسماعيل خيرى الجزء الأول تقديم الدكتور محمد عبد الغفار الأستاذ بجامعة الخرطوم

مُساهمة  أبو عائشة إسماعيل خيرى الأحد ديسمبر 09, 2012 6:42 pm

إنى أهدي هذا البحث المتواضع إلى آل سعود وعلى رأسهم الملك فهد بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين وسمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني. وسمو الأمير سلطان بن عبد العزيز، وسمو الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ، وسمو الأمير ممدوح بن عبد العزيز ، وسمو الأمير نايف بن ممدوح بن عبد العزيز ، وآل الشيخ وعلى رأسهم الفقيه العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ نائب المفتى العام للمملكة العربية السعودية وعضو هيئة كبار العلماء والشيخ العلامة صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ نائب وزير الشئون الإسلامية ووكيل الوزارة وذلك لما لهم من فضل عظيم فى نشر الدعوة السلفية فى الجزيرة العربية بل في أنحاء العالم.
وثم أهدي هذا البحث إلى هيئة كبار العلماء وعلى رأسهم علامة العصر وشيخ السلفيين عبد العزيز بن عبد الله بن باز والعلامة الأصولي محمد بن صالح العثيمين والعلامة الأصولي صالح الفوزان والعلامة الأصولي اللحيدان وفضيلة شيخنا العلامة الدكتور ربيع بن هادي المدخلي علامة المدينة النبوية رافع لواء السلفية ومحي السنة النبوية بدحض إفتراءات الحركات التكفيرية الحزبية المعادية لدولة التوحيد السلفية وفضيلة شيخنا العلامة عبد السلام بن برجس المجاهد فى نشر الدعوة السلفية وتمكين دولة التوحيد السعودية وفضيلة الشيخ العلامة أبي إبراهيم بن سلطان العدناني كاشف زيف وأباطيل الحركة القطبية السرورية بالحجج العلمية القوية والوثائق الواضحة الاصلية وفضيلة شيخنا فالح بن نافع الحربي وفضيلة شيخنا سعد بن عبد الرحمن الحصين وفضيلة شيخنا الدكتور محمد بن عبد الغفار والأخ الأستاذ أسامة مختار وثم أهدي هذا البحث الى كل من ينتمى إلى منهج السلف من طلاب العلم وغيرهم في أنحاء العالم وهذا وبالله التوفيق.
أبو ربيع إسماعيل بن حسين بن خيري
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم : الدكتور محمد عبد الغفار عثمان
الاستاذ : بجامعة الخرطوم – كلية التربية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين أما بعد : أيها القارئ الكريم بين يديك رسالة صغيرة فى حجمها كبيرة فى معناها ومدلولها أسمها ((المقالات السلفية فى الدفاع عن المملكة العربية السعودية)) تأليف أبو ربيع إسماعيل بن حسين بن خيرى أحد أتباع الدعوة السلفية وقد ركز هذا المؤلف في هذه الرسالة وفي رسائل له سبقت ، إهتمامه في القضايا المعاصرة التى أنشأت وتنشأ من تكالب وتآمر الدعوات المنحرفة على السلفيين أهل السنة والجماعة وذلك بغرض أبطال دعوتهم وكسر شوكتهم وإقتلاع شجرتهم من أصلها فوجهوا إهتمامهم قبل المملكة العربية السعودية بإعتبارها معقل الدعوة السلفية ومركز أهل السنة والجماعة ذلك لأنهم يرون أنهم إذا تمكنوا من زعزعة الحكم في ذلك البلد أمكنهم القضاء على علمائه وإستبدالهم بعلماء المنهج المنحرف فيحقق لهم بذلك بسط نفوذهم علي سائر بلاد المسلمين لأن من تمكن من أرض التوحيد ومقر الحرمين أمكنه من باب أولى يبسط يده علي بقية بلاد المسلمين ولذلك اصبح الدفاع عن المملكة العربية السعودية حكاماً وعلماء من الدين وأهل دعوة التكفير يستميلون الناس بأماني باطلة وبسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً فيشوهون للمسلمين منهج الدعوة السلفية ومعقل أهلها ويزينون لهم انهم القادرون على إقامة حكم الإسلام على الوجه المطلوب ومن نظر الى الساحة الإسلامية عرف كذبهم وفشلهم والمخذول من خذله الله تعالى وفي هذه الرسالة من المؤشرات التى يستفيد منها الشباب السلفي لدرء ما يرى من مفاسد عظيمة تقع من جهة التمرد والعصيان والخروج والتكفير فعلى هذا الشباب ان يتلف حول كبار علماء أهل السنة المعاصرين ويستفتوهم في أمور دينهم لاسيما تلك التى قد نشأ منها فتن وان يأخذوا بهذه الفتاوى ففيها إن شاء الله المخرج الذي يرضى الله ورسوله والمؤمنين والله المستعان .
كتبه: الدكتور: محمد عبد الغفار عثمان
الاستاذ بجامعة الخرطوم كلية التربية 1/صفر 1417هـ - الخرطوم
كلمة مضيئة من العلامة شيخنا المحدث ربيع بن هادى المدخلى حامل رآية الجرح والتعديل فى العصر الحاضر فى المؤلف وبحوثه العلمية :-
الحمدلله والصلاة و السلام على رسول الله وآله وصحبه ومن اتبع هداه
أمابعد فأن الأخ اسماعيل بن حسين الخيرى السودانى الجنسية ممن عرفته عن طريق المراسلة وقراءة بعض بحوثه السلفية ومن لقائى به ومن طريق تزكية ثقات من خيار السلفيين الصادقين بالسودان عرفته من خلال كل ذلك بعقيدته الصحيحة ومنهجه الطيب وبكفاحه عن كل ذلك ضد أهل الأهواء والبدع وخاصة الاحزاب الضالة والروافض الهالكين كما عرفته بحبه وولائه لهذا البلد المبارك حكومة وعلماء وشعبا وذبه عنهم وغيرته عليهم وعلى عقيدتهم ومنهجهم
وقد برهن على ذلك بكتابته الواضحة القيمة فنرجو ممن لهم الأمر فى هذا البلد المبارك مساعدته واكرامه لانه اهل لذلك
وفق الله الجميع لما يرضيه
كتبه ربيع(1) بن هادى عمير المدخلى
عضو هيئة التدريس بالجامعة الاسلامية فى 12/7/1417هـ




















بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده
وبعد
المقدمة :-
لا شك بأن المملكة العربية السعودية هي الدولة الوحيدة في العصر الحديث التى تطبق الشريعة الإسلامية عقيدة ومنهجاً وسلوكاً وهي الدولة الوحيدة التى تبنت منهج السلف وأمرت بتدريسه في مساجدها وجامعاتها ومدارسها ومعاهدها ولا ينكر هذا إلا مكابر أو جاهل. ولما تبنت أو التزمت(1) المملكة العربية السعودية منهج السلف ودعت اليه ونشرت كتب أئمة الدعوة السلفية في جميع أنحاء العالم جن جنون أهل الأهواء والبدع من الحزبيين التكفيريين ومن على شاكلتهم من الخرافيين (2) فأخذوا يبثون الشبهات والإفتراءات حول الممكلة العربية السعودية بأنها دولة كافرة وعلمانية وبأنها دولة عميلة لأمريكا وبريطانيا ودول الكفر.
ونقول لهؤلاء الحزبيين التكفيريين الواقع يكذب إدعاءاتكم وقال الشاعر قديماً
والدعاوى إن لم يقاموا عليها *** بينات فأهلها أدعياء
فإذا كانت المملكة كما تزعمون دولة كافرة لما تبنت أو إلتزمت(3) عقيدة التوحيد السلفية وهي ضد الشرك والكفر ولو لم تفعل الممكلة العربية السعودية التزامها(4) أو تبنيها ونشرها للعقيدة والتوحيد و السلفية لكفتها لأن كل المعاصي تهون بعد صلاح العقيدة والتوحيد قال شيخ الإسلام رحمه الله (....): والحزبيون التكفيريون لم يكتفوا بتكفير الدولة السعوية فحسب بل ارادوا إزالة هذه الدولة السعودية من ظهر الارض فتسللوا الى المملكة العربية السعودية وأظهروا الود والحب لها وأبطنوا الحقد والضغائن في قلوبهم فأنشؤوا التنظيمات السرية التكفيرية لإزالة الدولة السلفية وقادتها وعلمائها وعملوا فى تنفيذ خططهم في غاية السرية والحيطة والحذر فاستعملوا جميع وسائل الغزو الفكري العلماني لغزو دولة التوحيد ومؤسساتها حتى تمكنوا في كثير من مؤسسات الدولة – التوحيد – ولكن الله العالم بخائنة الأعين وما تخفي الصدور فكشفت لدولة التوحيد – السعودية – وعلمائها خطورة هذه الجماعات التكفيرية المبتدعة وهنا إنبرى لهم جهابذة دولة التوحيد من القادة والعلماء فبينوا خطورة هذه المناهج التكفيرية الوافدة إلى جزيرة العرب وقد بذل علماء المملكة العربية السعودية مجهوداً طيباً ومباركاً وكسروا شوكة هؤلاء التكفيريين وذلك بدحض شبههم وكشف أباطيل منهجهم ومنهج قادتهم.
والآن ولله الحمد والمنة إنطفأت تلك الفتنة التى أشعلتها هذه الجماعات التكفيرية الحافذة على دولة التوحيد .
ولما إنهزم هؤلاء الحزبيين إنهزاماً علمياً واضحاً وفاضحاً أمام جهابذة علماء دولة التوحيد السعودية رجعوا الى أسلوب العاجز أسلوب الإغتيالات وتدمير المؤسسات فقاموا بتدمير ونسف مقر البعثة الأمريكية بالرياض وقد استنكر هذا العمل الإجرامي علماء الدعوة السلفية بالمملكة العربية السعودية وفي جميع أنحاء العالم .
وبعد التحقيقات الأمنية تبين تماماً وبإعترافات الجناة بأنهم ينتمون إلى جماعات تكفيرية حزبية ويكفرون قادة دولة التوحيد وعلمائها .
ولما وقعت هذه الفتنة ظن بعض العلمانيين والملاحدة بأن هؤلاء الجناة التكفيريين ينتمون إلى جماعات سلفية تكفيرية متشددة .
وهنا إنبرى لهم فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله الرفاعي رئيس تحرير جريدة المسلمون " ودافع عن السلفية والسلفيين وبرأ السلفية والسلفيين من فتنة التكفير والحزبية ودافع عن المملكة العربية السعودية وأكد بأنها دولة سلفية تطبق تعاليم الإسلام عقيدة ومنهجاً.
وإنى لما قرأت مقالات الدكتور عبد الله الرفاعي سررت جداً وأعجبنى دفاعه العظيم عن دولة التوحيد السلفية وعلمائها ... فشرعت مناصراً للدكتور عبد الله الرفاعي في دفاعه عن السلفية وعلمائها ودولة التوحيد وقادتها فقمت بكتابة هذه المقالات وهي عبارة عن بحث علمي وجملتها تعقيب وتعليق وتأييد للسلسلة مقالات الدكتور عبد الله الرفاعي حفظه الله وكنت قد سميت هذه المقالات بعنوان ((السلفيون بريئون من فتنة التكفير والحزبية ويؤيدون ويوالون المملكة العربية السعودية)) ولما عرضت هذه المقالات على فضيلة الشيخ الدكتور محمد عبد الغفار اقترح بأن تعنون هذه المقالات بعنوان ((المقالات السلفية في الدفاع عن المملكة العربية السعودية)) فاستحسنت هذا العنوان لأنه فى غاية المناسبة لأن هذا البحث عبارة عن مقالات عديدة تؤيد ما كتبه الدكتور عبد الله الرفاعي حفظه الله فى دفاع عن السلفية والسلفيين ، وقد رأيت بعد فراغي من كتابة هذا البحث بأن ينشر بين طلاب العلم والعامة حتى تعم الفائدة . ونسأل الله أن ينفع من أعمى الله بصيرته من التكفيريين الحزبيين وهذا بالله التوفيق.
كتبه ابو ربيع إسماعيل حسين خيرى 28/ ذو الحجة 1416هـ

الفصل الاول
السلفيون بريئون من فتنة التكفير والحزبيين ويؤيدون
ويوالون المملكة العربية السعودية لأنها دولة سلفيـــة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده – وبعد – تعقيباً على الكلمات المضيئة والدرر النفسية التى كتبها الدكتور عبد الله بن محمد الرفاعي رئيس تحرير جريدة المسلمون وددت أن أعلق وأعقب على بعض ما كتبه الدكتور عبد الله الرفاعي ويعلم الله إنى قد سررت جدا بما كتبه وكما أعجبني شجاعته في قول كلمة الحق والإشهار به في جريدته المباركة (( المسلمون )) وقد كتب فضيلة الدكتور مقالات مفيدة وجيدة فى الدفاع عن منهج السلف الصالح قديماً وحديثاً وناصر الدولة السلفية السعودية نصراً مؤزراً وأيّد ما ذهب اليه علماء الأمة تأييداً مطلقاً وإنى قد سررت بذلك كثيراً وحمدت الله أن جعل من الصحفيين دعاة ربانيين يدافعون عن منهج السلف ودولة التوحيد السعودية وعلماء الأمة وتبنى الدكتور عبد الله الرفاعي كل ما ذكرناه فى جريدته الجيدة الفريدة ((المسلمون)) وكذلك نشر رد العلامة المحدث محمد ناصر الدين الالباني وتعليق الامام المحدث الشيخ عبد العزيز بن باز فى الرد على التكفيريين في جريدته (المسلمون) وإنى أقول بأنها هي جريدة ((السلفيين المظلومين)) وهي الجريدة الوحيدة التى تدافع عن الدولة السلفية السعودية وقادتها وعلمائها ومن هنا إنى أشيد بالمجهودات الجبارة التى تبذلها جريدة المسلمون وعلى وجه الخصوص رئيس تحريرها الدكتور عبد الله الرفاعي فى الدفاع عن منهج السلف والسلفيين والدوله السلفية السعودية وقادتها بأرض الحرمين الشريفين ونسأل الله أن يجازيه خير الجزاء .
يعتبر الدكتور عبد الله الرفاعي أول صحفي كتب في الحزبيين ومنهجهم المدمر وذلك فى كتابه القيم ((مراجعات في فقه الواقع السياسي والفكري على ضوء الكتاب والسنة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز وفضيلة الشيخ صالح الفوزان وفضيلة الشيخ صالح)). ولم يكتفى فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله الرفاعي بهذا الكتاب بل أخذ يدافع عن الدعوة السلفية وقادتها وعلمائها بأرض الحرمين ليل نهار وذلك عبر جريدته الجيدة (المسلمون) وقد كتب مقالات كثيرة جداً وكلها تأيد ودفاع مجيد عن دولة التوحيد وقادتها وعلمائها ومن أهم مقالاته :-
1. بل نكرم اللحي ... التكفير ... خارج عباءة السلفية "المسلمون السنة الثانية" العدة 587 الجمعة 15 ذو الحجة 1416هـ.
2. وماذا عن المحرضين ؟ "المسلمون العدى 585 ذو القعدة 1416هـ".
3. بل هي الحزبية "المسلمون العدد 590 الجمعة 6 محرم 1416هـ" .
4. فتنة التكفير والحزبية "المسلمون العدد 586 - 8 ذو الحجة 1416هـ" .
ونحن لا نريد أن نعقب على هذه المقالات بنقد أو نحوه وإنما نريد أن نؤكد وندندن حول ما كتبه الدكتور عبد الله الرفاعي لأن مقالاته هذه هى الجواب الشافي لمن سأل عن الدواء الشافي.
قال الدكتور عبد الله الرفاعي تحت عنوان "بل نكرم اللحي ... التكفير ... خارج عباءة السلفية "... العلمانيين والملاحدة ومن فى قلبه مرض استغل كون المنفذين للعملية الإجرامية فى الرياض من الغلاة للسخرية من اللحي وأهلها ولغمز الدين وهذا خلط خبيث ... إن الكلمة التى قدم بها وزير الداخلية السعودي البشارة بالقبض على أولئك المجرمين مصاغة بعناية فائقة تترجم حقيقة الرؤية الرسمية للمتدينيين والتقدير البالغ لأصحاب اللحي السائرين على نهج النبوة والسلف الصالح ... كيف لا والسعودية بلد الإسلام ومهوي الأفئدة..." أ.هـ.
جزى الله الدكتور عبد لله الرفاعي على هذا الدفاع الجيد المفيد المجيد عن نهج السلف وأهله وإنى أقول صراحة بأن هؤلاء العلمانيين والملاحدة الذين ذكرهم الدكتور الرفاعي لا يعرفون واقع الأمر فى المملكة العربية السعودية وكأنهم يعيشون فى المريخ أو فى غابه مظلمة لا يرون فيها ضوء الشمس ، المعروف عند الدائي والقاصي والكبار والصغار والكفار والفجار وحتى الشياطين من الإنس والجن بأن الممكلة العربية السعودية منذ أن نشأت ومنذ أن بنى قواعدها الإمامان الجليلان محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود رحمهما الله على عقيدة ومنهج السلف وقد طبق الإمامان الإسلام عقيدة وشريعة فى جزيرة العرب وأزالوا كل مظاهر الشرك والبدع وأقاموا الحدود فى كل من وجب عليه الحد وهذا معروف ومشهور فى تاريخ المملكة العربية السعودية وقد أعلن الملك عبد العزيز آل سعود أبو الملوك الميامين ومؤسس الدولة السعودية الثالثة أن دستور مملكته هو الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمه وإليكم نص كلامه "أنكم تعلمون أن أساس أحكامنا ونظمنا هو الشرع الإسلامي إلى أن قال وإقرار العمل الذى ترونه موافقاً لصالح البلاد على شرط ألا يكون مخالفاً للشريعة الإسلامية لأن العمل الذى يخالف الشرع لن يكون مفيداً لأحد والضرر كل الضرر هو السير على غير الأساس الذى جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم"(1) أ.هـ.
وهكذا كان يدافع الملك عبد العزيز رحمه الله عن منهج السلف سائراً على نهج أبائه وأجداده فى حماية عقيدة ومنهج السلف وكان يدعو ليل نهار إلى ذلك قال رحمه الله : "أنا مبشر أدعو لدين الإسلام ولنشره بين الأقوام أنا داعية لعقيدة السلف الصالح وهي التمسك بكتاب الله وسنة رسوله وما جاء عن الخلفاء الراشدين"(1) .
وعلى هذا المنهج النبوى الشريف سار أبنائه وأحفاده من آل سعود قال الملك فهد خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله - : "نحن ننفذ كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما رآه علماء المسلمين وليس لدينا شك فى علمائنا ولم نتدخل في شئونهم نهائياً لا من بعيد ولا من قريب فى المحاكم))(1)أ.هـ وعلماء الدعوة السلفية قديما وحديثاً إبتداءاً بإمام الدعوة وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وأبنائه وأحفاده وتلاميذهم هم الذراع الأيمن والدرع الواقي لهذه الدولة السلفية السعودية وآل سعود لا يقدمون على شئ إلا بعد مشاورة علماء الدعوة السلفية ويعرف هذا كل من عايشهم او تبصر فى أقوالهم وسيرهم وفى كلام الملك فهد المتقدم – حفظه الله فى هذا المقام دلاله واضحة على ذلك ولله الحمد وقد نقلنا كلام الملك فهد – حفظه الله – فى هذا المقام بالتفصيل فى بحثنا الذى بعنوان (المنهاج السلفي المهاب في نصرة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب) ونقول بأن علماء الدعوة السلفية وعلى رأسهم هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية برئاسة علامة العصر عبد العزيز بن باز وقفوا مع الدولة السعودية السلفية فى كل محنها وناصروا الدولة السعودية نصراً مؤزراً حتى إن بعض مخالفيهم يسمونهم بأنهم عملاء لآل سعود وعلماء سلطان ومن هذا المنطلق نقول كيف يتصور أن يقوم مثل هؤلاء العلماء الأجلاء الفضلاء وتلاميذهم بعمل مضاد لدولة التوحيد السلفية فإن هذا إفتراء عظيم وضرب من ضروب المحال والخيال ، فالسلفيون "علماء وطلاب علم " هم أكثر الناس تأييداً للمملكة العربية السعودية وأنا منهم وقد كتبت في تأييد المملكة العربية السعودية السلفية كتابات عديدة أهمها:
1. المنهاج السلفي المهاب في نصرة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب تعليق وتحقيق الدكتور محمد عبد الغفار عثمان الأُستاذ بجامعة الخرطوم كلية التربية.
2. تبرئة السلفيين من مزاعم الحزبيين تقديم وتحقيق وتعليق فضيلة الشيخ الدكتور محمد عبد الغفار عثمان الأُستاذ بجامعة الخرطوم كلية التربية .
وبعد حادثة الرياض شرعت فى كتابه كتاب مستقل فى الدفاع عن المملكة العربية السعودية وهذا الكتاب على كتاب "الكواكب الجليه فى كفر المملكة العربية السعودية" ولعل هذا الكتاب هو الأول والفريد عند التكفيريين الحزبيين "ولاسيما الذين قاموا بتفجير البعثة الأمريكية بالرياض وغيرهم ولما علمت خطورة هذا الكتاب وغيره من كتب الحزبيين التكفيريين الذين يعادون الممكلة العربية السعودية ويكفرونها شرعت كما أسلفت فى الرد على هذا الكتاب فى بحث بعنوان "الكواكب الدرية فى بيان سلفية الممكلة العربية السعودية" والله الذى نفسي بيده إنى كتبت هذه الكتابات ليس لإرضاء أحد أو كذا وإنما تديناً وتقرباً إلى الله عز وجل بهذه الكتب وغيرها وإنى أعلم علم اليقين بأن الحزبيين والتكفيريين سوف يستعملون ضدى حرب الأكاذيب والشائعات المغرضة ((الإعلام الخبيث)) بل سوف يقولون بأننى عميل للمملكة العربية السعودية ونقول لهؤلاء ونردد لهم ونقول لهم ((إذا كان الدفاع عن عقيدة التوحيد ومنهج السلف التى تتبناها الممكلة العربية السعودية عمالة فيقول كما قال شيخنا الدكتور محمد عبد الغفار: ((بأننا عملاء لله ورسزله وللمؤمنين)) واذا كان الدفاع عن منهج السلف ودعوة الانبياء والمرسلين عمالة للمملكة العربية السعودية فنحن سعداء بأننا عملاء لدولة التوحيد السلفية السعودية وانعم بها من عمالة فى الله ولله.

















الفصل الثاني
التكفيريون الحزبيون يكفرون الممكلة العربية
السعودية وملوكها وعلماؤها
وهنالك حقيقة لابد من أن يعلمها هؤلاء العلمانيون والملاحدة وهى أن هؤلاء التكفيريين الحزبيين الذين دمروا مقر البعثة الأمريكية بالرياض من أصول مذهبهم تكفير المملكة العربية السعودية وملوكها وأمراءها وعلماءها وعلى رأسهم الملك فهد بن عبد العزيز وعلامة العصر عبد العزيز بن باز فإذا كان هؤلاء التكفيريين الحزبيين يكفرون قادة الدعوة السلفية وعلماءها فمن باب أولى بأنهم يكفرون جماهير السلفيين من العلماء وطلاب العلم والعامة بل ذهبوا إلى أكثر وأبعد من هذا وذلك بإستحلال دماء قادة الدعوة السلفية وعلماءها وما حصل لأهل كنر ليس منا ببعيد وما حصل للسلفيين فى السودان ليس منا ببعيد وما حصل فى مشكلة الخليج من وقوف جميع الجماعات التكفيرية مع (صدام حسين) ليس ببعيد.
وقد حكى لنا أحد إخواننا الثقات وهو من نجد ومن الذين شهدوا الجهاد الأفغاني قال حفظه الله : ((بأن التكفيريين الحزبيين العرب فى أفغانستان يكفرون الملك فهد وعلامة العصر عبد العزيز بن عبد الله بن باز وجميع السلفيين ، وكان هذا السلفي كيساً فطناً يعرف منهج التكفيريين وخططهم فعندما سأله التكفيريون عن حكم الشرع فى الملك فهد والعلامة بن باز قال لهم : "إنى طالب علم لا أستطيع أن أحكم بإسلام أحد أو كفره فسألوا علماء الأمة وإنما ممكن أن تسألوني عن الكلاشنكوف لأني جئت هنا للجهاد فقط"))(1) .
ومن هنا اننى انبه جماهير السلفيين من القادة والعلماء وطلاب العلم خطورة هذا المنهج التكفيرى فينبقى ان تصرف الهمم لمقاومة هذا الغزو الفكرى والوقوف في وجهه فهؤلاء التكفيريون يحذرونا كثيراً عن الغزو الفكرى فنقول لهم فأي غزو فكرى أشد من هذا الغزو.
وفى هذا المقام إنى أُشيد بالمجهود العظيم الذى بذله قادة الدعوة السلفية وعلماءها فى مواجهة هذا الغزو الفكرى التكفيرى وعلى رأسهم الملك فهد بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين وهيئة كبار العلماء وعلى رأسهم علامة العصر عبد العزيز بن باز والعلامه عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ والعلامة العثيمين والعلامة اللحيدان وثم أخص بالذكر علامة المدينة النبوية ربيع بن هادي المدخلى والعلامة الدكتور محمد أمان إبن على الجامى رحمه الله والعلامة الدكتور صالح الفوزان والشيخ العلامه عبد السلام بن برجس والشيخ العلامة صالح بن عبد العزيز ال الشيخ والعلامة سعد الحصين وغيرهم كثير وقد بين هؤلاء العلماء الأجلاء الكرماء منهاج هذه الجماعات الحزبية التكفيرية الوافدة إلى جزيرة العرب ، وبينو بأنها تريد أن تغزوا ديار التوحيد وتحل محلها ولكن أنىّ لهم ذلك وقد إستطاع هؤلاء العلماء ولا سيما علماء المدينة النبوية وعلى رأسهم العلامة ربيع بن هادي فى فترة وجيزة كسر شوكة الحزبيين التكفيريين بكثافة علمهم وقوة حجتهم.
ومن هنا نقول للعلمانيين والملاحده تحروا العدل فى كل قول أو فعل وميزوا بين السلفيين المؤيدين لآل سعود والتكفيريون الحزبيون المكفرين لآل سعود وثم أنظروا إلى تاريخ الدولة السعودية منذ أن نشأت وإلى الآن من الذين جاهدوا مع آل سعود ومن هم الذين ناصروا وآزروا آل سعود فى الحرب والسلم ؟ العاقل الصادق سوف يقول هم السلفيون فى كل مراحل الدولة السعودية وقفوا معها وضحوا بالمال والولد والنفس ولا ينكر هذا إلا جاهل أو مكابر فإنتساب التكفير ظلم عظيم وإفتراء كبير للسلفيين فالسلفيون من أبعد الناس عن تكفير أحد أو تفسيقه كما سنبين ونقول لهؤلاء العلمانيين انظروا حال السلفيين ومنهجهم فى العالم . فهم معروفون هل يفعلون ما يفعله الحزبيون التكفيريون من تكفير المجتمعات ومصاولة الحكومات وإغتيال القادات وإنى أتحدي هؤلاء العلمانيين والملاحدة بأن يأتوا لي بسلفي واحد قام بتدمير شئ أو إغتيال عمرو أو زيد ونقول لهم بأن منهج السلفيين منهج رباني أصيل يضبط من يلتزمه بأن لا يكفر أحد من أهل القبلة سواء كان حاكماً أو محكوماً ويلزمه بأن لا يخرج على الحاكم بالسيف أو اللسان ويلزمه بأن لا يستحل دم امرئ مسلم ولا ماله ولا عرضه ويلزمه بأن يعبد الله كأنه يراه فى كل سكنة وحركة فأى منهج أحسن من هذا فإنه منهج يدعو إلى سلام شامل مع الحكام والمحكومين على ضوء مذهب السلف الصالح والواقع خير شاهد على ذلك؟.









الفصل الثالث
السلفيون من أبعد الناس من فتنة التكفير
وأما قول من نسب التيارات الفكرية التكفيرية للسلفية بقوله ((ينتمون (إلى الذين فجروا البعثة بالرياض) إلى تيارات سلفية متشددة وتكفيرية ... الخ))(1) نقول هذا القائل أجهل من حمار أهله وأبيه بالسلفية والسلفيين فالسلفيون من أبعد الناس عن تكفير أحد أوتفسيقه ويعرف هذا من عايشهم وهم فى هذه المسألة الخطيرة وفي كل شئون الدين يسيرون على منهج أهل السنة والجماعة قديماً وحديثاً ويقررون ما قرره الأئمة الأعلام والشيوخ الكرام من سلف هذه الأمة قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ((... إنى من أشد الناس نهياً عن أن ينسب معين إلى تكفير أو تفسيق أو تبديع إلا-(2) بعد إقامة الحجة عليه)).
وقال رحمه الله : ((لا يجوز تكفير المسلم بذنب فعله ولا بخطاً اخطأ فيه كالمسائل التى تنازع فيها أهل القبلة))(3) .
وقال رحمه الله : ((إن من عيوب أهل البدع تكفير بعضهم لبعض ومن ممادح أهل العلم إنهم يخطئون ولا يكفرون))(4) .
وقال الإمام الشافعي : ((لئن أتكلم فى علم يقال لى فيه أخطأت أحب إلى من أن أتكلم فى علم يقال لى فيه كفرت))(5) . وقال إمام الدعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب : ((وأما الكذب والبهتان فمثل قولهم إنا نكفر بالعموم أو إنا نكفر من لم يكفر ولم يقاتل وأمثال هذا وأضعاف أضعافه فكل هذا من الكذب والبهتان الذى يصدون به الناس عن دين الله ورسوله وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذى على قبر أحمد البدوى لأجل جهلهم وعدم من ينبههم فكيف يكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا ولم يكفر ولم يقاتل سبحانك هذا بهتان عظيم)).
















الفصل الرابع
السلفيون لا يكفرون الحكام ولا يخرجون عليهم
قال الدكتور عبد الله الرفاعي حفظه الله تحت عنوان ((فتنة التكفير والحزبية)) ثبت إعترافات مفجري مقر البعثة الأمريكية فى الرياض خطورة الإنحرافات الفكرية التى يحاول البعض إلصاقها بالإسلام وهو منها براء إن الولوغ فى تكفير الحكومات والعلماء إنحراف عن منهج الإسلام الذى إرتضاه لنا رب العزة والجلالة وأمرنا به فى كتابه العزيز وبينته سنة نبيه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وآله وسلم وفهمناه من خلال فهم السلف الصالح))(1) .
قلت صدق الدكتور عبد الله الرفاعي وأصاب فيما ذهب إليه بأن التكفير من الإنحرافات الفكرية الخطيرة التى تدمر مقومات الأمه الدينية والدنيوية وفي التكفير مفسدة عظيمة وعاقبة وخيمة ولاسيما فى تكفير الحكام والخروج عليهم وهذه المسألة هى رأس كل فتنة ورأس كل شر يقع على الأمة الإسلامية ثم قال الدكتور عبد الله الرفاعي ((كم حذر العلماء والعقلاء من مفكرى الأمة من خطورة الخروج عن الصف وتفتيت الأمة))(2) .
قلت نعم قد حذر علماء الدعوة السلفية قديماً وحديثاً من مسألة الخروج على الحكام بالسيف أو اللسان وشددوا فى هذه المسألة تشديداً عظيماً وذلك لما في الخروج من مفاسد عظيمة ومصائب كبيرة لا يعلم مداها وكنهها إلا رب الأرض والسموات . قال شيخ الإسلام بن تيمية مقرراً مذهب السلف فى هذا الأمر الخطير ((وأما ما يقع من ظلمهم وجورهم بتأويل سائغ أو غير سائغ فلا يجوز أن يزال لما فيه من ظلم وجور كما هو عادة أكثر النفوس تزيل الشر بما هو شر منه وتزيل العدوان بما هو أعدى منه والخروج عليهم يوجب من الظلم والفساد أكثر من ظلمهم فيصبر عليه كما يصبر عند الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر على ظلم المأمور والمنهي))(1) .
وقال إمام الدعوة وشيخ الأسلام محمد بن عبد الوهاب ((... والجامع لهذا كله أن إذا صدر المنكر من أمير أو غيره أن ينصح برفق خفية ))(2) .
وقال الأمام أحمد إمام أهل السنة والجماعة رحمه الله ((ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين وقد كان الناس إجتمعوا عليه وأقروا له بالخلافة بأى وجه كان بالرضا أو بالغلبة فقد شق هذا الخارج عصى المسلمين وخالف الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن مات الخارج عليه مات ميتة الجاهلية ولا يحل قتال السلطان ولا الخروج عليه لأحد من الناس فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة والطريق))(3) .
وأقوال : السلف فى هذه المسألة كثيرة متوافرة ومتواترة كما بسطناها فى موضعها)(4) .
ودرج علماء العصر المجتهدون على هذا المنهج الذى رسمه أئمة الدعوة السلفيه قديماً وحديثاً قال علامة العصر الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مقرراً مذهب السلف (ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة وذكر ذلك على المنابر لأن ذلك يفضى إلى الإنقلابات وعدم السمع والطاعة فى المعروف ويفضى إلى الخروج الذى يضر ولا ينفع ولكن الطريقة المتبعة عند السلف النصيحة فيما بينهم وبين السلطان والكتابة إليه أو الإتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير)(1) .
قال الشيخ العلامه الدكتور صالح الفوزان فى بيان منهج السلف مع ولاة الأمور : (النصيحة لأئمة المسلمين تكون بطاعتهم بالمعروف وتكون بالدعاء لهم وبيان الطريق الصحيح لهم وبيان الأخطاء التى قد تقع منهم من أجل تجنبها وتكون النصيحة لهم سرية بينهم وبين الناصح)(2) . وقال العلامه الشيخ صالح السدلان مبيناً حقيقة الخروج على ولاة الأمور وأبعاده : (... فالبعض من الأخوان قد يفعل هذا بحسن نية معتقداً أن الخروج إنما يكون بالسلاح فقط أو التمرد بالأساليب المعروفة فقط بل إن الخروج بالكلمة أشد من الخروج بقوة السلاح لأن الخروج بالسلاح والعنف لا يربيه إلا الكلمة ...)(3) . وقال علامة الشام المحدث ناصر الدين الألباني مقرراً ما قرره أئمة السلف قديماً وحديثاً : (... وهذا الحديث أصل في إخفاء نصيحة السلطان وأن الناصح إذا قام بالنصح على هذا الوجه فقد برئ وخلت ذمته من التبعة)(4).
وقال العلامة الأُصولي محمد صالح العثيمين حفظه الله ((... فإذا كان الكلام فى الملك بغيبة أو نصحه جهراً والتشهير به من إهانته التى توعد الله فاعلها بإهانته فلا شك أنه يجب مراعاة ما ذكرنا))(5) وقال العلامة عبد السلام بن برجس معلقاً على كلام العلامة ابن عثيمين هذا ((يزيد الإسرار بالنصح ونحوه)).
وقال الدكتور عبد الله الرفاعي حفظه الله ((... وأول الخروج وتفتيت الأمه التدين والإستقامه على الحزبية ... أن التحذب فى الحقيقة هو الأرضية الملائمة لهذا المرض))(1) أ.هـ .
قلت ما ذكره الدكتور عبد الله الرفاعي هو عين الحقيقة والواقع فإن التحزب هو فتنة كل عنصر ودهر ومأوى كل مكفر ومفسق لأن الحزبيين يربون أتباعهم على الطاعة العمياء بحيث يتمكنون من عقول أتباعهم حتى يصبحوا كالميت بين يدي المغسل وقال بعض الحزبيين ((كن بين يدى شيخك كالميت بين يدى المغسل يغلبه كيف يشاء)) وقال بعضهم ((من أعترض إنطرد)) فعلى هذه الطاعة العمياء يربى الحزبيون أتباعهم حتى يتحقق لهم إستغلال هؤلاء الشباب الضحايا فى تنفيذ مخططاتهم الإجرامية إما فى تدمير ونسف مكان كذا أو إغتيال زيد أو عمرو ، والواقع يشهد بذلك وإنى من هذا المنطلق أدعوا جميع الحزبيين المخدوعين ((المغفلين النفعيين)) بقاداتهم بأن يتحرروا من قيود الحزبية الضيقة المقيتة النتنة إلى رحاب السلفية الواسعة وأقول لهم لا تكونوا ضحايا فى تنفيذ مخططات قاداتكم التى هى فى الأصل ترجع إلى أغراض شخصية وأهداف ذاتية أو سياسية تخدم أغراضهم وأهوائهم الشخصية من حب سلطة أو مال ونقول بأن هؤلاء الشباب الذين يستغلونهم هم فى حقيقة الأمر ضحايا ليس لهم جمل ولا ناقة فيما يقومون بها من دمار وفساد فى الأرض . وما أحسن ما قاله الدكتور عبد الله الرفاعي تحت عنوان "وماذا عن المحرضين" "عصابة الاربعة التى ازهقت ارواحاً بريئه بغير حق ... هم فى الحقيقة ضحايا ...شباب فى مقتبل العمر لا يجرؤ على القتل إلا بإعتقاد ... لا يقوم بهذا النوع من القتل إلا إنسان ضال – وفى الأمة الإسلامية لا يصدر إلا عن إنحراف عقدى فمن المسئول عن هذا الإنحراف وماذا عن المحرضين عليه القابعين فى أحضان أعداء الإسلام"(1) أ.هـ .
قلت وفى نهاية المطاف هؤلاء الشباب اليافع وذويهم هم الضحايا والخاسرون وقادتهم القابعون فى أحضان أئمة الكفر هم أهل الربح السياسي الفاسد ويعيشون أحسن العيش فى فنادق لندن وباريس وواشنطن وبرلين فقبعوا فى الظلام ودفعوا بهؤلاء الصغار فى حقول الألغام فإنا لله وإنا إليه راجعون.













الفصل الخامس
الحزبيـــــة هـي رأس كل فتنــــة
حقيقة قد تبين لكل ذو عقل رشيد بأن الحزبية هي أصل كل شر وقع فى الدنيا وهى الشرارة الأولى والسهم القاتل الموقع فى فتنة تكفير المجتمعات والحكومات والخروج عليهم وقتالهم بالسيف واللسان ، ومن هنا يمكن أن نقول بأن الحزبية داءٌ عضال كداء الكلب تقضي بتدمير وهلاك من تلبس بها ودخل فى دهاليزها المظلمة وما ألمت الحزبية بقوم إلا وفتكت بهم وبددتهم أيادي سبأ ولهذا كانت للحزبية آثار سيئة قاتلة منها :-
اولاً: من آثار الحزبية الضيقة إشاعة البغضاء والشحناء والتفرق بين المسلمين فالحزبية فكرة تقضي بعقد الولاء والبراء على التنظيم أو الحزب أو الجماعة ، فمن كان معهم فى حزبهم او فى تنظيمهم فهو مسلم كامل الايمان وان كان من أفسق الناس فيهم وأجلهم ويحكمون على من لم ينطوى تحت حزبهم أو جماعتهم بأنه عدو لدود لهم وللإسلام وإن كان من أعلم الناس بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف والداعين إليه ليل نهار خطابة وكتابة ووعظاً وتدريساً ، ويعتقدون فى مثل هذا العالم أنه عالم فاشل لا يعرف الواقع وقضايا العصر وإنما هو عندهم يعيش فى العصور الخوالى ويعتقدون بأنه مكتبة متحركة ولكنها طبعة قديمة تحتاج إلى تصحيح وتنقيح ، ويقولون فى علماء دعوة التوحيد بأنهم عبيد عبيد العبيد وسيدهم الأخير نصراني كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً.
ومن عقائد الحزبيين الثابتة الراسخة فى نفوسهم أنهم يعتقدون بأن نقد حزبهم أو تنظيمهم أو أحد قادتهم إنه نقد للإسلام وتدميراً له. وكأن الإسلام عندهم هو التظيم والدستور وأقوال قادتهم ويربون شبابهم على أن نقد حزبهم او جماعتهم او قادتهم انما هو فى الحقيقة نقد للإسلام وتشويه رونقه وبهائه وعلى هذه التربية العمياء يربى الحزبيون أتباعهم حتى يترسخ في أذهانهم بأن الإسلام هو التنظيم وتنفيذ أوامره أن كان خطأً أو صواباً ومن ثم يستغلون هؤلاء الشباب الضحايا فى أغراضهم السياسية والشخصية تارة يأمرونهم بإغتيال زيد أو عمرو وتارة يأمرون بتهديد رئيس أو وزير أو عالم أو كاتب وتمخض هذا المنهج المدمر من جراء تربيتهم الحزبية الضيقة حتى يصلوا بالشباب إلى درجة بعيدة ، فيعتقد هؤلاء الشباب بأن من لم ينطوى معهم فى جماعتهم كافر أو خارجي يجب قتاله وردعه.
وإنى لأتعجب من تصرفات هؤلاء الحزبيين التكفيريين وجهلهم الواضح الفاضح فكيف يجعلون التنظيم وأوامره والقادة وتصرفاتهم وآراهم الشخصية من أُصول الدين ومن مصلحة الدعوة وينشغلون بهذه الأمور الحزبية الضيقة وينسون الأصل الأصيل الذى دعي إليه الأنبياء والمرسلون ألا وهو الدعوة إلى التوحيد الخالص وتحقيقه ظاهراً وباطناً علماً وعملاً. ولهذا نجدهم يعتقدون بأن التنظيم وأوامر قادتهم هو الإسلام الصحيح ولهذا يصنفون كل من خالف التنظيم أو الحزب أو انتقدهم أو إنتقد منهجهم أو تصرفاتهم السياسية والحزبية بأنه عدو لله ورسوله ومفارق لجماعة المسلمين بل بعضهم يأمرون شبابهم الطائش لإغتيال من ترك تنظيمهم أو أفشي أسرارهم وإني أقول بأن هؤلاء الشباب ضحايا فى خضم هذه الحزبية الضيقة النتنة.
ولما جهل هؤلاء الحزبيين منهاج الدعوة الأصيل أخطاؤا الطريق نحو التمكين فرسموا لأنفسهم منهجاً مخالفاً لمنهج السلف ويتمثل منهجهم فيما يلي:-
1. تحزيب الناس حول تنظيم معين وتدريبهم على العمل السري .
2. تربية الشباب تربية حزبية عمياء.
3. تدريب الشباب على مصاولة الحكام ومنازعتهم .
4. إضاعة الوقت والجهد فى القضايا السياسية الجارية .
5. إباحة الكذب وترويج الإشاعات لتدمير خصومهم ((الإعلام الخبيث)) .
6. زرع الحقد وتأصيله في شبابهم نحو الدعوة السلفية وعلمائها وقادتها ((بالإعلام الخبيث)) حتى يدفعهم هذا الحقد إلى تكفير الحكام والعلماء وإستحلال دمائهم ولاسيما قادة دولة التوحيد السلفية السعودية وعلمائها.
وهذه هي جملة منهجهم المدمر وبتطبيق هذا المنهج يتمكنون من عقول شبابهم الطائش وثم يستغلونهم فيما يريدون ، فتارة يأمرونهم بمصاولة الحكام وقتالهم وتارة يأمرونهم بمقاطعة زيد أو عمر وذلك لسبب بسيط هو أن ذلك الشخص لا ينتمي اليهم أو كان معهم وعرف باطلهم وثم تركهم وقد شهد شاهد منهم بهذه الحقائق وهو زعيم الحركة التكفيرية القطبية السرورية الجديدة محمد سرور نايف وإليكم نص كلامه ((إنتسبت إلى هذه الجماعة وكنت أفتقد الحد الأدني من العلوم الشرعية التى تمكننى من معرفة حدود الطاعة ولهذا كنا نخضع لمزاجية المسئول عنا كان يأمرنا أن نقاطع فلاناً لأنه إنحرف عن خط الجماعة . وكنا نستجيب له لأننا نعتقد أن طاعة هذا المسؤول طاعة لله ورسوله وهو أي هذا المسئول – الذى علمنا هذا الإعتقاد كنا نعلم بطريقة أو بأُخرى أن هذا الأخ الذى قاطعناه لم ينحرف عن خط الجماعة ولم يتخل عنها أو يناصبها العداء ولكنه إختلف خلافاً شخصياً مع صاحبنا الذى أمرنا بمقاطعته وكنا فى هذه الحالة نبحث عن أعذار للمسئول عنا فإن لم نجد أوهمنا أنفسنا بأن الجماعة على خير ما يرام ويجب ألا ننشغل بما لا يعنينا ولا بد فى الجماعة من مثل هذه الأخطاء ، وأحياناً كان الأخ الذى قاطعناه يسوى خلافه مع المسئول عنا ويعود كما كان أخوين متحابين والعجيب تسويفات وأعذار المسئول عنا فى الحالين فالحق معه دائماً وأخيراً فقد قبل إعتذار الأخ المذنب لأن صدره واسع وقلبه لا يعرف الحقد ولا الضغينة والدعوة عنده مقدمة على كل إعتبار ! وإننى فى هذا المقام أعتذر لكل من قاطعته وخاصمته خلال تلك الفترة وأعترف بأنني كنت مخطئاً وعذرى فى ذلك قلة علمي وإنبهارى بقيادتي وعصبيتي الحزبية وإعتقادي بأن الحق يدور مع جماعتي حيثما دارت" .
وقال بن سرور مبيناً إنحراف كبار قادتهم فى العقيدة والمنهج وتمكين الحزبية منهم ((... صحيح أن الجماعة فى المنطقة التى أُقيم فيها ليس فيها أشاعرة أو متصوفة أو معتزلة ولكن هذا الصنف موجود فى مناطق أُخرى وبينهم مسئولون من كبار أهل الحل والعقد فى إطار بلاد الشام أو فى إطار البلدان العربية وهؤلاء عند منتسبي الجماعة ثقات وغير مسمح بنقدهم أو تجريحهم لأن الأصل فى توثيقهم إنتمائهم إلى هذه الجماعة وليس الأصل مناهجهم وتصوراتهم التى يدعون إليها بهذا العمل الحزبي يجعل الفرد المنتمى إلى هذه الجماعة يشعر بأن فلان الصوفي أقرب إليه مرات ومرات من فلان السلفي لسبب بسيط جداً فالأول من الجماعة والثاني مستقل ولا ينتمي لأية جماعة ...)) أ.هـ ونقول أن هذا التحزب الذى وقع فيه التكفيريون هو من جنس ما كان عليه جنكزخان ومن معه والتتار من والهم وقال : شيخ الإسلام إبن تيمية فى سياق كلامه فى بيان أصل التحزب وجذورها ((... وليس لأحد من المعلمين أن يعتدي على الآخر ولا يؤذيه بقول ولا فعل بغير حق فإن الله تعالى يقول ((والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد إحتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً)) وليس لأحد أن يعاقب أحد على غير ظلم ولا تعدي حد ولا تضييع حق بل لأجل هواه . فإن هذا من الظلم الذى حرمه الله ورسوله فقد قال تعالى ((فيما روي عن نبيه صلى الله عليه وسلم ((يا عبادي إنى حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرماً بينكم فلا تظالموا)) وإذا جنى شخص فلا يجوز أن يعاقب بغير العقوبة الشرعية وليس لأحد من المتعلمين والأساتذة أن يعاقب بما يشاء وليس لأحد أن يعاونه ولا يوافقه على ذلك مثل أن يأمر بهجر شخص فيهجره بغير ذنب شرعي أو يقول أقعدته أو أهدرته أو نحو ذلك فإن هذا من جنس ما يفعله القساوسة والرهبان من النصارى والحزابيين مع اليهود ، ومن جنس ما يفعله أئمة الضلالة والغواية مع أتباعهم وقد قال الصديق الذى هو خليفه رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أمته أطيعوني ما أطعت الله ! فإن عصيت فلا طاعة لي عليكم .. قد قال النبى صلى الله عليه وسلم (من أمركم بمعصية الله فلا تطيعوه) فإن المعلم أو الأستاذ قد يأمر بهجر شخص أو بإهداره وإسقاطه وإبعاده ونحو ذلك فإن كان قد فعل ذنباً عوقب بقدر ذنبه بلا زيادة وإن لم يكن أذنب ذنباً شرعياً لم يجب أن يعاقب بشي لأجل غرض المعلم أو غيره . وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا ما يلقي بينهم العداوة والبغضاء بل يكونون مثل الإخوة المتعاونين على البر والتقوي كما قال تعالى ((وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)) وليس لأحد منهم أن يأخذ على أحد عهداً بموافقته على كل ما يريده وموالاة ما يواليه ومعاداة من يعاديه بل من فعل هذا كان من جنس جنكزخان وأمثاله الذين يجعلون من وافقهم صديقاً ومن خالفهم عدواً باغي بل عليهم وعلى أتباعهم عهد الله ورسوله بأن يطيعوا الله ورسوله ويفعلوا ما امر الله ورسوله ويحرموا ما حرم الله ورسوله ويراعو حقوق المعلمين إلى أن قال رحمه الله ((... ومن حالف شخصاً على أن يوالى من والاه ويعادي من عاداه كان من جنس التتر المجاهدين في سبيل الشيطان ومثل هذا ليس من المجاهدين فى سبيل الله تعالى ولا من جند المسلمين ولا يجوز ان يكون مثل هؤلاء من عسكر المسلمين بل هؤلاء من عسكر الشيطان))(1) وثم بين شيخ الاسلام ابن تيمية بأن هذا التحزب مخالفة صريحة.
لما أمر الله به ورسوله وأكد بأن عقد الولاء والبراء من التفرق الذى نهي الله ورسوله عنه وإليكم نص كلامه رحمه الله تعالى ((... وأما الحزب ((رأس الطائفة)) فإنه رأس الطائفة التى تتحزب أى تصير حزباً فإن كانوا مجتمعين على ما أمر الله به ورسوله من غير زيادة ولا نقصان فهم مؤمنون لهم مالهم وعليهم ما عليهم ، وإن زادوا فى ذلك ونقصوا مثل التعصب لمن دخل فى حزبهم بالحق والباطل والإعراض عمن لم يدخل فى حزبهم سواء كان على الحق أو الباطل فهذا من التفرق الذى ذمه الله تعالى ورسوله فإن الله ورسوله أمر بالجماعة والإئتلاف ونهيا عن الفرقة والإختلاف وأمرا بالتعاون على البر والتقوي ونهيا عن التعاون على الإثم والعدوان))(2) أ.هـ.
قال الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مبيناً بطلان مناهج هذه الجماعات الحزبية المبتدعة ((... وهذه الإنقسامات التى ما كانوا يعرفونها ولا صلة لهم بها من جماعات مختلفة كل جماعة تدعوا إلى منهجها وتوالى وتعادي فيه وتبغض من يخالفها وتحب من يوافقها . ويكون لهم منهج وموالاة ومعاداة فى غير سبيل الله ولا شك بأن هذه الموالاة والمعاداة لا يحبها الله ورسوله والمولاة والمعاداة الحقيقية إنما هى فى سبيل من أحب فى الله وأبغض فى الله ووالى فى الله أما المعاداة والموالاة على الأهواء والأراء فهذه من أخلاق أهل البدع لا من أخلاق المسلمين فالمسلمون لا يعادون إلا من يخالف شرع الله ولا يحبون إلا من يوافق شرع الله أما مناهج الناس ومذاهبهم وأرآؤهم وما تصوره عقولهم من مناهج وأفكار غربية فلا شك بأن المسلم لا يبالي بها ولا يعبأ بها بل يعتصم بدين الله ويتمسك به))(1) أ.هـ.
وقال الشيخ العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ مؤكداً ما أكده العلامة والفقيه الأكبر عبد العزيز آل الشيخ ما نصه ((... ومن مظاهر التفرق عن أصل الجماعة الأولى الواحدة أحداث جماعات وأحزاب مختلفة كالتى سمى بعضها فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين من يواليها فهو محب ومن لا يواليها أو ينتقدها فهو غير محب وهذا لا شك من التعصب الذى نهى الله جلا وعلا عنه ونهي عنه رسوله صلى الله عليه وسلم))(2) أ.هـ.
وكذلك قد شهد ببطلان مناهج هذه الجماعات المبتدعة المتحزبة خلق كثير من قادتهم وعلمائهم وعلى رأسهم شيخهم المنظر سيد قطب قال فى بيان بطلان منهج جماعته ((... الحركات الإسلامية تشغل نفسها بالإستقراق فى الحركات السياسية المحدودة كمحاربة معاهدة أو إتفاقية وكمحاربة حزب أو تأليف خصم فى الإنتخابات عليه كما تشغل نفسها بمطالبة الحكومات بتطبيق النظام الإسلامي والشريعة الإسلامية بينما المجتمعات ذاتها قد بعدت عن فهم مدلول العقيدة الإسلامية فى القلوب والعقول والغيرة عليها وتربية من يقبل هذه الدعوة وهذه المفهومات الصحيحة تربية إسلامية صحيحة وعدم إضاعة الوقت فى الأحداث السياسية الجارية))(3) أ.هـ.
ثانياً : وكذلك من آثار الحزبية الضيقة تكفير المجتمعات والحكومات ويعتبر سيد قطب هو أول من أصل منهج تكفير البشرية جميعاً فى العصر الحديث وهو الذى أوقد شرارة التكفير الأولى وكل هذه الجماعات التكفيرية تشربت بمنهجه بل قال لى أحد (1) التكفيريين بأن كتب سيد قطب عندهم من أصول الدين.
قال سيد قطب مكفراً البشرية جميعاً ((... لقد إستدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بـ ((لا إله إلا الله)) فقد إرتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان ونكصت عن لا إله إلا الله دون أن يدرك مدلولها ودون أن يعنى هذا المدلول وهو يرددها . دون أن يرفض شرعية الحاكمية التى يدعيها العباد لانفسهم وهي مرادف الالوهية. سواء إدعوها كأفراد أو كتشكيلات تشريعية أو كشعوب فالأفراد كالتشكيلات كالشعوب ليست آلهه فليس لها إذن حق الحاكمية ... إلى أن قال إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية وإرتدت عن لا إله إلا الله فأعطت لهؤلاء العباد خصائص الألوهية ولم تعد توحد الله وتخلص له الولاء . البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن فى مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله بلا مدلول ولا واقع ... وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة لأنهم إ


عدل سابقا من قبل أبو عائشة إسماعيل خيرى في الإثنين ديسمبر 10, 2012 6:09 am عدل 1 مرات (السبب : تعديل العنوان)

أبو عائشة إسماعيل خيرى
Admin

المساهمات : 244
تاريخ التسجيل : 21/08/2012
العمر : 57
الموقع : منتديات أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب

https://asdf.sudanforums.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» المقالات السلفية فى الدفاع عن المملكة العربية السعودية تأليف أبو ربيع إسماعيل خيرى الجزء الثانى تقديم الدكتور محمد عبد الغفار الأستاذ بجامعة الخرطوم
» الدرر البازية السلفية فى دحض ضلالات فرق التكفير القطبية تأليف أبو ربيع إسماعيل خيرى الجزء الأول خيرى الجزء الأول خيرى
» الدرر البازية السلفية فى دحض ضلالات فرق التكفير القطبية تأليف أبو ربيع إسماعيل خيرى الجزء الثانى
» ثناء علماء الأمة الإسلامية على دولة التوحيد السعودية تأليف :أبو ربيع إسماعيل خيرى
» مقدمة الطبعة الأولى و الثانية لكتاب الدكتور عبد الحى يوسف فى الميزان حقائق و وثائق تأليف أبو ربيع إسماعيل خيرى

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى