الجزء الثانى : الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوته و سيرته وثناء العلماء والعقلاءعلى دعوته السلفية

-محمد جميل بيهم قال : فى كتابه ((الحلقة المفقودة فى تاريخ العرب )) تحت عنوان ((آل سعود فى حكم أل عثمان)) ((......واضع هذا المذهب رجل تميمى إسمه محمد بن عبد الوهاب رحمه الله طلب العلم فى بغداد والبصرة ولما عاد الى نجد فى منتصف القرن الثامن عشر كبر عليه أن يرى وطنه وسائر الجزيرة يهيمان فى جهالة لا حد لها فود النهوض بها فدعاً إلى الإعتماد على القرآن وإلى شريعة بيضاء نقية كما تركها محمد صلى الله عليه وسلم ونهى عن الغلو فى تقديس الأنبياء والأولياء إلى أن قال ............وكان زعيم مريديه محمد بن سعود يجمع بين الشجاعة والحكمة. فعقد له محمد بن عبد الوهاب راية القيادة وأستطاع بعقله الكبير ان يؤلف بين القبائل وأن يوجهها إلى أطراف الجزيرة لتنشر الوهابية ))( )..
25-محمد الحفظى : هو صاحب دوجال من قرى عسير نظم أرجوزة طويلة ذكر دعوة الشيخ وأثنى عليه ثناء حسناً أفتتح الأرجوزة بقوله :-
الحمد حقاً مستحقاً أبداً لله رب العالمين سرمداً
إلى أن قال :-
وبعث الله لنا مجددا من أرض نجد عالماً مجتهداً
شيخ الهدى محمد المهدى الحنبلى الاثرى الاحمدى
فقام والشرك الصريح قد سرى بين الورى وقد طغى واعتكرا
إلى أن قال :-
ولم يزل يدعوا الى دين النبى ليس إلى نفس دعا أو مذهب
يعلم الناس معانى أشهد أن لا اله غيره فرد يعبد
محمد نبيه وعبده رسوله إليكم وقصده
أن تعبدوه وحده ولا تشركوا شيئاً به والابتداع فاتركوا
ومن دعا دون الإله أحداً أشرك بالله ولو محمداً
إن قلتم نعبد هو للقربة أو للشفاعة فتلك الكذبة
وربنا يقول فى كتابه هذا هو الشرك بلا تشابه
هذى معانى دعوة الشيخ لمن عاصر فاستكبروا عن السنن ))( ) .
26-عبد الكريم الخطيب : قال فى كتابه ((محمد بن عبد الوهاب العقل الحر والقلب السليم )) ((.....أن الدم الذى أريق فى سبيل الدعوة الوهابية دم عزيز على الاسلام والمسلمين غير أن الحروب الوهابية قد كان جانب الربح فيها أكثر من الخسارة ، فيما عاد على الاسلام والمسلمين بسببها من خير كثير لقد أيقظت هذه الحروب مشاعر الأمة الاسلامية التى كانت قد خمدت وفتحت منها العيون التى عاشت زمناً طويلاً فى وطأة نوم ثقيل كانت الحروب الوهابية معركة رأى فما قاتل أصحابها وما قتلوا ، الا دفاعاً عن رأيهم الذى لم يتحمله العالم الاسلامى يومئذ فرماهم بالكفر والمروق من الدين ولقد برئت الدعوة الوهابية من أن يختلط بها هوى أو يطيف بها زيف او نحوه . إنها دعوة بإسم الدين وللدين ما كان صاحبها ولا كان مناصروه يطمعون فى شئ أكثر من تحرير العقل الإسلامي وتنقية العقيدة الاسلامية من شوائب الشرك والضلال ، الكلمة الطيبة كلمة مباركة أصلها ثابت وفرعها فى السماء لأنها كلمة الحق والحق فى ظل الله يباركه وينصره ودعوة محمد بن عبد الوهاب من الكلم الطيب لأنها تستند الى الحق وتدعو له وتعمل فى سبيله لهذا كانت دعوة مباركة وخيرة الثمر كثيرة الخير لقد قام صاحبها يدعو الى الله لا يبقى بهذا جاهاً ولا يطلب سلطاناً . وإنما يضئ للناس معالم الطريق.. ))( ).
27-مسعود الندوى :- قال فى كتابه ((محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه )) : ما نصه ((كان محمد بن عبد الوهاب عالماً كبيراً وكان ذا نظر ثاقب بعيد المدى لقد شاهدت دعوته فى حياته ثمرات دنيوية وثمرات دينية ، فقد فتحت بلاد نجد كلها فى حياته وأمير نجد وأهله كلهم كانوا مستعدون للجهاد بأرواحهم وحياتهم من أجل دعوته وكانت عظمتهم التى أكتسبوها إنما جاءت من قبل إستجابتهم لدعوة الشيخ . فالمجاهدون وعامة الناس ما كانوا يعرفون أحداً غيره وكانوا مولعين به فلو أراد أن يأخذ لاولاده نصيباً فى الحكومة لأخذ ولو أراد أن يملك زمام الحكم فى يده لملك ولكنه ما زال متنحياً عن هذه المسؤوليات كلها . والأمير محمد بن مسعود وخلفه الأمير عبد العزيز ما كانا يحركان ساكناً إلا برأى الشيخ وإشارته . وكل أموال الغنائم تلقى تحت أقدام الشيخ. ولكن هذ الرجل الصالح لم يشتغل بها عن مهمته الأصلية إلى أن قال ......أن الإمام محمد بن عبد الوهاب فى باب العقائد على مذهب السلف......ومذهب السلف هذا ليس هو مذهب الحنابلة فقط أو الإمام بن تيمية والشيخ محمد بن عبد الوهاب بل هو مذهب أئمة الاسلام قاطبة البعيد عن التاويل مطلقاً مع نفى التشبيه والتجسيم ))( ).
28-ابو سمع عبد الظاهر المصرى : كان إماما بالمسجد الحرام قال فى نونيته التى تأسف فيها على المسلمين مما عراهم : إبتدأها رحمه الله بقوله :
أسفى على الاسلام والايمان أسفى على نور الهدى القرآن
أسفى على الدين القويم وأهله أسفاً يزيب القلب بالأحزان
ومضى حتى ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب قائلاً:-
أسفى على الشيخ الإمام محمد حبر الأنام العالم الربانى
علم الهدى بحر الندى مغنى العدا من شن غارته على الاوثان
من قام فى نجد مقام نبوه يدعو إلى الإسلام والايمان
حتى غدت نجد كروض مزهر يختال فى ظلل من العرقان
أحيا لنا الدين الحنيف كما أتى وأقامه بالسيف والبرهان
برهانه القرآن والسنن التى تروى لنا عن سيد الأكوان
كم حارب الشرك الخبيث واهله واذاقهم فى الحرب كل هوان
وأبان توحيد العبادة بعد ما درست معالمه من الأذهان
كم أبطل البدع التى قد عكرت صفو الشريعة مورد الظمأن
وأضاء نوراً لم يزل متألقاً يهدى به الرحمن كل أوان
يا رب دعوة مؤمن متضرع أغرق عليه سحائب الرضوان))( ) .
28-أحمد الناصرى السلاوى : هو صاحب (الإستسقا لاخبار المغرب الأقصى) قال ((.....حدثتنا جماعة وافرة ممن حج مع المولى ابى إسحاق إبراهيم بن سلطان المفرب عام 1226م -((1811)) أنهم ما رأوا من ذلك السلطان – يعنى ابن مسعود – ما يخالف ما عرفوه من ظاهر الشريعة ، إنما شاهدوا منه ومن أٍتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ما به الإستقامة والقيام بشعائر الإسلام من صلاة وطهارة وصيام ونهى عن المنكر الحرام وتنقية الحرمين من القازورات والآثام التى كانت تفعل جهاراً من غير نكير ))( ).
29أحمد عبد الغفور العطار : قال فى كتابه ((محمد بن عبد الوهاب)) تحت عنوان ((أثر الدعوة الوهابية للعالم الاسلامي)) ((ولكن ابن عبد الوهاب لم يكن مثلهم فقد كان عالماً حقاً وكان سلفياً صادقاً فى عقيدته ومنهجه وكان شجاعاً وداعية ......))( ).
30-ابراهيم الشريقي : قال هذا الدكتور فى كتابه ((أضواء على الخليج العربى ومسقط وعمان)) : ((......الحق يقال أن دعوة الشيخ المصلح الكبير محمد بن عبد الوهاب قد أيقظت الشرق العربى والاسلامي وظلت مصدراً لجميع الحركات الاصلاحية التى ظهرت فى العالم الاسلامي خلال القرون الاخيرة – الثامن عشر والتاسع عشر والقرن العشرين)) .
31-محمد عبده :- قال الشيخ حافظ وهبة فى كتابه ((20 عاماً فى جزيرة العرب)) وهو يتحدث عن طلبة العلم فى الأزهر أنه سمع الأستاذ الإمام محمد عبده مفتى مصر ثنى فى درسه بالأزهر على الشيخ محمد بن عبد الوهاب ويلقيه بالمصلح العظيم ويلقى تبعه وقف دعوته .على الأتراك وعلى محمد على الألبانى لجهلهم ومسايرتهم لعلماء عصرهم ممن ساروا على سنة من سبقهم من مؤيدى البدعة والخرافات ومجافاة حقائق الاسلام ))( ).
32-أمين سعد : قال فى كتابه ((سيرة الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب )) ما نصه ((..... هى من أحفل السير بالعظات وأغناها بالفضائل وأحقها بالحث والفصل والتفسير والتعليل وهى سيرة مصلح من كرام المصلحين ومجاهد من كبار المجاهدين وعالم من خيرة العلماء أنار الله بصيرته وهداه سبله والهمه التقوى فدعا امته للرجوع إلى الله والعمل بكتابه وسنة رسوله ونبذ الشرك وعبادة القبور))( )
33-محمد أبو زهرة : قال فى كتابه : ((المذاهب الاسلامية )) : ظهرت الوهابية فى الصحراء العربية نتيجة لإفراط فى تقديس الأشخاص و التبرك بهم وطلب القربى من الله بزيارتهم ونتيجة لكثرة البدع التى ليست من الدين وقد سادت البدع فى المواسم الدينية والأعمال الدنيوية))( ).
34-على الطنطاوى : جاء فى كتابه ((الشيخ محمد بن عبد الوهاب )) ما نصه : ((.... فى تلك البيئة نشأ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى فرأى شمس الإسلام الى أفول ورأى ظلمة الكفر إلى إمتداد وشمول وأراد الله له الخير فقدر له أن يكون أحد الذين أخبر الرسول أنهم يبعثون ليجددوا لهذه الأمة دينها بل كان أحق بهذا الوصف من كل من وصف به فى تاريخنا فقد حقق على يديه عودة نجد إلى التوحيدالصحيح والدين الحق ))( ).
35-محمد سلام مدكور : قال تحت عنوان ((مكونات فكر الامام محمد بن عبد الوهاب )) ((.........وهذا هو التوحيد الذى دعا اليه الشيخ وغيره من المصلحين ومن أجل هذا سمى أتباعه أنفسهم بالموحدين . أما إسم الوهابية فهو إسم أطلقه عليهم خصومهم وأستعمله الأوربيون ثم جرى على الألسن . وقد كتب يقول : أنا معاشر الموحدين لما من الله علينا بدخول مكة نصف النهار يوم السبت الثامن من شهر محرم سنة 1218هـ بعد أن طلب أشراف مكة وعلماؤها من الأمير سعود رحمه الله – الأمان ولما تمت لنا العمرة جمعنا الناس صحوة الأحد وبينا لهم أن هدفنا إخلاص التوحيد لله وحده والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فوافقونا على ذلك وبايعوا الأمير على كتاب الله وسنة رسوله )).
36-أحمد العسه : قال فى كتابه ((معجزة فوق الرمال)) : عندما جهر الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوة العودة إلى الإسلام الصحيح وتحالف معه الأمير محمد بن سعود المؤسس الأول لإمارة السعودية فى نجد عام 1158هـ1745م لم تكن الامارة النجدية يومها تضم أكثر من بلدتين أو ثلاثاً وبعض القرى التابعة لها وكانت شبه الجزيرة العربية ممزقا تمزيقاً يصعب على أى مؤرخ الإحاطة به لكثرة تشعبه وتعداده حتى مقاطعة نجد وحدها كانت مقسمة بين سبع أمارات فلما أتيح للدعوة سيف مؤمن يحميها ويجاهد فى سبيلها وهو سيف أمراء آل سعود وقلب مؤمن يغذيها ويعد لها الدعاة المؤمنين الذين نزروا انفسهم فى سبيل إعلاء كلمة الله هو قلب الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأجزل ثوابه )) تبدل التمزق المريع فى شبه الجزيرة العربية فأصبح وحدة وقلب الإقتتال بين الإمارات طمعاً فى الغزو والاستيلاء . فأصبح تضامناً وقوة عسكرية مرموقة وجهادا مقدساً( ). أهـ 41
37-أحمد أمين : قال فى كتابه : ((زعماء الإصلاح الاسلامي)) رأى الشيخ محمد بن عبد الوهاب فى أثناء إقامته فى الحجاز ورحلاته إلى كثير من بلاد العالم الإسلامى أن هذا التوحيد الذى هو مزيه الإسلام الكبرى قد ضاع ودخله الكثير من الفساد إلى أن قال : إذن فما بال العالم الاسلامي اليوم يعدل عن هذا التوحيد المطلق الخالص من كل شائبة إلى الشرك مع الله كثيراً من خلقه فهولاء الأولياء يحج لها وتقدم لها النزور ويعتقد أنها قادرة على النفع والضر . وهذه الأضرحة التى لا عداد لها تقام فى جميع أقطاره يشد الناس إليها رحالهم ويتمسحون بها ويتذللون لها ويطلبون جلب الخير لهم ودفع الشر عنهم ........وفى كل بلده ضريح أو أضرحة تشترك مع الله فى تصريف الامور ))( ) .
38-د. محمدفتحى عثمان: الأستاذ فى كلية العلوم الإجتماعية فى جامعة الامام محمد بن سعود قال : هذا الدكتور ((....... إن النقول التى ينقلها الشيخ محمد بن عبد الوهاب تدل على علم وفطنة وهى قوية فى دلالتها وحجتها على ما يريد ذكره وبيانه ..فهو يقع على ما ينطق بفكره ويبدو وكأن حججه وبراهينه بين أطراف أنامله يديرها ويستثمرها كيف شاء وعمدته وذخيرته الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح أستوعبتها ذاكرته وبلغت أعماق قلبه فهو يقتبس منها ما يلائم المقام ويقع على القضية المعروضة وقوع الحافر على الحافر))( ). .
39-أحمد السباعى : هو مؤلف ((تاريخ مكة)) قال فى تقديم رسالة (( محمد بن عبد الوهاب قلب حر ورأى سليم )) للطالب الجامعى حسين عبد الله يانبيه : ما نصه ((......... اذا قيل الشيخ محمد بن عبد الوهاب فكأنما قيل الرجولة فى أوج قوتها والعزم فى أرقى معانيه . كلنا يعرف أن هذا الشيخ عاش فى ذاته امة وأنه عندما أدرك فى أحد الأيام أنه بات هدفاً لمن حوله من الأمم ، أبى إلا أن يصمد لدعوته ، وأن يتحمل فى سبيل ثباته أقصى ما يمكن أن تمتحن رجولته وقدرته على الثبات . ودراسة مثل هذه السيرة لمثل هذا الرجل لا يمكن أن يمر بها الطالب ويستقصى جوانبها فى عشرات الكتب دون أن تترك أثرها فى أخلاقه وتطبعه بطابع الثبات وتعلمه كيف يصمد لما يعتقده حقاً دون أن يبالى بما تمتحنه به الحياة مهما تآلب أبناؤها وتكاثروا ))( ) .
40-عثمان البصرى الوائلى : قال فى كتابه مطالع السعود : ((هذه الفئة المعبر عنها بالوهابيين هم أتباع محمد بن عبد الوهاب النجدى ولكنهم فى الحقيقة يسمون أهل الحديث لأنه كان نظيرهم موجوداً فى زمن الدولة العباسية وينكرون المنكرات بالشدة))( ).
41-عبد الرحمن بن سليمان الرويشد: قال فى رسالته ((الوهابية حركة الفكر والدولة)) : ما نصه ((ولئن كان لابن تيمية وتلميذه بن قيم الجوزية فضل السبق والتوعية والدراسة ضمن العدل أن نقول أن لإبن عبد الوهاب فضل الإنجاز والإخراج والزيادة وأنه جمع لصفات الزعامة وموهبة التحدث والقيادة من غيره لذا ظلت دعوته بعثاً متجدداً فى حياة مسلمى عرب الجزيرة وغيرهم من آسيا وافريقيا واقاصى الهند )) ( ) .
42-أحمد حسين : قال فى كتابه ((مشاهداتى فى جزيرة العرب)) ما نصه ((..... فلا يزال أحفاد الشيخ محمد يحملون لواء التوحيد وينافحون عنه . وإذا كان العالم الإسلامي كله اليوم تحت تأثير النور والعرفان . قد بدأ يدرك بفطرته هذا الذى دعا إليه محمد بن عبد الوهاب ويتعشه فيظل التاريخ يسجل لآل سعود الذين كانوا أول من نصروه وأستجابوا له ))( ) .
43-عباس محمود العقاد : قال فى كتابه ((الإسلام فى القرن العشرين)) ما نصه ((............ وظاهرة من سيرة محمد بن عبد الوهاب أنه لقى فى رسالته عنتاً ، فإشتد من يدعو غير سميع ومن العنت أطباق الناس على الجهل والتوسل بما لا يضر ولا ينفع والتماس المصالح بغير أسبابها واتيان المسالك من غير ابوابها وقد عبر على الباديه زمان يتكلمون فيه على التعاويز والتمائم وأضاليل المشعوزين والمنجمين ويدعون السعى من وجوهه توسلاً بأباطيل السحرة والدجالين حتى فى الإستقساء ودفع الوباء فكان حقاً على الدعاة أن يصرفوهم عن هذه الجهالة كان أثر الدعوة الوهابية أنها صرفتهم عن ألوان البدع والخرافات ))( ).
44-طه حسين : قال الدكتور طه حسين فى محاضراته الأدبية فى جزيرة العرب : ((أن الباحث عن الحياة العقلية والأدبية فى جزيرة العرب ، لا يستطيع أن يهمل حركة عنيقه نشأت فيها أثناء القرن الثامن عشر خلفت إليها العالم الحديث فى الشرق والغرب وضطرته أن يهتم بأمرها وأحدثت فيها آثاراً خطيرة هان شأنها بعض الشئ و لكنها عادت فاشتدت فى هذه الأيام وأخذت تؤثر لا فى الجزيرة وحدها بل فى علاقاتها بالأمم الأوربية، هذه الحركة الإصلاحية التى أحدثها محمد بن عبد الوهاب شيخ من شيوخ نجد ...ثم ذكر نزراً يسيراً عن نشأة الشيخ ورحلاته العلمية ودعوته الى ان قال ....قلت أن هذا المذهب الجديد قديم المعنى والواقع أنه جديد بالنسبة الى المعاصرين ولكنه قديم فى حقيقة الأمر لأنه ليس إلا الدعوة القوية الى الاسلام كما جاء به النبى صلى الله عليه وسلم خالصاً لله ، ملقياً كل واسطة بين الله وبين الناس . وهو إحياء للاسلام وتطهيره مما أصابه من نتائج الجهل ومن نتائج الإختلاط بغير العرب فقد أنكر محمد بن عبد الوهاب على أهل نجد ما كانوا قد عادوا إليه من جاهلية فى العقيدة والسيرة إلى أن قال : ولولا أن الترك والمصريين إجتمعوا على حرب هذا المذهب وحاربوه فى داره بقوى وأسلحة لا عهد لأهل البادية بها لكان من المرجو جداً ان يوحد هذا المذهب كلمة العرب فى القرن الثانى عشر والثالث عشر الهجرى . كما وحد ظهور الإسلام كلمتهم فى القرن الأول ولكن الذى يعنينا من هذا المذهب اثره فى الحياة العقليه والادبية عند العرب فقد كان هذا الأثر عظيماً خطيراً من نواح مختلفة . فهو قد أيقظ النفس العربية فوضع أمامها مثلاً أعلى أحبته وجاهدت فى سبيله بالسيف والقلم والسنان وهو لفت المسلمين جميعاً. وأهل العراق والشام ومصر بنوع خاص جزيرة العرب))( ) .
45-وقال شيخنا العلامه المحدث وحامل راية الجرح والتعديل فى هذا العصر ربيع بن هادى عمير المدخلى حفظه الله مدافعاً عن الإمام محمد بن عبد الوهاب واتباعه رحمهم الله ما نصه ((.... فقد كانت دعوة محمد بن عبد الوهاب قائمة على الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والجهاد فى سبيل الله لإعلاء كلمة الله فى الأرض وقد كان تلاميذه وأتباعه منذ وقته والى يومنا هذا وهم بحمد الله رؤوس الطائفة الظاهرة المنصورة وهم القائمون بواجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والدعوة الى توحيد الله وعبادته ))( ) .
46-محمد عبده ناسر : قال تحت عنوان ((آثار الحركة السلفية)) فى أسبوع الإمام محمد بن عبد الوهاب . بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ما نصه ((لقد كان لحركة محمد بن عبد الوهاب آثار عظيمة ورائعة داخلية وخارجية فمن آثارها فى الجزيرة العربية.
1/ تصحيح فهم الإسلام والعودة بالمسلمين الى صفاء التوحيد ونقاء العقيدة .
2/ القضاء على البدع والخرافات .
3/ إقامة الحكومة ((الاسلامية)) السعودية فى ظل الوضع السلفى على أسس قوية من الشريعه الاسلامية .
4/ إنتشار الامن فى المملكة ))( ) .
47-الغزالى خليل عيد : وهو مدرس فى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تحت عنوان ((آثار دعوة الشيخ)) ((.....جمع الإمارات المتناثرة على كلمة سواء تحت حكم دولة إسلامية واحدة هى ((الدولة السعودية )) أيدها الله وأعزها بالإسلام وأيدها الله وأعز بها دين الإسلام وحقق لها وبها وعده القائل (( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز الذين إن مكناهم فى الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ))( ) .
وجماع القول : لقد كانت دعوة الشيخ مفتاح خير وبشر وسعادة وعز لهذه البقاع ولكل بقعة من بقاع المسلمين إتجهت إليها أو فتحت صدرها لإستقبالها ...)) ( ) .
ثانياً : الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب فى مرآة علماء الغرب وأدبائه :-
1/ اولفيه ده كورانسيز : قال هذا الكاتب فى كتابه ((تاريخ نجد منذ ظهور الحركة الوهابية )) ما نصه ((الوهابية نقوا الإسلام مما أدخل عليه من تشويه وأعادوه إلى بساطته الأولى وصفائه ))( ) .
2/ روسو : قال فى كتابه ((أشد المذاهب الإسلامية الثلاث)) ما نصه ((نظرية محمد بن عبد الوهاب بسيطة جداً فهو يدعوا الى عبادة إله واحد ))( ).
3/ مانجان : قال هذا العالم الفرنسي فى كتابه ((تاريخ مصر)) ما نصه ((.........وكل شئ دعا إليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب هو من الدين أى مما أمر به الله ورسوله ولكن المسلمين نسوه أو تناسوه وأهملوه فقام هذا الشيخ يدعوهم إليه وحملهم عليه أعظم قيام ))( ) .
4/ برنادولوسي: قال هذا العالم الفرنسي فى كتابه ((العرب فى التاريخ)) ما نصه ((بإسم الإسلام الخالى من الشوائب الذى ساد فى القرن الأول نادى محمد بن عبد الوهاب إلى أن قال فأظهر الإسلام خالياً من جميع ما عزى إليه من الشوائب)) ( ).
5/عركارت : قال هذا المستشرق فى كتابه ((مواد لتاريخ الوهابية)) ما نصه ((...... لم تكن المبادى التى جاء بها بن عبد الوهاب مبادئ دين جديد وإنما كانت جهوده منصرفة إلى إصلاح ما فسد من معتقدات المسلمين ))( ) .
6/ستواداود : قال هذا الكاتب الأمريكى مؤلف (( حاضر العالم الاسلامى )) بعد كلام عن أحوال نجد وما فيها من جهل وضلال وفوضى قبل دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ما نصه ((...... إذا بصوت يدوى فى قلب صحراء شبه الجزيرة عهد الاسلام يوقظ المؤمنين ويدعوهم إلى الإصلاح والرجوع إلى سواء السبيل والصراط المستقيم فكان صارخ هذا الصوت إنما هو المصلح الشهير الشيخ محمد بن عبد الوهاب . ))( ) .
7/وليمز : قال فى كتابه ((........... ابن مسعود ((سياسته وحروبه ومطامعه)) ما نصه : (( لما شاع الفساد فى بلاد المسلمين قام فى جزيرة العرب محمد بن عبد الوهاب يحارب البدع ويدعو الى جمع الصفوف لإعادة مجد الإسلام وعبادة الله بقلب سليم))( ) .
8/جولد سهير : قال شيخ المستشرقين ((جولد سهير)) فى كتابه ((العقيدة والشريعة ))ما يلى ((إذا أردنا البحث فى علاقة الإسلام السنى بالحركة الوهابية نجد أنه مما يستدعى إنتباهنا خاصة من وجهة النظر الخاصة بالتاريخ الدينى الحقيقية الأتية : يجب على من ينصب نفسه للحكم على الحوادث الإسلامية أن يعتبر الوهابيين أنصاراً للديانة الإسلامية على الصورة التى وضعها النبى والصحابة فغاية الوهابية هى أعادة الإسلام كما كان . ))( ) .
9/جيب : قال المستشرق جيب الإنجليزى فى كتابه ((المحمدية ... ما نصه ((.........وفى جزيرة العرب قام حوالى 1744 – 1157هـ محمد بن عبد الوهاب مع أمراء الدرعية آل سعود بتحقيق الدعوة إلى المدرسة التى دعا إليها إبن تيمية فى القرن الرابع عشر )).
10/دائرة المعارف البريطانية : جاء فى دائرة المعارف البريطانية وهى تتكلم على الوهابية ما يلى : ((الوهابية إسم لحركة التطهير فى الإسلام . والوهابيون يتبعون تعاليم الرسول وحده ويهملون كل ماسواه وأعداء الوهابية هم أعداء الإسلام الصحيح)) ( )
11/ويلفرد : قال فى كتابه ((الاسلام فى نظر الغرب)) ألفه جماعة من المستشرقين ما نصه : ((كان محمد بن عبد الوهاب يقول قبل كل شئ يجب أن تعيشو حسب الشرع الإسلامى وهذا هو معنى أن تكونوا مسلمين . لا ذاك الرغاء العاطفى والتقى والحرارة التى يقدمها لكم الصوفيون فأساس الاسلام هو الشرع واذا كنتم تريدون أن تكونوا مسلمين فيجب أن تعيشو حسب أوامر الإسلام ))( ) .
12/دالبرت : قال هذا المؤرخ الالمانى فى كتابه ((عبد العزيز)) وقد صدر فى المانيا سنة 1953م)) ( ) . وكان لآل سعود الى جانب سيفهم الذى يستخدمونه فى الفتح سلاح من صنع الشيخ محمد بن عبد الوهاب احد العلماء المطاردين فى سبيل عيدتهم .))( ) .
13/برانجس : جاء فى تقرير لهذا الكاتب الانجليزى : ما نصه : ((لقد أشاع أعداء هذا الرجل العظيم وأتباعه بأنهم كفار إلا أن الحقيقة أنهم متبعون تماماً للكتاب والسنة وكانت حركتهم حركة تطهير خالصة فى الاسلام ..))( ) .
14/ويندر : قال فى كتابه ((العربية السعودية فى القرن التاسع عشر ما ملخصه ) ((... نحن لا نعرف إن كانت الوهابية تستطيع مواجهة عصر الذرة والفضاء ولكن أحد لا ينكر قيمتها وآثرها فى الفكر الإسلامي الحديث . إن الوهابية كانت فى الحقيقة نعمة على المسلمين بمساهمتها الواسعة فى تنبيه المسلمين إلى مظاهر الوثنية وتحذيرهم منها . ولا شك انها حققت فكرة ابن خلدون القائل : ان العرب البدو يستطيعون ان يؤلفوا قوة لها شأن متى إنقادوا الى الدين وهم متبعون تماماً للكتاب والسنة وكانت حركتهم حركة تطهير خالصة فى الاسلام لا كما أشاع هؤلاء الأعداء .أنهم نهوا الناس عن زيارة المدينة المنورة وهذا ليس بصحيح فإنهم نهوهم فقط عن إرتكاب الأعمال الشركية عند الروضة المطهرة كما نهى عنها عند زيارة قبور الأولياء والآخرين ))( ) .
15/هنرى لاوست : يقول هذا المستشرق الفرنسي ما نصه : ((إن السلفية لقب يطلق على الحركة الوهابية لأنها أرادت إعادة الإسلام إلى صفائه الأول فى عهد السلف الصالح إن هذه الحركة السلفية تتميز عن غيرها بأن نظرياتها أدنى إلى العقل وأنها تفتح باب الإجتهاد وتكافح الخرافات والغلو فى الدين وتجتهد فى التوفيق بين الدين وبين مطالب العصر))( ) .
بعد إراد هذه الحقائق والشهادات نقول لهذا المفترى المدعو محمد أحمد هاهم علماء الشرق وأدبائه المنصفون يشهدون للإمام محمد بن عبد الوهاب بالعلم والإستقامة وتجديد الدين الصحيح فى القرن الثانى عشر الهجرى وهؤلاء هم علماء الغرب وأدبائه من غير طلب منا يشهدون بأن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب وأتباعه هى الدعوة الاسلامية الصحيحة وإن شئت أنظر إلى شهادة ((دار المعارف البريطانية)) جاء فى تقرير دائرة المعارف البريطانية وهى تتكلم عن الوهابية ما يلى ((الوهابية إسم لحركة التطهير فى الإسلام والوهابيون يتبعون تعاليم الرسول وحده ويهملون كل ما سواها وأعداء الوهابية هم أعداء الإسلام الصحيح )).
ونقول للمفترى فى شهادة دار المعارف البريطانية المتقدمة فيها رداً قوى على مفتريات همغر الجاسوس البريطانى وكذلك شهادة المستشرقين التى أوردناها فيما سبق تدحض مفتريات الشيعة والصوفية وكل الجواسيس أمثال همفر المزعوم وهؤلاء المنصفون من المستشرقين ليسوا من المسلمين ولكنهم إعتنوا بالإسلام دراسة وتحقيقاً فأدركوا فى نهاية المطاف بأن دعوة الامام محمد بن عبد الوهاب هى الإسلام الصحيح كما رأيتم وقرأتم ذلك فيما تقدم والحق ما شهدت به الأعداء وكذلك كثير ممن ذكرنا شهاداتهم فى تمجيد دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب أكدوا بأن هذه الدعوة هى الإسلام الخالص ووصفوا الإمام محمد بن عبد الوهاب بالمجدد للقرن الثانى عشر . وكثير من هؤلاء الذين ذكرنا أقوالهم فيها سبق ليسو من الوهابية وإنما أكثرهم محايدون وكثير منهم أدباء أذكياء بذكائهم وفطنتهم أدركوا صحة دعوة الامام محمد بن عبد الوهاب وعلى سبيل المثال نذكر أقوال بعض الأدباء منهم الأستاذ محمود العقاد والدكتور طه حسين وعلى الطنطاوى محمد عبده محمد أبوزهرة وغيرهم بل أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب يختلفون مع كثير من هؤلاء بل بعض أتباع الامام محمد بن عبد الوهاب رد على ضلالات طه حسين نقول لهذا المفترى المدعو محمد أحمد هل هؤلاء المذكورين وهابية وهل طه حسين وهابى وهل محمد عبده مفتى مصر الأزهرى وهابى ما الذى دفع هؤلاء الأدباء وغيرهم بأن يشيدوا بدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب واتباعه نقول إنه الإنصاف وقبول الحقيقة والواقع ((ولا شك أن المنصفين قد أصيبوا بحيرة بين ما طالعوه فى هذه الرسالة وبين ما كانوا يسمعونه من كثير من شيوخ السوء عن هذا الإمام العظيم الذى ملأ الدنيا وشغل الناس فحطم الوثنيات وأضاء السبيل للمسلمين لمعرفة التوحيد الصحيح وأنقذهم من الشرك الذى كان يفتك بعقيدتهم ومن الوثنية التى كانت تختفى وراء شعار الدين والدين منها براء ، وما ((أحسن)) ما قاله الدكتور أحمد أمين ((....... إذن فما للعالم الاسلامي اليوم بعدل عن هذا التوحيد المطلق الخالص من كل شائبة إلى أن يشرك مع الله كثير من خلقه فهذه الأولياء يحج إليها وتقدم لها النذور ويعتقد أنها قادرة على النفع والضر يشد الناس إليها رحالهم ويتمسحون بها ويتذللون لها ففى كل بلد ضريح أو أضرحة تشترك مع الله تعالى فى تصريف الأمور ودفع الأذى وجلب الخير كأن الله سلطان من سلاطين الدنيا الغاشمين يتقرب إليه بذوى الجاه وأهل الزلفى لديه ويرجون فى إٍفساد القوانين وأبطال العدل أليس هذا كما يقول مشركوا العرب ((ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ))( ) وقولهم ((هؤلاء شفعاؤنا عند الله )) بل يا أسفاه لم يكشف المسلمون بذلك بل أشركوا مع الله حتى النبات والجماد فهؤلاء أهل بلدة ((منفوحة )) باليمامة يعتقدون فى نخلة أن لها قدرة عجيبة من قصدها من العوانس تزوجت لعامها وهذا الغار فى الدرعية يحج إليه الناس للتبرك وفى كل بلدة من البلاد الإسلامية مثل هذا فى مصر شجرة الحنفى ونعل الكلشنى وبوابة المتولى وفى كل قطر حجر وشجر فكيف يخلص التوحيد مع كل هذه العقائد . إنها تصد الناس عن الله الواحد وتشرك معه غيره وتسئ الى النفوس و تجعلها ذليلة وضعية مخرفة وتجردها من فكرة التوحيد وتفقدها التسامح ( ) .
وبمناسبة الكلام على عقيدة التوحيد ليسمح لى القارئ أن أحدثه عن رأى طريف يوضح فوائدها فى الدنيا والأخرة ويشرح أخطار الشرك من نواحى العلم والتقدم قال عالم أنجليزى كبير وهو المؤرخ الحضارى ((ارنولد تونبى)) ما نصه ((.......... أن القضية الكبرى فى سبيل تسخير طاقات الطبيعة كانت عقيدة الشرك الذى ساد العقل البشرى لزمن طويل والذى حول الطاقات الطبيعية الى آلهة وكان المشركون يقدسون هذه الطاقات ويعبدونها بدلاً من تسخيرها وعقيدة التوحيد هى التى جعلت الإنسان ينظر الى هذه الطاقات بأنها مخلوقات مثله وثم بدأ يفكر فى تسخيرها ))( ) .
و((.........لا شك ان القارى بعد مطالعته ما تقدم تأكد من صحة دعوة الامام محمد بن عبد الوهاب وضرورة إنتشارها والدفاع عنها لأنها دعوة الإسلام الصحيح فعلى المخلصين من الدعاة التعاون معاً لإيجاد السبل والوسائل التى تحقق ذلك فإن المتقاعس عن ذلك كالمتقاعس عن الجهاد فى سبيل الله ))( ) .