منتديات أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزء الثالث تأليف أبو ربيع إسماعيل خيرى: دحض ضلالات أحمد عبد الرحيم الفكى الصوف التجانى السودانى مؤلف كتاب ( رسالة المحققين فى الرد على الجهلاء الضالين )

اذهب الى الأسفل

الجزء الثالث تأليف أبو ربيع إسماعيل خيرى: دحض ضلالات أحمد عبد الرحيم الفكى الصوف التجانى  السودانى مؤلف كتاب ( رسالة المحققين فى الرد على الجهلاء الضالين ) Empty الجزء الثالث تأليف أبو ربيع إسماعيل خيرى: دحض ضلالات أحمد عبد الرحيم الفكى الصوف التجانى السودانى مؤلف كتاب ( رسالة المحققين فى الرد على الجهلاء الضالين )

مُساهمة  أبو عائشة إسماعيل خيرى الأحد ديسمبر 16, 2012 4:03 am

ومن عجائب التعصب واتباع الهوى ان الشيخ الغمارى اورد روايات هذه القصة فى ((المصباح)) صفحة 12 - 17)) من طريق البيهقى فى الدلائل والطبرانى ثم لم يتكلم عليها مطلقاً لا تصحيحاً ولا تضعيفاً والسبب واضح اما التصحيح فغير ممكن صناعته واما التضعيف فهو الحق ولكن............
ونحو ذلك فعل من لم يوفق فى ((الاصابة)) فانهم اوردوا ((ص 21 – 22)) الحديث بهذه القصة ثم قالوا : ((وهذا الحديث صححه الطبراني فى الصغير والكبير؟! وفى هذا القول على صغره جهالات:
اولاً ان الطبراني لم يصحح الحديث فى الكبير بل فى الصغير فقط وانا نقلت الحديث عنه للقارئين مباشرة ((بالواسطة كما يفعل اولئك لقصر باعهم فى هذا العلم الشريف ((ومن ورد البحر استقبل السواقيا)).
ثانياً: ان الطبراني انما صحح الحديث فقط دون القصة بدليل قوله وقد سبق : ((قد روى الحديث شعبة ....والحديث صحيح)) فهذا نص على انه اراد حديث شعبة وشعبة لم يرو هه القصة فلم يصححها اذن الطبرنى فلا حجة لهم فى كلامه.
ثالثاً: ان عثمان بن حنيف لو ثبتت عنه القصه لم يعلم ذلك الرجل فيها دعاء الضرير بتمامه فانه اسقط من هجمله ((اللهم فشفعه فى وشفعنى فيه)) لانه يفهم بسليقته العربية ان هذا القول يستلزم ان يكون النبى صلى الله علي وسلم داعيا لذلك الرجل كما كان داعيا للاعمى ولما كان هذا نفياً بالنسبة للرجل لم يذكر هذه الجمله الى ان قال رحمه الله هذا وفى القصة جمله اذا تامل فيها العاقل العارف بفضائل الصحابه وجدها من الادله الاخرى على نكارتها وضعفها وهى ان الخليفه الراشد عثمان رضى الله عنه كان لا ينظر فى حاجة ذلك الرجل ولا يلتفت اليه ! فكيف يتفق هذا مع ما صح عن النبى صلى الله عليه وسلم ان الملائكة تستحى من عثمان ومع ما عرف به رضى الله عنه من رفقه بالناس وبره بهم ولينه معهم ؟ هذا كله يجعلنا نستبعد وقوع ذلك منه لانه ظلم يتنافى مع شمائله رضى الله عنه وأرضاه )) انتهى كلامه .
قال العلامه المحدث الشيخ ناصر الدين الابانى رحمه الله تعلى فى معرض دحضه لشبهات الروافض والصوفيه الذين يستدلون بالاحاديث الضعيفه والموضوعه ما نصه: ((الحديث السادس : عن عمر بن الخطاب مرفوعاً : ((لما اقترف ادم الخطيئة قال يا رب اسالك بحق محمد لما غفرت لى فقال: يا آدم ! وكيف عرفت محمداً ولن اخلقه قا ليا رب لما خلقتنى بيدك ، ونفخت فى من روحك رفعت راسى فرايت على قوائم العرش مكتوباً : لا اله الا الله محمداً رسول الله فعلمت انك لم تضف الى اسمك الا احب الخلق اليك فقال : غفرت لك ولو لا محمد ما خلقتك)) اخرجه الحاكم فى المستدرك ((2/615)) من طريق ابى الحارث عبد الله ابن مسلم الفهرى: حدثنا اسماعيل بن مسلمه ابنا عبد الرحمن بن زيد ابن اسلم عن ابيه عن جده عن عمر . وقال : ((صحيح الاسناد وهو اول حديث ذكرته لعبد الرحمن بن زيد بن اسلم فى هذا الكتاب)) فتعبه الذهبى بقوله: ((قلت بل موضوع وعبد الرحمن واه وعبد الله ابن اسلم الفهرى لا لدرى من ذا)) قلت: ومن تناقض الحاكم فى ((المستدرك)) نفسه انه اورد فيه ((3/332)) حديثاً اخر لعبد الرحمن هذا ولم يصححه بل قال : ((والشيخان لم يحتجا بعبد الرحمن بن زيد!)).
قلت : ((اى المحدث الابانى)) والفهرى هذا اورده الذهبى فى ((الميزان)) وساق له هذا الحديث وقال : ((خبر باطل)) وكذا قال الحافظ ابن حجر فى ((اللسان)) ((3/360)) وزاد عليه قوله فى الفهرى هذا: ((لا استبعد ان يكون هو الذى قبله فانه من طبقته)) قلت : والذى قبله هو عبد الله بن مسلم ابن رشيد ، قال الحافظ ذكره ابن حبان متهم بوضع الحديث ، يضع على ليش ومالك وابن لهيعه لايحل كتب حديثه وهو الذى روى عن ابن هدبه نسخه كانها معموله)).
قلت((اى المحدث الالبانى)) قلت : والحديث رواه الطبراني فى المعجم الصغير)) ص ((207)): حدثنا محمد بن داؤد بن اسلم الصدفى المصرى : ثنا احمد ابن سعيد المدنى الفهرى حدثنا عبد الله بن اسماعيل المدى عن عبد الرحمن ابن زيد بن اسلم به . وها سند مظلم فان كل من دون عبد الرحمن لا يعرفون وقد اشار الى ذلك الحافظ الهيثمى حيث قال : ((فى مجمع الزوائد)) ((8/253)) ((رواه الطبراني فى الاوسط والصغير وفيه من لم اعرفهم)) قلت : وهذا اعلال قاصر يوهم من لا علم عنده ان ليس فيهم من هو معروف بالطعن فيه وليس كذلك فان مداره على عبد الرحمن بن زيد بن اسلم وقال البيهقى : ((انه تفرد به)) وهو متهم بالوضع رماه بلك الحاكم نفسه لذلك انكر العلماء عليه تصحيحه لحديه ونسبوه الى الخطأ والتناقض فقال ((وارث علم الصحابة والتابعينوالائمه المتبوعين شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه اله فى القاعدة الجليله ص 89)) : ((ورواية الحاكم لهذا الحديث مما انكر عليه فانه نفسه قد قال : فى كتاب ((المدخل الى معرفة الصحيح من السقيم)): عبد الرحمن بن زيد بن اسلم روى عن ابيه احادي موضوعه لا تخفى على من تاملها من اهل الصنعه ان الحمل فيها عليه قلت عبد الرحمن ابن زيد بن اسلم ضعيف باتفاقهم يغلط كثيراً ضعفه احمد بن حنبل وابو زرعة وابو حاتم والنسائي والدار قطنى ، وغيرهم وقال ابن حبان ((كان يقلب الاخبار وهو لا يعلم حتى كثر ذلك من روايته من رفع المراسيل واسناد الموقفو فاستحق الترك)) واما تصحيح الحاكم لمثل هذا الحديث وامثاله فهذا مما انكره عليه ائمة العلم بالحديث وقالوا : ان الحاكم يصحح أحاديث موضوعه مكذوبة عند اهل المعرفة بالحديث ولهذا كان اهل العلم بالحديث لا يعتمدون على مجرد تصحيح الحاكم)) قلت فمن تامل فى كلام الحاكم هذا والذى قبله يتبينله بوضوح ان حديث عبد الرحمن بن زيد هذا موضوع عند الحاكم نفسه وان من يرويه بعد العلم بحاله فهو احد الكاذبين ةقد اتفق عن التحقيق كلام الحفاظ ابن تيمية والذهبى والعسقلني على بطلان هذا وتبعهم على ذلك غير واحد من المحققين كالحافظ ابن عبد الهادى كما سياتى فلا يجوز لمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ان يصحح الحديث بعد اتفاق هؤلاء على ضعفه تقليداً للحاكم فى احد قوليه مع اختياره فى قوله الآخر لطالب العلم ان لا يكتب حديث عبد الرحمن هذا ، وانه ان فعل كان احد الكاذبين كما سبق .
((تنبيه)) : اذا عرفت هذا فقول بعض المشايخ : ((ان حكم الشيخ ناصر على الحديث بانه ((كذب وموضع)) باطل لان لان مستنده قول الذهبى انه موضوع )) باطل حقا لان الذهبى قد وافقه من ذكرنا من الحفاظ للاعلام .
ثم قالوا: ((ومستند الذهبى ما فى اسناد الحاكم من رجل قيل فيه انه متهم)) قلت: ((اى المحدث الالبانى)) ((هذا باطل ايضاً لان الرجل المشار اليه وهو عبد الله بن مسلم الفهرى جهله الذهبى ولم يتهمه كما تقدمه نقله عنه ، وما اظن ها يخفى عليهم ولكنهم تجاهلوه لغرض فى انفسهم وهو ان يتسنى لهم ان يقولا عقب ذلك : ((لكن للحديث اسناد آخر عند الطبراني لي فيه هذا المتهم وغاية ما فيه ان فيه من هو غير معروف)) قلت : بل فيه ثلاثة لا يعرفون واذا كانوا لا يعلمون ذلك فلماذا عدلوا عن تقليد الهيثمى فى قوله : ((وفيه من لم اعرفهم)) كما سبق وهم هلكى وراء التقليد الى قولهم ((فيه من هو غير معروف))؟!.
السبب فى ذلك ان قول الهيثمى نص على ان من هو غير معروف)) جماعةواما قولهم فليس نصا على ذلك بل هذا يقال اا كان فى السند شخص لا يعرف او اكثر فهو فى الحقيقة من تلبيساتهم على القراء. نعوذ بالله من الخذلان . ثم قالوا : عطفاً على ما سبق ((وان فيه عبد الرحمن بن زيد وهو على الراجح عند الحافظ ابن حجر ممن يقال فيه ضعيف ، وهذه الكلمة من اخف مراتب التضعيف)) اقول: لكن الراجح عند غير الحافظ انه اشد ضعفا من ذلك فقد قال فيه ابو نعيم ((روى عن ابيه احاديث موضوعه)) وكذلك قال الحاكم نفسه كما سبق وهو كذا ابو نعيم من المعروفين بتساهلهم فى التوثيق ، فاذا جرحا فانما ذلك بعد ان ظهر لهما ان عبد الرحمن مجروح حقاً ولذلك اتفقوا على تضعيفه كما نص فى كلام شيخ الاسلام بن تيميه رحمه الله بل ضعفه جداً على ابن المدينى وابن سعد وغيرهما وقال الطحاوى ((حديثه عند اهل العلم بالحديث فى النهاية من الضعف)) فهو معروف بالضعف الشديد منذ القدم فما الذى حمل المخالفين على الاعراض عن هذه الاقوال المتضافرة على ان عبد الرحمن هذا ضعيف جداً ان لم يكن كاذباً – الى التمسك بقول الحافظ فيه: ((ضعيف )) ؟! اقول هذا مع احتمال ان يكون سقط من قلم الحافظ او قلم بعض النساخ عقب قوله((ضعيف)) لفظه ((جداً)) وعلى كل حال فان تقليدهم للحافظ فى هذه الكلمه لا يفيدهم شيئاً بعد ان حكم هو على الحديث بانه ((خبر باطل)) كما سبق نقله عن ((لسانه)) فهذا من الادله الكثيرة على ان هؤلاء اتباع هوى وليسوا طلاب حق والا لاخذوا بقول الحافظ هذا الموافق لقول الذهبى وغيره من المحققين ولم يعرجوا على تضعيفه فقط لعبد الرحمن ليعارضوا به الذهبى ويدلسوا على الناس امر الحديث ويظهروه بمظهر الاحاديث التى اختلف فيها العلماء حتى يتسنى لهم ابتداع راى جديد حول الحديث يتلاءم مع قول احد رواته ! فانظر اليهم كيف قاولا عقب ما سبق : ((فما كان حاله فكذا عند المحدثين فليس بموضوع ولا من الضعيف الشديد ، بل هو من القسم الذى يعمل به فى الفضائل))! اقول : وهذا كلام ساقط من وجهين : الاول انه مبنى على ان عبد الرحمن ضعيف فقط وليس كذلك بل هو ضعيف جداً كما سبق وسيأتى التصريح بذلك عن احد الحفاظ النقاد. الثانى انه معارض لحكم الحافظ على الحديث على الحديث بالبطلان كما سبق فكيف جاز لهم مخالفتهم لا سيما قد صرح احدهم فى التعقيب الحثيث-21)) انه ليس صفحة التصحيح والتضعيف)) فلعله قال ذلك تواضعاً والا فأنت تراه قى اعطى لنفسه منزله تسوق له الاستقلال فى البحث ولو ادى الى مخالفة كل اولئك الحفاظ النقاد! ويؤيد هذا الى تقوله فيه انه قال عطفاً على ما سبق : ((فنحن فى هذا الحديث مع انه لم ير به ذلك ((يعنى الوضع)) كالحكم والحافظ السبكى فليس علينا فيه افتيات على الحافظ الذهبى ، لكن راينا ما عليه الحافظات المذكوران اقرب الى الصواب ))اقول ولا يخفى ما فى هذا الكلام من التلبيس والتدليس فان الحاكم انما ذهب فى المستدرك الى تحيح الحديث كما سبق والسبكى قلده فى ذلك كما بينه الحافظ ابن عبدالهادى فقال فى رده عليه فى ((الصارم المنكى – ص 32)): ((وانى لاتعجب منه كيف قلد الحاكم فى تصحيحه مع انه حديث غير صحيح ولا ثابت بل هو حديث ضعيف الاسناد جداً وقد حكم عليهبعض الائمة بالوضع وليس اسناده من الحاكم الى عبد الرحمن بن زيد بصحيح بل مفتعل على عبد الرحمن كما سنبينه ، ولو كان صحيحاً الى عبد الرحمن لكان ضعيفاً غير محتج به لان عبدالرحمن فى طريقه وقد اخطأ الحكم وتناقض تناقضاً فاحشاً كما عف له ذلك فى مواضيع فانه قال فى كتاب ((الضعفاء)) بعد أن ذكر عبد الرحمن منهم)) وذكر ما نقلته عنه فيما سبق ص 108)) فانظر الى ما وقع للحاكم فى هذا الموضع من الخطأ العظيم والتناقض الفاحش ثم ان هذا المعرتض المخذول اعمر الى هذا الذى أخطا فيه الحاكم وتناقض فقلده فيه وإعتمد عليه فقال : ((ونحن قد اعتمدنا فى تصحيحه على الحاكم)) وذكر قبل ذلك بقليل انه مما تبين له صحته فانظر يرحمك الله الى هذا الخذلان البين والخطأ الفاحش ! كيف جاء هذا المعترض الى حديث غير صحيح ولا ثابت بل هو حديث موضوع فصححه واعتمد عليه وقلد فى ذلك الحاكم مع ظهور خطئه وتناقضه مع معرفة هذا المعترض بضعف رواية وجرحه واطلاعه على الكلام المشهور فيه)) اقول اى المحدث الألبانى)) هذا شان السبكى رحمه الله تعالى فى هذا الحديث وتقليد الحاكم فى تصحيحه . وهذا مع كونه خطأ فى نفسه كما سبق بيانه فهو خلاف رايه المشار اليه سابقاً الذى صرح بان الحديث ضعيف لا صحيح ولا موضوع فقد خالف رايه المشار اليه سابقا الذى صرح بان الحديث ضعيف لا صحيح ولا موضوع فقد خالف – هو ومن قلده وناصره الحاكم والسبكى كما خافوا من سبق ذكرهم من العلماء الفحول الذين قالوا بوضع الحديث او بطلانه فليس افتائاتهم عل الذهبى فقط بل وعلى من وافقه وخالفه جميعاً ! فليتأمل العاقل م ايفعل الهوى بصاحبه لقد ارادوا ان ينزهوا انفسهم عن الافتائات على الذهبى واذا بهم هو ادهى وامر من الافتائات على ما ذكرنا من العلما! ومن مغالطاتهم المكشوفه عند اهل العلم قولهم : فى اثناء كلامهم السابق بعد ان اشاروا الى طريق الطبرانى الذى سبق الكلام عليه: ((فالذهبى لم يطلع على هذا الطريق والا لو اطلع عليه لم يقل بذلك)) اقول : وهذا الكلام باطل اذ ان الذهبى حكم على الحديث بالوضع والبطلان من طريق الحاكم وفيه عبد ارحمن بن زيد ورجل اخر لا يعرفه ، كما سبق بيانه فى اول هذا التنبيه وطريق الطبرانى فيه علاوه على عبد الرحمن هذا ثلاثة رجال آخرون لا يعرفون كما سبق ايضاً فكيف يصح ان يقال حينئذSad(ان الذهبى لو اطلع على هذا الطريق لم يقل بذلك)) ؟! اللهم ان هذه مغالطه ومكابره مكشوفة او جهل مركب فرحمتك اللهم وهداك.
لد تبين للقراء الكرام مما سلف ان للحديث علتين :-
الاولى : عبد الرحمن بن زيد بن اسلم وانه ضعف جداً .
الثانية : جهالة الاسناد الى عبد الرحمن . وللحديث عندى علة اخرى وهى اضطراب عبدالرحمن او من دونه فى اسناده فتارة كان يرفعه كما مضى وتارة كانوا يرويه موقوفاً على عمر ، لا يرفعه الى النبى صلى الله علي وسلم كما رواه ابو بكر الاجرى فى كتاب الشريعه ص 427)) من طريق عبد الله بن اسماعيل بن ابى مريم عن عبد الرحمن بن ابى الزناد عن ابيه انه قال: من الكلمات الت تاب الله بها على آدم : ((اللهم اسالك بحق محمد عليك الحديث نحوه مقتصراً وهذا مع ارساله ووقفه فان اسناده الى ابن الزناد ضعيف جداً وفيه عثمان بن خالد والد ابى مروان العثمانى قال النسائي : ((ليس بثقة)) وعى هذا فلا يعبد ان يكون اصل هذا الحديث من الاسرائيليات التى تسربت الىالمسلمين من بعض مسلمه اهل الكتاب او غير مسلمتهم او عن كتبهم التى لا يوثق بها لما طرأ عليها من التحريف والتبديل كما بينه شيخ الاسلام فى كتبه ثم رفعه بعض هؤلاء الضعفاء الى النبى خطأ او عمداً.
مخالفة هذا الحديث للقرآن:-
ومما يؤيد ما ذهب اليه العلماء من وضع هذا الحديث وبطلانه ان هيخالف القرآن الكريم فى موضعين منه:
الاول : انه تضمن ان الله تعالى غفر لآدم بسبب توسله به صلى الله عليه وسلم والله عز وجل يقول : ((فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم )) وقد جاء هذه الكلمات عن ترجمان القرآن ابن عباس رضى الله عنهما ما يخالف هذا الحديث فاخرج الحاكم((3/545)) عنه : ((فتلقى آدم من ربه كلمات...)) قال اى رب الم تخلقنى بيدك ؟ قال بلى قال : الم تنفخ في من روحك ؟ قال بلى قال اى ربى ! الم تسكنى جنتك ؟ قال بلى قال الم تسبق رحمتك غضبك؟ قال : بلى : قال ارايت ان تبت واصلحت اراجعى انت الى الجنه قال بلى قال فهو قوله : ((فتلقى آدم من ربه كلمات ((وقال الحاكم صحيح الاسناد ووافقه الذهبى وهو كما قالا. قلت : ((اى المحدث الالباني )) وقول ابن عباس هذافى حكم المرفوع من وجهين:-
الاول : انه امر غيبى لا يقال عن مجرد الراى.
الثانى : انه ورد فى تفسير الاية وكما كان كذلك فهو فى حكم المرفوع كما تقرر فى محله ولاسيما اذا كان من قول امام المفسرين عبد الله بن عباس رضى الله عنهما الذى دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله ((اللهم فقهه فى الدين وعلمه التأويل)) وقد قيل فى تفسير هذه الكلمات انها مافى الاية الاخرى ((قالا ربنا ظلمنا انفسنا ، وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)) وبهذا جزم السيد رشيد رضا فى تفسيره ((1/279)) لكن اشار ابن كثير ((1/81)) الى تضعيفه ولا منافاة عندى بين القولين بل احدهما يتمتم الاخر فحديث بن عباس لم يتعرض لبيان ما قاله آدم عليه السلام بعد ان تلقى من ربه تلك الكلمات وهذا القول يبين ذلك فلا منافاة والحمد لله وثبت مخالفة الحديث للقرآن فكان باطلاً.
الموضوع الثانى : قوله فى آخره ((لو لا محمد ما خلقتك)) فان هذا امر عظيم يتعلق بالعقائد التى لا تثبت الا بنص متواتر اتفاقاً او صحيح عن آخرين ولو كان ذلك صحيحاً لورد فى الكتاب او السنة الصحيحه وافتراض صحته فى الواقع مع ضياع النص الذى تقوم به الحجه ينافى قوله تبارك وتعالى : ((وانا نحن نزلنا الذكر واناله لحافظون)) والذكر هنا يشمل الشريعة كلها قرآنا وسنة كما قرره ابن حزم فى ((الاحكام وايضاً فان الله : تبارك وتعلاى قد اخبرنا عن الحكمه التى من اجلها خلق آدم وذريته فقال عز وجل ((وما خلقت الانس والجن الا ليعبدون)) فكلما خالف هذه الحكمه او ذاد عليها لا يقبل الا بنص صحيح عن المعصوم صلى الله عليه وسلم كمخالفه هذا الحديث الباطل ومثله ما اشتهر على السنة الناس : ((لولاك لولاه ما خلقت الاخلاك)) فانه موضوع كما قال الصنعانى ووافقه الشوكانىى فى ((الفوائد المجموعة فى الاحاديث الموضوعة)) ص 116 ومن الطرائف ان المتنبئ ميرزا غلام احمد القاديانى سرق هذا الحديث الموضوع فادعى ان الله خاطبه بقوله ((لولاك لما خلقت الافلاك)) !! وهذا شئ يعترف به اتبعه القاديانيون هنا فى دمشق وغيرها لوروده فى كتاب متنبئهم ((حقيقة الوحي)) ص 99)) ثم على افتراض ان هذا الحديث ضعيف فقط كما يزعم بعض المخالفين خلافاً لمن سبق ذكرهم من العلماء والحفاظ فلا يجوز الاستدلال به على مشروعية التوسل المختلف فيه ، لانه على قولهم – عباده مشروعة واقل احوال العبادة ان تكون مستحبة والاستحباب حكم شرعى من الاحكام الخمسه التى لا تثبت الا بنص صحيح تقوم به الحجه فاذا الحديث عنده ضعيف فلا حجة فيه البته وها بين لا يخفى ان شاء الله تعالى ونقول بان هذا المفترى المدعو احمد عبد الرحيم نقل نص ما قرره احمد زينى دخلان فى كتابه الفاسد ((الدرر السنية فى الرد على الوهابية)) بل اعتمد اهل البدع والضلال فى كل عصر ومصر على هذا الكتاب الفاسد الكاسد الباطل العاطل حتى يتثنى لهم ضرب الدعوة السلفية الحقه التى جددها الامام وشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ولكن الله تعالى جعل كيدهم فى نحورهم وتدبيرهم تدميرهم وفضاباطيلهم وجهالاتهم وايد الله الامام محمد بن عبد الوهاب واتباعه بنصر عزيز ومكن لهم فى الارض خير تمكين رغم انف احمد زينى دخلان ومناصريه من اهل الزيغ والضلال والفتنه والشقاق وقد تصدى لأحمد زينى دخلان علماء السنة والقرآن من اتباع الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فى كل زمان ومكان فدحضوا شبهات دخلان بالحجه والبيان والله المستعان . يقول العلامه محمد رشيد رضا رحمه الله : ((رسالة الشيخ امد زينى دخلان فى الرد على الوهابية)) تصدى للطعن فى الشيخ محمد عبد الوهاب والرد عليه . افراد من اهل الامصار المختلفة منهم رجل من احدبيون العلم فى بغداد قد عهدناه يفتخر بانه من دعاة التعطيل واالحاد ((هو جميل الذهاوي)) وكان اشهر هؤلاء الطاعنين مفتى مكه المكرمه الشيخ احمد زينى دخلان المتوفى سنة 1304هـ الف رسالة فى ذلك تدور جميع مسائلها على قطبين اثنين : قطب الكب والافتراء على الشيخ وقطب الجهل بتخطئته فيما هو مصيب فيه انشئت اول مطبعة فى مكه المكرمه فى زمن هذا الرجل فطبع رسالته ووغيرها من مصنفاته فيها ، وكانت توزع بمساعدة امراء مكه ورجال كل قطر وصدها العوام وكثير من الخواص ، كما اتخذ المبتدع والحشوية والخرافيون رواياته ونقوله الموضوعة والواهية والمنكره وتحريفاته للرووايات الصحيحه حججا يعتمدون عليها فى الرد على دعاة السنة المصلحين . وقد فنيت نسخ رسالته تلك ولم يبق منها شئ بين الايدى ولكن الالسن والاقلام لا تزال تتناقل كل ما فيها من غير عزو اليها. وداب البشر العناية بنقل ما يوافق اهواءهم فكيف اذا وافقت هوى ملوكهم وحكامهم كنا نسمع فى صفرنا اخبار الوهابية المستمدة من رسالة دخلان هذا ورسائل امثالة فنصدقها بالتبع لمشايخنا وآبائنا وونصدق ان الدوله العثمانية هى حامية الدين ولاجله حاربتهم وخضدت شوكتهم وانا لم اعلم بحقيقة هذه الطائفة الا بعد الهجرة الى مصر والاطلاع على تاريخ الجبرتى وتاريخ الاستقصار فى اخبار المغرب الاقصى فعلمت منها انهم هم الذين على هداية الاسلام دون مقاتليهم وأكده الاجتماع بالمطلعين على التاريخ من اهلها ولا سيما تواريخ الافرنج الذين بحثوا عن حقيقة الأمر فعلموها وصرحوا ان هؤلاء الناس ارادوا تجديد الاسلام واعادته الى مكان عليه فى الصدر الاول . واذا لتجدد مجده وعادت اليه قوته زحضارته وان الدوله العثمانية ما حرابتهم الا خوفاً من تجديد ملك العرب واعادة الخلافة الاسلامية سيرتها الاولى. الى انقال – ثم اطلعت على اكثر كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب ورسائله وفتاويه وكتب اولاده واحفاده ورسائلهم ورسائل غيرهم من علماء نجد فى عهد هذه النهضة التجديدية فرايت انه لم يصل اليهم اعتراض ولا طعن فيهم الا واجابوا عنه . فما كان كذباً قالوا : ((سبحانك هذا بهتان عظيم)) وما كان صحيحاً او له اصل بينوا حقيقته وردوا عليه وقد طبعت اكثر كتبهم وعرف الالاف من الناس اصل تلك المفتريات عنهم )) .
وقد يقول قائل من الشيعة الروافض والصوفه ازيالهم من الاخوان المسلمين من قطبين وسرورين وعصرانيين ضالين بان اتباع الامام محمد بن عبد الوهاب ينكرون التوسل وقد قيل . ونقول لهؤلاء الجهال الضلال اننا معاشر السلفيين اتباع الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى لا ننكر التوسل الشرعى كما سياى وانما الذى ننكره ونرده هو التوسل البدعى وقد ذكرنا حججنا فى ذلك فيما تقدم وان ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد. واما التوسل المشروع فنحن نددعو اليه فى كل زمان ومكان كتابة وخطابة واليكم ايضاحه وبيانه على ضؤ الكتاب والسنةومفهوم سلف الامه . قال(( وارث علم الصحابه والتابعين والائمه المتبعين شيخ الاسلام بن تيمية ما نصه: (( ولفظ التوسل)) و الاستثفاع)) ونحوها دخل فيها من تغيير لغة الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه ما اوجب غلط من غلط عليهم فى دينهم ولفتهم والعلم يحتاج الى نقل مصدق ونظر محقق والمنقول عن السلف والعلماء يحتاج الى معرفةبثبوت لفظه ومعرفة دلالته ، كما يحتاج الى ذلك المنقول عن الله ورسوله . فهذا ما يتعلق بهذه الكاية)) .
معنى التوسل ف اللغة العربية :-
قال العلامة المحدث محمد ناصر الدين الالبانى رحمه الله : ((وقبل الخوض فى هذا الموضوع بتفصيل احب ان الفت النظر الى سبب هاممن اسباب سؤ فهم كثير من الناس لمعنى التوسل وتوسعهم فيه وادخالهم فيه ما ليس منه وذلك هو عدم فهمهم لمعناه اللغوى وعدم معرفتهم بدلالته الاصلية ذلك ان لفظه ((التوسل)) لفظة عربية اصيلة وردت فى القرآن الكريم والسنة وكلام العرب منشعر ونثر وقد عنى بها التقريب الى المطلوب والتوسل اليه برغبة قال ابن الاثير فى النهاية : ((الواسل الراغب والوسيلة : القربة والواسعة وما يتوصل به الى الشئ ويتقرب به وجمعها وسائل)) وقال الفيروز ابادى فى القاموس ((وسل الى الله تعالى توسيلاً : عمل عملاً تقرب به اليه كتوسل)) وقال ابن فارس فى ((معجم المقاييس)): الوسيلة : الرغبة والطلب يقال : وسل اذا رغب والواسل الى الله عز وجل وهو فى قول لبيد:
ارى الناس لا يدرون ما قدر امرهم **** بل كل ذى دين الى الله واسل
وقال الراغب الاصفهانى فى المفردات : الوسيلة : التوصل الى الشئ برغبة وهى أخص من الوسيلة لتضمنها لمعنى الرغبة قال تعالى ((وابتغوا اليه الوسيلة)) وحقيقة الوسيلة الى الله تعالى : مرعاة سبيلة بالعمل والعباده وتحرى مكارم الشريعة وهى كالقرية والواسل : الراغب الى الله تعالى)) وقد نقل العلامه بن جرير هذا المعنى أيضاً وشتد عليه قةل الشاعر.
اذا غفل عدنا لوصلنا *** وعاد التصافي بيننا والوسئل.
هذا وهناك معنى آخر للوسيلة هو المنزلة عند الملك والدرجة والقربة كما ورد فى الحديث تسمية اعلى منزلة فى الجنة بها وذلك هو قوله صلى الله عليه وسلم ((اذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإن من صلى على صلاة صلى الله عليه بها عشراً ثم سلوا لى الوسيلة فانها منزلة فى الجنة لا تنبغى الا لعبد من عبد الله وارجو ان اكون انا هو فمن سال لى الوسيلة حلت له الشفاعة وواضح ان هذين المعنيين الاخيرين للوسيلة وثيقاً الصلة بمعناها الأصلى ، ولكنها غير مرادين فى بحثنا هذا.
معنى الوسيلة فى القرآن:-
ان ما قدمته من بيان معنى التوسل هو المعروف فى اللغة ولم يخالف فيه احد وبه فسر الساف الصالح وائمة التفسير الىيتين الكريميتين اللتين وردت فيهما لفظة ((الوسيلة)) وهما قوله تعالى: ((ياياها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة وجاهدوا فى سبيله لعلكم تفلحون )) وقوله سبحانه (())واولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلةأيهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محذورا فاما الآية الاولى فقد قال امام المفسرين الحافظ بن جرير رحمه الله فى تفسيره : ((يا ايها الذين صدقوا الله ورسوله فيما اخبرهم ووعد من الثواب واوعد من العقاب.((اتقوا الله)) يقول : اجيبوا الله فيما امركم ونهاكم بالطاعة له فى ذلك ((وابتغوا اليه الوسيلة)) يقول : اطلبوا القربة اليه بالعمل بما يرضيه)) ونقل الحافظظ بن كثير رضى الله عنهما ان معنى الوسيلة القربة ونقل مثل ذلك عن مجاهد وابى وائل والحسن وعبد الله بن كثير والسدى وبن زيد وغير واحد ونقل عن قتادة قوله فيها ((اى تقربوا اليه بطاعته والعمل بما يرضيه)) ثم قال بن كثير : ((وهذا الى قال هؤلاء الائمة لا خلاف بين المفسرين فيه... والوسيلة هى التى يتوصل بها الى تحصيل المقصود واما الآية الثانية فقد بين الصحابى الجليل عبد الله بن مسعود رضى الله عنه مناسبة نزولها التى توضح مهناها فقال ((نزلت نفر من العرب كانوا يعبدون نفراً من الجن ، فاسلم الجنيون والانس الذين كانوا يعبددون لا يشعرون قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : ((اى استمر الانس الذين كانوا يعبدون الجن على عبادة الجن والجن لا يرضون بذلك لكونهم اسلموا وهم الذين صاروا يبتغون الى ربهم الوسيلة وهذا هو المعتمد فى تفسير الآية ان الذى ظهر لنا بعد تتبع ما ورد فى الكتاب الكريم والسنة المطهرة ان هناك ثلاثة انواع للتوسل شرعها الله تعالى وحث عليها ورد بعضها فى القران واستعملها الرسول صلى الله عليه وسلم وحض عليها وليس فى هذه الانواع التوسل بالذوات او الجاهات او الحقوق او المقامات فدل ذلك على عدم مشروعيته وعدم دخوله فى عموم ((الوسيلة)) المذكورة فى الايتين السالفتين.
اما الانواع المشار اليها من التوسل المشروع فهى :
1/ التوسل الى الله تعالى باسم ما اسمائه الحسنى او صفة من صفاته العليا : كأن يقول المسلم فى دعائه : ((اللهم انى اسالك بانك انت الرحمن الرحيم ، اللطيف الخبير ان تعافينى)) او يقول واسالك برحمتك التى وسعت كل شئ ان ترحمنى وتغفر لى ومثله قول القائل(( اللهم انى اسالك بحبك لمحمد صلى الله عليه وسلم فان الحب من صفاته تعالى . ودليل مشروعية هذا التوسل قوله عز وجل ((ولله الاسماء الحسنى فأدعوه بها والمعنى : ادعوا الله تعالى متوسلين اليه باسمائه الحسنى ولا شك ان صفاته العليا عز وجل داخله فى هذا الطلب لان اسمائه الحسنى سبحانه صفات له ، خصت به تبارك وتعالى.
ومن ذلك ما ذكره الله تعالى من دعاء سليمان عليه السلام حيث قال : ((قال : رب اوزعنى ان اشكر نعمتك التى انعمت على وعلى والدى وان اعمل صالحا ترضاه وادخلنى رحمتك فى عبادك الصالحين ومن الادله ايضاً قول النبى صلى الله عليه وسلم فى احد أدعيته الثابته عنه قبل السلام من صلاته صلى الله عليه وسلم ((اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق احينى ما علمت الحياة خيراً لى وتوفنى اذا كانت الوفاة خيرا لى ومنها انه صلى الله عليه وسلم راى رجلا يقول فى تشهد : (( اللهم انى اسالك يا الله الواحد الاحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ان تغفر لى ذنوبى انك انت الغفور الرحيم)) فقال صلى الله عليه وسلم ((قد غفر له ومنها ما ورد فى استعادته صلى الله عليه وسلم وهى قوله : ((اللهم انى اعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تضلن... ومنا ما رواه انس رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم ((كان اذا حزبه امر قال يا حى يا قيوم برحمتك استقيث فهذه الاحاديث وما شابهها تبين مشروعية التوسل الى الله تعالى باسم من اسمائه او صفة من صفاته وان ذلك مما يحبه الله سبحانه ويرضاه ولذلك استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال الله تبارك وتعالى ((وما تاكم الرسول فخذوه فكان من المشروع لنا ان ندعوه سبحانه بما دعاه به رسوله صلى الله عليه وسلم فلك خير ((من)) الف مره من الدعاء بادعية ننشئها وصيغ نخترعها.
2/ التوسل الى الله تعالى بعمل صالح قام به الداعي:-
كأن يقول الملم : اللهم انى اسالك بحب محمد صلى الله عليه وسلم وايمانى به ان تفرج عنى.. ومنه ان يكر الداعى عملاً صالحاً ذا بال فيه خوفه من الله سبحانه وتوقاه غياه وايثاره رضاه على كل شئ وطاعته له جل وعلا شأنهثم يتوسل به الى ربه فى دعائه ليكون ارجى لقبوله واجابته. وهذا توسل جيد وجميل قد شرعه الله تعالى وارتضاه ويدل على مشروعيته قوله تعالى ((ربنا امنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين وقوله تعالى ((الذين يقولون ربنا اننا آمنا فأغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار وامثال هذه الاات المباركات .. ((وكذلك يدل على مشروعية هذا النوع من التوسل ما رواه عبد الله بن عمير رضى الله عنهما )) قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((انطلق ثلاثة وهو ممن كان قبلكم حتى اووا المبين الى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا : انه لا ينجيكم من هذه الصخرة الا ان تدعو الله بصالح اعمالكم ((وفى روايه لمسلم فقال بعضهم لبعض يفرجها عنكم)) فقال رجل منهم : اللهم كان لى ابوان شيخان كبيران وكنت لا اغبق قبلهما اهلا ولا مال فناى بى فى طلب شئ ((وفى رواية لمسلم : الشجر)) يوما فلم ارح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين فكرهت ان اعبق قبلهما اهلاً او مالاً فلبثت والقدح على يدى انتظر استيقاظهما حتى برق الفجر فاستيقظا فشربا غبوقيهما ، اللهم ان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة ، فانفجرت شيئاً لا يستطيعون الخروج قال النبىصلى الله عليه وسلم وقال الاخر : اللهم كانت لى بنت عم كانت احب الناس الى فاردتها عن نفسها فامتنعت منى حتى المت بها سنة من السنين فجاءتنى فاعطيتها عشرين ومئه دينار على ان اتخلى بين وبين نفسها ففعلت حتى قدرت عليها قالت لا احل لك ان تعض (( وفى رواية لمسلم : يا عبد الله اتق الله ولا تفتح)) الخاتم الا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهى احب الناس الى وتركت الذهب الذى اعطيتها ، اللهم ان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفجرت الصخرة غير انهم لا يستطيعون الخروج منها. قا لالنبى صلى الله عليه وسلم وقال الثالث: اللهم انى استأجرت اجرا فاعطيتهم اجرهم غير رجل واحد ترك الذى له وذهب فثمرت اجره حتى كثرة منه الاموال فجاءنى بعد حين فقال يا عبد الله اد الى اجرى فقلت له: كل ما ترى من اجرك من الابل والبقر والغنم والرقيق فقال يا عبد الله لا تستهزى به فقلت : انى لا استهزى بك فاخذه كله ، واستاقه فلم ينزل منه شيئاً اللهم فان كنت فعلت ذلك ابيغاؤ وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون ويتصح من هذا الحديث ان هؤلاء الرجال المؤمنين الثلاثة حينما اشتد بهم الكرب وضاق بهم الامر ويئسوا من ان يأتيهم الفرج من كل طريق الا ان طريق الله تبارك وتعالى وحده فلجأوا اليه ودعوه باخلاص واستذكروا اعمالا لهم صالحه كانوا تعرفوا فيها الى الله فى اوقات الرخاء راجين ان يتعرف اليهم ربهم مقابلها فى اوقات الشده كما رود فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم الذى فيه ((تعرف الى اللله فى الرخاء يعرفك فى الشدة فتوسلوا اليه سبحانه بتلك الاعمال.
3-التوسل الى الله تعالى بدعاء الرجل الصالح:-
كان يقع المسلم فى ضيق شديد او تحل به مصيبة كبيرة ويعلم من نفسه التفريط فى جنب الله تبارك وتعالى ، فيحب ان يأخذ بسبب قوى الى الله فيذهب الى رجل يعتقد فيه الصلاح والتقوى والفضل والعلم بالكتاب والسنة ، فيطلب منه ان يدعوا له ربه ليفرج عنه كربه ويزيل عنه همه فهذا نوع آخر من التوسل المشروع دت عليه الشريعة المطهرة وارشدت اليه وقد وردتامثله منه فى السنة الشريفه كما وقعت نماذج منه من فعل الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم فمن لك ما رواه انس بن مالك رضى الله عنه حيث قال : ((اصاب الناس سنة على عهد النبى صلى الله عليه وسلم فبينما يخطب على المنبر 2/12)) قائماً فى يوم الجمعه قام وفى رواية دخل 2/16)) اعرابى ((من اهل البدو 2/121)) من باب كان وجاه المنبر)) نحو دار القضاء ورسول الله قائم فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائماً 2/17)) فقال : يا رسول الله هلك المال وجاع وفى روايه هلك)) العيال ((ومن طريق اخرى هلك الكراع وهلك الشاء وفى اخرى هلكت المواشي وانقطعت السبل)) فادع الله لنا ان يقيسنا)) وفى اخر يغيثنا)) فرفع يديه يدعو ((حتى رايت بياض ابطه: اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم اغثنا)) فرفع الناس ايديهم معه يدعون)) ولم يذكر انه حول رداءه ولا استقبل القبلة 2/18)) ((ولا والله)) ما نرى فى السماء ((من سحاب ولاقزعه ((ولا شيئاً وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار)) وفى روايه قال انس وان السماء لمثل الزجاج ((قال فطلعت من ورائه سحابه مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم امطرت)) فو الذى نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب امثال الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رايت المطر يتحادر على لحيته صلى الله عليه وسلم ((وفى رواية فهاجت ريح انشات سحابا ثم اجتمع ثم ارسلت السماء عزاليها وترك عن المنبر فصلى 2/19)) فخرجنا نخوض الماء حتى اتينا منازلنا ((وفى رواية حتى ما كاد الرجل يصل الى منزله 7/154)) فطرنا يومنا ذلك ومن الغد وبعد الغد ولاذى يليه حتى الجمعة الاخرى ((ما تقلع حتى سالت مثاعب المدينة وفى رواية فلا والله ما راينا الشمس ستاً وقال ذلك الاعرابى او غيره ((وفى رواية : ثم دخل رجل من ذلك الباب فى الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبله قائما فقال يا رسول الله تهدم البناء و ((فى روايه شهد من البيوت وتقطعت السبل وهلكت المواشي )) وفى طريق : يشق المسافر ومنع الطريق)) زغرق المال فادع الله ((يحبسه)) لنا ((فتبسم النبى صلى الله عليه وسلم فرفع يده فقال: اللهم حوالينا ولا علينا((اللهم على رؤوس الجبال والاكام ((والظراب وبطون الاوديه ومنابت الشجر فما جعل يشير بيده الى ناحية من السحاب الا انفرجت مثل الجوبة وفى رواية : فنظرت الى السحاب تصدع حول المدينة ((يمينا وشمالا كانه اكليل)) وفى رواية اخرى فانجابت عن المدينة انجياب الثوب ((يمطر ما حوالينا ولا يمطر فيها بشئ ((وفى طريق قطرة وخرجنا نمشى فى الشمس)) يريهم الله كرامه نبيه صلى الله عليه وسلم وإجابه دعوته وسال الوادى ((وادى)) قناة شهرا ولم يجئ احد من ناحية الا حدث بالجود )) ومن ذلك ما رواه انس بن مالك رضى الله عنه ايضاً ان عمر بن الخطاب رضى الله عنه كان اذا قحطوا استقى بالعباس ابن عبد المنطلب فقال. اللهم انا كنا نتوسل اليك بعم نبينا فأسقنا قال فيسقون ومعنى قول عمر : اا كنا نتوسل اليك بنبينا صلى الله عليه وسلم ونطلب منه ان يدعو لنا ونتقرب الى الله بدعائه والآن انتقل صلى الله عليه وسلم الى الرفيق الاعلى ولم يعد من الممكن ان يدعو لنا فاننا نتوجه الى عم نبينا العباس ونطلب منه ان يدعوا لنا وليس معناها انهم كانوا يقولون فى دعائهم : اللهم بجاهـ العباس اسقنا ثم اصبحوا يقولون بعد وفاته صلى الله عليه وسلم اللهم بجاه العباس اسقنا لان مثل هذا دعاء مبتدع ليس له اصل فى الكتاب ولا فى السنة ولم يفعله احد من السلف الصالح رضوان الله عليهم)) كما سبق وم نذلك ايضاً ما رواه الحافظ بن عساكر رحمه الله تعالى فى تاريخ 18/101/1)) بسند صحيح عن التابعى الجليل سليم بن عامر الخبائرى : ((ان السماء قحطت فخرج معاوية بن ابى سفياان واهل دمشق يستسقون فلما قعد معاوية على المنبر قال ابن يزيد بن الاسود الجرشى؟ فناداه الناس فاقبل يتخطى الناس فأمره معاوية فصعد على المنبر فقعد عند رجليه فقال معاوية : اللهم انا نستشفع اليك اليوم بخيرنا وافضلنا اللهم انا نستشفع اليك اليوم بيزيد بن الاسود الجرشى يا يزيد ارفع يديك الى الله فرفع يديه ورفع الناس ايديهم فما كان اوشك ان ثات سحابة فى الغرب كانها ترس وهبت لها ريحفستقنا حتى كاد الناس ان لا يبلغوا منازلهم)) وروى ابن عساكرايضا بسند صحيح ان الضحاك بن قيس خرج يستسقى بالناس فقال ليزيد ابن الاسود ايضاً قم يا بكاء! ((زاد فى رواية : فما دعا الا بثلاثاً حتى امطروا مطراً كادوا يغرقون منه)) فهذا معاوية رضى الله عنه اضا لا يتوسل بالنبى صلى الله عليه وسلم لما سبق بيانه وانما توسل بهذا الرجل الصالح يزيد بن الاسود رحمه الله تعالى فيطلب منه ان يدعو الله تعالى ليسقيهم ويغيثهم ويستجيب الله تبارك وتعالى طلبه وحدث مثل هذا فى ولاية الضحاك بن قيس )) أهـ وقال امير المؤمنين فى علوم الحديث ابو العباس بن تيمية رحمه الله ((واما التوسل بالنبى صلى الله عليه وسلم والتوجه به فى كلام الصحابه فيردون به التوسل بدعائه وشفاعته والتوسل به فى عرف كثير من المتاخرين يراد به الاقسام به والسؤال به كما يقسمون بغيره من الانبياء والصالحين ومن يعتقد فيه الصلاح . وحينئ فلفظ التوسل به يراد به معنيان صحيحان باتفاق العلماء فاحدهما هو اصل الايمان والاسلام وهو التوسل بالايمان به وطاعته والثاني : دعاؤه وشفاعته كما تقدم فهذان جائزان باجماع المسلمين ومن هذا قول عمر : اللهم بعم نبينا فاسقنا : اى بدعائه وشفاعته وقوله ((5:35)): ((وابتغوا اله الوسيلة)) اى القربة اليه بطاعته وطاعة رسوله قال تعالى : ((4:80)) ((من يطع الرسول فقد اطاع الله )) فهذا التوسل الاول هو اصل الدين وهذا لا ينكره احد من المسلمين واما التوسل بدعائه وشفاعته كما قال عمر – فإنه توسل بدعائه لا بذاته ولهذا عدلوا عن التوسل به الى التوسل بعمه العباس ولو كان التوسل هو بذاته لكان هذا اولى من التوسل بالعباس فلما عدلوا عن التوسل به به الى التوسل بالعباس علم على ان ما يفعل فى حياته فقد تعزر بموته بخلاف التوسل به الى التوسل الذى هو الايمان به والطاعة له فانه مشروع دائما


عدل سابقا من قبل أبو عائشة إسماعيل خيرى في الأربعاء ديسمبر 26, 2012 4:13 pm عدل 1 مرات (السبب : خطأ مطبعى)

أبو عائشة إسماعيل خيرى
Admin

المساهمات : 244
تاريخ التسجيل : 21/08/2012
العمر : 57
الموقع : منتديات أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب

https://asdf.sudanforums.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
»  الجزء الاول :دحض ضلالات أحمد عبد الرحيم الفكى الصوف التجانى السودانى مؤلف كتاب ( رسالة المحققين فى الرد على الجهلاء الضالين )
» الجزء الثانى : دحض ضلالات أحمد عبد الرحيم الفكى الصوف التجانى السودانى مؤلف كتاب ( رسالة المحققين فى الرد على الجهلاء الضالين )
» الدرر البازية السلفية فى دحض ضلالات فرق التكفير القطبية تأليف أبو ربيع إسماعيل خيرى الجزء الأول خيرى الجزء الأول خيرى
» الدرر البازية السلفية فى دحض ضلالات فرق التكفير القطبية تأليف أبو ربيع إسماعيل خيرى الجزء الثانى
» الجزء الاول الإلحاد فى الحرمين الشريفين من الخمينى إلى القرامطة: تأليف أبو ربيع : إسماعيل خيرى

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى