منتديات أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزء الاول: دحض سفسطات الصوفى الختمى محمد احمد صاحب كتاب (براءة الشيعة من مفتريات الوهابية )

اذهب الى الأسفل

الجزء الاول:  دحض سفسطات الصوفى الختمى محمد احمد صاحب كتاب (براءة الشيعة من مفتريات الوهابية ) Empty الجزء الاول: دحض سفسطات الصوفى الختمى محمد احمد صاحب كتاب (براءة الشيعة من مفتريات الوهابية )

مُساهمة  أبو عائشة إسماعيل خيرى الجمعة ديسمبر 14, 2012 2:06 pm

الفصل الرابع
دحض سفسطات الصوفى الختمى محمد أحمد
صاحب كتاب : برءة الشيعة من مفتريات الوهابية فى العقيدة والمنهج
لم يكتفى صاحب كتاب ((براءة الشيعة من مفتريات الوهابية)) بنصب نفسه محاميا عن الشيعة الغيب الروافض بل دعا جهاراً نهاراً إلى الشرك الأكبر من دعاء غير الله وإدعاء علم الغيب بل إفترى على أئمة السلف إتراءً عظيماً كما سيأتي.
يقول المفترى فى معرض رده على منشور فيه رد على ضلالات الروافض وسمى هذا المنشور فى مواضع كثيرة فى كتابه بالمنشور النجدى او باللجنة مناصرة التنصير واليكم نص كلام المفترى : ((ثم يقول المنشور الشيعى يعتقد فى ائمته علم الغيب والقدرة على التصرف فى الكائنات ولذا فهو يستغيث بهم ويشد الرحال الى قبورهم ويقدم لهم النذور ويلجأ إليهم فى السراء والضراء )) وثم قال المفترى بعد ان أورد هذا الكلام ما نصه : ((قلت : إعتقاد هذه الأشياء فى الأئمة والأولياء هو مما أجمعت عليه الأمة ولم يشذ عن إجماعها إلا طائفة الوهابية والتى تزعم إنها تستهدى بإبن تيمية وإبن القيم وابن كثير ورغم ردود علماء الامة من أهل السنة والشيعة على مفتريات الوهابية بهذا الخصوص إلا انه بأس من ذكر بعض الدلائل التى توضح صحة العقيدة أعلاه وذلك من كتب أئمة الوهابية المزعومين . واما علم الائمة بالغيب فهو علم الله الذى تفضل عليهم به وخصهم به ولم يدعى واحداً منهم قط انه علم الغيب أصالة من نفسه من دون الله قال تعالى فى بيان انه يطلع الاولياء على الغيب : ((الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة))وما هى البشرى أليست أعلام الله تعالى اياهم بشئ لم يكن وكيف يبشر الانسان بما يعرف ؟ ثم ان احد ائمة الوهابية المزعومين وهو إبن القيم نقل فى كتابه ((مدارج السالكين ج2 ص 517 باب الفراسة ان شيخه هو ابن تيمية تنبأ له بأشياء عديدة ومنها هزيمة التتار وان ابن تيمية ذكر انه قرأ ذلك فى اللوح المحفوظ فلماذا يعتقد الوهابية فى أئمتهم على الغيب وينكرونه على الناس ؟ أما قدرة الأولياء والأئمة على التصرف فى الكائنات فليس مجال نقاش فهى ثابتة . فها هو أحد أولياء الله تعالى من أمة سليمان ينقل عرش بلقيس فى طرفة عين من اليمن الى شمال الجزيرة واين أولياء الأمة السليمانية من أولياء الأمة المحمدية الذين يقول فيهم المولى سبحانه ((كنتم خير أمة أخرجت للناس)) وأين أولياء الأمة المحمدية من أئمة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ثم ان إمام الوهابية بن تيمية نقل فى بعض كتبه أنظر كتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان )) قصة الرجل الصالح الذى أحيا حماره وقصة الرجل الذى أحياء فرسه وقصة سيدنا الحسن البصرى حيث اختفى من جنود الحجاج فهل كان ذلك تصريفاً أم كان سحراً وماذا يقول الوهابية فيما نقله إمامهم بالسند الصحيح ؟ أما إنكار الإستغاثة بالأولياء والصالحين والأئمة فيكفى للرد عليها الحديث الذى رواه بن القيم فى كتابه ((عمل اليوم والليلة ص (5) ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال اذا إنفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليقل يا عباد الله أحبسوا فإن لله حاضراً سيحبسه على أليس هذا إستغاثة بعباد الله ثم ان مما رواه محمد بن عبد الوهاب فى كتابه ((أداب المشى إلى الصلاة)) حيث الرسول صلى الله عليه وسلم قال ((اللهم انى أسالك بحق السائلين عليك وبحق ممشاى هذا اليك الى آخر الحديث ...)) أليس فى هذا توسلاً بكل الصالحين السائلين الله تعالى ؟ وانظر كيف قدم الرسول صلى الله عليه وسلم توسله بالسائلين وهم اشخاص من أهل الخير على توسله بعمله صلى الله عليه وسلم وهو من عمل الخير ... وانظر كيف يبطل هذا الحديث شرح الوهابية لقول الله تعالى ((يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتقوا اليه الوسيلة وجاهدوا فى سبيله لعلكم تفلحون )) بأن الوسيلة هى العمل فقط وليس الصالحين . ثم ان استغاثة الصحابة بالرسول صلى الله عليه وسلم فى صحيح البخارى . فليت شعرى هل يدعى الوهابية علماً اكثر من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال المفترى على هامش الكتاب ما نصه ((إستغاثة الصحابة بالرسول واردة فى كل كتب السنة وأنظر قصة عثمان بن حنيف فى تاريخ البخارى والترمزى والنسائى وابن ماجه والبيهقى والحاكم الى ان قال ان إلتجاء الشيعة الى ائمتهم والتوسل بهم فى السراء والضراء والاستغاثة بهم هو مطلوب الدين ، فيا ليتنا كنا بالقرب من مشاهد الائمة اذاً لقبلنا تراباً مسته تلك الاقدام الشريفة وكنا مرغنا خدودنا على أرض ضمت اجساد خير العباد ))( ) .
هكذا دعا هذا المفترى الى الشرك الصريح الواضح ملبساً على العوام بإراد أحاديث ضعيفة وموضوعة كما سيأتى نقول فى الرد على هذا المدلس وبالله التوفيق.
أولاً : قوله : ((أما انكار الاستغاثة بالأولياء والصالحين والأئمة فيكفى للرد عليها الحديث الذى رواه بن القيم فى كتابه عمل اليوم والليلة ص ((5) ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال ((اذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فليقل يا عباد الله احبسوا فإن الله حاضراً سيحبسه )) أليس هذا إستغاثة بعباد الله )) انتهى كلامه نقول لهذا الجاهل الغبى . قال الامام المحدث الحافظ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى فى بيان حال هذا الحديث وضعفه ما نصه ((..... واحتجوا ايضاً بحديث رواه أبو يعلى وابن السنى فى عمل اليوم و الليلة فقال إبن حدثنا أبو يعلى حدثنا الحسن بن عمر وبن شقيق ثنا معروف بن حسان ثنا أبو معاذ السمرقندى عن سعيد عن قتادة عن أبى بردة عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((اذا انفلتت دابة احدكم بأرض فليناد يا عباد الله احبسوا )) هكذا فى كتاب بن السنى . وفى ((الجامع الصغير)) فإن لله عز وجل فى الارض حاضراً سيحبسه عليكم)) والجواب ان هذا الحديث مداره على معروف بن حسان وهو ابو معاذ السمرقندى فقوله فى الاصل : حدثنا ابو معاذ السمرقندى خطأ اظنه من الناسخ . قال بن عدى : منكر الحديث وقال الذهبى فى ((الميزان)) قال بن عدى : منكر الحديث قد روى عن عمرو بن زر نسخة طويلة كلها غير محفوظة وقال السيوطى : حديث ضعيف واقول : بل باطل اذ كيف يكون عن سعيد عن قتادة ثم يغيب عند اصحاب سعيد الحفاظ الاثبات مثل يحى القطان وإسماعيل بن عليه وابى أسامة ، وخالد بن الحارث ، وأبى خالد الأحمر ، وسفيان وشعبة وعبد الوارث وابن المبارك والانصارى وغندر وإبن ابى عدى ونحوهم حتى يأتى به هذا الشيخ المجهول المنكر الحديث فهذا هو من أقوى الادلة على وضعه وبتقدير ثبوته لا دليل فيه لأن هذا من دعاء الحاضر فيما يقدر عليه كما قال : ((فان لله فى الارض حاضراً سيحبسه عليكم ))( ) انتهى كلامه .
ثانياً: قول المفترى ((ثم ان استغاثة الصحابة بالرسول فى صحيح البخارى فليت شعرى هل يدعى الوهابية علماً أكثر من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ نقول لهذا المفترى ان النبى صلى الله عليه وسلم كان ينهى أصحابه من الإستغاثة به ((روى الطبرانى بإسناده أنه كان فى زمن النبى صلى الله عليه وسلم منافق يؤذى المؤمنين . فقال بعضهم : قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق فقال النبى صلى الله عليه وسلم ((انه لا يستغاث بى وإنما يستغاث بالله))( ) وكذلك جاء رجل الى النبى صلى الله عليه وسلم وقال ما شاء الله وشئت يا رسول الله فقال له النبى صلى الله عليه وسلم ((أجعلتنى لله نداً قل ما شاء الله وحده))( ) وعن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان )) رواه ابو داؤود بسند صحيح)) وكذلك نهى النبى صلى الله عليه وسلم معاذاً لما جاء من الشام وسجد له وقال عليه الصلاة والسلام قولته المشهورة كما سيأتى ((قال شيخ الاسلام لما رجع معاذ من الشام سجد للنبى صلى الله عليه وسلم فقال له ما هذا يا معاذ : قال : يا رسول الله رأيت فى الشام يسجدون لاساقفتهم ويذكرون ذلك عن انبيائهم فقال كذبوا عليهم لو كنتُ آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من أجل حقه عليها يا معاذ لا ينبقى السجود الا لله ))( ) . وعن عمران بن حصين ان النبى صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً فى يده حلقة من صفر فقال ما هذه قال من الواهنة قال ((أنزعها فانها لا تزيدك الا وهناً فإنك لومت وهى عليك ما أفلحت ابداً ))( ) . وعن أبى واقد الليثى قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثا عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط فقلنا يا رسول الله أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((الله اكبر انها السنن قلتم والذى نفسى بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى أجعل لنا إلهاً كما لهم الهة . قال إنكم قوم تجهلون لتركبن سنن من كان قبلكم )) وكان النبى صلى الله عليه وسلم يحذر أصحابه من الشرك قال النبى صلى الله عليه وسلم مخاطباً أصحابه ((...أخوف ما أخاف عليكم الشرك الاصغر فسئل عنه فقال الرياء))( ) . وعن بن مسعود ان النبى صلى الله عليه وسلم قال : ((من مات وهو يدعو لله نداً دخل النار))( ) . هكذا كان النبى صلى الله عليه وسلم يحذر اصحابه من الاستغاثه به او السجود له أو دعاء غير الله بأن يدعو لله نداً وهذا حماية منه لجناية التوحيد وفيما أوردناها من الاحاديث فيها رد قاطع على المفترى عاقبه الله بما يستحق .
ثالثاً : قول المفترى : ((...استغاثة الصحابة بالرسول صلى الله عليه وسلم واردة فى كل كتب السنة وانظر قصة عثمان بن حنيف فى تاريخ البخارى والترمزى والنسائى وبن ماجه والبيهقى والحاكم)) أهـ نقول لهذا المفترى بأن ادعائك هذا من اكذب الكذب وابطل الباطل وحديث عثمان بن حنيف فى اسناده مجاهيل فهو حديث لا يحتج به قال الامام المحدث الحافظ سليمان ابن عبد الله بن الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فى معرض رده على امثال هذا المفترى ما نصه ((..... واحتجوا ايضاً بحديث رواه الطبرانى فى المعجم الكبير :فقال : حدثنا طاهر بن عيسى بن قيرس المصرى ثنا اطبغ ابن الفرج ثنا بن وهب عن ابى سعيد المكى عن روح بن قاسم عن ابى جعفر الخطمى المدينى عن ابى امامة بن سهل بن حنيف ان رجلاً كان يختلف الى عثمان بن عفان فى حاجة له فكان عثمان لا يلتفت اليه ، ولا ينظر فى حاجته ، فلقى بن حنيف فشكا اليه ذلك فقال له عثمان بن حنيف : اتت الميضأة فتوضأ ثم أئت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل ((اللهم انى اسالك واتوجه اليك بنبينا محمد نبى الرحمة يا محمد انى اتوجه بك الى ربك ليقضى لى حاجتى ....)) الحديث والجواب : من وجوه : الاول : ان رواية طاهر بن عيسى مما يعرف بالعدالة بل هو مجهول قال الذهبى طاهر بن عيسى بن قيرس ابو الحسين المصرى المؤدب عن سعيد بن ابى مريم ، ويحى بن بكير ، واصبغ بن الفرج وعنه ))( ) .الطبرانى توفى سنة اثنين وتسعين ومائتين ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً فهو اذا مجهول الحال . لا يجوز الاحتجاج بخبره لاسيما فيما يخالف نصوص الكتاب والسنة :
الثانى : قوله : عن ابى سعيد المكى أشد جهالة من الاول ، فان مشايخ ابن وهب المكيين معروفون كداؤود بن عبد الرحمن وزمعة بن صالح وبن عيينة وطلحة بن عمرو الحضرمى وبن جريح وعمر بن قيس ومسلم بن خالد الزنجى ، وليس فيهم من يكنى ابا سعيد ، فتبين انه مجهول .
الثالث : ان قلنا بتقدير ثبوته فليس فيه دليل على دعاء الميت والغائب غاية ما فيه انه توجه به فى دعائه فأين هذا من دعاء الميت ؟ فإن التوجه بالمخلوق سؤال به لا سؤال منه والكلام انما هو فى سؤال المخلوق نفسه ودعائه والاستغاثه به فيما لا يقدر عليه الا الله وكل احد يفرق بين سؤال الشخص وبين السؤال به ، فانه بالسؤال به قد اخلص الدعاء لله ولكن توجه على الله بذاته او بدعائه . واما فى سؤاله نفسه ما لا يقدر عليه الا الله فقد جعله مع الله شريكاً لله فى عبادة الدعاء فليس فى حديث الاعمى وحديث بن حنيف هذا الا اخلاص الدعاء لله كما هو صريح فيه الا قوله ((يا محمد انى اتوجه بك)) وهذا ليس فيه المخاطبة لميت فيما لا يقدر عليه انما فيه مخاطبته مستحضراً له فى ذهنه كما يقول المصلى : السلام عليك ايها النبى ورحمة الله وبركاته .
الرابع : انهم زعموا انه دليل على دعاء كل غائب وميت من الصالحين فخرجوا عما فهموه من الحديث بفهمهم الفاسد الى انه دليل على دعاء كل غائب وميت وصالح ولا دليل فيه اصلاً على دعاء الرسول بعد موته ولا فى حياته فيما لا يقدر عليه ، ثم لو كان فيه دليل على ذلك لم يكن فيه دليل على دعاء الغائب والميت مطلقاً .لان هذا قياس مع وجود الفارق وهو باطل بالاجماع اذ ثبت للنبى صلى الله عليه وسلم من الفضائل والكرامات لا يساويه فيه احد ، فلا يجوز قياس غيره عليه . وايضاً فالقياس انما يجوز للحاجة ولا حاجة الى قياس غيره ، فبطل قياسهم بنفس مذهبهم وهذا غاية ما احتجوا به مما هو موجود فى بعض الكتب المعروفة وما سوى هذه الاحاديث الثلاثة فهو مما وضعوه بأنفسهم كقولهم : ((اذا اعيتكم الامور فعليكم بأصحاب القبور )) وقولهم : ((لو أحسن أحدكم ظنه بحجر لنفسه )) قال بن القيم : ((وهو من وضع المشركين عبادة الاوثان )) ( ) .
رابعاً: قول المفترى : ((.... ثم ان مما رواه محمد بن عبد الوهاب فى كتابه ((آداب المشى الى الصلاة حيث الرسول صلى الله عليه وسلم )) قال ((اللهم انى اسالك بحق السائلين عليك وبحق مماشى هذا اليك الى آخر الحديث ....)) أليس فى هذا توسلاً بكل السائلين الله تعالى : ))( ) . نقول لهذا المفترىان هذا الحديث ضعيف وقد ضعفه الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فى كتابه ((تلخيص الاستغاثه)) مُعِلاٍّ اياه بعطية العوفى )) وقال العلامة على حسن بعد أن أورد كلام الامام محمد بن عبد الوهاب المتقدم ما نصه ((كما نقله ((اى لهذا الكلام)) فضيلة الشيخ الانصارى ((ص 10)) فى كتابه الذى بعنوان ((الانتصار لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب )) وكذلك ضعف شيخ الاسلام بن تيمية هذا الحديث فى ((قاعدة جليلة فى التوسل والوسيلة )) وفى مجموع الفتاوى الجزء 1/288 قال بعد ان اورد الحديث ما نصه ((وهذا الحديث من رواية عطية العوفى عن ابى سعيد وهو ضعيف باجماع اهل العلم وقد روى من طريق آخر وهوضعيف ايضاً))( ). وقال فى رده على البكرى ص 41 ((فى اسناده عطية العوفى وفيه ضعف))( ). وقد روى هذا الحديث عن ((ابو سعيد الخدرى رضى الله عنه)) من طريق الفضيل بن مروزى عن عطية العوفى عنه على ثلاثه اوجه:
الاول : ما رواه بن ماجه فى سننه رقم 778 قال ((حدثنا محمد بن سعيد بن يزيد بن ابراهيم التسترى : حدثنا الفضل ابن الموفق ابو جهم : حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن ابى سعيد الخدرى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من خرج من بيته الى الصلاة فقال : اللهم انى أسالك بحق السائلين عليك واسالك بحق ممشاى هذا فانى لم اخرج اشراً ولا بطراً ولا رياءً ولا سمعة وخرجت اتقاء شخصك وابتغاء مرضاتك فأسألك ان تعيذنى من النار وان تغفر لى ذنوبى انه لا يغفر الذنوب الا انت اقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون الف ملك)) رواه البيهقى فى ((الدعوات الكبير)) رقم (65) من طريق يحى بن ابى بكير حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية العوفى عن ابى سعيد الخدرى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكره . ورواه ابن الجعد فى مسنده رقم ((2119)) من طريق يحى بن ابى بكير به . ورواه الطبرانى فى ((الدعاء )) رقم ((421)) وابن السنى فى عمل اليوم والليلة ((الرقم 85)) من طريق عبد الله بن صالح العجلى عن فضيل به . كلهم بالجزم مرفوعاً .
الثاني : ما رواه الامام احمد فى مسنده ((3/21)) قال : حدثنا يزيد اخبرنا فضيل بن مرزوق عن عطية العوفى عن ابى سعيد الخدرى : فقلت لفضيل : رفعه ؟ قال أحسب قد رفعه قال : ((ثم ذكره)) وقد روى هكذا بن الجعد فى مسنده رقم ((2118)) من طريق يزيد بن هارون عن فضيل به . كلاهما على الشك بين الرفع والوقف !! .
الثالث : رواه ابو نعيم الفضل بن دكين فى ((كتاب الصلاة)) عن فضيل بن مرزوق عن عطية قال حدثنى ابو سعيد لكن لم يرفعه ......))( ) .
ورواه ابن ابى شيبة فى مصنفه ((10/211/212)) عن وكيع عن فضيل به . كلاهما جازمين بالوقف !! فما هو الصواب والراجح فى هذا الحديث برواياته الثلاثة ؟؟! قال الامام بن ابى حاتم فى علل الحديث )) رقم 2048)) سالت أبى عن حديث رواه عبد الله بن صالح بن مسلم عن فضيل بن مرزوق عن عطية عن ابى سعيد عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ((اذا خرج الرجل من بيته فقال ((اللهم بحق السائلين عليك وبحق ممشاى وذكر الحديث...)) ورواه ابو نعيم عن فضيل عن عطية العوفى عن ابى سعيد موقوف ؟ .
قال ابى موقوف أشبه )) واشار الذهبى فى ميزان الاعتدال رقم ((4384)) الى رواية عبد الله بن صالح هذه ثم قال : ((خالفه ابو نعيم رواه عن فضيل مما رفعه )) ثم نقل كلمة ابى حاتم فى ترجيح وقفه قائلاً : ((قال ابو حاتم : وقفه اشبه)) .
قلت ((اى الشيخ على حسن)) وهذا الترجيح الدقيق من هذين العلمين الجليلين امام فى المتقدمين وآخر فى المتأخرين يدل على عمق نظر وعظيم دراية وعلو كعب فى علم علل الحديث . والوجه فى ترجيحهما هذا كما هو ظاهر ان الامامين الجليلين الثقتين وكيع بن الجراح وفضيل بن غزوان مكانهما عالٍ فى الثبت والحفظ فلا يقارن بهما امثال عبد الله بن صالح العجلى والفضل بن الموفق ففيهما كلام كثير . اذاً ليس من شك ان القول قولهما والحق مركبهما . ولا يقال عن الرواية الموقوفة ((لها حكم الرفع))( ) . وقول الامام ابى حاتم فى (العلل) بأن وقف هذا الحديث اشبه غير مؤثر لان هذا الموقوف له حكم الرفع اذ لا مجال للراى فيما تضمنه )) ( ) .
اقول : لا يصلح هذا الكلام عند الترجيح بين المرويات والمقارنة بين الروايات كما لا يخفى على المشتغلين بهذا العلم فكم من رواية مرفوعة اعلل بالوقف رحمهم الله . وهذه الروايه التى نحن بصدد تحقيق القول فيها مثال تطبيقى على ما ذكرت ولله الحمد .قال الحافظ بن حجر فى النكت على بن الصلاح )) فالسبيل الى معرفة سلامة الحديث من العلة ان تجتمع طرقه فان اتفقت رواته واستووا ظهرت سلامته وان اختلفوا امكن ظهور العلة فمدار التعليل فى الحقيقة على بيان الاختلاف ))( ) . فكيف اذا إنضاف الى علة الوقف هذه علة اخرى وهى الاضطراب فى متنه ؟؟ فقد روى ابن مردويه فى تفسيره )) عن ابى سعيد الخدرى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اذا قضى صلاته ((اللهم انى أسالك بحق السائلين عليك فإن للسائلين عليك حقاً ايما عبد او امة من اهل البر والبحر تقبلت دعوتهم واستجبت دعائهم ان تشركنا فى صالح ما يدعونك به وأن تعافينا وإياهم واتقبل منا و منهم و أن تتجاوز عنا و عنهم بأنا آمنا بما أنزلت و أتبعنا الرسول فأكتبنا مع الشاهدين)) وكان يقول ((لا يتكلم بهذا احد من خلقه الا واشركه الله فى دعوة اهل برهم وبحرهم فعمتهم وهو مكانه)) قلت ((اي على حسن)) ويغلب على الظن انه من طريق العوفى ايضاً اذ راويه هنا ابو سعيد ولم يعرف المتن عنه الا من طريقه كما هو صنيع الحفاظ . فإضطرابه هنا بالمتن يجعل الدعاء عقب الصلاة ثم ايراد عدة زيارات لم ترد فى المتن المشهور يجعل الناقد يجزم بتعليل روايته فكيف اذا كان له علل اخرى))( ) . كما بينا وكما سياتى وقد يقول قائل من الروافض الهالكين او الصوفية الضالين اذا كان هذا الحديث ضعيفاً لماذا أورده إمامكم محمد بن عبد الوهاب نقول فى الرد على هولاء الجهال ان الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله يعرف ضعف هذا الحديث كما بيِّنا فيما سبق وانما اورده فى كتابه من باب ((من أسند فقد أحال)) وهذه العبارة مشهورة بين طلبة الحديث وكثير من كبار ائمة الحديث كالامام احمد وغيره رحمهم الله يوردون أحاديث ضعيفة ساقطة معرضين عن بيانها لان ذكر الاسناد عندهم من البيان . يقول الحافظ بن حجر فى النكت ((2/863)) ما نصه ((والاكتفاء بالحوالة على النظر فى الاسناد طريقة معروفة لكثير من المحدثين وعليها يحمل ما صدر من كثير منهم من إيراد الأحاديث الساقطة معرضين عن بيانها صريحاً وقد وقع هذا لجماعه من كبار الائمة وكان ذكر الاسناد عندهم من جملة البيان))( ) . وقد روى الامام احمد وغيره حديث ((فضيل بن مرزوق عن عطية العوفى عن ابى سعيد الخدرى عن النبى صلى الله عليه وسلم فى دعاء ((اللهم انى اسألك ........الخ من باب ((من اسند فقد أحال)) ومن باب ((ذكر الاسناد من جملة البيان)) الا ان الامام احمد وغيره من ائمة السنة بعد ان رووا هذا الحديث بينوا ضعفه فى موضع آخر وكان الموضع يتطلب منهم بيان حال السند قال الامام عبد الله بن الامام بن حنبل رحمه الله فى العلل ومعرفة الرجال ((رقم 1306)) ((سمعت ابى ذكر عطية العوفى فقال هو ضعيف الحديث . قال ابى : بلغنى ان عطية كان يأتى الكلبى فيأخذ عنه التفسير وكان يكنيه بابى سعيد فيقول قال ابو سعيد قال الذهبى فى الميزان ((3/Cool) ((يعنى يوهم انه الخدرى)) ( ) . وكان هشيم يضعف حديث عطية)) وفى العلل ((رقم 4502)) ايضاً ((وكان سفيان يعنى الثورى يضعف حديث عطية))( ) . ونقل الامام البخارى فى ((التاريخ الصغير )) ((2/302)) عن احمد قوله فى بعض مرويات عطية : ((أحاديث الكوفيين هذه مناكير)) ثم قال : ((وكان هشيم يتكلم فيه)) واقر ذلك كله وقال النسائي فى الضعفاء رقم ((481)) ((ضعيف)) وروى العقيلى فى الضعفاء رقم ((1392)) عن ابن معين قوله فيه ((كان عطية العوفى ضعيفاً ))( ) . وروى ابن ابى حاتم فى الجرح والتعديل ((6/383)) عن ابيه قوله فيه : ((ضعيف الحديث يكتب حديثه)) ثم روى عن ابى زرعة قوله : ((كوفى ليّن)) وقال بن حبان فى المجروحين )) ((2/176)) ((سمع من ابى سعيد الخدرى احاديث فلما مات ابو سعيد جعل يجالس الكلبى ويحضر قصص فاذا قال الكلبى : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا فيحفظه وكناه ابا سعيد ويروى عنه فإذا قيل له : من حدثك بهذا ؟ فيقول حدثنى ابو سعيد فيتوهمون انه يريد ابا سعيد الخدرى . وانما اراد به الكلبى فلا يحل الاحتجاج به ولا كتابة حديثه الا على وجه التعجب)).
وقال الدار قطنى فى سننه ((4/39)) ((عطية ضعيف)) وفى الضعفاء ((رقم 480)) لأبن شاهين ((ضعفه احمد ويحى)) ( ) . و((لقد اشار بن حزم فى المحلى ((7/419و 10/309و11))86)) الى ضعفه وقال فيه مرة ((هالك)) ( ) . وضعف به الامام بن القيم فى ((زاد الميعاد)) 1/439)) واصفاً لحديثه انه فيه ((...عدة بلايا)) وأورد عطية بن الجوزى فى ((الضعفاء والمتروكين)) 2/180 ناقلاً كلمات بعض الائمة فى توهينه واعل فى الموضوعات ((1/114/، 151 ، 2/305 و 3/129 ، 166 )) وغيرها كثير ))( ) . وقال الحافظ بن حجر فى عطية العوفى فى ((مراتب المدلسين)) رقم 122)) ((ضعيف الحفظ مشهور بالتدليس القبيح))( ) .
وقال فى فتح البارى ((9/66)) ((فيه ضعف)) ( ) .وقال الحافظ بن حجر فى فتح البارى لشرح صحيح البخارى عن حديث ((اخرجه الدارقطنى من طريق عطية وهو ضعيف))( ) . وثم نقول بعد ان اوردنا اقوال ائمة الجرح والتعديل فى تضعيف هذا الحديث اننا لو سلمنا جدلاً بصحته فالحديث لا يدل بأى وجه على تجويز التوسل البدعى وانما يدل على التوسل المشروع كما سيأتى من كلام اهل السنة المحضة : قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله فى معرض رده على اهل البدع الذين يستدلون بهذا الحديث لتجويز التوسل بجاه فلان او حق فلان يبين رحمه الله بأن هذا الحديث ولو صح لا يدل على انواع التوسل البدعى وقال ما نصه ((لا حجة فيه فان حق السائلين عليه ان يجيبهم وحق العابدين ان يثيبهم ))( ) . وفسر شيخ الاسلام وامام الدعوة محمد بن عبد الوهاب هذا الحديث بمثيل قول شيخ الاسلام ابن تيمية فقال رحمه الله تعالى ((..... حق السائلين هو الاثابة وحق الماشين هو الثواب))( ) . وهذا يدل على ان شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب يقول بقول شيخ الاسلام ابن تيمية فى تضعيف الحديث المذكور فيما سبق لان شيخ الاسلام محمد بن عب الوهاب من اكثر العلماء اقتداء بشيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله . وأكد شارح الطحاوية بأن هذا الحديث لا يدل على التوسل البدعى وقرر بان هذا الحديث يدل على انواع التوسل المشروع واليكم نص كلام العلامة ابن ابى العز الحنفى ((....وكذلك الحديث الذى فى المسند من حديث ابى سعيد عن النبى صلى الله عليه وسلم فى قول الماشى الى الصلاة ((اسألك بحق مماشى هذا وبحق السائلين عليك)) فهذا حق السائلين هو اوجبه على نفسه فهو الذى احق للسائلين أن يجيبهم وللعابدين ان يثيبهم ولقد أحسن القائل :
ما للعابدين عليه حق واجب **** كلا ولا سعى لديه ضائع .
إن عذبوا فبعدله او نعموا**** فبفضله وهو الكريم السامع .
فان قيل : فاى فرق بين قول الداعى : ((بحق السائلين عليك)) وبين قوله: ((بحق نبيك)) او نحو ذلك ؟ فالجواب : ان معنى قوله : ((بحق السائلين عليك)) انك وعدت السائلين بالاجابة وانا من جملة السائلين فأجب دعائى بخلاف قوله : بحق فلان فان فلاناً وان كان له حق على الله بوعده الصادق فلا مناسبة بين ذلك . وبين اجابة دعاء السائل . فكأنه يقول : لكون فلان من عبادك الصالحين اجب دعائى واى مناسبة فى هذا واى ملازمة ؟ وانما هذا من الاعتداء فى الدعاء وقد قال تعالى ((ادعوا ربكم تضرعاً وخفية انه لا يحب المعتدين))( ) . وهذا ونحوه من الادعية المبتدعة ولم ينقل عن النبى صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة ولا عن التابعين ولا عن احد من الائمة رضى الله عنهم وانما يوجد مثل هذا فى الحروز والهياكل التى يكتب بها الجهال والطرقية والدعاء من افضل العبادات ، والعبادات مبناها على السنة والاتباع لا على الهوى والابتداع وان كان مراده الإقسام على الله بحق فلان فذلك محذور ايضاً لان الاقسام بالمخلوق لا يجوز فكيف على الخالق ؟! وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم ((من حلف بغير الله فقد اشرك)) ( ) .
وقال رحمه الله فى معرض رده على اهل البدع ما نصه ((واما الاستشفاع بالنبى صلى الله عليه وسلم وغيره فى الدنيا الى الله تعالى فى الدعاء ففيه تفصيل فان الداعى تارة يقول بحق نبيك او بحق فلان ، يقسم على الله بأحد من مخلوقاته فهذا محّذور من وجهين أحدهما انه أقسم بغير الله والثاني إعتقاده ان لأحد على الله حقاً ولا يجوز الحلف بغير الله وليس لاحد على الله حق الا ما احقه على نفسه كقوله تعالى ((وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ))( ) ( ) . نقول لهذا المفترى الجاهل المدعوا محمد احمد هذا هو منهج الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه والتابعين والائمة الاربعة مالك وابو حنيفة واحمد والشافعى بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك
خامساً : ((وأما قول المفترى ((...اما قدرة الائمة على التصرف فى الكائنات فليست مجال نقاش فهى ثابتة بكتاب الله فها هو أحد أولياء الله تعالى من أمة سيدنا سليمان ينقل عرش بلقيس فى طرفة عين من اليمن الى شمال الجزيرة وأين أولياء الامة السليمانية من أولياء الأمة المحمدية الذين يقول فيهم المولى سبحانه((كنتم خير امة اخرجت للناس)) واين اولياء الامة المحمدية من الائمة من آل البيت صلى الله عليه وسلم ))( ) . انتهى كلامه بالنص . نقول لهذا المفترى الضال بان قولك هذا هو مثيل قول العراقى داؤد بن جرجيس وقد رد عليه الامام العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الامام محمد بن عبد الوهاب رداً قوياً فى كتابه القيم الذى بعنوان ((تحفة الطالب والجليس فى كشف شبه داؤد بن جرجيس)) يقول العلامة عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله فى معرض رده على العراقى ما نصه ((فصل قال العراقى : ومن الادلة على جواز دعاء الصالحين وندائهم ما ذكره الله عن نبيه سليمان وقوله لاصف))( ) . وقد طلب منه ما لا يقدر عليه الا الله فنقول: سبحانك هذا بهتان عظيم ما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا. وقصة آصف من أدلة التوحيد وآصف توسل الى الله بتوحيده وإلهيته وكرر ذلك فى دعائه وقد قيل انه يعرف الاسم الاعظم فهو طلب من الله راغب اليه ، سائل له وسليمان عليه السلام امر ليس بسائل ولا طالب .
وفرق بين الأمر والمسألة ومن لم يفرق بين الأمرين ولم يدر حكم المسألتين فليرجع الى وراء وليقتبس نوراً من كلام ائمة العلم والهدى وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب : ((لا تنسانا يا اخى من صالح دعائك ))( ) . وهذا من جنس الاسباب العادية فان الرجل اذا كان معروفاً بالصلاح وإجابة الدعاء فطلب منه الدعاء او امر به فدعا الله واستجيب له لا يكون هو الفاعل للاستجابة وليس المطلوب منه ما يختص بالله من الفعل وانما يطلب منه ما يختص به من الدعاء والتضرع فالاية من أدلة التوحيد وصرف الوجوه الى الله ، واقبال القلوب عليه فان آصف توسل الى الله بتوحيده وربوبيته وقصده وحده ولم يقصد سليمان ولا غيره مع ان سليمان أفضل منه لنبوته . وفيها ان الانبياء لا يسالون ولا يقصدون بل ربما صار حصول مقصودهم ونيل مطلوبهم على يد من هو دونهم من المؤمنين وان من اعظم الوسائل واشرف المقاصد هو : توحيد الله بعبادته ودعائه وحده لا شريك له كما فعل آصف وفيها براءة اولياء الله من الحول والقوة كما دلت عليه القصة ، فانه توضأ وصلى ودعا فقال فى دعائه ((يا ذا الجلال والاكرام)) قال مجاهد وقال الزهرى يا الهنا واله كل شئ الهاً واحداً لا اله الا انت ائتنى بعرشها)) فاى شبه تبقى مع هذا واى حجة فيه على ان غير الله يدعى ))( ) . انتهى كلامه رحمه الله .
سادساً : ((قول المفترى : ((ثم احد الوهابية المزعومين وهو ((ابن القيم)) نقل فى كتابه مدارج السالكين الجزء 2 صفحة 517 فى باب الفراسة ان شيخه وهو ابن تيمية تنبأ له باشياء عديدة ومنها هزيمة التتار وان بن تيمية ذكر انه قرأ فى اللوح المحفوظ فلماذا يعتقد الوهابية فى ائمتهم علم الغيب وينكرون على الناس ؟)) نقول فى الرد على هذا المدلس الضال قولك ((ان بن تيمية قرأ ذلك فى اللوح المحفوظ)) هذا من اكذب الكذب وابطل الباطل فشيخ الاسلام من أبعد الناس عن مثل هذا الكلام ولتأكيد ما ذكرنا اليكم نص ما نقله الامام ابن القيم فى كتابه مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد واياك نستعين فى الجزء الثاني صفحة 510 يقول الامام بن القيم رحمه الله .((ولقد شاهدت من فراسة شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله اموراً عجيبة ومالم أشاهد منها اعظم واعظم ووقائع فراسته تستدعى سفراً ضخماً واخبر اصحابه بدخول التتار الشام سنة تسع وتسعين وستمائه وان جيوش المسلمين تكسر وان دمشق لا يكون بها قتل عام ولا سبى عام وان كَلَب الجيش وحدته فى الاموال : وهذا قبل ان يهِمَّ التتار بالحركة ثم اخبر الناس والامراء سنة اثنتين وسبعمائه لما تحرك التتار وقصدوا الشام : ان الدائرة والهزيمة عليهم وان الظفر والنصر للمسلمين واقسم على ذلك اكثر من سبعين يميناً . فيقال له قل ان شاء الله فيقول ان شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً وسمعته يقول ذلك . قال فلما اكثروا عليه قلت لا تكثروا. كتب الله فى اللوح المحفوظ انهم مهزمون فى هذه الكره وان النصر لجيوش الاسلام قال واطعمت بعض الامراء والعسكر حلاوة النصر قبل خروجهم الى لقاء العدو . وكانت فراسته الجزئية فى خلال هاتين الواقعتين مثل المطر )) ( ) . أهـ نقول للمفترى لم يقل شيخ الاسلام فى كلامه المتقدم انه ((قرأ )) انظر الى كلام شيخ الإسلام المتقدم وهو ما نصه ((...... كتب الله فى اللوح المحفوظ انهم مهزمون فى هذه الكرة وان النصر لجيوش الاسلام )) وثم انظر الى كلام المفترى كيف انه زعم بأن شيخ الاسلام بن تيمية قرأ فى اللوح المحفوظ وهنالك فرق شاسع بين قول المفترى قرأ فى اللوح المحفوظ و قول شيخ الإسلام كتب الله فى اللوح المحفوظ ..........الخ ومن أراد أن يفهم كلام شيخ الاسلام المتقدم فليتابعه من بداية الكلام فإنه رحمه الله ربط قوله ((كتب الله فى اللوح المحفوظ)) بمشيئة الله تعالى وانظر ان شئت الى قوله : ((ان شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً)) ولتأكيد ما ذكرناها إليكم كلام شيخ الاسلام مفصلاً فى هذه المسألة الخطيرة يقول شيخ الاسلام فى كتابه القيم ((الفرقان بين الحق والباطل)) ويمتاز هذا الكتاب بانه آخر ما ألفه شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله حيث ألفه وهو سجين بسجن القلعة بدمشق يقول رحمه الله تعالى فى هذا الكتاب ((.....وعلى كل ان يقول امنا بالله وما انزل الينا كما امر الله بلا استثناء وهذا متفق عليه بين المسلمين ، ما استثنى احد من السلف قط فى مثل هذا ، وانما الكلام اذا اخبر عن نفسه بانه مؤمن كما يخبر الله عن نفسه بانه بُرتقى فقول القائل له انت مؤمن هو عندهم كقوله هل انت برتقى ، فاذا قال انا برتقى فقول : القائل له انت مؤمن هو عندهم كقوله هل انت برتقى فاذا قال انا برتقى لله ذكى نفسه فيقول ان شاء الله وارجوا ان اكون كذلك . وذلك ان الايمان التام يتعقبه قبول الله له ، اى يتوقف الله له وجزاءه عليه وكتابة الملك له فالاستثناء يعود الى ذلك لا الى ما علمه هو من نفسه وحصل واستقر فإن هذا لا يصح تعليقه بالمشيئة بل يقال هذا حاصل بمشيئة الله وفضله واحسانه وقوله فيه انشاء الله بمعنى اذ شاء الله وذلك تحقيق لا تعليق والرجل قد يقول والله ليكون كذا ان شاء الله وهو جازم بانه يكون فالمعلق هو الفعل كقوله ((لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله)) والله انهم سيدخلونه و يقول الأدمى لأفعلن كذا إن شاء الله وهو لا يجزم بأن يقع ولكن يرجوه فيقول يكون إنشاء الله ثم عزمه عليه قد يكون جازماً ولكن لا يجزم بوقوع المعزوم عليه وقد يكون العزم متردداً معلقاً بالمشيئة ايضاً ولكن متى ما كان المعزوم عليه معلقاً لزمه تعليق بقاء العزم فانه بتقدير ان تعليق العزم ابتداءً او دواماً فى مثل ذلك ))( ) . من تأمل كلام شيخ الاسلام المتقدم يتبين له تماما قصده ومراده من قوله ((كتب الله فى اللوح المحفوظ أنهم مهزمون فى هذه الكره وان النصر لجيوش الاسلام ))( ) .)و ثم تأمل كيف ربط شيخ الاسلام قوله هذا بمشيئة الله بقوله ((ان شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً))( ) . وقال رحمه الله تعالى هذا الكلام للامراء والجند تشجيعاً لهم وتقوية لارواحهم المعنوية فكان ذلك ,يقول شيخ الاسلام مؤكداً ما ذكرناه ((.....وأطعمت بعض الأمراء والعسكر حلاوة النصر قبل خروجهم الى لقاء العدو ))( ) .ويؤكد شيخ الاسلام بن تيمية فى كتابه العظيم ((الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان بأن المحدث او المتفرس الذى يخبر ببعض الأشياء ليس بمعصوم وإليكم نص كلامه ((.......ولهذا نظائر تبين تقدم أبى بكر على عمر مع ان عمر رضى الله عنه محدث فان مرتبة الصديق فوق مرتبة المحدث لان الصديق يتلقى عن الرسول المعصوم كل ما يقوله ويفعله والمحدث يأخذ عن قلبه أشياء وقلبه ليس بمعصوم فيحتاج أن يعرضه على ما جاء به النبى المعصوم ولهذا كان عمر رضى الله عنه يشاور الصحابة رضى الله عنهم ويناظرهم ويرجع إليهم فى بعض الأمور وينازعونه فى أشياء فيحتج عليهم ويحتجون عليه بالكتاب والسنة ويقرهم على منازعته ولا يقول أنا محدث ملهم مخاطب فينبقى لكم أن تقبلوا منى ولا تعارضونى فأي أحد إدعى أو أدعى له أصحابه أنه ولى لله وانه مخاطب يجب على اتباعه ان يقبلوا منه كل ما يقوله ولا يعارضوه ويسلموا له حاله من غير إعتبار بالكتاب والسنة فهو وهم مخطئون ومثل هذا أضل الناس فعمر بن الخطاب رضى الله عنه أفضل منهم وهو أمير المومنين وكان المسلمون ينازعونه ويعرضون ما يقوله وهو وهم على الكتاب والسنة وقد اتفق سلف الامة وأئمتها على ان كل احد يؤخذ من قوله ويترك الا رسول الله صلى الله عليه وسلم))( ) أهـ وقرر شيخ الاسلام انه لا يؤخذ قول كائن من كان اذا خالف الكتاب والسنة بفراسته او غيره وإليكم نص كلامه ((وكل من خالف شيئاً مما جاء به الرسول مقلداً فى ذلك لمن يظن انه ولى لله فإنه بنى أمره أنه ولى لله وان ولى الله لا يخالف فى شئ ولو كان هذا الرجل من أكابر أولياء الله ، كأكابر الصحابة والتابعين لهم باحسان لم يقبل منه ما خالف الكتاب والسنة فكيف إذا لم يكن كذلك ؟ وتجد كثير من هؤلاء عمدتهم فى إعتقاد كونه ولياً لله انه قد صدر عنه مكاشفات فى بعض الأمور أو بعض التصرفات الخارقة للعاده مثل ان يشير إلى شخص فيموت أو يطير فى الهواء إلى مكة أو غيرها أو يمشى على الماء أحياناً أو يملأ إبريقاً من الهواء أو ينفق بعض الأوقات .من الغيب أو يختفى أحياناً عن أعين الناس ، أو ان بعض الناس استغاثة به وهو غائب او ميت فرأه قد جاءه فقضى حاجته أو يخبر الناس بما يسرق لهم او بحال غائب لهم او مريض او نحو ذلك من الأمور وليس فى شئ من هذه الأمور ما يدل على ان صاحبها ولى الله بل اتفق أولياء الله على ان الرجل لو طار فى الهواء او مشى على الماء لم يغتر به حتى ينظر متابعته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وموافقته لامره ونهيه وكرامات أولياء الله تعالى أعظم من هذه الأمور وهذه الأمور الخارقة للعادة وان كان قد يكون صاحبها ولياً لله فقد يكون عدواً لله فإن هذه الخوارق تكون لكثير من الكفار والمشركين وأهل الكتاب والمنافقين وتكون لأهل البدع وتكون من الشياطين فلا يجوز ان يظن ان كل من كان له شئ من هذه الأمور انه ولى لله بل يعتبر أولياء الله بصفاتهم وأفعالهم وأحوالهم التى دل عليها الكتاب والسنة ويعرفون بنور الإيمان والقرآن وبحقائق الايمان الباطنة وشرائع الاسلام الظاهرة مثال ذلك ان هذه الامور المذكورة وأمثالها قد توجد فى أشخاص ويكون أحدهم لا يتوضأ ولا يصلى الصلوات المكتوبة بل يكون ملابساً للنجاسات معاشراً للكلاب يأوى الى الحمامات والقمامين والمقابر فى المزابل رائحته خبيثة ، لا يتطهر الطهارة الشرعية ولا يتنظف وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم ((لا تدخل الملائكة بيتاً فيه جنب ولا كلب ))( )وقال عن هذه الاخلية ((إن هذه الحشوش محتضرة ))( ) أى يحضرها الشيطان ......الخ ))( )أهـ ويقول شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله تعالى ((والأسود العنسى الذى ادعى النبوة كان له من الشياطين من يخبره ببعض الأمور المغيبة فلما قاتله المسلمون كانوا يخافون من الشياطين ان يخبروه بما يقولون فيه حتى اعانتهم عليه امرأته لما تبين لها كفره فقتلوه وكذلك مسيلمة الكذاب كان معه من الشياطين من يخبره بالغيبيات ويعينه على بعض الأمور وأمثال هؤلاء كثيرون مثل الحارث الدمشقى الذى خرج بالشام زمن عبد الملك ابن مروان وإدعى النبوة وكانت الشياطين تخرج رجليه من القيد وتنمع السلاح ان ينفذ فيه وتسبح الرخامة اذا مسها بيده وكان يرى الناس رجالاً وركباناً على خيل فى الهواء ويقول هى الملائكة وانما كان جناً. ولما امسكه المسلمون ليقتلوه طعنه الطاعن بالرمح فلم ينفذ فيه فقال له عبد الملك : إنك لم تسم الله فسم الله فطعنه فقتله . وهكذا أهل الاحوال الشيطانية تنصرف عنهم شياطينهم اذا ذكر عندهم ما يطردها مثل اية الكرسي فإنه قد ثبت فى (الصحيح ) عن النبى صلى الله عليه وسلم فى حديث ابى هريرة رضى الله عنه لما وكله النبى صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة الفطر فسرق منه الشيطان ليلة بعد ليلة وهو يمسكه فيتوب فيطلقه فيقول له النبى صلى الله عليه وسلم ((ما فعل أسيرك البارحة؟ فيقول ((زعم انه لا يعود فيقول كذبك وانه سيعود))فلما كان فى المرة الثالثة قال : دعنى حتى اعلمك ما ينفعك إذا أويت إلى فراشك فاقرأ اية الكرسى : ((الله لا اله الا هو الحي القيوم ))( ) .الى آخرها فإنه لا يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فلماء أخبر النبى صلى الله عليه وسلم قال : ((صدقك وهو كذوب)) وأخبره انه شيطان ))( ) ولهذا اذا قرأها الانسان عند الأحوال الشيطانية بصدق أبطلتها ،مثل من يدخل النار بحال شيطانى او يحضر المكاء والتصدية فتنزل عليه الشياطين وتتكلم على لسانه كلاماً لا يعلمه وربما لا يفقه وربما كاشف بعض الحاضرين بما فى قلبه وربما تكلم بألسنة مختلفة كما يتكلم الجني على لسان المصروع . والانسان الذى حصل له الحال لا يدرى بذلك بمنزلة المصروع الذى يتخبطه الشيطان من المس ولبسه وتكلم على لسانه فاذا أفاق لم يشعر بشئ مما قال ))( ) .أهـ ونقول للمدعو محمد أحمد حامد بأن شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله من أبعد الناس بأن يقول بأنه ((قرأ فى اللوح المحفوظ)) كما زعمت أيها المفترى الجاهل بل أنتم من الصوفية والروافض الذين زعمت أنكم تقرأون ما فى اللوح المحفوظ وبل إدعيتم بأن من علوم الرسول صلى الله عليه وسلم علم اللوح والقلم وقد رد شيخ الاسلام بن تيمية على هؤلاء رداً جيداً مفيداً كما سيأتى قال العلامة سليمان بن عبد الله آل الشيخ((وقد ذكر شيخ الاسلام بن تيمية فى كتاب ((الاستغاثة)) عن بعض أهل زمانه انه جوز الاستغاثه بالرسول صلى الله عليه وسلم فى كل ما يستغاث فيه بالله وصنف فيه مصنفاً وكان يقول : ان النبى صلى الله عليه وسلم يعلم مفاتيح الغيب التى لا يعلمها الا الله . وحكى عن آخر من جنسه يباشر التدريس وينسب الى الفتيا انه كان يقول ان النبى صلى الله عليه وسلم يعلم ما يعلمه الله ويقدر على ما يقدر عليه الله وان هذا السر انتقل بعده الى الحسن ثم انتقل فى ذرية الحسن الى ابى الحسن الشاذلى وقالوا : هذا مقام القطب الغوث الفرد الجامع ، ومن هؤلاء من يقول فى قول الله تعالى ((وسبحوه بكرة وأصيلا ))( ) .أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذى يسبح بكرة وأصيلاً ومنهم من يقول نحن نعبد الله ورسوله فيجعلون الرسول معبوداً )) قلت : وقال البصيرى
فإن من جودك الدنيا و ضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم.
فجعل الدنيا والآخرة من جوده وجزم بأنه يعلم ما فى اللوح المحفوظ وهذا الذى حكاه شيخ الاسلام ((ابن تيمية)) عن ذلك المدرس وكل ذلك كفر صريح ومن العجب ان الشيطان أظهر لهم ذلك فى صورة محبته عليه السلام وتعظيمه ومتابعته وهذا شأن اللعين لا بد ان يمزج الجق بالباطل ليروج على أشباه الأنعام أتباع كل ناعق الذين لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق لأن هذا ليس بتعظيم فإن التعظيم محله القلب واللسان والجوارح وهم أبعد الناس منه فإن التعظيم بالقلب : ما يمنع إعتقاد كونه عبداً رسولاً من تقديم محبته على النفس والولد والوالد والناس اجمعين ويصدق هذه المحبة أمران : أحدهما : تجريد التوحيد فإنه صلى الله عليه وسلم كان أحرص الخلق على تجريده حتى قطع أسباب الشرك ووسائله من جميع الجهات حتى قال له رجل : ما شاء الله وشئت . قال : ((أجعلتنى لله نداً ؟ بل ما شاء الله وحده)) ونهى أن يحلف بغير الله الى ان قال رحمه الله الثانى تجريد متابعته وتحكيمه وحده فى الدقيق والجليل من أصول الدين وفروعه والرضى بحكمه والانقياد له والتسليم والإعراض عما خالفه وعدم الإلتفات الى من خالفه حتى يكون وحده هو الحاكم المتبع المقبول قوله المردود ما خالفه ))( ) أهـ ونقول فى كلام شيخ الاسلام الذى أورده الإمام سليمان بن عبد الله آل الشيخ فيه رد قوى قاطع على المفترى وأمثاله وان ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد ونقول للمفترى اذا كان شيخ الاسلام بن تيمية ينكر ويرد على الذين يزعمون بأن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم ما يعلمه الله ويعلم مفاتيح الغيب التى لا يعلمها الا الله وان من علومه علم اللوح والقلم . اذا كان شيخ الاسلام يرد على هؤلاء الضلال ويدينهم بالضلال فكيف يعقل أن يقال أن شيخ الاسلام ابن تيمية قرأ ذلك فى اللوح المحفوظ )) كما ادعى المفترى نقول من المحال ان يعتقد او يقول شيخ الاسلام بتلك المقالة الضاله التى ذكرها المفترى بل كما رأيت اخى قارئ شيخ الاسلام بن تيمية رد على من زعم بان الرسول من علمه علم اللوح والقلم بل وأدانهم بالضلال كما قرأتم فى كلامه المتقدم – يواصل شيخ الاسلام بن تيمية فى الرد على هؤلاء الضلال فيقول ((....هؤلاء الملاحدة المتفلسفة زعموا أنهم أولياء الله وإن أولياء الله أفضل من أنبياء الله وإنهم يأخذون عن الله بلا واسطة كإبن عربى صاحب ((الفتوحات)) و ((الفصوص)) فقال ((انه يأخذ من المعدن الذى أخذ منه الملك الذى يوحى به إلى الرسول والمعدن عنده هو العقل والملك هو الخيال والخيال تابع للعقل وهو بزعمه يأخذ عن الذى هو الأصل وهو الخيال والرسول يأخذ عن الخيال فلهذا صار عنده نفسه فوق النبى ولو كان خاصة النبى ماذكروه ولم يكن هو من جنسه فضلاً عن ان يكون فوقه فكيف وما ذكروه يحصل لأحاد المؤمنين ؟! والنبوة أمر وراء ذلك فإن بن عربى وأمثاله وان إدعوا انهم صوفية فهم من صوفية الملاحدة )).( ) . قلت : هذه العقائد الفاسدة والخيالات الكاسدة هى مثيل عقيدة الخمينى وحكومته الرافضية الشيطانية الايرانية وكذلك مثيل عقيدة هذا المفترى المدعو محمد أحمد حامد . ويواصل شيخ الإسلام فى دحض ضلالات الصوفية والروافض فيقول ((......وكان هذا لقلة علمه بالفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان وظن أن ما يؤمن به الشيوخ فى قلوبهم هو من الله وإن من قال حدثنى قلبى عن ربى فإن الله هو يناجيه ومن قال أخذتم علمكم ميتاً عن ميت وأخذنا علمنا عن الحى الذى لا يموت هو كذلك وهذا أضل ممن إدعى الإستغناء عن الأنبياء وانه لا يحتاج الى واسطتهم ويواصل شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله تعالى فى كشف ودحض ضلالت الصوفية والروافض فيقول ((....فإذا ادعى المدعى ان محمداً صلى الله عليه وسلم إنما علم هذه الأمور الظاهرة دون حقائق الإيمان وأنه لا يؤخذ هذه الحقائق عن الكتاب والسنة فقد ادعى ان بعض الذى آمن به مما جاء به الرسول دون البعض الآخر وهذا شر ممن يقول أؤمن ببعض وأكفر ببعض ولا يدعى هذا البعض الذى آمن به ادنى القسمين وهؤلاء الملاحدة يدعون ان الولاية أفضل من النبوة ويلبسون على الناس فيقولون ولايته أفضل من نبوته وينشدون :


عدل سابقا من قبل أبو عائشة إسماعيل خيرى في الجمعة ديسمبر 14, 2012 2:51 pm عدل 1 مرات (السبب : خطأ مطبعى)

أبو عائشة إسماعيل خيرى
Admin

المساهمات : 244
تاريخ التسجيل : 21/08/2012
العمر : 57
الموقع : منتديات أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب

https://asdf.sudanforums.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى